دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
إذا لم نغضب لمثل هذا فما قيمة المشاعر أصلا !
|
ما أجمل طعم الحرية وخصوصا لمن حرم منها فترة من الزمن أو لمن ذاق طعمها المستطاب. وفي بلادي دفنت الحرية منذ زمن بعيد رغم إرهاصات السلام التي تلوح في الأفق ولكن لا أريد أن أستبق الأحداث فلكل مقام مقال ولكل حدث حديث أو كما يقولون. لكن هل تعني الحرية الاعتداء والإساءة لمعتقدات البشر ؟ وخصوصا عندما يكون هؤلاء البشر يمثلون أغلبية في بقعة ما ! وفي العصر الحالي مرت كثير من القضايا التي تتضارب فيها الحرية مع الإساءة لمعتقدات البشر ؛ ولم أجد دولة واحدة تقول أن الأمر يتعلق بالحرية وللكاتب الحق في كتابة ما يكتب أو ينشر ما ينشر دون قيد أو شرط . وكذلك أي مؤسسة بما فيها سودانيز أونلاين تحمي نفسها بمبادئ أساسية منها " ما ينشر في هذا المكان مسؤولية الكاتب " وهكذا يجب أن نتحلى بالمسؤولية وإلا لاختلط الحابل بالنابل واختلطت الحرية بالفوضى.
وقد يكون بعضكم سمع كما سمعت قبل فترة عن المسرحية التي عرضت في مدينة لندن والتي اعتبرتها طائفة من السيخ مسيئة لمعتقداتها مما حدى بالمسئولين بايقافها فورا. لماذا أوقفت المسرحية ؟ لأنها تسئ الى معتقدات السيخ ، رغم قلة عددهم في المجتمع الانجليزي الا أنهم حتما جزء لا يتجزأ من المجتمع. ومثال آخر هو الفيلم المشهور الذي يصور المسيح بطريقة تتنافي مع ما يعتقد بعضهم ورغم التكلفة العالية لإخراج هذا الفيلم إلا أن بعض الدول الغربية لم تتهاون أبدا في إيقاف هذا الفيلم لما له من أثر سئ على مشاعر كثير من الناس . وأذكر أن أحد أخوال أمي كان مشجعا لفريق المريخ ودخل عن طريق الخطأ مقصورة الهلال وبدأ يهتز ويهتف كلما راوغ كما ل عبد الوهاب أحد مدافعي الهلال ، وما مرت لحظات إلا وأخذ علقة ساخنة واذا برجل عجوز يتدخل وظن خالي هذا أن التدخل لصالحه ، ولكن هيهات وإذا بالرجل الرشيد يريد أن يأخذ نصيبه في ضرب خالي ، وأنا هنا لا أريد أن أبرر هذه الأعمال ولكن أريد أن أقول أننا لايمكن تجاهل مشاعر الناس بدعوى الحرية والديمقراطية من أجل إرضاء فئة قليلة لا يهمها مشاعر الآخرين. أذكر و أنا طفل صغير دون العاشرة فاذا بفتى يسب أبي ودون أن أشعر وجدت نفسي أتعارك معه رغم تفوقه علي سنا وحجما ؟ وعندما كبرت حاولت أن أجد عذرا لهذا الشخص رغم أنه كان راشدا لكنني لم أجد له عذرا إلى الآن ؟ فأنا أحب أبي ولا أعتقد بأنه شخص كامل إنما هو رجل كعامة البشر ولكنّي أحبه لما له من فضل علي ولا أقبل ولا ولن أسمح لأي كائن من كان أن يسبه أو يتعرض له ، فهل لشخص أن ينتزع مني مشاعر الحب هذه ؟ لا أظن ! وأنا متأكد جدا الآن اذا سبني أحدهم أو قلل من مكانتي لأولادي فلن يقبل أصغرهم الذي لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات فما بالك بالبقية الذين أخذوا دروسا في فنون القتال . وقد أجد مبررا لأولادي بسبب الاستفزاز الذي تعرضوا له ولكن لا أجد أي مبررا لمن يسبني أمام أولادي . وكذلك قانون العقوبات كما يعلم معظمنا له اعتبارات خاصة لحالات الاستفزاز ، والاستفزاز يلعب دورا كبيرا في تخفيف العقوبات ، مما يشير الى أن القانون يضع اعتبارا خاصا للمشاعر ، والا فما جدوى القوانين أصلا ان لم تضع مشاعر الانسان في حسبانها . وفي التراث الاسلامي كثير من الآيات والأحاديث التي تنهانا أن نسب أبا أحد حتى لايسب هذا الشخص أبانا . ونهانا القرآن كذلك أن نسب الذين كفروا عدوا بغير علم حتى لا نفتح لهم بابا لأن يسبوا مقدساتنا. والشعب السوداني منذ زمن بعيد أشتهر بحبه الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمدائح النبوية و القصائد التي تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم في السودان لا تحصى ولا تعد ، ولو ظل أهل الأرض يكتبون في مدحه مذ مولده الى يوم القيامة لما وفوه حقه ، ويكفيه مدح ربه له " وانك لعلى خلق عظيم " ( القلم) . والمتابع لسيرته والسابر لأغوارها لوجد أن هنالك كثير من الصفات التي تدعوا لحبه ، وهذا فقط من قراءة السيرة ما بالك لو كنت من أصحابه ، و الأمثلة كثيرة في حلمه ، حبه ، مزحه ، حكمته ، بلاغته ، ولا أستطيع أن أوفيه حقه وهو حقيقة ليس بحاجة لأن أكتب عنه فسيرته تكفي وكما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها تصف خلقه صلى الله عليه وسلم " كان خلقه القرآن" . فهل هنالك من مبرر لشخص مهما كان أن يأتي بمقال يعرض بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهل هنالك من مبرر لمسلم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرضى بأن يسب الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن ينفعل ، فأين ذهبت المشاعر ، وما قيمة المشاعر أصلا إذا لم ننفعل ونغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم . بالتأكيد انه لأمر مؤسف ويدعو للحسرة أن تقرأ أو تسمع شيئا يسئ إلى مقدساتك بغض النظر عن دينك أو لونك أو جهتك فالأمر جلل ويهيج مشاعر الغضب وقد يصل بالبعض الى ما لا تحمد عقباه ! وما أكثر ما نسمع هذه الأيام من ألوان الأذى وليس تدنيس المصاحف في جوانتنامو ببعيد ، فبعد كل هذا نطالب بالصبر ، أليس من الحكمة أن نطالب الطرف الآخر بكف الأذى أصلا وتنتهي المشكلة . فالله الله في مشاعر الناس ، الله الله في مقدسات الناس ، الله في معتقداتهم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
[blue/]
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إذا لم نغضب لمثل هذا فما قيمة المشاعر أصلا ! (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
شكرا أخي سبيل على المرور وشكرا لتلبية الطلب في مدحه صلى الله عليه وسلم وأستعير بعض الأبيات التي تعجب أحد أخوتي وهي قول حسان بن ثابت رضي الله عنه . أمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سـواءُ
فإن أبي ووالدتي وعرضي لعرض محمد منكم وقاءُ
لساني صارم لا عيب فيه وبحري لا تكدره الـدلاءُ
أشكرك مرة ثانية على المرور وقد قمت بحفظ القصيدة في سطح المكتب أتمنى أن أحفظها في الراس .
| |
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|