دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
تسكعت في طرقات المدينة باحثاً عن اللاشيء محاولاً قتل العبث بداخلي .. مسحت بعينيّ أبواب المدينة السبعة أكثر من مرّة .. علّقت نظري مراراً على الحرس المنتشر في كل مكان.. تأملني الصبية الصغار الجالسون على الأرض الحجرية المغبرة .. تربعوا عراة على الأرض إلا من سراويل قصيرة قذرة وبراءتهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
Quote: تسكعت في طرقات المدينة باحثاً عن اللاشيء محاولاً قتل العبث بداخلي .. مسحت بعينيّ أبواب المدينة السبعة أكثر من مرّة .. علّقت نظري مراراً على الحرس المنتشر في كل مكان.. تأملني الصبية الصغار الجالسون على الأرض الحجرية المغبرة .. تربعوا عراة على الأرض إلا من سراويل قصيرة قذرة وبراءتهم . |
الاستاذ حمور في الحقيقه قصه رائعه ما احلاها وهي تحكي
عن ضياع سندريلا التي احسسنا بانها تضيع في دواخلنات
علها تجد مرسي تستكين فيه وتخبيئ الم الضياع وعته الصبا
جميله سندريلا وهي تحجز لها صفحات في دفترك لتكون بيننا
واصل ياحمور في انتظار الروعه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: طارق شاطر)
|
Quote: الاستاذ حمور في الحقيقه قصه رائعه ما احلاها وهي تحكي
عن ضياع سندريلا التي احسسنا بانها تضيع في دواخلنات
علها تجد مرسي تستكين فيه وتخبيئ الم الضياع وعته الصبا
جميله سندريلا وهي تحجز لها صفحات في دفترك لتكون بيننا
واصل ياحمور في انتظار الروعه |
طارق الشاطر .. شكرا لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
تجاوزته صامتاً .. أواصل التسكع بحثاً عن شيء أجهله لكنه يناديني حتماً .. انحرفت إلى طريق جانبي .. الضحكات الماجنة الممطوطة أسمعها بوضوح .. رائحة زيتية عطرة تدغدغ أنفي فأحس لها أثراً محبباً أسفل بطني .. شارع البغاء يمتد أمامي طويلاً .. أمد يدي أحصي نقودي .. ليس معي ما يكفي .. منذ أن حدد الملك حداً أدنى لسعر البغاء وفرض ضريبة على العاهرات قاطع كثيرون هذا الشارع .. قررت الانحراف مرّة أخرى مبتعداً .. لازال الصباح بعيداً وجولتي لم تنتهي بعد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
رأيتها تقف تحت مشعل تحتضر ناره في سرعة .. الظلال تتلاعب على وجهها فتتغير ملامحها بسرعة تلاعبها .. ترتدي ثوباً تلوح عليه سمات أناقة غابرة .. بقليل من الخيال يمكن تخيله أي ثوب سهرة جميل كان يوماً .. كان ضيقاً من أعلى ملتصقاً بالبطن والصدر .. يمسك به شريطان عريضان ينامان على الكتفين .. الشريطان كانا أبيضين – كسائر الثوب – في زمان مضى .. لكن لون أحدهما استحال إلى لون ترابي غامق.. وذهب الآخر ليحل مكانه شريط آخر بلون كالح .. الثوب كان واسعاً من أسفل تزينه انكسارات موزعة بدقة مبهرة.. لكن الرقع التي تبدوا عليه ليست من عمل ذات الخياط الماهر .. كانت رقعاً نثرتها يد الزمن كيفما اتفق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
