دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال
|
تسير بخطى مسرعة في هذا الوقت من الصباح. عليها أن تصل مكان عملها في التوقيت المضبوط. لكن.. ثمة ما يزال متسع من الوقت. فهناك يبدو الصغير يجلس متقرفصا، أمامها، على حافة الطريق، عند تخوم جادتها، محاكيا الكبار في هندامه المصغر. ما أشد حبها للصغار، حتى صغار الحيوانات. ليتها تسترق من صبيحة يومها هذا ساعة ترقبه فيها. ليتها تملك في حقيبتها ما يربو على قيمة تذكرة الحافلة، فتنفحه إياه. لكنها ستقبض راتبها اليوم و عندئذ ستفعل. لكن.. مهلا! عودتها دائما تكون من مسار آخر بوسيلة أخرى هي أوتوبيس المؤسسة التي تعمل فيها و سيعيدها عبر الثلث الثالث للمدينة. إذن لتمر غدا صباحا أبكر بقليل لتجده، و ترقبه، و تمنحه. _ راكب واحد.. راكب واحد فقط! يهتف أحدهم مراقبا جمالها و شرودها، فتسارع إلى صعود الحافلة. ما أشد البرد في هذا الصباح و كل الصباحات الماضية منذ... منذ ماذا؟ ما أشد وقع أن توقظ من نومك "بفعل فاعل"! ما أفظع أن يكون هذا الفاعل أبا أو أما! و ما أتعس أن يجيئ ذلك تلبية لرغبة غريب، أو تنفيذا لصفقة ما، أنت تجهلهانفسها في الأساس. _ هيا، اصح... يا حبيبي! هكذا تم إيقاظك مصحوبا بضربات مزعجة على قدمك اليسرى التي يحلو لك أن تضّجع عليها عندما تسافر عبر أحلامك الصغيرة.. أحلامك التي تأخذك إلى فتاة جميلة تعقص شعرها ذيل حصان، و تسير في صحبتك واضعة يدها الرقيقة على يدك تماما مثلما تفعل تلك الفتاة التي تسير مع الفتى النحيف عندما يمران بإزائك عند كل صبح باكر سعيد. في الليالي المقبلة ستحلم بتلك الفتاة ذات تسريحة ذيل الحصان. لا، بل ستستبدل بها تلك التي مرت أمامك منذ قليل. حدقت فيك طويلا. ما أدق أنفها! ما أجمل ساقيها! ستمنحك في أحلامك كل قطع الحلوى التي في أحلامها، و كل الحلوى التي في المتاجر و المصانع، و ستهديك البياض فيزحم حياتك و يحيلها مركبة بيضاء تجرها حمر وحشية بيضاء أيضا. كيف لهذا اليوم الطويل أن ينقضي حتى تلتقي تلك الأحلام-الحلم؟ ها هو أحدهم يرجع القهقرى، بعد أن تخطاك، ليدحرج في حجرك إحدى العجلات المعدنية. يفعل دون أن يحفل بالنظر إليك. تعرف هذا النوع.. النوع الذي يتمنى لسنبلة قمح أن تصير مخزونا من الغلال بفضل عجلة يدحرجها في حجر أول من يصادف منكم. على أية حال، هو خير عندك من ذلك النوع من الفتيات اللائي يسرن في مجموعة. يقفن أمامك كأنما يتفرجن على بهلوان يتيم، و تعلق كل واحدة منهن على شيئ يخصك كأنما يتنافسن في مسابقة غير معلنة، ثم يمضين متضاحكات كقطيع من ماعز حيّك الضالة. بعد إيقاظك غسلت أمك وجهك بماء بارد، بعد أن حذرتك من ألاّ تبكي. دهنت يديك و وجهك بزيت طازج. شجعتك بكلمات جميلة لا تصدر عنها إلاّ في الصباحات البهية. ألبستك الجلباب الأبيض الجديد و سرواله. وضعت على رأسك عمرة بيضاء، و أدخلت قدميك في الحذاء الضيق الجميل. أنت تعرف أنه عند رابعة النهار سيضغط على أصابعك و سيؤلمك. لحسن حظك ستجلس في مكان واحد و لن تكون مضطرا إلى أن تسعى. ما أحب هذا لصدار الأسود إلى نفسك. سيقيك البرد و أنت على متن الشاحنة الصغيرة التي سيحملك فيها هذا الغريب الذي جلب لك هذه الثياب قبل يومين. وعدتك أمك بأنها ستعطيك الكثير من الحلوى و أن ذلك "العم" سيفعل أيضا بعد أن تذهب معه و تجلس بهدوء حيث يأمرك! تأخذ عجلات المعدن في التزايد على حجرك و بين يديك. لم يكن من حقك أن تعبث بها أو تحصيها. سيأتي شخص يحمل لك طعاما متعدد المذاقات. لعله بقايا موائد مطعم ما. سيضعه بلا صوت، ثم يسألك إن كنت تريد أن تتبول أو أن تشرب ماءً. تخبره أنك تريد أن تلعب مع الصغار من حولك، فينهرك. كم تخافه و لا تحبه! يخبرك بلهجة مخيفة أنه سيحضر لك المزيد من الحلوى آخر النهار، و أن عليك أن تبقى ساكنا هناك. بالأمس جاء شخص جميل الحذاء و جديده. كنت دائما مطرقا معظم ساعات النهار فأمكنك رؤية أقدامه جيدا. من الآن ستتعرف على طبقات الناس من أحذيتهم و على نواياهم أيضا منها، بل و على نوعية محبوباتهم اللائي يسرن معهم داسات أصابعهن في أيديهم خلسة. ذلك الشخص وقف إلى جوارك طويلا ثم جثا على ركبة واحدة بعد