بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة)

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 11:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ابراهيم الكرسنى(Dr.Ibrahim Kursany&ابراهيم الكرسنى)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2007, 01:48 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة)

    خواطر من زمن الإنتفاضة ( 13 )

    بيني وبين الأستاذ محمود محمد طه ... والوالدة " نفيسي بت عسمان " (الحلقة الأخيرة)

    د. إبراهيم الكرسنى

    كنت فى طريقي إلى منزل الإخوة الجمهوريين بأم درمان أتأمل في شخصية ومواقف هذه الشخصية الفذة . عندما أيد الأستاذ " ثورة مايو "، وهو السبب المباشر لعدم ذهابي لمقابلته في السابق، فقد أيدها بحماس وقناعة وشرف، وكما يقول أهلنا الطيبون، " الواضح ما فاضح " !! وحينما عارضها لاحقاً عارضها أيضاً بحماس وقناعة وشرف ، بل وقدم روحه الطاهرة فداءاً للشعب السوداني . إنه شخصية واحدة فى رجل واحد، وليس عدة شخوص في رجل واحد ، كحال معظم قياداتنا السياسية، التي تبدل جلدها، كما الحرباء، وفقا لمتطلبات الموقف السياسي !!

    ذهبت إلى الثورة بعد إطلاق سراح الأستاذ مباشرة، وقبل أن يصدر الأخوان الجمهوريين " منشورهم " الذي أسموه " هذا... أو الطوفان!!! " ، والذي أعتقد أنه قد شكل مرحلة فاصلة فى صراع قوى الإستنارة مع مجموعات الهوس الديني ، ليس على المستوى الفكري فقط ، وإنما على المستوى السياسي كذلك . أعتقد أن هذا المنشور، بالإضافة إلى المرافعة المقتضبة التي أدلى بها الأستاذ داخل “ المحكمة / المهزلة "، قد شكلا آخر طلقات " المدفعية الثقيلة " ضد قيام الدولة الدينية في السودان. وحينما تعطل " مدفع " قوى الإستنارة ، بإستشهاد الأستاذ ،فقد أتيحت الفرصة بالكامل لمجموعات الهوس الديني لفرض الدولة الدينية على الشعب السوداني ، من فوق أسنة الرماح !! أكد فرض الدولة الدينية من فوق فوهة البندقية، بأن الأستاذ محمود قد كان بالفعل القلعة الواقية للشعب من نيران مجموعات الهوس الديني ، مما أضطرها لهدم تلك القلعة بالمدفعية الثقيلة حتى تتمكن من فتح الطريق المفضي إلى قيام الدولة الدينية فى نهاية المطاف!! وقد كان لهم ما أرادوا بعد أن تواطئوا مع جعفر نميرى. وبالتالي فقد صار النميرى سدا بين قوى الإستنارة وبين الشعب السوداني، بدلا من أن يكون سدا بين الطائفية و الشعب، كما تنبأ بذلك الأستاذ محمود... فتأمل !!؟؟

    وصلت منزل الأخوان الجمهوريين بالثورة عصر أحد أيام النصف الثاني من شهر ديسمبر 1984 م. لا أتذكر بالفعل من الذي ذهب معي في ذلك الوقت. حينما دخلت المنزل، وجدت الأستاذ جالساً على كرسي، بينما تلاميذه و" حيرانه " جالسون على الأرض ، وهو بالطبع تقليد متبع راسخ عند الأخوة الجمهوريين، يدل على مدى إحترامهم وتوقيرهم للأستاذ. . حينما رآني الأستاذ انتصب واقفاً بقامته الفارعة ، وهو يرتدى " عراقي وسروال، ويتلفح ثوباً ". كانت ملابسه بيضاء ، ناصعة البياض ، وكأنه كائن ملائكي ، ثم أبتسم إبتسامة عريضة ، تذكرتها بتفاصيلها حينما شاهدت إبتسامته الصبوحة فى وجه جلاديه لحظة استشهاده . حييت الأستاذ تحية حارة ، ورد هو بأفضل منها ، حينما قدمنى له أحد تلامذته ، والذى لا أذكر أسمه الآن للأسف الشديد . أحسست بأن الأستاذ يعرفني منذ سنين ، وأعتقد أن هذا الإحساس ينتاب كل من تتاح له فرصة لقاء هذا الرجل الفذ . ولكن لهذا الإحساس سبب آخر . فقد كان شقيقي الجمهوري، سعد، يشبهني إلى درجة كبيرة، كلانا يعطى ملامح من الآخر لدرجة أن بعض الناس يخلطون فيما بيننا عند النظرة الأولى، وبالأخص في فترة الشباب. أذكر بهذه المناسبة حينما كان الأخ سعد يحضر فى إجازته السنوية من بور تسودان ، حيث كان يدرس فى مدرستها الثانوية ، كانت أهم توجيهات الوالدة، رحمها الله، له هو ضرورة تقديم واجب العزاء فيمن قضى نحبه من أهالي البلد وهو بعيداً عنها، بعد أن تقوم بحصرهم . أتذكر تماماً أن سعد يغفل راجعاً بعد فترة وجيزة لا تتناسب مطلقاً وعدد الوفيات التى ذكرت له ، فتبادره الوالدة بسؤال فى صيغة تعجب ، " ما شاء الله يا ولدى تراك خلصت بدرى " !! يرد الأخ سعد ، " والله يا يمه مشيت لى ناس فلان وفلان بس وجيت راجع " ، فتسأل بدورها بتعجب، " مالك يا ولدى ما تميتم " ؟ ! فيرد عليها الأخ سعد ، " والله يا يمه ما تميتم عشان الخيل تجقلب والشكر لى إبراهيم " !! ، بمعنى آخر كان الأخ سعد يقول بأنه لا فائدة من سعيه، حيث كلما يهم بمغادرة منزل العزاء، يقول له أهله، " بارك الله فيك يا إبراهيم " !!