حافية كانت – كأغلب نساء مدينتنا – وتمسك في يدها حقيبة جلدية مهترئة .. " هل ترغب في رفيقة ؟! " سألتني وأنا أمر جوارها .. الهمس لم يكن يوماً من طقوس عاهرات المدينة .. من يحترفن هذه المهنة كن ينادين على أنفسهن بثقة وتحد .. " أفضل من تسعد لياليك هي أنا " .. " تقدم لتمتع نفسك بالجسد المثير الأبيض بين أحضاني " .. "عند أخرى لن تجد صدراً كصدري ولا أردافاً كأردافي " .. عاهرات المدينة يمارسن مهنتهن تحت حماية القانون ومباركة المجتمع لذا كن لا يهمسن.. أما هذه فكانت تهمس ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
.. نظرت إليها .. شعرها الأغبر يتكوم على رأسها في إهمال غير محبب .. وجهها كان نحيلاً غائر الخدين .. علامات سوداء تكثر تحت عينيها حتى أكـاد لا أتبينهما .. بائسة هي ، والبؤس لم يكن ما أبحث عنه .. كدت أتجاوزها .. لكنها همست لي بجرأة تغتصبها اغتصاباً " ربما كان ما لم تر أجمل مما رأيت " .. نظرت إليها متسائلاً .. أنفاسها ارتفع صوتها .. مدت يدها الخالية إلى أسفل .. أمسكت طرف الثوب الذي ينتهي تحت الركبتين بقليل .. رفعته إلى أعلى كاشفة عن فخذيها .. فخذان أبيضان مستديران كأنهما عمودا مرمر .. لمعة لا تخطئها العين تلوح على سطحهما مع رقصة اللهب المحتضر في المشعل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
Quote: شعرها الأغبر يتكوم على رأسها في إهمال غير محبب .. وجهها كان نحيلاً غائر الخدين .. علامات سوداء تكثر تحت عينيها حتى أكـاد لا أتبينهما .. بائسة هي ، والبؤس لم يكن ما أبحث عنه ..
|
أستاذ حمور.. هذا ألق .. هذا إشراق تشع به روحك المُلهمَة..
لعل هذه "هيلين" التي أشعلت حرب طروادة.. رأيتها ذات يوم تجوب أزقة المدينة:
تبحث عن عدوى النسيان.. أثنى قامتها ثديان تداعا.. تتلذذ بعذاب الوشم.. وتذوب أنيناً في إهتياجات الألم..
فأنا أكاد أعرفها.. خالص مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
ركبتاها كانتا مسودتان .. سواد كذلك الذي يكسو ركب الأطفال قبل تعلم المشي .. لكن الثوب كان يواصل ارتفاعه كاشفاً عن أشياء أخرى جعلتني أنسى أمر الركبتين .. رفعت يدها إلى أعلى .. أعلى .. وأعلى .. الآن .. حين توقفت كانت يدها منتصبة في وضع عمودي إلى السماء .. الثوب كان يغطي جانباً من وجهها تاركاً جسدها نهباً لعيني .. الجسد العاري تبركت به عيناي طويلاً .. عندما قرأت بعينها الواحدة الظاهرة من خلف الثوب الرضا على وجهي أنزلته ببطء .. " ليس لدي ما يكفيك من المال " قلت .. الآن ماتت النار تماماً ف كسانا الظلام .. صوتها جاء بارداً خفيضاً " لن أكلفك الكثير ، أنا لا أدفع الضريبة " .. كان هذا مخالفاً للقانون لكن الجسد الذي رأيت لم يكن يعبأ بقانون .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
أشرت إليها أن تتبعني فسارت كأنها تسري .. غموض أسطوري يلف خطواتها وعيناها تغوصان في لجة الشرود .. اجتزنا شوارع عديدة في صمت .. وقعت أكثر من عين دهشة علينا .. سمعت عبارة ساخرة يقذفنا بها مار متعجل .. متسكع صاح بي أنني لم أحسن الاختيار .. لكني لم أكن مهتماً .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
