|
لا تهابش المجنون..ولا تدع المجنون يهابشك...!!!
|
كان الليل قد عبر نصفه الاول من سهره الطويل الى نصفه الاخر..الذى سيبلعه فجر الضياء ...بعد سويعات...والمشهد محطة للبص الليلى الذى ياتى على راس كل ساعه فى مدينة لندن...وكان الجو ملبد بالغيوم التى اطبقت بثقلها على ظلام الرؤيا فى مشهد تشكيل الليل..ولسعات من زمهرير البرد تصفع الوجوه بوجع بردها..وكان هو يقف ينتظر...وتابع نظره على حافة المحطه...هيئة لم يتبين ملامحها رجلا ام امراه....تغطيه كثافة من الملابس الملونه.وتعتلى الراس قبعة ضخمه...وهو يجلس على اتكاة فى المقعد الذى بالمحطه...وكانت السيارات تاتى متتابعه...وسقط نورها على وجه الهيئه الجالسه فكشف عن الوجه..وابانت تلك اللحيه السوداء تفاصيله..انه رجل..ملامحه اسيويه...وتقاطيعه متسخه...بشكل ملفت برغم طواف النورلحظات وسقوطه على وجهه.... وسمع الرجل الذى ينتظر البص ...وحيحا يصدر من الرجل الجالس..وسمعه يتمتم بعض كلمات .لم يستطع ان يفك شفرة لغتها.....وسمع.. من فحيح الصوت.كلمة...ارجو المساعده..قيلت بلكنة انجليزية مكسره...اعقبتها عبارة....انى اموت ارجو مساعدتى....وتحرك نحوه بدافع الشفقه محاولا مساعدته..وحين اقترب منه....انتفض ذلك الجسم.واسقطه بلكمه ارضا...وارتطم راسه بالارض ...فاحس بدوار وغفوه...وحين افاق بعد لحظات وجد نفسه ملقى على الارض..واستطاع ان يعالج الموقف بعد معاناه..وتفقد المكان.. بنظره..وحالة من الاضطراب قد افقدته التوازن والقدره على الاستيعاب...وسقطت يده على جانبه وتحسس جيبه..ولم يجد الموبايل ولا المحفظه...والتى وضع فيها المبلغ الذى استلمه من توفير الادخار.فى صندوق امينته محاسن التى يعرفها من هولندا قبل مجيئه هنا....وطاش عقله..انه تعرض الى حالة نصب ..مريعه...وتحرك فى حركه دائريه.ولامست قدماه ..المحفظه التى سقطت بالقرب منه...ورفعها..ووجدها كما هى...وبها المبلغ..ودارت نظراته حوله..فرى الموبايل ملقى على الارض فرفعه ووجده.. كما...هو... اذا ماذا حصل..؟؟..وسمع قهقهة ...من بعد...وراى الرجل..واقف على ناصية الشارع..وهو يردد بصوت اجش..كلما اغنيه...
من سقط اخير.ا هو الرغم..الخمسون... هذه الليله... من يستطيع.ان يسقط.. فى هذا الزمن المثقوب... السابله..بضربة قاضيه.. بعد منتصف الليل... مثلى..مثلى هكذا..هكذا..يا سابله..
وكان يرقص فى اهتياج..مرعب...وتوقف شعر الرجل .وتلك الهيئه الرجل تتجه اليه..ونازعه..خاطر الهروب جريا..ليتفادى اى صدام.وبدا..ينفذ الفكره....ولكن اوقفه.صوت. الرجل الهيئه... لا تفكر فى الجرى.هربا..فانا اسابق الريح.. جريا..وان حصلتك.سافصل رقبتك عن عنقك..هكذا... وبدا يشير بيديه بقوة..وتمكن.. مرعب.وهو يزداد قربا...وتجمد بيان صاحبنا...واحس بالخطر...واقترب منه الرجل...قائلا...
اعطينى..جنيها...واحدا...فقط... وهذا برضاء الخاطر..انا اسقط السابله...ولكن لا اسرقهم...ساسالهم بعد ان يفيقوا..اذا كانوا محظوظين..لان اغلب اللحظات يعبرون الى العالم الاخر..بضربة فى مقتل..انت محظوظ..مسافة اصبع..ونجوت ..والذين اسقطهم بلا حراك. واتركهم هنا... جثثا هامده...بعد ان اتبول.عليهم..سخرية من ضعغهم.. اعطنى.باوند.وإلا...!!
واعطاه الباوند...فاختفى الرجل فى سرعة البرق.... وتاخر البص...كثيرا..وخاف الرجل من مغبة الانتظار...وقرر ان يركض اختصارا..للوقت. وتفاديا للمشاكل ربما عاد هذا الرجل الذى تأكد من انه مختل العقل.وبدأ\ا الركض..واذا صفافير سيارة الشرطه تلاحقه...وتحاصره...ونزلوا..واحاطوا به..وفتشوه...ووجدوا المحفظه والمبلغ الضخم..والموبايل...وكروت ائتمان بنكيه وسالوه عن رقم التامين الخاص به وعن عنوانه..وعن وضعه القانونى..فاخبرهم بانه لاجىء.ولم يتم الفصل فى طلبه..ولم يجدوا معه اوراق ثبوتيه. تشير الى اى شىء...وسالوه. عن تاريخ ميلاده..واجروا اتصال سريعا...وساله الشرطى اين تعمل..فاخبره بانه عاطل.. بلغة ركيكه ومكسره..وتلعثم وهو يجاوب وكيف تعيش .كان السؤال الثانى..فاخبره انه يعيش على اعانة الدوله...
وكان السؤال من اين له.هذا المبلغ؟؟ وكيف تحصل على بطاقات الائتمان لعدة بنوك..؟؟ واخذوه..معهم.. ولا يزال التحقيق مستمرا..وتذكر هو المثل البلدى .. لا تهابش المحنون ولا تخلى المجنون.. يهابشك.....!!! هو الان فى ورطه..سببها ..محاولته لنجده الرجل الهيئه..المجنون...[/size]
|
|
|
|
|
|