الحملة الإنتخابية... مارس 1986... و "مشائخ الأحزاب" !!

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 12:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ابراهيم الكرسنى(Dr.Ibrahim Kursany&ابراهيم الكرسنى)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-08-2007, 08:29 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحملة الإنتخابية... مارس 1986... و "مشائخ الأحزاب" !!

    خواطر من زمن الإنتفاضة ( 10 )

    الحملة الإنتخابية ... مارس 1986 م ... و" مشائخ الأحزاب " !!

    د. إبراهيم الكرسنى

    حدد المجلس العسكري الإنتقالى ، بعد نجاح الإنتفاضة ، المرحلة الإنتقالية بعام واحد يتم بعده إجراء الإنتخابات ومن ثم تسليم السلطة للقيادة المنتخبة . لقد تضاربت الآراء فيما بين القوى السياسية حول الفترة الزمنية للفترة الإنتقالية . فقد رأى البعض منها ، وهى فى معظمها أحزاب يسارية ،أن عاماً واحداً ليس كافياً لإزالة " آثار مايو " فى جميع المجالات، حتى يتم عقد إنتخابات حرة ونزيهة مع تكافؤ الفرص بين الجميع . وقد رأى البعض الآخر ، وبالأخص الجبهة الإسلامية القومية ، أهمية الإلتزام بالعام الواحد الذى حدده المجلس العسكري ، باعتباره عهداً قطعه المجلس على نفسه، وقد عاهد الله عليه، ولابد من الإيفاء بذلك !!

    مارست الجبهة الإسلامية القومية ضغطاً هائلا على قيادة المجلس العسكري ، ليس فقط من أجل الإلتزام بفترة العام الواحد ، وإنما الأهم من ذلك بكثير، القبول بمعظم ما جاء بمقترح القانون الإنتخابى الذى تقدمت به الجبهة، من بين جميع المقترحات التى تقدمت بها بقية القوى السياسية . وبالفعل فقد أصدر المجلس العسكري قانون الإنتخابات، الذي لم يختلف فى جوهره كثيراً عن المقترح الذي تقدمت به الجبهة ... فتأمل !! وقد كان أسوأ قانون إنتخابى يسن ويعتمد قى تاريخ البلاد . أتت نتائج الإنتخابات، بالفعل، وفقاً لتطلعات وآمال الجبهة، حيث شكلت أكبر كتلة نيابية داخل البرلمان . فبماذا كافأت الجبهة رئيس المجلس العسكري ونائبه، اللذان كان لهما القدح المعلى فى إعتماد قانون الإنتخابات . منحت الجبهة المشير سوار الدهب رئاسة منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية ، والتى لازال يتمتع بها حتى وقتنا الراهن ، وكافأت نائبه تاج الدين عبدالله، بمنحه رئاسة مؤسسة شباب البناء ، وكلا المنظمتين يعتبران بمثابة أذرع الجبهة فى ساحة " الجهاد المدني " !!

    لماذا أصرت الجبهة على الإلتزام بالعام الواحد للفترة الإنتقالية ؟ . تنبهت الجبهة إلى أهمية توفير المقومات الأساسية لضمان تحقيق النجاح فى الإنتخابات، وهى تتمثل فى الآتي : المال – حسن التنظيم – الإعلام .

    إن توفر هذا " الثالوث " بنجاح، فى يد أي تنظيم سياسي، سوف يمكنه من تسجيل أكبر عدد من الناخبين . وإذا ما عرفنا أن مرحلة التسجيل هي المرحلة الحاسمة فى تحديد من سيكسب المعركة ، لأدركنا حسن تدبير الجبهة لها منذ البداية . لقد توفر للجبهة كل مقومات النجاح لخوض المعركة الإنتخابية ، أي إجتمع بين أيديها أضلاع " الثالوث " الحاسم والذي أدارته بكفاءة عالية ومنقطعة النظير !! هذا فى الوقت الذى لم يتوفر لدى منافسيها من الأحزاب الأخرى سوى " الفتات". وحتى عند هذا المستوى لم يتجاوز من توفر له من الإمكانيات، حدود واحد من أضلاع “ الثالوث " القاتل. إن " دائرة الإنتفاضة " التي أجمعت فيها جميع الأحزاب على مرشح واحد ، وهو السيد حسن شبو ، لمنازلة الدكتور الترابي يقف دليلاً على صحة ما نقول .

