|
لماذا نلوم الصحيفة الدنماركية.. مقال آثار ضجة بموقع إيلاف
|
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/2/125681.htm
لماذا نلوم الصحيفة الدنماركية ولا نلوم أنفسنا..!!
خالد ابواحمد حادثة الإساءة إلى رسول الإسلام المعظم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لم تمر كمر السحاب وأحدثت هزة في المجتمعات الإسلامية في كل مكان تواجد فيه المسلمون, وكتب الكثير من الناس عن هذه الحادثة التي تمثل انتهاكا فاضحا للحقوق الإنسانية المتمثل في السخرية تجاه الرسول (ص) من خلال رسومات كاريكاتورية أثارت حفيظتنا جميعا, و أحدثت ردة فعل قوية لم تكن محسوبة لدى الآخرين عن قوة المسلمين المعنوية ومدى ارتباطهم بالرسول الخاتم (ص) وقد كشفت هذه الحادثة مدى قابلية تأثير أتباع الإسلام على الأحداث في العالم, كما أفرزت هذه الحادثة مؤشرات ايجابية أخرى كثيرة أيقظت في المسلمين حب الرسول الأعظم وقد امتلأت المنتديات بمدح المصطفى (ص) وقد كتب الكثير من الناس قصائد لحظية في حب الممدوح والمرسول رحمة للعالمين.. ولكن..
كشفت عن أمرين مهمين للغاية...
الأول أن الدعوة الإسلامية غائبة تماما عن الساحة, وبالطبع لا أقصد الدعوة التقليدية في إرسال الفاتحين إلى البلاد الأخرى, أو إرسال شيوخ الدين إلي الدول التي تعاني من نقص الدعاة, ولكني أقصد بالدعوة الجانب الاستراتيجي المتمثل في عدم وجود مطبوعات إسلامية باللغات المختلفة وخاصة لغات الدول الاسكندونافية والتي من بينها الدنمارك والسويد والنرويج, وقد يقول قائل أن شبكة الانترنيت موجودة نعم موجودة ولكنها لا تلبي الهدف الحقيقي في جعل المطبوع في تناول يد الجميع و بلغاتهم التي يتحدثون بها وذلك حتى يتم تصحيح الكثير من المعلومات التي صورتها لهم أعمال تنظيم القاعدة في قتل الأبرياء بدون مصوغ شرعي وقانوني وإنساني.
والمتابع لهذا الأمر يجد أن المطبوع عن الرسول الكريم (ص) باللغات الأخرى يكاد يكون معدوما إن لم يكن قليل, أو انه مكتوب بأقلام لا تملك الموهبة مثل د. يوسف القرضاوي, أو الكاتب خالد محمد خالد, أو أن ترجمتها لا تليق بالمكتوب عنه,, المهم أن هناك تقصيرا كبيرا للغاية في هذا الجانب جعل الآخرين لا يعرفون رسولنا الكريم ولا يدرون انه خاتم الأنبياء والمرسلين, وانه مبعوث من الله سبحانه وتعالى هداية للعالمين. وفي لقائه مع إذاعة ال ( BBC) ُسئل المحرر الصحفي الذي أعد مسابقة الرسومات الكاريكاتورية عن معرفته بالنبي محمد (ص) فقال " أعرف انه (مؤسس) الديانة الإسلامية فقط". هذا يعنى أن المسلمين مقصرين في تزويد المكتبات في العالم بالمطبوعات التي تتحدث عن نبيهم (ص) وبكل لغات الدنيا ولا اعتقد أن المسلمين لا يملكون المال اللازم والكفاءة التي تقوم بهذا العمل, وخاصة إذا علمنا أن أي مكان في هذا الكون الرحيب فيه مسلمون يشهدون بالشهادتين,ولذا يمكن بكل بساطة أن نُنتج أعمالا تلفزيونية وأفلاما سينمائية بكل لغات أهل الأرض, ولكن واضح أننا لا نهتم بهذا الجانب وخاصة وان الرسول (ص) قال "بلغوا عني ولو آية".
وعندما يقول المحرر الصحفي بالصحيفة الدنماركية انه يعرف ان (محمدا) مؤسس الديانة الإسلامية يعني عنده أن النبي (ص) كمن هو مؤسس حزب سياسي أو شيخ طائفة, وهو لا يدري كنه هذا الشخص العظيم, ولا يعرف ان هذا الشخص الرباني ولد وعليه خاتم النبوءة (ص) رسولنا الذي مدحه الله جلىّ وعلا من فوق سبع سموات قال فيه (انك لعلى خلق عظيم), ولا يدري هذا المحرر الصحفي أن الكتب السماوية كلها قد أشارت إلى مبعثه (ص) والى دوره في تحرير الإنسان من قبضة القبلية و الجهل والطبقية.
والأمر الثاني - بدا أننا مشغولون للغاية بالجانب الذي يحقق لنا المكاسب المالية الضخمة ولا يهمنا رسولنا الكريم ولا عقيدتنا الإسلامية بقدر ما يهمنا وضعنا المادي, فحتى نتبين ذلك لا بد أن نرجع قليلا للأخبار المنشورة في هذا الصدد, لنجد أن مسؤولان مصرفيان كبيران أعلنا أن حجم الاستثمارات التمويلية الإسلامية في جميع أنحاء العالم وصل إلى نحو 400 مليار دولار،في العام (2003) و أن نسبة تنامي أصول هذا القطاع وصلت إلى نحو 23 في المائة خلال السنوات الأربع الماضية, وأشار عزالدين محمد خوجة، الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية في البحرين إلى أن الإحصاءات التي أجراها المجلس خلال العامين الماضيين، والتي تنشر لأول مرة، أظهرت أن حجم الأصول في البنوك الإسلامية وشركات الاستثمار فقط عام 2001 وصل إلى نحو 261.8 مليار دولار أمريكي "بمعدل نمو وصل خلال السنوات الأربع الماضية إلى 23 في المائة".
و قال تقرير التنافسية الصادر عن المجلس العالمي للبنوك الإسلامية" إنها حققت نمواً بنسبة 30 % خلال عام 2004 مقارنة مع 20 % في العام السابق، وأنه من المتوقع أن تحقق عام 2005 أرقاما قياسية خاصة مع زيادة المصارف الإسلامية باطراد، للمنتجات التي تقدمها ومع دخول المزيد من اللاعبين إلى المضمار". ومن هذه البيانات الإعلامية يصبح الأمر واضح وجلي أننا مقصرُون في حق رسولنا الكريم وفي حق ديننا الحنيف ,دين السماحة, ومكارم الأخلاق, بأننا لم نطوع إمكانياتنا المالية والبشرية في التعريف بالرسول الخاتم (ص) وهذا يؤكد فيما ذهبت إليه انشغالنا بأموالنا وكـأننا بالتأريخ وهو يعيد نفسه (شغلتنا أموالنا) الخ الآية.. ويستغرب الناس أكثر عندما يعرفون أن الجهات التي تقف على هذه المصارف الإسلامية وتعمل بجهد لزيادة هذا الرصيد المالي الضخم وعلى مستوى العالم هي الحركات الإسلامية في العالم العربي التي تفتخر بين الحين والأخرى بهذا الرصيد المالي, هذا في الوقت الذي ينتشر فيه الفقر في كافة الدول العربية حتى داخل بعض الدول الخليجية حيث يعاني المواطنين أيما معاناة بسبب الضوائق المعيشية,, فأين هذه الأموال الضخمة من الدعوة الإسلامية التي تمكن كل إنسان في هذا الكون من معرفة ما جاء به الرسول (ص), وأين هذه الأموال من حاجة المسلمين الذين يعانون الفقر والمسغبة, وحسب إحصائيات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية فإن أكثر مناطق الفقر في العالم هي موجودة في الدول الإسلامية..
بضعة ملايين من الدولارات حالت دون انتاج فلم للعقاد عن (الأيوبي) وأخيرا مات على يد من جماعة الزرقاوي..!!
