|
عــــذرا سيــــــدي الامـــــــام الصـــــــادق جـانبـك الصــــــــواب
|
عفوا سيدي الإمام الصادق المهدي لن يزايد على مصداقيتك ووطنيتك وديمقراطيتك ومعارضتك للشمولية والدكتاتورية في الماضي البعيد والحاضر الآن إلا مكابر ومغرض وما أكثرهم . نشهد لك سيدي الإمام الصادق المهدي بأنك قلت فصدقت ووعدت فأوفيت وفعلت فأنجزت وحملت هم الوطن في حلك وترحالك دون كلل أو ملل منذ بواكير شبابك حتى لاح في الرأس بياض والصلع بكل تجرد وتفاني ونكران ذات مسخرا كل جهدك وفكرك ومضحيا بالمال والنفس والغالي والرخيص من اجل الوطن والمواطن والإنسانية فلم يضلك هوى الخصام ولم يعرف الغدر والانتقام طريقا إلى قلبك ولم تبرر غايتك الوسيلة بل كنت مسيح السياسة السودانية بلا منازع تتبع القول بالعمل وتدعو للقيم النبيلة ومكارم الأخلاق بالحكمة والموعظة الحسنة والتي هي أحسن مؤمنا ومبشرا يحدوك الأمل والفال دائما بان الديمقراطية عائدة وراجحة ولسان حالك يردد أعاذلتي مهلا إذا ما تأخرت قوافلنا يوما فسوف تعود ولابد من ورد لظمأ تطاولت ليالي سراها واحتواها البيد عذرا سيدي الإمام الصادق فالمقام ليس مقام مدح أو ذكر لحسناتك التي لا تحصى ولا تعد ولا مقام وصف أو تعريف بشخصك فأنت سراجا منيرا وقمرا في ظلمة الأهوال (... الصبح أوضح من مقالة قائل ** لاح الصباح إذا ما تألق وانجلى ....) بل المقام مقام مناصحة . عذرا وعفوا سيدي الإمام الصادق المهدي فقد جانبك الصواب وأنت تبارك حينها إرجاع أنجالك للجيش بمن فيهم عبد الرحمن الصادق النجل الأكبر قبل عام ونصف العام لأنك تعلم سيدي الإمام الصادق بان عبد الرحمن الصادق لو ارجع قائدا عاما للجيش ووزيرا للدفاع في الوقت نفسه فلن يغير من عقيدة الجيش المسيس في هذا العهد الظالم شيئا فقد افرغ الجيش من معنى القومية النبيلة ولن يضفي عليه أي صفة قومية ولن يكون سوى مجرد كومبارس ومسحوق تجميل كاسد عبثا ليغطي عورة الممارسات الرعناء للشمولية الإنقاذية التي أفرغت الجيش من صبغة القومية النبيلة عندما سرحت الآلاف منه للصالح العام وأدخلت مكانهم أصحاب الولاء الحزبي والقبلي حتى تضمن السيطرة والتسلط على المؤسسة العسكرية ... إن مباركتك سيدي الإمام الصادق لإرجاع أنجالك للجيش بما فيهم عبد الرحمن الصادق النجل الأكبر كان أمرا مؤسفا ومحزنا قصدت به الطغمة الفاسدة بمكر خبيث إخراس لسان رئيس حزب الأمة وإمام الأنصار عن الحديث عن عدم قومية الجيش لان أنجاله ضمن طاقمه. ولإحراجك أمام الشرفاء من جماهير الشعب السوداني عامة والأنصار بصفة خاصة الذين رفض النظام إرجاع أنجالهم كيدا بهم وبهذا يرسل النظام رسالة خبيثة ماكرة بان الإمام الصادق يهمه فقط إرجاع انجاله ولا يهتم لإرجاع انجال انصار الله الاخرين فكان الأحرى ان تستنكر الارجاع في لحظته وتشكك في مصداقيته لانه ارجاع منقوص يفتقد المصداقية القصد كما أسلفت حقن العلاقة بينك وانصار الله بجرعة عالية من الفتنة والعداء ... والطامة الكبرى سيدي الإمام