عندما ولجنا البيت نفضت شرودها .. عيناها جالتا في الحجرة باهتمام .. اختارت مكاناً رأته مناسباً فأخفت فيه حقيبتها الجلدية المهترئة .. " ماذا بداخل هذه الحقيبة ؟ " سألتها . " انه ماض لا أحب أن أنساه ولا يسرني تذكره " .. لم أعتد أن يكون للعاهرات ماضي .. كلهن يعشن اللحظة فقط وهذه بدت مثلهن بعدما أخفت الحقيبة وخلعت ثوبها وتمددت على الفراش .. باعدت بين ساقيها ورفعت ردفيها إلى أعلى .. نظرت إلى في استعداد ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
خلعت ثوبي وغصت بين أحضانها .. الكون بجميعه عزف لحنه البدائي الخالد .. تجاوبت الطبيعة بنداءاتها الأزلية .. ترانيم الحقيقة البكر كانت تشتعل في محرابها.. صامتة كانت ، لكنها معطاءة .. وعندما انتزعت نفسي منها كنت أحس بالرضا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
تحدثت إليها فلم تجبني .. أغمضت عينيها ورحلت بذهنها إلى حيث أجهل .. بقينا صامتين لفترة .. " أريد فعل ذلك مرّة أخرى " قلت لها وأنا أنهض نحوها .. لم تجب .. فقط فتحت فخذيها ووضعت إحدى يديها على صدرها .. غصت فيها بعمق.. رشفت رحيق الخلود الأزلي حتى اكتفيت .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
عندما نهضت لترتدي ثوبها دفعت إليها بثلاث عملات .. نظرت إليها ملياً .. تناولت قطعة واحدة وتركت الباقي بيدي .. قبل أن أبدي دهشتي قالت " سيدي ! هذه العملة تكفيني " . قلت " لكن هذا أقل من الأسعار بكثير ؟ " .. " أنا لا أبيعك نفسي .. أنا أشتري منك كفايتي من المال " . " لكني لا أقبل أن .. " . قاطعتني " ليس من حقك أن تقبل أو ترفض يا سيدي .. أنا دفعت الثمن ومن حقي وحدي أن آخذ ما أحتاج إليه " . الدهشة تجلّت في ملامحي واضحة .. أحنقني منطقها المعكوس .. إنها تجعل نفسها مشترية وأنا بائعاً .. هي اشترت المال الذي تحتاجه بجسدها وأنا بعت المال بالنشوة . " خذي النقود على سبيل الهدية إذن " . كأنها تخاطب طفلاً قالت " أنا لا آخذ هدايا من الباعة يا سيدي .. هل تفعل أنت ذلك ؟ " صرخت والسخط يسيطر عليّ " أنا لست بائعاً .. لم أبعك شيئاً .. أنت من يبيع نفسه مقابل المال " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
تناولت حقيبتها .. صمتت برهة وهي تحدق في عينيّ .. الآن – وبوجود الإضاءة الكافية – أرى عينيها صافيتين كسماء صيفية .. نظراتها امتصت سخطي وغضبي . " عفواً سيدي .. المشتري من يكون محتاجاً لما يشتريه لا البائع .. أنت تشتري ما تحتاجه .. أما البائع فيمارس عمله فقط.. وأنت لم تكن محتاجاً لجسدي قدر احتياجي لمالك .. لذا فأنا من اشترى وأنت من باع " . قلت وقد استبدت بي الحيرة " خذي بقية النقود إذاً لتسدي بها احتياجك .. أنا أهبها لك فوق البيعة .. هذا يحدث أحياناً" . تجاهلتني تماماً .. دسّت العملة في حقيبتها واتجهت نحو الباب لتنصرف .. صرخت ملء سخطي " اللعنة ! لا تذهبي " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