ومن المفارقة الغريبة أنّ طريقة مصرع المخرج الشهيد مصطفى العقاد أكدت أن هؤلاء الذين إحترفوا لعبة الموت والإرهاب تحت أكذوبة ما يسمى ب" الدفاع عن الإسلام " هم الذين يغتالون المدافعين عن الإسلام, وفي الوقت الذي كنا نحتفل فيه كل يوم وفي كل مناسبة بالإنجاز الكبير الذي حققه مصطفى العقاد ، بتقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام للعالم ، عبر فلمه التاريخي " الرسالة " جاء من يقتله بحجة " الدفاع عن قيم الإسلام " . وكأنها رسالة جديدة تؤكد أن الإرهابي قد أحترف القتل ... خصوصا" قتل سمعة الإسلام النقية والحقيقية... ورسالة السلام التي يحملها ، والتي قدمها مصطفى العقاد للعالم بأبهى صورة وأصدق شكل, لكن المؤلم حقيقة انه في الوقت الذي تمتلك فيه المصارف (الإسلامية) المليارات التابعة للحركات (الإسلامية) تقف 5 مليون دولار أو قل 100مليون دولار عقبة أمام العقاد لتحقيق حلمه في إنتاج فيلم عن " صلاح الدين الأيوبي" على شاكلة فلم الرسالة..!! والمزيد من كشف عوراتنا, فقد كشفت دراسة حديثة أعدها د. مصطفى الحلواجي استاذ اللغات الأفريقية بجماعة الأزهر الشريف النقاب عن وجود أكثر من 100 خطأ في الترجمات الفرنسية للقرآن الكريم متمثلة في آيات قرآنية محرفة ومفاهيم إسلامية مشوهة بكتب التاريخ بالمدارس الفرنسية, والسؤال الذي يطرح نفسه اذا كانت هذه اللغة الفرنسية اللغة الثانية بعد الانجليزية بما بال اللغات الأخرى, ولكن المريح للغاية انه لا وجود لترجمات او كتب إسلامية معتبرة باللغات الأخرى إلا ما رحم ربي..!! أليس هذا تقصير ولدنيا قرابة المليون مسلم في فرنسا إن لم يكونوا أكثر من ذلك, ولكن الذي وضح أخيرا انه لا وجود لأي ترجمات قرآنية باللغات الهولندية ولا الدنماركية و لا لا لا...!! وخلاصة القول أنه لا ينبغي أن نرمي اللوم على الآخرين ما دمنا قد قصرنا في تعريف الآخرين برسولنا الكريم (ص) , وقد تعودنا أن نعلق إخفاقاتنا على كاهل الغير, ثم أن الصورة المتخيلة للمسلم لدى الإنسان الأوربي والغربي في الآونة الأخيرة قد أصبحت هي صورة الشخص الإرهابي الذي يلبس الأدوات المتفجرة ويحمل في يده السكين التي يتقطر منها الدماء.... من هنا أسال السؤال الذي هرب منه الكثير من المحللين الذين كتبوا عن حادثة الإساءة للرسول الكريم... ما يحدث في العراق كل يوم من قتل للأبرياء من أناس مسلمين, أليس هذا كافي أن يجعل الآخرين يسبون ديانتنا ويستهزئون برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم...؟؟؟ أليس ما يفعله أبو مصعب الزرقاوي في العراق وما تفعله (القاعدة) في العالم من قتل لأبرياء (مسلمين وغير مسلمين) أليس بكاف أن يجر إلينا عداوات العالم قاطبة بل يجعلنا كأمة مسلمة جماعات متناحرة فيما بيننا..؟؟ كما يحدث الآن بين السنة والشيعة في العراق..؟؟. عندما تقتل حكومة (مسلمة) لاجئين في بلادها أليس هذا أمر يجعل غير المسلمين ينظرون إلينا وكأننا أمة القتل والسفك والدماء .. ويوصف بذلك رسولنا الكريم ونحن ندعي الإسلام ورسولنا بريء مما نفعل..؟؟ وعندما تقتل حكومة مسلمة وتدعي الحرص على الإسلام وترفع شعاره وتقتل شعبها في إبادة جماعية وتحرق مساكن المواطنين بالطائرات القاذفة للهب... أليس هذا الفعل يجر الإساءة لرسولنا الكريم المعظم..؟ وعندما تُشرد الحكومة الإسلامية هذه مواطنيها وتجعلهم مشتتين بين الأمصار .. وتحيل للصالح العام كل من يختلف معها في الرأي.. أليس هذا كله سببا في الإساءة للإسلام الذي ندعي وصلا به.. كل الصور الكاريكاتورية التي نشرتها الصحافة الدنماركية والفرنسية والهولندية تنطبق علينا نحن بكل ما فيها من إساءة ومن استهتار وحاشى لله ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الشكل وهذا المضمون, وقد قال فيه الصحابي الجليل حسان بن ثابت أجمل وأعظم بيتي شعر في التاريخ مثلك لم تر قط عيني *** ومثلك لم تلد النساء خلقت مبرأ ً من كل عيب **** كأنك خلقت كما تشاء
هذه هي صورة الرسول التي شاهده بها الذين عاصروه, وأما ما تخيله الرسامون في رسوماتهم الكاريكاتورية التي نشرت في الصحيفة الدنماركية هي من أفعالنا نحن, وتشبهنا نحن.. والسلام عليك يا رسول الله وسلمت من كل أذى..صلى الله وسلم عليك..
(عدل بواسطة khalid abuahmed on 02-06-2006, 01:13 PM)
|
|
|
|
|
|