    لذلك لم أندهش حينما تولد لدى إحساس بأن الأستاذ يعرفني منذ سنين ، نسبة للطف غير المعهود الذى يقابلك به، و الذي يفوق لطف السودانيين عند إستقبالهم لضيوفهم . حينما هممت بالجلوس أرضاً ، أمسك الأستاذ بيدي وأصر على الجلوس بجانبه على أحد الكراسي ، التى كان قد أحضرها أحد تلاميذه . حينما جلست بجانب الأستاذ لم يتولد لدى إحساس بالإختلاف أو التفرد عن بقية من هم جلوس على الأرض ، ولا ينبغي لي ، ولكن ما إنتابنى فى تلك اللحظة هو الإحساس بأننى في مرتبة " روحية " متقدمة، ولو قليلاً ، عن بقية الآخرين ، وإن كان ذلك لمجرد شرف الجلوس بجانب الأستاذ . سألنى الأستاذ عن أحوالي وأحوال أسرتي وعن أخبار الوالد والوالدة وبقية الأهل بشبا .

    عندها تولد لدى إحساس غريب، وكأنني أعرف هذا الرجل معرفة شخصية لسنوات طويلة خلت.وأحسست بألفة وحميمية تجاهه ، وبإنجذاب روحي غير عادى، وأنا في حضرته ، ذكرني ب " طيلسان " الوالدة العزيزة ، عليها رحمة الله، عندما إلتقته . بعد أن أديت واجب تحية خروجه من السجن ، والذي أمضى فيه قرابة العامين ، أذكر أننا تجاذبنا أطراف الحديث فى مواضيع عديدة ، ولكن ما علق بذهني هو نقاشنا حول قوانين سبتمبر الغبراء ، والتى أدخل الأستاذ السجن بسبب معارضته المبدئية والشرسة لها . أعتقد أن الأستاذ محمود قد علمنا جميعاً درساً عميقاً فى التأييد والمعارضة للأفكار والبرامج والمواقف السياسية . لقد علمنا أن نكون واضحين في الفكر حينما نؤيد وأن نكون أكثر وضوحاً من الناحية الفكرية حينما نعارض !! لقد إنطبق على موقف الأستاذ من قوانين سبتمبر بيت الشعر القائل :

    إذا كنت ذا رأى فكن ذي عزيمة فأن فساد الرأي أن تترددا !!

    وعندما كثر التردد عند قادتنا، كان هذا هو المدخل لدولة الفساد التى قضت على الأخضر واليابس في البلاد أو كادت !! أذكر جيداً ما قاله لي الأستاذ حول قوانين سبتمبر ، حيث قال ، " تعرف يا دكتور كل شر جواهو في خير، وربما أراد الله خيراً من وراء فرض النميرى لهذه القوانين ... إنشاء الله تبقى سبب عشان البلا يزول من البلد " !! كان ذلك قبل حوالي الثلاثة أسابيع من إستشهاده، وحوالي الأربعة أشهر من الإطاحة بالنظام المايوي ... فتأمل !!

