كمال حسن بخيت يرثي الأستاذ سالم أحمد سالم

Quote: ورحل الصحافي الشاطر والإنسان سالم أحمد سالم ورحل زميلنا وصديقنا الصحافي والكاتب سالم احمد سالم بعد رحلة طويلة ومضنية مع مهنة المتاعب التي أورثته المرض الذي عجل برحيله. وسالم كان معنا في صحيفة الأيام محررا متميزا فى قسم الأخبار الخارجية الذي كان يقوده الأستاذ السر حسن فضل ،كان مترجما متميزا وصحافيا قديرا. وقد وصل جثمانه ووري الثرى في ارض بلاده، وفي مجزرة الصحفيين التي نفذها نظام الرئيس النميري والتي فصل فيها عددا من الصحافيين وكانت قد شملت من الايام شخصي الضعيف والراحل سالم احمد سالم والتهمة هي عدم الالتزام بمبادئ ثورة 25 مايو! وبالنسبة لي اضيفت تهمة اخرى والتي اطلق عليها جهاز الأمن (ناشط سياسي) ، وكانت هناك علاقة قوية تربط بين الراحل سالم واسرة الهاشماب حيث حمل كل ما كتبه حول انقلاب نميري وذهب الى الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم الذي كان وقتها مساعد الامين العام للاتحاد الاشتراكي وعندما رأى ابوالقاسم جهد الزميل الراحل وليس فيه ما يتعارض مع مبادئ مايو امر باعادته فورا الى عمله وهاتفني الراحل احمد عبد الحليم - الأمين العام للاتحاد الاشتراكي حينها -وطلب مني عدم الاستئناف لان أموري بايظة على حد تعبيره مع نظام نميري. المهم ...عاد سالم الى موقعه بالايام وبعد ايام غادرت السودان تحت جنح الظلام متوجها إلى القاهرة ومنها إلى بغداد العروبة والثورة. بعدها هاجر الزميل الراحل الى فرنسا واستقر بها، واصدر عدة كتب باللغة العربية وصحيفة اسبوعية وتزوج من فرنسية وانجب منها،والغريب ان الراحل عاد الى السودان باحثا عن تمويل لصحيفته بباريس واظنه وجد القليل الذي لا يكفي لإصدار صحيفة هناك. كان الراحل مهنيا متميزا وصحافيا متعلقا بالمعرفة وكان نهماً للقراءة كما كان يتمتع بعلاقات طيبة وسط زملائه وكافة الاوساط. آخر مرة زرت فيها باريس قبل سنوات احتفل بي احتفالا يليق بابناء المهنة الواحدة وكان سعيدا بزيارتي. وقبل عامين ارسل لي تأشيرة لزيارة باريس وكذلك للصديق الكبير الكابلي للمشاركة فى احدى الفعاليات التي تنظمها جمعية الصحفيين الفرنسيين وذهب الكابلي ولم أتمكن من الذهاب. الراحل كان يبحث عن قطعة ارض وجاء الى السودان وتاه بين المكاتب ولا ادري إن حصل عليها ام لا. رحم الله صديقنا العزيز سالم احمد سالم الصحافي والانسان وجعله من أصحاب اليمين وكذلك جعل البركة في ذريته وزوجته المكلومة. (إنا لله وإنا إليه راجعون).