دكتور الطاهر الشبلي , علامة سوداني يحوز جائزة منظمة الصحة العالمية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 05:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2012, 01:47 PM

Husamuddine Ismail
<aHusamuddine Ismail
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 14

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دكتور الطاهر الشبلي , علامة سوداني يحوز جائزة منظمة الصحة العالمية

    د. الطاهر مدني الشبلي
    علامة سوداني يحوز على جائزة منظمة الصحة العالمية
    في صحة الأسرة
    أ. حسام الدين حسن عباس إسماعيل
    طالب دكتوراه بجامعة الخرطوم [email protected]
    في 21 فبراير 2012 , أخطرت منظمة الصحة العالمية WHO الدكتور الطاهر مدني الشبلي بأن مجلسها التنفيذي في إجتماعه رقم 130 قد قرر منحه جائزتها و ذلك لتفانيه في مجموعة كبيرة من الموضوعات المتعلقة بصحة الأسرة و يشمل ذلك ترقية الرضاعة الطبيعية و الوقاية من مرض نقص المناعة المكتسب HIV و التغذية, و دعته بناءاً على ذلك للحضور لجنيف يوم 24-5-2012 لإستلام جائزته, و إلقاء كلمة على الجمعية العالمية للصحة و التي تتكون من وفود 194 دولة تنضوي تحت لواء الأمم المتحدة .
    ولد دكتور الطاهر الشبلي بمدينة أم درمان في السابع عشر من أكتوبر لعام 1949 ؛ جده لأبيه هو الشيخ الطاهر الشبلي مؤسس مدرسة الهداية بأم درمان في عام 1912 , و هي أول مدرسة أولية أهلية بالنظام الحديث في اسهمالسودان في عهد الإستعمار تخرج منها كثير من الأفذاذ على الزعيم إسماعيل الأزهري قائد إستقلال السودان, و إثنان من أشقاء جده و أحدهم إسمه مدني كانا من الذين استشهدوا في كرري أمام مدافع الإنجليز الكاسرة, و عمه هو الأستاذ أمين الشبلي أحد نقباء المحامين السودانيين السابقين و الذي كان أول وزير عدل في عهد النميري و مندوب السودان الدائم في الجامعة العربية و مساعد الأمين العام لإتحاد المحامين العرب, و جده لأمه هو السيد محمد الباقر بن الشيخ إسماعيل الولي العالم الفقيه و اللغوي البارع و القاضي الشرعي في عهد المهدية , و أحد الذين قام على مناكبهم معهد أم درمان العلمي الذي صار لاحقا جامعة أم درمان الإسلامية , و خاله المباشر هو البروفيسور الراحل المقيم كامل الباقر , مؤسس و أول مدير لجامعة أم درمان الإسلامية وعضو رابطة العالم الإسلامي و نائب رئيس مجلس المساجد العالمي، ورابطة الجامعات العربية، وسكرتير الهيئة الوطنية للدستور الإسلامي الكامل , و جد الدكتور الطاهر الشبلي الأكبر هو العارف بالله الأستاذ الشيخ إسماعيل بن عبد الله الولي , منشئ الطريقة الصوفية الإسماعيلية و هي الطريقة الوحيدة ذات الأصل والجذور السودانية الخالصة, و هو صاحب مؤلفات فريدة في علوم الشريعة و اللغة و التصوف تربو على 97 مؤلفاً, فالدكتور الطاهر الشبلي راضع من ثدي العلم و المجد من كل قِبلةٍ منذ أن كان يافعاً, جوادٌ أدهمٌ أغر أحجل مطلق اليمين انحدر من خيل صافنات .
    تلقى دكتور الطاهر الشبلي تعليمه الأولي و الأوسط الثانوي بمدينة أم درمان, و تخرج حائزاً على الإمتياز و جائزة في طب الأطفال من كلية الطب بجامعة الخرطوم في عام 1973 , كما نال درجة الماجستير من ذات الجامعة في طب و صحة الأطفال في عام 1980 , و درجة الماجستير في الصحة العامة مركزاً على صحة الطفولة و الأمومة من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة في عام 1986. ثم نال درجة الدكتوراة في الطب من جامعة الخرطوم في عام 1992 , مناقشا أطروحته في شأن الأطفال حديثي الولادة منخفضي الوزن , حيث دافع عن رسالته بجامعة أوبسالا بالسويد , ثم نال بعد ذلك عضوية الكلية الملكية البريطانية لطب و صحة الأطفال , ثم أصبح زميلا بذات الكلية مذ عام 2002.