    لم أكن مقتنعاً برأي الأستاذ فى ذلك الوقت ، أو حتى عند لحظة إستشهاده ، بقرب إنفراج الأزمة، ولكنني لم اقتنع بزوال البلاء إلا عندما تمت الإطاحة بنظام مايو تماماً بإنتصار إنتفاضة أبريل المجيدة، وحينما تغنى الأستاذ وردى برائعة محجوب شريف ، " بلا وإنجلى " !! حينها فهمت تماماً " رؤية " الأستاذ فى زوال البلاء من فوق أرض السودان، وعن جماهير شعبه، بعد ما يقارب السبعين يوماً من إستشهاده !! فيا لها من رؤية تفسر عقوداً من الفواصل الروحية بيني وبين الأستاذ !!
    وحينما هممت بالخروج قبيل صلاة المغرب بقليل ، أخذ الأستاذ بيدي إلى خارج المنزل ثم ودعني وداعاً حاراً عند باب عربتي ، قبل أن يغفل راجعاً إلى داخل المنزل ، ولكن بعد أن تأكد تماماً من أن العربة قد غادرت الحدود الجغرافية للمنزل ،وهو المهندس العالم تماماً بتلك الأمور. لا أذكر أنني قد مررت بموقف مشابه، إلا حينما قمت بزيارة العارف بالله الشيخ عبد الرحيم البرعى ، شيخ الزريبة ، عليه رحمة الله ورضوانه ، والتى سوف أروى تفاصيلها فى مناسبة أخرى بأذن الله . حينما أقارن موقف هاتين القمتين الروحيتين بمواقف زعماء " دينيين " آخرين ، لم يقوموا حتى بواجب الوداع عند باب المنزل ، حينما قمت بزيارتهم فى منازلهم بصحبة عدد من الإخوة ، يتأكد لي تماماً الفارق الكبير بين المواقف الروحية المتأصلة فى الإنسان المتدين بحق ، وبين المواقف " المتمسحة " بالدين، عند السياسي بحق ... ويا له من فارق !!

    ظلت حرارة وداع الأستاذ تسرى فى روحي ودمى منذ ذلك الحين ! وأعتقد أن هذه “ ترهات " لا يفهمها إلا أهل التصوف !! ولا زلت أذكرها حينما أتذكر الأستاذ، أو حينما تمر ذكراه العطرة سنوياً علينا ، والتى سوف أفرد لها حلقة خاصة من هذه السلسلة بإذن الله . ما كنت أعتقد بأن الأستاذ سوف يودع الدنيا بأكملها بعد وداعي له بنحو ثلاثة أسابيع فقط ، وكنت سأكون حاسراً بقية عمري كله لو لم أقم بمقابلة الأستاذ ، ولو لبرهة قليلة، مثل تلك التى شرفني بها وأمضيتها فى معيته ، قبل إستشهاده، و التى يكاد وقعها على يعادل عقودا من الزمن !! أصدر الأخوة الجمهوريين منشورهم ذائع الصيت ، " هذا ... أو الطوفان!! " بعد فترة وجيزة من زيارتي للأستاذ، والذي أعقبه إعتقاله مرة أخرى، ومن ثم إستشهاده ، على نحو ما هو معروف . لكن ما يتمنى من هذا الحدث هو الموقف الذي تعرضت له الأسرة، جراء ما خلفه من مواقف درامية، وبالأخص ما تعرضت له الوالدة العزيزة، عليها رحمة الله ورضوانه.


    أعقب إستشهاد الأستاذ إعتقال معظم الأخوان الجمهوريين فى جميع أنحاء البلاد ، حضرها وريفها على حد سواء . بل فى حقيقة الأمر لقد قام بعض الأخوان بتسليم أنفسهم إلى السلطات المختصة بعد التنفيذ مباشرة . وقد كان من ضمن المعتقلين أشقائي، سعد وخليل ، الذين تم ترحيلهم من شبا إلى سجن مروى ، التى يفصلنا عنها نهر النيل العظيم . وما يتمنى أكثر ليس موقف أشقائي فقط ، لأنه قد تم باختيارهم، وهم فى كامل وعيهم ، ولكن ما يهمنى فى حقيقة الأمر هو موقف الوالدة العزيزة ، عليها رحمة الله ، لأنه كان قد فرض عليها تماماً .

    تم إعتقال أشقائي بتهمة الردة والخروج عن الملة !! حينما يتم إتهام أحد بالردة فى قرية نائية من قرى السودان ، فإن هذا يعنى فى واقع الأمر ، إتهامه بالكفر الصراح . فلكم أن تتخيلوا موقف والدتي العزيزة، عليها رحمة الله، حينما تم إتهام فلذات كبدها بالكفر . لم يكن أحد فى شبا بأجمعها يصدق بكفر سعد وخليل ، ليس لمعرفتهم الشخصية بهما ، وما يتمتعان به من أخلاق رفيعة وسمعة طيبة ، ليس داخل قرية شبا وحدها ، وإنما على نطاق المنطقة بأكملها ، حيث إنهما أحفاد الشيخ أحمد الكرسنى ، " تور الجبل " و " راجل البركل " الذي مدحه حاج الماحي فى قصيدته المشهورة " التمساح " ، أو " يا رحمن أرحم بى جودك " ، حيث قال :

    شي لله يا راجل البركل يا قايم بالليل ما بتكسل
    يا عايم بالله توكل قول للدود من بلدي أتفضل
    وحيث تغنى بمآثره الروحية الشعراء والفنانين ، حينما تغنى بأحد تلك المآثر الفنان عثمان اليمنى فى أغنيته " إنبقت طابت "، حيث قال :

    يابا ود الكرسنى الحر جات حرارتا نيران جمر
    يندهوك فى المالح المر يا بطل تصلح وما بتضر

    كان كل أهالي شبا يتساءلون فى ذلك الوقت، هل يمكن أن يأتي حين من الدهر يتشكك فيه أحد فى إسلام أحفاد مثل هذا الرجل ؟ ومن من ؟ من قبل رجل لم يعرف عنه التدين أو الصلاح أو التصوف أو حتى الصدق فى لحظة من حياته !!

