امّك ... حسين خوجلي هرس الحكومة الجديدة ... ماذا صنعوا في أنفسهم

Quote: < الغضبة من تزايد الأسعار والهياج في ندوات المعارضين ورمي الخصوم بما تيسر من الفوارغ والعنف في الجامعات وأزمة المناصير وارتفاع صوت الصحافة والمنابر والإضرابات والاحتجاجات، كل هذا يرصده المراقبون في الداخل والخارج ويرقبون كيف تتصرف الحكومة هل تعتبره ثمرات ديمقراطية وحريات أم تعتبره صدمات ثورة مضادة ومؤامرات.. وما بين التقييم الأول والثاني يُقاس الصبر والمصابرة والاحتمال ويطل التساؤل المشروع هل من نبتة احترام الآخر تولد الشجرة الطيبة والاستقرار أم من شرارة الاحتقان يندلع اللهيب؟! < من المعلوم أن التيّار الذي يكوِّن جماهير الإنقاذ هو تيار جبهوي لا صفاء تنظيمي فيه وليس الناس على ملة واحدة واعتقاد متماثل على الأقل فيما أوردته المواثيق.. وفي التشكيل الوزاري الأخير فشلت قيادات المؤتمر الوطني فشلاً بائناً في تفريخ قيادات جبهوية جديدة تشبه المرحلة عمراً وتجربة وسلوكاً، لا من الشباب المتمرس سياسياً ولا من الكادر المقبول أكاديمياً من جملة المحسوبين في التيّار التكنوقراطي الموهوب سياسياً. وهنالك الكثير من الوجوه التي كنا نتوقع بروزها مثل الدكتور بكري عثمان سعيد والدكتور قرشي محمد علي والدكتور محمد محجوب هارون والدكتور التيجاني عبد القادر والأستاذ سيد الخطيب والدكتور أمين حسن عمر والدكتور غازي صلاح الدين والدكتور مصطفى عثمان وابن عمر محمد أحمد والدكتور عبد الوهاب الأفندي والاقتصادي الدكتور حسن حاج علي. وهؤلاء يمثلون مرحلة لفترة في تاريخ الانتماء النقابي والفكري في حياة التيّار الوطني الإسلامي العريق، ولهم تجارب ثرة في منازلة الآخرين بالحسنى.. فكان مجرد ظهورهم كمجموعة متجانسة في هذه المرحلة سيمنح المناصرين والمعارضين والسواد من أهل السودان بريقاً من أمل في التجديد والتغيير. ولكن يبدو أن (نقابة القدامى) قد آثرت ألا تنتبه للواقع السياسي المتفجر والمتصاعد، ولا أن تنتبه للإمكانات المخبوءة في قيادات لم تُكتشف بعد. فكل الذي فعلته أنها أزالت الغبار عن كوادر مضى عليها ما يقارب ربع القرن من التجريب.. صحيح أننا لن نستطيع القول أنها كانت بلا فعالية ولكن الفعالية المنظورة والمشهودة هي التي أمامنا الآن بإنجازات ذهاب ثلث السودان وذهاب كل النفط وبقاء كل مسببات الحرب مع الجنوب، بل وبقاء كل مسببات الحرب مع بقية السودان وحتى حين نظر وقدّر ودبّر في الاستعانة بالآخرين.. أتى بالوجه السالب من الأحزاب والطائفية.. شاب فطير من المراغنة وضابط مرفوض في قواعده من المهدويين، وبهذه الصفقة بقيت سيوف المعارضة كما هي في المعارضة ومرغت الإنقاذ وجهها بمثالب البيوتات والطائفية السياسية ضاربةً بالحائط كل إرثها الفكري والنضالي في الوقوف مع الشعب ضد السادة. باختصار إن التشكيل الوزاري الجديد مرهق وقديم وغير مدهش وأقوى فيه من ضعف أنه فقط متاح وفي متناول اليد، ولو بقي في قادته بقية من حياء لقدموا استقالاتهم قبل أداء القسم، وسنعود لهذه الوزارات واحدةً واحدةً ووزيرها ماذا صنعوا فيها وماذا صنعوا في أنفسهم وماذا صنعوا في هذه الملايين الصابرة.. الفرصة الوحيدة التي يتيحها التاريخ للقدامى هي فرصة الانتقال بصفة (العراقة)، والعراقة كما تعلمون كرامة لها شيفرة لا يبدو أن حكومة في السودان قد نالتها منذ الاستقلال إلى اليوم، وإن ظلت شهادة (الآيزو) المزيفة متاحة لكل من يدفع للتجمل والترويج والصيت الكذوب!! مثل حكومة السيدين الصغار التي بين أيدينا رضي الله عنهما وعنها وألزمنا نحن الموقعين أدناه الصبر والسلوان!! < ستة وستون وزيراً لتكاليف لا يراها الشعب أنها تستحق أكثر من ست وزارات. إنها النخب والحركات المجنحة والمسلحة والقبليات والجهات تفعل بالشعب ما تشاء، إنه الشهر الذي أُنزلت فيه الوزارات وعلى الناس العثرات. < أنصار السنة المحمدية والأخوان المسلمون خارج التشكيل الوزاري والخبر يثير المبتدأ ، ومتى كانا فيها؟ < أن يذهب الدكتور إبراهيم غندور لدار الأمة بكل هذه البراءة فهذا يدل على أن الرجل يقرأ الواقع السياسي عبر (دبابير) عبد الرحمن.. ولأن عامة الأنصار يعلمون أن للدبابير معنى آخر أدناه (النحل)، فإن مجمل الحدث يؤكد أن الوقت قد حان أن يُدخل المؤتمر الوطني كوادره القيادية في دورة حتمية. < دخول الميرغني أو الشعب الديمقراطي للحكومة يغري السيد محمد عثمان الميرغني أن يلعب دوراً جديداً فيه الكثير من النضال والمحاذير والمجابهة والمعارك الحقيقية والفرعية.. فالوطن يستحق ذلك والوطني يستحق أكثر من ذلك!! < حوار السيد الصادق المهدي والدكتور مصطفى عثمان في برنامج الأخ أحمد البلال الطيب (في الواجهة) يؤكد أن السيدين الصادق ومصطفى كانا يقولان كلاماً مفيداً جداً ولكنهما يعلمان أنه غير قابل للتحقق، ولذلك فإن إثارة مثل هذه الذكريات هو ضرب من طق الحنك والعلاقات العامة. < نيفاشا منحت الجنوب الأرض والثروة والسلطة والاعتراف مجاناً.. ولكنها لم تستلم منهم صكَ ألا يقاتلوننا على اللا قضية!! < كل شيء غير مطابق للبيئة إلا شقق بعض الكبار في القاهرة وڤيلاتهم في دبي واستثماراتهم في لندن وودائعهم في ماليزيا ومكاتبهم في الصين، الغريبة أن كل هؤلاء لا يطربون لآسيا وأفريقيا ولا يعرفون شيئاً عن المفتقر لربه الدكتور تاج السر الحسن. < ولو كانت الأرزاق تجري على الحجى لأصبح اسم الوزارة الجديدة وزارة التعدين والتدريب والتنمية البشرية ومجلس الوزراء والبقية في العدد القادم. < أخطر ما يجري في السودان هذا الصمت المريب الذي تمارسه ما تسمى بالحركة الإسلامية. < نحن جمعية سرية مليئة بالرضى والشكر والعرفان والتقدير عن السيد الرئيس المشير عمر البشير.. وتمارس هذا الرضى بصدق عكس الذين يؤدون فروض الولاء والطاعة والابتسامة علانية وقلوبهم تضج بالتمرد. الغريبة أن حزبنا هذا على تأثيره ليس له أي وزير دولة ولا حتى معتمد ولا يرغب في ذلك. < الأمانة العامة للمؤتمر الوطني عليها أن توزع شهرياً تحليلاً سياسياً واقتصادياً وفكرياً عن الذي يجري في بلادنا لكي يستنير الناس بالواقع والمخاطر، ولكنهم لا يفعلون رغم قدرتهم، لأن الفكر يحتاج لتزمم والتزام وجدية ولكنهم تعلموا أدب المنوعات والمفاكهات والصفقات. < الأخ الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع رجل على وطنية وصدق وشجاعة وفوق ذلك فهو كادر دؤوب. كنت أتوقع بعد صدور قرار محكمة الجنايات الدولية على رماديته وظلمه أن يغريه بأن يتحول طواعية إلى وزارة أخرى أو يعتكف. لأن بقاء الرجل في وزارة الدفاع يعني بحكم الواقع أنه قد أصبح ممنوعاً من السفر وكذلك وزارة الدفاع. فإذا أصبحت أخطر وزارة في بلادنا بلا طلاقة ولا ترفرف في الأجواء كما تريد.. فإن المنطق أن تصبح القوة الضاربة عندنا فقط بيادة وقوات أرضية وتوجس عند كل طلعة جوية، وبالمناسبة ما هو أقرب موعد لاجتماع وزراء الدفاع العرب؟! < الآخ المهندس عبد الله مسار وزير الإعلام أنت في وزارة ليس لها دور وليس تحتها مؤسسات وليس لديها ميزانية وليس لها خيل تهديدها ولا مال، فامسك لسانك يا أمير في أدب أو أطلقه في إحسان، فليسعد النطقُ إن لم تسعد الحالُ. < ما الذي ومن الذي أغرى الأستاذ محمد يوسف كبر والي شمال دارفور بكل هذه الهيلمانة الإعلامية والتظاهرة الثقافية المصنوعة، لقد ظلت الفاشر زماناً طويلاً تنتظر (حقلاً) فأقاموا لها (حفلاً). < أيها الناطق الرسمي عند كل حزب أو جماعة أو مؤسسة أو مصرف، إياك الركون للأحلام ومسالمة الظنون، فبعد كل صيف شتاء وبعد كل شتاء خريف وربيع، وصدق القائل: حسّنت ظنك بالأيام مذ حسنت ولم تخف سوء ما يأتي به القدرُ وسالمتك الليالي واغتررت بها وعند صفو الليالي يحدث الكدرُ