|
الشوارع الخلفية في الصحافة السودانية ........ (1)
|
الصحافة السودانية ، أوجاع الفكر السوداني وحجر العثرة أمام مسيرة التقدم في تاريخ شعب كشعب السودان ،عرف بأنه يقتطع من القوت ليشتري صحيفة ... مجلة .... كتاب .... السلطة الرابعة .... التي أختارت أن تكون بوقاً لكل متسلط ... و صفحات تؤجر لكل من إستطاع دفع مهرها .... لم تستطع صحافتنا بعد إبعاد ملاك الصحف عن مهنهم الأصلية ... تجارة الفحم .. والبصل .... والعملة بل أضافت إليهم سلعة أخرى ... وهى أقلام وضيعة لا تقوى على قول الحقيقة .... أقلام تباع وتشترى .. أضافت إلى ملاك الصحف مهنة جديدة ... في دول بها صحافة محترمة تسمى الإبتزاز وفي صحافتنا الساقطة تسمى نقداً .... في وطني .... بعد ستة عشر عاماً من إعادة التكوين وتغيير التركيبة السكانية وإستبدال المعايير الاخلاقية إذا أردت أن تكون صحفياً ناجحاً فعليك بالكتابة عن إخضرار مشروع سندس الزراعي الذي يسر الناظرين وعن ثورة التعليم العالي وإرتفاع مستوى التعليم العام بعد أن تحولت المدارس إلى مشاريع إستثمارية تباع فيها الحصص ( بالماركات ) أسوة بالوجبات في المطاعم كما يجب عليك الإشادة بحكمة والي الخرطوم حين ترك المواطنين جنوبيين وشماليين يقتلون بعضهم البعض بعد مقتل قرنق دون أن يتدخل ويظهر على شاشات التلفاز وعلى وجهه إبتشامة صفراء لإحصاء الخسائر من الجانبين وعليك الإشادة بتجربة وزير الداخلية حين أراد أن يرينا لأول مرة كيف أن العمارات تسقط ويموت تحت أنقاضها بشر ويكافأ بأن يعود وزيراً للدفاع . أما إن كنت من هواة الرياضة أو الفنون ، فتستطيع أن تصيب حظاً من الثروة والشهرة ، حين تتبع الخطوات الآتية: 1/ عليك بكتابة مقالات نارية وبخطوط جريئة ومانشيتات قد تقودك إلى السجن في أي دولة من دول العالم المحترمة تتحدث فيها عن اللاعب الفلاني أو الإداري العلاني أوالفنان الفلتكاني أوالشاعر صاحب الجيب الدفيان ، تبتدأ من أن والدته التي كانت تبيع العرقي في ديوم بحري حتى تعاطيه للبانقو مروراً بعلاقته المشبوه مع ست الشاى .... عموماً لن تغلب ستجد شيئاً ما وإن لم تجد فألصق به ماتشاء (حد حا يسألك) . 2/ توصي أحد الزملاء بكتابة مقال يتمادي فيه في الدفاع عن الشخص المعني ويعدد مآثره ويكذب كل ماذكرت ( هذه غريبة بعض الشئ ) صبراً فالعبرة بالخواتيم والغاية تبرر الوسيلة . 3/ توصي الزميل الذي تصدى مدافعاً عن الشخصية المعنية بإلإ تصال به والإعتزار له وإخباره بان الأمر مجرد سؤ تفاهم ويعمل على التحضير لجسة للتفاهم ورأب الصدع تنتهى بوجبة دسمة وظرف كبير من الأوراق الخضراء لك ولزميلك فاعل الخير وآخر لرئيس التحرير الذي بالطبع لا يستطيع قبول رشوة إلا من يد مسؤل بدرجة وزير أو ملياردير يعد من الرأس المالية الوطنية التي هي ركيزة الإقتصاد الوطني الحر . بعدها ستتغير حياتك وستكون إضافة حقيقية للصحافة السودانية التي مات عنها ابن البان وعمر عبدالتام وابتعد عنها قلندر وابوامنة حامد وحاج حسن عثمان فهؤلاء اضاعوها حين جعلوا منها منبراً للحق و الفضيلة وحب الوطن ، وعطلوا طويلاً مشروع الصفحات التحريرية وهو تدليل لبيع الزمة ورهن القلم .
يتبع (لمن اراد) .... !
|
|
|
|
|
|