التجديد عند الصادق المهدي: الإشكاليات والاختلالات قراءة فى كتاب حيدر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 07:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2012, 10:08 AM

على عجب

تاريخ التسجيل: 06-23-2005
مجموع المشاركات: 3881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التجديد عند الصادق المهدي: الإشكاليات والاختلالات قراءة فى كتاب حيدر

    Quote: التجديد عند الصادق المهدي: الإشكاليات والاختلالات

    قراءة فى فى كتاب الدكتور حيدر ابراهيم علي

    بقلم: صديق محيسي 1-3

    في خطوة فكرية هي الاولي من نوعها اصدر المفكر حيدر ابراهيم علي كتابا جديدا بعنوان( التجديد عند الصادق المهدي الأشكاليات والأختلالات) والكتاب المكون من 181 صفحة هو محاولة لمتابعة وتشخيص فكر المهدي جذوره ومصادره وصولا الي فلسفته التي تكون قاعدة حركته السياسية , والصادق المهدي تم تناوله من عدد من الكتاب وانا احدهم بأعتباره زعيما سياسيا يمارس الشأن السياسي كغيره من السياسيين الاخرين غير ان ما يتميز به عن هؤلاء الاخرين هو ان فعله السياسي مستمد من مخزون ثقافي وافر حتي وان اخفق فى تحويله الي معين عملي يسعفه فى معالاجاته لليومى من معضلات السياسية, , والمهدي ومعه سكرتير الحزب الشيوعي الراحل محمد ابراهيم نقد يعتبران الزعيمان الوحيدان اللذان تجاوزا دائرة المألوف التقليدي فى النظرة الي المسائل العامة ليصلا الي جوهر هذه المسائل عبر حمولات فكرية ثقيلة تمثلت في مؤلفات شتي تناولت قضايا تاريخية كانت تحتاج الي التناول الجريء مثلما فعل نقد فى تقديمه للمكتبة السودانية قضايا الديمقراطية في السودان""حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية""علاقات الأرض في السودان: هوامش على وثائق تمليك الارض""علاقات الرق في المجتمع السوداني""حوار حول الدولة الدنية."
    وكذ مثلما فعل الصادق المهدى عندما كتب مسألة جنوب السودان جهاد من اجل الأستقلال ,يسألونك عن المهدية , العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإسلامي ,تحديات التسعينات, الديمقراطية عائدة وراجحة وغير ذلك من المؤلفات والاوراق الكثيرة التي شارك بها فى العديد من المؤتمرات الاقليمية والعالمية
    ان اهمية كتاب الدكتور حيدر ابراهيم تكمن في انه تناول شامل فكر المهدي متتبعا مراحل تكوينه الاولي ومحطات صباه الصغيرة والكبيرة حتي وصوله الي مرحلة النضج السياسيي مستصحبا في كل ذلك قراءاته المتدرجة علمانيا واسلاميا وتأثراته بعدد من المفكرين منهم العلماني كما في سنوات الدراسة الجامعية في بريطانيا , ومنهم الديني خصوصا فى مصر حيث نشأت اول حركة اسلامية هي حركة الاخوان المسلين والتى طاولت تأثيراتها عموم المنطقة العربية سعي الدكتور حيدر عبر فصول كتابه المدعم باكثر من 67 مرجعا الي اظهار ما اعتبره تناقضات المهدي الفكرية فى مواقفه من الديني والعلماني ,ومن البراني والجواني , ومن الثابت والمتغير , رابطا ذلك بنزعة التردد اللصيقة به وهو ما يرسم في النهاية شخصيتة الدينية العلمانية الصوفية القدرية
