|
رباح الصادق تعود بقوة ..مؤسسة عمر نور الدائم ومركزه
|
رباح الصادق منذ توفي في حادث حركة أليم قبل حوالي تسعة أشهر في غرة رمضان المنصرم بصحبة سيدنا عبد الله اسحق عليهما رحمة الله، وحركة دءوبة لإخراج عمل باسم الدكتور عمر نور الدائم تتصل.. كانت اللجنة التمهيدية الأولى تجتمع برئاسة الدكتور حامد البشير الذي سلم الراية حينما أزف وقت سفره للدكتور إبراهيم الأمين، حيث تواصلت مجهودات اللجنة التمهيدية، متنقلة بين منزل الدكتور عمر نور الدائم بالرياض وبين مقر المركز القومي للسلام والتنمية ببحري والذي استضاف مركز الدكتور عمر بأريحية يشكر عليها.. المركز الذي تحول الآن إلى ذراعين: مؤسسة عقدت جمعيتها العمومية يوم امس الثلاثاء 27 يوليو الحالي وسجلت لدى مفوضية العون الإنساني، ومركز ثقافي يسجل لدى وزارة الثقافة.. شارك في أعمال اللجنة التمهيدية كثيرون من مختلف الاتجاهات السياسية والتخصصات المهنية والفنية والصحفية، بعضهم رفيق درب للنضال السياسي، وبعضهم من منطلق أسري، وبعضهم جمعهم مع الدكتور المعين القومي والهم الوطني، وبعضهم غرف معه من منهل الأنصارية، وبعضهم ربطته مع شيخ العرب صداقة عمر، وبعضهم جمعته مع الدكتور لقطات من عمل صحفي أو جيرة لصيقة أو .. أو ثم هزتهم شخصيته الآسرة ببساطتها ووضوحها العجيب، كما قال الشاعر محمد صالح مجذوب في رثائه: أنت جسدت للوطن هكذا يشهد الصحاب في ابتساماتك العجاب في وضوح بلا حجاب نعم، تنعقد الجمعية العمومية اليوم وتنعقد عليها آمال كبار، وتحفها أسئلة صعبة.. فهل ستقدر المؤسسة أن تحتفظ بالروح القومية التي تجمع ما تنافر من بني الوطن في جبتها، بدون أن تدلس قولها أو تحيد عن هدفها، تماما كما كان يفعل عمر؟ وهل سترفرف روحه تلك على الفرقاء السياسيين الذين صموا عما يفرقهم طيلة فترة الحضانة للمؤسسة بغية أن يخرج العمل بالشكل اللائق بدكتور عمر، هل سيستمرون في ذلك النهج فلا يخوضون في لجة الخصام وينتبهون فقط للدفع بالعمل للأمام.. في مقبل الأيام؟ إن مؤسسة ومركز الدكتور عمر نور الدائم، علاوة على كونهما مؤسستين تخلدان ذكرى رجل عظيم في تاريخ السودان الحديث، هما أيضا ورقة امتحان للعمل الطوعي والعام في السودان، وفيهما سيثبت المجتمع المدني السوداني إما أنه يستطيع أن يتجاوز الخلافات في الرأي والاختلافات في التنظيمات السياسية -وهي من طبيعيات بل من ضرورات العمل العام الذي يخسف به التوحد في خانة الشمولية وبالتالي الخطل- يتجاوزهما من أجل هدف قومي سام، أو ليبرهن على العكس أن منابر العمل العام ومنظمات المجتمع المدني في السودان ليست سوى لافتات تعلق على كيانات تتحكم فيها أو تخصف بها اختلافات "طغموية" على حد تعبير الدكتور عبد الله علي إبراهيم الذي يسمي سياسة الاختلاف على المناصب والأفراد بسياسة الطغم. إننا إذ نحيي هذه المناسبة الوفية لرجل وفي، نرجو أن تعمها روحه تلك المعطاءة القادرة على تجاوز الخلافات والجمع بين مختلف الاتجاهات من أجل الهم القومي، بدون حياد عن خط الديمقراطية ولا عن الحل الإبداعي لجدلية الأصل والعصر.. وإن كان من كلمات أختم بها هذه الأمنية الغالية للمؤسسة والمركز في يوم مولدهما المؤسسي، فهي بعض كلمات كنت رثيت بهما الفقيد الحبيب -رحمه الله- يوم وفاته: ونحبه ما همّنا منا شانئ مر اللسانْ نعطيه تاجا من شرايين الجنانْ فهو الذي أعطى وردُّ الدَيْنِ للأحرارِ آنْ
********** هذا المقال ورد اليوم في صحيفة الصحافة السودانية تاريخ 28/7/2004م، لها الشكر والتحية والتجلة على هذه اللفتة البارعة والمجهود المقدر لها ولكل الأحباب .
|
|
|
|
|
|