دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
إنما هي مسيرة ساعة شرقاً من قريتنا توصلك إلى مسيد أبّارو.. بأساطيره وحكاياته ورسوم الغيب المعلقة بشواهده وقبابه ودفء أضرحته ومزاراته .. مسيدً لا ككل مسيد.. أهله لا يشبهون أحداً ولا يدانى مقامهم أحد .. نسيج وحده مسيد أبّارو.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
يؤكد الداخلون إليه – وهم كثُر لاسيما في المواسم والأعياد – تلكم السكينة المعلقة في جوه ، فارضة نفسها علي زواره .. وطنين كألف ألف خلية نحل يصلك من كل مكان . دعني أقص عليك بعض أخبار مسيد أبّارو.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
لا يعرف لاسمه أصل .. من هو أبّارو! لا توجد إجابة محددة.. فالاسم لا يستند إلى أي مرجعية تاريخية موثوق بها في ذاكرة الطيبين المولعين بقصص الصالحين وكراماتهم .. يؤكد بعضهم – وهذا أمر طبيعي – أن أبّارو أحد الأولياء الصالحين وقطباً من أقطاب الله الذين يعرفون الاسم الأعظم .. لكن حكايات المسيد خالية من أي حكاية عن كرامات أبّارو وتصرفه بالاسم الأعظم الذي يملك .. لم أسمع في حياتي من يقسم بالشيخ أبّارو أو يهدد به أو يخّسم بمعارضته .. ولا دفع نذر – علي حد علمي – إلى المسيد موسوماً باسمه .. لكن الاسم مجهول المصدر ظل محتفظاً بمهابته وجلاله لدي الطيبين حتى نبغ جيل الأفندية .. فعندما وصلت إلى قريتنا دعاوي المادية الجدلية وسكنت حتمية التاريخ عقول بعض طلابنا وانتقل الهوى في قلوبهم من قباب المسيد إلى قباب الكرملين ظهرت دعاوي الطعن في أبّارو.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
زعموا أنه كان قاطع طريق ضّيق عليه السناجق و الباشبوزق فالتجأ إلى البادية والتف عليه أهل صنعته وبعض المغضوب عليهم فأقاموا مسيدا .. جاعلين العقيدة درعاً يصد الرمنجتون .. لكنهم – الأفندية الجدد – لم يقدموا – علي موضوعية طرحهم وعلمية دعاويهم – دليلاً يؤكد ما يشغبون به علي معتقد الطيبين .. وظلت دعاويهم لدي الطيبين دليلاً علي فساد المناهج المستوردة من بلاد الصقيع، وأكد لديهم زعم القائلين أن هؤلاء الأفندية لا يعبدون الله بل يعبدون رجلاً أصلعاًً ذا لحية مدببة حادة كنظراته يأوي إلى ضريح ثلجي في بلاد قبابها تنتحل الأحمر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
أما لماذا هو مسيد ! فذاك لغز آخر .. يغريك الظن بالاسم أن تجد فيه شيخاً وقوراً يلتحف القرآن وحواريين بين الطفولة والرجولة يتأرجحون علي ألواحهم وأقلام الكوبيا .. لكنك مخطئ .. فمسيد أبّارو هو شبه قرية مهجورة يسكنها عشرات الصالحين في قبورهم .. ويؤمها عدد من الأولياء الثاوين في أضرحتهم علي امتداد البلاد .. ليس في المسيد حي واحد .. إن شئت الدقة حي كحياتنا .. فالطيبون يؤكدون أن الأولياء في المسيد أحياء عند ربهم يُرزقون ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
في أحد الأعياد – وكنت بعد في العاشرة – زرت المسيد مع والدتي .. الحاجة الطيبة بشلوخها الوضيئة أنفقت ساعات الفجر في تجهيزي للزيارة .. كنت بين اليقظة والنوم .. واتبعت خطواتها متعثراً في جلباب العيد السابغ والطاقية الجديدة تغطي أذني الصغيرتين .. كانت المرة الأولي التي أزور فيها المسيد.. مازلت أذكر مزاراته وبياناته .. القباب الطينية ساذجة البناء .. الرايات الخضراء والحمراء والتي لا لون لها تمتطي الهواء المحمل بالجلال .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