    يري حيدر ان(الصادق) تعرض في مراحل النشأة المختلفة المبكرة الي صراع داخلي حاد اثّر علي مجمل حياته ومستقبله.فقد توزع بين خيار التعليم الحديث والتقليدي، ويفترض-جدلا- ان يكون الخيار للتعليم الديني التقليدي الأقرب الي بيئته وتكوينه العائلي.فهو يقول أنه ولد في محيط،حاول (الإمام عبدالرحمن)أن يوفق فيه ما بين" الحضارة الأصيلة والحضارة الوافدة".وهذا ما يسميه احياء المهدية وصورة وثوب جديد أو بيريسترويكا المهدية أي إعادة هيكلة المهدية بحيث تتماشي مع ظروف العصر الحديث ).وعن طريق التجربة يظهر انشغاله بما يدعوها الحداثة عبر الأصالة وهي المعادلة الحياتية والفكرية التي حكمت كل مسيرته.وكان تعليمه تجسيدا متأرجحا بين مؤسسات حديثة وتقليدية ؛فقد بدأ بالخلوة-مؤسسة محلية لتحفيظ القرآن- ثم في مدارس الاحفاد ذات طابع سوداني-حديث، ثم مدرسة اجنبية:كمبوني وهي مدارس يديرها مبشرين كاثوليك ولكن ليس فيها تبشير.وانتقل الي كلية فيكتوريا بالاسكندرية والتي يقول عنها مؤسسة تعليمية قصد الانجليز من انشائها أن يصير ابناء الاسر الكبيرة في المنطقة حاملين للثقافة والحضارة البريطانيتين.
    ويري المؤلف ان (الصادق) عاني من بوادر الاغتراب في هذه المرحلة من العمر،بصورة حادة.وكان أن قرر قطع علاقته مع هذه المؤسسة التغريبية حين شرعت في فرض تربيتها بطريقة مباشرة حين اشتد الصراع السياسي في المنطقة مع تنامي المشاعر الوطنية المعادية للاستعمار.وعلي سبيل المثال،يقول أنه اوجبوا عليهم ترديد نشيد فيه تعظيم لفيكتوريا وللتراث البريطاني.فقد كان من ناحية اخري،مشبع من منزله،بقصص المهدية وبطولاتها.ولذلك،لم يستطع قبول تلك التربية والثقافة غير المتسقة مع نشأته الاولي.ويفيد أنه ترك هذا التعليم الحديث:-"وانتقلت للتعليم الأهلي عن طريق مدرس-هو في حقيقة الأمر شخصية غريبة وشخصية فذّة-الشيخ الطيب السراج،ومع أنه خريج مدارس حديثة،إلا أنه أخذ موقفا لإلغاء أي نوع من القيمة للحضارة الحديثة ومعانيها،ودخل في نهج تأصيلي.وأنا وجدت في نهجه هذا ما يشبع مزاجي )
    وهنا نستشف عشق الصادق المهدي للغة العربية والتي صار فائضها لديه يمثل مشكلة حقيقية لمن يتابع كتاباته وبياناته المختلفة حتي يكاد المرء ان يراها صارت بديلا للفعل المادي , اي تحويل الاقوال الي افعال , وهو ما يمكن رده الي وقوع الصادق فى فخ اللغة واغراؤها, علي ان المؤلف عندما يقف علي هذا الوجه من وجوه المهدي فهو يلجأ الي الاستعانة بالشعر في كثير من المواقف لإعتقاده ان الشعر يمكن ان يعبر اكثر مما يفعل ذلك النثر وكذا يتداخل الشعري مع النثري في شخصية المهدي وهو ما يوزعه بين جمالية القول الشعري ومباشرة الوضوح النثري , وتأخذ هذه السيمة تأثرها من ثقافة اكتسبها من السراج الذي ينظر الي العالم كله من خلال خيمة عربية قديمة
    وفي معرض حديثه عن تكوينه الفكري،يحرم الصادق المهدي كما يقول المؤلف الغرب من اسبقيته وتفرده في الفلسفة.فالحضارة الغربية لم تأت بجديد،فقد وجد مثيلا في تراثنا الاسلامي لأي رؤية غربية حديثة.رغم أن العقل العربي-الإسلامي تميز بأنه عقل فقهي وليس فلسفيا.فهو يقول:-" كانت الفلسفة الغربية من بين موضوعات دراستي الجامعية. ووجدت في هذه الفلسفة آراء مشرقة في كثير من مجالات الحياة. ولكنني مهما بحثت لم أجد رؤية فلسفية غربية حديثة واحدة لا يوجد نظير لها في تراثنا الفلسفي.
    يري حيدر ان (الصادق) دخل في قطيعة فكرية جديدة علي مستوي التكوين المبكر.فقد انتقل بثقله الي التعليم والثقافة الغربيين،وذهب لكي ينهل منهما في المنبع:اوكسفورد.وقد بدأ في الفكاك من أسر التأصيلية الأحادية،أو أنه قد واصل التفكير وتوصل الي قصور التأصيل الرافض للحضارة العربية والذي سماه هو نفسه-لاحقا:الانكفائي.وفي نقاش-جاء مصادفة- مع استاذ قبطي يدرّس بجامعة الخرطوم.فقد رد علي(الصادق)حين طرح عليه قناعاته"السراجية"،بقوله:-" حسنا، ولكن فيه مسائل هي قوة،هي التعليم الحديث في العلوم الطبيعية،وأن هذه العلوم الطبيعية لا تتناقض مع المعاني التي أنت تتحدث عنها وقد اقترح عليه أن يلتحق بجامعة الخرطوم ليدرس علوم طبيعية فوافق.