دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قاسم حداد: من السذاجة الكلام عن الافكار المستوردة,التراث الانساني تراثي
|
Quote: أما الكلام عن الأفكار المستوردة هو الآن نوع من السذاجة التي لا تليق بكائن يعيش هذا العصر. وليس من الحكمة إضاعة الوقت في هذا.
|
Quote: وجه أحد الصحفيين للشاعر محمد الماغوط السؤال التالي: ما رأيك في العودة الى التراث؟ فأجابه الماغوط بسخريته المعهودة: (إنني لا أطيق العودة حتى الى البيت، فكيف الى التراث؟). لكي نفهم عمق كلمة الماغوط يجب أن نتأمل طبيعة الشاعر وجوهره.
|
Quote: غير أنني كنت ولا أزال مولعاً بقراءة الشعر المترجم من شعوب مختلفة وأتابع كل جديد بعناية بالغة. هذه متعة لا أفرط فيها أبداً. ولا أكترث بالوهم الذي يصادر حرية الشاعر في أن يأخذ ما يشاء من أية جهة يحب وأية لغة أو أدب يتصل به. ليست لدي عقدة إزاء المزاعم التي تسبق النص والتجربة لكي تصادر أن يكتب الشاعر العربي الجديد بالشكل الذي يروق له مهما كان مصدره أو مذهبه |
--------------------------------------------------------------------------------
أدونيس هو الأب الشعري لكننا نتعلم من أبنائنا الشعريين قاسم حداد: علينا أن نثق في ما يقترحه الشعراء الجدد علينا اسكندر حبش
لا نبالغ لو قلنا أن قاسم حداد، هو أحد البارزين اليوم على الخارطة الشعرية العربية، فمن كتاب إلى آخر، عرف الشاعر البحريني كيف يفرد مساحة للكتابة وللتأمل وللمنجز في القصيدة الجديدة. قد يكون قاسم أكثر من شاعر، لنقل انه أيضا أحد المنشطين الثقافيين: من مجلة <<كلمات>> وحتى موقع <<جهة الشعر>> على <<الانترنيت>>، أفرد الرجل فسحة حقيقية <<للم>> شمل ثقافة عربية تتوزع بين الاقامة والهجرات المتعاقبة. حين التقينا للمرة الأخيرة منذ أسابيع، لم أطلب منه أن نجلس ونسجل حوارنا، فتجربتي الماضية معه، جعلتني على بيّنة بأنه يحب الكتابة أكثر من الشفوية، من هنا، ولكي لا تضيع اللحظات إذ تركناها للتنزه و<<الثرثرة>> و<<البيرة>> اتفقنا على ان تكون عبر الميل. هنا الأسئلة والأجوبة. ؟ لنعد قليلا الى الوراء: كيف بدأ قاسم حداد كتابة الشعر؟ هل يذكر قصيدته الأولى؟ ماذا كان يريد من ذلك؟ هذا وراء بعيد. ليس على الذاكرة فحسب، ولكن خصوصاً إذا رأيت اليه من شرفة التجربة فنياً وثقافياً. لم يعد ممكناً الكلام عن قصيدة أولى. دائماً لم تكن بالنسبة إلي قصيدة أولى. إنما يمكن تذكر أنني كنت فيما أستغرق في قراءة شعر ذلك الوقت (أوائل الستينات) أشعر بغموض مقدرتي على كتابة ما يشبه ذلك. ربما لم يكن غموضاً خالصاً بل هو شيء من الغرور الداخلي. علماً بأن شعر ذلك الوقت كان أكثر تتطلباً تقنياً وثقافيا مما يبدو عليه شعر هذا الوقت. أعني أننا كنا نأخذ الأمر بجدية وصرامة كبيرتين. لذلك كتبت، قبل أن أبدأ نشر محاولاتي الأولى، عدداً كافياً من النصوص يمكن أن يملأ تسعين سلة مهملات. ما زال بعض تلك النصوص في عتمة الأوراق والدفاتر القديمة. ذهبت للكتابة ربما لأنني كنت أريد أن أرى نفسي بوضوح أكثر في هذا الكون. الآن أفهم بعض ما كانت تشي به بعض تلك المحاولات المبكرة. أرى نفسي، بمعنى أن ثمة هاجسا يتصل بتغيير الكون برمته عن طريق الكتابة، ربما يبدأ التغيير من الثوب المهلل الوحيد حتى نظام المجرّة. وأظن ان مثل هذه الشهوة مفهومة ومشروعة لدي الشاعر. بقي علينا أن نتفاهم لاحقاً على قدرة وجدارة وجمال أدوات تحقيق هذه الرغبة لدى هذا الشاعر أو ذاك: الموهبة الشعرية والأسلوب والمعرفة أيضاً. ؟ من هم الشعراء الذين أثروا بك في تلك الفترة؟ لكل واحد منا أب في الكتابة، من هنا من كان أب قاسم حداد الشعري؟ قرأت للرواد جميعهم أبرزهم بدر شاكر السياب الذي استحوذ على تجاربي الأولى. لكنني بعد أن قرأت أدونيس شعرت بأنها التجربة التي تعلمني الشعر حقاً. على الأرجح أن تعبير الأب الشعري سيكون مناسباً جدا لأدونيس. فجميع ما تأسس لديّ من نزوع الى الحريات في الرؤيا والرؤية الفنيتين سيكون من تجربة أدونيس. لقد كان درس أدونيس الشعري أكثر تأثيرا وعمقاً: أخذت منه، ولا أزال، أن الشعر لابد أن يتوفر على عنصرين حرية المخيلة وجرأتها أولا، وجمال الأسلوب واللغة، ومن ثم عدم الثقة في ذلك في نفس اللحظة. وهذا ما جعلني أقول فيما بعد أنه في الفن: القناعة كنز لا ينفع. الى ذلك كله يتوجب أن أشير الى أن هناك شعراء كثيرين أحببتهم وتأثرت بهم وتعلمت منهم أيضاً بدرجات مختلفة. لكن الأهم من هذا أحب أن أشير أن المرء لا يحتاج لأب شعري فقط لكي يتعلم منه ويأخذ عنه، بالنسبة لي ثمة أبناء شعريين أتعلم منهم كل يوم. هذه هي الحقيقة التي تمنحني الطاقة الغامضة على الإحساس بالطيف الشفاف الذي يسمونه المستقبل. فلولا ما تجترحه لنا هذه التجارب الشعرية الشابة لما تمكنت مثلاُ من كتابة نصوصي الجديدة. ان جرأة الشباب هو ما يجعل النبيذ القديم فتياُ وقادرأً على دفق الانتشاء في الأرواح والقدرة على المشاركة في السهرة وتبادل الأنخاب بنفس الدرجة من اللذة والثقة بأن الشعر هو دائماً في المتناول. قطار الشعر ؟ مضى اليوم زمن منذ أن بدأت هذه الرحلة الشعرية الى أين مضى بك القطار، هل من محطات توقفت فيها أم انك لا زلت تسير، ونحو ماذا؟ وبمعنى آخر، هل اختلفت دوافعك للكتابة اليوم عما كانت عليه في ما مضى؟ الشعر مثل الأفق، لا تستطيع أن تفعل شيئاً سوى أن تذهب اليه. والطريق الى الشعر، مثل الطريق الى الحب، هو دائماً أجمل من الشعر ومن الحب. كأن في هذا ما يشي بكلمة النفري عندما قال بأن في المغامرة شيء من النجاة. شعرياً أحب أن أرى في التجربة سفراً متواصلاً لا يكفّ عن التألق بقدر تأجج شهوة العشق في القلب. أخذتني القطارات واختبرتني المحطات ووضعني الشعر تحت الامتحانات الكثيفة، وكنت أعمل على صقل روحي في كل محطة، في كل نص وكتاب وتجربة. وتعلمت أن الاقانيم الثلاثة في الحياة سوف تتمثل في الحب والشعر والحرية، تلك الاقانيم التي تقاطع معها أو تولع بها سرياليون رائعون قبلنا، الأقانيم التي لا يمكن تفاديها كلما تعلق الأمر بالشعر. ولعل التجربة الكثيفة (في النص والشخص) سوف تجعل ذلك الأفق الذي أذهب اليه هو في المتناول عندما تقدر المخيلة على نشاطها الحيوي بالحرية ذاتها وبالجمال ذاته وبقدر جدير من الحب. بالطبع لم تعد شهوة تغيير الكون (المبالغ في تعضيدها سياسياً) هي ذاتها مصدر الشخص ومذهب النص شعرياً. لقد صار المرء أكثر (تواضعاً) كلما تقدم في الشعر والتجربة. الآن لا أخفيك بأنني لا اطلب سوى أن أتحصن ضد شهوة السلطات (المتعددة غير المتناهية من حولنا) في تغييري على هواها. لابد من الاحتفاظ بهذه المسافة الذهبية/ الجهنمية بينك وبين السلطات، فحتى عندما تبدو هذه السلطات غير مكترثة فان أحداً لا يكترث مثلها. إنها ترقبك عن كثب لكي تنالك. فإذن، التواضع الذي أشير اليه هو ذاته المستحيل الذي تكلم عنه (رينيه شار) قائلاً بأن (المستحيل لا نذهب اليه، إننا نستخدمه كقنديل). الشعر يمنحني الثقة في أنني أقوى من تلك السلطات كلها. لذا فان دوافع الكتابة لا تتصل بجذورها الأولى إلا فيما يتعلق بكون الشعر والإبداع عموماً هما في الجوهر فعل حب لا يجوز التفريط فيه ولا وضعه في مهب الوظائف والغايات. الحب سوف يأسر القوى الأخرى. إنني أتعلم هذا كل يوم. ؟ تراوحت تجربتك في الكتابة بين نثر وشعر (ولا أقصد بين الشعر الحر أو الشعر المنثور)، هل الكاتب بحاجة أحيانا الى <<لغتين>> كي يقول ما يريده؟ وهل يشعر من اختلافات في هذين الفضاءين اللذين يطير فيهما؟ لا أرى الأمر بهذه الطريقة. فليست ثمة لغتين في كتابة الشعر. بالنسبة لي على الأقل سأكون نفس الشخص والطاقة والرؤية والتعبير في لحظة الكتابة. حتى عندما أكتب مقالاً للجريدة لا أستطيع التخلي عن الشعر. ربما تفاوتت درجة حضور الشعر (لغة ورؤيا) بين سياق وآخر، لكنه سيظل هناك دائماً. غير أن كتابة المقال (وهو ما تعنيه في سؤالك بالنثر) سأكون مثل شخص يذهب الى حديقة الشمس بقدمين ثملتين، في حين ذهابه الى نفس الحديقة (في حالة الشعر) سيراوح بحرية المخيلة بين الجذور والأجنحة، محلقاً بأجنحة كثيرة وأقدام لا تحصى تمسّ الأرض التي تشفّ هي الأخرى عن الأعالي حيث شاهق الروح و القلب. بهذا المعنى أجد بأن شروط الكتابة عند الشاعر سوف تختلف كثيراً عن شروطها عند الآخرين. والا فما الفرق بين أن يكتب شاعر نثراً في صيغة مقالة أو غيرها، وأن يكتب شخص آخر نفس النص؟ السر هو هنا، في هذه المنطقة الجنونية من لغة التعبير. حتى عندما يكتب الشاعر مقالة للجريدة من حقه أن يكتبها بشروطه هو وليس بشروط الصحافة. بالنسبة لي، تعلمت أشياء كثيرة من تجربة كتابة النثر (بشتى صيغه) للنشر في الصحافة. حتى أنني كثيراً ما أحب بعض مقالاتي على بعض قصائدي. دون أن أتحرج في ذلك. خذ مثلاً نص (سحقاً للقصب الذي صار ناياً) أو (درس الأرز). إنني لا افهم ما يحدث لي في مثل هذه النصوص. ثمة ما يشي بأن الكلام عن حدود الشعر والنثر يشبه الكلام عن تخوم الخير والشر. لكأن أحكام القيمة (النقدية) تلك تكاد تصبح أحكاماً أخلاقية هي الأخرى. الحدود المقدسة في الفن هي أخلاق (سلطة) اضافية يتوجب التحرر منها والثقة في حقنا في نقضها جمالياً. ربما لأنني أثق دائماً في أن الشخص الذي كتب هذا النص يمكنه أن يكتب نصاً آخر، أجمل منه. بقي أن أقول بأن الفضاء الذي يتيحه نثر المقال هو من الرحابة بحيث يسهم في صقل نزوعي العميق في تجاوز التخوم التي تتصل بمفهوم أنواع التعبير. وأظن أن هذه التجربة ساهمت في تنوير جوانب معتمة في تجربة تقاطع أشكال التعبير الأدبية. وفي هذا اغناء لتنوع الأدوات في لحظة النص. ؟ قيل الكثير منذ سنوات عن موت الشعر وما الى هنالك من مقولات مشابهة، ومع ذلك نجد ان الشعراء يتكاثرون ويكتبون. كيف ينظر قاسم حداد الى ذلك؟ على قدر ما قرأت عن هذا الموضوع، فإنني لا أستطيع أن افهم كيف يمكن إطلاق هذا التعبير على عواهنه في حياتنا الإنسانية. ثمة مشكلة نتعرض لها في الثقافة العربية تتمثل في استعدادنا العارم في تداول المصطلحات دون التثبت من فهمها أو استيعابها والاتفاق على دلالاتها. سوف يكون هذا القلق أكثر تجلياً في حقل الكلام الأدبي، فما ان تفشى الكلام عن الحداثة على عواهنه، حتى تداعت الاجتهادات بلا هوادة في وضع نظرية (النهايات) موضع التنفيذ. ففي حين أصبح الكلام عن ما بعد الحداثة، (فيما نتعثر في القرن التاسع عشر) كلاماً مشاعاً، حتى بادر الكثيرون في وضع الشعر واللغة والأدب برمته، في مهب الهباء النهائي. فصار القول بموت الشعر موضوعاً ناجزاً يجري تداوله كما لو أنه حقيقة لا يأتيها الباطل من أي مكان ولا تحتاج سوى للتزكية من البعض. والغريب أنهم يريدون من الشعراء خصوصاً أن يصدقوا ويوافقوا على هذا الموت ثم يؤكدونه. أظن أننا ضحية خلل في التقدير الإنساني لمعنى الشعر في الحياة ومسؤوليتنا الكونية هي في عدم ترويج الأوهام الشائعة، ثم التريث والاكتراث الرصين بالرغبة الحيوية التي تكتنز في تجارب الأجيال الجديدة من الشعراء. ها أنت تشير الى تكاثر الذين يكتبون الشعر. علينا أن نتعود على تفهم النزوع العارم نحو الشعر لدى الأجيال الجديدة من العرب، فربما عندما نقدر على اكتناه هذه التجارب في جوهرها سوف نتمكن من وعي أهمية وضرورة الجواب الصارم على الكلام عن موت الشعر، كناية عن رغبة