أن وضع شيئا تحتها، على الأرض، لعله مفكر أنيقة. رفع عمرتك من على رأسك. ربت على شعرك القليل بحنان، ثم وضع العمرة مكانها في حرص و هدوء، و مضى. لم يدحرج أية عجلة معدنية في حجرك أو في مستودع المعدن الذي بين يديك. في الليل إلتقط الغريب "العم" و لم يعنفك. على العكس وهبك قطعة حلوى دبقة ثم أركبك الشاحنة لصغيرة في مكان آخر. أرجعك إلى أمك كي تقر عينها، لكنها تحدثت معه بحديث سريع، ثم سلمها أربع ورقات بنية و انصرف. كان سعيدا. أخذت أمك تنضو عنك ثيابك، لكن العمر بقيت مكانها. نسيتها أمك. أحضرت طستا لتنقعك فيه، بعد أن ملأته ماءً دافئا. لما أرادت أن تسكب الماء على رأسك، لمست العمرة فأسقطتها. منها سقطت ورقة خضراء جديدة. كانت سندا ماليا من الفئة الأعلى! قفزت أمامك بالورقة السند. تركتك بلا حمام من غبطتها. استجوبتك عمن فعلها و وضع الورقة تحت العمرة. لم تحر جوابا، لكنك تذكرت الرجل ذا الحذاء الجميل. لم تبح بسره لأمك. تتدحرج عجلة بيضاء على مستودع المعدن برنين. اليوم أنت تنتظر الحذاء الجميل بشارة صاحبه. ستشتري الحلوى بنفسك، و ستزيد عليها بوظة. لن تنتظر حتى تفعل أمك ذلك بين ثنايا الليلة الباردة. ستقوم من مكانك خلسة لتفعل ذلك. لكن أين البوظة؟ ستسأل هولاء الأطفل الذين يمرحون من حولك، يمسكون كل فتاة جميلة من تنورتها استجداءً لعطية مغتصبة. يدحرج حذء قديم مهترئ عجلة صفراء في حجرك، ثم يمضي دون أن تحفل به. هه.. ها هو.. الحذاء.. تعرفه كما تعرف وجه أبيك. إنه الرجل الذي يرفع العمرة و يدس الورق الأخضر. لن حذاءً آخر يسير مع حذائه.. حذاء نسوي أنيق.. هي، حتما، فتاته. إنهما يمران قريبين منك ثم يتخطيانك. آه.. ما أغرب هؤلاء النسوة! يصرفن الرجال عن الإتيا بأكثر الأفعال إنسانية. لتنتظر إلى غد أو ألف غد، و سيحين اليوم الذي ستشتري فيه البوظة و الحلوى غير الدبقة. لا. لا تتسرع، فهاهي الأحذية تعود، و تتدحرج عجلتان بيضاوان في حجرك. ترقبهما حتى تستقران. لكن، ما هذه الجلبة و هذه الأصوات؟ إنهم الباعة يتجمهرون. الباعة الجائلون و الذين يعرضون بضاعتهم على حوافّ الطريق ما بالهم؟ يحتجون!. نعم.! ما بالهم يتظاهرون؟ لا تدري سببا! يمر من أمامك جمع من أحذية نسوية. تسمع صوت إحداهن: _ ما أجمله! أيكون جميلا أن تجلس هذا المجلس؟ مالهن كيف كيف يحكمن؟ أنت نفسك لا تحس ذاتك جميلا. ترى السواد من حولك يسيطر. من تحتك الأسفلت أشد سوادا و قسوة.. من لك بفتاة في حقيبتها يحتشد البياض و الحلوى و البوظة و حمامات راقصة؟ و يزداد صخب الباعة. جلهم من المعاقين. يحملون عصيهم و يلوحون بأيديهم البديلة. ثم يأتيك صوت محرك هادر و أعيرة نارية. يشق الصخب صوت تعرفه.. صوت نفير عربة الشرطة. ما العربة إلاّ حذاء كبير! و يصبح الهواء خانقا مليئا بالدخان. يتراكض الناس من حولك و يتنادون. صوت المحرك الهادر يقترب أكثر. يؤلمك الدخان في الحلق فتسعل و تدمع عيناك. تبكي.. تبكي.. و يقترب الهدير و النفير و لعلعة الأعيرة. تحيها جميعا قريبة جدا منك.. ثم يمتلئ كل شيئ بالبياض. أتت أبكر من المعتاد و كما أزمعت. رأت الساحة مشعثة بالعصي المشتتة و الأقدام البديلة المتناثرة. ألفت الآخرين كل يلزم مكانه برغم الفوضى التي تعم المكان. تتدلى حقيبتها هانئة من كتفها. تحمل فيها العملات المعدنية و الحلوى، و قطعة بوظة كبيرة غلفتها جيدا. في يدها تحمل صحيفة. انتظرت أن تراه يأتي و يجلس القرفصاء على مكانه. لكنه لم يأت. مكانه تجمع الذباب على بقايا دماء تخثرت على الأسفلت الأسود. ربما غير موضعه بسبب ذلك. انتظرت. لمّا تأخر، توجهت صوب حافلة تقف غير بعيدة. كادت أن تتعثر بسبب فوضى العصي، بيد أن حذاءها الجديد منعها من السقوط! في الحافلة جلست إلى جوار النافذة بعد أن أحكمت غلق زجاجها. فتحت الجريدة لتقرأ عن ثورة الباعة الجائلين و الباعة الذين يفترشون الجادة. إلى جوار الخبر قرأت خبرا صغيرا مفاده : أن متسولا صغيرا في الثالثة من عمره وجد ميتا بعد أن فضت الشرطة الشغب، و ما زال التحقيق جاريا. *** تمت ***
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: اْسامة اْباّرو)
|
بوعسل السيد أحمد...