ولجنا قبة الشيخ بقادي .. انحنت والدتي لتدخل جسدها في باب القبة الصغير .. ركعت خلفها – وان لم احتج ذلك لقصر قامتي – ودسست نفسي في الفرجة الضــيقة .. كانت القبة رطبة من الداخل .. مظلمة تسكنها الخفافيش، لكني لم أر سوى أطيار الجنة وقفص حديدي بلون أخضر حائل وقماش من الساتان بنفس اللون والقِدم يغطي جانباً منه ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
دست أمي حذاءها تحت إبطيها ورفعت كفيها تقرأ الفاتحة .. ثم شرعت تذكر طلبها .. عندما انتهت وضعت نذرها السابق في صندوق النذور.. وسمعتُ صوت القروش ترتطم ببعضها في بطن الصندوق فملأتني الحسرة . ولما كبرت عرفت قصة الشيخ بقادي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
نشأ وعاش في الجزيرة .. تعلم القرآن وحفظه وهو دون العاشرة .. درس علي الشيخ مضوي وأخذ علي يديه طريق القوم .. ثم انتقل إلى العيلفون وهو في أوائل العشرينات .. وهناك نبغ واستحق لقبه .. بقادي جابر العواقر .. صار يهب البنين من ذكور وإناث أو يزوجهم ذكوراً وإناثاً .. يقولون أنه نفخ في جيب عجوز جاوزت السبعين فحملت .. وفي أخريات عمره تصدى له أحد أهل الظاهر منكراً عليه كراماته واتهمه بالتعدي علي اختصاص السماء .. فنفخ الشيخ بقادي في وجهه فما لبث أن أتاه المخاض ، فصار عظة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
ولما دنا أجله ارتحل بمريديه شمالاً حتى حل بالمسيد .. وهناك أوصاهم " إني دعاني حبيبي فلبيت .. فلا تلبثوا بعدي إلا أن تدفنوني .. فإذا فعلتم فانقــلبوا .. فإنه لا يصلح لفانٍ المقام هنا " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
يقول الطيبون أنه كان من أهل الدنيا .. طمبورياً بارعاً همّه الغناء والتشبيب .. وفي قريته القريبة من سنار فضح المحصنات ولهج بذكر ذوات الخدور .. كانت أمه تعيد سيرة الأميرة نصرة .. تقابل الرجال وتجالسهم في بيتها .. وكان أحد الرحالة الإفرنج يراسلها من بلاده بخطابات عربية فصيحة ، يعنونها إلى " أميرة ليالي سنار وغادة بلاد السودان "..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
نشأ الشيخ مضوي في هذا الجو.. ينادم الجلساء ويسامر الضيوف .. ثم تعلق ابنة أحد أشياخ العرب فأنشأ فيها شعراً نّغمه بطمبوره فكان ذلك أول فتحه في الغناء .. بعدها سلك طريق التشبيب وذكر النساء حتى توفيت أمه .. يقال أن الرسول زاره في منامه ليلة وفاتها .. شق صدره مخرجا قلبه بيديه الكريمتين .. نفخ فيه ثم أعاده موضعه .. وفي الصباح خلع مضوي قرة العين – كما كانت تدعوه أمه – ثياب أهل الدنيا ولبس الصوف وحلق جمته وخرج من قريته .. داوم علي الترحال ، وحيثما نزل حلت البركة .. وعُرِفت كرامته بأنه "صاحب القدم الخضراء" .. فتقصّد أهل الحاجات لقائه مستبشرين قضائها .. والحوامل يتعرّضنه طلباً للفرج .. ثم قصد الجزيرة فاستقر بها .. وعمّت بركته ودفع الله به البلاء والمرض وغزو الأعداء .. ويقال أنه بلغ منزلة الأبدال ومُنِح التصريف .. وبعد وفاته نُقِل إلى مسيد أبّاروكما أوصي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
وعلي شمال قبته سور طيني قصير .. يحيط بستة قبور مسنمة .. يقول أهلنا أن أصوات المديح تسمع منها في ليال بعينها .. كليلة القدر وليلة السابع والعشرين من رجب وليلة مولد الحسن ود حسونة .. تلك قبور أولاد مطر .. وهي من أقدم القبور ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
كانوا سبعة أبناء لرجل من أهل الشرق .. اسمه مطر .. يقال أن أمه تاهت عن أهلها وهي بعد فتاة ، فنامت في العراء وأصابها مطر .. وعندما وجدوها بعد أيام كانت علي وشك الوضع .. قالت أن المطر أحبلها .. لقيت ما لقيته مريم بنت عمران حتى شهد لها العجائز ذوات الحكمة أنها بكر لم تمس .. وضعت مسك البجاوية ابنها فأسمته مطر .. ويقال أن النساء اللائي شهدن الولادة سمعن صوت الرعد يدوي عند نزوله رغم صفاء السماء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
أنشأت مسك ولدها مطر خير إنشاء ، وحبست نفسها عليه .. فشب ديّناً تقياً ونال من حظ التجارة ما شاء محفوفاً بجلال كرامة أمه ومعجزته .. ثم تزوج من بنات خؤولته بعد تمنع لا يذكر .. ورزق أبناءً سبعة كانوا درة قبيلتهم .. وسارت حياتهم في كنف أبيهم كأيسر ما يكون ، حتى دهمهم ما لم يتقوا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
كان لمسك منزلة عند أهلها تقارب القداسة .. ولصق بها اسم البتول حتى صار أيقونة تتقي بها قوافل قومها عوادي قطاع الطريق .. لكنها – بعد أن جاوزت الستين بقليل – أعلنت رغبتها في الزواج .. زلزل الخبر ابنها وحفدتها .. وجهدوا في إثناءها عن عزمها لكنها جابهتهم بصلابة لا قبل لهم بها .. توسلها مطر أن تكف عنهم الفضيحة لكنها نهرته " ما علمك بالفضيحة وقد خرجت بك من رحم العـار إلى رحاب القـداسة" .. وأحدق بها حفدتها وقد أعماهم الغضب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
" إنه الجنون .. لا غيره .. أنتِ تسوقين إلينا الخراب " " أنتِ عذراء الجبال وما ورائها .. إن مضيت في ما عزمتِ صدّق الناس ما ألصقوه بك قديماً " لكنها عبست وزمجرت " بي صرتم سادة .. والآن تطمعون أن تجعلوني أمة لكم " غمغم مطر " إنه الجنون " وقال الحفدة " بل هو الخراب " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
ماتت العجوز بعد أيام وحُمِل كميل إلى المركز فقُتِل حداً .. وانفطر قلب مطر علي أمه وبكريه فمات بعد حد كميل بسويعات .. ولصق العار بأبنائه الستة .. وبارت تجارتهم .. فصفوها ورحلوا عن ديارهم هرباً من لقب " قتلة البتول " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
قادهم الترحال إلى المجاذيب في الدامر .. وهناك قال لهم شيخ الدامر – وقد أطلعه الله علي خبيئتهم – " إن لكم – وهذه من الله حكمة – صوتاً كمزامير داوود .. فامدحوا سيد الخلق به يعظّم الله أجوركم " . تساءلوا حيارى " لكن دماء أمنا علي أعناقنا ؟!! " قال لهم " كان موسي أعظم ذنباً منكم ففر من قومه ووهبه ربه حكماً وعلماً وجعله من المرسلين " ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
Quote: فعندما وصلت إلى قريتنا دعاوي المادية الجدلية وسكنت حتمية التاريخ عقول بعض طلابنا وانتقل الهوى في قلوبهم من قباب المسيد إلى قباب الكرملين ظهرت دعاوي الطعن في أبّارو |
نتجول معك ونرى جميل الصور بين قباب ونهر ونرسو على فكر اطل نشم به وفيه ما اندثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
وانتحل أولاد مطر الطار .. وبه عُرِف ذكرُهم في بر بلاد السودان .. وجاءتهم الكرامة تسعي .. فوهبوا مقام أهل الخطوة فما عادت المسافة تغيبهم .. فصباحهم في بلاد النوبة وليلهم في سنار .. ثم منّ الله بهم علي قريتنا .. حلوا بها عصراً فاحتفت بهم كما يليق بصيتهم .. وفي الليل ارتفع صوتهم يمدح ويهزج بالبردة غضاً رطباً كقيثارة الملائكة .. وفي الصباح وجدوهم كأهل الكهف .. حسبوهم أيقاظاً وهم رقود .. مات أولاد مطر ولا يُري عليهم أثر موت .. وبالإجماع شُيعوا إلى مسيد أبّارو.. لكن مديحهم لم ينقطع .. فكان يُسمع في ليال بعينها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
