الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 05:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-25-2011, 02:53 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!!
                  

11-25-2011, 03:52 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    اقترح ان يكون خيطا لنبش وتوثيق تاريخ العلاقات (الاخوانية الامريكية) عبر التاريخ مند الحرب الباردة وحتى الان الى محطة ما يعرف اليوم بربيع الثورات العربية وهى طوفان يجتاح المنطقة المحيطة و قد تخير فيها بعناية انظمة حكم بعينها ليست هي الاسوأ على الاطلاق وقد أطاح بها دون اخريات فيهن الاسوأ من المطاح بها وهو امر لا اعتقد انه عفوى بلا سابق ترتيب واعداد بل بفعل فاعل حيث ارى ان حركات الاسلام السياسي في المنطقة لعبت مخلب قط لتنفيد اجندات هدا الفاعل الخفي وليس بخفي وهي هنا اشبه بحصان طروادة في المنطقة ونظام الخرطوم الاجرامي وهوالاسوأ في المنطقة وربما في كل الاقليم ارى انه اسوا المخالب التى ساهمت في لعب هدا الدور الموغل في العمالة ولم ينافسه في دلك الا( مشيخة قطر) التى تعد اخطر وكر لحركات الاسلام السياسي في العالم وهي مصونة ومحمية باكبر القواعد الجوية الامريكية في العالم وفي نفس الوقت (يتجدع) المهووسون فيها يمنة ويسارا وهم ناشطون في دعم هدا الربيع(الامريكي الغربي) وليس ( العربي) وهو امر ارى فيها ارهاصات اعادة توزيع العالم من جديد بين المستعمرين القدامي الدين مهددون اليوم بالافلاس وربما التلاشي في وقت تبرزفيه قوى دولية اخرى اصبحت تهدد وجودهم الاقتصادى والسياسي ولدلك ارى انهم في خطوات استباقية نحو الاستيلاء على هده المنطقة الغنية بمصادر الطاقة والسوق الحيوى لاقتصاداتهم ولدلك اسرعوا في تنفيد هدا المخطط تحت اكدوبة ما اسموه بثورات (الربيع العربي) لتامين مصالحهم عبر وكلائهم وعملائهم الحقيقيين والقدامي في المنطقة مند زمن الحرب الباردة وقد قضوا على الانظمة الاقوى فيها ولا زالوا يستهدفون انظمة اخرى يرون فيها دات علل المطاح بها باعتبارها انظمة وطنية شرسة لم تعطهم كل مايريدون كما يفعل عملاؤها الحقيقيون في المنطقة والدين في مأمن من الاستهداف برغم بشاعة انظمتهم القهرية الاستبدادية المتخلفة وهي الاشنع في المنطقة وهو امر قد فضح الدهنية الغربية البراغماتية دات المعايير المزدوجة في التعامل مع البشر وانها دهنية استعمارية برغم كل مساحيق التنطع باسم الديموقراطية وصون حقوق الانسان وان من يعملون تحت امرتهم مجردعملاء ماجورين رخيصين لا يمكن ان يوصموا بدرة من الوطنية وعصبة الخرطوم اولهم حيث هي اليوم والغة في العمالة لاميريكا برغم تظاهر الاثنين في مواجهة بعضهما البعض بالعداء والبغضاء ولكن واقع الصمت الامريكى المريب حيال ما يحصل في السودان على ضوء بشاعات نظام الهوس في الخرطوم غير المسبوقة وهم في مأمن من سهام احبابهم الاميريكان لهوامر يفضح سر هدا الغرام القديم ويؤكد على ان ( الاميريكان والكيزان ......في لباس واحد) ولله في خلقه شئون!
                  

11-25-2011, 03:58 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    Quote: الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية

    إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

    بقلم / أ. عبده مصطفى دسوقي

    علم أمريكا.jpg

    ظهرت أمريكا كقوى عظمى أثناء الحرب العالمية الثانية خاصة بعد أن رجحت كفة الحلفاء وعدلت الهزيمة لنصر، وإن كانت قوتها قد بدأت في الظهور على الساحة العالمية بعد الحرب العالمية الأولى، فير أنها بعد الحرب الثانية أصبحت والاتحاد السوفيتي القوتين العظميتين وتراجعت مكانة بريطانيا وفرنسا بعد أن أنهكتما الحروب.

    ومن ثم كانت علاقة الإخوان المسلمين بها علاقة تتسم بشقين، نظرة الجماعة للساسة في أمريكا وسياستهم، ونظرة أخرى للشعب الأمريكي كشعب ودوره في الرأي العام.

    من المتعارف ان أمريكا كغيرها من الدول الاستعمارية كان لها مشروعها الاستعماري في المنطقة العربية، فقد حرص الساسة في أمريكا على هذا الاستعمار وإن كان اخذ شكل أخر ليس الشكل العسكري في ذلك التوقيت لعدة أسباب أن الوضع في البلاد تغيير عن ذي قبل ولن ترضى الدول باستعمار جديد، وأن بريطانيا وفرنسا كانتا مسيطرتين على هذا البلاد وقد حرصت أمريكا على عدم الصدام بهما مبكرا، أضق لذلك أن أمريكا أطلقت مبادئ الحرية فكيف به تخالفها، ومع ذلك كان الإخوان يدركون سياسة أمريكا نحو المنطقة ووضح ذلك في مساندتها للصهاينة في السيطرة على فلسطين وتبني قضيتهم في التمكين لهم فلسطين.

    لكن الإخوان نظروا للشعب الأمريكي على أنه شعب من الممكن أن يتقبل الفكرة الإسلامية كغيره من الشعوب ولذا حرصوا على نشر دعوتهم في هذا البلد.

    لا يعلم بالضبط متى دخلت دعوة الإخوان الولايات المتحدة الأمريكية غير أن جريد الإخوان اليومية نشرت نداء عام للأخوات المسلمات بمناسبة الاحتفال بالعيد السنوي الأول للأخوات المسلمات من أمريكا عام 1948م وقد جاء هذا النداء على لسان السيدة سعاد الجيار الحاصلة على دبلوم معهد التربية بالزمالك جاء به:

    إخواني وأخواتي: حول إلينا خطاب من سكرتيرة الأخوات المسلمات بنيويورك تعلمنا فيه بفتح اكتتاب عام في أمريكا والقاهرة لإنشاء مقبرة هناك للمسلمين والمسلمات حتى يكون هناك مكان خاص لدفن المسلمين.

    كما ستنشأ مدرسة لتعليم الأطفال المسلمين اللغة العربية والدين وسيقوم بعض الطلبة المصريين بالإطلاع على هذه المهمة هناك.

    وقد أهابت الأخت الكريمة بالإخوان والأخوات في القاهرة المساهمة في هذا الاكتتاب بما يجود به نفوسهم الكريمة مع العلم بأن باب الاكتتاب مفتوح حتى أول نوفمبر سنة 1948م وستعمل الترتيبات اللازمة لتحويل النقود المكتتب بها إلى المسألة الصعبة، وسيكون الاكتتاب على صفحات جريدة الإخوان المسلمين باسم: رئيس التحرير، وتحت عنوان -العيد السنوي الأول للأخوات المسلمات بأمريكا.

    وإني أهيب بالإخوان المسلمين والأخوات المسلمات بالمساهمة مفتتحة الاكتتاب بمبلغ جنيه مصري.

    فهيا أسرعوا إلى هذا العمل النبيل والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

    غير إن الأحداث لم تجري كما يرام فقد حلت الجماعة في 8 ديسمبر 1948م وكانت أمريكا لها يد طولى في قرار الحل، أضف لذلك اغتيال الإمام البنا في 12 فبراير 1949م، ودخلت الجماعة في صراع مع النظام لعودة شرعية الجماعة مرة أخرى حتى حكمت المحكمة في عام 1951م بإلغاء قرار الحل وعودة الجماعة، وظلت كذلك حتى حادثة المنشية عام 1954م والتي انتهت بالزج بالإخوان في السجون، وهروب بعضهم من بطش وظلم عبد الناصر ونظام الحكم في مصر، فقويت شوكت من هرب واستطاعوا أن ينشروا هذه الدعوة في البلاد التي تواجدوا فيها أمثال سعيد رمضان ويوسف ندا والدكتور أحمد القاضي والدكتور حسان حتحوت وغيرهم.

    وأغلب من كتب عن انتشار دعوة الإخوان في أمريكا بصورة ملحوظة يؤرخها في بداية الستينيات من القرن العشرين هو ستيفين ميرلي في بحث مترجم للعربية تحت عنوان "الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة".

    انظر الإخوان في عيون الغرب موقع إخوان ويكي

    وفي حديث صرح به في بداية الثمانينات، قال زيد النعمان من أحد قادة الإخوان عن كيفية تأسيس الحركة في أمريكا وتضافرها. فقال لقد كانت المرحلة الأولي هي مرحلة التجميع والحشد وذلك عام 1962م..... ثم بدأت المرحلة الثانية ذات الطابع التنظيمي حيث تم عمل مجموعات علي مستوي دول أمريكا الشمالية ولديهم إطار تنظيمي تنسيقي ما يسمي بمجلس التنسيق ... ثم بدأ الإطار التنظيمي لهذه الجماعة الناشئة علي الأراضي الأمريكية تحت شعار الجماعة الثقافية وليس الإخوان المسلمون . ففي تحقيقات جريدة شيكاغو تريبيون أظهرت التحقيقات أن هذه الجماعة نشأت في منتصف الستينات علي يد جماعة من الطلاب الدارسين في ولايات الوسط الأمريكي الذين أرادوا أن يحفظوا هويتهم الإسلامية وأن ينشروا أيدلوجيتهم الإخوانية في الوسط الأمريكي. ثم ما لبث هؤلاء الطلاب وغيرهم من المقيمين في أمريكا أن استقروا بها وكونوا جماعتهم تلك تحت مسمي الجماعة الثقافية التي تهدف إلي حفظ الهويات الثقافية والفكرية، لكن كان هذا ستاراً لهم وحفظاً لهم من نير الاعتقال والتضييق الأسري المتوقع إن هم هموا بإعلان هويتهم وانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين، لكن ليس لدينا أية معلومات عن هذه الجماعة وأول مكان نشأت فيه وهوية قادتها الأوائل.

    لقد بدأ عمل الاتحاد في جامعة اليونس في يوربانا شامباين حيث تجمع الطلبة لأول مرة في الخامس والعشرين من ديسمبر من عام 1961 واتفقوا علي أن اللقاء في الأول من الشهر التالي في 1 يناير 1962 حيث ضمت ولايات انديانا ووسكونسين ومينوسوتا، وقد نشط هذا الاتحاد في نشر الفكر الإخواني وكان له أثرا بارزا في ذلك.

    وفي يناير 1963 تم تأسيس اتحاد الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة وكندا لتتغير بذلك خريطة الوجود الإسلامي علي الساحة الأمريكية كلها.

    ولقد عمل الإخوان على الدخول في النقابات والعمل المؤسسي فأنشأوا اتحاد الأطباء المسلمين في 1967، اتحاد الأطباء والمهندسين الإسلاميين في 1969، اتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين في 1972م، كما انتقل الدكتور أحمد القاضي في ذلك التوقيت للهمل في مستشفى كونواي ميموريال هوسبيتال الواقعة في مونرو عام 1968م والتحق بالإخوان هناك، واختير أمينا للصندوق لإخوان أمريكا.

    وفي 28 أكتوبر 1974 قام أعضاء الجماعة الثقافية باستصدار قانونية الشركة التي أسموها ميسوري بينوفولانت كوربوراشن وكانت المناصب القيادية فيها كالآتي: أحمد القاضي كرئيس، ومحمد شامة كنائب للرئيس وشريك في الوقف الإسلامي، محمد جاجهيلت كأمين صندوق، ربيع أحمد كعضو مجلس إدارة.

    وكتبت جريدة "شيكاغو تربيون" الأمريكية اليومية المستقلة في احد أعدادها قائلة: «إن جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية تأسست على يد الدكتور أحمد القاضي "الجراح الشهير والطبيب الخاص للملك فيصل"؛ وأنه بدأ تكوين الجماعة بمجموعة من المصلين الذين تجمعوا في بيوت بعضهم للصلاة وحفظ القرآن، ومناقشة الأحداث اليومية، مدعية أنه بمرور الوقت انتظم هؤلاء الرجال في مجموعات أصبحت جزءاً من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الذي يسعى لبناء دولة إسلامية في العالم بشكل عام وفى الولايات المتحدة بعد ذلك ولذلك فإنهم اتخذوا على حد زعمها من السرية طريقا هدف جماعة الإخوان التي تعد المنظمة الإسلامية الأصولية الأكثر تأثيرا على المسلمين في العالم.

    وادعت الصحيفة الأمريكية أن أعضاء التنظيم اخفوا هويتهم كأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين لفترة طويلة خوفا من الاضطهاد وعملوا في الخفاء لنشر دعوتهم وسط الأمريكيين .

    وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين بأمريكا لها تأثير كبير على المسلمين في أمريكا بسبب مساعدتها على إنشاء العديد من المساجد وتنظيمها العديد من المعسكرات الصيفية لأبناء الجالية المسلمة وتأسيس المدارس الإسلامية.

    ونقلت الصحيفة عن خبير في شئون الجماعات الإسلامية قوله: إن ظهور العديد من المؤسسات الإسلامية في الفترة الأخيرة وسيادة الاتجاه المحافظ في أوساط المسلمين يرجع إلى نشاطات الإخوان المسلمين المتعددة.

    وقالت الصحيفة أيضا :إن الدكتور أحمد القاضي تولى قيادة الجماعة من 1984م حتى عام 1994م.

    وأنه - المراقب العام السابق للجماعة – ولقد تم استجوابه من جانب السلطات الفيدرالية عن الأنشطة الداخلية لجماعة الإخوان في أمريكا، لكنه أكد إن الجماعة قامت بمجهودات كبيرة لخدمة مسلمي الولايات المتحدة وهو ما بدا في سعى الدكتور القاضي شخصيا لإقامة مجتمع إسلامي في مقر إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية بولاية فلوريدا بادئا بالمسجد والعيادة الصحية والمدرسة الإسلامية.

    و في عام 1977 تكونت "رابطة الشباب المسلم العربي" وذلك لخدمة وتجميع الشباب المسلم العربي، ثم توالت بعد ذلك الاتحادات الباكستانية والإيرانية وغيرها، وكان من أهم الأسباب التي دعت إلي تكوين هذه الاتحادات هو التواجد الضخم للطلبة المسلمين الوافدين من مختلف أنحاء المشرق الإسلامي، ما حدا بالقائمين علي أمور الدعوة الإسلامية بأمريكا إلي إنشائها، وكان هدفها الأساسي هو تجميع هذا العدد الكبير ومساعدتهم في عدم الذوبان في المجتمع الأمريكي.

    وفي عام 1982 تم تكوين هذا الكيان وأطلق عليه "الاتحاد الإسلامي في أمريكا الشمالية"، وقد ضم كل الاتحادات الموجودة بالإضافة إلي "اتحاد الجاليات الإسلامية mca"، هذا غير الجمعيات المتخصصة، مثل الجمعية الطبية الإسلامية وجمعية العلماء المهندسين المسلمين وجمعية علماء الاجتماع المسلمين، وهيئة الوقف الإسلامي، ومركز الدعوة والتعليم الإسلامي، وبذلك كما يقول عاكف أصبحت المؤسسات الإسلامية في أمريكا الشمالية قادرة علي خدمة المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة وكندا والعمل علي توطين الدعوة داخل هذه البلاد.

    ولقد قام الإخوان بتأسيس الجمعية الإسلامية الأمريكية وعى مؤسسة مدنية غير ربحية تأسست عام 1993م، وهي جمعية دعوية تعمل في مجالات الدعوة والتعليم والإعلام والشباب، وتضم نحو 1000 عضو عامل، وأكثر من 100 ألف من الأنصار والمشاركين، وتنتشر من خلال نحو 60 فرعاً، في 35 ولاية.

    وتقول صحيفة هيرالد صن :

    إن جماعة الإخوان المسلمين بالولايات المتحدة كان لها تأثير كبير ومستمر في نشر الإسلام في أمريكا، والمساعدة في إنشاء المساجد والمدارس الإسلامية ومعسكرات الشباب الصيفية وأبرز المنظمات الإسلامية، ويعتقد كثير من المسلمين أن جماعة الإخوان المسلمين هي الحركة الدولية النبيلة التي تؤيد التعاليم الحقيقية للإسلام والمسلمين.