    لقد كان الموقف برمته قاسياً على النفس، وبالأخص على نفس الوالدة العزيزة، رحمها الله. ولكن أقسى المواقف على نفسها كان كما روته لي بنفسها، حينما ذهبت إلى مروى لمقابلة أشقائي بسجنها. لقد صادف ذهابها فى ذلك الوقت ذهاب والدة أحد أشقياء المنطقة، التي كانت تود زيارة إبنها المعتقل بسجن مروى بتهمة القتل . وحينما وصلن إلى إستقبال السجن كانت لحظة القسوة والذهول .فقد أتى السجان بذلك الشاب ، مكبلاً بالأغلال ، لمقابلة والدته ، ثم رفض طلب الوالدة لمقابلة فلذات كبدها بحجة أن هناك أمراً مشدداً من السلطات بعدم السماح بمقابلتهم ؟ !! ماذا كان يعنى ذلك فى واقع الأمر ؟ دلالة هذا الموقف تعنى بأن " الجرم " الذي إرتكبه أشقائي هو أكبر بكثير من جريمة القتل ... فتأمل !! . وهنا تظهر قوة شخصية والدتي، عليها رحمة الله، ورجاحة عقلها. فقد تقبلت المسألة برضاء تام، ثم إنتظرت تلك المرأة حتى نهاية وقت الزيارة ، فرجعت معها ، " الحجل بالرجل " ، إلى " الحلة " !!، لم تبدى أي تبرم أو إستياء ، كما لم تبدى تلك السيدة الجليلة أي نوع من الشماتة هي الأخرى !! ما أعظمهن من أمهات!!

    لقد ظلت الوالدة العزيزة تدافع عن الأستاذ بشدة، وعن مواقفه، وعن " صلاحه "، بكل ما أوتيت من قوة ، وكذلك عن موقف أبنائها ... فى تلك الأيام العصيبة ، وحتى وفاتها . قبل مغادرتي الخرطوم متوجهاً إلى شبا ، لرؤية أشقائي ، ولدعم موقف الوالدة، رحمها الله، ولتعزيز صمودها ، طلب منى الأخ العزيز الدكتور عبدالله أحمد النعيم ، له التحية والإحترام والإجلال ، التريث قليلاً حتى يفرغ من الإتفاق غلى الصيغة النهائية لموضوع " الإستتابة " ، مع السلطات المختصة ، لكيما أحمله معي للتوقيع عليه من قبل أشقائي، بإعتبار أنه الموقف الموحد للأخوة الجمهوريين على نطاق القطر بأكمله . وبالفعل فقد إنتظرت حتى حملت وريقة " الإستتابة " معي ، ومن ثم غادرت إلى " البلد " .

    وصلت قرية شبا وقد هالني، بل أذهلني، صمود الوالدة العزيزة، عليها رحمة الله. على الرغم مما كانت تمر به من ظرف حرج، إلا أنها أبدت ، على الأقل أمامي ، رباطة جأش، و بسالة، كانت مصدر إعجابي وفخري . ولكن ما أذهلني حقاً هو رفض الأخ سعد التوقيع على" وثيقة الإستتابة " فى بادئ الأمر. فقد كان الأخ سعد ، ولايزال كما أعتقد، جمهورياً " على طريقته الخاصة" ، على حد وصف أستاذنا الطيب صالح لصديقه " منسي "، كما أسلفت القول فى الحلقة السابقة !! ولكن بعد جهد جهيد، وقع الأخ سعد أخيراً على "وثيقة الإستتابة"، وتبعه الأخ الخليل فى التوقيع، ومن ثم تم إخلاء سبيلهما، بعد أن تم إرجاعهما إلى " حظيرة الدين " !! و لكن أي دين و أي حظيرة؟! بعد أن كانت " القصة " على لسان بعض سكان" الحلة " هي " كفر ولاد كرسني " ، أصبحت بعد توقيع وثيقة " الإستتابة "، "رجوع ولاد كرسني للدين "... فتأمل !! حينما يسلط الله بعض " جهلاء " الأمة عليها ، حينها تختل كل الموازين ، وبالأخص الدينية والأخلاقية والإجتماعية منها !! من هنا يأتي موقفي المبدئي الرافض للدولة الدينية، وتحت أي مسمى أو ذريعة كانت، ليس من ناحية فكرية وحسب، ولكن من تجربة شخصية وأسرية عشتها واقعاً معاشاً مريراً.

