دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[1]
الثورة المهدية في السودان ربما تكون هي أصدق الثورات تسمية في تاريخ الدول العربية و الإفريقية المليئة بالانقلابات العسكرية و تغييرات القصور التي تسمى ثورات. فمصطلح الثورة من حيث هو يستعمل للدلالة على حدوث تغييرات جوهرية فجائية و جذرية شاملة. و يقول د.عبد الوهاب احمد عبد الرحمن : " كثيرا ما تكون الثورة نتاجا طبيعيا و حتميا لصراعات و تناقضات سياسية و اجتماعية و اقتصادية و فكرية ( عقدية ) عميقة في مجتمع معين و يتمخض عنها تغيير في نظام الحكم و تحول جذري و عميق في كافة أوجه حياة المجتمع المعني". فبهذا التعريف يصح تماما تسمية الثورة المهدية بهذا الاسم لأنها حققت كل تلك الشروط خاصة التحول الجذري و العميق في حياة المجتمع السوداني من واقع ما قبل الثورة الى ما بعدها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[2]
أما الإمام محمد احمد المهدي فربما أشكل تصنيفه على بعض الناس ما بين انه ثائر أم ثوري. فالعنف القبلي ضد الأوضاع السيئة المعتمد على الإرث في نظر البعض ينتج ثائرين. فالثائر هو حامل السلاح ضد السلطة لكنه بلا فكر تقدمي يقوده. أما الثوري فهو الذي ينتهج العنف الثوري الذي يقوده وعي و أفكار تقدمية تسعى لتطوير المجتمع الى الأفضل. مثل هذه التعريفات تشكل مع تصريحات الإمام محمد احمد المهدي أنه جاء ليعيد الناس الى ما كان عليه السلف الأول فيهدم البدع و يقيم السنن . أضف الى ذلك اعتماد الإمام المهدي على الغيبيات و هي احد اكبر أعداء أصحاب تصنيفات الثوار و الثائرين. لكن النزاع في منزلة الإمام محمد احمد المهدي لا يعني بحال من الأحوال إنكار انه (سواء كان ثائرا أو ثوريا ) قاد واحدة من انجح الثورات التحرر ( لا مجرد التحرير ) في التاريخ و أنها شكلت و أثرت على مجريات تاريخ السودان الحديث و ربما على بريطانيا و مصر و غيرهما من دول العالم. و لم يكن الإمام محمد احمد المهدي يفتقر الى الفكر ( بغض النظر عن تقييمه كفكر تقدمي أو فكر رجعي قبلي عفوي ) و في هذه المقالة محاولة لكشف واحدة من اخطر مقومات فكر الإمام محمد احمد المهدي التي أحدثت تغييرا جذريا في تركيبة المجتمع السوداني. ألا و هي فكرة تكفير المخالف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[3]
تقوم فكرة الولاية و الغيبيات عند المتصوفة على تصديق الخاصة. و هي نعمة عندهم يؤتيها الله من يشاء. و كما قال الشعراني في كتاب الطبقات الكبرى (1/6) : " الولي لا يعرف صفاته إلا الأولياء فمن أين لغير الولي نفي الولاية عن إنسان". و رغم أن مثل هذه الأقوال هي مدعاة لفتح أبواب الدعاوي التي لا يمكن إثباتها و لا إنكارها و هي تأكل نفسها .. إلا أنها عمدة في معتقد المتصوفة الذين انتسب الإمام محمد احمد المهدي الى طريقهم. فقد احتج الإمام محمد احمد المهدي ضد كل مخالفيه ممن اعتمدوا على النصوص لإنكار مهديته بحجج المتصوفة و قال أن حقيقة المهدية " على ما هي عليها لا يعرفها إلا أهل المشاهدة و البصاير" ( منشورات المهدية 1/74) و يقول (الآثار الكاملة 5/96) : "التصديق بأمر المهدية صعب لا يتوفق له إلا من أدركه الله بسابق سعادة لأنه لا يهتدي إلى معرفة حقيقته إلا الأولياء العارفون الذين لم يحجبوا عن رؤية نبيهم صلى الله عليه و سلم ".
