كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 مواقف أطالت عمر النظام.....
|
حتى 6 أبريل 1985 كان إسم التنظيم الإسلامى فى السودان الإتجاه الإسلامى وكانت عضويته محصورة فى المدارس والجامعات...
انطلقت الدعوة لتوسيع قاعدة التنظيم بعد الإنتفاضة لتضم كل من أراد الإنضمام له وتغير الإسم للجبهة الإسلامية القومية...
كان قادة التنظيم الإسلامى قريبين من المجلس العسكرى والقوات المسلحة عموما فى الفترة الإنتقالية واستطاعوا أن تستميلوا معظمهم فى تلك الفترة..
وكان التنظيم جاهزا من الناحية المالية والتنظيمية لما كسبه من تعاونه مع نميرى..
جاءت الإنتخابات ووجدت الأحزاب كلها فى دوامة أدت لنزول أكثر من مرشح للحزب الواحد فى كثير من الدوائر مقابل مرشح واحد للجبهة الإسلامية القومية..
أدى ذلك لحصول الجبهة على 55 مقعدا لم تكن تحلم بها حتى أسبوع قبل الإنتخابات..
داخل الجمعية التأسيسية استطاعت الجبهة باسم الدفاع عن الشريعة كمكسب شعبى أن تستميل كثيرا من أعضاء الإتحادى الديمقراطى وحزب الأمة واذكر العم على محى الدين الفائز عن دائرة عطبرة وفى إحدى كلماته المعدودة فى الجمعية التأسيسية حين وقف منفعلا وقال: نريد تطبيق الشريعة الإسلامية فى الجنوب نفسه..
ونجحت الجبهة الإسلامية فى مشروعها التحريضى لتجبر أعتى العلمانيين أن يتواروا وراء قوانين سبتمبر حتى لايتهموا بأنهم ضد الشريعة الإسلامية مما جعل النائب الجنوبى يوهانس أكول يقول: نحن مابنقول ماعايزين قوانين سبتمبر ولكننا بالواضح بنقول ماعايزين تطبيق الشريعة الإسلامية وندعو لفصل الدين عن الدولة!
بعد ذلك عرفت الجبهة الإسلامية كيف تلعب على حبلى الإتحادى الديمقراطى وحزب الأمة وتستفيد من خلافاتهما وزعزعة الثقة بينهما..
ثم انطلقت نحو الشارع رافعة نفس الشعار ومحذرة من التراخى فى شئ من" كتاب الله" فاستقطبت كثير من مشايخ الطرق الصوفية بأتباعهم بما فى ذلك قواعد الأنصار والختمية مما حصر الحزبين الكبيرين فى أضيق زاوية, جعل أكبر تنازل للميرغنى الموافقة على تجميد قوانين سبتمبر حتى يبت فيها المؤتمر الدستورى وذلك عند اتفاقه مع قرنق.
أما الصادق المهدى فقد ظل متأرجحا بين مافعله الميرغنى والهواجس والمخاوف التى يبثها قادة الجبهة الإسلامية فى روعه مع مد أمل التحالف معه وتقويته..
فى هذا الأثناء استحوذت الجبهة الإسلامية على رجال المهدى فى الأمن والإستخبارات العسكرية وقيادة الجيش وسعت حثيثا فى تنفيذ انقلابها حتى أنجزته بأقل الخسائر فى الوقت الذى انشغل فيه وزير الداخلية ورئيس الوزراء بالتراشق مع جنرالات القوات المسلحة ومذكرتهم الشهيرة وانتشارهم فى مداخل العاصمة ومخارجها..
وجاء 30 يونيو 1989 م ببداية عهد دكتاتورى فى السودان.
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مواقف أطالت عمر النظام..... (Re: Balla Musa)
|
استعجل قادة المعارضة, والذين مهنتهم السياسة, الخروج من السودان والتعويل على العمل الديبلوماسى فى محاصرة النظام وإسقاطه..
لم ينجحوا رغم أزمة الخليج التى أتت مبكرة على النظام فى السودان ووقف فيها موقفا غير ناضج بل وقاتل إن وجد من يستثمره حتى بعد هزيمة صدام وخروجه من الكويت ومحاصرة النظام..
ظل النظام يعتمد على أعضاء التنظيم العالمى فى الخليج لتخفيف تبعات موقفه فى العراق, وأظنهم نجحوا على الأقل فى تحجيم دعم دول الخليج للمعارضة فى الرجوع للحكم..
نجحوا فى الحصار الإقتصادى على الخرطوم من قبل الغرب مما جعل الحكومة تتجه شرقا نحو النمور الآسيوية والصين وقد استطاعت تخفيف حدة الحصار الإقتصادى واستمرت حتى تحولت لدولة منتجة للبترول..
جاءت أحداث سبتمبر 2001 وعلى غير ما تشتهى المعارضة استثمرتها الحكومة بمهارة عالية باعت فيها كل ما تخيله المعارضون غال على الخرطوم..
ربما بعد أحداث سبتمبر استدركت المعارضة أن الإسلاميين فى الخرطوم شعارهم ليس الدين ولكنه السياسة فى أبلغ فجاجتها التى تفوق الميكيافلية..
فى ذلك الحين تمركزت المعارضة فى القاهرة تحت جناح أعتى جهاز أمن دولة واستخبارات عسكرية لاتسمح بتحرك أى قائد معارضة أو أى عمل سياسى أو إعلامى بدون إذن مسبق, بل وحضوره!
وذهب العمل المسلح لأرتريا ونظامها الأعتى فى الدكتاتورية, وهو النظام الذى ساعدت الحكومة فى الخرطوم فى وجوده ثم انفصاله من اثيوبيا..
هذا النظام الذى اختلف مع الخرطوم تحت إغراء أمريكى سرعان ما أبطلت الخرطوم مفعوله..
عندها بدأت محادثات السلام مع فصائل المعارضة تحت ضغط دولى وإقليمى جعل الجميع يرضخ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مواقف أطالت عمر النظام..... (Re: Balla Musa)
|
نجحت المعارضة فى تجميع معظم قواها تحت لواء التجمع الوطنى الديمقراطى..
ونجحت الحكومة فى إعادة جميع علاقاتها مع دول الخليج مستثمرة مفاصلتها مع الترابى وفصيله بعد أن حملتهم كل تبعات طيش موقفها..
بدأ العمل بالقطاعى بين الحكومة والمعارضة..
بعد أن "اهتدى" قائد حزب الأمة عاد بجماعته من بوابة جيبوتى وفى جيبه قائمة طويلة من الوعود من الحكومة..
وآثرت الخرطوم أن تجلس منفردة مع الحركة الشعبية وقد نجحت فى إقناع دول الإيقاد وأمريكا والإتحاد الأوروبى لتفصل رأس المعارضة عن جسدها وتحتفظ بماء وجهها فى تطبيق الشريعة فى الشمال..
ثم جاءت إتفاقية القاهرة بضغوط دولية عربية (خصوصا مصر الدولة المضيفة) ورجع الجميع بقائمة من الوعود أطول من قائمة إمام الأنصار..
وبعد أن أدخلت الجميع فى "شوال الدقيق" طفقت تخرج رأسا لتنطح به الرأس الأقرب له حتى زرعت الريبة فى كل واحد تجاه الآخر..
ثم ظهرت كارثة دارفور
ثم الحركات المتعددة التى تحمل السلاح..
ثم سيناريو المحادثات بالقطاعى لتدخل زيد القصر وتخرج عبيد منه..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مواقف أطالت عمر النظام..... (Re: Balla Musa)
|
ولاننسى الدور الذى لعبه النظام الأريترى فى تخذيل المعارضة المسلحة وتفشيلها بعد أن عادت علاقة أفورقى بالخرطوم..
الجدير بالذكر أن أفورقى وهو رئيس كانت زوجته وأبناؤه يعيشون ويدرسون فى الخرطوم ويزور الخرطوم لاكرئيس ولكن كأب يزور أسرته, والحكومة اعتادت ترسل له عربة من القصر ليسلمه السواق المفتاح ويرجع. عرباته الرئاسية المصفحة فى أسمرا من أموال الشعب السودانى هدية من حكومة الخرطوم..
ونفس القياس يذهب على إدريس دبى الذى دخل انجمينا بدعم فعلى من القيادة الغربية التابعة لقوات الشعب المسلحة..