    لقد أعجب الجميع بموقف الوالدة العزيزة ، رحمها الله ، أيما إعجاب، وبالأخص لبعد نظرها وصمودها ومواقفها الباسلة حيث كانت تقول لهم ، بينما كانت أزمة أبنائها فى أوجها ، " والله الكافر يا هو النميرى دا ... مو محمود ... والله الكلام البقول فيهو دا كلو كضب ... عاد أنا مو مشيتلو فى بيتو وشفتو "!! أعتقد أنها كانت تسترجع حينها " قصة الطيلسان" تلك !!

    لذلك وحينما أختار الله إلى جواره هذه المرأة الصنديدة، نفيسي بت عسمان ، رحمها الله رحمة واسعة و أدخلها فسيح جناته، رثيتها بأبيات، نشرت من قبل بصحيفة "الخرطوم" الغراء، حينما كانت تصدر من القاهرة، إرتأيت إعادة نشرها هنا بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لرحيلها عن هذه الفانية ، والتي ستصادف السابع والعشرين من أبريل الجاري ، وكذلك بمناسبة يوم الأم الذي مر علينا قبل أيام قليلة.



    في رثاء المرحومة

    الوالدة العزيزة

    نفيسى بت عسمان



    عليكم الله شوفو نفيسي بت عسمان وكان شفتوها شفتو ملايكة الرحمن
    مرةً راسي فوق إيمانا زايدي أمان وضل إيمانا عاد مو غطى كل بكان
    وضلاً بادي من تنقاسى لا عن نورى لمدرمـــــــــــــــــــان
    وحات أسم الله شامل الدنيا لا عن مسقط السلطــــــــــــــــــــان
    .....
    وجيها الصافي ديمة مندى نداهو يسيل يبل الصحراء والخــــــــيران
    وعيونن لامعة ديمة تضوي تشوفها تقول سما الســــــــــــــــــــودان
    ....
    مرةً شايلى هم الناس صغير وكبير وقاسى تفرز الحبان من الجــــــــــيران
    إيدا طويلي للمحتاج محل ما كان وخيرا كتير يشبع للبيجيها جعــــــــان
    ديمة تشوفا عند الدوكى تعوس فى الكسرى والقراصة للضيفــــــــــان
    لا بتكلى لا بتملي لا زهجن عليكى يجى بسيمتك ديمة كاسي الوش تزيدو أمان
    .....
    مرة ً ما بتعرف الخوف ، تشيل السيف كل الشافا قال من أشجع الفرســـــــــــان
    تدافع ديمة للمظلوم وكل الناس ، حقوق " جادين" مقدسة زى حقوق " رغمـــــــان "(1)
    أماني الليلة عاد ما إتهز كل محتاج وأماني إتيتمو الأطفال وفقدو حنــــــــان
    يدخلو البيت كواريكن تجيك في إضنيك يمه نفيسي زيدي الكسرى والتبــــــــــان
    .....
    يمين ديك ساعة مناك كل يوم ، تملحي فى الصحانه الجد كبيرة ما بيشلا بكان
    تشيلي تغرفي من غير حد ، تخسمى فى الخلق من جم عليكم الله يا الحبـــــــــــــان
    عليكم الله كان درتو الزيادة تجو ، والحلل الكبار مليانة ديمة بتغلى للصرمـــــــان
    يغشاها الغريب والجار ، وكل الجاكى فوق إيمانو زدتى أمــــــــــــــان
    يدخلو عليكى بإطمئنان ، يحلفو عديل شافو ملاك فى شكل إنســــــــــــــــــــان
    ......
    صبحت يتيم يما نفيسي بعد ما كنت كلى حنـــــــــــــــــــــــــان
    وما إتيتمت يما براى يمين إتيتم الســــــــــــــــــــــودان
    هو السودان بلاكم كيف ؟ يمين بس صحراء بس.. قــــــيزان
    .....
    طريتك يما يوم العيد طريت قعدتنا فى الحيشـــــــــــــــــــــــان
    طريت الو نسى نص الليل حجاكى يطول كلامك أصلو ما سلطـــــــــان
    طريتو تمودنا والقنديل جنايناً تحكى للتاريخ عن الفرســــــــــــان
    ....
    أهلنا الديمه شايلين لى هموم الناس يفرجو كربة الضايق ويزيدو أمـــــــــــان
    خلاويهم تضوي الليل وديمه ملانى بالحيــــــران
    عاد ما هم شيوخ الفقرا عاد من جم ، سلوكن أصلو هو القـــــرآن
    وزولة ً جاى من ناس ديل سعيدي واحلالا كمـــــــــــــــــــــــــــــــــــان
    والجبل الحواكى سعيد سعادة ً زى عريس فرحـــــــــــــــــــــــــان
    ....
    رقدتي مع جدودي الجد ، ومع الصالحات خصوصاً .. فاطنى بت شنــــــــــــــــــــــان (2)
    صلاحك بان فى يوم الوقفة يوم عرفات رويحتك ماشى يوم الرحمة للرحمــــــــــــن (3)
    صلاحك بان فى طوفك عاد على الحبان من بدريي لا عن فاطني وليد كبدك غشيتي كمان(4)
    .....
    أرقدي إرتاحى من غير هم وبالك ما يكون مشغول من تالانا من كل شان
    وناس " شبا " ما بقصرو عاد وقفو معاك وشايلنك يمين بالله فى الأحضان
    وردو جميلك المعروف ، وكل زول قال نفيسي دى هول الناس فى كل بكـــــان
    أرقدي إرتاحى يما خلاص ، بناك شامخ ما بتهزا بى ساهل فى كل زمــــــــان
    أرقدي ... نفيسي بت عسمان وكان شفتوها شفتو ملايكة الرحمـــــــــــــن

