|
|
 رسالة إلى المتعافي .. قرصة في الأذن تصحي الغافل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أسأل الله تعالى أن يرحم قتلى حادث طائرة المتعافي .. وأن ينزلهم منازل الشهداء وأن يخلفهم في أعقابهم بخير .. إنه ولي ذلك والقادر عليه
رسالة إلى عبد الحليم إسماعيل المتعافي ... وزير الزراعة بجمهورية السودان
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم .. فاتحة سورة الأنبياء:
بسم الله الرحمن الرحيم
( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ( 1 ) ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ( 2 ) لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ( 3 )
ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين , وأقلهم من يجوز ذلك
الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 115
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أيها المتعافي: أسأل الله تعالى أن يعافيك من حقوق العباد .. ومن ظلم العباد ومن الحكم بالظلم وبغير شريعة الله تعالى
أيها المتعافي: لحظة واحدة وكان الموت منك أقرب .. لحظة واحدة وكنت ستنتقل إلى الجانب الآخر .. لحظة واحدة وكنت سترحل من دار الفناء (الدنيا) إلى دار البقاء (الآخرة) .. لحظة واحدة وكانت قيامتك ستقوم .. فمن مات فقد قامت قيامته ..
أيها المتعافي: لحظة واحدة هي وبعدها كان سيكون اسمك متبوعا بعبارة: ( الله يرحمو ) ولا تدري وقتها ْأنت من المرحومين أم من المعذبين .. لحظة واحدة يا متعافي ولكنها لم تأت لأن الله سبحانه وتعالى شاء ألا تأتي .. لحظة واحدة لم تأت يوم سقوط الطائرة ولكنها لا شك ستأتي كما أخبرنا بذلك ربنا تعالى حيث قال: ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).
أيها المتعافي: الموت حق على جميع ساكني هذه الدنيا حتى نبينا صلى الله عليه وسلم جاءه الموت، فقد قال له مولاه تعالى: ( إنك ميت وإنهم ميتون * ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) .. ولو كان أحد ينجو من الموت لكان أولى بذلك حبيب الله عليه الصلاة والسلام .. ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون )
أيها المتعافي: يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أعمار أمته ما بين الستين والسبعين وأنه قل من يتجاوز ذلك .. وبحسب تقديري البسيط فإنك قد اقتربت من الستين أو لعلك قد تجاوزتها .. أي أنك قد دخلت في بداية نهاية العمر الافتراضي .. فمن بلغ الستين فقد بدأ العد التنازلي لحياته ومن بلغ السبعين فقد انتهى عمره الافتراضي ويجب عليه أن ينتظر الأجل والذي قد يأتي قبل أو بعد ذلك ..إذن يا متعافي انتبه واحذر احذر يا متعافي .. فأنت على شفا حفرة من القبر .. فمهما عمرت في هذه الدنيا فستنتقل منها ولا بد.
أيها المتعافي: دارك بعد الموت هي التي كنت تبنيها قبله حيث أنه:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه *** وإن بناها بسوء خاب بانيها
فاتق الله تعالى في حقوق العباد فهي ثقيلة في ميزان الله تعالى .. يتحدث الناس كثيرا عن مخالفاتك المالية وأكلك لحقوق العباد وعن استيلائك على أراضي المزارعين وعن الكثير الكثير من السياسات التي اتبعتها لتسخر موارد الدولة وموارد الضعفاء لصالحك الشخصي .. ووالله إن ذلك من الحمق بمكان ومن نقصان العقل .. فإنك مهما جمعت في هذه الدنيا فأنت لا بد راحل .. تجمع وتجمع المال يا متعافي لا تتمتع به كله ويوم القيامة تحاسب عليه كله.
يا متعافي: مهما جمعت من مال كم سيبلغ؟؟ أرأيت الأمير سلطان الذي جمع 283 مليار دولار .. رحل من هذه الدنيا بهذا المال الكثير الذي يساوي ميزانيات دول بأكملها لسنوات طويلة .. فماذا أفاده؟؟ أخذ هذا المال كله وسيحاسب عليه كله !! وأنت مهما جمعت من مال فلت تنفقه في هذه الدنيا لن تنفق إلا جزءا صغيرا جدا ولكنك ستحاسب عليه.
يا متعافي: 1 - استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني أسد ، يقال له ابن الأتبية ، على صدقة ، فلما قدم قال : هذا لكم وهذا أهدي لي ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر - قال سفيان أيضا : فصعد المنبر - فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ( ما بال العامل نبعثه ، فيأتي فيقول : هذا لك وهذا لي ، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى أم لا ؟ والذي نفسي بيده ، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته : إن كان بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ) . ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه : ( ألا هل بلغت ) . ثلاثا .
الراوي: أبو حميد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7174
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
هل تستطيع أن تأتي يوم القيامة وأنت تحمل على رقبتك آلاف الأفدنة الزراعية؟؟؟ وآلاف المواشي؟؟ وملايين من حقوق المواطنين البسطاء؟ هل تطيق ذلك؟ هل تستطيع ذلك؟؟ والله إن الدنيا حقيرة ولا تساوي هذا التكالب عليها .. تذكر يا متعافي أن الموت كان قريبا منك .. تذكر أنه سيزورك مرة أخرى .. تذكر ذلك وأعد لذلك اليوم .. تب إلى الله تعالى وتحلل من حقوق العباد واطلب من الشعب السوداني أن يسامحك بعد أن تعيد له حقوقه حتى تذهب إلى الآخرة خفيفا من حقوق الناس.
أيها المتعافي: عافاك الله تعالى فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل، وآخر ما أختم به هذه الموعظة لأحد الشيوخ:
Quote: التحذير من الغفلة عن الآخرة والركون إلى الدنيا
فيا ويلك يا من تترك كل هذا النعيم، وتجادل عن جيفة طلابها كلاب، فالملك يدعوك إلى جنانه وأنت مقيم على الجيف وتقول: والله لآخذنها، فنعيم أنت راحل إليه في كل لحظة أحق بالعمل له من نعيم خراب أنت راحل عنه في كل لحظة. يقول ابن القيم : فوا أسفاه وواحسرتاه! كيف ينقضي الزمان وينفذ العمر والقلب محجوب ما شم لهذا رائحة، وخرج من الدنيا كما دخل إليها وما ذاق أطيب ما فيها، بل عاش فيها عيش البهائم، وانتقل منها انتقال المفاليس، فكانت حياته عجزاً، وموته كمداً، ومعاده حسرة!! |
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
محمد جلال عبدالله
ماجد حسون
عمار عبدالله عبدالرحمن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست