|
ذكرى الآستقللا ! ثم ماذا اعددنا للسلام ؟؟
|
فرحة الوطن والوطنيين بنيل الاستقلال تتجدد غدا وبعد مرور تسعة واربعين عاما على ذكرى تحررنا من قبضة الأنجليز! وها نحن وقد انفرط عقدنا فى أرض الله بعيدا عن تراب الوطن الحبيب , نجتر آلآم الغربة والبعد عن الأحباب والأهل عنوة ! وما زالت بلادنا ترزح تحت استعمار آخر ! استعمار من بنى جلدتنا ممن اتخذوا من كرسى الحكم وطنا وقبلة , ونسوا الرعية ومن يحكمون ! وقتلوا وشردوا من كل الملل والقبائل , حتى صار ساكنو الوطن جميعآ أحياء بلا آمال , فصارت أعيادنا مآتم , واندثرت الآفراح فى ظل الأسى المخيم فوق البيوت وداخل القلوب ,وكثرت أعداد الأرامل واليتامى , وبات فى كل بيت فقيد وشهيد ! وتم اهمال التراث والثقافة , وتقهقر الفن والغناء , وحطمت معاول حفريات الآثار التى نعتوها بالآصنام ! ووئدت البراءة وعفوية التعامل بين الأفراد ! وصار التوجس والشك طائر يحلق فوق سماوات العلاقات العفوية المعهودة بين الجيران والموظفين والعاملين فى محال عملهم , لأنتشار ذيول الأمن وسدنة النظام ! وصار الناس يتأففون لمجىء الضيف بغتة , وقل الرماد فى المواقد ! وصارت مزعة اللحم حلما فى البيت السودانى !فى زمن صارت فيه كثير من الضروريات ترف وعمت الفاقة وكثر المتسولون ! ومع ذكرى الأستقلال تظهر فى الآفق تباشير ووعود بالسلام بعد دهور من الصراع وانهار دم سكبت غير مأسوف على ذويها من قبل الجناة الذين قد يطوون صحائفهم الممهورة بوفاق السلام بين بعضهم وخلفها تكمن جثث من زجوا دون اعتذار أو أسف ! ولكأن على الفقراء تقديم بنيهم هديآ وفداء للحاكمين وان كانوا قد جانبهم حسن التخطيط للمعركة !! أويسائل عامة الناس الحاكمين فى مصائر أبنائهم المستشهدين ؟ ولئن كان المقصود بالسلام كافة أنحاء الوطن , فماذا أعد له هؤلاء القائمون على أمر البلاد من عدة ؟ وهنالك نازحون كانوا قد فروا من ويل وثبور لا يدرون كنهه وقد تفرق دم ذويهم بين من ؟ ولا يدرون !! وهنالك مدن وقرى بأكملها تم تدميرها ولم يعاد بناؤها استعدادآ للعائدين ! وأميال من المزارع تم احراقها وتدميرها , وأهلها ينتظرون أكلها كل عام بعد جهد وعناء حرثوها , وفى رهق وهجير كانوا قد زرعوها , وحين آن أوان حصادها صارت هشيمآ ! وأغنام , وأبقار , ودواب أحرقت ونفقت بفعل غزو جيوش النظام الوطنية ! فمن لهم بتعويض ما فقدوا مت ثروات ؟ ومن للنساء اللآتى استبيحت حرماتهن نهارآ جهارآ ؟؟ وكيف تلتام جراح النفوس المنكسرة ؟ وكيف ترفع رؤوس رجال شامخين مرقت جباههم فى الوحل ؟ وكيف يمر أحتفال المسئولين بالسلام المزمع ابرامه على معتقلى النظام فى سجون الوطن وبيوت الأشباح ؟؟؟؟ وما هو طعم السلام على من تم اذلالهم وانتهكت حرماتهم فى السجون وبيوت الأشباح ممن تم الأفراج عنهم فى السابق ؟؟؟ وهل ضمن بنود السلام هذه ذكر لرد الحقوق ومحاكمة كل من اجرم فى حق المواطنين ؟ وهل عقب السلام يصير القرار للشعب , ام يستمر النظام فى الأنابة عن الشعب فى كل شيىء ؟ وهل يفسح الوطن مكانآ لبنيه الذين هجروه قهرآ وقسرآ ؟ وهل هنالك مكان للبراعم الذين تفرخوا فى المهاجر وصار لسانهم أعجميآ رغم جهد ذويهم , فتتقبلهم فصول خاصة اعتبارآ لأحتياجاتهم اللغوية أكاديميآ ؟ وهل وضع المسئولون فى الأعتبار الكم الهائل من العائدين من بلاد المهجر واحتياجاتهم الوظيفية كعمالة جديدة واحتياجاتهم الأسرية والتى ستضاف الى أكداس مآزق الوطن ؟ ثم ماذا عن المواصلات ؟ السلع التموينية ؟ المستشفيات والأدوية , وعدد قوة الأطباء والطبيبات بتخصصاتهم و والممرضات والممرضين ؟ وماذا عن الصرف الصحى مأزق الوطن المحزن والمخجل ؟؟؟ وماذا عن المدارس والكتب , والدفاتر والكراسات , والأقلام , والحقائب ؟؟؟ وماذا عن وسائل الأتصال ؟
وكل عام وانتم , والوطن بخير . والتهنئة لكم جميعآ بحلول ذكرى استقلال الوطن من ربقة الأستعمار . ست البنات .
|
|
|
|
|
|