|
د. اسامة مصطفى ابراهيم يفند اكاذيب خالد بحر عن جرائم الخلاوى القرانية (سودانايل)
|
بداية تُعَدُّ الخلوة مدرسة المجتمع كله، ذلك لعدم تقيدها بعمر أو عدد معين من الطلاب، كما تخلو الخلوة من الالتزامات المصرفية مما يسهِّل للطلاب الفقراء الإلتحاق بها، خلافاً لبعض المدارسة الحديثة التي يتطلب الالتحاق بها توفير مصاريف دراسية . إنَّ الخلوة في الماضي و الحاضر تقوم ببناء المجتمع الطاهر المعافى من الرذائل، المتمسك بكتاب الله تعالى قولاً وعملاً، الشيخ الحافظ للقرآن الكريم هو رجل صاحب رسالة دينية مهمة في حياة الناس ، كما يشارك المجتمع في كل حوادثه فرحاً وكرهاً، يؤم الناس في الصلاة وخاصة صلاة التراويح في شهر رمضان ، ويغسل الجنائز، ويصلي بها، ويفتي في أمور الشرع كلها، عالم بفقه المواريث، كما يصلح ذات البيْن، ويقوم بعقد قران الزواج، ..الخ .
وقد ذكر الخليفة الشيخ الطيب الجد العباسي في لقاء تلفزيوني أنه في فترة الاستعمار لم تعرض على القاضي المقيم في منطقتهم أي قضية لفترة طويلة لان جميع نزاعات أهل المنطقة كانت تحل بواسطة الشيخ.
ذكر كتاب المقال بصفة عام أن زيارة خاطفة لأية خلوة قرآنية أي جميع خلاوي القرآن في السودان دون استثناء أن بعض طلبها مصفدي الأرجل بالجنازير وعلى أجسادهم قد طبعت علامات الجلد والضرب ، وهذا القول غير صحيح فطالب القرآن لا يصفد و لا يضرب ،وعند استخدام الجلد بالسوط في بعض الأحيان فهو جلد غير مبرح من أجل الحث على حفظ القرآن بقصد التهذيب والإصلاح وليس بقصد التعذيب إهانة الكرامة وهو القصد الجنائي المطلوب للجريمة، كان عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى- يكتب إلى الأمصار: لا يقرن المعلم فوق ثلاث، فإنها مخافة للغلام وإن كنت شخصياً أفضل أسلوب الترغيب ، وكان لي الشرف بأن زرت خلاوي الشيخ الياقوت في جنوب الخرطوم عدّة مرات، لا يوجد بها هذا الادعاء الكاذب ، كما زرت خلاوي الشيخ الصائم بأمبدة – أم درمان أيضا لم أرى طالب قرآن مصفد الأرجل ، بل الجميع يتلون القرآن ومنتظمين في دراسته، وهنا أطالب كتاب المقال أن يحدد خلاوي بعينها حتى تتم زيارة ميدانية لها للتأكد من إدعائه .
وتشبيه طلاب الخلاوي بمعتقلى غوانتنامو فيه ظلم وبهتان عظيم بالنسبة لطلاب الخلاوى والقائمين بأمرها ، فالمقارنة منتفية تماماً فطالب القرآن يسمح له بزيارة أهل ويأتتي للخلوة برغبة أهله ورغبته ، كما أن فترة الخلوة فترة زمنية بسيطة لا تتجاوز العام أو العام والنصف حسب قدرة الطالب على الحفظ.
ويصف كتاب المقال سكن طلاب الخلاوي القرانية وبدون مواربة عبارة عن مباني تكاد تكون خرابات لا تصلح بأي خال من الأحوال للسكن والإقامة، وهذا أيضا غير صحيح فالخلاوي التي قمت بزيارتها لا يمكن أن توصف بأنها خرابات بل هي من البنيان الحديث وبها خدمات المياه والكهرباء ، بل تطورت الخلوة في الوقت الحاضر وأصبحت جزء من مجمع متكامل به مكتبة حديثة وجامع وعيادة طبية مثلاً مجمع الشيخ عبد الرحيم البرعي بالخرطوم ، ومجمع الشيخ الياقوت تحت التشييد.
بشأن نوعية الطعام الذي يوزع وهو يعتمد اعتماداً كبيراً على مساهمة المجتمع وجهد الخيرين ، وهو خلاف لما ذكر وهو يتميز بقيمة غذائية عالية جداً لان أحد مكواته ذرة الفتريتة.
ختاماً نقول إن الحال الراهن للخلوة يحتاج إلى رعاية خاصة حتى تواصل العطاء الممتد إلى قرون خلت حيث إن داخليات سكن الطلاب وموقع الدرس والحفظ ومكان ووسيلة طهي الطعام وكسوة الطلاب وحاجاتهم الصحية كلها تحتاج إلى ترقيته لتقوم بدورها بكفاءة عالية وفعالية وتطوير واستدامة وتنمية وتأهيل الدارسين وإتاحة فرص لتحقيق طموحاتهم للالتحاق بفرص التعليم بكافة المسارات الأكاديمية وإدخال الطلاب وشيوخهم في التأمين الصحي وابتكار مشاريع وقفية لدعم مسيرة تطوير الخلاوي، واقترح تشكيل لجنة قومية للقيام بمشروع " نداء تطوير خلاوي القرآن بالسودان". كما نطالب جميع الخيريين تقديم الدعم لخلاوي القرآن وتطويرها.
--------------------------------------------------------------------------------
|
|
|
|
|
|