ومن الواضح أنه كان في حالة قلق وعدم استقرار فكري،لذلك كان سريع الاستجابة للمقترحات بلا مقاومة ولا تردد وشك.ولكن يبدوأنه أراد من دراسة العلوم أن يواجه واحدة من مشكلات التوفيقيين في التعايش بين العلم والدين،باعتبار ان الاول يمثل العصر والثاني يمثل الأصل. بعد صعوبات وتعقيدات لا تفيد تفاصيلها كثيرا،اقنعه عميد كلية العلوم الذي تخرج في اوكسفورد،أن يتوجه الي هناك لدراسة الزراعة،فوافق! ثم جاء دور جرهام توماس في تحويل اتجاه الشاب الحائر.فقد كان يذهب اليه بتكليف من جده في مهام اجتماعية.وقد بدأت هذه العلاقة و(الصادق) في سن الثانية عشر،ورغم هذا كان يتناقش معه في امور كثيرة وكان يرد عليها حسب فهمه.ويذكر في هذا الوقت حادثة قد تكون ذات أثر بعيد في طموحاته الراهنة:-" هو لأعجب بطريقتي وكتب للسكرتير الإداري بعد هذا القاء- وهذه المسألة عرفتها فيما بعد- :- أننا إذا كنا نبحث لمن هو قائد السودان في المستقبل،فهذا الطفل هو الذي يمكن أن يكون ومن ناحية اخري،تحدث معه في موضوع الدراسة وأخبره أنه ينوي دراسة الزراعة في اوكسفورد.ويقول أن(جراهام)قال له كلمة حكيمة:-" ماذا تفعل في أكسفورد لتدرس زراعة؟ إذاأردت الزراعة حقيقة،فأفضل مكان لها كاليفورنيا،في الولايات المتحدة،وموش بريطانيا وسرعان ما استحسن الفكرة،خاصة حين اردف(جراهام)تلك الكلمة الحكيمة باخري مثلها،رآها الشاب مهمة جدا،حين قال "أكسفورد ليست مؤسسة تعليمية فقط،هي مؤسسة فيها انفتاح علي الدنيا،والطبقة الحاكمة البريطانية موجودة في أكسفورد،هناك عن طريق المؤسسسات يتعلمون ويستعدون،والعالم كله،محاضروه يذهبون إلي هناك،أكسفورد ليست فقط مؤسسة تعليمية هي نافذة للحضارة البريطانية كلها والدور البريطاني وأوصاه الايضيّع فرصته في التعليم في أكسفورد علي أن يدرس الزراعة في كاليفورنيا اذا كان لابد.ولأنه مازال حائرا فلم يقاوم أو يرفض الفكرة،يقول:-"أنا قبلت الفكرة،والغريبة أن هذه الفكرة طبعت وجودي في أكسفورد،لأن أن أدرس..فلسفة وسياسة واقتصاد
    هذه لحظة حياتية يقول الكاتب هامة في مسيرته كان من الممكن أن تخلق منه شخصية حداثية كاملة الدسم – حسب لغته هو.ولكن الأصل والتقليد والتوفيقية العاجزة،كانوا اقوي وأكثر إنغراسا ورسوخا في الوجدان والعقل الباطن.وقد كان مبهورا ومشتتا،لذلك جرفته أو تجاذبته تيارات عديدة بلا التزام أو وصول الي شاطئ آمن فكريا.ولا أدري هل كان يجرب أم كانت لديه الطاقة والحيوية للقيام بكل هذه النشاطات دون كلل؟والعجيب في الأمر تناقض وتنافر التيارات والمؤسسات التي انتمي اليها.فقد كان في أكسفورد مجموعة لا حد لها من الجمعيات- حسب قوله-وقد شده النشاط اليساري أكثر.ومن أغرب الافادات التي وردها عن تلك الفترة:-" كنت عضوا قائدا في اتحاد النادي الاشتراكي،وكنا ندعم حزب العمال،وداخل حزب العمال اليسار في حزب العمال وبالتأكيد هذا الانحياز سببه-كما قال- تجاوب اليسار مع الشعوب المستعمرة عكس اليمين من المحافظين.ولكن لا تظهر في فكره أدني ميول للاشتراكية،وقد تكون ميوله للفابيين.وقد تكون كثرة الانتماءات أو النشاطات لم تمكنه من التعمق في افكار واهداف المنظمة أو المؤسسة.فهو يقول:-" أنا كنت عضو فيما لايقل عن عشرين جمعية وتجمع،وحركة
    هذه أدني ميول للاشتراكية،وقد تكون ميوله للفابيين.وقد تكون كثرة الانتماءات أو النشاطات لم تمكنه من التعمق في افكار واهداف المنظمة أو المؤسسة.فهو يقول:-" أنا كنت عضو فيما لايقل عن عشرين جمعية وتجمع،وحركة
    يتبع