إلى استدارت في هدوء .. كأنها المسيح ينظر إلى مريم المجدلية نظرت إلى .. سحر عينيها الخلاب يحتويني .. ملامحها رغم نحولها وبؤسها بدت جميلة . " أنت طيب يا سيدي .. هل يحزنك أن أنصرف دون أن آخذ هذه النقود ؟ " .. أجبتها أن نعم فعادت تسير نحوي .. مترددة فتحت حقيبتها .. نظرت بداخلها طويلاً ثم قالت " سيدي لن آخذ نقودك هذه دون مقابل .. لذا أرجوك أن تشتري هذا مني " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
أدخلت يدها إلى الحقيبة .. أخرجت حذاء زجاجياً براقاً .. كان حذاء دقيقاً فاخراً .. القدم التي يضمها حذاء كهذا لابد أن تكون قدم أميرة .. لكني أشك أن أميرات مدينتنا يرتدين أحذية كهذه .. أميرات مدينتنا يجدن الأحذية المصنوعة من جلود البشر أكثر جمالاً .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
جمال الحذاء بهرني لفترة .. استجمعت نفسي وهمست " من أين حصلت على حذاء كهذا؟ هل سرقته ؟ " . " سيدي ! ليس للشاري أن يسأل البائع عن مصدر بضاعته.. لقد سرق أقوام مدينة بكاملها واغتصبوا أعمار أمة بأسرها فلم يسألهم أحد .. فمن ذا يحاسب اللصوص بعد ذلك في مدينتنا؟!" . " إذاًً فقد سرقته ؟ " . " لم أسرقه .. إنه حذاءي إن كان ذلك يهمك " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
أطلت النظر إليها ثم خفضت بصري أتأمل الحذاء الزجاجي البراق .. ظنّت بي العزوف عن شراءه فهمّت أن تعيده إلى الحقيبة .. صرخت " مهلاً .. سأشتريه .. لكن أحب أن أعرف من أين لك حذاء كهذا " . مدته إلى صامتة وعيناها تلمعان في لهفة .. عيناها تقولان لي " اشتريه أولاً " .. مددت إليها النقود وأنا أسأل " هل ستخبرينني قصة هذا الحذاء ؟ " .. ألقت الحذاء في حِجري وقبضت على النقود بقوة .. رفعت كفها المضمومة إلى شفتيها وعضّت عليها برفق وارتياح . " سيدي .. إنني أسيرة إحسانك .. سأقص عليك قصتي فأنت خلصتني من ماض كنت أنتظر الهروب منه " . جلست على طرف الفراش وهي تتنهد .. دسّت كفيها في حجرها وخفضت رأسها تتأمل قدميها الحافيتين .. أدهشني أن لقدميها ذات مقاس الحذاء الزجاجي .. لعلها لم تكذب حين قالت أنه حذاءها . ترفع الآن رأسها لتنظر إلى السقف المتآكل وتتكلم . صوتها كان حالماً دافئاً يحمل رائحة نيران المدفئة في ليلة شتوية قارصة . يجتاحني الذهول .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
" سندريلا أسماني أبي .. وسندريلا عرفني العالم كله .. قصتي تحكيها الجدات للأحفاد كل مساء .. على ضوء النار يجتمع الأطفال ليستمعوا إلى حكايتي بصوت الجدة المشروخ المغبر .. تحت أشعة القمر بجوار سنديانة عجوز تغسل شعرها في النهر يتبادل السمار أسطورتي على أنغام الناي الحزين .. الجميع يعرفون سندريلا .. فتاة صغيرة طيبة القلب ، زوجة أب قاسية ، وأخوات للأب حقودات .. قصتي كانت البساطة ذاتها.. الفتاة الجميلة المعذبة .. أقضي نهاري في غسيل الأطباق ومسح الأرض .. أما الليل فأقطعه بتمشيط شعر أختيّ الخشن القصير.. كنت قانعة راضية أنتظر زواجي من نجار الحيّ أو زبال المدينة البدين .. وضعي كخادمة في بيت أبي لم يبشر بأكثر من ذلك .. حتى كانت ليلة ما " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
نظرت إلى ترى أثر كلامها عليّ .. صامتاً كنت .. مذهولاً حتى نسيت الكلام .. واصلت وهي تهرب من عينيّ الحائرتين .