يائسة في موت أشياء الانسان في حياتنا. أتمنى فقط أن نتميز برحابة الصدر ونحن نشهد الصعوبات الطبيعية التي تعيشها تحولات التجربة الشعرية العربية الجديدة. لكن عندما لا نستطيع قبول الكلام عن موت الشعر من جهة، لا ينبغي فهم ظاهرة الزخم الهائل في الأصوات الشعرية كما لو أنه جواب ناجز أو حكم قيمة نوعي على هذه التجارب. لابد أن نتعود على الإصغاء لمن يطرح تجاربه الجديدة يوماً بعد يوم نافياً فكرة موت الشعر. ففي هذا الموت نفي خطير للحياة نفسها. وأتمنى على المعنيين بفعاليات الصحافة الأدبية والثقافية والناشطين فيها، من الشعراء خصوصاً، أن يعملوا على تخفيف غلواء مثل هذه الاطلاقات التي من شأنها أن تصرفنا عن تأمل الظواهر الشعرية الأكثر أهمية وجوهرية، وأقول أكثر اتصالاً بالشعر بوصفه نصوصاً وليس بتوهمه مزاعمَ وتجاربَ افتراضية فحسب. التجريب ؟ قد تكون من النادرين الذين <<جربوا>> كتابة النص المشترك، فتجربتك مع أمين صالح لا تزال حاضرة في الأذهان. أولا، ما الدافع الذي يحرك الشاعر في الدخول الى تجربة مماثلة؟ وثانيا، ماذا قدمت لك هذه التجربة على كافة المستويات؟ للوهلة الأولى سأشعر بأنني لا أعرف بالضبط تفسير ما يحدث لي إزاء مثل هذه التجارب. وهو شعور يشي بعفوية تأسيسية لهذه التجارب. فالتجربة الجدية الأولى في هذا المجال كانت فعلا في كتاب (الجواشن) مع الصديق أمين صالح. ولا أستطيع توصيف أية دوافع خارج ذواتنا الفنية والإنسانية. وأظن أن درجة من التفاهم والتقارب الروحي والثقافي والإبداعي لابد من توفرها. دون أن يكون هذا شرطاً نهائيا. فقد انبثقت تجربة (الجواشن) في لحظة انعطاف تعبيرية لدينا معاُ. فبعد سنوات من التجربة الزاخرة بالمغامرات الحية في الكتابة، كان أمين صالح في واحدة من أجمل ذرواته المتألقة في سرد بالغ الشعرية لغة ورؤية، وكنتُ من جهتي خارجاً من مختبرات شعرية تبحث عن آفاق أكثر رحابة من مجرد الخروجيات التقليدية المملة على التفعيلة وكسر القالب النصي للقصيدة وسبر معطيات لا تحصى من الحريات التي تتيحها الكتابة خارج الوزن، إضافة الى القلق المقيم الذي كنت أعبر عنه بأشكال مختلفة حول ما يسمى (قصيدة النثر). كل ذلك جعلنا، أمين وأنا، في مناخ ينزع الى الذهاب الى أبعد من ذلك كله. ولا أذكر أننا احتجنا لمناقشة طويلة قبل ان نبدأ تجربة الكتابة المشتركة. لقد كان ذلك ضرباً من المتعة لا توصف. جئنا الى (الجواشن) دون أن يكون لدينا مشروعا مسبقا أو هندسة محددة. لقد أمضينا أربع سنوات نكتب النص بأشكال عديدة وبثلاث مسودات مختلفات تماماً. ولم يكن لدى أحدنا إصرار على التشبث بأسلوبه الخاص، على العكس، فقد كنا كمن يبحث عن أسلوب ثالث لكلينا. الأمر المدهش الذي كنا نكتشفه دائماً فيما بعد، أننا كنا مكتنزين بتجربة إنسانية بدت كأن أشكال تعبيرنا المألوف لا يستوعبها. كنا نخرج معاً من ذلك التحول الرهيب والعميق الذي كان يطحن الانسان في جهنم السبعينات التي انهارت فيها الأحلام الشخصية أو الجماعية للكائن الإنساني، وكنا ننطوي على درجة عالية من شهوة استعادة حرياتنا التي أوشك انهيار تلك الأحلام أن يودي بها. والأجمل أن لذلك الانهيار جانبه الرائع الذي كان مسكوتاً عنه طوال الوقت (دون أن يجرأ أحد حتى الآن الجهر به) وهو أن نزوعنا المبكر نحو حريات التعبير الفني ورفض الانصياع لكل منظورات التقليد (الرجعي والتقدمي معاً) هو الآن يشهد الدليل على صوابية نزوعنا الفني وجماليات رؤيته. وهي الجماليات التي أخذ بعض الذين تبقوا من ذوي عاهات الفكر والفن في أقاليمنا يحاولون التظاهر بتقمصه (مؤخراً) بأكثر أساليب البؤس والجهل وفقر الموهبة فضيحة. كما لو أنهم لم يكونوا الأعداء والخصوم المغالين في كراهية حريات التعبير الفنية. هؤلاء الذين