وهذه علاقات يجب أن يدركها قادة الحركات المسلحة, فإن غضب دبى وأتى بهم اليوم سيبيعهم غدا عندما تستسمحه الخرطوم والعايز يعرف يسأل التجانى آدم الطاهر واحمد شنيتى!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مواقف أطالت عمر النظام..... (Re: Balla Musa)
|
هل الحكومة بهذا الذكاء لتبقى؟
لا أعتقد فكثير من الذكاء قاتل ولكن الحكومة خدمتها ظروف داخلية وإقليمية ودولية كثيرة بالإضافة للعقلية المكيافلية لمفكريها..
الحكومة ليست صاحبة مواقف ولاصاحبة مبادئ والآن السودان بحجمه الحالى يعتبر ضيعة للحركة الإسلامية العالمية ويدار من الخارج بتنفيذ سودانى..
والأمر ذاهب الى وجود حكومات يسيطر عليها إسلام مدجن ومتعاون مع أمريكا ويحاول خلق موازنة مع الصين كقوة عالمية أحادية محتملة فى المستقبل..
أما المعارضة فلم يكن مطلبها الحقيقى إيجاد نظام ديمقراطى يكفل الحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة!
فعند التفاوض مع الحكومة هناك طريقين:
إما أن تطالب بالمشاركة فى السلطة والثروة
أو تطالب بإطلاق الحريات لحزبك ولغيرك ( حرية التعبير والإضراب والتظاهر) وإلغاء قانون الطوارئ..
فنيفاشا مثلا كان يمكن أن تكتفى الحركة الشعبية بوقف إطلاق النار و الإحتفاظ بالجيش وإطلاق الحريات وإلغاء قانون الطوارئ وإلغاء الشريعة فى الجنوب والعاصمة القومية
ثم يأتى قادة الحركة الشعبية للخرطوم وجوبا لتطبيق هذا الأتفاق على أرض الواقع..
ولكن الحركة الشعبية غرقت فى تفاصيل السلطة والثروة والتى لم ينل منها حتى الجندى فى الحركة شيئا ناهيك عن المواطن الجنوبى, مع العلم أن الحركة كانت حركة لتحرير كل السودان!!
حزب الأمة صار كل دوره المناورة بين المعارضة والحكومة وإمام الأنصار الذى دعا للجهاد المدنى اختبرت الحكومة هذه المقولة قبل خروجه من السودان مهتديا ومنعته من إمامة أنصاره فى إحدى الجمع..
لا أقول لم يحاربهم من أجل الصلاة ولكنى أقول لم يركب عربته أو حصانه ويتوجه نحو المسجد ليرى ماذا سيفعلون!!
الأحزاب المتبقية من جسد التجمع رجعت لتصمت
وكان يمكنها أن تتعاهد مع الحكومة والقوى الدولية والإقليمية على مطلب واحد هو ألا تصمت وألا تكمم الحكومة فمها!!
اتفاقية أبوجا حول السلطة والثروة والتى اختزلت فى مقعد مستشار رئيس جمهورية, وثروة لم ينلها المحاربون الذين عادوا للخرطوم مما جعلهم فى حالة استياء وهياج أدت بهم لمواجهات مع الشرطة وقائدهم مع الرئيس حتى سئم!!
وأيضا لم يضف شيئا لقضية الحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة وحتى فى الثروة لم يجلب تعويض للمتضررين من أهل دارفور ولم يحرك ساكنا!!
وآخرها اتفاقيات الدوحة التى لم تخرج من سياق السلطة والثروة..
وبالتأكيد الثروة لن ينال منها مواطن دارفور شيئا..
والحركة الشعبية قطاع الشمال حدث ولاحرج كذلك نضال من أجل السلطة والثروة..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مواقف أطالت عمر النظام..... (Re: Balla Musa)
|
نعم كل سودانى من حقه أن يسعى للمشاركة فى السلطة والثروة ولكن ليس بهذه الفجاجة والسذاجة..
ولايجب أن يأتى من القادة السياسيين وقادة الحركات المسلحة الذين يستثمرون بهذا الفعل معاناة قواعدهم وشعبهم..
ولايجب أن يضع القائد السياسى نفسه فى وضع من يتسول مقعد أو مرتب من حقه المسروق..
