|
ديناصورات السودان
|
شكرا قناة الجزيرة شكرا دكتور فيصل
الى الاخ دكتور فيصل القاسم لقد بدأت برنامجك الاتجاه المعاكس مع السودانيين ، حينما عجزتم فى قناة الجزيرة عن اقناع الحكومات العربية لتختار من يمثلها أمام المعارضين لها، وقد قبلت حكومة السودان التحاور مع معاضيها من خلال برنامجكم المميز ، نحن فى السودان لنا تاريخ مشرف فى الحوار وقبول الآخر حينما يستدعى ذلك ، نحن نتحاور وبحرية وفى ظل كل الانظمة التى حكمت السودان ، احيانا الحوار يكون دكاكينى واحيانا فى الهواء الطلق واحيانا عبر الميديا وهكذا ، حكوماتنا الديمقراطية تطلق الحريات بشكل يضيع هيبة الدولة وأمن المواطنين ، حكوماتنا العسكرية تضييق علينا الخناق فى أول أمرها وما أن تتمكن تجد نفسها محتاجة لمن ينتقدها ، نحن السودانيين إذا لم نتحاور نمرض ، احيانا ندمن معارضة الانظمة بسبب أو من غير سبب ، احيانا نؤيد حكوماتنا ونغنى لها ونمجد حكامنا وبعد ذلك ننقلب عليهم وننسى اننا انشدنا لهم وتغنينا لهم ، احزابنا فى بدايتها عند تكوينها فى اواسط القرن الماضى قادها شباب السودان فى ذلك الوقت وفى الستينيات كان قادتها هم نفس الاشخاص وقد تشكلت منهم الحكومات الديمقراطية والحكومات العسكرية وفى السبعينيات هم نفسهم كانوا قادة الاحزاب المعارضة وجزء منهم كانوا قادة مايو وفى الثمانينيات تكونت منهم الحكومة الديمقراطية وفى التسعينيات تشكلت منهم الحكومة وتشكلت منهم المعارضة وما زالوا هم رؤساء احزاب السودان ، ليس فى قاموسنا سن المعاش .
وما زلنا نعارض ونحكم باسلوب اركان النقاش فى جامعتنا العريقة جامعة الخرطوم ، لم نمارس الديمقراطية فى احزابنا فكيف سنحكم سوداننا ، لدينا ديناصورات ، لماذا لا تقوم ثورة ضدهم ليفسحوا للأجيال الاخرى لتجدد الدماء فى الحركة السياسية السودانية ، شكرا لهم جميعا وسنحفظ وسيحفظ التاريخ لهم نضالهم فى الخمسينيات والستينيات ونتوسل لهم ان يسترحوا وان يتفرغوا قليلا للعبادة فالقبر اقرب .
|
|
|
|
|
|