    sedig meheasi [[email protected]]
                  

05-14-2012, 10:26 AM

على عجب

تاريخ التسجيل: 06-23-2005
مجموع المشاركات: 3881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التجديد عند الصادق المهدي: الإشكاليات والاختلالات قراءة فى كتاب ح (Re: على عجب)

    Quote:
    التجديد عند الصادق المهدي: الإشكاليات والاختلالات

    قراءة في كتاب الدكتور حيدر إبراهيم علي

    بقلم صديق محيسي 2-3

    يتناول كتاب الدكتور حيدر ابراهيم علي التركيبة الفكرية للصادق المهدي بأعتبارها قائده في التعامل مع السياسي اليومي والثقافي والأقتصادي, ويري ان البناء الفكري للشخصية السياسية هو الذي يرسم طريق تعاملها مع قضايا الحياة عامة , وهي نظرية متفق عليها علميا اذ لايصدر من افعال من شخصية ما الا وكانت وراء ذلك مرجعية معرفية يستمد منها مواقفه وقراراته, وكما قلنا في الحلقة الاولي ان المهدي كزعيم سياسي يختلف عن بقية الزعماء السياسيين التقلديين بكونه دؤوب علي تحصيل المعرفة من مصادرها المختلفة عكس صنوه الميرغني الذي يعادي المعرفة اصلا ويحارب حامليها بلاهواده ,غير ان كتاب حيدر يطرح اسئلة كثيرة من اهمها هل وظف الصادق المهدي معرفته عمليا في شئون السياسة ؟ بمعني اخر هل افادت هذه المعرفة الناس في حياتهم عندما تتحول الي مأكل , ومشرب , وتعليم , وصحة ؟, وهل يعتمد المهدي فعلا في معرفته علي نظرية محددة ثابتة ام متجددة فى حل معضلات الحكم التي من اهمها ايضا موقفه تجاه الانظمة الاستبدادية ومن بينها اخر نموذج شمولي قهري وهو نموذج البشير, والي ان يجاوب الكتاب لاحقا علي هذه الاسئلة فأن الصادق المهدي يعتبر ( الحوار مصدرا هاما في تكوينه السياسي فقد انفتح علي التيارات المختلفة معه جذريا. إذ يقول أنه اهتم بالاتجاهين المسيطرين علي المثقفين السودانيين: الإخواني والشيوعي. فقد كان ضد منطق الادانة، وفتح الحوار-وفق قوله- في وقت قطيعة واستقطاب. ويقول أنه عقد20 جلسة حوار مع عبدالخالق محجوب قبل انقلاب25 مايو1969. وكان قد عقد اجتماعا مع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي-قبل الحل-محاولا تهدئة رد الفعل. إذ قال بوجود موجة شعبية وتهييج الجماهير، وأن الرئيس أزهري تبني القضية والنتيجة قرار سياسي نافذ. وتمني ألا تكون شرارة فتنة، ورغم تحفظ الشيوعيين، يري (المهدي) أن الثمرة كانت ايجابية. أنه اجري حوارات غير نمطية ذات مضمون حقيقي وليس خصاما لأنها فعالة. وكان طرحه اوسع مما كان موجودا-حسب قوله وتسبب في تطور موقفه السياسي، وفي تحريك حزب الأمة من موقع المحافظة وتبني أجندة التغيير.) وهنا يحق للمراقب ان يسأل ايضا ما اذا كان المهدي قد التزم بهذين العنصرين وحولهما الي افعال مادية , اي اتبع القول بالفعل؟ ففيما يتعلق باعتماد المهدي علي لحوار مع الاخر لفهم هذا الاخر وانتقاء ما ما هو مفيد من افكاره اثراء لرؤية حزبه فيكذبه اخرون ومن داخل حزبه بأن الحوار يكون دائما وراء ظهر الرجل ,او انه يؤمن بنظرية الحوار الذي يخطط قواعده وموضوعاته هو وبعد ذلك ينسب نتائجه الي قواعد حزبه التي لم تشارك اصلا فى صنع ذلك الحوار , وينطبق هذا علي القوي السياسية الاخري التي يحاورها المهدي شريطة ان تكون محصلة الحوار تصب في افكاره وتصوراته ’ وليس ببعيد عن الاذهان اعادة الصادق المهدي المهدي الامين العام السابق للحزب من جديد في منصبه بالرغم من ان الحوار الديمقراطي اطاحه لفشله في ادراة الحزب مما يؤكدان يمارس الديمقراطية صناعته هو وليس صناعة الجماعة