    مارس دكتور الشبلي مهنة طب الأطفال على مدى 38 عاماً , متدرجا خلالها كطبيب إمتياز بمستشفى الخرطوم التعليمي في عام 74 , ثم طبيبا عموميا بوزارة الصحة بجوبا بين عامي 75 و 76, ثم نائبا إختصاصياً بمستشفى سوبا الجامعي في وقت إعداده لأطروحة الماجستير , ثم باحثاً و نائبا إختصاصيا بمستشفى الأميرة ماري لصحة الأمومة بنيوكاسل بالمملكة المتحدة بين عامي 80 و 82 , ثم زائراً للوحدة الدولية لصحة الأطفال بجامعة أوبسالا بالسويد , متلقيا تدريبا متقدماً في علم الأطفال حديثي الولادة, ثم متلقياً دوراتٍ تدريبية و تدريسية في علم الاطفال حديثي الولادة و أمراض النساء بمستشفيات كلية الطب بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة بين عامي 85 و 86 في مدينة بوسطن , ثم باحثا في طب حديثي الولادة بشعبة طب و صحة الأطفال بمستشفى الأميرة ماري بنيوكاسل في عام 88 , ثم باحثا بالوحدة الدولية لطب و صحة الأطفال بمستشفى أوبسالا الجامعي بالسويد , ثم زائراً متدربا على أحدث فنيات علم الأشعة بعيادة شاريتي فيرشو بمستشفى جامعة همبولدت برلين بألمانيا و ذلك في 2005, ثم إختصاصيا زائرا لمستشفى شاريتي ميتي وحدة حيثي الولادة ببرلين و ساعياً لتوطيد سبل التعاون بين مستشفى شاريتي و جامعة الخرطوم و ذلك في أعوام 2006 و2007 و 2008.
    كان الدكتور الطاهرالشبلي أستاذا مشاركا بكلية الطب جامعة الخرطوم و إستشاريا لطب الأطفال حديثي الولادة ثم رئيسا لشعبة طب الأطفال و الأطفال حديثي الولادة بمستشفى سوبا الجامعي , و ذلكم بين عامي 1987 و 1992, و قد أشرف دكتور الطاهر الشبلي خلال هذه الفترة على 24 رسالة دكتوراة و 4 أطروحات ماجستير في مجالات التطعيم و سوء التغذية و الأطفال حديثي الولادة المصابين بالسكري و أمراض الدم و شلل الأطفال و تسمم الأطفال و أعراض عسر التنفس لدى الأطفال و التحصين و إلى ما غير ذلك مما تضيق به الأسطر أمام سيرته الذاتية الناصعة, و لن أنسى أن أقول أن دكتور الطاهر الشبلي تم إختياره في النصف الأخير من عام 2010 من قبل المركز العالمي للسير الذاتية لتكون سيرته الذاتية المهنية إحدى أشهر 100 سيرة ذاتية في العالم في مجال الصحة.
    خلال هذه المدة , شارك دكتور الطاهر الشبلي في عديد من المؤتمرات الصحية العالمية , في شئون الإيدز و طب الأطفال حديثي الولادة و الطب العسكري و صحة الأمومة و سوء التغذية , و له 23 ورقة قدمت في محافل الطب العالمية . كما ألف الباب رقم 66 في كتاب Handbook of Anthropometry ,2012, حيث يحتوي هذا الكتاب على أكثر من 3000 صفحة و ثمنه أكثر من 1000 دولار أمريكي.
    و الناظر إلى الأمر , يستعجب في أن يكون في السودان , القطر المصنف في المجموعة الثالثة من البلدان الأقل نمواً ,عالم مثل الدكتور الطاهر الشبلي , ثم يزداد المرء عجباً , حينما يعلم أن الدكتور الطاهر الشبلي بكل هذه الألمعية البلجاء و الحضور العالمي الراسخ في مجال تخصصه , قد تمت إحالته للمعاش الأجباري بواسطة إدارة جامعة الخرطوم في عام 2009 و هو في أوج عطائه, مخلفأ من ورائه أرتالاً من طلاب الطب و ناشئة البُّحاثِ الذين هم في أشد الحوجة له , فأمثال الشبلي على ندرتهم بالولايات المتحدة و إنجلترا و ألمانيا و اليابان , يتم تعيينهم أساتذة ممتازين مدى الحياة Professors Emeritus بغية استنساخ أجيال من العلماء و الباحثين تلهم عقولهم سياسات الإدارة بالدولة , و تنضح قرائحهم بصياغة الإستراتيجيات الخمسينية و المئية ليس في مجالات صحة الأمومة و الطفولة فحسب, بل في مجالات الإقتصاد و الهندسة و الجيولوجيا و القانون و الإجتماع و الإدارة لتعزيز مصلحة أوطانهم و رفاهية مواطنيهم, و أضراب دكتور الطاهر الشبلي في تلك الدول حينما تبرز أسماؤهم في محافل علمية و مهنية سامقة كتلك , يتم الاحتفاء بهم على مستوى رسمي رفيع قد تصل رفاعتهُ إلى مستوى رأس الدولة , و تصحبهم وفود عالية المستوى لتسلم تلكم الجوائز, و تضج بهم أجهزة الإعلام , و تُجرىَ معهم اللقاءات الصحيفية المرئية و المسموعة بغية تقديمهم للناشئة و أجيال المستقبل , عسى أن يلتمسوا منهم نورا يستضيئون به مشارف الغد , غير أننا و بعد شهرين , لم نسمع إلى الآن أي من المسئولين يعلن على الملأ إحتفاءه بل فخره بالرجل , و لا رغبته في الإستفادة من خبرات الدكتور الطاهر الشبلي و التي هي من صميم ما يحتاجه السودان , فالسودان يحتل المركز العاشر بين 222 دولة في إرتفاع معدل وفيات الأطفال و البالغ 82 وفية في كل 1000 طفل سوداني حسبما صرحت بذلك الإحصاءات التقديرية للأمم المتحدة لعام 2012 , و يحتل المركز الخامس عشر في معدل إرتفاع وفيات الأمهات أثناء الولادة , حيث تتوفى 550 أم سودانية في كل 100,000 أم كما صرح ذات المصدر , و أحسب أن عالماً بهذه الخبرات و الصيت الذائع لن يتوانى أن يقدم يد العون للدولة لحل محنتها تلك التي تقتل أبناءنا و نساءنا.
    و مما يزيد في إثارة العجب , و كثير هو العجب و التعجب , أن دكتور الطاهر الشبلي حاز على كل هذه الجوائز المبهرة و هو يعمل تحت ظروف العمل الصعبة و هو ثاوٍ بين ظهرانينا في السودان , و ليس في أمريكا أو إنجلترا أو ألمانيا أو السويد, حيث الظروف أكثر مؤاتاةٍ للبحث العلمي و الكتابة البحثية و الإضافات للعلوم ,و حيث يحوز العلماء على ميزانيات بحث بملايين الدولارات ثم مع ذلك لا يحوز معظمهم على جائزة مثل الجائزة التي حاز عليها دكتور الطاهر الشبلي. و حري بنا القول أن دكتور الطاهرالشبلي يسكن بالجريف غرب و له عيادة متواضعة بشارع السيد عبد الرحمن . و يبدو جليا لكل ناظر أن دكتور الطاهر الشبلي يحب السودان حبا جما رغم ما يمكن أن تزجيه له الهجرة من المال و العلم و الشهرة. و أخال أن مثل الدكتور الطاهر الشبلي بسيرته الذاتية تلك,إذا هاجر إلى أمريكا أو أوربا , فسيكون من العلماء الأثرياء , و سنراه في شاشات الفضائيات الناطقة بالأعجمية قبل العربية , محدثاً في علم طب الأطفال حديثي الولادة و صحة الأمومة , و منظراً يقتدى به فيما برع فيه من علوم و تجارب, و جالسا على كرسي الإفتاء فيما تخصص فيه من علوم, بل سيكون من الأساتذة الممتازين في أعرق الجامعات العالمية.
    إن المساعدات التي يمكن أن يقدمها أمثال الدكتور الطاهر الشبلي لوطنهم لا يمكن أن تبرز للوجود ما لم تسمح الدولة و ولاة أمورها لهم بذلك , بل ما لم تعترف الدولة بأمثاله كعناصر فاعلة في نهضة البلاد و تنميتها و ترقيتها. فمن المعلوم بالضرورة ؛ أن الدول الراقية و الشعوب المتحضرة , تنشئ مراكزا للأبحاث الإستراتيجية , تنضوي تحت سقفها خيرة العقول و نقاوة الضمائر من الخبراء في كل شأن , بغرض وضع سياسات إداراة الدولة في كل منحى : من الإقتصاد و السياسة , مروراً بالصحة و التخطيط و العمارة و العلوم الرياضية و الطبيعية و الصناعة و التعدين و الزراعة , و إنتهاءاً بتنشئة الطفل . هاتيك الدول , تنفق في معظمها ما لا يقل عن 25% من دخلها القومي على التعليم و البحث الإستراتيجي و على رجال هم شاكلة الدكتور الطاهر الشبلي , ترتجي منهم أن يسهموا في أن يجعلوا من بلادهم بلاد خير عظيمة و مهابة , فأين بلادنا من ذلك؟
    و لا أحسب أن دكتور الطاهر الشبلي بتواضعه و ابتعاده عن الأضواء يبحث عن شكر أو مدح أو سلطة , فالرجل قد آتاه الله خيراً مما آتانا , بل نحن الذين نفرح بأن عالما مثل الدكتورالطاهر الشبلي قائم بيننا يأكل الطعام و يمشي في أسواق الخرطوم و بحري و الجريف, فمثل الرجل في بلاد الفرنجة, تضرب حولهم الحجب و تقام بينهم وبين الناس الأسوار , بيد أني أحسب أننا – حكومة و شعباً- نضيّع كما ضيّعنا من قبل – جهابذة من العلماء و المهنيين الأطهار الوطنيين, نذكرهم فقط عندما يأتي (كما نقول) يوم شكرهم , و هو رحيلهم عن هذه الفانية.
    على خلفية ما أوردتُ في قبسة من ترجمة العلامة الدكتور الطاهر الشبلي ؛ أقول لولاة أمور بلدي أن القرار يجب أن يكون مبنياً على رأي العلماء و المهنيين , شأننا في ذلك شأن كل البلاد التي ما تقدمت إلا لإعمال العلم و الخبرة مكان الخطب النارية . و أقول : أما آن لأن يستعين ولاة أمورنا بأولي الأحلام و النهى و بُراة الأقواس من أهل الإختصاص و الدُرْبةِ و الذين هم أصدق إنباءاً بسيوف علمهم و أبعد نظراً من أهل الولاء و التطبيل و المكاء و التصدية ؟ و كيف يحسب ُولاة أمورنا و سُيّاسُنا أن دولة لا تقوم في شان سياستها على رعاية مصالح العباد بإعمال العلم و الرأي و التجربة و تبجيل العلم و العلماء ؛ لن تبقى آمنةً , ناهيك أن تنمو مطمئنة؟
    التحية لك يا دكتور الطاهر الشبلي , و لك الله أيها الوطن.
                  

05-07-2012, 02:08 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 932

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور الطاهر الشبلي , علامة سوداني يحوز جائزة منظمة الصحة العالمية (Re: Husamuddine Ismail)

    Quote: د. الطاهر مدني الشبلي
    علامة سوداني يحوز على جائزة منظمة الصحة العالمية
    في صحة الأسرة
    أ. حسام الدين حسن عباس إسماعيل
    طالب دكتوراه بجامعة الخرطوم [email protected]
    في 21 فبراير 2012 , أخطرت منظمة الصحة العالمية WHO الدكتور الطاهر مدني الشبلي بأن مجلسها التنفيذي في إجتماعه رقم 130 قد قرر منحه جائزتها و ذلك لتفانيه في مجموعة كبيرة من الموضوعات المتعلقة بصحة الأسرة و يشمل ذلك ترقية الرضاعة الطبيعية و الوقاية من مرض نقص المناعة المكتسب HIV و التغذية, و دعته بناءاً على ذلك للحضور لجنيف يوم 24-5-2012 لإستلام جائزته, و إلقاء كلمة على الجمعية العالمية للصحة و التي تتكون من وفود 194 دولة تنضوي تحت لواء الأمم المتحدة .
    ولد دكتور الطاهر الشبلي بمدينة أم درمان في السابع عشر من أكتوبر لعام 1949 ؛ جده لأبيه هو الشيخ الطاهر الشبلي مؤسس مدرسة الهداية بأم درمان في عام 1912 , و هي أول مدرسة أولية أهلية بالنظام الحديث في اسهمالسودان في عهد الإستعمار تخرج منها كثير من الأفذاذ على الزعيم إسماعيل الأزهري قائد إستقلال السودان, و إثنان من أشقاء جده و أحدهم إسمه مدني كانا من الذين استشهدوا في كرري أمام مدافع الإنجليز الكاسرة, و عمه هو الأستاذ أمين الشبلي أحد نقباء المحامين السودانيين السابقين و الذي كان أول وزير عدل في عهد النميري و مندوب السودان الدائم في الجامعة العربية و مساعد الأمين العام لإتحاد المحامين العرب, و جده لأمه هو السيد محمد الباقر بن الشيخ إسماعيل الولي العالم الفقيه و اللغوي البارع و القاضي الشرعي في عهد المهدية , و أحد الذين قام على مناكبهم معهد أم درمان العلمي الذي صار لاحقا جامعة أم درمان الإسلامية , و خاله المباشر هو البروفيسور الراحل المقيم كامل الباقر , مؤسس و أول مدير لجامعة أم درمان الإسلامية وعضو رابطة العالم الإسلامي و نائب رئيس مجلس المساجد العالمي، ورابطة الجامعات العربية، وسكرتير الهيئة الوطنية للدستور الإسلامي الكامل , و جد الدكتور الطاهر الشبلي الأكبر هو العارف بالله الأستاذ الشيخ إسماعيل بن عبد الله الولي , منشئ الطريقة الصوفية الإسماعيلية و هي الطريقة الوحيدة ذات الأصل والجذور السودانية الخالصة, و هو صاحب مؤلفات فريدة في علوم الشريعة و اللغة و التصوف تربو على 97 مؤلفاً, فالدكتور الطاهر الشبلي راضع من ثدي العلم و المجد من كل قِبلةٍ منذ أن كان يافعاً, جوادٌ أدهمٌ أغر أحجل مطلق اليمين انحدر من خيل صافنات .
    تلقى دكتور الطاهر الشبلي تعليمه الأولي و الأوسط الثانوي بمدينة أم درمان, و تخرج حائزاً على الإمتياز و جائزة في طب الأطفال من كلية الطب بجامعة الخرطوم في عام 1973 , كما نال درجة الماجستير من ذات الجامعة في طب و صحة الأطفال في عام 1980 , و درجة الماجستير في الصحة العامة مركزاً على صحة الطفولة و الأمومة من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة في عام 1986. ثم نال درجة الدكتوراة في الطب من جامعة الخرطوم في عام 1992 , مناقشا أطروحته في شأن الأطفال حديثي الولادة منخفضي الوزن , حيث دافع عن رسالته بجامعة أوبسالا بالسويد , ثم نال بعد ذلك عضوية الكلية الملكية البريطانية لطب و صحة الأطفال , ثم أصبح زميلا بذات الكلية مذ عام 2002.
