|
المهندس المعتقل محمد حسن عالم البُوشي في ضيافة التيّار " قبل إعتقاله"
|
التيار كُنت أهدف إلى إيصال معاناة الشعب السوداني والخريجين العطالى اعلم أنّه في كل منظومة سياسية هناك مهام خاصة توكل لأفراد بعينهم نعم.. كنتُ موظفاً في القطاع الخاص.. ولم أجد عملاً في الحكومة حتى الآن. حاورته : غادة الترابي تصوير : عباس عزت المهندس محمد حسن عالم البوشي تخرّج في جامعة النيلين في العام 2007م.. ظلّ عاطلاً لسنوات.. لم يجد عملاً رغم تأهيله الأكاديمي.. تحدّث في ندوة أقامها طلاب المؤتمر الوطني بجامعة الخرطوم بحضور الدكتور نافع علي نافع.. عن معاناة الخريجين.. وعن غلاء المعيشة.. وعن الوضع الاقتصادي في السودان الذي تسبب في كثير من المعاناة للأسر.. وبحسب رأيه فإن هذه المعاناة ستكون أقوى الدوافع لتغيير حكومة حزب المؤتمر الوطني.. وإحداث واقع جديد يساهم في معالجة قضايا الشباب واستثمار الأراضي الصالحة للزراعة وتحسين الأجور.. بعد أن قال ذلك راج حديثه في المواقع الإسفيرية.. صحيفة التيار التقت بالمهندس البوشي.. وناقشت معه العديد من المحاور: الأخ البوشي.. ولجت الى مساحة مخصصة لطلاب المؤتمر الوطني.. هاجمت الدكتور نافع بضراوة إلام كنت تهدف؟؟. كنت أهدف الى إيصال معاناة الشعب السوداني التي بلغت ذروتها ومعاناة الخريجين العطالى الذين بلغوا عشرات الآلاف ولا يجدون عملاً.. في حين يجد من ينتمي للحزب الحاكم فرص العمل متوفرة.. ويجدون الوظائف المرموقة. هناك فرق بين النصح والاستفزاز.. فذات القول الذي تعتبره نصحاً يمكن أن يُعتبر استفزازاً إذا قيل أمام حشد من النّاس.. ماهي النتيجة التي توقعتها وأنت تدلي بتلك المداخلة؟؟. أولاً أنا ليس لي مشكلة شخصية مع د.نافع.. أنا لدي مشكلة مع الشخصية القيادية في الدولة والحزب التي يمثلها.. والأدوار السياسية التي يقوم بها.. فهو نائب رئيس المؤتمر الوطني وهو مساعد رئيس الجمهورية ..وشخصية نافع حينما كان أستاذاً في جامعة الخرطوم تختلف تمامًا عن شخصيته كقيادي في المؤتمر الوطني. = مقاطعة = هل تقصد أن دكتور نافع تغيرت شخصيتهُ بعد أن أصبح قيادياً في الحكومة والمؤتمر الوطني؟؟ نعم.. أصبح الآن أكثر استخداماً للغة القوة ولعل تصريحه الشهير عن (لحس الكوع) يؤكد ذلك.. أما الغرض من تلك المداخلة فهي رسالة للشعب السوداني المطحون بالغلاء والممتلئ بالشباب الخريج العاطل بأن أوان الخلاص قد اقترب. = مقاطعة =هل هذه رسالة للشعب السوداني أم تهديد للحزب الحاكم؟؟ لا ليس تهديداً.. لأنّ لغة التهديد هي لغة العاجز.. والشعب السوداني لم يكن يومًا عاجزاً عن الفعل.. وأحب أن أطمئن الناس أن الخلاص قادم طال الزمن أو قصر فإن كان جزاء ما فعلت هو الاعتقال فأنا جربت الاعتقال أكثر من مرة.. وإن كان الموت فنحن الآن أموات بالحياة وهذا يؤكد أن مايقوم به هذا النظام يزيدنا قوة.الأمر بدا وكأنه شخصي بينك والدكتور نافع.. فأنت كنت تستهدفه بالحديث المباشر إليه..