كانوا يشتمون أفكارنا وتجاربنا في النهار ويحلمون بها في الليل. تجربة (الجواشن) هو أذن مظهر من مظاهر الحرية الكونية التي لم نفرط فيها أبداً. بالنسبة لي فقد تعلمت الكثير من التجربة. وهي فتحت لي (ولغيري أيضا) الآفاق الرحبة لكي أثق أكثر في مشاركة مبدعين آخرين في حقول تعبيرية مختلفة الأدوات والآليات، الأمر الذي أغناني روحيا وفنيا ومعرفياً. خصوصا تلك التجارب التي تتقاطع من فنون بصرية حيث ولعي بالرسم والصورة من بين أكثر الأشياء التي تساعد الشاعر على اكتشاف جماليات الصورة الفنية وتسهم في صقل المخيلة الشعرية على الاطلاق. بقي أن أقول أنني الآن أشعر ببهجة مضاعفة وأنا أجد الكتابة العربية وهي تذهب أكثر ثقة الى الحوار العميق مع أشكال التعبير الأخرى. ان في هذا تحقيق مباشر وجميل لفعل الحب الذي يصدر عنه ويذهب اليه الإبداع قاطبة. ؟ قد تكون من أكثر المجربين في الشعر العربي الحديث، أقصد، كل كتاب يمثل تجربة خاصة مخالفة للتي سبقتها، كذلك عملت مع فنانين تشكيليين، لكتابة نص <<مزدوج>> يمازج بين اللون والكلمة، عملت مع موسيقيين، الخ، في النهاية، هل هذه المحاولات هي جزء من الخوف في الوقوع في نمط معين، مؤطر؟ كيف تفهم أنت التجربة الشعرية؟ هو شيء مما تقول. لكن علينا أن لا نقف عند هذه التخوم. دعنا لا نحرم أنفسنا من القول بحرية أن الشعر هو دائما يكمن خارج النص (بشتى تجليات النص). فعندما نقول (التجربة الشعرية) فنحن بالضرورة نقصد شيئاً خارج مجرد الكتابة والنص. التجربة هي طريقة حياتنا. وعلى الأرجح هي خصوصاً طريقة حلمنا الخاص عن هذه الحياة وهذا العالم. لا يخيفني شيء مثل الوقوع في رتابة التعبير. لا أقصد الرتابة في شكل النص وبنيته وآليته فحسب، ولكن في طريقة الرؤيا الشعرية للعالم. الانسان كائن حي، هو نهر عظيم غامض ويستعصي على الوصف والاحاطة. وهذا يتيح. لا. انه أكثر من ذلك. انه بالضبط يمنح (مثل الهبة السماوية) الانسان حريته المطلقة في أن لا يخضع لوهم الثبات والامتثال لما كان عليه في العام الفائت أو الشهر الماضي أو الكتاب السابق أو النص المنصرم. هذه هي الحقيقة التي تخيف المبدع. مشكلتنا أننا لا نملك الجهر بهذا الحق. لذلك تكرست المفاهيم المتصلة بوهم الأسلوب الخاص الذي يميزني عن الآخرين والذي يتوجب عليّ أن (أخلص) له مثل العبد الى أن أموت. فتجد الكاتب مثلاً، يقضي نصف حياته في تجربة الكتابة لكي يصوغ له أسلوباً مميزاً واضحاً مستقراً، ثم يمضي نصف عمره الآخر في محاولة مستميتة للخضوع لآلية بالغة البلادة والعبودية من أجل تكرار نفسه في نفس الأسلوب نهائياً، ليس هذا فقط، بل انه سيفاخر بذلك. إنني لا افهم هذا. هذه الفكرة تفزعني حقاً. وأعتبرها ضرباً من التناقض الهائل بين أن يسعى المبدع لتحقيق حريته بالتعبير عن كوامنه وأحلامه، ثم يقبل بأن يؤدي به كل ذلك الى الركون في أسلوب آسن الى النهاية. أظن أنني سوف لن اقبل ذلك لي ولا اقبله للأجيال الجديدة. الشعر أكثر حرية وجمالا مما يصفون. دعني أحكي لك شيئاً مكنوزاً بالدلالة لجانب مما أعنيه. في السبعينات، إذا لم تخني الذاكرة، وجه أحد الصحفيين للشاعر محمد الماغوط السؤال التالي: ما رأيك في العودة الى التراث؟ فأجابه الماغوط بسخريته المعهودة: (إنني لا أطيق العودة حتى الى البيت، فكيف الى التراث؟). لكي نفهم عمق كلمة الماغوط يجب أن نتأمل طبيعة الشاعر وجوهره. ؟ في بحث له، قال مرة الشاعر المكسيكي أوكتافيو باث ان الشعر هو خارج القصيدة. كيف ترى أنت الى هذه المقولة؟ من أين يأتي الشعر عند قاسم حداد؟ دائمأً الشعر هو قبل الكتابة وبعدها، وإلا فلا معنى للنص. لأن الاكتفاء باقتصار الشعر على القصيدة هو وهم يؤدي الى تفريط الكائن في حقيقته الوجودية ونفي الصلة الجوهرية بين الشخص والنص. لذلك كنت أقول دائما بأن الشعر هو طريقة حياة وليس طريقة كتابة فقط. ولا أعرف الى أي حد أستطيع الزعم بأنني لا أكاد أميز تخوماً بين وجودي المادي في الكون وتمثلي الفيزيائي في الشعر بوصفه فعلاً نصياً يعبر عن أخلاطي الغامضة من مشاعر ورؤى وأحلام وتوق جمالي. الشعر هو هنا وهناك في نفس اللحظة. وأخشى أننا إذا فرطنا في السعي الحقيقي بتحويل العالم الى صنيع شعري سوف نفقد أسباب وجودنا ونفي قدرتنا وجدارتنا بهذه الحياة. وإذا حدث أنني لم أكتب نصاً لبعض الوقت فان هذا لا يعني أنني لا أعيش الحالة الشعرية التي تميزني عن الكائن غير الشعري. اللياقة الفنية ؟ غير الشعر هناك جانب <<تنظيري>> في كتاباتك الأخرى، هل يبدو الشاعر أحيانا بحاجة الى <<فلسفة>> مصاحبة للقصيدة؟ ليس تماماً. عندما كتبت ذلك لم أكن أسعى الى تنظير ما يتعلق بالشعر. إنما كنت كمن يفكر مع نفسه بصوت عال ويحاور تجربته مشركاً الآخرين (إذا طاب لهم ذلك) في تأكيد حق التأمل المشترك بين الشاعر والقارئ. الى ذلك، فإنني أشعر بأنني أكتسب نوعاً من اللياقة الفنية والجمالية والمعرفية فيما أكتب تلك المقالات الصادرة عن انطباعات أو قراءات ذاتية في المسألة الشعرية وما يتصل بها. لكن من المؤكد أنني لا أسعى الى (فلسفة) ما بقصد الترويج لها أو تزكيتها أو تبرير التجارب التي طرحتها أو أحلم بها. لا أظن أنني مؤهل لمثل هكذا مشروع. إنني أدرّب نفسي دائماً على الإصغاء لدواخلي والإصغاء للآخرين في آن واحد. لكن إذا بدت بعض الكتابات في صيغة تأمل نقدي فإنما هو شكل من أشكال الاستطراد (المبالغ فيه) بعد القصيدة السابقة وقبل القصيدة اللاحقة. وليس من الحكمة أخذ مثل هذه الكتابات كما لو أنها حكم قيمة نافذ لقناعات نهائية للشاعر في هذا الحقل أو تلك القضية. على العكس أنني أشعر بأن مثل هذه الممارسة من شأنها، ومن بين أبرز مهماتها، أن تمنحني الحصانة ضد الركون الى قناعة ثابتة أو رؤية مستقرة للمسألة الفنية في الشعر والكتابة كما في الحياة. فربما أكون شخصاً ورؤية مختلفة بعد قليل من هذا المقال، وربما أكون مغايرأً كثيرا فيما أنا عن كثب من النص التالي. هذه هي الحياة. ؟ هل لعب الشعر الأجنبي أي دور في صوغ عالمك الشعري؟ أم أنك تجيء من شعر عربي خالص؟ أطرح السؤال وأنا أفكر في العديد من المقولات التي لا تزال تظهر أحيانا باتهام الشعر الجديد (المنثور، الحر، قصيدة النثر...) بأنه يتنكر لتراثه، وبأن ما يكتب اليوم ليس سوى أفكار مستوردة، وما الى هنالك من تعقيبات تقف ضد القصيدة الجديدة؟ الشعر الأجنبي، من بين مصادر ثقافية غاية في التنوع، هو أحد المؤثرات غير المباشرة على حساسيتي الأدبية عموماً. أقول، غير المباشرة، لأن التأثر لا يكون مباشراً إلا إذا جاء من قراءة النص بلغته الأصلية. خصوصاً إذا كان شعراً. فليس من المتوقع أن تصدر تجربة شعرية كثيفة بدون لغة تسعفها في الاتصال بالنص الأصلي. فإذا كنت تقصد الشعر الأجنبي المترجم فإنني بالطبع قرأت شعراً مترجماً الى العربية عن لغات مختلفة لأنني لا أمتلك لغات تسعفني على الذهاب الى الشعر الأجنبي في مضانه. غير أنني كنت ولا أزال مولعاً بقراءة الشعر المترجم من شعوب مختلفة وأتابع كل جديد بعناية بالغة. هذه متعة لا أفرط فيها أبداً. ولا أكترث بالوهم الذي يصادر حرية الشاعر في أن يأخذ ما يشاء من أية جهة يحب وأية لغة أو أدب يتصل به. ليست لدي عقدة إزاء المزاعم التي تسبق النص والتجربة لكي تصادر أن يكتب الشاعر العربي الجديد بالشكل الذي يروق له مهما كان مصدره أو مذهبه. فالتراث الإنساني هو تراثي على الاطلاق. أما الكلام عن الأفكار المستوردة هو الآن نوع من السذاجة التي لا تليق بكائن يعيش هذا العصر. وليس من الحكمة إضاعة الوقت في هذا.