    يرد حيدر ان عدم اصالة تجديد الصادق (إلي غياب البناءء الفكري المتكامل والمتسق ، أو نظرية فكرية قائمة بذاتها؛يمكن أن نطلق عليها"مدرسة الصادق الفكرية" أو"النظرية" علي منوال النظرية الماركسية أو البنيوية مثلا.فهو يواجه قضية أو مسألة ثم يبدأ في الاجتهاد والبحث عن الإجتهاد.فالصادق يتعامل بردود الفعل أي يشرع في الاجتهاد بعد ظهور حدث أو تحد يتطلب موقفا أو فتوى.وليس العكس،أن نختبر الحدث أو التحدي الجديد علي ضوء اجتهاد موجود اصلا لديه،أو نظرية قائمة مرتبطة باسم(الصادق).والمثال علي ذلك اتفاقية سيداو التي فرضت علي(الصادق)أن يكتب مباشرة وبتركيز في ضرورة الاجتهاد علي ضوء الحدث.وهذا وضع يمكن قبوله،ولكن قضية المرأة ماثلة قبل(سيداو). فقد كانت المناسبة هي المرة الأولي التي يفرد حيزا معتبرا لها في كتاب،وليس مجرد تناول عابر،تحت عنوان:ضرورة الاجتهاد لمواجهة تحديات العصر ومنها سيداو.وهذا هو الموقع الذي فصّل فيه الكتابة عن الاجتهاد.ويحصر الاجتهاد في سبع قضايا تكثر حولها الاسئلة ويعتبرها الراغبون في فهم الإسلام أو اعتناقه عقبات في سبيل قبولهم الإسلام،وهي:الرق،الجهاد،المرأة،الحدود التعامل مع الآخر الملي وسائر الاقليات،دولة الخلافة والعلوم الطبيعية.واعتقد ان أكثر قضيتين مثيرتين للاهتمام في الاسلام المعاصر،هما: المرأة والمال(الربا والاقتصاد)،كما يظهر في طلب وعرض الفتوى .ويقرر (الصادق)بأن قضية تحرير المرأة تمثل أحد أركان تجديد الفكر الإسلامي.ويقول في السطر التالي مباشرة، وبدون ذكر لما هو الرابط:-"إن قضية تجديد الفكر الإسلامي قد اكتسبت إلحاحا بسبب الحرب الأطلسية الرابعة المعلنة ضد الإرهاب العالمي".(حقوق المراة ولكن يبدو أنه يريد من ذلك ايجاد مدخل مريح لطرح موضوعه المفضل: الصراع بين اجتهادات الغلاة والغزاة.ثم يحسم الأمر بالترويج للمنهج الصحوي والذي يعطيه تسميات عديدة ولكن تلتقي كلها في رفض الانكفائية والغلو.ويقول بأن مصير العالم الإسلامي يصطرع عليه الغلاة والغزاة وهما يتوعدانه بأحد مصيرين:الهروب الي الماضي علي يد الغلاة ،أو الهروب إلي الخارج علي يد الغزاة.وهذه عودة الي المانوية المقلوبةأو الثنائية،وهي منهج ضروري لترجيح الوسطية في النهاية.فهو في هذه الحالة لا يوازن بين الخير والشر،ولكنه يحذو من الشر والشر لكي يصل الي القول:-" إن الحياة لا تقبل فراغا ولا ينقذنا من أحد المصيرين إلا اجتهاد الحماة الذي يطرح حلا اجتهاديا مدعوما بسند شعبي قوى قادر علي ايجاد حل لجدلية الغلو والغزو بمشروع نهضوي يكون تحرير المرأة أحد أركانه
    ويري حيدر ايضا (الصادق) يتميز بعقل فقهي بامتياز وليس فلسفيا.وهذا سبب غلبة التفكير بالقياس( analogy ) ، وهو منهج لاتاريخي؛ علي تحليلاته ونتائجه.وهو يتحدث عن الاجتهاد باستمرار وليس عن الابداع،والخلق،والابتكار.فالاجتهاد بناء،وتحسين،وتجديد،وأصلاح علي ما هو موجود اصلا؛وليس انشاءا.واشكالية(الصادق)فوق ذلك،أنه يجتهد علي اجتهاد آخر،هو فكر المهدية.ومثل كل فكر ديني محافظ،تجنب(الصادق) مغامرة الابداع والتجديد الجذري خشية الوقوع في البدعة،وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة للنار.ورغم نقده المتكرر للنصوصية،إلا أنه اتكأ علي النصوص كلية وأكثر من الاستشهاد بالآيات القرآنية والاحاديث الدينية.ولم يقارع العقلانيين المسلمين، أو يشيد علي بناء عقلانيين مسلمين مثل إبن رشد والمعتزلة، واخوان الصفا،وجابر بن حيان ،ومحمدعبده،والطهطاوي،وغيرهم. ولا توجد إحالات لكثير من هذه الشخصيات في أغلب كتابات(الصادق)،رغم أنه ذكر قراءته لبعضهم،مثل ابن رشد.بالطبع ليس بالضرورة أن يرجع لكل من اطلع علي كتاباته؛ولكن الكثير من هذه الكتابات تلتقي بقضايا التجديد التي تشغل فكره.ومع أن (حسن الترابي)يميل إلي الاستعراضية والإثارة؛إلا أنه صرح بفتاوى جرئية وجديدة.ودافع عن آرائه رغم حملات العلماء الضارية عليه.والاستاذ محمود محمد طه،قال بآراء أزعجت منام المحافظين حتي اوصلوه الي المشنقة.