ثمّ إنّك أشرت إلى أسرته.. وهذا خطأ.. فهو يشارك في العمل العام بنفسه لا بأسرته.. وأنت تعلم قول الله عزّ وجل (ولاتزر وازرة وزر أخرى).. لماذا أقحمت أسرته في مداخلتك؟؟. المسألة لم تكن أني قصدت أسرته.. بل ضربتُ مثلاً لأُقدّم أقرب نموذج للفساد ولاستغلال السلطة وللمحسوبية.. وقصدت بصورة أكبر أن نافعاً وغيره من أفراد النظام قد ضيّعوا مبدأ تساوي الحقوق في البلد.. فما توفر لأبنائه لم يتوفر لأبناء الموظفين أو العمال البسطاء.. ويكفي أن ابنه يدرس بجامعة الخرطوم (قبول خاص).. وبمنحة أبناء العاملين وهو لا يحتاج الى هذه المنحة وإنما يحتاجها غيره من أبناء الكادحين البسطاء.. ومن كل ذلك قصدت الإشارة للمحسوبية لمحاربتها.. فهي أس البلاء وبيت الداء. المآخذ التي قلتها في مداخلتك على طريقة الأداء السياسي للدكتور نافع.. يمكن أن تكون من صميم عمله في النظام أو هي اختصاصه الموكّل به؟؟. أنا أعلم أنّه في كل منظومة سياسية هناك مهام خاصة توكل لأفراد معينين للقيام بها واضرب لك مثلاً بكرة القدم اللاعب نصر الدين الشغيل يقوم بأدوار مهمة يعلمها المدرب وقد لا تكون محسوسة للجمهور ومع ذلك يتذمر منه جمهور المريخ أحيانًا وكذلك قائد الهلال هيثم مصطفى يقوم بأدوار عديدة تجعله محبوباً لجمهور الهلال حتى يخيل لهم أن الهلال يميزه قائده.. وهنا في الواقع السياسي ونظام الإنقاذ الأدوار التي يقوم بها نافع تجاوزت الحدود للشعب وللنظام في وقت واحد فلاهو (الشغيل) الذي يتذمر منه المريخاب ولا هو (هيثم) مصطفى محبوب الهلالاب؟؟. أنت تنتمي لحزب البعث.. واليساريون عموماً لديهم مايسمى بـ(التاريخ النضالي) وهي مجموعة أفعال ثورية لا يتوقعون منها عائدًا بل مجرد تسجيل للتاريخ هل ما قمت به نوع من التاريخ النضالي؟؟. = قال ضاحكًا = يعني عايز أقشر وأعمل فيها بطل؟؟. = اكتسى وجهه بالجدية وقال = نحن لدينا أزمة مفاهيم لأن مفهوم كلمة يسار لا تعني الشيوعية ولا البعث ولا العلمانية.. وأصل التسمية جاء من البرلمان الفرنسي وهم مجموعة من الشباب الرافضين للسياسة الاقتصادية في الدولة وكانوا يجلسون بالجهة اليسار والموالين يجلسون باليمين لذا تم تسميتهم باليساريين وأضرب مثلاً للمفاهيم المغلوطة لدينا أحد زملاؤنا في الجامعة وهو كادر من كوادر المؤتمر الوطني قال يوماً (العلمانيون ديل كفار ونحن عارفين مصدرهم وهو عالم اسمه علمون).. وأنا أجد لهم العذر لأن النظام أسس لثقافة الجهل واندثرت تلك المقولة الخالدة (القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ) وأحب أن أؤكد أننا في حزب البعث موقفنا كان واضحاً منذ انقلاب 89 وإلى الآن وإننا قلناها صراحة هذا النظام فاقد للشرعية ولا يمكن للشمولية أن تتحول الى ديمقراطية.. كل الأحزاب اتخذت مواقف.. فمنهم من فاوض النظام ومنهم من شارك ولكن بقي حزبنا على رأيه وفكرته الداعية لإسقاط النظام وحقيقي مشاكل السودان لن تحل إلا بانتهاء هذا النظام بدءاً من دارفور بل حتى مشكلة المناصير التي طالبهم فيها رئيس الجمهور بفض الاعتصام كشرط لحل مشكلتهم وهذا يدل هلى عدم جدية الحكومة في حل المشكلة. • أنت قلت في مداخلتك إنك تخرجت من هندسة النيلين وإنّك عاطل لا تجد عملاً.. ولكن علمنا أنّه كانت لديك وظيفة.. إذن ليس صحيحاً أنك لا تجد عملاً؟؟. نعم كنت أعمل عملاً هامشياً في مصنع خاص وجدت فيه وظيفة (وبالواسطة كمان)؟؟ وفقدت عملي بسبب الاعتقال لمدة شهرين لكن أنا حين تحدثت عن العطالة كنت أقصد مشكلة عامة تواجه الخريجين الذين أصبحوا بالملايين دون وجود فرص عمل حقيقية لأن نظام الإنقاذ كان يؤسس لمبدأ العمل بمبدأ (أهل الثقة).. لذلك اعتمدوا كثيرًا على الانتماء السياسي لحزب المؤتمر الوطني لضمان الوظيفة هذا بالإضافة الى أنني حين عملت كنت موظفاً في مصنع خاص ولم أعمل في قطاع حكومي الى الآن. عدم التعرض لك بالرغم مما قلته من حديث جارح في تلك المداخلة.. ألا توافقنا أنه يعتبر شهادة للديمقراطية وحرية التعبير؟؟. في تقديري أنه ليس للأمر علاقة بالديمقراطية وإنما خوف من البعد الشعبي والتفاعل الجماهيري.. وإن كان الأمر كما تقولين فأنا قد اعتقلت شهراً واحداً وحتى شهر مارس فهل تغير النظام إلى نظام ديمقراطي بهذه السرعة؟؟.. بالإضافة الى أنّ هناك حماية وسياجاً صنعهما الانتشار الكبير لهذه المداخلة وهناك دلائل كثيرة على ان النظام يتخوّف من أي طريقة تعبيرية فمثلا التظاهر السلمي للطلاب المناصير تعامل معه النظام بصورة عنيفة. = مقاطعة = • لكن.. هناك قانون للتظاهر السلمي يشترط الموافقة المكتوبة من جهات الاختصاص.. ألا تعتبر تلك المظاهرة خروجاً عشوائياً دون المرور بالضوابط المعروفة؟؟. إذا كان الحصول على الموافقة بالتظاهر السلمي يجب أن يكون من الأجهزة الأمنية فكيف نتوقع أن تكون هناك موافقة أكيد سيكون ردّ طلب التظاهر هو الرفض. أنت رجل يساري/بعثي بمعنى أنك نشط ضد الحزب الحاكم من منطلق تنظيمي.. لذا تعتبر شهادتك ضد الحزب الحاكم مجروحة.. وقد تمثل وجهة نظر حزبك وليس وجهة نظر كل التيارات السياسية أو حتى كل الشعب السوداني؟؟. أنا ناشط في حزب معارض لنظام الإنقاذ.. لكن هذا لا يعني أن شهادتي مجروحة فأنا في المقام الأول سوداني.. أعاني مثل الآخرين فإذا كنت أنا اتحدث من منطلق حزبي فكيف تفسري أني استقبل في اليوم الواحد أكثر من ألف مكالمة من كافة السودانيين في العالم.. بل هناك أكثر من صفحة على الفيس بوك مؤيدة.. فهل كل هؤلاء أحزاب ومنظمين وسياسيين.. أعتقد أنّ السبب الوحيد هو رفض الشعب السودان بكافة شرائحه لسياسة الإنقاذ التي واحدة من مساوئها عدم الالتزام بتعهداتها وخير شاهد هو عدم تنفيذ أي وعد تمّ في اتفاقية نيفاشا. مداخلتك بتلك الطريقة بدت وكأنّها عملٌ هتافي.. قُصِد منه التصفيق والحماس اللحظي لكنه لم يكن نقدًا سياسياً هادفًا؟؟. قرائن الأحوال تقول غير ذلك بدليل أن الحديث كان أمام أشرس كوادر النظام وعرف عنه ذلك ويؤكد أن مداخلتي كانت لتسجيل موقف يمثل معاناة الشعب السوداني غير المخفية إلا على نظام الإنقاذ ونحن نعتقد أن طريقة المواجهة هي الطريق الوحيد للوصول الى بر الأمان وعلينا أيضًا أن نراعي أن دكتور نافع كان يخاطب حشداً طلابياً وليس سفارة أو وزارة لذا تكون اللغة هي اللغة الحماسية واللغة البسيطة وأنا تحدثت عن العديد من الأشياء منها غلاء المعيشة والعطالة والفساد والمحسوبية وكلها واقع معاش لا ينكره إلا مكابر.
صفحة المناضل بوشي على فيس بوك http://www.facebook.com/pages/%D9%83%D9%84%D9...%89-/244813095585390
|
|
|
|
|
|