القائد السوى القوى هو من يعرف أن الحق يجب أن يرجع أولا لأصحابه, ويسلك نحو ذلك كل السبل لاسيما السلمية ولاينسى ذلك حتى فى اتفاقيات السلام التى يمليها الواقع المحلى والإقليمى والدولى..
مطلب واحد يوفر حرية التعبير يمكن أن يأتى بالسلطة والثروة وبحقها لاتسولا..
لو وفر هؤلاء القادة اتفاق واضح قوى ومتين ومحروس بكل الضمانات الدولية كفل للمواطن حق التعبير بكل أشكاله لكان ذلك كافيا حتى وإن جلس بعده القادة فى منازلهم وتفرجوا على الشعب من شرفة المشاهدة!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مواقف أطالت عمر النظام..... (Re: Balla Musa)
|
اخونا فى الله الكوز المايوى بلة موسى العريس الذى جرتقه نميرى معلوماتك للاسف عن عن حصول الكيزان
على 55 دائرة خاطئة و بعدين لازم توضح هل هى دوائر خريجين و لا دوائر جغرافية طبعا دوائر خريجين
مزورة و عددها 52 دائرة و هذه الدوائر تحصلوا على اغلبيتها من الصناديق التى اتت من الخارج بمساعدة
سفارات سوار الدهب الكوز الخائن لذا يا كوز يا مندس عندما تاتى بكلام زى دا حقو ترجع لكتيب اتنخابات 1986 .
ولعلمك الدائرة الجغرافية الوحيدة التى كان يحلم بها اخوانك فى الله هى دائرة الصحافة والتى كان مرشحهم
فيها ابو العفين الترابى و التى خسرها بقوة منافسه الاتحاد الاستاذ حسن عبدالقادر عشان كدى ما فى كوز جغرافى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مواقف أطالت عمر النظام..... (Re: صديق مهدى على)
|
يا دكتور اهم موقف اطال عمر الجماعة ديل و جا في توقيت سليم هو المفاصلة و زحلقة الترابي و شييلو وش القباحة
بعد تسعة وتسعين تغيرت صورة السودان كمركز للتطرف و القاعدة و الجهاد لدى الغرب - الغرب الرسمي اعني مخابرات و دوائر صنع قرار
تخيل لو كان جات حداشر سبتمبر ولسة الترابي مسيطر والمؤتمر الشعبي الاسلامي العالمي وما ادراك ما بن لادن في البلد
امريكا مع هيجتها ديك كانت بهدلتنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مواقف أطالت عمر النظام..... (Re: محمد البشرى الخضر)
|
عليك نور ياود البشرى
فعلا هذا الموقف كان له أثر كبير فى خلق دعم دبلوماسى للحكومة أدى للضغط على المعارضة..
المعارضة يمكن نقول أجبرت على السلام ولكنها أكيد لم تجبر على تركيز التفاوض على السلطة والثروة مما يجعلها فى أعين الكثيرين معارضة غير مبدئية فيما يتعلق بشأن الحرية والديمقراطية!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مواقف أطالت عمر النظام..... (Re: Balla Musa)
|
Quote: ولعلمك الدائرة الجغرافية الوحيدة التى كان يحلم بها اخوانك فى الله هى دائرة الصحافة والتى كان مرشحهم
فيها الترابى* و التى خسرها بقوة منافسه الاتحاد الاستاذ حسن عبدالقادر عشان كدى ما فى كوز جغرافى |
طالما أن المسألة تتصل بالتوثيق أنبه الأخ صديق بأن المرشح في الدائرة المعنية
هو الأستاذ حسن شبو المحامي الذي كان في الأصل من منسوبي الحزب الإتحادي الديمقراطي
الذي قرر ترشيحه بدائرة الصحافة عوضا عن دائرته الأصل بالقرير وقد دعمته القوى الديمقراطية
في مواجهة الترابي وفاز عليه لينجز السقوط الثاني في تاريخ الترابي الإنتخابي .
إزيَّك يا د. بله يا مايوي.
-
*
ألتمس العذر من الأخ صديق على عدم أمانتي في الإقتباس بإزالة ما وصف به الترابي غض النظر عن رأيي فيه.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Balla Musa
سفيان بشير نابرى
صديق مهدى على
محمد البشرى الخضر
الشفيع وراق عبد الرحمن
محمد المرتضى حامد
قيقراوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست