دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مقال نقدى لتراث حول مسلسل سارة ...................نقلا عن الراى العام
|
عثمان تراث
افادت بعض استطلاعات الرأي ان مسلسل «سارة» الذي تم عرضه خلال شهر رمضان المنصرم في قناتي «دبي» و«النيل الازرق» كان المسلسل الاكثر قبولاً لدى المشاهدين من بين المسلسلات العربية التي عرضتها الفضائيات العربية خلال الشهر الكريم.
وغالباً فان العامل الرئيسي الذي تسبب في القبول الشعبي الذي وجده مسلسل سارة يعود الى الخط الميلودرامي الذي سارت فيه احداث المسلسل. فقد ظل هذا العمل الدرامي يراكم على مدى حلقاته التي فاقت الثلاثين المآسي والمعضلات في مواجهة الشخصية الرئيسية «سارة» التي ادت دورها حنان ترك. الامر الذي اكسب تلك الشخصية تعاطفاً كبيراً من قبل المشاهدين وملأ دواخلهم بأمل وضع حد لتلك المآسي وتحقيق احلام ورغبات البطلة. واسقط احلام وامنيات المشاهدين على تلك الاحلام والآمال.
وبالاضافة الى النمط الميلودرامي الذي اتخذته احداث المسلسل.وهو نمط معروف بقدرته على كسب اهتمام المتلقي العادي واثارة عواطفه. يمكن اضافة اسباب اخرى ثانوية للنجاح الشعبي الذي حققه هذا العمل الدرامي، لعل ابرزها قصة المسلسل التي كتبها وصاغها في شكل سيناريو وحوار مهدي يوسف. وهي قصة تبدو جديدة نوعاً ما على مشاهدي الدراما العربية رغم انها تتناص مع عدة قصص عالمية عن الطفولة المعذبة.
وتحكي هذه القصة عن الطفلة سارة التي ادت بها صدمة نفسية عنيفة الى النكوص الى وضع الجنين في بطن امه لعدة سنوات، ثم بعد شفائها من هذا المرض النفسي على يد الطبيب الشاب حسن «احمد رزق» لتبدأ بعد ذلك استئناف حياتها بنفسية وعقل طفل في جسد فتاة، في مواجهة الكثير من فظاعات العالم المحيط. وتتعرض وهي في هذا الوضع لانواع شتي من الظلم والقهر.
ولا شك ان اداء النجمة حنان ترك لدور سارة شكل عامل نجاح آخر للمسلسل بحكم الشعبية الكبيرة التي تحظى بها هذه الممثلة لما تتمتع به من جمال ذي مسحة طفولية بريئة، ولقدراتها التقمصية الجيدة. وقد زاد من جاذبيتها في هذا المسلسل اداؤها، بنفس بعدها الجسماني كامرأة، لدور طفلة في سنوات الطفولة المبكرة. وهو دور اتسم بغرابة جاذبة للمتلقي وسهل على المشاهدين الوقوع في محبة سارة كطفلة. والاطفال بطبعهم محبوبون وقادرون على كسب التعاطف. فما بالك اذا كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعانون ظلماً وقمعاً كالذي عانته سارة.
ونضيف الى ذلك الاداء الذي قامت به حنان ترك لدور الفتاة الطفلة والذي اعطى المسلسل خفة ظل وبعداً كوميديا تزاوج بشكل ممتع مع الابعاد التراجيدية لقصة سارة ومعاناتها من المرض النفسي ومن الظلم الذي ظلت تواجهه.
ومع كل ذلك نرى ان مسلسل سارة الذي اخرجته شيرين عبادي عانى من العديد من الاشكاليات الفنية والموضوعية.
وبدأت ابرز هذه الاشكاليات في العلاقة بين سارة وطبيبها حسن . لقد كان للتعلق الشديد الذي تعلقته سارة بهذا الطبيب ما يبرره، باعتبار ان حسن كان لها بمثابة الام والاب واللذين تمثلا لها في شخص واحد وجدته امامها ومنحها الرعاية والحب بعد ميلادها الثاني، اي بعد خروجها من الحالة الجنينية التي دخلتها. خاصة ان اسرة الدم التي تنتمي اليها كانت تضج بالمشكلات الاجتماعية، ولا يقدم معظم افرادها لسارة الحب والرعاية اللذين تحتاج اليهما، بل يسعى البعض منهم، مثل خالد وآخرين للاضرار بها ونهب حقوقها. وفي هذه الاجواء نستطيع فهم تعلق سارة المرضي بطبيبها حسن وسعيها للوجود المستمر معه وحلمها بالزواج منه، دون ان نعطي هذا الحب وهذه الرغبة في الزواج من حسن اية ابعاد ايروسية.