    كما كان ايضا للدكتور حسان حتحوت دور في دعوة الإخوان بأمريكا حيث سافر لأمريكا عام 1988م.

    وهب وقته وعمله للدعوة الإسلامية، ومفتاحه العمل والتعاون من اجل خدمة المجتمع الأمريكي ذاته، بغرض تحويل نظر الأمريكيين نحو المسلمين وإقناعهم بأنهم بشر لهم جميع الحقوق ويتمتعون بأعلى درجات التسامح، لذلك قام بإلقاء العديد من المحاضرات لتقديم الدين الإسلامي في شكله الصحيح. ونجح في عقد تحالفات مع تنظيمات اجتماعية ودينية مختلفة، مما ساعده على وقف حملات كثيرة ضد المسلمين.

    وفي عام 1999م احتفل مع بقية المسلمين بعيد الفطر في حديقة البيت الأبيض يقول عن ذلك: « احتفلنا بعيد الفطر مع السيدة هيلاري كلينتون، وأنا قلت كلمة، وهي قالت كلمة، وكانت ابنتها في المرحلة الثانوية أخذت قرص في الإسلام فقرأت معها وبدأوا يعرفون وبدأوا يسألون عن الإسلام لأنه دين السلام».


    المراجع

    1- ستيفين ميرلي: الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، موقع إخوان ويكي.

    2- صحيفة الشرق الأوسط العدد 8071، الثلاثـاء 6 شـوال 1421 هـ الموافق 2 يناير 2001م.

    3- أحمد القاضي: إعداد موقع إخوان ويكي.

    4- جريدة الإخوان المسلمين اليومية: نوفمبر 1948م





    http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8...B1%D9%8A%D9%83%D8%A7
                  

11-25-2011, 04:04 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    Quote: الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة

    بقلم:ستيفين ميرلي
    محتويات
    [أخف]

    ١ مقدمة
    ٢ نظرة عامة
    ٣ أهداف جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا
    ٤ الإخوان المسلمون في أوروبا
    ٥ البدايات (1962-1970)
    ٦ ثلاثة عراقيين
    ٧ مؤسسات البنية التحتية الأمريكية (1970-1975)
    ٨ منظمات جديدة
    ٩ الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية
    ١٠ القاضي أمينًا لصندوق الإخوان المسلمين
    ١١ تنظيم دولي مماثل
    ١٢ ندا العالمية
    ١٣ جبهة المنظمات الكبري (1975-1984)
    ١٤ الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية
    ١٥ الاتحاد الإسلامي من أجل فلسطين
    ١٦ مجموعة صفا
    ١٦.١ المعهد العالمي للفكر الإسلامي
    ١٧ مؤسسة سار
    ١٨ حقبة المشاكل (1985-1994)
    ١٨.١ القيادة
    ١٩ المشاكل:
    ١٩.١ 1) التفاعل السياسي
    ١٩.٢ 2) الجمعية الإسلامية بأمريكا الشمالية
    ٢٠ الجمعية الإسلامية الأمريكية
    ٢١ لجنة فلسطين بجماعة الإخوان المسلمين بأمريكا
    ٢٢ تأسيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية
    ٢٣ المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية
    ٢٤ استبدال أحمد القاضي
    ٢٥ قيادة الإخوان في أمريكا
    ٢٦ مؤسسات الإخوان المسلمين
    ٢٧ اتحاد الطلاب المسلمين
    ٢٨ الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية
    ٢٩ الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية
    ٣٠ المعهد العالمي للفكر الإسلامي
    ٣١ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية
    ٣٢ الجمعية الإسلامية الأمريكية
    ٣٣ المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية
    ٣٤ لا يتمتع بتواجد علي الإطلاق
    ٣٥ تنظيم الإخوان المسلمين في أمريكا
    ٣٦ النتائج
    ٣٦.١ رد الإخوان المسلمين
    ٣٦.١.١ أولاً: مهاجمة المصادر
    ٣٦.١.٢ نفي وجود صلات بالإخوان المسلمين
    ٣٦.١.٣ هل تغيروا؟
    ٣٧ اقرأ أيضا

    مقدمة

    يقوم البحث بعرض نظرة تاريخية لتاريخ الإخوان المسلمين في أمريكا عبر الاستناد إلى دفوعات تم تقديمها في القضايا التي نظرت أمام محاكم أمريكية ومن واقع تحريات مكتب التحقيقات الفيدرالية عن الأشخاص والهيئات الموجودين أدناه؛وذلك مع الأخذ في الاعتبار الصفة الرسمية التي يمثلها معهد هدسون كأحد المراكز البحثية القريبة من المؤسسة الرسمية الأمريكية.


    نظرة عامة
    شعارالاخوان

    لقد رفعت قيادة الإخوان المسلمين في أمريكا شعار الجهاد الذي يستهدف الداخل الأمريكي،ومن أجل ذلك قاموا بإنشاء نظام سري إسلامي داخل أمريكا تتحكم في آلياته قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

    وفي هذا الإطار،قام الإخوان في أمريكا في أوائل الستينات بعمل منظمات تعمل كواجهة خارجية تغطي علي هذا التنظيم السري للإخوان في الداخل الأمريكي.

    ومن جانبها،حاولت جماعة الإخوان نفي ما يتعلق بهذه الأهداف وتلك الوسائل بتقريرها أن الجماعة قد تخلت عن هذه الأفكار الضاربة في القدم ومن ثم فهي لا تمضي بهذه الأهداف بل تنكرها وتلفظها.

    لكن من خلال إطلاعنا علي صفحات التاريخ أكدت لنا هذه الحقائق ثم لم يبادر الإخوان ذاتهم بتغييرها علي المستوي الفكري أو الحركي.

    تمهيد


    أهداف جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا

    في عام 1991 كتب القيادي الإخوانى في أمريكا محمد أكرم عن أهداف الإخوان في أمريكا فلخصها في كلمة واحدة "الاستقرار".

    ففي المؤتمر التنظيمي للإخوان في 1987،قرر مجلس الشورى أن يضع خطة واستراتيجية للعمل في الداخل الأمريكي.

    واستقر الرأي وتوحدت الوجهة علي أن يكون مستهدفهم الحقيقي إقامة كيان إسلامي يعرف دينه حق المعرفة ويسعى إلي تعريف غيره،وأن يكون الفرد بمثابة شعلة الإسلام الفواحة نوراً وعطراُ لمن حوله حتي يستلهموا منه الدين ويقتنعوا بعد ذلك بحضارته ومن ثم الدعوة إلي تضافر الجهود لتحقيق غاية الدولة الإسلامية العالمية من خلال توسيع إطار القاعدة الإسلامية الموجودة في البلاد بغض النظر عن الوسائل والاحتياجات.

    واستهدف الإخوان في اجتماعهم هذا مستهدفاً واحداً يضعوه نصب أعينهم هو "الاستقرار".

    ويستطرد في الحديث عن الاستقرار داخل الولايات المتحدة فيؤكد علي أنه نوع من الجهاد بل ربما يكون أعظمه حيث يستهدف هذا الجهاد قلب موازين الحضارة الغربية من خلال إنشاء كيان إسلامي داخلي يستهدف الحضارة في أخص خصوصياتها ويسعى إلي نشر فكرته في الخواء الذي تركته هذه الحضارة.

    كما يؤكد محمد أكرم علي أنه في جهاد هو ومن معه لكنه جهاد سلمي وهو أخطر حدةً من الجهاد المسلح ومن أجله تركوا أوطانهم وضحوا بالغالي والرخيص في سبيل هذا الجهاد،فهو ليس للخاملين لكنه أوان العاملين المخلصين الذين يعرفون جد المعرفة أن قدر الله آت لا محالة في أي مكان كان فليكن في جهاد خير له من أن يكون كسولاً عاطلاً فلا يستوي القاعدون مع المجاهدين أبداً.

    كما أكد الأخير علي ضرورة تحقيق هذا الاستقرار حتي يتم الاندماج مع العقول وتتحد المفاهيم وتنتشي المشاعر والأحاسيس،ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تنظيم له آلياته وأولوياته وأهدافه.

    وعليه فلابد من السعي الدؤوب في سبيل تحقيق مؤسسات فاعلة تتبني هذه الأفكار وتعمل بها بكل حرارة.

    والسعي في هذا الطريق الوعرة هو مسؤولية المسلمين أجمعين ومن قبلهم الإخوان المسلمون.

    من هنا ندرك حساسية هذا التنظيم السري الذي حقق نجاحات واسعة في خلق هذه المنظمات الراعية والدافعة لتحقيق الأهداف السامية لإخوان أمريكا.

    وقد استندنا في الحديث عن تاريخ وجود هذا التنظيم علي ثلاثة مسندات محققة منقحة أولها هذا التقرير الذي تم العثور عليه في منزل قيادي أثناء مداهمة منزله في قضية منظمة الأرض المقدسة وتمت مناقشته في التحقيقات.

    وثانيها التحقيقات التي أجريت في شيكاغو تريبيون بناءاً علي تصريحات أدلي بها قيادي بارز من إخوان أمريكا.

    وأخيراً تم الاعتماد علي تقارير إعلامية ومواد دعائية عامة تؤكد إلي جانب ما تم ذكره علي فكرة تواجد نظام سري أدي إلي تواجد هذه المنظمات العامة التي يحلو للإخوان أن يسموها جبهات عامة.


    الإخوان المسلمون في أوروبا

    لقد بدي من الضرورة بمكان حيال بحثنا في تاريخ الإخوان في أمريكا أن نبحث في أعماق تاريخهم في أوروبا التي صدرت الفكرة ذاتها لأمريكا وكان لها شرف تطوير التجربة في غير بلاد أوروبا.

    وتذكر صحيفة وول ستريت أنه في أي محاولة للتعرض لذكر الإخوان في أوروبا،لابد وأن يرتبط اسمهم هنا باسم سعيد رمضان.

    سعيد رمضان هو زوج ابنة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بمصر،نشأ وترعرع هناك وفي أعقاب اتهام الإخوان بالضلوع في محاولة فاشلة لاغتيال جمال عبد الناصر،هرب الأخير من مصر إلي سوريا ولبنان والأردن وباكستان ثم استقر به المقام في ألمانيا وفي جينيف في الستينات حيث انضم إلي جمعية مؤسسي مسجد في ميونخ وكانت الجمعية آنذاك تشرع في بناء مسجدا آخر في الولاية.

    وكان ضمن اللجنة المؤسسة للمسجد كذلك تاجر سوري ثري يدعي غالب علي همت الذي لطالما شجع الكثير من الأعمال ومولها من أمواله الخاصة فصحب سعيد رمضان وأصر علي عودته من جنيف ليكون معه في ميونخ حيث بدأ الاثنان مشوارهما معاً في جمع التبرعات الخيرية بعدما عاد سعيد من جنيف.

    ثم صارت الجمعية بعد ذلك في مسارها لتكون خلية الإخوان المسلمين في ألمانيا مع حلول عام 1962.

    وجاء دور يوسف مصطفي ندا الذي التقي مع غالب همت وشاركه مسيرته في أوروبا.

    انضم الأخير لجماعة الإخوان المسلمين في مصر في الأربعينات ثم تم القبض عليه وهو طالب في سن الثالثة والعشرين ثم تم إطلاق سراحه ليواصل عمله في تجارة والده المتواضعة في الإسكندرية.

    في إطار المحاولة الفاشلة التي اتهمت بها الجماعة في اغتيال جمال عبد الناصر سنة 1954.

    ثم حصل الأخير علي تأشيرة للسفر إلي استراليا حيث دراسة تكنولوجيا الألبان حيث وجد ثمة نجاح لمشاركة سوق مصر بسوق ايمانتلر ثم ذهب إلي جراز لتعلم هذه التكنولوجيا.

    لم يمضي الوقت إلا قليلاً حتي تم اتهامه بدعم أنشطة إرهابية فوقف هذا المشروع بعد نمائه وتطوره.

    ثم اتجه يوسف لإقامة علاقات مع المحكمة في طرابلس في ليبيا حيث سمحت له بتصدير مواد بناء للبلاد من فيينا.

    وأثناء إفطار جمعه بهمت في ميونخ قادماً من جراز،قدم يوسف بدوره همت للمحكمة الليبية من خلال أنشطته في الجمعية المؤسسة للمسجد،وعليه تعهدت المحكمة الليبية بالمشاركة في الجمعية بنصيب كبير من أعمالها الخيرية والوقوف في ظهرها.
    يوسف ندا

    وتقول المخابرات الإيطالية بأن يوسف أقام في جراز مابين عامي 1960 حتي 1964 ثم في تونس وفيينا ما بين 1964 حتي 1969.

    كما عاصره في جراز وفيينا الدكتور أحمد القاضي. نشأ الأخير في أسرة تنحدر من أصول إخوانية أصيلة حيث كان حماه من قادة الإخوان المشهورين علي مستوي العالم العربي وهو محمود أبو السعود والد زوجته المدعاة إيمان.

    لقد اشتهر الدكتور أحمد القاضي بفهمه الاقتصادي الإسلامي العالي ومن ثم محاولات تطبيقه علي الواقع حيث طالب بأن تنعدم الفائدة المستوفاة من القرض كما ينص النظام الإسلامي.

    وتتذكر إيمان زوجته قائلةً "لقد اعتاد جدي أن يقول لي إذا لم يأتي والدك لتناول الغداء، يمكننا بعدها أن نبحث عنه في المعتقلات".

    اجتمعت العائلتان أبو السعود والقاضي في النسب حيث تزوج أحمد القاضي من إيمان أبو السعود بعدما لاقي استحسان أبيها فدعاه للمنزل عنده.

    ومن يومها قررت العائلتان زواج أحمد من إيمان، لكن استدعتهما المخابرات المصرية في وقتها وسألت الزوج : هل ضاقت بك الدنيا فلم تجد إلا ابنة محمود أبو السعود؟.

    وقالت شيكاغو تريبيون أن أحمد وإيمان قد تزوجا في 1963 بعدما أخذ أحمد الكثير من الدرجات العلمية في الطب من جراز وفيينا قبل هجرته للولايات المتحدة الأمريكية في 1967.

    وبالأخذ في الاعتبار أن أبو السعود وندا كانا لاجئين مصريين وقد تزوج أحمد من ابنة الأخير وسافر إلي فيينا وجراز، تكون الصورة هنا قد اكتملت حيث اتصل أحمد القاضي بيوسف ندا في جراز.


    البدايات (1962-1970)

    وفي حديث صرح به في بداية الثمانينات، قال زيد النعمان من أحد قادة الإخوان عن كيفية تأسيس الحركة في أمريكا وتضافرها. فقال لقد كانت المرحلة الأولي هي مرحلة التجميع والحشد. بدأ تشكيل الحركة بالتزامن مع بدأ الفاعلية الإسلامية في أمريكا الشمالية أو قبلها بقليل.

    حيث بدأ تشكيل المتطوعين لكن بدون أي إطار تنظيمي، فهي إذن مجموعات من المتحمسين أو الناشطين كانوا في بلادهم من الإخوان أو من جماعة أخري أو ليس لهم أدني انتماء فجمعهم النشاط والعمل مع الفريق وبهذا كانت مرحلة غرس بذرة الإخوان في أمريكا الشمالية.


    ثم بدأت المرحلة الثانية ذات الطابع التنظيمي حيث تم عمل مجموعات علي مستوي دول أمريكا الشمالية ولديهم إطار تنظيمي تنسيقي ما يسمي بمجلس التنسيق والذي أولي اهتمامه بالتنسيق بين جهود المجموعات الدولية والتحقق من مدي فاعليتها والاستفادة من تجاربها والخروج بتوصيات لكنها غير ملزمة للمجموعات وليست في إطار تنظيمي حتي الآن.

    ثم تنامت هذه المجموعات لتفرز قادة لها ثم يتم عمل مجموعة تنسق وتجمع بين قادة المجموعات في غياب أعضاء المجموعة الأقل في السلم القيادي. وعليه تم إلحاق بعض الدول التي ليس لديها مجموعة ممثلة في مجلس التنسيق أن تنضم إلي أقرب مجموعة في الدولة المجاورة لها كما كان الحال بالنسبة للعراق مع الأردن وليبيا مع مصر والأمثلة واردة.