    مارس دكتور الشبلي مهنة طب الأطفال على مدى 38 عاماً , متدرجا خلالها كطبيب إمتياز بمستشفى الخرطوم التعليمي في عام 74 , ثم طبيبا عموميا بوزارة الصحة بجوبا بين عامي 75 و 76, ثم نائبا إختصاصياً بمستشفى سوبا الجامعي في وقت إعداده لأطروحة الماجستير , ثم باحثاً و نائبا إختصاصيا بمستشفى الأميرة ماري لصحة الأمومة بنيوكاسل بالمملكة المتحدة بين عامي 80 و 82 , ثم زائراً للوحدة الدولية لصحة الأطفال بجامعة أوبسالا بالسويد , متلقيا تدريبا متقدماً في علم الأطفال حديثي الولادة, ثم متلقياً دوراتٍ تدريبية و تدريسية في علم الاطفال حديثي الولادة و أمراض النساء بمستشفيات كلية الطب بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة بين عامي 85 و 86 في مدينة بوسطن , ثم باحثا في طب حديثي الولادة بشعبة طب و صحة الأطفال بمستشفى الأميرة ماري بنيوكاسل في عام 88 , ثم باحثا بالوحدة الدولية لطب و صحة الأطفال بمستشفى أوبسالا الجامعي بالسويد , ثم زائراً متدربا على أحدث فنيات علم الأشعة بعيادة شاريتي فيرشو بمستشفى جامعة همبولدت برلين بألمانيا و ذلك في 2005, ثم إختصاصيا زائرا لمستشفى شاريتي ميتي وحدة حيثي الولادة ببرلين و ساعياً لتوطيد سبل التعاون بين مستشفى شاريتي و جامعة الخرطوم و ذلك في أعوام 2006 و2007 و 2008.
    كان الدكتور الطاهرالشبلي أستاذا مشاركا بكلية الطب جامعة الخرطوم و إستشاريا لطب الأطفال حديثي الولادة ثم رئيسا لشعبة طب الأطفال و الأطفال حديثي الولادة بمستشفى سوبا الجامعي , و ذلكم بين عامي 1987 و 1992, و قد أشرف دكتور الطاهر الشبلي خلال هذه الفترة على 24 رسالة دكتوراة و 4 أطروحات ماجستير في مجالات التطعيم و سوء التغذية و الأطفال حديثي الولادة المصابين بالسكري و أمراض الدم و شلل الأطفال و تسمم الأطفال و أعراض عسر التنفس لدى الأطفال و التحصين و إلى ما غير ذلك مما تضيق به الأسطر أمام سيرته الذاتية الناصعة, و لن أنسى أن أقول أن دكتور الطاهر الشبلي تم إختياره في النصف الأخير من عام 2010 من قبل المركز العالمي للسير الذاتية لتكون سيرته الذاتية المهنية إحدى أشهر 100 سيرة ذاتية في العالم في مجال الصحة.
    خلال هذه المدة , شارك دكتور الطاهر الشبلي في عديد من المؤتمرات الصحية العالمية , في شئون الإيدز و طب الأطفال حديثي الولادة و الطب العسكري و صحة الأمومة و سوء التغذية , و له 23 ورقة قدمت في محافل الطب العالمية . كما ألف الباب رقم 66 في كتاب Handbook of Anthropometry ,2012, حيث يحتوي هذا الكتاب على أكثر من 3000 صفحة و ثمنه أكثر من 1000 دولار أمريكي.