    مارست الجبهة كل أساليب الدهاء المتوفر لديها لضمان نجاح الترابي فى تلك المعركة ، بما فى ذلك إعلان ترشيحه فى تلك الدائرة قبل ساعات فقط من قفل باب الترشيح ، مما حدا بصحيفة الميدان أن تحمل عنواناً معبراً على صفحتها الأولى صبيحة اليوم التالي لترشيحه، مفاده " وما ذنب سكان الصحافة " ... أو نحو ذلك !! أعتقد بأن الجبهة قد أعدت عناوين صحفها ، وبالبنط العريض ،إستعدادا لفوز الترابي، لتقرأ كالآتي ، " وهزم الأحزاب وحده " !! لكن إرادة الله الغالبة ، وإرادة أهالي جبرة والصحافة ، وصمود تحالف بقية الأحزاب، وتجاوزها لمصالحها الحزبية الضيقة ، فى موقف نادر الحدوث ، قد قاد إلى هزيمة الترابي هزيمة ماحقة .

    فى حقيقة الأمر لم تكن تلك الهزيمة للترابي فى شخصه فقط ، بل، فوق ذلك، كانت هزيمة للجبهة الإسلامية القومية برمتها ، حيث كان الترابي هو الزعيم السياسي الوحيد لأحد الأحزاب الكبيرة الذي لم يتمكن من دخول البرلمان بصورة منتخبة . فهو دائماً يدخله إما من فوق ظهور الدبابات ، أو إعتماداً على عوامل التقارب الفكري والمصاهرة ... فتأمل !! لكن دخوله البرلمان منتخباً بأعلى أصوات دوائر الخريجين فى الإنتخابات التى أعقبت ثورة أكتوبر، لم يكن سوى الإستثناء الذي يثبت القاعدة ، حيث إن إنجازه الوحيد حينئذ كان سعيه الحثيث لاستصدار قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من داخل البرلمان ، فى تحد سافر للدستور ، وهو أستاذ الدستور القانوني ... فتأمل !! ليس هذا فحسب .. بل ذهب أبعد من ذلك ، حينما أفتى بضرورة عدم إحترام قرار المحكمة العليا ،الذى قررت فيه رفضها لقرار البرلمان بحل الحزب وطرد نوابه ، ممهداً بذلك الطريق لنشوب أكبر أزمة سياسية ودستورية فى تاريخ البلاد ، مما فتح الباب واسعاً على مصراعيه لنجاح إنقلاب مايو المشئوم !!

    حدد قانون إنتخابات 1986 م ، يوم 31 مارس من ذلك العام كآخر يوم لعقد الندوات الإنتخابية الجماهيرية ، وقد شاركت فى ثلاث منها بالحديث . اتصل بى قبل وقت كاف منظمي الحملة الإنتخابية للأستاذ / محمد إبراهيم نقد ، وكذلك الأستاذة / فاطمة أحمد إبراهيم ، لهما التحية والتجلة والإكبار، ومتعهما الله بالصحة والعافية ، للتحدث فى الندوة الأخيرة لكل منهما فوافقت على الفور . أما الندوة الثالثة فقد كانت فى دائرة الكلاكلات، حيث تفضل بزيارتي فى شقتي الكائنة بعمارات الجامعة، فى شارع (61 ) بالعمارات، الأستاذ / جلال الدين السيد ، له التحية والإعزاز ، مرشح الحزب فى تلك الدائرة، ودعاني مشكوراً للحديث فى ندوته الجماهيرية الأخيرة قبل عقد الإنتخابات .شكرت الأستاذ جلال على تكبده مشاق الحضور شخصياً لدعوتي للحديث، حيث لم أتردد لحظة واحدة فى الموافقة ، ليس إكراماً لشخصه فقط ، وإنما إلتزاماً واقتناعا ببرنامجه الإنتخابى كذلك .