لكن رغم أن إنكار ولاية الولي لا يترتب عليها حكم خاص بالمخالف له عند المتصوفة، بل هم يعتبرونه محروما و ربما يدعون له بالهداية. لأنها لا تقوم عندهم على أدلة نقلية ( و كذلك المهدية عندهم ) توجب مخالفتها العقوبات و لا مشاهدات عقلية تلزم مخالفتها الأحكام. و لم ينقل في تاريخ السودان قبل الدعوة المهدية القول بكفر المخالف لإنكاره ولاية ولي و لا كرامة شيخ، فقد طبع التصوف الناس بطابع من التسامح و قبول كل اختلاف لتباين مذاهب الشيوخ و طرائقهم. إلا أن الامام محمد أحمد المهدي أحدث تغييرا في هذه الفكرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[4]
كان الخلاف بين المتصوفة و بين المتصوفة و العلماء يدور قبل المهدية في دوائر الكرامات و التفضيل الالهي. و من مشهور ذلك قصة الشيخ دشين قاضي العدالة و الشيخ الهميم. فان الشيخ الهميم قيل أنه في حالة من حالات الجذب الصوفي زاد في نكاحه على المقدار الشرعي و جمع بين الأختين. ففسخ القاضي دشين نكاحه. فاعترض الشيخ الهميم أن النبي صلى الله عليه و سلم أباح له ذلك و أشهد على ذلك الشيخ ادريس. لكن القاضي دشين رفض حجة الشيخ الهميم و شهادة و نصح الشيخ ادريس ود محمد الأرباب و فسخ النكاح. فدعا عليه الشيخ الهميم قائلا : فسخ الله جلدك.(طبقات ود ضيف الله ص212) فأنت ترى أن القاضي دشين أنكر على الشيخ الهميم ما ادعاه من خصوصية أباحها له النبي صلى الله عليه و سلم و شهد له بذلك الشيخ ادريس ود محمد الأرباب الذي يصفه ود ضيف الله في طبقاته (ص49) بأنه الحامل في وقته لواء أهل الأعيان. و هو " الشيخ الإمام ، حجة الصوفية ، مرشد السالكين ، منقذ الهالكين ، قطب العارفين ، علم المهتدين ، مظهر شمس المعارف بعد غروبها ، الواصل الى الله و الموصل إليه ". و رغم كل هذه الصفات الجليلة لم ينقل لنا أن القاضي دشين كفر لمخالفته شهادة الإمام ادريس الأرباب و لا لإنكاره كرامة الشيخ الهميم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[5]
و للشيخ ادريس بن محمد الأرباب فضيلة أخرى في التاريخ تبين كيف كان الأمر مع الحكام الظلمة قبل المهدية .. فجاء في سيرته أن الملك بادي بن رباط ملك الفونج قاسم الشيخ ادريس ملكه مناصفة لشدة إكرامه له. لكن الشيخ ادريس قال : هذه الدار دار النوبة و أنتم غصبتوها منهم انا ما بقبلها. الرسول قال : من سرق شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة به من سبع أرضين". و طلب بدلا عن الأرض أن يعطى الشفاعة فنالها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[6] يقول بروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم عن الخلاف قبل المهدية في شئون الدين : " و على العموم فإن المجتمع السوداني لم يشهد غلوا في الخصومة بين العلماء و المتصوفة، و من الصعب أن تفصل بخط بين العلماء و المتصوفة في السودان بشكل متباين. و سلفية السودان كانوا كأهل السودان في توسط يقبلون التصوف و ينكرون بهدوء مبالغات المشتطين ". على هذا كان الأمر قبل ثورة الإمام محمد احمد المهدي مع المخالف و الظالم. فقبول المخالف كان أمرا معمولا به و سنة متبعة في مجتمع يقوم على الخلاف الهادئ و الاختلاف الناعم. لكن الثورة المهدية التي كما تقدم في تعريف الثورات أحدثت تغييرا جذريا و عميقا في هذا الشأن. فكيف نظر الإمام محمد احمد المهدي الى المخالف ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[7]
اختص الإمام محمد أحمد المهدي نفسه بمكانة النبي صلى الله عليه و سلم في الأمة فهو النائب عنه القائم مقامه. يقول الخليفة عبد الله التعايشي في رسالة الى أتباع الطريقة التيجانية عام 1884 (منشورات المهدية 1/64) : " و المهدي هو صاحب هذا المقام و شخصه نايبا عن شخص النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه كأصحابه و زمنه مندرج في زمن النبي صلى الله عليه و سلم . بل لو بعث الله النبيين و المرسلين و الأولياء و الصالحين في هذا (الوقت!!) لما وسعهم الا إتباع هذا الإمام و الاقتداء به في جميع الأحكام بحسب خلافته عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ".