Quote: ألم أقل إنه الجميزة و التبلدية ؟ فهو وإن إمتدت وطالت أفرع المسافات و الزمن بعداً به عن الوطن فهى عائدة لتنغرس فى تربتها متجذرة يستحيل إقتلاعها . فهو التبلدى بثراءه المخزون فى وقت جفت فيه الينابيع . |
هى رحلة سنمشيها مستعيرين أحذيته ، محلقين كبساط الريح ....... سنعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: اْسامة اْباّرو)
|
*** قصة الأحذية لأبوعسل السيد أحمد وردت فى أحد بوستات الأستاذة الشاعرة الأديبة سمية الحسن طلحة ، عند تناولها لموضوع ورد بإحدى الصحف بعنوان : أبو عسل السيد أحمد ، بعيون السودان اليوم وجاء تناولى لقصة ( الأحذية ) من هذا النطلق فللأستاذة سمية الحسن طلحة العتبى فلتسمحوا لى يا منابر بأن أستعير أحذية صديقنا الغالى بوعسل ، لأنتعلها فىهذا الزمن الرمضاء .ياله من زمن ردئ ، الفاقة والفقر الذان بفعلهما شاخت الطفولة وتسربت أحلى معايشاتها بأيدينا ، الطفولة الت إتّجرنا بها وألبسناها ثوباً بغير مقاسها حتى أصبحت ممارسة براّءاّت الطفولة وأطوارها وملاعبة الأتراب حلماً صعب المنال . هكذا ..( الطفل) الوطن والذى تمادينا فى الهرولة والتنافس فى ضياعة والمضى لأبعد برهنه بثمن بخس فأصبح يرزح تحت قيود الرهن التى تفننا فى صياغة بنودها وأحكمنا قبضة من سادنا منه ومنّا . فصارت حياته( حياتنا) رهن المتاح الممنوع فى اّن ، حياة السائمة وفق مقتضيات مفروضات ومرفوضات ومنافع صاحب الرهن الذى بات يعلفنا كما الدواب حفاظاًعلى طاقاتنا لينعموا هم بعرقنا ويرفهوا برهقنا . كم هو عظيم الجرم إن صار طفلنا( وطننا) لآ يرى أبعد من أحذية المارة ، يا له من إنكسار وذل وطن فكأنما بدأنا نلعق أحذية المرتهن بألسنتنا بعد أن لعقتها أعيننا . ولكن . من هو صاحب الرهن هذا ترى ؟ منا هو بنى جلدتنا خرج من حيث أتينا ، فاقنا بإلإفادة من ظرف تأريخى وأستغل وضع متأرجح بجهلنا وفقرنا ( الفقر كلمة جامعة فضفاضة رمينا لأبعادها) فصاحب الرهن هو من بات وفق هذه الظروف يتحكم فى أمرنا ونحكم نحن وفق بنود سخرته ( يالها من حكمه وحكومه ) . يحز فى النفس ما تقوم به (الأم) الألة الإعلاميه التى سخرها المرتهن النخاس فى التهليل وتضخيم الكسب الفتات الذى يناله أو يخيل له(الطفل ) الوطن فى جهالة بأن ماأعتبر كسباً إن هو إلا منحة دين مردودة ووقتية بغير دوام ، وأنها إنما أتت رهناً بإستمرار وطننا الطفل فى تصعير خده وتسوّله ، ومن منحها وإن بدأ أنيقاًسخياً ذو حذاء لامع أعجبت به أنفسنا ، وخلناه مهتماً ،ما هو إلأ صاحب سخرة ومزايد اّخر ، هم كذلك قادة مواسمنا الإنتخابية و الساعون لزعامة تحزبات أهلنا ، بهذا يسعون لكسب ودّنا بادئالأمر ، وبدور الإعلام الجهول نهلل نحن لهم وننقاد طمعاً فى مزيد النفح والعطايا ، نظل نرقب الخلاص على أيديهم كمن يمنى النفس بالروى من نهر السراب ، دون طائل برقب الخلاص الموعود ، حتى إذا نالوا مرادهم وتأبطوا الحسناء (السلطة والجاه) تكشف لنا طائل ما إنتظرنا ونلنا منهم لا شى سوى التجاهل والتنكر . حالنا قد يجلب لنا بعض التعاطف من الغير ، وقد يتطور إنفعالهم حد النية فى منحنا بعض المساعدة والعون ولكن بمثل ما علينا تحول ظروفهم دون ذلك ، أو قد نجدهم اّثروا الحياد . خزى هو محاربة السلطان للرعية ، ليس كمن حبس قطة لا هو أطعمها ولا أطلقها بل إنهال عليها ضرباًحد الموت ، بقانون هو ل عيش لقطط الشوارع الشعثة مع أرانب الحظوة الأنيقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: اْسامة اْباّرو)
|
ماذا أردت أن تقول بو عسل ؟ : يا صديقى الجميل . ** فى دواخل كل حر طفل إن لم يكن ذاته فهو الوطن *عند ما تضيع أجيال بفعل جهل الأهل وإرتكابهم لجرم ليس بأقل من الوأد ، بل هو بعينه فيتركون أبنائهم وإن الدافع كان الفقر والحاجة ، يتركون أبنائهم نهباً لسطوة ذوى النفوس الضعيفة وسعاة التكسب بإستعباد الغير وإستغلالهم وفق قانون السخرة و الأتاوة ، فيصبح المردودالسالب حالة عامة من الفاقد التربوى وتفشى الأمية ليكون البديل مجتمع الطبقات الجريمة والتفكك مما يهئ للغير المبررات لإستمرارية وترسيخ الوضع . * ماذا ينتظر وطن ومستقبل وماذا يقدم له من حرم طفولته ومعايشة حياة الطفولة الطبيعية والتى تتراءىكحلم وضرب خيال ، ماذا يفيد من حصرت طفولته وأحلامه فى سفاسف وأصبح قاسمه المشتركبالإنسانية التبول والأكل والشرب وفق جدول زمنى يحددة صاحب الرهن . بئس طفولة لا تعدو أحلامهاالنظر أبعد عن ما تحت أحذية الغير . * نعم نحن فى أمس الحوجة لوقفة وبحث فى طبيعة علاقاتنا الحزبية وبالأخص العلاقات التنظيمية بين القاعدة والقمة ، لا بد مكن تاسيس ونظم لهذة العلاقة ، والتى تبدو جلية عند كل حملة إنتخابية سيان فى ذلك التقدمى والتقليدى من أحزابنا فهى بالأحرى علاقة موسمية وزواج للمتعة . * متى يتأتى لنا الإنعتاق من حالة الركون والتبعية التى ما فتأت تلازمنا متمثلة فى تسولنا الغير وإستعطاف البعض ، فهذا الوطن ليس بأقل عن غنى ....غنى *إنه وطن الأغنياء زز و حتى نصير أغنياء بذاتنا : سبيل واحد هو الحرية ، وأحد أوجه هذه الحرية هو العمل ، حرية العمل والكسب الذى هو السبيل للإستقلالية ولكن ... هنا صاحب الرهن يحول دون تحقيق هذه الإستقلالية بصد الأبواب أمام أصحاب الكسب الكادح ومحاربتهم بشتى الوسائل القمعية والهدف وراء ذلك فتح الباب على مصراعيه لأصحاب النفوذ و دراكيولا إمبراطوريات مصاصى الدماء والعافية ليصبح الوطن بشعبه رهناً لإرادة هؤلاء، يصبح الشعب وقوداً لاّلة المتخمين ، فيعيش الشعب فى سخرته ويموت فى صمت ، وينال من إعلامه التجاهل والتغييب .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: اْسامة اْباّرو)
|
أسامة يا مترعا بالرؤى.. أيا صديقي، هأنت تقول الكثير و الأبعد عمقا.
