|
إليها في يوم المرأة العالمي...وكل الأيام..
|
إليها في يوم المرأة العالمي...وكل الأيام..
تستعد الأوساط النسائية في دول العالم قاطبة هذه الأيام من الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي يصادف يوم الثامن من مارس, وبلا شك أن المرأة تمثل لنا في رواية "النصف الجميل" وفي رواية أخرى "كل الحياة" ولكن الشاهد أن المرأة مهما وصفت بأوصاف تؤكد على أهميتها في حياتنا, تظل كل الكلمات عاجزة عن تحديد حجم الدين الكبير الذي في أعناقنا تجاهها. هذا الشعور بغلبة الدين تحكيه هذه القصة التي تقول ان طفلة في العاشرة من عمرها كانت تجلس بالقرب من أمها فجرت ورقة وقلم وكتبت حساب نظافة المطبخ = 2 دينار مساعدة أمي في تقطيع الخضار= 4 دينار مسح البلاط في الصالون = 4 دينار حمام أختي الصغيرة = 3 دينار و و و و و و وراحت تكتب حتى امتلأت الورقة وسلمتها لأمها التي نظرت إليها بنوع من الحزن المكسؤ بالمزاح.. فكتبت على ظهر الورقة حملتك في بطني9 شهور = مجانا كنت أغسلك يوميا = مجانا سهرت عليك وأنتي مريضة = مجانا كنت أرضعك سنتين = مجانا كنت ألبسك للمدرسة = مجانا كنت ولا زلت أذاكر معك الدروس= مجانا وراحت الأم تكتب وتكتب وتعدد مآثرها دون أن يكون ان تطلب شيئا. فارتمت البنت في حضن أمها قائلة الحساب مدفوع وعندما نحتفل بيوم المرأة فهي محاولة منا متواضعة لتسديد جزء ضئيل جدا من دين النساء علينا وهو حمل قاس يتطلب منا أضعف الأيمان ما جاء في قول المتنبئ لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق أن لم يسعد الحال
وعندما نكتب عن المرأة فإننا نكتب عن أمهاتنا العظيمات اللائي أرضعنا الحب والتقدير والاحترام وحب الأوطان, وعندما نغنى للمرأة فإننا نغنى لذاتنا, فهي كل الأشياء الجميلة التي ننعم بها, وهي الزهور التي نستشف منها الحياة. هذه دعوة لكل الناس وليس (الرجال) فقط للاحتفاء بالمرأة الأم والأخت والزوجة والزميلة.. برغم أيماني العميق أن للمرأة كل الأيام كل العمر كل الأشياء الجميلة لها وذا لا يمنع من أن نحتفل بها في هذا اليوم مع كل أيام السنة.. وفي هذه الأيام وهذه المناسبة نتذكر أمهاتنا وأخواتنا في سهول ووديان دارفور وفي المنافي وفي معسكرات التشرد واللجوء وهن يقاسين الآلام التي لا يمكن أن يتحدث عنها الإنسان بهذه السهولة.. التحية لهن صابرات على المواجع.. وكذلك في هذه اللحظة لا ننسى أمهات الضحايا في ميدان مصطفى محمود واللائي رحلن في تلك الفجيعة التي تعجز كل لغات العالم أن تعبر عن هذا الحدث الفاجع,,, وحكومة الخرطوم لا عليها تبعث في الوفود لانعقاد القمة العربية ولا زالت جثث موتى وضحايا اللجوء في القاهرة لم تسلم لذويها....
وكل عام والجميع بخير..
|
|
|
|
|
|