" دعا الملك بنات المدينة إلى حفل بالقصر .. الناس تحدثوا عن نية الأمير الطيب في الزواج من إحدى بنات الشعب . حملت أختاي قبحيهما وذهبتا إلى الحفل بصحبة أمهما .. المدينة كلها ذهبت إلى الحفل .. وحدي بقيت أمسح الأرض وأغسل الأطباق وأبكي حظي .. صدقني لم أبك لأنني تمنيت الزواج من الأمير ، كلا .. فقط تمنيت أن أحضر الحفل .. تمنيت أن أشاهد القصر من الداخل .. تمنيت أن أعيش – ولو ليلة واحدة – في مكان فخم يحوطه الثراء .. لكني كنت وحدي.. سندريلا وحيدة في الظلام ومعها حزنها كنت أنا .. عندها ظهرت الساحرة .. أنت تعرف تفاصيل ما حدث .. الساحرة حولت ثمرة القرع العسلي إلى عربة ، والصراصير إلى جياد ، والفأر إلى حوذي أنيق . أما أنا فجعلتني سندريلا أخرى .. سندريلا نظيفة ذات رائحة عطرة .. أسمالي البالية تحولت إلى ثوب سهرة أنيق .. بقايا خيوط العنكبوت على شعري وجسدي تحولت إلى حلي فاخرة .. ومنحتني حذاء زجاجياً " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
بتحد ساخر نظرت إلى .. كأنها تشفق عليّ من جهلي قالت " ماذا حدث لسندريلا بعد ذلك ؟! " .. " سندريلا ذهبت إلى الحفل .. كانت أجمل الموجودات .. رقصت ، غنّت ، ضحكت ، ولفتت الأنظار .. لكنها نسيت الشرط الهام .. عند منتصف الليل يعود كل شيء إلى حقيقته .. الجياد تعود صراصيراً ، الحوذي يرجع فأراً ، والعربة تستعيد صورتها الأولى كثمرة قرع عسلي .. وكذلك تعود سندريلا مرة أخرى كما كانت .. سندريلا التي أثملتها السعادة نسيت هذا حتى سمعت دقات الساعة تعلن منتصف الليل .. هربت قبل أن تحل الفضيحة .. لكن استعجالها جعلها تفقد حذاءها الزجاجي .. الأمير الذي هام بها حمل الحذاء وطاف به أنحاء المدينة .. جربه على كل قدم حتى عثر على سندريلا " . " وماذا فعل ؟ " . " تزوجها .. هذا شيء يعرفه الجميع " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
ابتسامة حزينة ارتسمت باهتة على شفتيها .. تعب سنوات عصيبة يرتسم الآن على عينيها .. لبرهة بدت كسندريلا الأساطير وهي تحكي قصتها .. الآن تعود سندريلا منهكة بائسة نالت منها الدنيا . الصوت الحالم الدافئ جاءني خشناً متحشرجاً . " لك أحكي الآن ما لا يعرفه أحد .. أعرني أذنيك فأنا أخبرك بقية قصة سندريلا التي جهلها الناس عمداً .. كن أذناً مصغية وقلباً واعياً فسندريلا لا تكذب " . أذناً مصغية جهدت أن أكون .. قلباً واعياً بذلت وسعي أن أصير .. لي تحكي بصوتها المتحشرج .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)
|
" تزوجني الأمير الشاب الممتلئ بحب الدنيا والخير والناس.. لليالي عديدة استمرت الأفراح .. حسبت الليالي حتى الأربعين ثم كففت عن العد .. ربما استمرت الأفراح عاماً .. ربما أكثر.. ربما أقل .. لا أدري .. فأنا كنت في عالم آخر .. حنوناً كان أميري ، عطوفاً كما لا يمكن أن تتخيل أبداً .. في الليلة الأولى أخذني .. عرفت معنى الحب .. روحاً وجسداً .. أصبحت له .. وصار لي .. الملك رسمني أميرة وأعلن ذلك في الليلة الثالثة للزواج .. الأميرة سندريلا صار لقبي .. غرقت في بحر السعادة زماناً فرّطت في عدم حسابه .. نهاري خدم يقومون على أمري ووصيفات يأتمرن بإشارات رأسي .. ليلي كان لأميري المحبوب .. كان يأخذني وهو يهمس " سندريلتي .. أنت