|
|
 عاجل إلى ملتقى النيلين الشعري !!!!!!
|
أنا وصديقي بركات حريصان جدا على حضور الفعاليات الأدبية بولاية الخرطوم ما أمكننا لذلك سبيل وقد سعدنا كثيرا بسماع ورؤية إعلانات ملتقى النيلين الثاني للشعر العربي الذى انتهت فعالياته بالأمس والذي أيضا حضرنا معظم فعالياته في العام الماضي ، رغم أن هنالك كثير من الهنات والتقصير في العام الماضي إلا أننا من أنصار أن يبدأ الناس عملا ومن ثم يعالج التقصير فيما بعد ولكن يبدو أن وزارة الثقافة والإعلام والثقافة والسياحة بولاية الخرطوم لا تعي تماما ما ذا تريد أو أنها وعت وما درت وأنا كسوداني غيور علي بلدي لم أشعر بأن الحدث كان مشرفا البتة وإليكم بعض ملحوظاتي التي يتشاركها معي أخي وزميلي بركات وربما كثير منكم يتفق معي في معظمها وهي :
- ليس من المنطق أن تتنقل الفعاليات بين المدن الثلاثة ( قاعة الصداقة ، مسرح خضر بشير ، المسرح القومي ومركز شباب أم أدرمان ) ، مما يصعب انتقال الناس والتنقل بين المدن في أماكن يصعب الوصول إليها بالمواصلات العامة وحتى بالمواصلات الخاصة فيحتاج المتنقل إلى معرفة المكان بالتحديد ، وكان من الأولى أن تقام في قاعة الصداقة . وفي اليوم الذي كان فيه المهرجان في أم درمان "المركز الثقافي " ، تنقلنا وكثيرين معنا من قاعة الصداقة إلى المسرح القومي إلى مركز شباب أم درمان إلى المركز الثقافي الذي وصلناه الساعة العاشرة بعد ساعتين من المعاناة الطويلة ، رغم أننا كنا نتحرك بعربة خاصة وغيرنا كان يتنقل بالمواصلات وغيرنا آب إلى بيته أو دخل في برنامج آخر دون أن يصل لمكان الحدث .
- عملية اختيار الشعراء ، خاصة من الشعراء الشباب في السودان لم تكن موفقة إذ ربما كان فيها كثير من المحاباة ولذلك الشعراء القادمون من برنامج سحر القوافي كان أداؤهم أفضل لأنهم على الأقل تم اختبارهم وتم نقد تجربتهم ، فلماذا لا يتم اختيارهم من خلال هذه البرامج التلفزيونية أو من خلال فعالية تسبق المهرجان ويتم تكوين لجنة كالتي في برنامج سحر القوافي من شعراء أفذاذ لهم معرفة بالعروض ، الموسيقى ، الحداثة ، النصوص وغيرها مما يراه الشعراء في اختيار النص الجيد .
- عدم التنظيم كان واضحا إذ أن قدوم الشاعر صديق المجتبي في يوم ما سمحت له المقدمة بإلقاء قصائد ، رغم أنه لم يكن مدرجا في البرنامج وكذلك أجبرت الشاعرة سعدية مفرّح بإلقاء قصائد رغم أنه لم يتم إخبارها ، وخلاصة الأمر أن التقيد بالبرنامج المكتوب هو سر نجاح هذه الفعاليات .
- حشد مجموعة من الطالبات من الداخليات في العام السابق وهذا العام كانت سلبا على المهرجان وقامت هذه المجموعات بإحداث كثير من الضوضاء وتكرر هذا المشهد هذه السنة وخيرا فعل رئيس بيت الشعر التونسي المنصف المزعني في اليوم الأخير بقصيدته التي يؤكد فيها عدم أهمية الجماهير إن لم تكن راغبة أو قصيدة بهذا المعنى . إذ أن الأصل هو رغبة الحضور في المنتدى وليس حشدهم ومن الممكن أن أحشد الآلاف ولكن وبالا على المهرجان وليس خيرا له .
- هنالك كثير من الشعراء الذين كانوا من الممكن تزيين على الأقل اليوم الختامي ، كالشاعر محي الدين الفاتح ، الشاعر معز عمر بخيت ، الشاعر الصادق الرضي ، وغيرهم مما لا يسمح المجال هنا بذكرهم .
- كان هنالك تقصير واضح في إدارة الوقت إذ يترك الأمر للشاعر ويطلب منه أن يلقي قصيدة واحدة ولا يلتزم الشاعر بذلك ، وفي العام الفائت خيرا فعل الشاعر اللواء أبو قرون عبد الله أبو قرون خيرا عندما هدد المذيع مازحا بأنه يملك مسدسا في جيبه ، إذ أن المذيع كان يتفذلك كما يريد ويترك عشر دقائق للشاعر ، ففعل سعادة اللواء خيرا .