    و الناظر إلى الأمر , يستعجب في أن يكون في السودان , القطر المصنف في المجموعة الثالثة من البلدان الأقل نمواً ,عالم مثل الدكتور الطاهر الشبلي , ثم يزداد المرء عجباً , حينما يعلم أن الدكتور الطاهر الشبلي بكل هذه الألمعية البلجاء و الحضور العالمي الراسخ في مجال تخصصه , قد تمت إحالته للمعاش الأجباري بواسطة إدارة جامعة الخرطوم في عام 2009 و هو في أوج عطائه, مخلفأ من ورائه أرتالاً من طلاب الطب و ناشئة البُّحاثِ الذين هم في أشد الحوجة له , فأمثال الشبلي على ندرتهم بالولايات المتحدة و إنجلترا و ألمانيا و اليابان , يتم تعيينهم أساتذة ممتازين مدى الحياة Professors Emeritus بغية استنساخ أجيال من العلماء و الباحثين تلهم عقولهم سياسات الإدارة بالدولة , و تنضح قرائحهم بصياغة الإستراتيجيات الخمسينية و المئية ليس في مجالات صحة الأمومة و الطفولة فحسب, بل في مجالات الإقتصاد و الهندسة و الجيولوجيا و القانون و الإجتماع و الإدارة لتعزيز مصلحة أوطانهم و رفاهية مواطنيهم, و أضراب دكتور الطاهر الشبلي في تلك الدول حينما تبرز أسماؤهم في محافل علمية و مهنية سامقة كتلك , يتم الاحتفاء بهم على مستوى رسمي رفيع قد تصل رفاعتهُ إلى مستوى رأس الدولة , و تصحبهم وفود عالية المستوى لتسلم تلكم الجوائز, و تضج بهم أجهزة الإعلام , و تُجرىَ معهم اللقاءات الصحيفية المرئية و المسموعة بغية تقديمهم للناشئة و أجيال المستقبل , عسى أن يلتمسوا منهم نورا يستضيئون به مشارف الغد , غير أننا و بعد شهرين , لم نسمع إلى الآن أي من المسئولين يعلن على الملأ إحتفاءه بل فخره بالرجل , و لا رغبته في الإستفادة من خبرات الدكتور الطاهر الشبلي و التي هي من صميم ما يحتاجه السودان , فالسودان يحتل المركز العاشر بين 222 دولة في إرتفاع معدل وفيات الأطفال و البالغ 82 وفية في كل 1000 طفل سوداني حسبما صرحت بذلك الإحصاءات التقديرية للأمم المتحدة لعام 2012 , و يحتل المركز الخامس عشر في معدل إرتفاع وفيات الأمهات أثناء الولادة , حيث تتوفى 550 أم سودانية في كل 100,000 أم كما صرح ذات المصدر , و أحسب أن عالماً بهذه الخبرات و الصيت الذائع لن يتوانى أن يقدم يد العون للدولة لحل محنتها تلك التي تقتل أبناءنا و نساءنا.
    و مما يزيد في إثارة العجب , و كثير هو العجب و التعجب , أن دكتور الطاهر الشبلي حاز على كل هذه الجوائز المبهرة و هو يعمل تحت ظروف العمل الصعبة و هو ثاوٍ بين ظهرانينا في السودان , و ليس في أمريكا أو إنجلترا أو ألمانيا أو السويد, حيث الظروف أكثر مؤاتاةٍ للبحث العلمي و الكتابة البحثية و الإضافات للعلوم ,و حيث يحوز العلماء على ميزانيات بحث بملايين الدولارات ثم مع ذلك لا يحوز معظمهم على جائزة مثل الجائزة التي حاز عليها دكتور الطاهر الشبلي. و حري بنا القول أن دكتور الطاهرالشبلي يسكن بالجريف غرب و له عيادة متواضعة بشارع السيد عبد الرحمن . و يبدو جليا لكل ناظر أن دكتور الطاهر الشبلي يحب السودان حبا جما رغم ما يمكن أن تزجيه له الهجرة من المال و العلم و الشهرة. و أخال أن مثل الدكتور الطاهر الشبلي بسيرته الذاتية تلك,إذا هاجر إلى أمريكا أو أوربا , فسيكون من العلماء الأثرياء , و سنراه في شاشات الفضائيات الناطقة بالأعجمية قبل العربية , محدثاً في علم طب الأطفال حديثي الولادة و صحة الأمومة , و منظراً يقتدى به فيما برع فيه من علوم و تجارب, و جالسا على كرسي الإفتاء فيما تخصص فيه من علوم, بل سيكون من الأساتذة الممتازين في أعرق الجامعات العالمية.