ومن أهل المسيد سلطان أهل الله سآتي طالب الله .. من أهل الشمال هو.. يترامي نسبه مابين الخندق والغدار.. وهو عند أهل المسيد كالعز بن عبد السـلام عند الفقهـاء .. كان من الوجهاء كثير المال والرقيق .. ثيابه الحرير والديباج .. لكنه سلك طريق القوم .. فتلقي مذهب أهل الباطن وقال بالوحدة .. وصار حّلاج زمانه .. لا يخفي عليه سر ولا يعجزه غيب .. أفتى مكاً في الدُفار بالتداوى بالخمر فعارضه شريف مكيّ قائلاً أن ذلك لا يحل.. فقال الشيخ ساتي " أخبرني ربي أنها حلال ، كما أخبرني أنك تُقتل لليلتك هذه " .. وقد كان .. إذ ذبحته زوجته وهو في فراشه لخبر بلغها أنه وعد خادمتها بالزواج .. ولا يغشي المسيد طالب حاجة إلا تقصّد قبته طالباً المال والجاه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
أما نور الدايم فأعجوبة لا تدرك .. كان زاهداً ليست الدنيا عنده بهم .. كان أبوه من تجار سوق شندي .. أفنى عمره في جمع المال وتتبع الثراء حتى نال منه نصيباً وافراً .. وتزوج علي كبر من أرملة ثرية يقال أن نسبها ينتهي إلى ملوك الفونج؛ لكن جدها فر هرباً من القتل الطقسي للأمراء .. رزق الزوجان نور الدايم بعد آياس .. لكنه شبَّ زاهداً به شيء من بله وغفلة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
وأزعج ذلك والده فجهد في تهذيبه وتعليمه الأخلاق الصالحة للدنيا والتجارة ففشل .. وعُرِف عن نور الدايم عادته في التجوال والتغيّب أياماً بلياليها لا يدري أحد أين ذهب .. وأضطر والده لحبسه في البيت .. لكن الخضر زاره وزجره فترك ابنه يفعل ما يشاء وقد علم أنه من أولياء الله .. وفي يوم خرج نور الدايم ولم يعد .. ولم يُعثر له علي أثر في شندي ولا حــملته قافلة خارجها .. لكن أخباره باتت تأتي مع التجار من كل مكان .. فهو حيناً في الدامر يستدفئ بنار المجاذيب .. وحيناً يطرده الحرس عن سور الحكمدارية فيصيبهم البرص .. أو يرقص مع الجانقى في ديم الزبير .. وكان اسمه يتردد علي أفواه الشيوخ والعارفين في كل مكان .. أكثر من ولي قال " نور الدايم الرجل الصالح ... حبيب الله " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
قالوا أن الزلال كانت تبيع الخمر في العيلفون .. وكانت امرأة بارعة الحسن تتقن صنع المريسة ومنادمة الجلساء .. وذات ليلة زارها نور الدايم .. صرخ علي باب دارها فأفزع روّادها .. تناوشه السُكاري لكنه بال عليهم فكان ناراً عليهم .. فروا وتركوا الزلال .. أمسك نور الدايم يدها وتفصّد عرقاً .. صرعته مهابة الحضرة الإلهية فغاب في الملكوت زماناً والزلال تتلوي في يده .. ثم صرخ وغاب عن الوعي .. عندما أفاق تركت الزلال بيتها وجرارها وتبعته .. حلّت معه أينما حلّ وكانت تترجم للناس ما غمض عنهم من كلامه حين تغشاه الحضرة .. حتى نزلا المسيد .. وهناك أقاما وحدهما وسط قباب الصالحين وبياناتهم حتى توفي نور الدايم .. فنادت الزلال الشيخ إدريس ود الأرباب ليكفنه إذ لا يحل لها أن تكفّن أجنبياً .. فجاء الشيخ إدريس – وكان قد مات قبل ذلك بزمن طويل – فكفنه وصلي عليه في جماعة من الأولياء ودفنوه .. وبقيت الزلال تخدم قبره حتى لحقت به ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مسـيد أبارو (قصة) (Re: حمور زيادة)
|
مسيد أبّارو. سكانه ليسو ككل السكان .. وزوّاره كذلك . في كل عام يزور المسيد مئات الأولياء من كل الدنيا . يقول العارفون أن عبد القادر الجيلاني يأتي وفي معيته عدد من الأقطاب وجماعات من الأوتاد .. وفي الليلة الموعودة لا يحق لحيّ أن يوجد هناك .
| |
|
|
|
|
|
|
|