Quote: ماذا أردت أن تقول بو عسل ؟ : يا صديقى الجميل . ** فى دواخل كل حر طفل إن لم يكن ذاته فهو الوطن *عند ما تضيع أجيال بفعل جهل الأهل وإرتكابهم لجرم ليس بأقل من الوأد ، بل هو بعينه فيتركون أبنائهم وإن الدافع كان الفقر والحاجة ، يتركون أبنائهم نهباً لسطوة ذوى النفوس الضعيفة وسعاة التكسب بإستعباد الغير وإستغلالهم وفق قانون السخرة و الأتاوة ، فيصبح المردودالسالب حالة عامة من الفاقد التربوى وتفشى الأمية ليكون البديل مجتمع الطبقات الجريمة والتفكك مما يهئ للغير المبررات لإستمرارية وترسيخ الوضع . * ماذا ينتظر وطن ومستقبل وماذا يقدم له من حرم طفولته ومعايشة حياة الطفولة الطبيعية والتى تتراءىكحلم وضرب خيال ، ماذا يفيد من حصرت طفولته وأحلامه فى سفاسف وأصبح قاسمه المشتركبالإنسانية التبول والأكل والشرب وفق جدول زمنى يحددة صاحب الرهن . بئس طفولة لا تعدو أحلامهاالنظر أبعد عن ما تحت أحذية الغير . * نعم نحن فى أمس الحوجة لوقفة وبحث فى طبيعة علاقاتنا الحزبية وبالأخص العلاقات التنظيمية بين القاعدة والقمة ، لا بد مكن تاسيس ونظم لهذة العلاقة ، والتى تبدو جلية عند كل حملة إنتخابية سيان فى ذلك التقدمى والتقليدى من أحزابنا فهى بالأحرى علاقة موسمية وزواج للمتعة . * متى يتأتى لنا الإنعتاق من حالة الركون والتبعية التى ما فتأت تلازمنا متمثلة فى تسولنا الغير وإستعطاف البعض ، فهذا الوطن ليس بأقل عن غنى ....غنى *إنه وطن الأغنياء زز و حتى نصير أغنياء بذاتنا : سبيل واحد هو الحرية ، وأحد أوجه هذه الحرية هو العمل ، حرية العمل والكسب الذى هو السبيل للإستقلالية ولكن ... هنا صاحب الرهن يحول دون تحقيق هذه الإستقلالية بصد الأبواب أمام أصحاب الكسب الكادح ومحاربتهم بشتى الوسائل القمعية والهدف وراء ذلك فتح الباب على مصراعيه لأصحاب النفوذ و دراكيولا إمبراطوريات مصاصى الدماء والعافية ليصبح الوطن بشعبه رهناً لإرادة هؤلاء، يصبح الشعب وقوداً لاّلة المتخمين ، فيعيش الشعب فى سخرته ويموت فى صمت ، وينال من إعلامه التجاهل والتغييب . |
تعيش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: اْسامة اْباّرو)
|
Quote: الكتابة عند الأديب القاص بوعسل إلتزام ورسالة تماس لنبض الاهل والقضايا. من قائل بسبر أغوار الفكرة عند بوعسل : كمن يزيل الدقيق عن رمش الطحان . الفكرة عند اديبنا عصية على الإحتواء ضمن قالب التفاسير ذات الأبعاد المحدودة ، فكل قراءة تدفعك لأخرى فتستبين أبعاد و معانى ودلالات و مرام جديده تكتشف أنها تربض بين الاسطر وخلف الكلمات . أبوعسل وإن ساقتة المسافات إغتراباً فلا يزال يضبط ساعة مشاعره على أزمان نبض الوطن وهمومه، فى معايشة حية لأحداثة و يومياتة هكذا يكون الكاتب و السياسى الأديب نبض اهله . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: Asma Ali)
|
Asma Ali لك ياستى مثل الذى بادرت به .Quote: تأكيد محبة لصديقي الاثيري ابوعسل |
،هذا الذى يسعد القلب الحديث منه وعنه أبو عسل حامل المسك الذى تفيد مجالسته دوماً فأنت تخرج من مجلس أبوعسل مترعاً بالفكرة ,أخرى بالرضى ، ففى كلا الحالتين أنت قد إبتعت منه .طوباك بهذى الصداقة .. لك الشكر الجميل كما هذا الصديق دوماً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: اْسامة اْباّرو)
|
الصديق أسامة
Quote: فلتسمحوا لى يا منابر بأن أستعير أحذية صديقنا الغالى بوعسل ، لأنتعلها فىهذا الزمن الرمضاء .ياله من زمن ردئ ، الفاقة والفقر الذان بفعلهما شاخت الطفولة وتسربت أحلى معايشاتها بأيدينا ، الطفولة الت إتّجرنا بها وألبسناها ثوباً بغير مقاسها حتى أصبحت ممارسة براّءاّت الطفولة وأطوارها وملاعبة الأتراب حلماً صعب المنال . هكذا ..( الطفل) الوطن والذى تمادينا فى الهرولة والتنافس فى ضياعة والمضى لأبعد برهنه بثمن بخس فأصبح يرزح تحت قيود الرهن التى تفننا فى صياغة بنودها وأحكمنا قبضة من سادنا منه ومنّا . فصارت حياته( حياتنا) رهن المتاح الممنوع فى اّن ، حياة السائمة وفق مقتضيات مفروضات ومرفوضات ومنافع صاحب الرهن الذى بات يعلفنا كما الدواب حفاظاًعلى طاقاتنا لينعموا هم بعرقنا ويرفهوا برهقنا . كم هو عظيم الجرم إن صار طفلنا( وطننا) لآ يرى أبعد من أحذية المارة ، يا له من إنكسار وذل وطن فكأنما بدأنا نلعق أحذية المرتهن بألسنتنا بعد أن لعقتها أعيننا . ولكن . من هو صاحب الرهن هذا ترى ؟ منا هو بنى جلدتنا خرج من حيث أتينا ، فاقنا بإلإفادة من ظرف تأريخى وأستغل وضع متأرجح بجهلنا وفقرنا ( الفقر كلمة جامعة فضفاضة رمينا لأبعادها) فصاحب الرهن هو من بات وفق هذه الظروف يتحكم فى أمرنا ونحكم نحن وفق بنود سخرته ( يالها من حكمه وحكومه ) . يحز فى النفس ما تقوم به (الأم) الألة الإعلاميه التى سخرها المرتهن النخاس فى التهليل وتضخيم الكسب الفتات الذى يناله أو يخيل له(الطفل ) الوطن فى جهالة بأن ماأعتبر كسباً إن هو إلا منحة دين مردودة ووقتية بغير دوام ، وأنها إنما أتت رهناً بإستمرار وطننا الطفل فى تصعير خده وتسوّله ، ومن منحها وإن بدأ أنيقاًسخياً ذو حذاء لامع أعجبت به أنفسنا ، وخلناه مهتماً ،ما هو إلأ صاحب سخرة ومزايد اّخر ، هم كذلك قادة مواسمنا الإنتخابية و الساعون لزعامة تحزبات أهلنا ، بهذا يسعون لكسب ودّنا بادئالأمر ، وبدور الإعلام الجهول نهلل نحن لهم وننقاد طمعاً فى مزيد النفح والعطايا ، نظل نرقب الخلاص على أيديهم كمن يمنى النفس بالروى من نهر السراب ، دون طائل برقب الخلاص الموعود ، حتى إذا نالوا مرادهم وتأبطوا الحسناء (السلطة والجاه) تكشف لنا طائل ما إنتظرنا ونلنا منهم لا شى سوى التجاهل والتنكر . حالنا قد يجلب لنا بعض التعاطف من الغير ، وقد يتطور إنفعالهم حد النية فى منحنا بعض المساعدة والعون ولكن بمثل ما علينا تحول ظروفهم دون ذلك ، أو قد نجدهم اّثروا الحياد . خزى هو محاربة السلطان للرعية ، ليس كمن حبس قطة لا هو أطعمها ولا أطلقها بل إنهال عليها ضرباًحد الموت ، بقانون هو ل عيش لقطط الشوارع الشعثة مع أرانب الحظوة الأنيقة. |
أشكرك كثيرا أن استقرأت النص على هذا النحو تعيش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: Kabar)
|
كبر،
ثمة الكثير ممن يملكون ناصية البيان و ابتداع النصوص و السرد و الحكي، ثم الاستقراء الكثيف لكتابة ( الآخرين) دون أن تغافلهم اللغة أو الحروف فتجنح بهم عن الامساك بخيوط تعددية المستويات و الرؤى. لكن أن يكون كل هذا بأدوات طيعة مثل لغتك فذلك أمر نادر.. كثيرا ما تقعد بواحدنا اسهابات الآخرين عن قراءة مداخلاتهم جميعها، بيد أن الأمر مختلف جدا بالنسبة إلى كتاباتك أي كان موضوعها.. بالجملة، اسمح لي أن اقول إن كتابتك- على إزدياد نضجها و عمقها- تزداد تطورا إلى ما وراء النهايات..
سّلم على العيال و أمهم، و دم بخير..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: ALGARADABI)
|
Quote: (بوعسل) مغنطيس حدوة الحصان الذي يجذبنا نحو البوستات مستحيل أمر دون كليك علي بوست يحمل هذا المغنطيس والله يا بوعسل محبة الناس من الله |
نعم أخى Garadabi يكمن سر ابوعسل فى محبة الأخرين ، فهذا المبدع تجدك لا تملك إلا أن تبادله حب بمحبة ، فبوعسل لا تحتويه الكلمات فكل الذى يمكنك أن تصف به علاقتك بأبوعسل لا يعدو الإحساس بالروعة وقد يبدر بأقل إيماءة أو اّهة تعبر فيها عن شعورك تجاه الدهشة والجمال . شكراً وتجدنا نستجلب التفائل وإستقراء المستقبل المضئ من قراءتنا لبوعسل ، فأنت تقرأ إحدى كتابات ونصوص بوعسل تجدهاعلقت حسناً وجمالاً كما حدوة الحصان للخير علقة ، وللشر مانعة ..
Quote: والتحية لاسامة وللبنية الحلوة |
تشاركك الإحساس الجمال والحلاوة وشكراً للحبيب الصديق الجميل بوعسل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: ابوعسل السيد احمد)
|
خالص التحايا الاستاذ اْسامة اْباّرو
ياخ انا من زمان عايز لي فرقة اكاتب للولد الاسمو ابوعسل السيد احمد ده [اسم على مسمى]؛ فانا اشعر بلحن طروب يتسلل الي قلبي عندما اود الكتابة الي الاصدقاء الذين احبهم وافرح كثيرا بوصالهم ... فشكرا لك لفتح هذه الطاقة لعوالم هذا الشاب ، بس قول القى لى فرقة من واشارك بدل المتاوقة دي ، لانو لمن اقرا لابوعسل هذا تستحضرني مقولة ارددها [إن القدرة على قراءة النص كنص دون تدخل تأويلٍ ما، هو أدنى صور التجربة الداخلية تطوراً وربما أصعبها إمكاناً]..
التحايا النواضر للجميع هنا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: سمية الحسن طلحة)
|
ملكتنا الشاعرة، سمية آل طلحة بنت الحسن،
كم نسعد بحضورك الثري في ذا الفضاء المشرع تنثرين الوداد و المعرفة و المعروف صنيعا يجلل هامات الكثيرين.. ما في القلوب يعلمه علامها من إجلال و احترام و ود خالد لا يزول .. و زيارتك للوطن و انشغالك بامتحانات إحدى البنات أميراتنا جعلنا نفهم علة غيابك ذياك عن الفضاء.. ثم أن باغتتنا الأرشفة جميعا، غير أن عرفاننا لا تهزه الأرشفة و لا شواغل الأيام..