لكن وفي المقابل من ذلك فان رغبة الدكتور حسن في الزواج من سارة وسعيه الجاد من اجل تحقيق هذا الزواج يحمل في نظرنا مشكلة اخلاقية تتمثل في سعي شخص سوي ناضج للزواج من طفلة في سنوات عمرها الاولى. فسارة وان كانت فتاة ببعدها الجسماني، فهي تظل طفلة ببعدها النفسي والعقلي.
وقد تضمنت احداث المسلسل كذلك عدداً من الوقائع التي بدت غير مبررة بما يكفي في سياق العمل ككل، الامر الذي وسم المسلسل بشئٍ من السذاجة، ولعل قيام عشيقة خالد «سمية» بتدبير الاعتداء على الدكتور حسن من دون علم خالد وانتحالها في ذلك العمل شخصية «نهى» «زوجة عشيقها» يعد واحداً من الاحداث غبر المبررة. فقد جاء هذا التصرف ساذجا وسهل الكشف ولا يشبه الدهاء الذي تتمتع به «سمية». هذا بالاضافة الى انه لا يخدم قضيتها وصراعها مع زوجة «خالد». رغم ان الاعتداء على «حسن» كان متوقعاً، ولكن كان من الانسب ان يتم بتخطيط من «خالد» او بالاتفاق معه، خاصة ان هذا الاخير هدد بتنفيذ مثل هذا الاعتداء اكثر من مرة.
حنان ترك، ورغم الاداء المتقن الذي ادته في تصوير الكثير من انفعالات «سارة» وخاصة منها انفعالات الخوف والغضب. الا ان اداءها في بعض المشاهد كان يصيبه الفتور، فنشعر في بعض اللحظات ان سارة تعافت اكثر وقربت عقلياً الى عمرها كفتاة، ولكننا نفاجأ بعد ذلك برجوعها، في مشاهد لاحقة، الى نفس سلوك الطفلة في سنوات عمرها الاولى، دون ان تبرر لنا احداث المسلسل هذه المراوحة المربكة. وهذا يحيل الى مشكلة اخرى بناء شخصية سارة، التي كانت آراء «الدكتور حسن» الطبية تشير الى انها ستسير في طريق التعافي حتى يتطابق نموها العقلي مع نموها الجسدي. ولكن احداث المسلسل وتتابع زمنه الى الامام لم يظهر اي نوع مستمر من هذا التقدم في حالة سارة النفسية والعقلية.
بقى ان نشير الى البعد الجسماني لام سارة «رئيفة» التي ادت دورها الممثلة سوسن بدر، فقد بدت هذه الشخصية بالمكياج الذي ظهرت به اكبر بكثير من سنها المتوقع.
ونرى كذلك ان النهاية المأساوية التي آلت اليها احداث المسلسل، والمتمثلة في هزيمة سارة امام جبروت اخوها خالد ونكوصها مرة اخرى الى الحالة الجنينية، لم تكن نهاية موفقة، خاصةً ان المسلسل لم يخل من ابعاد كوميدية واضحة. وقد عرفنا في فن الدراما عبر تاريخه الطويل تقليداً مستحباً يجعل نهاية مثل هذه الاعمال نهاية سعيدة.. وهي نفس النهاية التي تنتهي بها الاعمال الميلودرامية التي ينتمي اليها ايضا مسلسل سارة، واذا وضعنا في الاعتبار ان جزءاً كبيراً من جمهور مسلسل سارة كان من الاطفال، الذين جذبهم اداء امرأة ناضجة «حنان ترك» لدور طفلة ، نستطيع ان نرى حجم المشكلةالتي خلقتها النهاية المأساوية للمسلسل، فمثل هؤلاء الاطفال في حاجة لان ننتصر لهم لقيم الخير، وان
الراى العام 12-10-2006
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مقال نقدى لتراث حول مسلسل سارة ...................نقلا عن الراى العام (Re: mohmmed said ahmed)
|
الصديق عثمان تراث وهو فى خضم الانشغالات العمل من اجل اكل العيش والعمل السياسى والاجتماعى يظل وفيا لعشقه القديم المسرح والدراما ممثلا وكاتبا وناقدا فى هذا المقال يكتب عن مسلسل نال حظة الكبير من الشهرة وجذب جمهورا عظيما من الاطفال قدم عثمان قراءة كاشفة واشار على مواطن الجمال فى العمل وايضا الى سلبيات فى البناء الدرامى والاداء نرجو من الصديق تراث مواصلة مثل هذه الكتابات وياريت برضو لو يكتب عن دراما التلفزيون السودانى المعروضة فى رمضان
| |
|
|
|
|
|
|
|