...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قاسم حداد: من السذاجة الكلام عن الافكار المستوردة,التراث الانساني تراثي (Re: osama elkhawad)
|
صديقي اسامة الخواض عارم التحايا وكثيف الود والتقدير دائما ما يحاول الاصوليين التلويح بفكرة ـ الغزو الثقافي ـ لحماية مصالحهم و كنت اقف بعناد هائج ضد هذه الفكرة حين كان الزبديين يروجون لها في بداية التسعينات وكنت اصر علي ان الثقافة عنصر حيوي وانساني لا علاقة له بفكرة الغزو ويبدو ان فكرة مرحلة من عصر المستعمرات ، لذلك ان فكرة الغزو الثقافي احد اهم اقنعة الانغلاق الثقافي الذي احسست بانا كنا تحت سيطرته حينما خرجت من السوداني وارمز للانفتاح الثقافي الذي كان في السودان بحركة دخول الكتاب والمشاهدة السينمائية ولو تأملت هذي الانشطة الان في السودان ستعرف تماما اي اغراض كان الزبديين يقصدونها حين التلويح والترويج لهذه الفكرة المغلقة والغبية ـ الغزو الثقافي وهذا حوار يؤسس للاحتفاء بالثقافة وتجلياتها خارج سجون الافكار المغلقة المتدثرة باسمال القومية والقبلية والانتماءات الدينية وكذلك الايدلوجية وارقد عافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قاسم حداد: من السذاجة الكلام عن الافكار المستوردة,التراث الانساني تراثي (Re: Yahya Fadlalla)
|
نقاط مهمة التي يسعى الحوار للاجابة عليها واخرى مهمة التي اشار لها الصديق / يحيى فضل الله زبالطبع هذا هو قاسم الذي ينطلق من رؤية جزء من ركائزها هذا القول :
Quote: أحب أن أشير أن المرء لا يحتاج لأب شعري فقط لكي يتعلم منه ويأخذ عنه، بالنسبة لي ثمة أبناء شعريين أتعلم منهم كل يوم. هذه هي الحقيقة التي تمنحني الطاقة الغامضة على الإحساس بالطيف الشفاف الذي يسمونه المستقبل. فلولا ما تجترحه لنا هذه التجارب الشعرية الشابة لما تمكنت مثلاُ من كتابة نصوصي الجديدة. ان جرأة الشباب هو ما يجعل النبيذ القديم فتياُ وقادرأً على دفق الانتشاء في الأرواح والقدرة على المشاركة في السهرة وتبادل الأنخاب بنفس الدرجة من اللذة والثقة بأن الشعر هو دائماً في المتناول. |
هذا واحد من المفاتيح التي تؤكد أن قاسم حداد مبدع يمسك بحالة الانفتاح والافادة من كافة التجارب الانسانية طالما قادرة ان تمنح تجربته بعدا جديدا وروحا من التطور والافادة ولهذا كله تجربة قاسم حداد ليست مغلقة بل منفتحة وفاعلة حتى مع تجارب ابداعية أخرى، يقودها الى منطقة الشعر بحرية الابداع المطلقة " الجواشن " عمله المشترك مع القاص أمين صالح، كاسيت " وجوه " عمله المشترك مع الموسيقي خالد الشيخ ، " أخبار مجنون ليلى عمله المشترك مع التشكيلي ضياء العزاوي ، " المستحيل الأزرق " عمله المشترك مع المصور السعودي الراحل صالح العزاز، وموقع " جهة الشعر " المشترك مع طاقات ابداعية متعددة في مجال الكتابة وفي مجال التكنولوجيا . كل هذه العلامات بالتأكيد لن تتأتي لمبدع منغلق ومنكفئ على واقع ومصادر غير ابداعية، حتى مقاله في كتابه " نقد الأمل " عن صلاح احمد ابراهيم الذي سماه اي المقال " اذهب الى الشعر بعنق حرة " يعكس حساسية قاسم وتعامله الشعري الواسع مع الكثير من معطيات ومفردات الواقع والحياة اليومية بافق متسع من الرؤيا والقراءة . لدي كتابة بدأتها من وقت عن هذا القاسم حداد اتمنى ان أنهيها وأنشرها هنا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قاسم حداد: من السذاجة الكلام عن الافكار المستوردة,التراث الانساني تراثي (Re: nassar elhaj)
