الحكاية التي قرأها «الإخوان».. ولم يستوعبوها! سليمان جودة الاحـد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 06:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2012, 02:16 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحكاية التي قرأها «الإخوان».. ولم يستوعبوها! سليمان جودة الاحـد

    Quote:
    الحكاية التي قرأها «الإخوان».. ولم يستوعبوها!
    سليمان جودة
    الاحـد 27 رجـب 1433 هـ 17 يونيو 2012 العدد 12255
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    عندما ترى هذه السطور النور، صباح الأحد، تكون جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة، بين المرشح المستقل أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان، قد دخلت يومها الثاني والأخير.. وسوف نكون، عندئذ، على مسافة ساعات من إعلان اسم الفائز بكرسي الرئاسة في «مصر ما بعد الثورة»!

    وحقيقة الأمر، أن هذا كله، رغم أهميته، ليس هو الموضوع، وإنما الموضوع الحقيقي الذي يتعين علينا أن نتوقف أمامه، طويلا، أننا إزاء وضع مثير لأحد المرشحين يستأهل منا أن نتأمل ملامحه وأبعاده في هدوء!

    هذا المرشح هو الدكتور مرسي، الذي يخوض جولة الإعادة، وقد انكشف ظهره تماما، إذا جاز التعبير، لا لشيء، إلا لأن المحكمة الدستورية العليا كانت قد قضت، صباح الخميس، بحل مجلس الشعب، الذي يملك فيه الإخوان أغلبية نسبية، بما يعني أن هذه الأغلبية التي كانت «الجماعة» تتباهى بها وتفتخر، على مدى شهور، منذ تشكيل البرلمان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قد تبخرت في لحظة، وتبين للإخوان، في هذه اللحظة، أنهم واقفون بمفردهم، بينما ظهورهم إلى الحائط!

    ليس هذا فقط، وإنما فقد الإخوان، أو كادوا يفقدون، أغلبية أخرى تأسست على الأغلبية الأولى.. وهذه الأغلبية الثانية، هي أغلبيتهم في اللجنة التأسيسية للدستور.. إذْ إنه بمجرد صدور حكم حل البرلمان، قيل كلام قوي لم يتأكد بعد حتى ساعة كتابة هذه السطور، عن أن «التأسيسية» لم يعد لها وجود، وأن المجلس العسكري الحاكم سوف يصدر قرارا بتشكيل لجنة جديدة، يختار أعضاءها هو، بدلا من أن يختارهم أعضاء البرلمان، كما كان الحال قد جرى في «التأسيسية» الأولى!

    ما معنى هذا كله؟!.. معناه أن ما كان الإخوان قد قاتلوا في سبيله، طوال عام ونصف العام، من عمر الثورة، قد تبدد في دقائق، ولم يعد في أيديهم شيء.. أي شيء.. إلى الدرجة التي قيل معها، بعد صدور حكم «الدستورية» بدقائق، إن الدكتور مرسي يفكر في الانسحاب من السباق الرئاسي!

    لا يستطيع المرء، وهو يقرأ المشهد في إجماله، إلا أن يتذكر تلك القصة القديمة، ذات المغزى العميق، والتي تصور بدقة، وضع الإخوان في لحظتنا هذه.

    القصة تقول إن رجلا كان يملك أرضا شاسعة، وإنه قد جاء عليه يوم، قرر فيه أن يمنح أي جزء من أرضه، بلا مقابل، لصاحب النصيب.. وكان صاحب الأرض قد أعلن أنه سوف يعطي هذا الجزء، هدية، للفارس الذي يستطيع أن يركب حصانا، ثم يقطع أي مساحة من أول نقطة فيها، إلى أي نقطة أخرى في أعماقها، بشرط واحد، بل وحيد، هو أن يعود الفارس إلى نقطة البدء، قبل أن يغيب قرص الشمس، عند المغيب، وقد جاء أحدهم، وقال إنه لها، وإنه سوف يحصد الأرض كلها، وليس مجرد جزء منها، هدية خالصة له، في نهاية اليوم، ولذلك فقد ركب حصانه، وانطلق، بعد أن راح صاحب الهدية يتطلع إليه مبتسما، وربما مشفقا، ولسان حاله يقول: سوف نرى!