    ثم أضافت الجماعة في تلك المجموعات بعض إطاراتها الفكرية و الهياكل التنظيمية التي أوجبت عليهم الانتماء للجماعة وعليه أمدتهم الجماعة بكل ما يحتاجونه من كتب ومواد دعائية ودعوية وغيرها مما ييسر لهم حمل فكرة الإخوان والصدع بها.

    وفي هذا الأثناء اقترح الإخوان في أمريكا أن يستبدلوا مسمي حركة الإخوان المسلمين بمسمي الحركة الإسلامية لتكون تابعة للحركة الإسلامية المنشقة في العراق.

    لقد كان هذا اجتهاد الإخوان في هذه المرحلة المبكرة جداً في أوائل ومنتصف الستينات حيث كانوا يريدون المزيد من الفعاليات والنشاطات التي لا تعرقل مسيرتهم بل تدفعهم للأمام.

    ثم بدأ الإطار التنظيمي لهذه الجماعة الناشئة علي الأراضي الأمريكية تحت شعار الجماعة الثقافية وليس الإخوان المسلمون. ففي تحقيقات جريدة شيكاغو تريبيون أظهرت التحقيقات أن هذه الجماعة نشأت في منتصف الستينات علي يد جماعة من الطلاب الدارسين في ولايات الوسط الأمريكي الذين أرادوا أن يحفظوا هويتهم الإسلامية وأن ينشروا أيدلوجيتهم الإخوانية في الوسط الأمريكي.

    ثم ما لبث هؤلاء الطلاب وغيرهم من المقيمين في أمريكا أن استقروا بها وكونوا جماعتهم تلك تحت مسمي الجماعة الثقافية التي تهدف إلي حفظ الهويات الثقافية والفكرية، لكن كان هذا ستاراً لهم وحفظاً لهم من نير الاعتقال والتضييق الأسري المتوقع إن هم هموا بإعلان هويتهم وانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين.

    لكن ليس لدينا أية معلومات عن هذه الجماعة وأول مكان نشأت فيه وهوية قادتها الأوائل. ثم بدأت هذه الجماعة الثقافية في العمل علي تكوين المنظمات أو الجبهات الإخوانية فكانت نشأت اتحاد الطلاب المسلمين.

    قام مجموعة من الطلاب ذات الانتماءات الإخوانية في أمريكا الشمالية بالتجمع والتحشد لتكوين هذا الاتحاد ليكون ذا صبغة إخوانية هو الآخر ثم تكون النشاطات التنظيمية محصورة في التجمعات والمؤتمرات العلنية والمعسكرات الطلابية الحاشدة.

    وقد اعترف واحد من مؤسسي هذا الاتحاد أن تاريخ تأسيسه يرجع إلي عام 1962. لقد بدأ عمل الاتحاد في جامعة اليونس في يوربانا شامباين حيث تجمعنا لأول مرة في الخامس والعشرين من ديسمبر من عام 1961 وكنا يومها ثمانية طلاب حيث اتفقنا علي أن نلتقي في الأول من الشهر التالي في 1 يناير 1962 حيث ضمت ولايات انديانا ووسكونسين ومينوسوتا وكنا يومها خمس عشرة ثم اتفقنا علي إطار أيدلوجي يمكننا السير عليه والالتزام به لنحقق أعلي فاعلية في الجامعات الأمريكية وتنضم إلينا الفرق الطلابية من كل حدب وصوت.

    ثم التقينا في إبريل من العام ذاته وكنا يومها خمسين ثم كان الاجتماع التالي وكان عددنا يومها مائتين. لم ننظر في هذا الحين إلي أدني فوارق بيننا فكان الإسلام فقط هو الذي يجمعنا بغض النظر عن العرق أو السنة أو الشيعة أو البلد أو غيرها من المنغصات العرقية.

    وانهالت علينا الدعوات من قبل هيئات الجامعة المختلفة لإلقاء المحاضرات وتنظيم المؤتمرات الحاشدة لمناقشة الإسلام والتعريف به كما كان لنا نشاط أسبوعي كل جمعة يتم فيه عرض قضايا الإسلام والتعريف به في الجامعة كما نقوم بأداء الشعائر علانية في أروقة الجامعة مما كان ذا أثر حميد في فاعليتنا داخل الحرم الجامعي التي لم تشهد الجامعة لها مثيلاً.

    وفي عام 1995 أكد الشيخ يوسف القرضاوي الصلة التي تجمع اتحاد الطلاب المسلمين بجماعة الإخوان في مؤتمر إسلامي عقد له في نفس العام. والأخير هو إمام قطري يري أن احتلال أمريكا بالدعوة أمر لابد منه وهو الطريق إلي هدم حضارة هذه البلاد وإحلال الإسلام مكانها.
    شعار حماس

    كما أنه يري أن صواريخ حماس التي تسقطها علي إسرائيل أمر لابد منه أيضاً في إطار الدفاع عن نفسها وأرضها، كما شجب الأخير أحداث الحادي عشر من سبتمبر رغم ذلك. في هذا الأثناء قال الشيخ "سنغزو أوروبا و أمريكا ليس بالسيف ولكن بالدعوة".

    كما لم تفوته الفرصة أن يشيد بهؤلاء الإخوان الذين ضيقت عليهم حكوماتهم العربية فقاموا بالهجرة إلي هذه البلاد واستوطنوها وعملوا بنشر الدعوة فيها حيت آتت شجرتهم الطيبة أكلها وطرحت ثمارها فكان اتحاد الطلاب المسلمين نوراً للظلماء التي عمت الأرجاء.

    وكان من أعظم مهمات الاتحاد بلا شك توظيف العديد من العناصر الشابة والدفع بهم في صفوف الاتحاد ليكونوا بعد ذلك من حاملي فكر الإخوان والعاملين له والمضحين من أجله. كما تقول تحريات شيكاغو تريبيون بأن الاتحاد قد أعد برنامجاً انتقائياً لانتقاء العناصر التي تتوفر فيها الشروط المطلوبة المدونة في كتاب لهم يضم بين ثناياه هذه الأوصاف.

    يسعى الأعضاء بدايةً لانتقاء العناصر المطلوبة ثم تعرضهم للبرنامج المكثف الموضوع لهم سالفاً. يلتقي الأفراد الذين تم اختيارهم في حلقة مسجدية في مسجداً ما وتأخذ صفة السرية إلي حد ما.

    يتم فيها التعرف علي أساسيات الدين ومراجعتها بشيء من العمق مثل هدف خلق الإنسان وطريقة تعامله مع الطبيعة من حيث يستطيع أن يخدم هدف وجوده كما يتم صقله في أهداف دعوة الإخوان والتعرف علي مبادئها ونشاطاتها ويتم تفعيله بصورة ما تسمح لقائد الحلقة أو الجلسة بمراقبة أدائه حتي يعطيه شيئاً من الثقة يتم بعد ذلك تعرضه لمرحلة إظهار الولاء والبيعة للجماعة بالشكل الذي يروه مناسباً.

    وهم ما زالوا يؤكدون علي أن شرف الانضمام للجماعة ليس تشريفاً ولكنه تكليف للعاملين للإسلام للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة هذا الدين.

    كما أكد النعمان علي دور الاتحاد الرائد في انتقاء العناصر وقال بأن الانضمام للاتحاد والتفاعل مع نشاطاته هو من أول درجات الانضمام للجماعة.

    وقال بوجود بعض الشروط التي يجب توافرها لانتقال الطالب من مرحلة الاتحاد لمرحلة تنظيم الإخوان: أن يحضر مؤتمرات الاتحاد وأن يتسم بفعاليات إيجابية في لجان الاتحاد التنفيذية المحلية أو العالمية.

    لذا بات ذلك شرطاً من الشروط الهامة للانضمام التنظيمي للإخوان من جانب الاتحاد ومؤسسته التعبوية. ثم إذا صادف أن جاء أحد الإخوان من خارج أمريكا فيتم توصيله بإخوان أمريكا من عدة طرق أحدها أن يكون عارفاً لأحد منهم هناك بغض النظر عن المسافة والبعد من منطقته المفترض أن يكون فيها.

    يتم إبلاغ الأخ المقيم ثم يقوم هو بدوره في إبلاغ إخوان منطقته الذين يقومون بدورهم في توصيله إلي أقرب مكان يمكن أن ينتمي إليه تنظيمياً في محيطه المعيشي. ويعتمد الانتماء للجماعة في بداياته علي نقاط أكثر عاطفية وحماسة للفكرة وفهماً لإطارها العملي وواجباته المفترضة.

    وكان في الستينات حيث ندرة الأعداد تجتمع الأسر الإخوانية مرة كل شهر أو كل ستة أسابيع أو أكثر رغم أن المسافات كانت لا تقل بين أفراد الأسرة البالغ عددهم آنذاك ثلاثة تصل إلي 100 حتي 150 كيلومتراً.

    كما أوضح المستند أنه في إطار اجتماعات الاتحاد يتم عمل اجتماعات وندوات للإخوان في نفس التوقيت أو ربما سبقه بيوم أو يومين علي سبيل أنهما هما الهيئتان التنظيميتان في البلاد،ويتم فيها فعاليات تسليم الأعضاء من الاتحاد وإطاره التنظيمي بعد تجاوز عمليات الفرز والانتقاء لهم ليتم تسليمهم للجماعة مباشرة لينتقلوا إلي مرحلتهم الجديدة في التنظيم الدعوى وإطاراته الأكثر اتساعاً من الاتحاد.


    ثلاثة عراقيين
    الحزب الاسلامى العراقى

    إنهم أحمد الحاج تتونجي و الدكتور جمال الدين بارزينجي و الدكتور هشام يحي الطالب وهم من أصول عراقية كردية من شمال العراق.

    لقد لعب هؤلاء الثلاثة أدواراً أساسيةً في تكوين اتحاد طلاب المسلمين MSA وربما التقوا ببعضهم البعض في بريطانيا ومنها إلي أمريكا حيث تلقوا تعليمهم العالي بالهندسة.

    كما أوضحت مذكرة مرفوعة من المباحث الفيدرالية تؤكد علي أن بارزينجي والطالب كانا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين قبل قدومهم واستقرارهم في أمريكا.

    وتضيف جريدة واشنطن بوسط أن بارزينجي هرب من العراق في 1969 حينما قرر حزب البعث تصفية الإسلاميين.

    إذا تصفحنا تاريخ هذا الاتحاد فربما وجدنا أن بارزينجي وإخوانه الذين تحركوا من بريطانيا ليس بغرض الدراسة فحسب ولكن بغرض المضي قدماً في تطوير الحركة الشبابية في أمريكا من خلال إنشاء الاتحاد.

    لقد شهد يناير 1963 حراكاً غير عادي أشبه ما يكون بالنزوح لجامعة إيلينويس إيربانا شامبين حيث تجمع ما يقرب من سبعين شخصية مؤثرة في الحركة الإسلامية عموماً في أروقة الجامعة ليكونوا نواة الاتحاد كان منهم توتونجي وأحمد صقر ومهدي بدوري وإلياس بايونس ومن خلفهم جمهرة من الطلاب ربما كان العدد الأكبر في تاريخ الجامعة ليجتمعوا اجتماعاً حاشداً لمناقشة الحالة التي وصل إليها المسلمون في أمريكا الشمالية.

    وفي ديسمبر 1996 كتب توتنجي خطاباً يؤكد فيه علي رئاسته لاتحاد الطلاب المسلمين في أمريكا وكندا. وربما أكدت مصادر أخري أن بارزينجي يعد من قادة الاتحاد البارزين.

    لقد بدأ الاتحاد بعدد بسيط ربما لا يتعدى العشرات من الطلاب ثم بدأ يتنامي بفضل لائحة الانضمام للاتحاد في الستينات التي لم تفرض شروطاً تعجيزيةً بل كانت تشجيعية إلي حدا يسمح للأعداد أن تتكاثر وتنمو حتي وصلت إلي ما نحن بصدده الآن.

    تؤكد صحيفة واشنطن بوسط مجدداً علي أن بارزينجي هو من قادة الاتحاد البارزين فقد كان يدرس الهندسة والتحق بالاتحاد في 1971 ثم نال شرف استضافة وفدٍ من إخوان مصر في اجتماع استمر أسبوعين علي التوالي ناقشوا فيه وضع مصر وحثهم الأخير إلي جانب بعض قادة الاتحاد في المستقبل علي محاولة دخول الانتخابات القادمة لتصفية الصراع الدائر علي الأرض.

    وأضاف الأخير "لقد كان من دورنا أن نقدم النصح لحركة الإخوان المسلمين العالمية وهذا من أعظم الأدوار التي قمنا بها".

    وتوضح السيرة الذاتية المنشورة علي صفحات الإنترنت أن بارزينجي كان رئيس اتحاد الطلاب المسلمين في عام 1972. وأخيراً كتب الطالب كتاباً يؤكد فيه علي أنه كان من قادة الاتحاد في هذه الفترة المنصرمة. وتؤكد التقارير علي أن معظم مراكز الاتحاد الأساسية في هذه الفترة كانت تتمركز في ولايتي جاري وإنديانا ومسجد الأمين المجاور لهم حتي عام 1975.


    مؤسسات البنية التحتية الأمريكية (1970-1975)

    لقد حاول الإخوان التحرك في هذا المضمار وهو إنشاء المؤسسات الإسلامية حتي يتثنى لهم أن يعملوا تحت لوائها وكانت هذه الفترة قد بدأت في أوائل السبعينات.

    لقد سمي النعمان هذه الفترة بفترة سن القوانين حيث تم بالفعل سن قوانين الاتحاد من قبل أعضائه والمشاركين فيه، كما شهدت هذه الفترة تدفقاً غير عادي لبعض شباب الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية التي أتحفت الاتحاد بشباب فعال فهم دعوة الإخوان من خلال نشاطات الاتحاد وأوضح تعهداته تجاه الدعوة حتي ثابر في الانضمام إلي صف الدعوة وبدأ عمله السري.

    وتؤكد مصادر معلوماتية علي أن الإخوان بدءوا في التحرك خارج نطاق الاتحاد لكنهم مازالوا يبقون علي العلاقات المتصلة دائماً بالاتحاد. كما يؤكد النعمان لأول مرة علي أنهم فصلوا في هذه الفترة بين اجتماعات الاتحاد واجتماعات الإخوان ومجلس الشورى الخاص بهم.

    فهم يجتمعون قبلهم بيوم أو بعدهم بيوم أي بشكل منفصل ومن المتوقع أن يتم اختيار القيادات في ظل هذه المؤتمرات الحاشدة. كما يحضر هذه الاجتماعات بعض العاملين في الحقل الدعوى الإسلامي وخاصة حركة إخوان باكستان أو أعضاء الحركة الإسلامية في باكستان وحضروا إلي أمريكا لاحقاً.


    منظمات جديدة

    بعد أن اطلع الإخوان المسلمون علي آليات العمل من خلال المنظمات الإسلامية في أمريكا، عرض إخوان أمريكا عليهم الدفع في هذا الاتجاه ومن ثم تنمية النشاطات الخاصة باتحاد الطلاب المسلمين. كان منها نقابة الأطباء المسلمين التي أنشئت في 1976، ثم نقابة العمال الإسلامية الاجتماعية في 1971، وكذلك نقابة المهندسين والعلميين الإسلامية في 1974.

    في هذا الأثناء تم عمل جبهات الإخوان علي مستوي الدوائر والولايات بالتزامن مع هذه الحركة التنموية.وكان من أبرز نتائج اتحاد طلاب المسلمين تلك المنظمات التالية:

    اتحاد الأطباء المسلمين في 1967،اتحاد الأطباء والمهندسين الإسلاميين في 1969، اتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين في 1972.وكان بارزينجي أحد قادة المنظمتين الأخيرتين مع الأخذ بالمصادر التي تقول بأن اتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين قد انبثق أساساً من اتحاد الطلاب المسلمين.

    وفي موقعه علي الإنترنت، وصف اتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين تأسيسه كما يلي:

    بدأ الاتحاد في توفير خبرات إسلامية في شتي المجالات وكان من أهم منطلقاته الجانب الفكري منها حيث يعتقد أن النهضة الفكرية هي الأساس في طريق تحقيق التقدم بشكل مناسب ومن أجل المضي قدماً في تحقيق المستهدف وراء التراث الإسلامي الفكري.

    وكان أول رئيس للاتحاد هو اسماعيل الفاروقي الناشط في اتحاد الطلاب المسلمين في الفترة ما بين 1972 حتي 1978 و 1980 حتي 1982.

    وخلال السبعينيات خطط اتحاد الطلاب المسلمين لعمل جامعة إسلامية تكون هو الوحيدة بين أقرانها في الولايات المتحدة الأمريكية.اجتمع ما يقرب من ألفي طالب من تسعين جامعة أمريكية في جامعة ميتشيجان لوضع أحوال الإسلام والمسلمين في أمريكا الشمالية في طاولة نقاشهم.

    وكان ضمن الاقتراحات الواجب الأخذ بها والمضي قدماً في إبرازها هو إنشاء جامعة إسلامية يتم تمويلها من جهات غير معروفة في الغالب علي رأسها ليبيا، وكان المتحدث بهذه الفكرة هو أحمد توتونجي الذي كان أحد قادة الاتحاد في أعوام سابقة.وكان من المتوقع أن تتسبب هذه الآراء في عمل الكلية الإسلامية الأمريكية ويترأسها القائد السابق في الاتحاد أحمد صقر.


    الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية

    أظهر الموقع الحالي للإخوان المسلمين بأمريكا وجود منظمات إسلامية أخري انبثقت من الجهود السابقة ومن التجربة الناجحة لاتحاد الطلاب المسلمين.

    كان ضمن هذه المؤسسات الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية، الجمعية الطبية الإسلامية، رابطة الشباب المسلم العربي، الشباب المسلم في أمريكا الشمالية.تم تأسيس الوقف الإسلامي في 23 من مايو 1973 علي خلفية شراكة في ولاية إنديانا.

    وقد تم رصد عنوان لها في مسجد الأمين في ولاية جاري حيث يقيم الطالب المسئول عن إدارتها. وكانت هذه المنظمة قد ضمت عدداً من الأساتذة كان منهم: بارزينجي وصقر ومعين الدين صديقي وأحمد عثمان. كما ضمت أيضاً محمد شامة الذي أصبح شريك الطالب في إدارة المنظمة.

    وكان ضمن مستهدفات المؤسسة أن تخدم اتحاد الطلاب المسلمين في أمريكا وكندا من خلال التشارك في نشاط تنموي غير مستهدف الربح وخالي من الضرائب.وقد تم إعلان الميزانية العامة للشراكة لتكون 340000 دولاراً بالتشارك مع أربعة جهات داعمة هم:

    مسجد الأمين وفي ميتشيجين كان آن آربار لخدمات الكتب التابعة للاتحاد والعالمية لطباعة الرسوم المتحركة في منتجع تاكوما وماريلاند والإسلامية لخدمات الكتب بولاية سينسيناتي.

    هذا وقد أدت منظمة الوقف الإسلامي إلي بدأ العمل الإسلامي الاجتماعي ودعمه في النهوض بأعبائه. لقد صرح النعمان في هذا الصدد أن هذه خطوة تقع من الأهمية بمكان وتتلخص في التحول بنشاط الاتحاد وانغلاقه علي ساحة الجامعة ليكون نواة صالحة في المجتمع لها أثرها ومكانتها.

    سعينا من جانبنا لتكوين هذه النواة من خلال فكرة البيت المسلم. تقف هذه الفكرة عند حد تصور مد العمل الجامعي من خلال الاتحاد إلي بع اجتماعي وذلك من خلال بيت يتم تخصيصه للجامعة لتمارس فيه نشاطاتها الدعوية وتؤدي فيه الصلوات المكتوبة وتدعو له الطلاب وغيرهم من الراغبين حتي يكونوا النواة الفعالة المفتوحة أمام الجميع للالتحاق بهذا الركب الإسلامي.

    ثم قام الشباب بعد ذلك بتطوير هذه المنظومة لتكون مركزاً إسلامياً جامعاً يكون قبلةً ومنارةً للباحثين عن الإسلام ومؤسساته وانتشرت المراكز في الولايات بفضل الله ونسأل الله القبول والتوفيق.

    وفي مسألة تمويل المنظمة والجهات المسئولة عنها أمر هام، فهذه الجهات حسبما صرح المصدر متفرقة وليست متقاربة مما يؤكد علي الانتشار الجيد التي تتمتع به جماعة الإخوان علي الصعيد الاجتماعي الأمريكي.

    ومن خلال التمويل الذي نجح الاتحاد في اجتذابه من خارج البلاد، قام بعد ذلك بتطوير ضروري يتمثل في عمل وحدة استثمارية كانت هي مؤسسة الوقف هذه التي نجحت هي الأخرى في بناء المساجد والمدارس وغيرها من المؤسسات الإسلامية التنويرية إلي جانب نشر الكتب من خلال منظمات النشر العالمية التابعة لها مثل الوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية ودار طباعة الرسوم المتحركة إلي جانب دار الإسلامية لخدمات الكتب.

    وأظهرت تحقيقات أجرتها صحيفة شيكاغو تريبيون هذا التأثير الذي حظيت به الجماعة وخاصة من خلال قادة مسجد منطقة شيكاغو الذين كانوا في غاية الاعتدال والتأثير علي المجتمع المجاور.

    يخص هذا المسجد بعض الفلسطينيين المهاجرين الذين قاموا بشراء قطعة الأرض الخاصة بالمسجد هذه وبنوا عليها المسجد بمعرفتهم، لكنهم كانوا علي قدر كبير من الجهل.

    وفي الستينات جاء جيل جديد من الشباب الواعي الفاهم فجمع تبرعات بلغ حجمها 1.2 مليون دولاراً من الحكومات السعودية والإماراتية حتي قاد المسجد إلي انتعاشة جديدة بعد الركود الذي مني به.

    وعلي هذه الخلفية تولي هذا الجيل مناصب قيادية في الجمعية التأسيسية للمركز الإسلامي وقاموا باستبدال إمامه بإمام مصري ملتزم يسمي أحمد زكي حماد والذي عرف فيما بعد حسبما ينص التقرير بقائد الإخوان المسلمين في أمريكا.

    عمدت اللجنة التأسيسية الجديدة في الضغط علي المؤسسين للمسجد لضمه إلي مؤسسة الوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية، لكنهم رفضوا ذلك بذريعة انتماء هذه المنظمة للإخوان المسلمين وباتوا يعقبون علي ذلك بالتأكيد علي أنهم يتبنون نظرية الإسلام الميسر الذي يعتبر الإيمان أحد مكوناته ضارباً عرض الحائط بالأصولية والتشدد. لكنه رغم كل ذلك، فقد تم ضم المسجد للوقف الإسلامي بعد صراع كبير بلغ مداه بضم المسجد في 1981.


    القاضي أمينًا لصندوق الإخوان المسلمين

    وفي عشية تأسيس الوقف الإسلامي، انتقل أحمد القاضي إلي يبرينج فيلد ميسوري من مونرو لويزيانا. وقالت صجيفة شيكاغو أنه في الأساس قد ترك النمسا وجاء هنا إلي مونرو بدايةً بغرض استكمال التدريب الطبي الخاص به في 1967.

    وتقول السجلات العامة بأن أحمد القاضي قد تم تعيينه للعمل في 1968 في مستشفي كونواي ميموريال هوسبيتال الواقعة في مونرو.وتقول الجريدة بأن القاضي قد التحق بالجمعية الثقافية فور وصوله هو وأسرته إلي سبرينج فيلد وقد أقام بها من عام 1973 حتي عام 1978 حيث كان ضمن فريق طبي فيها.كما تم تسجيل عائلة القاضي في سجل الإقامة داخل البلاد في أبريل 1977 كما قام بتسجيل مولود جديد.

    وتقول الصحيفة بأن القاضي قد انتقل إلي ميسوري حيث قالت بأنه أصبح أمين صندوق الإخوان المسلمين في أمريكا. وعليه قام بالتجول برفقة زوجته بين الولايات لجمع التبرعات وحصص المشاركة من الأعضاء والتي قدرت بثلاثة بالمائة من جملة الدخل يدفعها الفرد في الجماعة من أجل تمويل مشاريع الجماعة الدعوية مثل المؤتمرات والندوات ونشر الكتب وغيرها.

    ويجتمع الأعضاء في مؤتمر حاشد في فندق عالي المستوي للتشاور تحت راية الجماعة الثقافية كما يقومون بالانتخابات علي مناصب الجماعة القيادية.

    ويقدر عدد الحاضرين بأنه يتجاوز الألف شخص. وفي 28 أكتوبر 1974 قام أعضاء الجماعة الثقافية باستصدار قانونية الشركة التي أسموها ميسوري بينوفولانت كوربوراشن وكانت المناصب القيادية فيها كالآتي:

    أحمد القاضي كرئيس، ومحمد شامة كنائب للرئيس وشريك في الوقف الإسلامي، محمد جاجهيلت كأمين صندوق، ربيع أحمد كعضو مجلس إدارة وكان الأمين العام لاتحاد الطلاب المسلمين في 1979 ويعمل كجراح مخ وأعصاب في جامعة ميسوري، مظفر بارتوماه وهو إيراني المولد وسني يعمل كأخصائي أشعة وكان أحد رؤساء الاتحاد وتم تعيينه هنا كعضو مجلس إدارة. وتقول الجريدة بأن القاضي قد عمل كرئيس للوقف الإسلامي مقترحةً بأنها كانت هي الجهة الاستثمارية الداعمة الأولي للإخوان في أمريكا.


    تنظيم دولي مماثل

    لقد سعي الثلاثة العراقيون بارزينجي وتوتونجي والطالب إلي أن يبكروا بالتنظيم لدعوة الإخوان في أمريكا قدر المستطاع حتي يحققوا غايتهم المستفادة في أقرب وقت ممكن.

    كما حاول الثلاثة أن يربطوا طلاب المسلمين ببعضهم البعض مع تباعد الأقطار والأمصار، لذا حاولوا جاهدين في خلق آلية يتقابل فيها طلاب العالم الإسلامي ويعبروا عن رغباتهم ويأنسوا ببعضهم البعض من خلال أنشطة دولة تنظمها اتحادات طلابية إسلامية عالمية.

    ومن موقعه كرئيس لاتحاد طلاب المسلمين، قام توتونجي بخط رسالة في ديسمبر 1966 يحث فيها علي إنشاء منظمات طلابية عالمية تتخذ من السعودية مقراً لها أو بدايةً لمشوارها وتعمل علي ربط الطلاب ببعضهم البعض مع تباين الأقطار والأمصار.

    وكما تعلمون جيداً فهناك فقط منظمتان طلابيتان عالميتان يمثلان طيفان سياسيان مختلفان، لكن علي كل حال لقد تم العزم علي أخذ هذه الخطوة.

    قام المنوطون باتخاذ هذه الخطوة بالاجتماع في نيجيريا ما بين الثاني والعاشر من يوليو لبحث هذه القضية والمسارعة في اتخاذ اللازم. وعليه تم تعيين لجنة تحضيرية في نيجيريا استأنفت عملها في السودان للتحضير لمثل هذه الخطوة ووضع الميثاق والآليات التي تتحكم في سير هذه المنظمة المرتقبة.

    كما اجتمعت رئاسة اتحاد الطلاب المسلمين في آن آربار في ميتشجان ما بين الثاني والسادس من سبتمبر لبحث ملف إنشاء المنظمة الطلابية العالمية المرتقبة ووضع دستور يحكمها ويدير نشاطها ويفعله بالشكل المطلوب.

    وقد تم تشكيل اللجنة المنوطة بإدارة هذا الملف، وإنه لمن بالغ سعادتي وعظيم فرحي أن يتم هذا العمل بمنتهي السرعة ويلتقي طلاب العالم الإسلامي علي كلمة سواء.

    وبعد سلسلة من الاجتماعات التي تمت في أفريقيا، عقد الاجتماع الأخير الذي توج هذا العمل في مكة ليعلن ميلاد الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية ليكون شريكاً فاعلاً لاتحاد الطلاب المسلمين في أمريكا وكندا وكان ذلك في فبراير 1969.

    وقام الاتحاد الجديد بعمله وأولي اجتماعاته في 1969 و 1971 في مسجد آيشن بألمانيا الذي يعرف بأنه أكبر تجمع لإخوان سوريا هناك بألمانيا.

    وقد تم بعث خطاب في 29 أغسطس 1969 من جانب توتونجي يخبر فيه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه قد أصبح الأمين العام للاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، وقد خلفه في هذا المنصب رفيقه الطالب حسبما ورد في سيرته الذاتية.

    وعلي خلفية تأسيس هذا الاتحاد الجديد، تم تأسيس الرابطة العالمية للشباب الإسلامي إنطلاقاً من الخبرة المكتسبة من الاتحاد الجديد حيث كان ذلك في 1972 ومقره الرياض.واستهدفت الرابطة المضي قدماً في مشاركة المنظمات الشبابية الدعوية عملها ودعوتها في هذا الاتجاه.

    ووصف بارزينجي نفسه بأنه هو المؤسس للمؤسسة الأخيرة هذه وعمل فيها توتونجي كنائب لرئيسها الدكتور عبد الحميد سليمان.

    ومن خلال هذا التشابك بين المنظمات الناشئة يتضح لنا نشأتها من رحم اتحاد طلاب المسلمين الذي نجح في تأسيسها في منطقة الكاريبي وضخ التمويل عليها من قدر الإمكان وتبنيها علي مستوي القيادات والإداريين لها.

    فقد عمل مثلاً توتونجي كرئيس للمنظمتين الأخيرتين ومساعداً لرابطة الشباب الإسلامي الحديثة النشأ إلي أن انتهي به المطاف ليحتفظ بعضويته إلي جانب عمله في الاتحاد الأول.

    زار الأخير منطقة الكاريبي لثلاثة مرات أولها في 1968 حيث زار ترينيداد وباربادوس وجويانا. وكانت الزيارتان الأخيرتان لترينداد في 1994 و 1995. وقد تمت تسميته بالراعي للعمل الإسلامي في المنطقة لما قام به من جهود ضخمة.

    كما كان لتوتونجي وصقر باكورة العمل في جنوب أفريقيا حيث زارها الاثنان ما بين 1971 و 1974 كضيوف علي المنظمة الإسلامية حديثة الإنشاء هناك المسماة حركة الشباب الإسلامي بجنوب أفريقيا.


    ندا العالمية

    وبعد أن أسس الاثنان بارزينجي والطالب للمنظمتين الأخيرتين، الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية والرابطة العالمية للشباب الإسلامي، اتصلوا بيوسف ندا الذي أقام علاقات تجارية ناجحة مع المملكة العربية السعودية أخيراً في تجارة الأسمنت. وقد دعم يوسف ندا علاقاته مع غالب علي همت الذي أجبر سعيد رمضان علي ترك مجلس إدارة مسجد ميونخ وسيطر عليه بمفرده ليكون تحت كلمته.

    تحكي جريدة وول ستريت جورنال عن نشأت العلاقات وتطورها بين يوسف ندا وهمت فتقول: لقد عمل يوسف ندا في جناح استثماري عالي المستوي مع ليبيا حتي عام 1969، لكن جاء الانقلاب العسكري هناك ليقلب الأمور رأساً علي عقب ويدمر كل ما بناه يوسف بما فيهم علاقات العمل تلك.

    أصيب يوسف بأزمة انهيار عصبي حاد فذهب إلي عيادة بمدينة فيزبيدن بألمانيا. وقرر يوسف من يومها أن يتجه نحو سويسرا والجناح الإيطالي فيها بالقرب من بحيرة لوجانو.

    وعليه لم ينفصل يوسف عن همت وقد كانت بينهما علاقة سابقة لكن بعد المسافات هي التي حالت بينهما، لكن تلاشي هذا الأمر مع سكن يوسف سويسرا.

    دعي همت من جانبه يوسف ندا إلي أن يكون عضواً للجمعية الإسلامية لجنوب ألمانيا التي تتبني مسجد ميونخ في ثوبها الجديد فوافق وانضم لهم في 1971.

    وما بين عامي 1978 و 1982 شهدت أمريكا ولادة اثنين من أبناء يوسف ندا وقام بتسجيلهم هناك، وصرح في مقابلة مع وول ستريت جورنال أنه يملك علاقات عمل واسعة مع أمريكا. وكان أحد أطفاله قد ولد في بنساكولا فلوريدا حيث يوجد أحمد القاضي الذي كان يعمل كمدير لقسم العمليات في مستشفي بنساكولا في نفس التوقيت.

    وفي 7 ديسمبر 1976 قام يوسف ندا بتأسيس شركته ندا العالمية في ليشتنشتاين لتكون محور عملياته التجارية مع السعودية.

    وفي 21 يناير 1978 انضم كل من الطالب وبارزينجي ومحمد شامة إلي مجلس إدارة الشركة وظلوا فيها حتي قدموا استقالاتهم في 19 سبتمبر 1983.

    وانضم همت هو الآخر في 24 فبراير 1978 ليكون في مجلس الإدارة. وفي مقابلة مع يوسف ندا،اعترف بأن الطالب كان ضمن الكيان الإداري لشركاته ما بين 1976 و 1981 في ليشتنشتانين وكذلك كان بارزينجي مديراً لأحد فروع الشركة في الرياض في المملكة العربية السعودية.

    هذا وقد نصت نظم معلومات الشركة علي أن بارزينجي كان نائب رئيس شركة ندا العالمية فيما بين 1977 و 1982 كما كان الطالب نائب مدير قسم الهندسة في الشركة فيما بين 1974 حتي 1982.وفي أبريل 1978 رشح يوسف ندا الطالب لعضوية IGD e.V.


    جبهة المنظمات الكبري (1975-1984)

    وفي حديث له، أعلن النعمان أن هذه هي فترة الانفتاح العام علي المستوي المؤسسي، لذا اتجهت الجماعة في هذا الاتجاه وقد أثر بلا شك علي الجماعة داخلياً حيث كرست جهدها في هذا الاتجاه فقط دون النظر إلي الجماعة من الداخل.

    في هذا التوقيت كانت أمريكا مهب الوفود الطلابية وغيرها في العالم وكان الطلاب يأتون علي خلفية عملهم مع الجماعة في بلادهم.

    لقد نجح الإخوان في هذه الفترة الانفتاحية العصيبة بسبب التخطيط الجيد لحملات التبرعات والمساهمات الشعبية معتمدين علي مصادرهم الواسعة في الشرق الأوسط مما أكسبهم قاعدة جماهيرية مساهمة أدت وما زالت تؤدي إلي نجاح مشروعاتهم الكبري التي تلتهم التمويل المالي وتعطي في المقابل أثراً دعوياً جباراً.

    مع تدفق الشباب للولايات المتحدة الأمريكية الذين كانوا علي معرفة وثيقة بالإخوان في بلادهم يبدو التعامل وتوظيف هذه الطاقات المتمرسة سهلاً لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك.

    لقد جاء هؤلاء الشباب إلي هذه البلاد فوجدوا فيها طبيعة دعوية غير مستأنسة لهم فهم قد تربوا علي مناهج معينة وأبعاد دعوية وجهداً ما غير ما هو محتاج هنا ومنه نبعت المشكلة وبدأت التساؤلات: لماذا تفعلون هذا؟ وكيف تفعلون هذا؟ وما هي المناهج التي تتبعونها في التربية هنا؟ وما هي الأطر التنظيمية المتبعة هنا؟ وغيرها من الأسئلة المطروحة.

    باتت هذه التعقيدات أمراً غير مستساغ بالمرة من قبل هؤلاء الوافدين فكان الأمر ما حدث في معسكر 77 حيث تواجدت قيادة أخري صعدت قيادياً في 78 لتشكل المزيد من التعنتات القيادية التي لم تعمل وفق المخططات واحتياجات البلاد ورأينا تخبطاً واضحاً في مواقفهم وإطار التعامل مع الجيوب التنظيمية وطوي ذراعها من الخلف في الكثير من الأحيان.

    وفي مؤتمرات 77 و 78 و 79 ناقش الإخوان أبعاد هذه المشاكل التي طرأت علي ساحتهم في الآونة الأخيرة فوجدوا منها المزيد. كانت هذه هي أعظم محن الإخوان ومنحها في المستقبل حيث وقف الإخوان علي حقيقة أمرهم ومستقبل دعوتهم والتقدم الذي أحرزوه وإلي أي مدي ستؤثر هذه المشاكل في المستقبل الدعوى وكيفية القضاء عليها مهما كلف الأمر.

    وعليه ظهر فريقان من الإخوان أحدهما يريد تغيير الأمر الواقع والآخر يريد الإبقاء عليه. لذا كان القضاء الفصل بمحاكمة ومحاسبة من له مسؤولية ورقابة مما فتح الباب في أول مرة للقواعد الإخوانية والجيوب التنظيمية من أن تدلي بآرائها في القيادة التي كانت تُري علي أنها معصومة من الخطأ ويجب السير خلفها وعدم استجوابها علي كل حال وأن تكون لها كلمة في وحدة الصف.

    ومع قدوم انتخابات 79 التي أفرزت جيلاً جديداً بدد كل الظلمات التي حلت بالجماعة في هذه الآونة إلي جانب تبني أفكاراً تقدمية تنظيمية أخري،كان البعد الجديد في إدارة الجماعة بشكل مؤسسي.

    قامت الفكرة التنظيمية الجديدة علي أساس المسئول العام الذي يشرف علي الجماعة بشكل عام وعلي مجلس الشورى بشكل خاص، ثم يقوم مجلس الشورى بإصدار قراراته للجان التنفيذية التي توزع علي مناطق لها مسئولوها الذين ينفردون ببعض القرارات حتي يصل التسلسل القيادي إلي العضو البسيط الذي يمثل منتهي الهرم التنظيمي.

    وعلي هذا الأساس يكون التقييم والمراقبة للأداء. وعليه ظهر الإخوان في مقدمة الثمانينات في أمريكا بشكل خاص جداً من ناحية التركيز علي الأهداف السامية في الارتقاء الدعوى والأخذ بسبل التقدم والازدهار وخبرات السابقين عليهم في مناطق أخري. لذا كانت التحولات الهائلة في تاريخ الإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية.

    وربما كان صاحب فكرة المسئول العام وأول من طبقها هو أحمد القاضي الذي كان مسئول الإخوان في أمريكا في 1984 حسبما أودت جريدة شيكاغو تريبيون في تحقيقاتها.

    لقد ترك أحمد ميسوري ذاهباً إلي مدينة بنما في فلوريدا حيث أقام عيادة أكبر الطبية والتي تم تمويلها بما يقرب من 2.4 مليون دولاراً وكان أحد مموليه حماه المسمي أبو السعود. هذا وقد أقام القاضي ضمنها مدرسة إسلامية ومسجداً صغيراً.


    الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية

    في هذا الإطار الذي تتقدم فيه المنظمات الإسلامية في أمريكا نحو الأمام، قرر اتحاد طلاب المسلمين في 1975 أن يفعل نشاطه في أمريكا الشمالية من خلال أمانة عامة أو مركز إسلامي. وعليه تم نقل مراكز الاتحاد من جاري إلي انديانولوليس.

    ووقع الاختيار علي انديانوبوليس بالذات لأسباب من أهمها انخفاض معدل الجريمة وانخفاض تكاليف المعيشة ووجود مؤسسات علمية واسعة إلي جانب تواجد حياة اجتماعية تتصف بالتسامح والتواصل.

    وفي 23 يونيو 1976 تم تسجيل الجماعة الثقافية علي أنها شركة غير مستهدفة الربح لتكون علي عنوان منزل أحمد القاضي ليكون عنواناً تجارياً آخر له.

    هذا وقد شغل أحمد القاضي منصب الرئيس بينما شغل شامة منصب السكرتير وهو في عنوانه بإنديانوبوليس.

    وأخيراً في سبتمبر 1976 حصل الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية علي قطعة أرض بلغت 124 فداناً غرب مطار انديانوبوليس قليلاً ليتم فيها بناء مكاتب اتحاد الطلاب المسلمين ويكون مقره الدائم.

    هذا وقد طلب الطالب إعداد اجتماع طارئ لبحث مهمة لابد من الخوض فيها. فتم الاجتماع في 1977 في بلاينفيلد لبحث توسيع المجال الدعوى للاتحاد وخاصة أنه أصبح يملك قدرات هائلة وقد تنامي احتياج الناس في أمريكا الشمالية إلي منظمة إسلامية كبري تخدم أغراضهم من خلال منظماتها الفرعية.

    لذا كان وضع حجر الزاوية للعديد من المنظمات إلي جانب المنظمة الأم والكل تحت رعاية اتحاد الطلاب المسلمين والوقف الإسلامي. كانت المنظمة الأم هذه التي تم التخطيط لها هي الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية التي تم افتتاحها في ربيع الأول 1403/يناير 1983 ومن خلفها رابطة الجالية الإسلامية في أمريكا وكندا وكذلك الجمعية الطبية الإسلامية واتحاد العلماء المسلمين والمهندسين وجمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين والذين أسستهم منظمة الوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية. كما كان إلي جانب ذلك جمعية المعلم المسلم ومؤسسة الأوقاف الإسلامية الكندية.

    وفي اجتماع عام 1977، تم إضافة المزيد من التطورات علي ما حدث في العامين السابقين علي مستوي تمثيل المقرات وغيرها.

    وفي حديث له علي وكالة أنباء محلية، أدلي بارزينجي بحديث له أكد فيه علي نية منظمة الوقف الإسلامي بناء مسجد علي قطعة أرض قاموا بشرائها.

    وقد تم توصيف الأخير في هذه الفترة علي أنه مدير منظمة الوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية. وقد تم التأكيد علي منصبه هذا من خلال قاعدة معلومات الشركة.

    ثانياً في يناير 1978، تم الإعلان عن شراء قطعة أرض في بلاينفيلد في انديانا يتم بناء مسجد عليها إلي جانب حجرات دراسية وصالة ألعاب وغرف إقامة مجهزة و صالة جيم.

    ثالثاً في أوائل مارس 1978، قامت هيئة الأبنية بالتصديق علي مجمع تقدر تكلفته بـ5 حتي 10 مليون دولاراً.

    وأخيراً في أكتوبر 1979 تم التعرف علي بورطوماه علي أنه يشغل منصب مدير الجماعة الثقافية إلي جانب وصفه في مقال صحفي علي أنه مدير الاستعلامات في اتحاد الطلاب، في حين كان مدير الجماعة الثقافية أحمد ربيع قد شغل منصب مدير عام الاتحاد وقد صرح بأن الاتحاد يدير صندوق إغاثة أفغانستان وقد بعث بالفعل ببعثة طبية تضم عدداً من الأطباء عبر باكستان.

    وقد وجدت هناك العديد من التقارير حول عملية استكمال هذا المشروع الضخم، لكن تم الوصول إلي المرحلة الأولي في البناء والتي كلفت 3.5 مليون دولاراً لتكون مسجداً يسع خمسمائة مصلي إلي جانب مكتبة بها 80 ألف مجلد وقاعة بحث مجهزة.

    هذا وقد صرحت واشنطن بوسط أنه قد تم تمويل هذا المركز بما يقرب من 21 مليون دولاراً تم جمعها من قادة جماعة الإخوان المسلمين وعلي رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي ويوسف ندا وكذلك بمشاركة أمير قطر.

    هذا وقد ذكرنا سالفاً علي أن بارزنجي والطالب قد عملوا سوياً مع يوسف ندا وقد خططوا بالفعل لتمويل مثل هذه المشاريع الضخمة من قبل ذلك حيث كان هذا المشروع الضخم يأخذ خطواته واحدة تلو الأخرى علي أرض الواقع.

    هذا وقد أوضحت السجلات أن هذا المجمع سيخدم أو من المتوقع له أن يكون مركزاً رئيسياً للمنظمات التالية: اتحاد الطلاب المسلمين، الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية والوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية وكذلك المنظمات التابعة لهم كالجمعية الطبية الإسلامية ورابطة الشباب المسلم العربي ورابطة الجالية الإسلامية في أمريكا وكندا ومؤسسة التطور الدولي ومجموعة الدراسات الإسلامية الماليزية.

    كما أوضحت بعض السجلات أن الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية قد تأسست وتمت إدارتها من قبل الإخوان المسلمين بدايةً في 1985.

    وقد نصت وثيقة عن الإخوان المسلمين قالوا فيها بأنه في عام 1980 قمنا بمزج اتحاد الطلاب المسلمين ليشكل قواعد الحركة الإسلامية في أمريكا الشمالية بصفوفه التي تشتمل علي المهاجرين والمواطنين والجنسيات المتعددة علي حد سواء.

    وصرح الإخوان مجددا بأنهم قد أقاموا الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية في 14 يونيو 1981 في إنديانا بغرض نشر الإسلام الشامل بما تحمله الكلمة من معني في ربوع أمريكا الشمالية وهداية الناس إلي ما فيه الخير لهم.

    هذا وقد اتخذوا من بلاينفيلد عنواناً لها حيث قاموا بتشييد مبناها هناك. وقاد هذه الجمعية بدايةً ثلاثة هم: إقبال أونص وطلعت سلطان ومحمود رشدان. وقد تشكل مجلس الإدارة من الأعضاء الآتي ذكرهم:

    سلطان، سيد سعيد، نذير الدين علي، سيد امتياز أحمد وهارون قاظي.

    وقد بدي هؤلاء النفر من قيادات الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية أيضاً لكنهم كانوا من الجماعة الإسلامية في باكستان مما أثار غضب الممولين السعوديين للجمعية فذهبوا وتركوها علي حد ما ذكر كوكب صديقي المحرر في نيوترند.

    لقد حذر الأخير كثيراً من خطر تمويل هؤلاء المحتكرين الذين يمثلون مافيا الإخوان فهم يمثلون أنفسهم في ميادين مختلفة عن فشل الأول كان الثاني لهم فيه نصيب.

    لذا فهم يتنقلون من مدينة إلي مدينة مانعين للإصلاح أن يخطوا خطاه ويلقي حظه من التمثيل. لذا يذكر الدكتور محمد عمر فاروق الأستاذ المشارك بجامعة أيووا العليا بقسم الاقتصاد هذا الخطر الذي أحدثه التمويل السعودي في أنشطة الجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية.

    لقد حضرت نشاطهم أولاً في 1981،يذكر المصدر، وقد بدي هناك شكل ما في آراء مختلفة حول دور الجمعية بين الجالية الإسلامية.

    ثم حضرت بعد ذلك بخمس سنوات فوجدت الخطر التمويلي قد استفحل وبدت حقيقة نشاطات الجمعية التي أثارت الجالية ودبت بينها الشقاق علي مختلف أصعدته بين مختلف المراكز الإسلامية التي دخلت حيز أمانة الجمعية. تجدهم قد اختلفوا علي الخطبة واتجاهها وكافة الأنشطة والمرجو منها، بل ربما يصل هذا النوع من الشقاق إلي بعض الجمعيات ذات الصبغة الأكاديمية مثل جمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين حيث قمت بتقديم العديد من الأبحاث لهم.


    الاتحاد الإسلامي من أجل فلسطين

    في 1981 بالتزامن مع تشكيل الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، قام الإخوان بتشكيل الإتحاد الإسلامي من أجل فلسطين ليكون آخر جبهة من الجبهات التي كونها الإخوان علي حد قول النعمان.

    ويذكر مصدر إخواني آخر كيفية تكوين هذا الإتحاد فيقول:

    في عام 1981 قام الإخوان بتشكيل هذا الاتحاد حيث استهدفوا منه إحياء القضية الفلسطينية المركزية عند الإخوان علي مستواها السياسي والإعلامي مستعينين بخبرات إخوانية من قيادة وقواعد لكنهم ركزوا علي المهاجرين والجالية العربية علي حد مطلق والفلسطينيين علي حد خاص.

    ووصف مسئول رفيع في وزارة المالية أن هذا الاتحاد يوالي حماس تماماً ويقع تحت سلطتها قيادياً. لقد تم تشكيله في 1981 علي يد الدكتور علي مشعل وبإشراف خالد مشعل الشخصي الذي كان ناشطاً إخوانياً وربما أصبح بعد ذلك أميناً عاماً لحماس. سنتعرض لنشاط الاتحاد هذا بتفصيل أكثر مجدداً.


    مجموعة صفا
    المعهد العالمي للفكر الإسلامي

    وبالتزامن مع إنشاء الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، نشأت أيضاً مؤسسة فكرية تنظيرية في مثل هذا الزمن. صرح سليمان البحيري رجل الأعمال المصري لمسئولي الجمارك الأمريكية أنه سمع بانعقاد مؤتمر دولي في لوجانو في سويسرا في بيت يوسف ندا وقد حضره الكثير من الشخصيات العربية والإسلامية الهامة ويستهدف من البداية مناقشة مشاكل العالم الإسلامي ومن ثم وضع مخطط لها إلي جانب التأسيس الفكري للحركات الإسلامية الموجودة علي الساحة في الثمانينات، وقد كان عقد هذا المؤتمر في 1973.