فهو المفضل من عند الله عز و جل ليملك الناس و يهديهم. يقول الامام محمد أحمد المهدي حكاية عن الشيخ عبد القادر الجيلاني : " ان الله أطلعني على السماوات و الأرض و لم يخفي عليّ شيئا منهما. فعلى قدر ما رأيت في السموات فما وجدت من يعطيه الله المهدية غيرك و على قدر ما نظرت في الأرض فما وجدت خليفة فيها يعطيه الله المهدية غيرك. و قال ان قسمة المهدية مقسومة لك من الأزل " (الآثار الكاملة 1/422)
هذه المكانة و امتلاك الحقيقة المطلقة باعتباره المصطفى من الله و نائبا عن النبي صلى الله عليه و سلم يتلقى عنه كانت مبررة لقول الإمام محمد احمد المهدي في منشوره الى الشيخ محمد الطيب البصير عام 1881 (منشورات المهدية 1/14) عن نفسه : " فيقول صلى الله عليه و سلم : من لم يصدق بمهديته كفر بالله و رسوله ، قالها ثلاث مرات ".
و اصدر الإمام محمد أحمد المهدي في منشوره للشلالي حكما عاما بكفر أعدائه ( الأتراك المصرين في ذلك الوقت ) فقال : " ان النبي صلى الله عليه و سلم أمرنا صريحا بقتال الترك و أخبرنا أنهم كفار لمخالفتهم لأمر الرسول بإتباعنا " (منشورات 1/312). و جعل أعدائه هم " أعداء الله " (الآثار الكاملة 2/24 مثالا ) و حكم أن الله أيده على مهديته "بما لا ينكره إلا كافر"(الآثار الكاملة 3/181)
هنا يظهر لأول مرة في أدب الخلاف في السودان فقه تكفير المخالف. و لا شك أن الحكم بالكفر في زمن كان للمكانة الدينية أعلى القيم فيه أن ذلك كان من أشنع أساليب الإقصاء و الاغتيال المعنوي قبل الجسدي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[8]
يقول البروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم (الخصومة في مهدية السودان 203) : " و حسبما هو متوارث في فكرة المهدي المنتظر بان من لم يؤمن بالمهدي فقد كفر ، و بالنظر الى أن منكر مهديته يعارض المشيئة الإلهية التي جاءت به لإصلاح أمر الدين ، و نظرا لأن إنكاره ينطوي على اعتراض لحديث الرسول و تنصيبه مهديا فإن منكر مهديته كافر. و بهذا الخط قسم العالم الى قسمين، قسم يؤمن بمهديته ، و قسم ينكرها ، و الذين يؤمنون هم المسلمون ، و الذين ينكرون كفار حتى و إن نطقوا بالشهادتين و أدوا فرائض الإسلام".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[9] و الغريب أن الامام محمد أحمد المهدي لم يحكم بكفر تارك الصلاة عمدا رغم أنه مذهب مشهور .. بل أفتى فيه بحكاية أقوال العلماء أنه عاص و قيل كافر و قيل يقتل. و لم يرجح منها شيئا بل وجه أن يضرب ثمانين سوطا و يحبس سبعة أيام. (منشورات 1/186) و حكم على تارك الجمعة و الجماعة و راتب المهدي بدون عذر بالضرب ثمانين سوطا و الحبس ثلاثة أيام. ( منشورات 1/205). فأنت ترى أن الامام محمد احمد المهدي قدم الشك في مكانته على الفروض الدينية الأخرى. و على ذلك يمكننا ان نقول – بلا كبير خوف من خطأ – أن تكفير المخالف في الفكر المهدوي لم يكن لمرجعية دينية بقدر ما كان لأسباب سياسية شمولية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[10]
و افرز تكفير المخالف أحكاما اشد كالحكم في الأموال و النساء و الذرية. يقول الامام محمد احمد المهدي في إحدى منشوراته (2/38) : " و قد أخبر صلى الله عليه و سلم مرارا أن من شك في مهديتي كفر بالله و رسوله ، و أن من عاداني كافر ، و أن من حاربني يخذل في الدارين و أمواله و أولاده غنيمة للمسلمين ".