    إن المساعدات التي يمكن أن يقدمها أمثال الدكتور الطاهر الشبلي لوطنهم لا يمكن أن تبرز للوجود ما لم تسمح الدولة و ولاة أمورها لهم بذلك , بل ما لم تعترف الدولة بأمثاله كعناصر فاعلة في نهضة البلاد و تنميتها و ترقيتها. فمن المعلوم بالضرورة ؛ أن الدول الراقية و الشعوب المتحضرة , تنشئ مراكزا للأبحاث الإستراتيجية , تنضوي تحت سقفها خيرة العقول و نقاوة الضمائر من الخبراء في كل شأن , بغرض وضع سياسات إداراة الدولة في كل منحى : من الإقتصاد و السياسة , مروراً بالصحة و التخطيط و العمارة و العلوم الرياضية و الطبيعية و الصناعة و التعدين و الزراعة , و إنتهاءاً بتنشئة الطفل . هاتيك الدول , تنفق في معظمها ما لا يقل عن 25% من دخلها القومي على التعليم و البحث الإستراتيجي و على رجال هم شاكلة الدكتور الطاهر الشبلي , ترتجي منهم أن يسهموا في أن يجعلوا من بلادهم بلاد خير عظيمة و مهابة , فأين بلادنا من ذلك؟
    و لا أحسب أن دكتور الطاهر الشبلي بتواضعه و ابتعاده عن الأضواء يبحث عن شكر أو مدح أو سلطة , فالرجل قد آتاه الله خيراً مما آتانا , بل نحن الذين نفرح بأن عالما مثل الدكتورالطاهر الشبلي قائم بيننا يأكل الطعام و يمشي في أسواق الخرطوم و بحري و الجريف, فمثل الرجل في بلاد الفرنجة, تضرب حولهم الحجب و تقام بينهم وبين الناس الأسوار , بيد أني أحسب أننا – حكومة و شعباً- نضيّع كما ضيّعنا من قبل – جهابذة من العلماء و المهنيين الأطهار الوطنيين, نذكرهم فقط عندما يأتي (كما نقول) يوم شكرهم , و هو رحيلهم عن هذه الفانية.
    على خلفية ما أوردتُ في قبسة من ترجمة العلامة الدكتور الطاهر الشبلي ؛ أقول لولاة أمور بلدي أن القرار يجب أن يكون مبنياً على رأي العلماء و المهنيين , شأننا في ذلك شأن كل البلاد التي ما تقدمت إلا لإعمال العلم و الخبرة مكان الخطب النارية . و أقول : أما آن لأن يستعين ولاة أمورنا بأولي الأحلام و النهى و بُراة الأقواس من أهل الإختصاص و الدُرْبةِ و الذين هم أصدق إنباءاً بسيوف علمهم و أبعد نظراً من أهل الولاء و التطبيل و المكاء و التصدية ؟ و كيف يحسب ُولاة أمورنا و سُيّاسُنا أن دولة لا تقوم في شان سياستها على رعاية مصالح العباد بإعمال العلم و الرأي و التجربة و تبجيل العلم و العلماء ؛ لن تبقى آمنةً , ناهيك أن تنمو مطمئنة؟
    التحية لك يا دكتور الطاهر الشبلي , و لك الله أيها الوطن.


    شكرا لك يادكتور حسام الدين، ومرحب بيك فى حوش بكرى الماهل

    ومؤكد ستكون اضافة نوعية للحوش

    والتحية للعالم السودانى الطاهر الشبلى الذى رفع اسم السودان عاليا

    ونتمنى معك أن يتم تقديره وتكريمه المستحق من شعبه ودولته

    تحياتى
                  

05-08-2012, 01:06 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور الطاهر الشبلي , علامة سوداني يحوز جائزة منظمة الصحة العالمية (Re: مهيرة)
                  

05-08-2012, 02:09 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور الطاهر الشبلي , علامة سوداني يحوز جائزة منظمة الصحة العالمية (Re: Red Sea)

    يا سسسلام ياخ علي دكتور الطاهر الشبلي..
    و هذا الاسم محفور في الذاكرة ومنذ ايامات الطفولة وفي مدينة جوبا حيث كان الدكتور الطاهر الشبلي يعمل بها وكانت له عيادة اتذكر احداثيات تكوينها ومدي الازدحام في اروقتهاومعاملته الانسانية الراقية وكنا نحظي بعناية خاصة كونه دفعة خالنا البروف عبدالله عبدالكريم وتخرجا من الجامعة في نفس السنة 1973
    من طب الخرطوم..
    وهذا جيل نادر واصيل ونبيل وقدموا ولايزالو يقدمون للسودان بكل حب وحماس ونبل وتواضع وانحياز حقيقي للانسان السوداني...
    فله التحية والتقدير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de