    ...................................................

    (1) جادين سعيد من الأقليات التى لا تملك أرضاً زراعية بمنطقة " شبا " ، ومحمد أحمد رغمان أبن عمة الفقيدة .
    (2) المرحومة فاطمة أحمد عبد الحميد الكرسنى ، توفيت قبل الفقيدة بفترة وجيزة للغاية ، وقد دفنتا جنباً إلى جنب بمقابر جبل ود الكرسنى .
    (3) توفيت المرحومة صباح السبت وقفة حجاج بيت الله الحرام بجبل عرفات فى التاسع من ذى الحجة لسنة 1416 ه الموافق 27 أبريل 1996 م .
    (4) إبنتا الفقيدة الأولى تعيش بمدينة " رأس تنورة " بالمملكة العربية السعودية والثانية بمدينة الدامر بالسودان .

    إبراهيم الكرسنى
    الجمعة 3 مايو 1996 م
    مسقط سلطنة عمان




    كما قام برثائها الأخ العزيز، والشاعر الجمهورى المطبوع، الأستاذ العوض مصطفى ، له التحية والإعزاز والتجلة، بقصيدة معبرة أود نشرها هى الأخرى . كما يجب التنويه هنا بأن الأخ العوض كان قد إلتقى المرحومة عند زيارتها لى بمدينة مسقط فى عام 1995.


    أخى الحبيب إبراهيم

    تحيتى ومحبتى

    يودع الإنسان الإحبة ، يعتصره الألم ... وتتولى الوالدة مقدمة الركب ... لا يجد الإنسان معها فكاكاً من هذا الألم ... تنبشه الأيام ... فيخرج دموعاً نفرغ من خلالها أحزاننا فى عالم ملؤه الحزن ... وهذه مشاركتى فى فقد أحس بأنه فقدى ... فقليل اللحظات التى قضيتها مع المرحومة حفرت صورتها داخلى ... لك حار عزائى وللأسرة المكلومة .


    يا إبراهيم قريته رثاك للوالدة الحبيبـــــــــــــــة
    ويا جبار كسور الناس تخفف ها النصيبــــــــــة
    تثبت للقلوب مكلومة كفكف صوت وجيبـــــــــه
    ويا الصلاح تبارو نفيسة .. جاياكم غريبــــــــة
    بتعرفوها كان شفتوها زينة وكيف عجيبـــــــــة
    سودانية من أقدامها تب لا عن سبيبــــــــــــــــه
    بتعرفوها قدامية فى الحارة وقريبـــــــــــــــــــة
    وكان شفتوها روقة فى الكلام راسية وأديبــــــــة
    موية النيل هناك ساقاها من عكرابة طيبــــــــــه
    ومن خصب الجروف روحاً ترفرف زين خصيبه
    بتعرفوها لا بتضارى .. لا بتدى الحبيبـــــــــــــة
    وصالحة صلاحا لا بيندس ، ولو هين نصيبـــــــه
    ومن وسط الخلوق معروفة عطايا ونجيبــــــــة
    أصبر يا سعد أمك مشت داراً رحيبــــــــــــــــة
    وأمك يا الخليل ببراها حب الناس معشش فى قليبه
    ويا البنوت أمسكن – فى العقاب دايماً – دريبـــــه
    ويا محمد عزاكم فيها راحت لى حبيبــــــــــــه
    ويا إبراهيم زيارته ليك ترد الروح تجيبـــــــــه
    والموت أصله حق فوق الرقاب يا خوى ضريبة
    أبرد يا الكريم ناراً يوج فى الجوف لهيبــــــــه
    ويسر للولاد صبراً على فقد الحبيبـــــــــــــــة
    وللجيران وللحبان مبارين عنقريبــــــــــــــــه
    وأنزله فى المقامات العلية العاجى طيبـــــــــه
    دروباً ساهله ما تلاقيها فيها ولا كريبـــــــــــه


    العوض مصطفى
    مسقط – الجمعة 17/5/ 1996 م

    ألا رحم الله الوالدة العزيزة نفيسة عثمان محمد بابكر و الأستاذ محمود محمد طه و أحسن إليهما و أسكنهما فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء وحسن أؤلائك رفيقا... آمين يا رب العالمين.