    لقد عقدنا العزم على ضرورة ، بل أهمية ، تفادى الهرج السياسي أثناء تلك الحملة ، من قبيل " الفانوس حرق القطية " ، والتصدي للقضايا الأساسية التى تواجه الشعب والوطن وطرحها وشرحها بلغة بسيطة وواضحة لتكون مفهومة لرجل الشارع العادي ... وهى مهمة فى تقديري ، أصعب بكثير من إلقاء محاضرة متخصصة فى أحد مدرجات الجامعة !! وقد ركزت حديثي فى الندوات الثلاث، أو بعضا منها كما سيرد لاحقا، على القضايا الأساسية التى تواجه الإقتصاد السوداني و المشاكل التى تواجه المواطن السوداني على حد سواء، و بالأخص ما يتعلق منها بالجانب المعيشي و " حلة الملاح" ، وأكثر الأساليب ملاءمة لحلها .

    تحدد الثلاثين من مارس لعقد الندوة الأخيرة للأستاذ نقد، بدائرة الديوم والعمارات ، والتي نافسه فيها الأستاذ / يسن عمر الإمام، كمرشح للجبهة الإسلامية القومية . أما الندوة الأخيرة للأستاذة/ فاطمة أحمد إبراهيم، والأستاذ/ جلال الدين السيد، فقد تحدد لهما الحادي والثلاثين من مارس. عقدت ندوة الأستاذ نقد فى الموعد المحدد فى أحد أكبر ميادين الديوم الشرقية . حينما ذهبت مبكراً للميدان وجدته ممتلئا عن بكرة أبيه بالكراسي التي تم استئجارها للحدث. سألت منظمي الندوة : هل تتوقعون حضوراً مكثفاً بهذه الدرجة، وأبديت ملاحظتي لهم بأنهم ربما يكونوا قد " بالغوا " فى تقدير أعداد الحضور، وبالتالي فى أعداد الكراسي المستأجرة !!

    أذكر أنني كنت أول المتحدثين فى تلك الندوة ، وحينما اعتليت المنصة الرئيسية ، إتضح لي حسن تقدير منظمي الندوة لحجم الحضور . على الرغم من اننى كنت أول المتحدثين، فقد إمتلأ الميدان عن بكرة أبيه، حتى أنه لم يتبق كرسياً واحداً غير مشغول ، ليس هذا فحسب ، بل إن عدد الذين حضروا الندوة وقوفاً يكاد يعادل عدد الذين حضروها جلوساً !! سألت منظمي الندوة أيضاً عن شكل توثيق الندوة، فأكدوا لي بأن إمكانياتهم المادية لا تسمح بتسجيلها سوى عن طريق مسجل صوت عادى. عندها ذهبت إلى صديقي الشاعر المرهف الأستاذ / الياس فتح الرحمن ، له التحية والإعزاز ، شارحاً له الموقف وطالباً منه مد يد المساعدة . أقترح على الأستاذ الياس توفير مبلغ خمسين جنيهاً ،وسوف يتكفل هو بالبقية لتسجيلها عن طريق الفيديو . وعدته بالمحاولة، ولكنني لم أتمكن من توفير ذلك المبلغ " الضخم " حتى قيام الندوة !! تذكرت وقتها مقولة الإمام على ، كرم الله وجهه ، الشهيرة " لو كان الفقر رجلاً لقتلته " . ألم أشر من قبل إلى أهمية المال فى إدارة المعركة الإنتخابية ... حتى ولو كان من باب التوثيق فقط !! رجلان وحزب سياسي بأكمله، لم يتمكنوا من توفير مبلغ خمسين جنيها، ليمكنهم من توثيق حدث سياسي بمثل تلك الدرجة من الأهمية... فتأمل!!

    ذهبت نحو الأستاذ نقد محيياً ، بعد أن أنهيت حديثي فى الندوة، فشد على يدى، وارتسمت على وجهه ابتسامة الرضى عن ما أدليت به ، وقال لي مهنئاً ، وبروح الدعابة التى يتميز بها الأستاذ نقد ، " والله بعد دا يا دكتور حقو نحنا ننزل المعاش " ... كان ذلك قبل أكثر من عشرين عاماً ... فتأمل !! ما كنت أدرى وقتها أنني سوف أنزل المعاش قبله !! متعه الله بالصحة والعافية لمواصلة النضال من أجل قضايا الشعب والوطن . إختتم الأستاذ نقد الندوة بأسلوبه المعهود الذي يجذب ويخاطب ، ليس العقل وحده ، وإنما العقل والقلب معاً، فى ذات الوقت . وجد حديث الأستاذ نقد إستحساناً كبيراً من قبل الحضور وعند إنتهاء الندوة تأكد لي بالفعل فوز الأستاذ نقد فى تلك الدائرة ... وقد كان !!

    كان على فى اليوم التالي مباشرة لندوة الأستاذ نقد، مشاركة الأستاذة فاطمة الحديث فى دائرة البراري وكذلك مشاركة الأستاذ جلال الدين السيد فى دائرة الكلاكلات فى ذات الليلة . لك أن تتخيل طول المسافة بين مقر سكنى وتلك الأماكن ، وحينما تعرف أزمات وشح المواد البترولية الذي كانت تعيشه البلاد فى ذلك الوقت، لأدركت حجم " الإبتلاءات " الحقيقية التي كنا نكابدها !! ذهبت مبكراً فى مساء 31/3/1986 إلى البراري ، فوجدت الأستاذة فاطمة حاضرة فى ميدان الندوة، ترتدي ثوباً أبيضاً بسيطاً للغاية، لا يميزها عن باقي الحضور من النساء بشيء . بل فى الحقيقة لو لم تكن تعرفها معرفة شخصية، أو من خلال الإعلام، فليس هنالك ما يدل على إن هذه السيدة هي المناضلة العظيمة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم .والتي لابد من أن تنحنى لها الرؤوس إجلالاً وإكباراً واحتراما لتاريخها النضالي الذي أكسب المرأة السودانية الكثير من الحقوق ، بل كانت الأولى فى اكتساب بعضها على المستويين الأفريقي والعربي ، وربما على نطاق العالم الثالث بأثره !!

    جلست بجوار الأستاذة فاطمة، واستأذنتها فى أن أكون أول المتحدثين، لكيما أتمكن من الذهاب إلى الكلاكلات لمشاركة الأستاذ جلال السيد الحديث ، وافقت الأستاذة فاطمة على طلبي مشكورة. عندها حضر الأخ الدكتور لام أكول ، وزير الخارجية الحالي ، له التحية والإعزاز ، ليشاركنا الحديث ، وبعد أن تبادلنا التحايا جلس بجانبي فاستأذنته هو الآخر بما أخبرت به الأستاذة، فوافق مشكوراً على أن أكون أول المتحدثين . وبالفعل فقد صعدت على منصة الحديث ، وقد إمتلأ الميدان المعد للندوة عن بكرة أبيه، مع طغيان ظاهر للعنصر النسائي الذي عكس مدى محبته وتقديره للأستاذة فاطمة، التى جسدت لهن الرمز المنافح والمدافع عن قضايا المرأة ... وما أكثرها... بل والأمل المرتجى لمن كن فى عمر الشباب !!

    بعد أن أنهيت حديثي صافحت الأستاذة فاطمة مودعاً ومتمنيا لها التوفيق، وكذلك ودعت الأخ لام أكول ، وشددت بعدها الرحال إلى الكلاكلة . كنت أتأمل فى طريقي إحتمالات النتيجة فى دائرة البراري، حيث رشحت الجبهة الإسلامية الأستاذ / عثمان خالد مضوى ، وهو كادر إسلامي من العيار الثقيل، مدعوماً بإمكانيات مالية ضخمة وبأعداد لا يستهان بها من البشر. فقد كنت مشفقاً على الأستاذة فاطمة، وبالفعل فقد تغلبت الكثرة على الشجاعة، وتغلب المال على الفقر، بالإضافة إلى توفر عوامل أخرى حاسمة ليس هنا مجال ذكرها.

    حينما وصلت إلى الكلاكلة رحب بى الأستاذ جلال السيد، بأدبه الجم وأخلاقه الرفيعة، ووجدت ضمن الحضور الأخ العزيز الحاج وراق ، له تحية الإجلال والإكبار ، وهو ممسك بقلمه " السنين " فى طليعة حاملي مشاعل التنوير فى السودان ، وفى تحد لايعرف الخوف أو الوجل فى وجه "ً تجار الدين " ، فاضحاً ومعرياً لجميع مشاريعهم " الفكرية " و " الطفيلية "، على حد سواء . حييت الأخ الحاج وجلست بجواره نتجاذب أطراف الحديث، إلى أن حضر الأستاذ نقد مشاركاً فى تلك الندوة . عندها حدثت المفاجأة ... يبدو أن الأستاذ نقد قد كان مشاركاً فى أكثر من ندوة فى الأمسية الأخيرة للحملة الانتخابية ، ولذلك فقد طلب أن يكون أول المتحدثين لكيما يتمكن من الذهاب للحديث دعما للمرشحين فى الدوائر الأخرى .

    بالفعل فقد صعد الأستاذ نقد إلى المنصة، وتحدث لفترة وجيزة للغاية، ثم حيانا جميعاً وأستأذن للانصراف. عندها بدأ الجمع الغفير الذي أم الندوة فى الانصراف كذلك. فى هذه الأثناء قدمني مسئول الندوة للحديث ، صعدت إلى المنصة لأواجه أحرج موقف سياسي فى حياتي ، وهو مخاطبة الجماهير " من وراء وجوهها " !! إن صحت العبارة، بمعنى آخر، مواجها لظهورها!! هل لكم تصور المشهد ... مخاطبة لأمواج من البشر وهى فى حالة إنصراف !! وقد كان بالفعل موقف محرج بالنسبة لي، وبالنسبة لمنظمي الندوة، وأعتقد بالنسبة للأستاذ نقد نفسه، وبكل تأكيد بالنسبة للأستاذ جلال السيد !! عندها أيقنت بأن لكل حزب " شيخه “، مهما اختلفت الأسماء والألقاب !! الدليل على ذلك إنصرافها بمجرد أن أنهى " الشيخ" حديثه، غير عابئة حتى بحديث مرشحها فى الدائرة!! ألا تستحق هذه "الظاهرة" التأمل العميق و التحليل الدقيق للإستفادة من دروسها حول أسس و مبادئ الإلتزام و الولاءات داخل أحزابنا السياسية!! أرجو من الأستاذ الحاج وراق، إن كان لديه الرغبة والوقت، أن يقوم بشرح بقية ما فات على من تفاصيل... لأنني كما أذكر لكم دائماً... أروى هذه الخواطر من الذاكرة فقط !!

