دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: القيادى بالشيوعي (سليمان حامد) : أدركوا (الشرق) قبل أن يلحق بالجنو (Re: عاطف مكاوى)
|
أدركوا الشرق قبل أن يلحق بالجنوب
Updated On Oct 15th, 2012
الأنباء المتواترة عن سوء الأوضاع في شرق السودان تُنّذِّر بخطر ماثل من جراء ثالوث الفقر والجوع والمرض. وبدأت بذرة السخط تنمو وتتمدد بين المواطنين . وقد عبروا عن ذلك في الندوات الثلاث الحاشدة التي دعت لها جمعية البجا الثقافية في أندية البحر الأحمر واتحاد الكتاب وكلية التربية. وتحدث فيها العديد من المثقفين من الخرطوم بدعوة من الجمعية في الفترة من 9-10/10/2012م. وقد اتفق المتحدثون الذين ناقشوا وعقبوا وعلقوا على ما قيل، إنهم كمواطنين، عانوا الأمرين، منذ ما قبل الاستقلال وحتى يومنا هذا من التهميش في السلطة والثروة. وأنهم أفقر مناطق السودان، رغم معرفتهم التامة بأن جبالهم ووديانهم تشكل ثروة ضخمة، ناهيك من دخول وموارد ميناء بورتسودان، ولهذا فأنهم مجمعون على إعادة النظر في البقاء في دولة موحدة مع السودان ويطالبون بحق تقرير المصير.
لقد أكد رئيس الجمهورية في كلمته أمام المؤتمر الثالث لمؤتمر البجا الذي عقد بقاعة الصداقة بالعاصمة القومية في 29 أغسطس 2012م، عندما قال: إنه لا يجد مبرراً لبقاء شرق السودان في خانة المعاناة من التخلف والجهل والمرض، وأمن على ضرورة العمل من أجل سودان يسع الجميع والعبارة الأخيرة ( سودان يسع الجميع) تنم عن علم مسبق بأن هناك تذمر ######طاً واسعين.
وأكد ذلك أيضاً موسى محمد أحمد رئيس حزب مؤتمر البجا ومساعد رئيس الجمهورية في ذات جلسة المؤتمر عندما قال: إن أبرز ثمرات اتفاقية الشرق التي وقعت في اسمرا، هو عدم العودة إلى الحرب، إلا أن مشاركة حزب مؤتمرالبجا في السلطة ظلت منقوصة بسبب عدم المشاركة في صنع القرار ومحدودية الصلاحيات على المستوي المركزي والاقليمي. بل الدولة غير مهتمة بحل قضايا المواطنين خاصة مشاكل المياه في ولايتي البحر الأحمر والقضارف. وأهمال التنمية ضارباً المثل بالزراعة الآلية وإعادة الحياة لمشروعي دلتا طوكر والقاش وإزالة اشجار المسكيت وعدم تشريد العاملين بميناء بورتسودان نتيجة لإستخدام ألات لرفع. وطالب بالعمل الجاد لاستعادة أراضي الفشقة وحلايب.
وكان أمين الشؤون السياسية لحزب مؤتمر البجا صلاح باركوين قد أكد قبل يوم من انعقاد المؤتمر – أي في 28/9/2012 أنهم سيسلطون الضوء في المؤتمر على مسار اتفاقية الشرق وإن الحزب لديه رؤية للخروج واختراق حالة الاحتقان السياسي الذي تعيشه البلاد.
وبعد انعقاد مؤتمر البجا، صرح صلاح باركوين في صحيفة(الصحافة) بتاريخ 2/10/2012م إن الثورة في شرق السودان مستمرة ولن تنتهي إلا بنهاية الجوع والفقر والمرض وسياسة التهميش الموجهة للإقليم وانعدام العدالة الاجتماعية والكرامة والمشاركة العادلة والمستحقة في السلطة لمواطني الشرق. وشدد على تنفيذ مقررات مؤتمرات الحزب الثالث وليس بها بقاء الحزب في الحكومة أو خروجه منها، بل المهم هو الاستجابة لخيارات وتطلعات جماهير الشرق في العدالة .
وأكد أيضاً أن اجتماع اللجنة المركزية الجديدة سيقرر في كل القضايا المفوضة إليه من المؤتمر العام. من بين تلك القضايا تقييم مدى استجابة المؤتمر الوطني للمقررات ومن ثم تحديد موقف نهائي من المشاركة في السلطة.