    وقد تم بالفعل عمل نسخة أخري من هذا المؤتمر الفكري في 1977 وقد صرح مفكر إسلامي مؤكداً علي أن بارزينجي والطالب قد حضرا هذا المؤتمر.

    في هذا الجو الفكري الذي أثار إعجاب الجميع نبعت فكرة المعهد العالمي للفكر الإسلامي وقد كان ضمن أهداف جمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين أن يؤسسوا لأسلمة العلم بطرقهم الخاصة ليتم التكامل مع هذا المعهد الوليد الجديد في مؤسسته الفكرية علي ضوء تلك التجمعات التي حدثت في لوجانو مؤخراً في 1977.

    هذا وقد حضر المؤتمر التأسيسي، الذي استضافه أبو السعود والد زوجة أحمد القاضي وهو من قادة الإخوان المعروفين دولياً ولديه علم غزير بالبنوك الإسلامية، لفيف من قادة الإخوان في العالم علي رأسهم رشدان الأمين العام السابق لاتحاد الطلاب المسلمين ومؤسس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، والفاروقي من اتحاد طلاب المسلمين، أبو سليمان مؤسس الجمعية العالمية للشباب الإسلامي، القرضاوي، محمد المبارك الأستاذ بجامعة بن سعود السعودية، جمال الدين عطية المتخصص في البنوك الإسلامية، خورشيد أحمد قائد الجماعة الإسلامية في باكستان، الدكتور أحمد العسال رئيس الجماعة الإسلامية الدولية في إسلام أباد، طه جابر العلواني من الجمعية العالمية للشباب الإسلامي. وقد وكلت مهمة تسجيل وتأسيس المعهد إلي أبو سليمان الذي انتقل من فلاديلفيا ليقوم بتسجيل المعهد في 8 نوفمبر 1980 علي عنوان الفاروقي في بينسلفانيا.

    وقد أكدت السجلات علي عضوية التالي أسمائهم في مجلس إدارة المعهد:أبو سليمان كرئيس والفاروقي كسكرتير ورئيس صندوق وعضوية كل من العلواني وبارزينجي وأنور إبراهيم. ورغم أن التقرير قد أهمل ذكر توتنجي، إلا انه قد حفظ مكانه هو الآخر في نشأة هذا المعهد حيث تم التصريح بأنه قد عمل كمساعد للرئيس أو مديراً للمعهد.

    وفي عام 1985 تم تسجيل المعهد في فيرجينيا علي عنوان هيرندون حيث يقع الآن. هذا وقد تلخصت أهداف المعهد في تدريب وتثقيف الدعاة والعلماء في مجل أسلمة العلوم الاجتماعية وكيفية الخوض في هذا المجال باستخدام الكتابة أو الحديث أو غيره من الطرق الإعلامية علي وجه واسع النطاق.

    وقد أولي المعهد كذلك نشر الكتب التي أثرت العالم الإسلامي بشكل واسع في هذه المجالات، وقد ذكر مصدر ما أن الفاروقي الذي يرأس المعهد قد نجح في جمع 25 مليون دولاراً دعماً للمعهد من السعودية من بنك التطوير الإسلامي هناك بغرض إنشاء هذا الصرح الضخم.

    والفاروقي هذا هو ابن قاضي فلسطيني مسلم فر إلي أمريكا في 1948. وقد تجول في البلاد حيث ذهب إلي مصر حيث الأزهر الشريف وإلي باكستان حيث معهد البحث الإسلامي في كراتشي ثم أقفل عائداً إلي أمريكا.

    وقد عمد الفاروقي إلي العديد من مؤسسات التعليم الجامعية فدرس فيها مثل جامعة شيكاغو كمدرس زائر في 1963. وما بين عامي 1964 حتي 1968 عمد الأخير إلي العديد من المؤسسات الأخرى، حيث عمل كمدرس مشارك في الدراسات الإسلامية في جامعة سيراكوز كما عمل مدرساً في جامعة تيمبل حيث قضي فيها بقية أوقات حياته الجامعية.

    وقد استغل نشاطه في جامعة تميبل ليكون محركاً رئيساً لاتحاد طلاب المسلمين علي مستويات عدة وخاصة فيما يخص أسلمة العلوم الاجتماعية كما أسس أيضاً جمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين وترأسها ما بين 1972 حتي 1978 ومن 1980 حتي عام 1982.

    ثم عمد الفاروقي إلي إقامة العلاقات ودعمها في إطارها الواجب كونه حتي يتثنى له نشر الإسلام كما يجب. كما أعد برنامجاً للمتخرجين المسلمين من جامعة تيمبل حيث توجب عليهم دراسة القانون الإسلامي والإقتصاد الإسلامي إلي جانب علم النفس الإسلامي. كما شغل في 1980 منصب سكرتير صندوق المعهد العالمي للفكر الإسلامي في ماريلاند.

    لقد صب الفاروقي جام جهده في أسلمة الثقافة التي يعتقد أنها سبب المشاكل الكبري الآن. فهو لا يزال يربط المشاكل ومنبعها الثقافي الأول بعدم وجود قيمة روحانية إسلامية تتحكم في هذه الثقافة وتوجهها علي النحو الأمثل حتي تؤتي ثمارها دون القضاء علي الحياة بشكل عام وإحداث هذه المشاكل الناجمة عنها. لذا حفز المفكر هذا المسلمين إلي دراسة الثقافة من وجهة النظر الإسلامية والإدلاء بدلوهم آخذين الإسلام منهجاً ونبراساً للبحث في إطاره. لكن وللأسف فإن الفاروقي قد أولي اهتمامه البالغ بوضع هذا العلم في نطاق البحث في العلوم الاجتماعية فقط، وليس للعلوم الطبيعية عنده حينئذٍ من مكان للبحث فيها هي الأخرى.


    مؤسسة سار

    في الثالث والعشرين من يوليو عام 1983 تم وضع حجر الأساس لمؤسسة سار في هيريندون بفرجينيا علي يد شركائها الاثنان الطالب وبارزينجي.

    وكان ضمن مجلس الإدارة الخاص بالمؤسسة الطالب وتوتونجي وبارزينجي إضافة إلي الفاروقي وعبد الحميد سليمان وبعض أعضاء بنك الراجحي السعودي.

    وفي مقابلة شخصية مع الرئيس السابق للمنظمة قال الدكتور يعقوب مرزا بأن المنظمة قامت أساساً لخدمة مجموعة العلماء المسلمين في الشرق الأوسط وآسيا. وقال بأن المنظمة حاولت جاهدةً أن يكون لها دور في إصلاح الحالات المأساوية التي تمر بها البلاد الإسلامية، وعليه قامت المنظمة باستجداء التبرعات بأكبر قدر ممكن فكان النصيب الأكبر نابعاً من أسرة الراجحي بالسعودية.

    وطبقاً لميرزا، صرح مجدداً بأن المؤسسة في 1983 قامت ببعض التغيرات في اتجاهها حيث أقامت المؤسسة علي قاعدة غير مستهدفة الربح وتم تغيير مبدأ التبرعات إلي مبدأ الاستثمار وبحجم استثماري ضخم بعيداً عن الاستمارات ذات الأحجام الصغيرة.

    وأضاف "كنا نتلقى من 10 إلي 20 مليون دولاراً كل عام فبدأنا في الاستثمار بهذا المبدأ المتبع لدينا والمعتمد حديثاً".ورغم كل ذلك، فقد اتجهت سار إلي تمويل المنح الدراسية الطلابية للمسلمين الراغبين في الدراسة داخل الولايات المتحدة وكان ذلك في مارس عام 1999.

    وأكد ميرزا علي أن الهدف السامي من وراء جمع هذه الاستثمارات هو المزيد من النشاطات الخيرية، وعلي هذا الأساس فضلت عائلة الراجحي في السعودية علي أن تستثمر أموالها معنا طبقاً للمكاسب التي يجنوها إلي جانب مشاركاتهم في التبرعات والحملات الخيرية التي تعود عليهم بالنفع بلا شك.

    هذا وقد شجعت الحكومة الأمريكية علي ذلك في السبعينات والثمانينات حيث عملت سار في الاتجاه الاستثماري هناك مما عزز المناخ الاستثماري الأمريكي بلا شك. كما أكد مسئول حكومي علي أن إبراهيم حسب الله الشريك في سار قد جاء إلي أمريكا ومعه 3388000 دولاراً حيث الاستثمار مما فتح الباب لسار لضخ المزيد من الاستثمارات داخل أمريكا بالتعاون مع منظمات ومؤسسات تجارية أمريكية.

    وعلي الرغم من أن المؤسسات لم تكن بارزة في مجالها الخيري في السبعينات إلا أنه بات من الصعب نسيانها في الثمانينات حيث أصبحت من العلامات المميزة في أمريكا حيث ضمت إمبراطورية استثمارية تجارية تعمل في مجال المواد الغذائية والعصائر من خلال مصنعها هناك كما أنشأت فرعاً لها في شيلي إلي جانب فرعها في زيمبابوي حيث مزرعتها الغذائية هناك.

    كما بات من السهل أن ننسب تلك الجهود إلي ميرزا الذي جعل منها هذه الإمبراطورية الضخمة وقادها بحسن إدارته وموقعه فيها كرئيس ونائب رئيس.وتحكي واشنطن بوسط فتقول:

    أتي يعقوب ميرزا إلي أمريكا وهو باكستاني الأصل حيث درس الفيزياء وأخذ فيها درجة الدكتوراه من جامعة تكساس في دالاس ثم بدأ خوض غمار التجارة بغرض نشر الإسلام من خلالها وممارسة الأعمال الخيرية جراء الربح المستقي من وراء هذه المعاملات.

    بدأ في تجارة العقارات بمعاونة محمد حديد مطور العقارات في واشنطن حتي أصبحت سار من أصحاب الأملاك المعدودين في أمريكا، ثم بدأ في مجال المواد الغذائية حتي قام بشراء شركة مار جاك في جورجيا التي تعتبر من كبري الشركات الممولة لأمريكا في هذا المجال.

    لقد تعاظمت سار بشكل مذهل الأمر الذي دفع بعض رجال أعمالها إلي القول "ليس لدي سار أدني مشكلة في التمويل، فهي إن طلبت بعض الملايين أشارت إلي عائلة الراجحي فأغدقت عليها بالأموال فوق الحاجة والطلب. وقد وصفوا ميرزا هذا بالتجاري العبقري فقد تقلد رئاسة اتحاد الطلاب المسلمين ثم كان مبعوثاً للكاريبي لدي منظمات الجمعية العالمية للشباب الإسلامي والاتحاد الإسلامي للمنظمات الطلابية.في السبعينات والثمانينات.

    هذا وقد بدت هناك علاقات متصلة علي طول الخط بين بارزينجي والطالب وميرزا حيث سكنوا مع بعضهم البعض في بيوت مجاورة أقامتها لهم شركة تابعة لسار ثم تعاونوا في إطارهم التجاري ليشكلوا مجالس إدارة متحدة للعديد من الشركات التابعة لهم مثل سار كان أحدها مجموعة صفا وشركة يورك.

    هذا وقد قامت سار بالفعل بتمويل أنظمة إسلامية سياسية كما مولت مؤسسة يورك في الداخل وما يتبعها في الخارج كمؤسسة يورك العالمية في جزيرة مان.ثم مولت سار هي أيضاً المعهد العالمي للفكر الإسلامي في أمريكا وفرنسا بالعوائد غير مستهدفة الربح التي حصلت عليها الشركة فور ممارسة عملها. كما تبرعت ببعض التبرعات لكنها قليلة لمنظمات الإخوان في أمريكا مثل الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وغيرها من المنظمات التابعة أو الموالية للإخوان في أمريكا.


    حقبة المشاكل (1985-1994)
    القيادة

    لقد انتهي تاريخ النعمان مع الإخوان المسلمين في أمريكا مع أواسط الثمانينات كما نرى ذلك من وجهتنا. لكن ما زال يؤكد البعض الآخر من خلال وثائق أخري تؤكد علي أن الإخوان منذ هذه اللحظة قد أخذوا في ترتيب صفوفهم علي مستواها التنظيمي من حيث القيادات علي مستوي المجالس والمناطق والدوائر الأقل تنظيماً.

    هذا وقد ذكرت وثيقة داخلية للإخوان المسلمين تعرض قائمة بالقيادات التي قادت الإخوان في هذه المرحلة وترجع إلي 18 ديسمبر عام 1988.

    وقد بدي أحمد القاضي علي رأس قائمة مجلس الشورى كرئيس للمجلس في هذه المرحلة ثم جاء خلفه في القائمة ما يلي: عمر السوباني المولود في الأردن موسي أبو مرزوق رئيس لجنة فلسطين ومحمد جاجليت رئيس الجماعة الثقافية لمؤسسة سار إلي جانب هاني صقر وزياد أبو غنيمة من إخوان الأردن، ومحمد أكرم عدلوني.


    كما تم التعرف علي لجان أخري منبثقة من هذه اللجان ولها رؤسائها وقادتها مثل لجنة المالية واللجنة السياسية القضايا الاجتماعية والتربية والأمن وفلسطين ويقود هذه اللجان الأشخاص التالي أسماؤهم: محمد حنوتي وجمال بدوي وبسام عثمان وعبد الرحمان العمودي وأحمد زكي حماد.

    كما ذكر المصدر المؤسسات التي تعمل تحت راية الإخوان المسلمين وهي اتحاد الطلاب المسلمين والجمعية الطبية الإسلامية واتحاد العلماء المسلمين والمهندسين وجمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين والوقف الإسلامي في أمريكا الشمالية ورابطة الشباب المسلم العربي والشباب المسلم في أمريكا الشمالية والجمعية العالمية للشباب الإسلامي والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية إلي جانب مجموعة الدراسات الإسلامية الماليزية.

    هذا وقد ذكر المصدر أن أحمد القاضي كان قد لعب دوراً هاماً في رابطة الشباب المسلم العربي. كما وصفت وثيقة للإخوان في 1991 المنظمات الشبابية في أمريكا الشمالية علي النحو التالي: في عام 1985 نشأت المنظمات الشبابية التي تضم الشباب والأطفال الخاصة بالجالية المقيمة هناك لكن دون أدني علاقة بالإخوان حيث كانت نشأتها مستقلة تماماً غير أنها تتبع الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية.

    لكن الأمر قد كان في حيز التطور حيث كانوا يعدون مؤتمرات جماهيرية حاشدة والأمر المذهل أنها كانت علي المستوي القاري. هذا ولم يذكر المصدر السابق اسم المعهد العالمي للفكر الإسلامي رغم أنهم قد أضافوا جمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين وأبو سليمان قائد مجموعة الصفا.

    هذا وقد وصف مصدر عام 1991 المؤسسات التابعة للإخوان ومن تبعهم وصحبهم في ذلك. لكن جاء مصدر عام 1992 ليذكر أنه قد تم إضافة مجلس إدارة لدفتر الإخوان المسلمين في أمريكا إلي جانب مجلس الشورى.

    وقد تمت إضافة أربعة من أصل ستة ممن تم ذكرهم في مجلس الشوري وهم: القاضي وعدلوني وصقر والسابوني. إلي جانبهم كان الآخرون: أحمد الحطاب من رابطة الشباب المسلم العربي وحامد الغزالي من اتحاد الطلاب المسلمين بسام عثمان من الوقف الإسلامي وجمال بدوي من الجمعية الإسلامية والوقف الإسلامي.

    وإلي جانبهم كان زيد النعمان، كما تم ذكر آخرين غير هؤلاء وقد أخذوا صفة مسئول في إطار تنظيمي آخر علي مستوي المناطق التنظيمية الخاصة بالإخوان المسلمين في أمريكا.


    المشاكل:

    توحي مستندات الإخوان في هذه الفترة أن قيادات الإخوان في أمريكا قد واجهوا تحديات جمة.
    1) التفاعل السياسي

    في هذه الفترة الحالكة من الزمن واجه الإخوان في أمريكا تحدياً يدعو الإخوان للنظر تفاعلهم السياسي وأخذ دورهم فيه مع العلم أن هذا النهج ليس غريباً علي الإسلاميين ففي أقطار شتي قام الإسلاميون بالدخول وسط المعترك السياسي ولم يتخلفوا عنه حتي حينهم.