    ويشير كتاب حيدر الي أن الصادق يكون في كثير من الاحيان أقرب الي الفقيه منه الي الفيلسوف أو المفكر.لأن عقل الفقيه يعمل داخل نصوص جاهزة ولا ينتج نصوصا خاصة به،وتحمل افكاره المميزة والمتفردة التي يعرف بها حتي وإن لم يوقع عليها باسمه صراحة.والفقيه لا يتعدي تفكيره تفسير وتعليل وتوضيح الواقع الذي جاءت به النصوص المقدس. ومن الواضح أن(الصادق)ملتزم بالشرط التقليدي للإجتهاد وهو الإجتهاد فيما ليس فيه نص.ففي تعليقه علي اتفاقية(سيداو) كنت أتوقع أن يأتي باجتهاد جرئ في موضوعات مثل ميراث المرأة أو المساواة عموما.فهو يسهب في الشرح والاستدلال والتعليل،وعندما تأتي لحظة اتخاذ القرار ،والحسم بموقف فكري يبقي كمرجعية تنسب للصادق،يقف دون ذلك.وتلاحقه صفة المعلق أو المعقب أو شارح المتون أو عارض الاحداث.فهو يمشي علي دروب الآخرين ولم يفترع دربه الخاص كمجتهد حديث أو معاصر يرجع لكتاباته مثل سيد قطب،أو محمود شلتوت،أو شيخ بخيت،أو محمد الغزالي،أو يوسف القرضاوي،أو مالك بن نبي، أو الطاهر عاشور؛وغيرهم من الأسماء المؤثرة راهنا.
    يري (الصادق) أن أهم نظريتين حول مكانة الأنسان في الكون هما: النظرية اللاهوتية التي تعتبر الانسان متلقيا للحقيقة من الغيب عبر الوحى، فمعارفه هي ما نزل به الوحى. وتقابلها النظرية الناسوتية، المناقضة لها تماما، والتي تعتبر الإنسسان مستقلا بذاته، ومعارفه هي ما تطولها قدراته العقلية والتجريبية. (نحو مرجعية. . ، ص35) . ومن الملاحظ اهتمامه باختيار لغة تميزه، فقد اشتهر بأن له لغة وكلمات (jargon) . ورغم هذا الحرص، جاءت ناسوت نافرة بحمولتها المسيحية. وفي تعريف للناسوت واللاهوت، نقرأ: -"والايمان بلاهوت السيد المسيح وناسوته يعني بأن المسيح هو إله كامل وإنسان كامل، وأن لاهوته لا يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا ترفه عين". (موقع كنيسة الاسكندرية الكاثوليكي) . وكان بامكانه استعمال مصطلح الانسانية الأكثر تداولا (humanism) أو الإنسية ،أو النزعة الإنسانية،أو المذهب الإنساني . ولكن يبدو أنه ينسب هذا المفهوم للفكر العلماني أو الليبرالي لذلك تجنبه، رغم ملائمته وانتشاره. الناسوت لايريد استخدام الانسانية وهو المفهوم السائد وفضل الكلمة المسيحية وليدة الخلافات حول طبيعة المسيح(أحاديث الغربة، هذه محاولات التأصيل أو حب الاختلاف عند المهدي.
    ويتجنب ايضا مفهوم التنوير المرتبط بالانسانية كحقبة تاريخية ورؤية فلسفية. ويرجع هذا الموقف لمطالبته بأسلمة المعرفة وهذا شعار توفيقي منتشر بين النخبة الاسلامية. فهو يقرر ضرورة التخلص من فكرة طغيان المادية علي عهد التنوير الغربي مما جعل العلوم تفترض صحة الطبيعة المادية للكون والحياة. بالاضافة الي أن غلبة الحضارة الغربية جعلتها تفترض أن إنجازات الإنسان المعرفية من عطاء
    ويلاحظ المؤلف ما اسماه (تجول(الصادق) بين هذه المفاهيم العديدة،والمذاهب المختلفة،ونحت المصطلحات؛عن رغبة في تجنب حسم موقفه من دور العقل في المعرفة مقابل عالم الوحي والشهادة.فكل هذه المقابلات والثنائيات الناسوت واللاهوت،العلمانية والدينية،العقلانية والغيبية؛ هي مجرد أطر ليملأها بنقاش العقل والوحى الغيب.فهو يخلق من نقاشه لهذه الموضوعات فرصة لاستعراض عيوب العلمانية ولتمرير توفيقيته المستحيلة بين العقل والغيب.فهو يبدأ بتحديد توجهين للعلمانية،توجه أصولي فلسفي يجعل كل أمر الإنسان محصورا فيما تدركه الحواس،وتوجه علماني محدود يقف عند فصل الدين عن الدولة.(معالم وللكاتب حرية غريبة مطلقة في التصنيف،قد يدعوها:الاجتهاد،ولكن حتي هذا له شروط وقيود.وهنا يشعر القارئ بوجود علمانية فلسفية واخري سياسية،ولكن هل يعني ذلك عدم ارتكازها علي أسس فلسفية؟كلاهما يلتقي في جذر فلسفي واحد:الانسانية الفلسفة التي اعادت القيمة للإنسان،والتي يصر (الصادق)غلي تسميتها بالناسوت.ويختلط تعريف العلمانية الفلسفية بعدد من الفلسفات المتشابهة تلتقي في إدراك الحواس،مثل:الفلسفة المادية،والوضعية،ةالعلمية(أو العلموية).والعلمانية تختلف عنها جميعا في الاهتمام،إذ لا يشغلها الادراك بالحواس بل موقع الإنسان في عملية الإدراك(الإنسانية).أن يكون الإنسان مصدر الإدراك وليس أي قوة خارجه بغض النظر عن وسيلة الإدراك-عقلية أو حسية- شرط ألا تفقده دوره كمركز لهذا الإدراك.