أروع سندريلا في الوجود .. أحبك " .. الملك كان يحرص على ظهوري معه في كل مكان .. الاحتفالات الرسمية .. جولاته الملكية .. على شرفة القصر حين يطل على جموع شعبه .. كان يضع يده على كتفي ويقول: " الآن يعلم الشعب أننا – الملوك – لا نترفع عنه .. الآن يعرف الشعب أن ابني الوحيد وولي عهدي قد دفعت به إليه " .. أحاديثه معي – وما أكثرها – أنبأتني أن زواجي كان رمزاً سياسياً له من الدلالات الكثير .. هذه الزيجة كانت رمزاً لتزاوج السلطة والشعب .. انحناءات أميرات البلاط كانت رضوخ الملوك ذوي الدم الأزرق للشعب المصاب بفقر الدم .. هذا – لك أن تراهن – لم يسئني .. أنا السندريلا الفقيرة القادمة من أحقر أحياء المدينة سرني أن يحمل زواجي رمزاً سعيداً للشعب الذي هو أهلي وقومي.. وانتظرت – بفرح وترقب – أن أنجب الملك الصغير الذي سيكون خلاسياً بدمه الأزرق الملكي والأحمر الشعبي ليكون تتويجاً للرمز السعيد .. لكن السياسة لم تكن صبورة إلى هذه الدرجة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
انتهت ليالي الأفراح على طولها .. زواجي أصبح ذكرى يحتاج الناس إلى شيء من الجهد لاستحضارها .. الشعب الذي احترف النسيان بدأ ينسى من أين جاءت الأميرة .. أصبحت في ذاكرة الشعب مجرد أميرة أخرى .. حتى زوجة أبي وأخواتي نسين سندريلا .. وعندما تأكد القصر أن سندريلا لم تعد موجودة في أذهان الناس إلا كأسطورة يقطعون بحكايتها ليالي بؤسهم الأبدي .. تحرك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
ليلة كهذه كانت .. طيلسان الليل يضم الوجود في قسوة .. تطيبت وانتظرت أميري .. طال انتظاري وبدأ الطيب يفقد رائحته .. لم أيأس .. أعدت التزين والتطيب .. غيرت ثوبي بآخر قدرت أنه ينزع أسرع .. عندما يأتي أميري سنحتاج لتعويض الوقت الضائع . طُرِق الباب .. فتحته دَهِشةً .. وجدت الحرس يسدون الفرجة.. بحدة أمرني قائدهم بالخروج معهم .. اقتادوني وذهولي.. عند الباب الخارجي للقصر وجدت حاجياتي القديمة في حقيبة مهترئة دفعوا بها إلى ثم قذفوني خارجاً .. البرد كان قارساً وثيابي لم تكن لتقيني إياه .. طرقت أبواب القصر المغلقة في وجهي مراراً حتى أدميت يدايّ .. أطلّت إحدى الأميرات والنوم يملأ عينيها .. توسلتها باكية أن تدخلني .. شتمتني وأمرتني بالذهاب ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
حائرة مضيت أقطع الطرقات .. توقفت أمام أحد البيوت المضاءة .. طرقت بابه فأطل عجوز يجوس الشك في حدقتيه .. طلبت منه السماح لي بالمبيت في داره .. " اذهبي من هنا أيتها العاهرة " كان جوابه .. قبل أن يغلق الباب أخبرته أنني سندريلا .. ضحك وصك وجهي بالباب الخشبي العتيق .. سمعت صوته يخبر من معه " عاهرة فقدت عقلها تظن نفسها الأميرة " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
بعينين دامعتين واصلت المسير .. على كل باب وقفت كان الطرد والشتم نصيبي حتى وصلت إلى بيت أبي .. فتحت الباب إحدى أخواتي .. نظرت إلى ملياً ثم سألتني من أكون ؟ أخبرتها اني سندريلا .. قلت لها أن القصر قد طردني .. لكنها ضحكت " أمي .. تعالي لتري هذه المجنونة " .. زوجي أبي جاءت .. صرخت في ضيق " امضي بسلام أيتها المعتوهة .. نحن لا نجد ما نأكله فكيف نؤويك عندنا !! " ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