    علي هذه الخلفية كتب محرر الجمعية الإسلامية بأمريكا الشمالية يحض الجمعية علي أن تتمتع بفاعلية سياسية في وسط هذا الجو السياسي الذي يحض علي ذلك، لكنه وللأسف لم يلقي أذناً تسمع لهذا النداء في الجمعية وتجيب له مطلبه.

    لكن علي العكس تماماً ففي عام 1986 بادر المركز الإسلامي بجنوب كاليفورنيا بعمل لجنة تفاعلية سياسية تابعة للمركز مباشرة فكان لهم السبق مع العلم أنهم ينتهجون نهج الإخوان في إدارة المركز.

    في وسط هذه الأجواء المشحونة داخل الجالية الإسلامية في أمريكا الشمالية وخاصة مع تواجد المنظمة الداعمة لإسرائيل باكس، رأت قيادة الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية أن تروي في الأمر وخاصة أنها في موقع المقدمة للمنظمات الإسلامية في أمريكا الشمالية وتتمتع بشهرة وشعبية واسعتين.

    مع تزايد الطلب علي دخول الجمعية المعترك السياسي، رضخت الجمعية للمطالب الشعبية وقامت بتكوين لجنة لوضع الاستراتيجيات المطلوبة لتحرك المسلمين سياسياً في أمريكا الشمالية.

    فكانت جلسة الاستماع التي فتحت أمام الجميع للإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم في هذا الصدد. لقد توجب إذاً علي الجمعية أن تنشأ الجالية نشأة تربوية سياسية علي ما يرام حتي يتعرفوا علي واجبهم ويعرفوا بحق آلية الانتخابات وكيفية الشروع في استخدامها ثم كيفيات التحرك داخل المجتمع واستجداء شعبيته نحو الجمعية وتوجهها السياسي الجديد.

    لقد بات لزاماً علي الجمعية بدورها التثقيفي أن تنهج مع الجالية في تربيتهم نهجاً يسمح للجالية أن تناقش وتجادل في قضاياً دينية إسلامية في العمق وأن تتربي علي النظام السياسي الإسلامي حتي تعرف مبتغاها من الحملة السياسية المزمع عقدها من قبل اللجنة السياسية المنوطة بذلك. كما توجب عليها في المقابل إظهار الكوادر السياسية التابعة للجمعية وتنميتهم في هذا المجال حتي تجد من يمثلها سياسياً.

    هذا وقد قال قائد الجمعية ورئيسها بوجود ثمة رؤى تتحلي بها بعض قادة الجمعية وهي من المنظور السياسي البحت لهم: فقد قال أحدهم "إننا لم نكن يوماً ما مواطنين خُلص من الدرجة الأولي في هذه البلاد ولن نسعى أن نكون كذلك لأنه ينبغي علينا إذاً أن نوافق علي سياسات البلاد ومؤسساتها الاستراتيجية، لكننا هنا في هذا البلاد حتي يتثنى لنا الضغط علي هذه المؤسسات السياسية والاستراتيجية من الداخل حتي تتراجع بعض الشيء عن قراراتها.

    وفي نوفمبر 1987 أعلنت الجمعية إنشاء مؤسستها السياسية المسماة "إسنا باك" لتكون جبهتها السياسية الخاصة بها ويتولى قيادتها عبد الرحمان العمودي رئيس اتحاد الطلاب المسلمين السابق والسكرتير النتفيذى لرئيس مؤسسة سار وقد كان الأخير الممثل الإقليمي للجمعية في واشنطن.

    ثم عمد الأخير في يوليو 1990 بصحبة أبو السعود والد زوجة أحمد القاضي فتشاركا معاً في تشكيل المجلس الإسلامي الأمريكي الذي صب اهتمامه البالغ في السياسية ودعا الجالية إليه في هذا الشأن.

    وقد بدأ العمودي عمله ليكون قائداً لمجموعة.واقترح مستند عام 1991 أن ناقوص انخراط الإخوان في العمل والفاعلية السياسية الأمريكية قد دق أجراسه ليتم تنظيم حزب سياسي ومكاتب تمثيل سياسي محلية ويتم عمل شعارات ومنظمات أمريكية للعمل السياسي الأمريكي ومراكز معلوماتية تختص بالتعريف السياسي وغيرها الكثير.


    2) الجمعية الإسلامية بأمريكا الشمالية

    كان من أقوي المعضلات بلا شك أمام الإخوان في هذه المرحلة هو معضلة تقول بأن الإخوان قد فشلوا في السيطرة علي الجمعية المذكورة سالفاً. بدي ذلك واضحاً أمام العيان وخاصةً في انتخابات الجمعية عام 1986. قرر الإخوان ترشيح القائد المحنك أحمد زكي حماد الذي عمل في الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية من قبل.

    ووقفت معه بعض الجهات مبايعة له في قيادة الجمعية لكن لم يرضخ لهذا القرار البعض الآخر. رشح المعهد العالمي للفكر الإسلامي أحمد زكي لكن أبي بعض الحرس القديم إلا أن يرشحوا شوقي زهران علي حساب أحمد زكي. ومن جانبهم فضل بعض الإخوان الليبراليين السودانيين والتونسيين إلا أن يرشحوا قطبي مهدي القائد السابق للجمعية.

    من جانبهم رشح الطلاب الماليزيون أحمد زكي مخالفين بذلك المجموعة الإسلامية الماليزية الأمر الذي أدي إلي امتعاض حركة الشباب الإسلامي بماليزيا من هذا الشقاق الذي تزعمه أحمد زكي حماد. حاول السودانيون من جانبهم أن يقودوا حملة انتخابية يرشحون فيها مهدي لكن سارع الإخوان بعمل اتصالاتهم الهاتفية ورسائلهم السريعة لتعريف الجالية بكيفية الانتخاب. ومع قدوم الرئيس الجديد للجمعية، أحمد زكي حماد، لاقت الجمعية تغيرات جمة علي صعيدها التنظيمي والهيكلي في هذه الفترة الضبابية.

    قام الرئيس الجديد للجمعية بإجراء العديد من التغيرات الهيكلية، أولها تعيين العلواني رئيس لجنة الفقه في الجمعية وهو يرأس المعهد العالمي، ثانيها إخلاء سبيل طلعت سلطان من إدارة قسم التربية وهو من الجماعة الإسلامية، ثالثاً السماح للكثير من المتحدثين فمن بلاد شتي بحضور المؤتمر السنوي الذي تنظمه الجمعية.

    وأخيراً تم المزج بين رابطة الشباب المسلم العربي والجمعية والتي تنص علي أحقية العضوية المشتركة والمشاركة في الانتخابات بشكل مشترك. فعلي الرغم من أن زكي حماد قد تم استبداله في هذا المنصب في 1991، إلا أن لم يسلم من نقد من جاء بعده في هذا المنصب حيث قال بأنه قد تم طرده من هذا المنصب بيد أنه لم يستجيب لطلبات الجمعية ومتطلباتها كجمعية. وقد خلفه في هذا المنصب الهندي سيد امتياز أحمد الذي كان ضمن مجلس الإدارة وينتمي للجماعة الإسلامية وليس للإخوان.

    وبدأ العد التنازلي لسيطرة الإخوان علي الجمعية حيث تمكنوا من السيطرة عليها في الثمانينات بفضل تواجدهم الجيد، لكن أصبح الآن تواجدهم ضعيفاً جداً.

    وقد تم بالفعل دعم هذه الوجهة عبر شيكاغو تريبيون والتي أكدت علي أن الجمعة كانت غطاء اتحاد الطلاب المسلمين ورابطة الشباب المسلم العربي وهما المنظمتان الإخوانيتان، لكن مع قدوم التسعينات لم يجد الإخوان لهم في الجمعية قدماً راسخة. لذا ركز الإخوان في هذه المرحلة علي استراتيجية رفض الامتعاض والسخط من الجمعية والمضي قدماً في تواجد جيد للإخوان في الجمعية.

    وفي ديسمبر 1991، بعث أحمد القاضي رئيس لجنة التنسيق الإسلامية بخطاب يحث فيه علي إنشاء منظمة إسلامية جديدة.وقد دعي الخطاب إلي نبذ روح الفرقة والتشرذم وتوحيد الوجهة الدعوية والعمل علي تنمية هذه الروح الجماعية.

    كما دعي إلي عمل منظمة جديدة تجمع الأطياف الدعوية علي كلمة سواء آخذين في الاعتبار هذا التنامي السريع للجالية في أمريكا الشمالية والذي يستلزم جهداً مضاعفاً لا يتم استنزافه في الداخل الذي ينبغي أن يتحد. كما حث الخطاب علي ضرورة تجمع وتجمهر المراكز الإسلامية قاطبةً لوضع رؤى جديدة للعمل الإسلامي وتنشيطه في أمريكا الشمالية.

    كما أشاد الخطاب بالرؤى التربوية الشاملة التي تتمتع بها الجماعة وتتميز بها عن غيرها كما أشاد بركن الدعوة في الجمعية الإسلامية ومؤسسة بدوي الدعوية ومركز شاكر السيد، وحث علي تجمع هذه الخبرات لتكون يداً واحدةً في إطار حركتها الدعوية هنا وهناك.


    الجمعية الإسلامية الأمريكية

    في ظل هذه الظروف التي عاصرها الإخوان بعد انتزاع الجمعية الإسلامية منهم، وجد الإخوان سلوتهم في تشكيل جبهة إسلامية أخري تميل إلي الطابع السياسي ومن ثم تملئ هذا الفراغ الذي خلفته الجمعية في صف الإخوان التنظيمي، لذا كانت الجمعية الإسلامية الأمريكية.

    وحسبما ورد عن شيكاغو تريبيون التي باتت تؤكد علي أن محمد مهدي عاكف المرشد الحالي للإخوان المسلمين قد شارك هو شخصياُ في بدأ مشروع بناء الجمعية وتأسيسها جسبما أكد هو ذلك خلال رحلاته للولايات المتحدة الأمريكية.

    وفي 11 يونيو 1993 تم إعلان هذه الجمعية علي هيئة شراكة تجمع أعضاء مجلس الإدارة التالي أسماؤهم: السابوني والقاضي وبدوي و غدور سعيدي و محمد الحريزي.وهم دون أدني شك من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فضلاً عن أنهم أسماء بارزة في الحركة هناك. كما تم الدفع بأسماء ودماء جديدة كان منها رئيس الجمعية المسمي عصام عميش.

    لقد جاء الإخوان فأكدوا في سياق كلامهم علي ما جاء في خطاب 1992 بالحرف الواحد والذي دعاهم إلي تشكيل جبهة أخري فتجدهم يقولون: إنه لما كان من الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وما حدث من تنحيتنا بعد أن أثبتنا فيها جدارتنا واستحقاقنا وما حققناه من خدمات توعوية للجالية ورفع مستواها وكفاءتها، إلي جانب ما قوبلنا به لما أردنا أن ننتهج نهجاً يقودها إلي الأمام للوقوف علي حجم التحديات وتقليص الفجوة بينها وبين الواقع فتم استبعادنا منها، لما حدث كل ذلك أمام العيان هب المخلصون الفاهمون إلي الإجماع علي ضرورة إنشاء مؤسسة تحمل هذا الهم والعبء الثقيل وتأخذ بزمام كل المبادرات ولا تجعل بينها وبين الوقع حائلاً حتي وإن كان مراً، فكان إنشاء الجمعية الإسلامية الأمريكية بهذه السواعد الفتية التي أنشأت الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وما تبعها من جمعيات ومؤسسات عازمين علي كل حال بالخوض في تجربة يتم فيها تقييم الماضي والمضي قدماُ في تحقيق متطلبات الواقع الجديد في قرنه الحديث.

    وعن هوية الجمعية الإخوانية ثار الجدل داخل صف الجماعة حسبما قرره تقرير جريدة شيكاغو تريبيون. قال التقرير بأن الإخوان قد تجادلوا حول مدي إظهار الخلفية الإخوانية للجمعية من عدمه آخذين في الاعتبار التصرف الحكومي الشديد فور الإعلان عن ذلك بأي كيفية.

    لذا قال مصطفي السيد العضو السابق في الإخوان بأننا قد اجتمعنا في منتجع في تيناسي نتدبر هذا الأمر ونأخذ فيه بالشورى ونقطع بالرأي. لكن معظم الإخوان بات متخوفاً من الإعلان عن الهوية وخاصة أنهم يتعاملون مع أعضاء حماس في أمريكا بمنتهي القسوة فور التعرف عليهم.

    وقد كان رأي محمد مهدي عاكف رئيس التنظيم الدولي وأحمد القاضي حسبما جاء قولهم "إننا ندعو لدين الله الذي جاء به إلي العالمين فلابد أن يعلم الجميع هويتنا وأن لا نتحرج يوماً ما من إظهارها ولن نخسر شيئاً كثيراً علي كل حال" وأضاف "فلما السرية إذاً".

    وحسبما جاء في التقرير، فقد قرر الإخوان أن يجعلوا الجمعية الإسلامية الأمريكية هي هويتهم الأساسية في التحدث مع العامة وأن يجعلوها وجهتهم فإذا ما وجهت لهم أسئلة عما إذا كانوا ينتمون إلي الإخوان أم لا قالوا بأنهم مستقلون يعملون لصالح الإسلام.

    وإذا تم استجوابهم في مسألة الإرهاب قالوا بأن الجهاد هو من أركان الإسلام التي نستخدمها في الدفاع عن أرضنا إذا اغتصبت وعن حقوقنا إذا إنتُهبت. ولأول مرة قامت الجمعية بالدعوة لمؤتمر عام حاشد يستهدف التبرعات للجمعية والتعريف بهويتها ونشاطاتها من جديد.

    وفي 30 يونيو 1994 في اجتماع لجنة فلسطين في جماعة الإخوان المسلمين تم التركيز علي ضرورة تفعيل دور الجمعية الناشئة حديثاً ومن ثم تربية الإخوان من خلالها ومن ثم وأد أية علاقات ماضية أو ممكنة في المستقبل مع أية منظمة صهيونية في الداخل الأمريكي.

    وقد استهدف الإخوان في هذه المرحلة هدفين لابد من تحقيقهما: أولهما إقامة علاقة مع الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية تلك المنظمة التي تعمل لصالح الجماعة الإسلامية.

    ثانياً السعي وراء مثالية خدمية إسلامية من خلال مركز إسلامي يجمع حاجة الجالية من ثقافة وفكر من عبادة وعلم من رياضة وتروض ليكون كدار الأرقم يجمع الجالية في الصلوات والممارسات الاجتماعية والفعاليات الثقافية والرياضية والجماهيرية ليشمل مدرسة وحضانة ودار ندوة ومجمع ملاعب وأندية تجمع نسائية لتأوي إليه أفئدة الجالية فيستزيدوا منه هذه التربية الشاملة الجامعة في كل مناحي الحياة.

    كما لا بد أن يكون له دور إعلامي في نشر الكتب والشرائط والمجلات والجرائد التي تحمل الفكرة وتقويها لدي نفوس الجالية المتحمسة النشطة. إذا تم بناء هذه المراكز بهذه الكيفيات والمستهدفات، ستكون بحق شعلة نشاط الإخوان في البلاد وتحمل الراية علي عاتقها وسط الجالية بلا خوف ولا جزع.


    لجنة فلسطين بجماعة الإخوان المسلمين بأمريكا
    علم فلسطين

    لقد قام الإخوان المسلمون من خلال تنظيمهم الدولي في انتفاضة عام 1987 بوضع حجر الأساس للجنة فلسطين علي مستوي تنظيمات الجماعة في كل مكان تتواجد به، وقد أدرك المراقبون الأمريكان ذلك بجدية.

    صرحت وثيقة معلوماتية داخل صف الإخوان المسلمين نشرت عام 1991 ذكرت هذا الدور الفعال الذي لعبته الجمعية خاصة عبر تحالفها المسمي التحالف الإسلامي من أجل فلسطين.

    لقد تم إنشاء هذه التحالف في عام 1981 وقام بأدوار عظام خاصة في الانتفاضة الأولي في أواخر عام 1987. لقد تم تشكيل هذا التحالف سارعت بعض الجهات باحتضانه في شخصيات نذكرها: عمر السابوني ومحمد الجاغليت ومحمد الحانوتي وموسى أبو مرزوق ومحمد أكرم وجمال سعيد من مسجد بريفيو إلي جانب صندوق دعم الأراضي المحتلة والمكتب الإعلامي الذين قاموا بدورهم في نشر التوعية بالقضية وإحيائها في أمريكا والتمهيد لإعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس من خلال التحالف الإسلامي من أجل فلسطين.