ولكنه يصر لأهداف السجال أن يطابق بين العلمانية والوضعية حين يكتب:-" كان تصور الفلسفة العلمانية أن الدين مرحلة طفولة للإنسان وأنه سوف يشب عن طوقها.ولكن تاريخ الفكرة والمجتمعات أدرك أن في ذلك التصور تسطيحا زائفا للحالة الإنسانية"0(ص45).أولا، أظنه قصد تاريخ الفكرة اثبت وليس أدرك.ثانيا،هو يتحدث عم وضعيين أمثال اوغست كونت(1798-1857 الذي قسّم مراحل الفكر وتنبأ بانجسار الدين في المجتمعات الصناعية.ثالثا،رغم أن(الصادق) واسع الإطلاع ولكنه عيبه الانتقائية عند العرض أو مناقشة الآراء.إذ لا أظنه لم يسمع بالمسيحية العلمانية،فهي لن تقول بنهاية الدين.
    ويري الكاتب كذلك ان المهدي يسير في ا لخط نفسه لخط مدرسة تحجيم العقل أو القائلين بعجزه أو محدوديته؛خاصة في حقائق الدين.ويقول أنها أمور غيبية آتية من وراء الحس لا بواسطته فهي ليست مناقضة للعقلانية بل فوق العقلانية ويضيف بأن هنالك تساؤلات يطرحها العقل باستمرار ولكنه غير قادر علي الإجابة عليها،مثل:كيف وجد الكون؟وكيف نشأت الحياة فيه؟وما هو مصير الكون؟ويقرر أن هذه الاسئلة مع أهميتها لا تستطيع المعارف المستمدة من الحواس والعقل والتجربة الإجابة عليها.والجواب عليها-حسب رأيه- يأتي من الإيمان بإفادات الوحي.موقف مقبول منه رغم الاختلاف، ولكن من غير المقبول الأحكام المتطرفة في خصومتها والتي تميل الي الحط باستعمال لغة أقرب الي السب.ويكتب معلقا علي العلميين حين يحاولون معالجة الاسئلة السابقة:-" وإلا فالإجابات البشرية التي قدمتها أضخم العقول إجابات سخيفة وببساطة تنتج العقول الضخمة،لأنها تختلف معه،السخف؛ولكن من أين اكتسبت صفة الضخامة؟فهي في رأي(الصادق) غير مكتملة لأنها تهمل أو لا تدرك وجود معارف اخري لها وسائل معرفية غير العقل؛يكتب:-" نحن نشهد في حياتنا وجود معارف بوسائل وراء الشعور مثل قراءة أفكار الآخرين،والرؤيا الصادقة، والتنبوء بما هو آت،والاستبصار الروحي،وتأثير النفس الإنسانية علي ما حولها بوسائل غير حسية،وهي حقائق تدل علي وجود لا تدركه الحواس وهو موضوع تدرسه الباراسيكولوجي ولم يقلنا هل الباراسيكولوجي علم علمي أم مجرد خواطر واحاسيس وتهويمات؟لايوجد علم حقيقي بهذا الأسم ،لأنه يفتقد الموضوعات والمناهج التي تصدر عن العلم. فقد كان مجرد موضة بين بعض الاكاديميين المتوسطين، وقد نشطوا أكثر في الاتحاد السوفيتي السابق والمعسكر الشرقي.وهذه بلدان كانت تشكو من خواء روحي وديني،فلجأت (للخزعبلات).ولم تعترف به الجامعات المحترمة في الغرب،بل وجدت معاهده الخاصة تمويلات من افراد.وتوقفت عام2010 آخر مجلة اوربية للباراسيكولوجي.والأهم من ذلك ،هذه المعارف طالما مصدرها الوحي فلماذا نبحث لها في شرعية علمية بالصاقها ونسبها الي علم وهمي؟وسرعان ما يعود مجددا الي الدين والوحي ليسند مقولته،يكتب:-"وقد أشار النبي(ص) لهذه الظاهرة حتي قال عن الرؤيا الصادقة إنها جزء من النبوة،زبعض وحي الأنبياء كان في شكل رؤى صادقة".(نفس المصدر السابق).ويقول بأن النبي(ص) ذكر من سماهم بالمحدثين.
    يري الكتاب ايضا ان ادوات واستنتاجات(الصادق) تغلب عليها النزعة الايديولوجية علي حساب المعرفي.فقد اصبح أسيرا لأيديولوجية مايسميه إسلام الصحوة،وهي التي تقف وراء كل تنظيره ومواقفه.واعني بالأيديولوحية:أي مجموعة نسقية مغلقة من الافكار.وهي التي تؤدي الي تكوين عقيدة قائمة علي الوعي الزائف،ومع الزمن تشكل لدي معتنقها وثوقية أو دوقمائية،وثوابت، لا تتزحزح مهما ابدي صاحبها من مرونة.وهذه هي آفة الفكر الصادقي الذي يقوم صاحبه بجهد لا يكل لتقديم صورة المسلم العصري المجتهد،ولكن يبقي له دوما جزاء الحسنة الواحدة.فهو يكافح لإجبار الواقع لكي يدخل في بطن أيديولوجيته لكي يحلله.وفي هذه لا يكون باحثا عن الحقيقة ،ولكن مبررا لقناعاته الجاهزة.والبعد عن الواقع يعني بالضرورة السقوط في هاوية المثالية والخيالية،ومحاولة تشييد اليوتوبيات التي توجد في اللامكان.