.. ودي حد الأبد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: معتز تروتسكى)
|
معتز تروتسكي،
منذ أكثر من عامين بقليل أذكر أنني كتبت واصفا إياك بأنك "تروتسكي و في صدره غيفارا".. ثم مرت أوقات و أحداث آثرتً أثناءها أن تبتعد عن هذا الفضاء برغم نداءات الكثيرين و الكثيرات.. ثم هأنت تعود، و لكن على طريقتك في مخاتلة من يحلو لهم قراءة مداخلاتك، و شخصي من بين هؤلاء بالطبع.. كم أسعدتني إشارتك إلى رغبة التواصل و التفاكر حول النصوص و القراءات و "الكتابات" لما أعلمه من تمكنك الأدبي..
ما هي أخبار الغربة و الدراسة و الأهل؟ شكرا، يا دكتور، و تعيش..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: إسماعيل وراق)
|
اسماعيل وراق،
ها هي آنيتكم تنضح و تفيض أكاليل تسبغون منها ما شئتم على عباد الله... يا صديقي، منذ أزمنة جميلة قال سفيان نابري: "حصن قلبك بالمحبة، و اجعلها وردا تتلوه آناء الليل و أطراف النهار!" و كنا آنئذ قد مضينا بعيدا في تنسكنا ذاك، بيد أن الذكرى تنفع المؤمنين..
عش باهيا كما أنت، و دُم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: إسماعيل وراق)
|
إسماعيل وراق ما أجمل أن تكتسب الإجماع على أهليتك الكتابة و بوعسل ممن إكتسبوا هذى صفة . صفة تإتت له من روافد أحدهما نقاء السريرة والصدق وهى صفات النبل والشهامة التى لأ ينتقصهما الصديق بوعسل فشهامته مردها الشعور العميق و الإيمان الراسخ بإنسانيته ونبله صهره معايشة اوجاع الوطن والمواطن فى صدق وتجرد دون عنصرية عمياء ولا ديماغوغية بغيضه لك الشكر وانت تنصف من يستحق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: حسين محي الدين)
|
حسين محي الدين،
أيها الصديق، على ذكر السرد قُدر لي أن أكون حاضرا- بدعوة كريمة من جامعة براون- لندوة للكتاب الافارقة منذ حوالي الشهرين، و كان ضمن المتحدثين الكاتب الصومالي نور الدين فرح. تحدث جمع من الكتاب عن الكتابة الافريقية من مناظير مختلفة مركزين على قضايا مثل الـ"post olonialism" ، و الهجرة ، و اللغة، و الاغتراب.
لكن نور الدين فرح، و هو بالمناسبة يعتبر نفسه كاتبا افريقيا عوض كونه كاتبا صوماليا، ذكر في معرض حديث طويل أن عملية السرد قصة و رواية ما هي إلا جزء من عمل انساني كبير و أننا جميعا نشارك بأعمالنا الابداعية هذه في كتابة تلك "القصة الكبيرة".. ثم تطرق إلا أن نجاح كاتب معاصر يرتبط في المقام الأول بعملية التسويق. غير أن نجاح الكاتب الحق، و الرؤى ما تزال لفرح، لا يمكن الحكم عليه إلا عبر التاريخ.
أعذرني على الاطالة التي ربما تفتح المجال واسعا لحوارات حول هذه المواضيع بمشاركتك و الأخ تروتسكي و اسامة و آخرين هنا..
شكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أحذية بوعسل . ، . ، . فك الأربطة و محاولة الإنتعال (Re: معتز تروتسكى)
|
معتز تروتسكى , لك الجزيل من الشكر وأنت تغوص وتتبحر داخل برزخ صديقنا بوعسل فى رؤى وروية مدركة . بالفعل : بو عسل كاتب تميز بالفكر والقدره على إستبصار المتناقضات وتصوير الحدث كأنك تراه او تعايشه او تلمسه . فهو ليس بالسياسى الثائر , فالسياسى الثائر صفات وسلوكيات تكتيكيه وقدرات اميبيه قد تدابر سمات المفكر , لذا نجد الثوريه المتغلقه ابعد مطالب بو عسل لانه الكاتب والمفكر المطبوع بهم وحب الوطن والاهل والمتطّلع لغِدٍ إنسانى أرحب فى آن , وقد تفوق الكاتب والمفكر على السياسى الثائر فى شخصية بو عسل بما يطرحه من رؤى تمثل معرفة واقعيه وحسيه لمجال الطرح ترتبط بكيفيه فى الإدراك تنشأ من عمق إحساس بما حوله رسخها مقدرة فائقه على التبصر الحسى والايمان بالجمال الإنسانى , ومن ثم فبو عسل نراه ذو ملكه إدراكيه مميزه إكتسبها من المعايشه الحسيه لما يدور بالوطن فالمفكر الكاتب والسياسى الثورى كل منهما يتعامل مع الاشياء او مع الواقع المحيط به , وهو واقع متعدد