لقد مضى على توقيع اتفاقية الشرق أكثر من ست سنوات، ولم يتعدى التنفيذ لبنودها بعض المقاعد الاتحادية والولائية مع تهميش كامل للمشاركة الفعلية في تنفيذ القرارات وانعدام التنمية وتطوير البني التحتية التي اقتصرت في أحسن الفروض على تجميل مدينة بورتسودان وطلاء ثغرها لكل المساحيق المجملة مع الاهمال التام لتحسين قوت المواطنين ورفع المعاناة عن كاهلهم. بل فاقم تشريد العاملين في الميناء الرئيسي، وإغلاق معظم المؤسسات الصناعية، وأهمال المشاريع الزراعية على قلتها وما يمكن أن تمد به المواطن من قوت، يؤكد أن السلطة تدفع المواطنين دفعاً إلى التفكير في تقرير المصير قولاً وفعلاً.
يحدث هذا رغم أن الشرق غني بثرواته المختلفة. فالميناء الرئيسي وحده يستطيع أن يسد احتياجات المنطقة بحالها اذا رفعت عنه يد الفساد والصرف التفاخري والبذخ، وصُرف على تحسين حياة المواطنين. وكانت المشاريع الزراعية الآلية والمطرية والمشاريع المروية من دلتا طوكر ونهر القاش تسد ليس حاجة إنسان الشرق وحسب، بل يمتد فائضها إلى المدن المجاورة ويصل العاصمة نفسها. الآن جميعها دمرت.
ولطبيعة الرأسمالية الطفيلية التي تبحث عن الثراء السهل الغير منتج، أهملت، منها أهملت الإنتاج الزراعي والصناعي و كيفية الاستفادة من الثروات المعدنية الهائلة المطمورة في جبال البحر الأحمر ووديانه، بل وحتى رماله التي أكد باحثون أجانب قبل ثلاثة أعوام، إن رمال الشرق تصلح بعد معالجتها لتصبح أفضل البوهيات لطلاء الطائرات. وإن جبال البحر الأحمر بها كميات مهولة من المعادن المختلفة وعلى رأسها الحديد والذهب وغيرها.
أكد ذلك وزير المعادن السيد كمال عبد اللطيف: إن هنالك مائة وعشرين موقعاً للتعدين عن الذهب. وأن الدراسات أشارت إلى وجود احتياطي ضخم من كافة أنواع المعادن الصناعية والقاعدية والزراعية والاستراتيجية والعناصر الأرضية النادرة فضلاً عن وجود احتياطي ضخم من المعادن في المياه الإقليمية السودانية بالبحر الأحمر .
إن نظام الإنقاذ الرأسمالي الطفيلي، يخفي طبيعته المناقضة للإنتاج والتنمية وتطوير البلاد وراء نقص الكادر الفني المؤهل للقيام بالعمل الاستكشافي على حد قول وكيل وزارة المعادن السيد عباس الشيخ ( راجع صحيفة (الأيام)عدد 4 أكتوبر 2012 ) ونقول للسيد عباس، بل في واقع الأمر نوجهه إلى السلطة نفسها: من اكتشف البترول ومن استخرجه ومن جعله المتنوع الواحد الذي يعتمد عليه.
إنها حجة داهية لا تقوى أمام حقائق الواقع المعاش.
الآن ما هو عاجل ولا يقبل المساومة أو التسويف، هو إدراك معاناة إنسان الشرق الذي أصبح لا يطيق سياسات هذا النظام وفشل التعايش معها، بل ورفض النظام نفسه وأخذ يبحث عن بديل آخر يرفع عنه المعاناة. وعبر عن ذلك في استقرار رأيه على تقرير مصيره.
إننا في الحزب الشيوعي كررنا مئات المرات معاناة أهلنا في الجنوب وطرحنا رأينا في الحلول التي تُبقي على السودان موحداً بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل. وهذا ما لم يحدث ولهذا كان انفصال الجنوب . الآن نُحذركم بأن تحت الرمال وميض نار. واطفاؤها يتمثل في تنفيذ اتفاقية الشرق- رغم تحفطنا المسبق على سلبياتها. ونؤكد على التنفيذ لكل ما هو ايجابي فيها عن قسمة السلطة والثروة فعلياً وفي مقدمة ذلك تنفيذ كل ما يرفع المعاناة عن إنسان الشرق الذي تعيش أغلبيته العظمى المعاناة والموت البطئ بانتشار حالات الدرن المزمن.
ونقول لأهلنا في الشرق إن وحدة صفكم وتلاحمكم ونضالكم الموحد مع أهل السودان للإطاحة بهذا النظام الذي لن يحل مشاكلكم، بل سيفاقمها ، عبر تفرقتكم وتشتيت صفوفكم للابقاء على مصالحه الدنيوية على حساب كل السودان وليس إنسان الشرق وحده.
| |
|
|
|
|
|
|
|