- مهندسي الصوت غائبون تماما أو أنهم "مجرد تمامة جرتق" ، إذ أن الصوت لم يكن متسقا مع الحدث ، أي مجموعة شباب قي أي حي شعبي يمكنها ضبط الصوت بشكل أفضل ، وكان اليوم الآخير فضيحة بمعنى الكلمة إذ أن حشرجة السماعات حرمت الكثيرين من التمتيع بروائع الكتيابي ورائعة سعدية مفرح.
مقترحات عملية للمهرجان القادم :
- تحديد مكان واحد للملتقى بدلا من التنقل عديم الفائدة .
- عدم حشد أي حشد جماهير ليس لديها الرغبة وترك عملية المجئ للرغبة فقط دون التأثير السياسي على مجريات الأدب .
- اعتماد آلية للشعراء الشباب المشاركين ولتكن البداية برنامج سحر القوافي إذ أن لجنته لجنة قوية وقادرة على إنتقاء شباب قادرون على المنافسة وتقديم نموج يمثل الأدب السوداني الشبابي وخاصة الشعر .
- فصل العامية عن العربي الفصيح إذ أن الملتقى للشعر العربي الفصيح ولا يمنع أن تتولى الوزارة أنشطة مصاحبة للشعر العامي وإلا فتحنا الفرصة لأي شعر عامي أن يقرأ في المنتدى ومن مختلف البلدان مما يغير الإتجاه إلى المحلية البحتة .
- تأهيل مهندسي صوت وإضاءة بحيث يتم اختيارهم وفق منافسة شريفة لا مجرد أداء وظيفة والسلام .
- تسجيل الشكاوي من الجمهور مباشرة على صندوق شكاوي وتكوين لجنة متخصصة لمعالجة القصور في الملتقى القادم .
- عدم الحاجة للتشريف الرئاسي للشعراء ، مجرد بص فخم ينقل كل الشعراء من مكانهم يكفي ، فالتشريف الفعلي هو أن يحضر لياليهم جمهور نوعي بدلا من طلبة الجامعات المحشودين .
- الإعلان القوي منذ فترة طويلة واستهداف أساتذة الجامعات وطلبة الدراسات العليا والراغبين من طلاب الأداب وغيرهم ممن يرغب .
- يمكن الترغيب للحضور بوسائل شتى بتشجيع الجمهور بجوائز أو تحفيزهم بأي طريق ممكن وهذا أمر تسويقي بحت.
- لا أحب كثيرا الشركات الراعية إذ أن لها أجندة إعلانية سخيفة يمكن أن تحرف الهدف الأساسي ، ولا أعني أنه يستغنى عنها ولكن وجود شارتها تكفي بدلا من إعطائها حقا أكثر من حق الشعراء أنفسهم ، وهذا أمر يمكن أن يخرج بشكل أفضل إن كانت شماعة الإمكانيات ما زالت قائمة .
- تحضير برنامج مطبوع قبل فترة كافية يلتزم به الجميع ، يعني من المفترض أن الشاعر الفلاني قادم اليوم الفلاني وسوف يقرأ في الساعة الفلانية وهذه ليست معضلة .
- اليافطات الخلفية بها شطب وكشط ومن المؤسف أن الراعي الرسمي كزين يوزع هكذا يافطات مشوهة ومعدلة ، كان من الممكن تعديلها مرة ثانية ، هذا وجه للسودان وليست واجهة أو يافطة في حي قصي.
- يمكن تجهيز عدد من الباصات في المواقف المعروفة من وإلى قاعة الصداقة .
- يمكن الإستعانة بخبراء تجهيز مهرجانات إن استمر الحال كما هو عليه ولكن في ظني أن هنالك كثير من الطاقات غير الموظفة التي لم يتم الاستفادة منها بعد ولها خبرات عالية في تنظيم المهرجانات.
هذه بعض الملحوظات التي لم أتجنى فيها وهي من واقع حكيته ولا أرى أنه يليق بالسودان ويجب أن نعد للمهرجان القادم من الآن ونعمل بروفات عملية لذلك وتفادي كل الأخطاء الممكنة خاصة أن هؤلاء الشعراء قصيدة واحدة منهم في هجاء السودان يمكنها أن تفعل الأفاعيل وتدمر ما نريد بناؤه.
أرجو أن يكون صدركم واسعا لهذا النقد القوي الذي لم تطاوعني نفسي فيه على المجاملة مع خالص شكري وتقديري مع وجود بعض الشخصيات في اللجنة التحضيرية التي أكن لها كل تقدير وكل احترام لا ينقصه شيء ولكن هذي رؤاي كما يقول شاعرنا الفذ الكتيابي .
|
|
  
|
|
|
|
انور الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست