|
الطيب صالح: لا أنا طيب..ولا أنا صالح
|
لا طيب ولا صالح! بدرية البشر
لو كل المثقفين خاضوا تحديا لأنفسهم، مثلما فعل الأديب العربي الطيب صالح، حين قال متواضعا في حوار له في صحيفة الحياة، بمناسبة حصوله على جائزة القاهرة للإبداع الروائي: لم يرتق سلوكي لمستوى اسمي فلا أنا طيب ولا أنا صالح. لما اشتكى العالم ولا الساحة الثقافية من كل العلل التي عجز عن علاجها كل دواء، فقد كان ينقصهم ـ على ما يبدو ـ شرط واحد أن يسميهم آباؤهم بـ«الطيب صالح». وقد طالبت يوما أن تكف هذه الجوائز، عن التزلف للأدباء الكبار الذين تجاوزت قيمتهم الجوائز، فماذا يمكن أن تضيف جائزة عربية للطيب صالح أو صنع الله ابراهيم، فهنا لا تمنح الجائزة للأديب بل يمنح الأديب للجائزة، وتشتهر الجائزة، وليس الأديب الذي صار يليق بنوبل مثلا! في مؤتمر الإبداع العربي للرواية الأول، قررت اللجنة التي رأس لجنة تحكيمها الطيب صالح، منح جائزتها للأديب المصري المعروف الأستاذ صنع الله ابراهيم، لكنه قام بعملية انتحارية على مسرح المؤتمر، حين أعلن رفضه للجائزة لأنه يحتج! لا على اللجنة التي منحته الجائزة بل على النظام الذي مولها! اعتبر الأديب طيب صالح أن اللجنة التي منحت الجائزة هي في الأصل، لجنة رفض لا تنصاع لأي معيار سياسي أو ايديولوجي ولهذا وصلت إليه، وقال في ذلك الوقت «إن رفض الرفض حماقة»، وقال وزير الثقافة المصري فاروق حسني إن «الجائزة أثبتت ديمقراطيتها بمنحها لصنع الله ابراهيم!». أنا لا أصادر حق صنع الله ابراهيم بأن يرفض الجائزة فمن حقه أن يسجل الموقف الذي يشاء أينما شاء، ولو لم يفعل ما فعل، لما استفاد من الجائزة غير مالها الذاهب، ولصارت الجائزة بعد صنع الله ابراهيم هي طموح كل أديب عربي! لكن من حقنا نحن أن نثير الأسئلة، وسؤالي حينها كان، كيف يمكن للمثقف بعد ذلك أن يشتكي من الإهمال وعدم الاعتراف وسوء التقدير، إن كان يجب أن يرفض جوائز التقدير، وخاصة من لجنة قال عنها صنع الله إبراهيم إنهم أساتذته ورفاقه في المعتقل. وثانيا، كيف يصبح مقبولا من الأدباء ـ بعد رفض صنع الله ابراهيم للجائزة ـ قبولها، دون أن يدينهم هذا الموقف ويقلل من أدبهم الأخلاقي والإبداعي؟!
|
|
|
|
|
|