|
عن يوم الشعر العالمي في البحرين
|
البحرين تحتفل باليوم العالمي للشعر على طريقتها
ياسين عدنان (المغرب)
الذين يعتقدون أن لا صوت يعلو هذه الأيام على محركات سيارات فورمولا واحد في البحرين مخطئون، لأنهم ببساطة لا يقدرون كم كان الهمس الشعري كبيرا في احتفالية اليوم العالمي للشعر التي توالت على امتداد خمسة أيام في أكثر من فضاء في مدينتي المنامة والمحرق وذلك مابين 20 آذار (مارس) الجاري و 24 منه. ولأن الشعر صار اليوم أكثر تشبثاً بصداقة التشكيل، أعلن وزير الاعلام البحريني نبيل بن يعقوب الحمر انطلاق الاحتفالية بافتتاحه معرضاَ تشكيلياً مشتركا في مركز الفنون للفنانين عباس يوسف وعبدالجبار الغضبان اشتغلا فيه على نص شعري لقاسم حداد تحت عنوان (أيقظتني الساحرة). وكان واضحاً من لوحات المعرض أن الفنانين لم يكونا معنيين كثيراً بخلق معادلات بصرية للصور الفاتنة التي يتضمنها نص قاسم حداد الجديد، بقدر ما حاولا كل بأدواته الفنية الخاصة مطاردة ساحرات من ظل ولون، من كتل وفراغات. بعد الافتتاح انطق الحفل الرسمي بكلمة اليونسكة في مناسبة اليوم العالمي للشعر وألقاها ابراهيم بوهندي رئيس أسرة الأدباء و الكتاب في البحرين. وقامت أسرة الأدباء والكتاب بعد ذلك بتكريم اثنين من أهم أعضائها وأكثرهم حضوراً في المشهد الشعري البحريني، وهما الشاعرة حمدة خميس والشاعر علي عبدالله خليفة اللذان تسلما من وزير الإعلام درع الإبداع في هذه المناسبة. أما الفقرات الأخرى فجاءت تكريماً عميقاً وغير مباشر لدينامية شاعر البحرين الكبير قاسم حداد، فأعلن أولاً عن الانطلاقة الجديدة لموقع (جهة الشعر) الالكتروني الذي يشرف عليه قاسم خصوصا بعد الدعم التشجيعي الذي حصل عليه الموقع أخيراً من (بنك البحرين والكويت). وقدم عبيدلي العبيدلي عن شركة النديم لتقنية المعلومات تقريا إحصائيا عن الموقع أكد فيه أن معدل عدد زوار (جهة الشعر) ارتفع الى 75 ألف متصفح يومياً، أما عدد الزوار الجدد فبلغوا 74 ألف زائر. وأعلن عن انطلاق مشروع آخر يشرف عليه قاسم حداد ومع الشاعر الأسباني أنطونيو أنريكي، وهو مشروع أنطولوجيا الشعر العربي الحديث بالأسبانية الذي يحظى بدعم من وزارتي الثقافة في أسبانيا و البحرين. جاء في الورقة التقديمية لهذه الأنطولوجيا، ان الفريق الذي يسهر على إنجازها لا يريدها " مجرد تجميع للنصوص وحشد أسماء، بل نطمح من خلالها - تقول الورقة- الى اجتراح فسحة للحوار بين شعريتين صديقتين، فالشعراء العرب سيحضرون في الأنطولوجيا عبر قصائدهم و أوراق تهجس برؤاهم الشعرية الخاصة، فيما سيحاور كل شاعر أسباني زميلا له من الضفة الأخرى عبر قراءة قد تكون نقدية صارمة وقد تأخذ شكل حوار حميم أو سفر في قلق شعري مشترك".
وبعد تقديم مشروع الأنطولوجيا تواصلت هذه الفاعليات التي نظمها (قطاع الثقافة والتراث) في وزارة الإعلام بأمسية شعرية أحيتها الشاعرة الأسبانية الأندلسية بيلين خواريث الى جانب المغربي ياسين عدنا وقدمها الشاعر و المترجم يعقوب المحرقي. ثم عاد شعراء البحرين الى المنصة من خلال أمسيتين متتاليتين نظمتهما أسرة الأدباء وذلك بمشاركة كل من حمده خميس، أحمد مدن، كريم رضي، أحمد العجمي، ليلى السيد، إيمان أسيري، نبيلة زباري، علوي الهاشمي... ويبدو أن (المحرق) رفضت أن تترك العاصمة تستأثر وحدها ببهجة الشعر، لذا بادر مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة في هذه المدينة الصغيرة الشبيهة بأصيلة المغربية الى تنظيم أمسية شعرية لقاسم حداد بمصاحبة على العود للفنان محمد حداد، هذا "الصديق الذي يأخذ هيئة الابن" كما وصفه قاسم حداد بداية الأمسية. وعلى رغم أنه راكم الكثير من الإنجازات الفنية اذ ألف موسيقى بعض الأفلام والمسرحيات المحلية وشارك في الكثير من المهرجانات، فهو ظل دائماً يتهيب المشاركة في أمسية واحدة مع صديقه الكبير ووالده قاسم حداد. ولكن يبدو أن محمداً لن يتهيب بعد الآن بعد أن أثبت خلال الأمسية أن موسيقاه ليست أقل قيمة من شعر والده. في البحرين هذه الأيام لم يترك الشعر فتنة إلا أيقظها. أما الموسيقى والتشكيل فزايدا علي بفتنة جديدة ستقوده حتماً نحو المزيد من الشغف.
جريدة الحياة لندن -30 مارس 2004 عن www.jehat.com
|
|
|
|
|
|