الصادق المهدي حفظك الله هي مباركتك الضمنية لمشاركة نجلك الاكبر عبد الرحمن الصادق المهدي في الشمولية الانقاذية كمساعد للمارشال عمر البشير وانت تعلم سيدي الامام الصادق ان نجلك لو تم تعيينه راسا للدولة او نائبا اولا او عاشرا في ظل تسلط هذه الطغمة فلن يستطيع ان يفعل شيئا فهذا البلد تحكمه اقليلة أخطبوطية وتتحكم فيه عصابة وألا تذكر سيدي الامام قولك في سابق الايام ان نظام الانقاذ أشبه بالعرس الذي لا ندري من العريس فيه حيث يوجد حاكم فاعل وحاكم نائب فاعل حكومة تستخدم كثير من الألفاظ المجازية .... فقد كان رأس الدولة الحالي في السابق يرأس ولا يحكم يعمل بالريموت كنترول والدليل اعترافاته الشخصية الضمنية بان الترابي كان هو الذي يدير الدولة ... او لا تذكر سيدي الامام الصادق وزير الاعلام المنسلخ عنا الزهاوي إبراهيم مالك الذي كان يمنع من دخول التلفزيون بأمر من أمين حسن عمر ويمنع من دخول وكالة الأنباء السودانية سونا بأمر من ربيع عبد العاطي وقتها رغم أن كلا الرجلين يعملان تحت إمرة الزهاوي الذي كان وزيرا للإعلام من غير صلاحيات . فكيف بعد كل ذلك تبارك ضمنا مشاركة نجلك الأكبر في نظام هالك لا محالة وظالم وفاسد بالضرورة ورأسه مطلوب للعدالة الدولية . لقد اعتصرنا الألم في قلوبنا كثيرا لمباركتك إرجاع نجلك عبد الرحمن للجيش والآن نعتصر الألم وتكاد قلوبنا تتفطر حزنا وأسفا وأنت تبارك ضمنا مشاركته في الشمولية الانقاذية وارتمائه في أحضان الطغمة الفاسدة والمستبدة . فهلا أصدرت بيانا تبرأت فيه من مشاركة عبد الرحمن الصادق نجلك الأكبر لا نريدك أن تستخدم سلطة الأبوة على الابن فهذه وصاية لا نقبلها لا في أمر السياسة حتى لو أعلن ابنك انضمامه للمؤتمر الوطني ولا في أمر الدين لو ترك ابنك الأنصارية (وأصبح ختمي ودرس في روضة دار الحنان) فشعارنا من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فلا سيطرة على احد فقط نريد من مكتبك إصدار بيان يدرأ ويتبرأ من مشاركة عبد الرحمن وينتقدها علانية وصراحة وحينها فقط ستشفى صدور الملايين من أنصار الله وسنردد وما عبد الرحمن عندنا إلا كواحد من آل المهدي على مر التاريخ البعيد والقريب ممن تساقط وارتمى في أحضان الشمولية وفارق الجماعة ولا أظنه سيكون الأخير . فأنت لا تمثل رئيس حزب الأمة وحسب لان حزب الأمة القومي موقفه واضح كمؤسسات وكجماهير واليوم او غدا وبعده سيأتي رئيس اخر ولن تكون انت الرئيس السابق بل ستظل انت القائد والزعيم والمفكر والقدوة والنموذج والمثل الذي قل ان يجود الزمان بمثله فلن نسكت عن ذكرك وجلائل أعمالك حتى بعد رحيلك بعد عمر طويل فمثلك سيبقى روحا تعطر كنه الدواخل عبر الأزمان وستكون أفكارك ومواقفك هاديا ودليلا للأجيال القادمة والحاضرة فأنت لا يضاهيك- عندنا-عندي في العظمة وعلو القدر الأئمة الأربعة الا سيدي الإمام الأكبر محمد بن عبد الله عليه السلام محرر السودان وباني عزه ومجده. عمر عبد الله 9/12/2011م
|
|
|
|
|
|