    5/4/2007
                  

04-09-2007, 01:17 PM

ابو خالد

تاريخ التسجيل: 02-11-2007
مجموع المشاركات: 217

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة الإنتخابية... مارس 1986... و "مشائخ الأحزاب" !! (Re: ابراهيم الكرسنى)

    تكتيكات إنتخابية

    بس أرجو أن لا يفهم أني أقصد فقط تكتيكات الجبهة القومية الإسلامية فلكل حزب "تكتيكاته"
    الإنتخابية لكنني أكتب من موقع المشاهد بمدينة "طابت" أثناء الحملة الإنتخابية.
    المعروف تاريخيا بأن مدينة طابت تشكل إحدى معاقل الإتحادي الديموقراطي الحصينة.لذا كان لزاما على كل المنافسين من الأحزاب الأخري أن يجدوا طرقا "مبتكرة" للمنافسة أو لحفظ ماء الوجه.كان المهندس أحمد سليمان إبن طابت هو المرشح الرسمي للجبهة (لاحقا تولى حقيبة وزارة الصناعة في عهد الإنقاذ).وكان المرحوم عطا المنان (زوج أخت البشير ومن أهالي قرية صراصر المجاورة لطابت) هو الممول الرسمي للحملة.كثف الأستاذ عطا من هبات المنظمات الإسلامية التي كانت ترده الي فقراء المنطقة في الفترة التي سبقت الإنتخابات عل ذلك يلين شيئا من أفئدة المتعصبين الإتحاديين.لكن يبدو أن المحاولة باءت بالفشل الذريع حتى وسط أهله من مواطني صراصر.لكسر هذه الحلقة "الشريرة" بدأ العقل "التكتيكاتي" يعمل .بنات الحي من الشابات النشطات يدخلن البيوت ويسألن عماتن العجايز "سجلتو للإنتخابات..؟؟" فإذا كانت الإجابة موجبة فعليها العوض.أما إذا إتضح أن التسجيل لم يتم بعد فالفرصة لا زالت سانحة "خلاص يا عمتي ما في داعي للتعب أنحنا حنسجل عنك".والحمدلله واحد صوت ضاع على مرشح الإتحادي.....زمن طويل لحدي ما يكتشف غافلوا الإتحادي غفلتهم ويرجعوا يسجلوا عماتهم في "الزمن الضائع"...!!!
    حزب الأمة بيلعب لكن على النضيف شوية....!!!
    المدينة نفسها لا ناقة لهم فيها ولا جمل "ومافي داعي نضيع وكتنا فيها" لكن هنالك "الكنابي" المحيطة بالمدينة والتي يسكنها فقراء العمال الزراعيين من غرب السودان.وهم موجودون هنالك بإمتداداتهم الطائفية الأنصاروية.أصاب موقف الإتحادي الديموقراطي القوي داخل المدينة أبصار الناشطين في حملة مرشحهم بالعمى فلم ينتبهوا لما ينتظرهم من أبناء الكنابي الذين تم حشدهم بالكامل لصالح مرشح حزب الأمة.عندما أعلنت النتائج النهائية بفوز مرشح حزب الأمة كانت الصدمة قاسية على سكان المدينة بخروج مرشحهم خالي الوفاض من معركة كانت اشبه بالمحسومة.لكنها الحسابات ومدى مفارقتها لدنيا الأحلام وشحذ الإمكانيات حسب المعطيات الواقعية تلك كانت أسس النجاح.
                  

04-11-2007, 01:51 AM

ابراهيم الكرسنى

تاريخ التسجيل: 01-30-2007
مجموع المشاركات: 188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحملة الإنتخابية... مارس 1986... و "مشائخ الأحزاب" !! (Re: ابراهيم الكرسنى)

    الأخ أبو خالد
    لك التحايا الحارة
    أرجو أن تستفيد الأحزاب الوطنية من دروس الإنتخابات السابقة، و بالأخص إنتخابات 1986. أما إذا لم تدرك الدرس إلا ضحى الغد، كما عودتنا، فأود التأكيد هنا بأن نتيجة الإنتخابات القادمة ستكون محسومة، و منذ الآن، لصالح "المؤتمر الوطنى" ؟؟!!
    إبراهيم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de