و في إنذاره للشلالي يصرح الامام محمد احمد المهدي أن " من شك في مهديتنا و أنكر و خالف فهو كافر دمه هدر و ماله غنيمة ".
و أفتى أن المرأة التي تهاجر إليه و زوجها مع جيش الحكومة هي طالقة بصداقها استدلالا بقوله تعالى : " اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بإيمانهن ". بل أفتى الامام محمد أحمد المهدي أن الطلاق قبل المهدية لا يحتسب للأنصار أما الأنصاري الذي تخلفت زوجته عن الهجرة فهي طالق و عليه ان يجدد العقد عليها. (منشورات 1/301-306)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[11]
و امتد أمر إقصاء المخالف و تكفيره ليشمل منع الشك في غير الامام محمد احمد الذي يقوم أمر الدين على التصديق به. فصدر منشور عام 1883 في التخويف من التكلم في حق الخليفة عبد الله التعايشي حذر فيه الإمام محمد احمد المهدي أن " التكلم في حقه ( أي الخليفة ) يورث الوبال و الخذلان و سلب الإيمان ".
و هذا ضرب من ضروب إقصاء الآخر و مصادرة حق الاختلاف. فأنت ترى أن الحكم بالكفر لا يتوقف عند من شكك في مهدية الامام محمد احمد بل انه ينسحب حتى على من يخالف الخليفة عبد الله التعايشي الذي أغلظ الامام محمد احمد المهدي على المتكلم في حقه فنبه أن ذلك أعظم عند الله من نقض الكعبة حجرا حجرا لأن الخليفة من أولياء الله. (منشورات 1/66-69 ). و لذلك كان من الطبيعي ان يتمدد امتلاك الحقيقة المطلقة بعد وفاة الامام محمد احمد المهدي في شخص الخليفة عبد الله التعايشي ليحتكر وحده صراط الإيمان .. و التصرف في الكون و علم الغيب .. فقال الخليفة التعايشي في منشور بتاريخ 1 مايو 1888 (منشورات 1/106) : " و أخبرني أيضا ( أي النبي صلى الله عليه و سلم ) أن الله تعالى قد ملكني زمام الكون جميعه ، و الان قد جعله في قبضتي ..... ثم أخبرني صلى الله عليه و سلم بمدة إقامتي في الدنيا و مفارقتي لها و ما سيصير في الكون بيدي و بالوقت الذي ينزل فيه نبي الله عيسى .. ". و تأمل قوله رحمه الله " ما سيصير في الكون بيدي " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
[12]
هذه بعض شواهد على نظرة الفكر المهدوي للمخالف . فهو كافر حلال الدم و المال و يحل سبي نساءه و أولاده. و التكفير حكم مخيف دنويا بهذه التوابع و في الآخرة حيث يوجب النار .. فهو نوع من الإرهاب الفكري المدمر للمخالف يقيده بقيود غليظة نفسية و مجتمعية ( راجع موقف والدة بابكر بدري من أبيه الذي لم يكن شديد الإيمان بالمهدية ) تمنعه من حقه الطبيعي في الاختيار و التفكير و الخلاف. و هو أمر لم يعرفه المجتمع السوداني قبل ذلك بل اعتمد قبل الثورة على قبول الآخر و النظر الى الخلاف بين المشايخ على انه خلاف تنوع لا خلاف تضاد. فلم يكن الفكر السوداني يحمل بذرة إلغاء الآخر إلا بعد أن أحدثت الثورة المهدية تغيراتها الجذرية العميقة. و في فكر المهدية مراجعات كثيرة تطول .. ليس هذا وقتها و لا مكانها و إنما كانت تلك عجالة أولى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
شكرا عمر .. و الثورة المهدية لها مكانة عظيمة في تاريخ السودان لا يمكن أن ينكرها أحد. لذلك فان مناقشة افكارها و تاريخها و افارزاتها من اوجب الواجبات .. خصوصا تلك التي تلقي بظلالها حتى اليوم على واقعنا السياسي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
شكرا ... للنابه ... حمور, على عرض هذا المسرد حول الفكر المهدوي, فقد أضفت لذاكرتي الكثير, بس إن شاء الله { تحبسو } فذاكرتي صارت والصفاية صنوان.
تذكرت على إثر مطالعتي لهذا البوست, ما تداعي فى الذكر حول تكريس المهدية للعبودية, وهذا شأن آخر يبدأ تثبيته, بالإطلاع على منشورات المهدية ... تصدق.
وكأن كانت الأقدار الإختيار, بين الإستعمار وطالبان الأولى ... وأحلاهما ... مر.
حمور ... ده شهرا ما عندي فيهو نفقة, بس خليني أقرا.
... وعاطر تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: HAYDER GASIM)
|
Quote: هذه بعض شواهد على نظرة الفكر المهدوي للمخالف . فهو كافر حلال الدم و المال و يحل سبي نساءه و أولاده |
الاخ حمور تحياتي
في قراتي الثانية للمقال الممتاز اعلاه استدعي الي ذاكرتي ما اقتبسته اعلاه انني قرأت في كتاب السيف والنار لسلاطين باشا ان الامام المهدي بعد فتح الخرطوم استباحها لمدة خمسة ايام وبعدها عفي عن سكانها ما عدا الشايقية!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: عمر صديق)
|
حمور
ياخي دي قطعة سمينة و ثمينة. قبل عدة ايام دار حوار بيني و محمد سبيل و تمنيت اني استطيع الحصول على مراجع عن فترة الفونج. طبعا كانت امنية لا تتحقق. الغريبة و انا بقرأ قطعتك جال بخاطري الخوف و الوجل الذي ساد ايام انتفاضة ودنوباوي-اول عهد مايو، وكنا اطفال- و الحكاوي المرعبة التي كان يتناقلها الناس بماقد يمكن ان يحدث لك اذا ما قابلك انصاري بحربته، ذلك بقي في مخيلتي وفي اول زيارة لي للمولد-ميدان الخليفة- لا اذكر اني كنت في اي حالة من الاستمتاع بل كنت انظر في عيون كل من يلبس حناح ابجكو علي اري الشرار يتطاير من عيونه كما رسخت فكرة الانصاري في ذهني! موضوع الاخر في الفكر السياسي السوداني موضوع ثر و يحتاج للتناول لتأسيس فكرة قبول الاخر في المستقبل. ياخ لو ممكن ترسل نسخة هنا:[email protected] مع جزيل الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: Badreldin Ahmed Musa)
|
تحياتي استاذ حيدر .. لا اذكر شيئا الان خاصا عن تكريس المهدية للعبودية ( اتمنى لو نشطت ذاكرتي الخربة بشئ من هذا ) ... ربما كان السبب اني حين امر على اخبار العبيد في المنشورات و كتب التاريخ اتناولها بمفهوم تلك الفترة .. فقد كان يوجد عبيد في المهدية امتدادا للعهود السابقة .. و حتى الانجليز الذين خدموا في السودان قيل أن منهم من تاجر في البشر ..
تاريخ المهدية ربما كان لجميعنا به اختصاص .. فهو بداية تكون الدولة .. و المواقف التي اتخذت فيه امتدت و استطالت لتغطي زماننا هذا.. كلها من بقايا تلك الحقبة الهامة المجيدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
المعز .. لم انقل في هذا المقال من بحث دكتور عبد الله رغم انه كان من اهم البحوث التي فتحت ذهني قديما على خلاف الامام محمد احمد المهدي مع العلماء و اسلوب الردود و الحجج المختلفة بينهم .. اعتمدت في النقل على كتب المنشورات التي اشرف على اخراجها و طباعتها العلامة البروفيسور ابو سليم رحمه الله. و تجدها في متن المقال بذكر المجلد و الصفحة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
و انا يا بدر الدين يدور بذهني دوما ما يرويه الشهود عن كثير من احداث العنف في مارس و غير مارس. ربما لذلك ذهبت ابحث عن جذور تلك المسألة في اقوال الامام محمد احمد المهدي فوجدت القول بتكفير المخالف و اباحة دمه و ماله و عرضه. لهذا يحاول المقال ان يسأل في ثناياه : هل هذه هي النظرة اليوم للمخالف لدى الانصار ؟ أن من لم يؤمن بمهدية الامام محمد احمد المهدي هو كافر حلال الدم ؟ قديما حين كنا صغارا كان حراس احدى جنائن ال المهدي ممن يسمونهم المهاجرية يطاردوننا بالحراب و يقولون أننا كفرة لأننا نسرق الليمون و الجوافة من حديقة السادة. فهل كانوا مجرد اميين متعصبين أم هم اتباع اوفياء لما قاله الامام محمد احمد ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
الأخ حمور : فيما يخص موضوع الرق والاستعباد أسهب دكتور فرانسيس دينق في هذا الأمر من خلال علاقة والده دينق ماجوك ونظار المسيرية وعموم البقارة في منطقة أبيي الملتهبة الآن ربما قراءة التاريخ توجد نفاج ضوء لما سيكون عليه الوضع الآن ولذلك سمي تاريخ عليك بكتابه: صراع الرؤى عن مركز الدراسات السودانية وكتابه الصغير الآخر : دينامية الهوية أساس للتكامل الوطني في السودان وغيره كثر تناولوا هذا الأمر الشائك والمهم بهاء/طوكيو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: Badreldin Ahmed Musa)
|
الإسلام ليس فيه سُلطة سوى الموعظة الحسنة, والدعوة إلى الخير والتنفير من الشر, وأنه ليس لمسلم، مهما علا كعبه في الإسلام، على آخر مهما انحطت منزلته فيه، إلا حق النصيحة والإرشاد, وبالتالي لابد من صيانة الإيمان من التكفير العبثي وعبث التكفيريين.
محمد عمارة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: Amjed)
|
سلام يا امجد يا صاحب ..
Quote: وأنه ليس لمسلم، مهما علا كعبه في الإسلام، على آخر مهما انحطت منزلته فيه، إلا حق النصيحة والإرشاد, |
الحق الذي لا ينكر أن الامام محمد احمد المهدي لم يقصر في ارسال رسائله و منشوراته الى جميع الجهات و التجمعات و الشخصيات داخل و خارج السودان .. لكنه كان يقرن دعوة الهداية باتباعه الشخصي .. و قد قال في منشور الدعوة الشهير عام و هو في طريقه الى قدير : " .. و حيث الأمر لله و المهدية المنتظرة ارادها الله و اختارها للعبد الفقير محمد احمد بن السيد عبد الله فيجب التسليم و الانقياد لأمر الله و رسوله. و بعد هذا البيان فالمؤمن يؤمن و يصدق لأن المؤمنين هم الذين يؤمنون بالغيب و لا ينتظرون لاخبار اخر. فمن انتظر بعد ذلك فقد استوجب العقوبة لأنه صلى الله عليه و سلم قال من شك في مهديته فقد كفر بالله و رسوله "(منشورات المهدية1/27)
و انت ترى ان مثل هذا النص يفتح الباب لاسئلة كثيرة اليوم .. فهل من يشك اليوم ان الامام محمد احمد المهدي ليس مهديا منتظرا و لم يكلمه النبي صلى الله عليه و سلم و لا امره بشئ و لا كان عزرائيل حامل رايته و لا الملائكة جنوده هل هذا كافر كما قال الامام محمد احمد المهدي ؟ أم ان الامر انتهى بموته بعد فتح الخرطوم ؟ ام انه اخطأ القول ؟ أم .. أم .. اترى .. الاسئلة كثيرة و محيرة يا صاحب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
يقول الشيخ اسماعيل الكردفاني مؤرخ المهدي في كتابة " سعادة المستهدي بسيرة الامام المهدي"(ص 157) : "و إن كان المهدي عليه السلام لا يحتاج في تصديقه الى شهادة مع قوله عليه السلام أن سيد الوجود صلى الله عليه و سلم أخبره بأن الترك كفار لا يطهرهم إلا السيف"
و يقول رحمه الله (ص115) : " و أول من بارزه بالعداوة ملوك الترك و أعوانهم ، فانهم ضنوا بملكهم طلبا لدوام رئاستهم و آثروا ذلك على اتباع الحق الواضح و كفروا حسدا و عنادا و ردا للحق الذي يجب عليهم اتباعه مع سائر الامم ". و كما أوضح البروفيسور ابو سليم رحمه الله فان الترك هنا لا تعني عنصر الترك خاصة .. بل هم المصريين و من معهم من رجال الامبراطورية العثمانية من ترك و شوام و غيرهم.. فهل كان هؤلاء كفارا و هل أوجب الله عليهم حقا اتباع الامام محمد احمد المهدي و سائر الامم؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
العزيز حمور سلام اقرأء كتاب علاقت الرق لابراهيم نقد وايضا مذكرات يوسف ميخائيل. وكتاب الدراويش ( الاخير باللغة الانجليزية) استطيع ان امدك بمذكرات ميخائيل لكن بعد الاسبوع القادم لان الكتاب يجب ان اعمل له اسكانر كاملا
سوف تطلع على البعد السياسي والاجتماعي للثورة المهدية بعد قراءتك لهذه الكتب بصورة اكثر
ايميلي هو [email protected]
لدي صور جيدة عن تلك الفترة لكن هذه البلد لا تعطيك الوقت الكافي
لك التحية منال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
كنت اتوقع متهيبا أن يفرز هذا المقال نقاشا حادا من اتباع الامام محمد احمد المهدي .. فقد كنت أظن اغلبهم لا يقر تكفير المخالف الذي لا يؤمن بمهدية الامام. لكن الظاهر - و الله أعلم - أنه أمر مسلم به عندهم أن كل من لم يؤمن بمهدية الامام هو كافر حلال الدم و ماله و نساءه و اولاده غنيمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: حمور زيادة)
|
حمور زيادة ...
Quote: كنت اتوقع متهيبا أن يفرز هذا المقال نقاشا حادا من اتباع الامام محمد احمد المهدي .. فقد كنت أظن اغلبهم لا يقر تكفير المخالف الذي لا يؤمن بمهدية الامام. لكن الظاهر - و الله أعلم - أنه أمر مسلم به عندهم أن كل من لم يؤمن بمهدية الامام هو كافر حلال الدم و ماله و نساءه و اولاده غنيمة |
ده كان زمان هسِع الأمور إتضحت أكثر مِن اللازِم كمان ... وبِقو أغلبهُم- - وأنا منهُم - بنحترم مجهودات الإمام في السودان وبس ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموقف من المخالف في الفكر المهدوي (Re: عزام حسن فرح)
|
عزام ..
Quote: بنحترم مجهودات الإمام في السودان |
و كذلك أنا حتى ان لم أكن من انصاره .. و اظن ذلك امر لا يتجادل فيه متجادل. لكن ..
هذه صعبة فهل يعني تقديرنا لعمل من اعمال الامام محمد احمد المهدي أن ننسى أن الفكر المهدوي كان أول فكر تكفيري في السودان ؟ هل يعني تقديرنا لمجهودات الامام محمد احمد المهدي أن لا نسأل هل حقا اخبره النبي صلى الله عليه و سلم أن من لم يؤمن بمهديته فهو كافر أم أن الامام محمد احمد كذب على الناس و التاريخ ؟ انها اسئلة لا يمكننا اسقطاها ( أو هكذا اظن ) .. هل من لم يؤمن بأن الامام محمد احمد هو المهدي المرسل من الله ليقود أهل السودان و أن اتباعه واجب على كل الامم هل يكون كافرا دمه حلال و ماله و نساءه و اولاده غنيمة ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|