    د. إبراهيم الكرسنى

    18/4/2007
                  

04-18-2007, 07:08 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50056

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: ابراهيم الكرسنى)

    "تلحق الزول رمشة العين"

    لسع ما تميت.. وسأعود يا عزيزي إبراهيم.. فلدي بعض التصحيحات الصغيرة في هذه الكتابة الوثيقة..
                  

04-18-2007, 07:57 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50056

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: ابراهيم الكرسنى)

    لك الشكر مرة أخرى على السرد والحكي الممتع..

    قولك:

    Quote: ولكن ما علق بذهني هو نقاشنا حول قوانين سبتمبر الغبراء ، والتى أدخل الأستاذ السجن بسبب معارضته المبدئية والشرسة لها .


    في الحقيقة الأستاذ محمود والجمهوريون اعتقلوا قبل إعلان قوانين سبتمبر 1983، وكان السبب هو كتاب "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة".. لقد عرفت السلطة أنها لا تستطيع أن تدين الأستاذ والجمهوريين بأي تهمة بسبب ذلك الكتاب.. وفي أثناء الإعتقال تم فرض قوانين سبتمبر وبدأ تطبيقها.. وقد عارضها الجمهوريون في كتاب "الموقف السياسي الراهن" الذي صدر في مارس 1984، ومنشورات أهمها منشور صدر في أغسطس 1984.. وحاولوا رفع قضية دستورية ضد تلك القوانين بوصفها مخالفة للدستور السائد يومئذ ولكن قضاة المحكمة العليا رفضوا القضية.. لم يكن أمام السلطة سوى التآمر لتصفية الأستاذ بإدانته بتهمة أخرى وهكذا تم إطلاق سراح الأستاذ والجمهوريين وأعيدت إليهم ماكينة الطباعة الرونيو التي كانت قد صودرت بعد كتاب "الهوس".. لقد كانت السلطة تعرف أن الجمهوريين سيعارضون قوانين سبتمبر وهو ما قد حدث بالفعل..

    Quote: أعقب إستشهاد الأستاذ إعتقال معظم الأخوان الجمهوريين فى جميع أنحاء البلاد ، حضرها وريفها على حد سواء . بل فى حقيقة الأمر لقد قام بعض الأخوان بتسليم أنفسهم إلى السلطات المختصة بعد التنفيذ مباشرة . وقد كان من ضمن المعتقلين أشقائي، سعد وخليل ، الذين تم ترحيلهم من شبا إلى سجن مروى ، التى يفصلنا عنها نهر النيل العظيم . وما يتمنى أكثر ليس موقف أشقائي فقط ، لأنه قد تم باختيارهم، وهم فى كامل وعيهم ، ولكن ما يهمنى فى حقيقة الأمر هو موقف الوالدة العزيزة ، عليها رحمة الله ، لأنه كان قد فرض عليها تماماً .


    في الحقيقة معظم الجمهوريين والجمهوريات الذي اعتقلوا تم اعتقالهم يوم الخميس 17 يناير بعد إذاعة خطاب النميري بتأييد الحكم على الأستاذ محمود والجمهوريين الأربعة.. الذين اعتقلوا كانوا في منازل الأخوان الجمهوريين المعروفة بالحروف "أ" "ب" "ج" و "د" إضافة إلى كل النساء اللائي كن موجودات في منزل الأستاذ محمود، بل حتى الأطفال..
    ولكن كلامك جزء منه صحيح فبعض الجمهوريين في الأقاليم البعيدة تم اعتقالهم بعد تنفيذ الحكم.. وهذا ما حدث لنا في مدينة الأبيض .. فقد تم القبض على الجمهوريين الذين كانوا في مدينة الأبيض وكنت أحدهم، بعد حوالي أسبوعين من التنفيذ، وأذكر من الآخرين الأخ أحمد بكر والأخ محمد مجذوب فضيل والأخ صديق محمد المهدي وآخرين ضاعوا من ذاكرتي.. وقد كان موقفنا أيضا هو عدم التوقيع ولم نوقع ولكن الغريبة أنه أطلق سراحنا ولم يستمر إعتقالنا.. يبدو أن اعتقالنا حدث بعد أن أطلق سراح الجمهوريين الآخرين من الحبس في مراكز الشرطة في العاصمة..