لذلك،هذه النماذج والتوصيات التي يملأ بها مئات الصفحات لا يمكن أن يكون لها وجود في السودان وتظل سابحة في عالم الخيال والمثل. ويشير الكاتب الي ميل (الصادق) الي التفكير من خلال الثنائيات(المانوية المقلوبة) في شكل نماذج مثالية صافية ما امكن أي تشتمل علي كل الصفات والخصائص التي تجعلها مختلفة تماما عما يقابلها. وهذا يعني خلو النموذج من أي تناقض محتمل. لذلك، يخلو تصنيف (الصادق) غالبا من الدينامية والتغير والجدلية (أي وجود الشئ ونقيضه) . فهو يضع العلمانية في تقابل وتضاد كاملين مع الدين، الانكفاء مقابل الاستلاب، الماضي أو المستقبل. ورغم أن هذه الطريقة معوقة للنهج التوفيقي الذي يسير عليه، لأنه في عملية التوفيق لابد أن نجد في المعطي النقيض ما يصلح بقدر من التعديل والملائمة ما يصلح للدمج أو الإضافة في المعطي الآخر أو الأصل. وفي سعيه لبناء هذا النموذج المثالي، يلجأ الي انتقاء الشاذ والاستثنائي ليجعل منه القاعدة والعام. كما يلجأ الي احكام متعسفة ولكنها تساعد في التصنيف والتوصيف المؤدي إلي بناء النموذج المثالي النقي. فمن الواضح أن جماعات الانكفاء والغلو ، قليلة وغير مؤثرة. وكذلك، جماعات الاستلاب والتغريب الكامل. ولكنه يخلق منها النموذج الذي يستنطقه الافكار التي يرغب في مناقشتها ودحضها ويشيد نظرية متكاملة لنموذج مثالي، للاتجاه الانكفائي مع الماضي مقابل التعامل الاستلابي مع الوافد. ويرجع جذور الاتجاه الأول الي قفل باب الاجتهاد واعتماد حركة الفقه الإسلامي علي انتاج السلف وتقديسه. وهناك أسباب اخري لهذا الركود الفكري المؤسس علي التقليد، وهي عوامل داخلية وخارجية. ويركز (الصادق) علي ثلاثة عوامل داخلية. أولها: معرفي ، ويقصد : - " أن حقائق الوحي وصلت في الكتاب والسنة، وأن ما فعله المجتهدون من السلف هو استخدام القياس والإجماع وسائر أدوات الاجتهاد المشروعة لتمديد تلك الحقائق حتي تشمل كل الحياة العامة والخاصة. لذلك صارت النتيجة تبيانا للإرادة الإلهية بعلم واجتهاد السلف، فما علي الخلف إلا اتباعهم العامل الثاني: استبدادي مع تحول الحكم الي ملك عضوض. خاصة مع وضع السلطة الأحادية قيدا صارما علي كل اجتهاد يمس شرعية السلطة من قريب أو بعيد. أما العامل الثالث فهو دفاعي؛ويشرح: -" لقد انفتح المسلمون علي كافة حضارات وثقافات وأديان العالم المعمور فأثروا فيها وتأثروا بها، فخشي حماة العقيدة والشريعة من حلوليات الاستشراق وعقلانيات اليونان، والتمسوا دفوعات كثيرة مثل: من تمنطق تزندق أما العوامل الخارجية، فتتمثل في الانحصار الجغرافي والحركة البطيئة للقاح الحضاري باستثناء الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية الحديثة. فقد انفردت الحضارتان بالانتشار السريع وتجاوز الجهوية إلي العالمية. وحسب رأيه ، فإن هذه الصفات المشتركة جعلتهما متنافستين، واعطت التنافس بينهما خصوصية. وهذا تعبير بلغة اخري عن صدام الحضارات المخفف الي "تنافس" والذي استمر لمدة ألف عام - كما يقول- كانت خلالها القوة السياسة والعسكرية الإسلامية خطرا مباشرا علي وجود واستقلال دول أوربا الغربية. ولكن الغرب تجنب ذلك الخطر، وظهرت الحضارة الغربية الحديثة في النهاية أكثر قوة وهيمنة، ولكن يتهمها (الصادق) بالاستعلاء. وهذه الوضعية التي شجعت الاتجاه الانكفائي علي رفض الحضارة الغربية المطلق والتحديث. ولكن هذا الموقف السلبي وانكارمنجزات الغرب، شديد الضرر علي تقدم المسلمين. وهنا يدعو إلي – ما يسميه-"التأصيل بشكل صحوي بعيدا عن تقليد الماضي والانكفاء عليه رفضا لمنجزات الحضارة الحديثة".
    يتبع
    sedig meheasi [[email protected]]
                  

05-23-2012, 09:29 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التجديد عند الصادق المهدي: الإشكاليات والاختلالات قراءة فى كتاب ح (Re: على عجب)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de