كاذبة هي .. كنت أرسل لهم كل يوم ما يكفيهم وزيادة .. توسلتها أن تدخلني .. أخبرتها أنني سأظل خادمة عندهم مدى الحياة .. لكنها سكبت عليّ ماء الغسيل القذر وأغلقت الباب .. ضعت في الطرقات .. لا تخطئ بالظن أن الدنيا واسعة .. هي ضيقة جداً عندما تبحث عن مكان تقضي فيه ليلتك .. عندما طلع الصباح كنت قد طردت من كل مكان في المدينة .. المنازل تطردني لأنني مجنونة تحسب نفسها الأميرة .. وبيوت الله تطردني لأنها لا تأوي العاهرات اللائي يضعن طيباً ويرتدين ثياب النوم المثيرة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
اتجهت إلى السوق علني أجد أحداً يطعمني .. لم يقبل ذلك أحد .. هم بالكاد يأكلون فكيف يتصدقون .. عرضت ثيابي الرثة القديمة للبيع فلم يقبلها أحد .. وعندما عرضت الحذاء الزجاجي أوشكوا أن يحطموه .. قال لي أحدهم " من يشتري حذاء ً زجاجياً وهولا يجد قوت عياله " .. سمعت الضجة فجأة .. موكب الأمير يشق السوق .. زوجي الشاب الممتلئ بحب الدنيا والخير والناس يمتطي جواده الملكي وسط حاشيته .. اندفعت نحوه .. ألقيت نفسي على قدميه وتعلقت بركابه .. بكيت وأنا أصرخ " أميري .. انظر ما فعلوه بي بليل .. طردوني وأنا أنتظرك .. قذفوا بي خارج جنتك يا مولاي " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
استاذ الفاضلابي ..
Quote: تعرف ياحمور البنية ايثار عندها حفلة تخريج من المدرسة وامها متجزمة ما اجيب جزمة لتخريج ايثار ما اجى داخل البيت ماتسلفنى جزمة سندريلا دى. |
حذاء سندريلا هنا رمز حزين جدا .. مالك على البنية في يوم سعيد ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
نظرة باردة أولانيها .. بوقار ملكي قال " يا أهل المدينة .. ألا تكفون عنا مجانينكم ؟ " .. دفعني بقدمه أرضاً وواصل طريقه .. من مكاني على الأرض أرى حوافر جواده تصك الأرض الحجرية في قوة .. المارة يهتفون بحياته ويبصقون عليّ .. عدت للسير من غير هدى .. الظلم يطوقني والجوع يهد قواي .. وفي أحد الزقاقات التقيت امرأة .. كانت تتلوى في سيرها يمنة ويسرة .. تقذف المارة بالنظرات والقبلات وتصيح بين حين وآخر "عندما يهبط الليل .. عندما تحس بالحاجة للدفء.. تعال .. تعرف الشارع .. هناك اسأل عن قوت القلوب.. إلىَ سيقودونك .. وأنا سأسعدك " .. كانت عاهرة تعلن عن نفسها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
رأتني أنظر إليها فتوقفت .. رمقتني ملياً .. تقدمت نحوي فلم أتحرك .. قالت " كأني أنظر إلى الشقاء ! " .. أخبرتها أنني الشقاء مجسداً .. قادتني إلى بيتها .. أطعمتني وأخبرتها قصتي.. حكيمة كانت .. حكيمة كشيخ قروي حنّكته السنون وخبر الدهر .. كل رجل مر عليها كان دنيا بذاتها .. وما أكثر الرجال الذين مرّوا عليها .. لذا كانت تعرف الدنيا كراحة يدها.. قالت " كان من الضروري أن يقذفوا بك خارجاً .. لقد تحقق ما يحتاجونه منك .. سيظلون يمنون على الشعب طويلاُ زواج الأمير منك أنت التي لا تجر في عروقك دماء زرقاء .. الشعب سيروي قصتك كالأساطير وينتهي عند النهاية السعيدة .. لن يقبل أحد أن يصدق ما بعد النهاية .. إن لشعبنا آلام كافية تجعله يتمسك بأي وهم سعيد يلوح في سماءه .. أما أنت التي نسيك الناس فلا بد أن تعودي إلى الطريق الذي منه جئت" .. لم أفهم ما قالت .. لكني فهمت سؤالها " هل أنت غاضبة عليهم ؟! " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
أخبرتها أن الغضب أقل ما أحس به .. أكرههم ، أمقتهم كما لم أعرف المقت في حياتي .. لكنها قالت " لا تفعلي يا صغيرتي.. إن النار تحرق لا لأنها تحب ذلك ، لكنها إن لم تحرق لم تعد ناراً .. إنها طبائع الأشياء .. وكذلك الملوك لا يظلمون لأنهم يحبون ذلك .. لكنهم إذا لم يفعلوا لما كانوا ملوكاً " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
ثم أمرتني أن أرقد على السرير .. تمددت ، فعرّت نصفي الأسفل .. أدخلت إصبعين من أصابع يدها فيّ وحركتهما .. بان الرضا عليها .. أخرجت إصبعيها وسألتني " هل تعملين معي ؟ " .. اعتذرت في حرج .. أحسست أن رفضي العمل معها جحود لصنيعها تجاهي .. لكنها لم تغضب .. فقط قالت " خسارة ألا تقبلي .. فتاة مثلك تتحسس طريقها في بداية عالم النساء يرغبها كثيرون " .. أخبرتها أني أفضل البحث عن عمل آخر ، لكنها ذكرتني أن المرأة لا عمل لها في مدينتنا إلا البغاء. كان الاقتراح اقتراحها أن أعمل كبغي هاوية .. عندما أحتاج إلى المال آتي إليها .. توفر لي زبوناً وتأخذ عمولتها .. قبل أن أرفض طلبت مني التفكير .. أخبرتني أنها لا يحزنها أن أجد فرصة أفضل ، وإلا فلأعد إليها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
قضيت ليلتي في بيتها ، وفي الصباح خرجت .. بعد يومين عدت إليها قابلة عرضها .. لم تخف سرورها .. دفعت بي إلى زبون وأخذت عمولتها .. قذراً كان .. عندما فرغ كانت روحي توشك أن تُزهق .. أعطاني أجري ثم انصرف متهالكاً .. بعده دخل واحد آخر .. وبعد أيام استطعت أن أستأجر غرفة حقيرة في قبو.. صرت أخرج من حين لآخر أتصيد رجلاً آخذ منه مالاً مقابل جسدي .. ولم أيأس من محاولة بيع الحذاء لكن الجميع كان يسخر منه " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
صمتت وقد انتهت قصتها .. ثمة شيء يحتاج إلى التوضيح هنا .. " لماذا تحاولين بيع الحذاء ؟ " . " انه جزء من ذكريات أحاول نسيانها لكنها في ذات الوقت تسعدني .. هذا الحذاء يذكرني بأيام السعادة التي عشتها .. وهو في ذات الوقت أول أسباب الهوان الذي أحياه الآن " . " ما دام كذلك .. فلماذا لا تحطميه فحسب ؟! " . نهضت وسوّت ثيابها .. متثاقلة سارت إلى الباب .. فتحته فبدا الليل ملتصقاً بفرجته ونجمة ترمقنا في فضــول .. خطت خارجاً ، وقبل أن تغلق الباب نظرت إلى ، قالت : " من العسير أن تحطم جزءً من ذاتك يا سيدي .. لكن أن تبيعه فإن ذلك سيكون أقل إحداثاً للألم .. مثلي تماماً .. أجد بيع نفسي أهون من قتلها .. رغم أني أفقدها في الحالتين " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سـندريلا تبيع حـذاءهـا .. ( قصة ) (Re: حمور زيادة)
|
" تعرفين أنك تبيعين نفسك إذاً ؟ " . ارتفعت شفتاها حاملة ابتسامة ثقيلة .. " تسألني عن جدالي لك .. ربما أحاول أن أخدع نفسي بذلك .. فالحقيقة هي أقسى ما يمكن أن يتحمله إنسان .. صدقني ليس الكذب سيئاً إلى هذه الدرجة ، لاسيما الكذب على النفس " . أغلقت الباب خلفها ومضت . أحسست أنها تمضي سعيدة .. فأخيراً باعت حذاءها .. ذلك الماضي .
| |
|
|
|
|
|
|
|