    Quote: قبل مغادرتي الخرطوم متوجهاً إلى شبا ، لرؤية أشقائي ، ولدعم موقف الوالدة، رحمها الله، ولتعزيز صمودها ، طلب منى الأخ العزيز الدكتور عبدالله أحمد النعيم ، له التحية والإحترام والإجلال ، التريث قليلاً حتى يفرغ من الإتفاق غلى الصيغة النهائية لموضوع " الإستتابة " ، مع السلطات المختصة ، لكيما أحمله معي للتوقيع عليه من قبل أشقائي، بإعتبار أنه الموقف الموحد للأخوة الجمهوريين على نطاق القطر بأكمله . وبالفعل فقد إنتظرت حتى حملت وريقة " الإستتابة " معي ، ومن ثم غادرت إلى " البلد " .


    شكرا لإضافة هذه الشهادة الهامة.. فقد كانت هناك مشاورات بين الجمهوريين وبين النيَّل أبو قرون وعوض الجيد وكان الأخ د. عبد الله أحمد النعيم هو الشخص الذي يتحرك بين الأستاذ سعيد والجمهوريين وبين النيَّل وعوض الجيد.. وقد تم الإتفاق أخيرا على صيغة ليست هي "استتابة" بقدر ما هي تعهد بعدم مواصلة النشاط الجمهوري في المعارضة.. ربما يتمكن أحد من إيجاد صيغة ذلك التعهد..

    قصيدة "التمساح" قصيدة عجيبة وقد كان أخونا صديق المنصوري يؤديها في غرفة البالتوك في صالون الجمهوريين.. ونحن نقول الآن:

    شي لله يا راجل البركل يا قايم بالليل ما بتكسل
    يا عايم بالله توكل قول للدود من بلدي أتفضل

    "إيد الحق صابونة وليفة"
    .......
    ونحن بعاد لحِّقنا القيفة..

    وشكرا
    ياسر






                  

04-18-2007, 09:08 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: ابراهيم الكرسنى)

    أخى العزيز ياسر
    أشكرك جدا على الإضافة القيمة.

    كلمة إستتابة هى إختيارى لوصف تلك " الوريقة"، وقد أسميتها كذلك بناء على جلسة " الإستتابة" التى تم عقدها للأخ عبد اللطيف عمر وصحبه الميامين، ولكنى لا أتذكر محتواها تماما، بل أتذكر مقصدها فقط. لذلك أشكرك كثيرا على توضيح ما أحتوت عليه، كما أرجو ممن يمتلك نسخة منهاالقيام بنشرها تعميما للفائدة.
    الشكر أجزله عزيزى ياسر مرة أخرى.
    إبراهيم
                  

04-18-2007, 10:14 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50056

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: ابراهيم الكرسنى)
                  

04-19-2007, 06:16 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: ابراهيم الكرسنى)

    أشكرك عزيزى ياسر على التعديل التقنى و أتمنى أن يستمر سرد مثل هذه القصص ذات الدروس والعبر.
    إبراهيم
                  

04-22-2007, 02:02 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: ابراهيم الكرسنى)

    up
                  

04-22-2007, 10:01 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: ابراهيم الكرسنى)

    فوق لمزيد من القراءة
                  

04-22-2007, 10:43 PM

علاء الدين صلاح محمد
<aعلاء الدين صلاح محمد
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 4804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: أخذ الأستاذ بيدي إلى خارج المنزل ثم ودعني وداعاً حاراً عند باب عربتي ، قبل أن يغفل راجعاً إلى داخل المنزل ، ولكن بعد أن تأكد تماماً من أن العربة قد غادرت الحدود الجغرافية للمنزل ،وهو المهندس العالم تماماً بتلك الأمور. لا أذكر أنني قد مررت بموقف مشابه، إلا حينما قمت بزيارة العارف بالله الشيخ عبد الرحيم البرعى ، شيخ الزريبة ، عليه رحمة الله ورضوانه ، والتى سوف أروى تفاصيلها فى مناسبة أخرى بأذن الله . حينما أقارن موقف هاتين القمتين الروحيتين بمواقف زعماء " دينيين " آخرين ، لم يقوموا حتى بواجب الوداع عند باب المنزل ، حينما قمت بزيارتهم فى منازلهم بصحبة عدد من الإخوة ، يتأكد لي تماماً الفارق الكبير بين المواقف الروحية المتأصلة فى الإنسان المتدين بحق ، وبين المواقف " المتمسحة " بالدين، عند السياسي بحق ... ويا له من فارق !!
                  

04-22-2007, 11:39 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: ابراهيم الكرسنى)

    من هنا يأتي موقفي المبدئي الرافض للدولة الدينية، وتحت أي مسمى أو ذريعة كانت، ليس من ناحية فكرية وحسب، ولكن من تجربة شخصية وأسرية عشتها واقعاً معاشاً مريراً.


    وانا معاك يا دكتور القراية سلسه وممتعه
                  

04-23-2007, 03:19 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بينى... وبين الأستاذ محمود محمد طه... و الوالدة "نفيسسى بت عسمان" (الأخيرة) (Re: ابراهيم الكرسنى)

    الإخوة الأعزاء علاء الدين وصبرى

    أشكركم جدا على المرور.
    إبراهيم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de