|
رسالتي .. اليها
|
ما أجمل ما لم نقله بعد وما اعمق ما لم نكتبه بعد . فالمسافة بين سطرين استراحة لكتابة العميق الذي لم يقل ولم يكتب
رسالة إليها
اغمضي عينيك .. فأجمل الرؤى ما يحملها إلينا حلم في غفلة ليل هادىْ نحتضنه حقيقة في أجفاننا بجنان اغمضي عينيك .. أخشى عليها من رقيق النسيم .. وقسوة الضوء .. وانعكاسات الصور التي لا تود أن تراها اغمضي عينيك .. أخشى عليها من حسد العيون .. أخشى عليها حتى من رمشها ومنك عليها .. اغمضي حبيبتي عينيك واسرحي .. هدي قلاع الماضي بسطوة النسيان , ازرعي في الصخر استحالة تحقيق الحلم الآتي , لتصفقي برئتيك فرحا .. فواقع ما نعيش .. قمة التشويش لاستغراق في سرحة وجيزة , وقمة التخدير لأنامل الإبداع .. لكل من يحاول أن يرسم بفرشاة تمشط شعرها شوقا لدهنه باللون لترسم أو لقلم شاخ من كثر الهجر وعطش المداد فتكسرت أسنانه , أو لوتر شد وصلب علي تجويف خشب رقيق أ و لخاطرة حرف تمر مصادفة بأروقة القصيد....... أغمضي عينيك . فواقع ما نعيش هو أن نرضى لكي نرى , ونرى لننال بعض الرضا ..وليس هنالك احزن من حس لا يكتب من فيض لا ينضب بقلب متعب .... اقراي رسالتي : لا تحرقيها فما بها قد احترق اصلا بمعاناة من كتبها اقراي رسالتي: لا تحفظيها فكل ما نحفظه نفقد قيمة متعة الرجوع اليه اقرأي رسالتي إنها ليست الأولى ولا الأخيرة فما أكثر الرسائل التي لم نقرأها بعد ولم نسمعها بعد ولم تصلنا بعد ولكننا أحسسنا بها .قد يكون الصمت ردا غير مقرؤ ولكنه إبحار في خيال وطرب لإيقاع الكلام فما أجمل أن يكون الصمت راقصا على زمن سرحان طويل لا يعرف النشاز اقرأي رسالتي : فالمواسم ما عادت مواسم ...قولي لماذا نحس الصيف شتاءا .و الجفاف خريفا .وبقايا الصباح يلتهمها الليل في طبق شفق شهي . .. وبقايا الربيع تغير طقسه قسوة احتكاك الرياح بالمسافات سفرا ... إن أجمل ما لم يزرع إلى الآن نبات اسمه الصبر ..فقد زارعه مكان تربته ..ولم تبلل حواف جدوله قطرات دمع من بكى بلا صبر غرس داخل قلوبنا بلا ساق أو ورق فرعيناه لنجنيه صبرا...و ليس صبارا يسكن الصحاري بلا ملل اقرأي رسالتي : فإذا صمد قلمي .. ودق قلبي .. وامتلأت رئتاي بالعبير سأمتطي سفح الورق الأبيض في رحلة إليك عبر سطور الدفتر المتوازية كخط القطار هاشم ميرغني
|
|
|
|
|
|