    وكان الفارس، بعد انطلاقه، كلما تأمل امتداد الأفق أمامه، غاص في الأعماق أكثر، وأكثر، على أمل أن يحوز على المساحة الأكبر من الأرض، وكان يلهب ظهر الحصان، بالسوط، لأنه كان يعرف مسبقا، أن أي مساحة يقطعها ذهابا وإيابا، قبل مغيب الشمس، سوف تكون ملكية خالصة له.

    وكانت إحدى عينيه، على قرص الشمس، بينما الأخرى، على الأفق الممتد، بلا حدود، وقد أغراه الأمل، ودغدغ مشاعره، ليحوز الأرض كلها، فلم يكن يرضيه جزء منها، وبالتالي فقد أغمض عينه الأولى، مؤقتا، عن قرص الشمس، وراح يسابق الريح، لعله يبلغ آخر حدود الأرض، ثم يعود إلى حيث انطلق، قبل المغيب.

    تقول القصة إنه بلغ آخر الحدود، ثم عاد مسرعا، ومنتشيا في الوقت نفسه، في اتجاه نقطة البدء، غير أنه، ويا للأسف، لم يلتفت إلى أن قرص الشمس لن ينتظره، وأنه سوف يغيب في موعده، وهو ما حدث بالفعل، حين غاب، بينما الفارس بينه وبين نقطة البداية أمتار!! فخسر كل شيء.. كل شيء.. وكان في إمكانه، لو أراد، أن يحصل على الجزء الأكبر، لو أنه نحى الجشع، ومعه الطمع، جانبا، وقرر منذ البداية أن يحصل على المعقول، من الأرض، بدلا من أن يحاول أن يبتلعها كلها، ويلتهمها كلها، في قضمة واحدة، فتقف في زوره، أو في حلقه، ويكاد يهلك، وهو يحاول أن يبتلع شيئا فوق طاقته على الابتلاع!

    شيء من هذا، بل هذا نفسه، حدث مع الإخوان الذين أعلنوا منذ ما قبل انتخابات البرلمان، أنهم سوف ينافسون على 35 في المائة على الأكثر، من مقاعده، فإذا بهم ينافسون على 100 في المائة من المقاعد، وبعدها قالوا إنهم لن ينافسوا على انتخابات الرئاسة، ولن يكون لهم فيها مرشح، فإذا بهم يدفعون إليها بمرشحين اثنين، واحد أساسي، والآخر احتياطي، على خلاف جميع القوى السياسية في البلد!

    وفي المنتصف، بين البرلمان والرئاسة راحوا يحاولون، بكل الطرق، الهيمنة على اللجنة التأسيسية للدستور، فما كان من الذين ضاقوا ذرعا بجشع الإخوان، إلا أن لجأوا إلى القضاء، فحكم ببطلان تشكيل اللجنة، على النحو الذي يريده لها الإخوان.

    ومع ذلك لم يتوقف الجشع، عند أي حد، ولا كانت للطمع نهاية، وإنما أوغلوا فيهما معا، وشهد الجميع، كيف أنهم حاولوا، بكل سبيل، السيطرة على المحكمة الدستورية العليا نفسها، ثم على البنك المركزي، بطرح تعديل لقانونه، ثم على الصحف القومية، من خلال مجلس الشورى، إحدى غرفتي البرلمان، الذي يملكون فيه، أي في «الشورى» هو الآخر، أغلبية نسبية!

    أحس المصريون، في كل يوم، بأن الإخوان جاءوا ليكرروا سيرة الحزب الوطني قبل الثورة، وبشكل يخلو من أي حكمة، أو عقل، أو منطق، وأنهم لا يرضيهم إلا أن يكون البلد كله، في قبضتهم، فما كان من المصريين إلا أن عاقبوهم على الفور، بأن منحوهم في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، نصف الأصوات التي كانوا قد منحوهم إياها في انتخابات البرلمان، ولم تستوعب «الجماعة» الدرس، وإنما مضت في توحشها، إلى أن استيقظت على حكم الدستورية العليا، وهو يجردها من كل شيء.. نعم كل شيء.. لتكتشف الجماعة، في نهاية المطاف، أنها أمام الحقيقة: عارية!.. وليتبين لنا، ثم للإخوان، أن رصيد التعلم لديهم، من تجربة طولها 84 عاما، منذ نشأت «الجماعة» على يد حسن البنا، عام 1928، إنما هو صفر كبير!.. فالغالب أن الجماعة، من خلال قيادات فيها، قد قرأت هذه القصة القديمة، ولكن هناك فرقا كبيرا، بين أن تقرأ الشيء، وأن تستوعبه!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de