|
Quote: ما اردت ان اقوله هو اننا-حسب اعتقادي- قد دخلنا مرحلة الثقافة المعولمة والتي ستتشكل من التيارات الفاعلة من كل ثقافات العالم |
Quote: الشعر الحر العربي تاثر بتجربة الشعر الحر الانجليزي.قصيدة النثر العربية تاثرت بقصيدة النثر الفرنسية.الرواية ايضا هي بامتياز اكتشاف غربي وكذلك السينما والبالية والاوبرا. وقد علمنا مؤخراان كاتبا عربيا قام بتاليف اول اوبرا عربية |
أصدقاء الغفلة والانتباه,يحيي ونصار شكرا على المداخلات الرفيعة ان ما يسمى بالغزو الثقافي له وجهان: الاول ايديولوجي ويهدف الى الانغلاق الثقافي تحت شعارات الاستعلاء الثقافي باعتبار ان ثقافتنا مكتملة ولذا فمسألة المثاقفة او التثاقف ليست مطروحة في اجندتها الوجه الثاني يعكس درجة قصوى من العجز الثقافي وعدم مقدرة ثقافتنا على المساهمة في الثقافة المعولمة والتي بدات في التشكل بعد اكتشاف وسائل الاتصال الجماهيري (الماس ميديا). ووصلت اقصى درجات تطورها باكتشاف طريق المعلومات السريع ودخول البشرية مرحلة السايبراسبيس. ارى كما ذكر عباس بيضون في دراسة له عن قصيدة النثر اللبنانية قدمها في معهد العالم العربي بباريس,اننا نعيش عصر الشعر الكوزومبيليتاني,باعتبار ان المبدع لا يستلهم مصادره من ثقافته فقط كما درجت العادة في ازمان مضت ,وانما اصبحت كل الثقافات مصدرا ممكنا من مصادر التناص, اذ الا نص خارج التناص. فلنتامل المثال التالي. اشترك سعدي يوسف في مهرجان للشعر العالمي في احدى دول امريكا اللاتينية.كان يقرأ شعره بالعربية,وكان هنالك من يترجمه الى الاسبانية والبرتغالية, وكخلفية كانت هناك مجموعة من العازفين على الجيتار. هذا مشهد معولم بامتياز. المبدعون دوما في كل بقاع العالم يعكسون اقصى درجات الحوار بين الثقافات واعلى درجات احترام الاخر والمختلف. دانتي في الكوميديا الالهية بحسب عبدالله الطيب تاثر بالمعري. الكاتب الارجنتيني الشهير بارخيس تاثر بالف ليلة وليلة. اراجون تاثر بالغزل العذري العربي في مجنون السا والتي يكتبها اخرون الزا. الشعر الحر العربي تاثر بتجربة الشعر الحر الانجليزي. قصيدة النثر العربية تاثرت بقصيدة النثر الفرنسية. الرواية ايضا هي بامتياز اكتشاف غربي وكذلك السينما والبالية والاوبرا. وقد علمنا مؤخرا ان كاتبا عربيا قام بتاليف اول اوبرا عربية. وبالمقابل شعر الهايكو الياباني القى بتاثيره الضخم على كل الشعر العالمي ومن ضمنه الشعر العربي, كذلك رباعيات الخيام ونصوص المتصوفة. ما اردت ان اقوله هو اننا-حسب اعتقادي- قد دخلنا مرحلة الثقافة المعولمة والتي ستتشكل من التيارات الفاعلة من كل ثقافات العالم الحية والمبدعة. والمبدعون -الان-هم من يجسدون اعلى مستويات التفاعل الديمقراطي بين الثقافات. وهم ضد تيارات الانغلاق والاستعلاء الثقافي,والتي تعطي الفرصة لامثال الامريكي صامويل هنتنغتون للكلام عن صدام وصراع الحضارات. اتفق معك يا نصار حول مضاداة الابوة الابداعية , وذلك ببساطة لان الحداثة -اصلا ضد النموذج. فهي بلا مثال وضد التنميط. اتمنى ان اقرا لك في هذا البوست مساهمتك حول الشاعر الكبير بحق قاسم حداد. ارقدوا عافية المشاء
(عدل بواسطة osama elkhawad on 10-18-2003, 06:28 PM) (عدل بواسطة osama elkhawad on 10-18-2003, 06:31 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|