متباين فى مكوناته الجغرافيه والحديثه فى شتى الجوانب والمستويات , فالسياسى الثائر قد يكتفى بمعالجة الواقع ومحاولة تغييره كمداواة تطبيب وفق أجنده وجدول زمنى تحكمه إستراتيجيه سياسيه وبرامج تنظيميه , حين نجد المفكر الكاتب يقوم بدراسة الداء ومصدره ومن ثم وضع المعالجات الجذريه وقطع طريق عوده أو إنتكاسه وفق منهج تشريحى مؤسس . وإن كانالكاتب المفكر والسياسى الثورى سواء من حيث القدره على الإستقراء وإن تفاوتت أدوات المعالجه ووسائلها , وهنا نحن بصدد تناول الشخصيه الرئيسه لموضوعنا ابو عسل السيد احمد بوعسل وهى شخصية الكاتب المفكر أو المفكر الكاتب والاديب القاصبو عسل فى سعيه لطرح المشكل الوطنى وإستنباط المعالجات من خلال اقصوصاته طالت أم قصرت وقصائده الشعريه لم يخرج عن إطارالحس والمعائشه فقد وضع مشرطه على الداء مشخصاً ظاهره وباطنه بوسيله هى الإحساس وعمق الوطنيه التى تغذى عقله وشعوره بالمعطيات والحلول فجاء أدبه إنعاكساً لأصل مصدره حواسه الباطنه التى لا تتقيد بالحس ولا بالعقل ذوات المجال الظاهر فبو عسل إستصدر أدبه وكتاباته من الحدس والبصيره اللتان تمثلان مصادر ومنابع الحقيقه بنوعيها العيانيه الخارجيه وهى مفهوم ملاحظة الاشياء الخارجيه وترتيبها وتجربتها وإختبارها كما هى طابع حياة شخوص قصصه ودراما أحداثها الماديه المرتبطه بما هو محسوس ظاهر خاضع لواقع القياس والتجربه . أما النوع الآخر للحقيقه فى أدب ابو عسل فهى الحقيقه الباطنه الذهنيه وهى البصيره والقدره الذاتيه على إستقراء الواقع وإستنباط حلول المستقبل فى معان مستتره تقرأها بين سطور كتاباته فى رسالة ضمنيه . فالبصر والبصيره مصدران متباينان لمعرفة كنه الاشياء وفهمها والتعامل وفق الرؤيه , وكاتبنا ابو عسل يتعامل مع واقعه كما يتعامل السياسى الثائر معه لكن وفق منهج مختلف , فإن كان الثورى يتعامل مع المشكلات بحاسه بصره وفق أدوات تغيير ماديه فإن أديبنا بو عسل يتعامل مع المشكله بحسه وايضاً وفق منظور الفكر والبصيره والتى هى قوة القلب المدركه ويقال عنها التبصر وتجمع بصائر كما البصر يجمع ابصار فنجد المجال المعرفى عند أديبنا أرحب بتضمنه ظاهر الحدث وغوصه فى باطنه وهو ما يميزه عن سواه من كتابات تناولت ذات الحدث ، بما قدمه من معرفة بأدوات هى ملكات ذاتيه وأحاسيس معايشة عميقة مع عدم إغفال وإهمال جانب المعرفة الجمالية ذلك لأنه لا يصف إو ينقل ظاهر الأحداث بل يذهب بنا إلى قلبها وباطن شخوصها معاً وفق ما امتلكه من البصيرة ، فتأتى حقيقته الجماليةكاملة وشاملة تستعصى على أن تخضع تحت منظور القياس وجداول البراهين الرياضية للعقل ، لأن الوصف الإطارى للأشياء يخرج بالأدب ويسلبه المقدرة النفسية ذات الرسالة الإنسانية الهادفة بمضمون ومغزى ويحصرها فى قالب اّلى يتضمن فقط أوصاف و حكايا عن مناظر ظاهرية كمن ينظر خطوط دهنت بها جدران كغيرى من المتابعين ، تفاجأت بإكتشاف ملكة أخرى لأديبنا بوعسل ملكة غير قدرته وتمكنه فى بناء القصص ونسج الحكايا وكتابة الرواية ، ألا وهى موهبة نسج الشعر ( لا زلت أطلق عليها موهبة إلى حين) مثل التى حظيت بالنشر بعنوان "نشيد لدارفور " فخرجت بنتيجة وخلاصة مفادها " أن بوعسل لو شاء النبوغ فى الشعر كما نبغ كقاص لما عجز ولأجاد " ذلك إستناداً على قدرته تقصى الأجزاء ونظم كلامه ببعض فى إتساق ودوزنة لحنية تعبيرية ذات جرس ومعنى كانا من الممكن أن تحولا بوعسل شاعراً تتناوله الأقلام بمثل ما هو مفكر وكاتب وقاص تعبيرات وفقرات جمل أقصوصات وقصص وروايات بوعسل فضلاً عن قصائده هى موضوعات كل منها يقبل عنواناً منحصر الأغراض ولو خسر فى سبيل ذلك الإطالة والإسهاب ، فنجده ينهج الإيجاز والإيحاء القابل لتفسيرات القارئ وتاويلاته على إتساعها فيستريح عنده كما تستريح الحبلى وهى تكابد مخاضها البكر ** سلمت كما الجميع بوعسل أحرفاً وقراء لك الود الجميل
| |
|
|
|
|
|
|
|