    ويوضح مسئول استخباراتي أمريكي هذه العلاقة الحميمية بين الاتحاد الإسلامي هذا وحماس، فقد تم تشكيل حماس بعد تشكيل الاتحاد بست سنوات الأمر الذي يؤكد أن منبع الاثنين من جماعة الإخوان المسلمين. لقد تم تشكيل هذا الاتحاد إذاً ليكون لسان حال حماس في أمريكا الشمالية.

    ثم تبدوا العلاقة الحميمية واضحة أمام العيان حينما نتعرف علي موسى أبو مرزوق القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا عام 1988،ثم هو يعل كنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والمسئول الأول عن توجيه العمليات الإرهابية التي توجه للجنود والعزل في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة في المكتب السياسي القابع في دمشق بسوريا.

    وطبقاً لما قاله مسئول استخباراتي سابق في وزارة المالية فقد عمل موسى أبو مرزوق علي تمويل التحالف الإسلامي من أجل فلسطين بكل ما أوتي من قوة. هذا وقد عمل القادة الفلسطينيون في منظمتين أحدها مؤسسة الأرض المقدسة ومؤسسة الإغاثة اللتان اتخذتا من رتشاردسون موقعاً قريباً من التحالف الإسلامي .

    وقد تم اتهام هاتان المنظمتان بتمويل حركة حماس ومن ثم تم اعتقال عناصرهما بهذه التهمة. هذا وقد صرح المسئول الاستخباراتي بأن لائحة الاتهامات ضمت الضلوع في نشر ميثاق حماس وموادها الإعلامية ودعم مجاهديها بالمال والعتاد وعقد المؤتمرات والندوات واللقاءات الجماهيرية المفتوحة التي تستقطب عناصر حماس ومنشديها لساحات أمريكا لنشر قضيتهم وتوزيع كتاب فلسطين الإسلامية والمنشورات الخاصة بذلك إلي جانب تحركهم لنصرة قادتهم المعتقلين وعلي رأسهم موسى أبو مرزوق ومحمد صلاح.

    هذا وقد تم تسجيل بعض المنظمات المنضمة للتحالف الإسلامي من أجل فلسطين في سجل الهاتف الخاص بالتحالف. وفي 3 أكتوبر 1993 اجتمعت لجنة فلسطين في فلاديلفيا وقد تم رصدها من قبل المخابرات وقالت مؤسسة نيفا بأنه قد حضر هذا الاجتماع عمر أحمد ونهاد عواد من الجماعة الثقافية والأشقر من قادة الإخوان هناك إلي جانب الحانوتي ولفيف من الناشطين وحاملي الصناديق التابعين للجنة ورئيس الجناح العسكري لحركة حماس.

    وقد وصفت المباحث الفيدرالية التي راقبت الاجتماع بأنه علي درجة كبيرة من الأهمية حيث اجتمع قادة الإخوان من الكثير من الأقسام ومنهم التحالف الإسلامي ومؤسسة الأرض المقدسة ومؤسسة الإغاثة.

    هذا وقد أكدت المباحث في تحليلها لخلاصة الاجتماع فباتت مؤكدة علي أن الاجتماع قد استهدف نسف معاهدة السلام بين فلسطين وإسرائيل ومن ثم وجوب التحرك السريع لأخذ أدوار توعوية من خلال العمل الاجتماعي والدخول في صفوف الجماهير لجمع التبرعات وتوعية الجماهير بالمستهدفات وهم علي ثقة تامة من أنه سيأتي اليوم الذي يكونون فيه بدلاً من منظمة التحرير الفلسطينية.

    كما استغل الإخوان الواقع الأمريكي الديمقراطي لتلبية أغراضهم الجماهيرية من جمع التبرعات والاتصال بالجماهير، ويتم صرف هذه التبرعات علي الجرحى والمرضي وأسرهم وعوائلهم.

    هذا وقد تم عرض المقترح الذي يقول بإنشاء منظمة إضافية تعمل بجوار أخواتها كجبهة إسلامية. في هذا الصدد صرح عمر أحمد، الذي سيكون قائد هذه المنظمة في المستقبل، بوجود خطة لبناء منظمة للعلاقات العامة والاتصال بالجماهير لكن تم تأجيل هذه النظرة علي كل حال.

    مجدداً صرح محمد أكرم عدلوني بأننا نحتاج إلي منظمة تتسم بالانفتاحية وقبول الآخر واستجداء دعمه للقضية، ولا شك سيكون هذا الأمر ناجعاً أكثر من المنظمات التي تلتزم ركناً لا تتعداه وتتسم بالانغلاقية غير المبررة.

    نحتاج كثيراً إلي الاتصال بقنوات التوعية الغربية وعرض قضيتنا من خلالها بما يناسب الوضع والحال حتي يعلم الناس عنا هذه الانفتاحية فلا يرهبوا أبداً الوقوف جنباً إلي جنب وقضية فلسطين الأساسية.


    تأسيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية

    وفي 15 من سبتمبر عام 1994 تم تأسيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية طبقاً لما جاء في سجلات شركات واشنطن. وقد تم التعرف علي مؤسسيها وهم ثلاثة فلسطينيون من التحالف الإسلامي، عمر أحمد ونهاد عواد ورفيق جابر.

    صرح عواد بداية بأنه بعد حرب الخليج قمت بالانضمام للتحالف الإسلامي وعملت فيه في قسم العلاقات العامة الذي يستهدف توعية الناس بالقضية والتحدث معهم عن أبعادها وتجربتها عبر التاريخ.

    قمت بالجهد في هذا السبيل بلا هوادة حتي أصبحت مديراً لقسم العلاقات العامة بالتحالف جنباً إلي جنب مع عمر أحمد. ثم اقترح علي عمر بأن نطور فكرة العلاقات العامة هذه والاتصال مع الجماهير إذ هي المعول الأساسي لنشر القضية مع مجابهة وسائل الإعلام وضحاياها المشوهين في أمريكا.

    فكانت فكرته أن أتوجه لواشنطن حيث البيئة الصالحة لذلك فقمت علي الفور بالاتصال بصديقي عمر هوبر الصحفي المميز كثيراً في مجال العلاقات العامة وعرضت عليه الفكرة وما زلت معه حتي وافق عليها وتحمس لها.

    فلما كان من شأني الذهاب إلي واشنطن لهذا الغرض بالتعاون مع عمر هوبر، قمنا بدايةً بمعرفة الواقع هناك والتعرف علي الأساليب المناسبة والمواتية للولوج إليه من بابه الذي اعتاده.

    فكان هدفنا الأول هو إنهاء الخصومة الواقعة بحق الجوار وحث العامة علي اتخاذ وقفة حاسمة للتكاتف والتآلف.ثم في توها قمنا بتشكيل بعض التبرعات البسيطة جداً ليقوم عليها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية.ورفض عواد التحدث بشأن التبرعات وعما إذا كانت مهداة من أي جهة أخري تابعة للجنة فلسطين.

    ثم هو في 2003 يصف هذه التهمة الخاصة بالتبرعات بأنها أكذوبة ملفقة.كما أنكر رئيس المجلس هو الآخر أن تكون هذه التبرعات مقدمة من الجهة مصدر الريب والشك.

    لكن علي الرغم من ذلك، فقد تم التعرف في 31 أكتوبر 1994 علي حوالة مالية تم تحويلها من مؤسسة الأراضي المقدسة إلي المجلس هذا في التاريخ الذي حدده عواد أعلاه.

    لقد قام المجلس بدوره في الوقوف مع حماس والدفاع عن حياضها ومن ثم مناهضة إسرائيل في الداخل الأمريكي وشن حملات متوالية لفك أسر موسى أبو مرزوق القيادي الحمساوي.

    وكان ضمن هذه الحملة أن أرسلوا خطاباً إلي وزير الخارجية السابق وارين كريستوفر يؤكدون فيه علي براءة المتهم موسى أبو مرزوق من التهم الباطلة المنسوبة إليه مؤكدين علي أن العدالة الأمريكية قد تم اغتيالها من قبل أسلحة إسرائيل وأجنحتها في الداخل الأمريكي وأصبحت من ثم أمريكا ألعوبة في يد إسرائيل تحركها كيفما شاءت، كما لم يألوا المجلس جهداً في جمع التبرعات لأبو مرزوق المتهم في أبريل 1996 بالاضطهاد الديني.


    المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية

    وكان ضمن المؤسسات العريقة التابعة للجماعة أيضاً المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية. هذا وقد أوضح الموقع الإلكتروني الخاص بالمجمع بداية هذه الفكرة وانطلاقتها علي النحو التالي: بدأت الفكرة من لجنة الشئون الدينية في اتحاد الطلاب المسلمين ثم تطورت لتكون لجنة فقهية تابعة للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية فور نشأتها عام 1981.

    ثم والي المجمع تبني الجمعية له ومن ثم تدريب كوادرها وتثقيفهم علي حد واسع شامل بالقضايا التي تعرض لهم في المجتمع الأمريكي الذي يتمتع بخصوصيات متزايدة علي مستواها الفقهي وتطبيق الشريعة الإسلامية.

    ثم لما كان هذا التنامي والتزايد للحاجة الماسة لمجمع فقهي لأمريكا الشمالية، كان هذا المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية الذي تأسس عام 1986.

    وتقول المصادر الحكومية بأن المجمع هذا ق تأسس في فيرجينيا في 14 يونيو عام 1994 علي شكل شركة غير مستهدفة الربح. وقد قام ثلاثة نفر بتأسيس هذا المجمع وهم العلواني وبارزينجي والعمودي وقد كان الأول هو الشريك الأساسي الذي اتخذ من عنوانه في هيرندون 555 شارع جروف موطناً للمجمع.

    هذا وتؤكد الاستنتاجات أنه قد تم تشكيل المجمع بمعرفة المعهد العالمي للفكر الإسلامي ومؤسسة سار.

    فالأول حيث أن العلواني قد شغل منصب رئيس المعهد أثناء تسجيل المجمع وإعلان كامل مسئوليته عنه، والثاني أن هذا العنوان هو نفس العنوان المتخذ لمؤسسة سار وتوابعها وعلي رأسهم المعهد العالمي. وفي النهاية، ومع حل هذه الشراكة في إطار المجمع، فسوف يتم توزيع الحصص بين مجموعة صفا والمعهد العالمي للفكر الإسلامي والوقف الإسلامي لأمريكا الشمالية.


    استبدال أحمد القاضي

    يقول تقرير شيكاغو تريبيون مجدداً أنه قد تم استبدال القاضي في منصب رئيس جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا تبعاً لبعض المشاكل التي واجهته شخصياُ.

    كان ضمن هذه المشاكل عيادته التي ركدت وزادت عليها المديونيات حتي فاز الدائنون بها فاضطر البنك الإسلامي في لوكسمبورج إلي إنقاذه وشراء هذه العيادة بما تحويه.

    ثم توالت عليه المشاكل لتأتي أعظمها وتلوح في أفقه المثخن بالأزمات حيث تم رفع قضية تأديبية عليه من قبل جهات طبية تؤكد أنه قد قام بإجراء عمليات في المعدة للكثير من الأشخاص ولم يكن ذلك ضرورياً أبداً. ثم زادواً علي ذلك بأنه قد قام في عيادته بعمل عمليات خطيرة دون تأمين معداتها والدم الكافي لإجراء مثل هذه العمليات التي تم إجرائها علي تسعة أشخاص مما قد يسبب لهم الوفاة. وعليه قررت الجهات المختصة سحب رخصته المهنية الطبية منه في عام 1992.

    وتبعاً لهذه المشاكل التي لاحقته، قام الإخوان بإعفائه من مسئولياته تجاه قيادة الجماعة وبات السر في هذا الإعفاء غير معلوم رغم هذه الإشارات البسيطة من سوء أحواله الاقتصادية وما شابه، لكنها علي كل حال لم تكن هي الأساس في الإعفاء.

    قال أحمد وزوجته حينما سئلوا عن سر إعفائه من المنصب هذا، قال بأنه لم يكن محافظاً كما يجب. فقد بدأ في تفعيل دور المرأة بشكل كبير جداً وكذلك دفع الحركات الأخرى إلي صف الإخوان بطرق واسعة لم تلقي بالفعل قبول الكثير من الإخوان.

    ومن جانبها قالت إيمان القاضي بأن هذا الفكر يشكل عقبة أمام الكثير من الأعضاء في فهم سياقه. فقد تحرك القاضي علي الصعيد الأوسع لنشر دعوة الإسلام في كل الأواسط ومن ثم كان لابد من إشراك الكثير من هذه العناصر في بعض أضواء الجماعة، فدعوة الإسلام غير محصورة علي المسلمين وفقط بل هي للجميع.

    ثم أكد أحمد القاضي بعد ذلك أنه ليس حزيناً علي كل حال من إعفائه من منصبه كقائد للإخوان في أمريكا مؤكداً علي بقائه في الجماعة واعترافه بأولويتهم ونجاح فكرهم طالما أنهم يعملون للإسلام.

    واليوم وبعد فك أسر بعض المستندات من عقالها في مؤسسة الأرض المقدسة في يونيو 2007، قام بعض الباحثين الذين لم يتم التعرف عليهم بالتأكيد علي عدم وجود فعلي للإخوان المسلمين في أمريكا فهم فقط كانوا طلاباً مهاجرين في أواسط الستينات.

    ورغم كل ذلك فلا تزال هناك مؤكدات تدل علي وجود حقيقي لقواعد الإخوان في أمريكا.وعلي العكس تماماً فهناك تقرير يقول بأن الإخوان قد نجحوا نجاحاً باهراً منذ عام 1965 حتي عام 1995 علي مختلف الأصعدة؛ فقد نجحوا في إجتذاب أعضاء جدد لهم إلي جانب تكوين منظمات وهيئات عامة علي قدر كبير من الأهمية. وبكثير من التحفظ يمكننا أن نقول بأن هذه المنظمات ما زالت تعمل حتي الآن بهذا النشاط والروح التي نشأت بها.


    قيادة الإخوان في أمريكا

    لقد قال أحمد القاضي بعد أن أعفاه الإخوان من منصبه القيادي بينهم في عام 1995 كما هو مذكور سالفاً، بات مؤكداً علي أن الإخوان سيبقون ناشطين عاملين كما هم.

    وعليه فقد استمرت القيادة عام 1988 حتي عام 1991 لتخدم مصالح الجماعة بشكل جاد، ومنهم بدوي والغزالي والحانوتي وشامة وجاغليت الذين كانوا أعضاءً في الجماعة الثقافية المسجلة في ميسيوري عام 1974، فما زالوا يؤدون كأعضاء للإخوان المسلمين بشكل عالي الكفاءة.


    مؤسسات الإخوان المسلمين

    لقد استمرت مؤسسات الإخوان المسلمين في عملها الدؤوب علي نفس المستوي التنافسي الذي كانت عليه، حتي عاملتها الحكومة والإعلام علي أنها الممثل الأول للجالية الإسلامية في البلاد. كان ضمن هذه المؤسسات:


    اتحاد الطلاب المسلمين

    بدأ الاتحاد عمله في 1963 حتي أصبح من العلامات المميزة في الجامعات والمعاهد الأكاديمية حتي تمتع بحوالي 250 مكتباً تمثيلياً له في مختلف جامعات أمريكا وكندا.وقائدة هذا الاتحاد هي أسماء ميرزا من أقرباء يعقوب ميرزا القائد المحنك لمؤسسة سار.

    كما أن أطر الاتصال بجماعة الإخوان وإعلان الولاء لها ما زال من أولويات الاتحاد، حيث يستضيف جمال بدوي القيادي في الجماعة باستمرار في مؤتمراته وندواته المتكررة كما أنه يبدي تبعية لبعض المؤسسات الإخوانية الأخرى مثل الجمعية الإسلامية وما سواها.


    الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية

    منذ نشأت الوقف في 1973 حتي الآن، ما زال الوقف يتمتع باسم عريق بين المؤسسات الإسلامية حيث ضم ما يقرب من 25 حتي 30 بالمائة من جملة المؤسسات الإسلامية في أمريكا بنسبة تقدير تراوحت من 27 حتي 79 بالمائة.

    وقد أوضح الموقع الخاص به بوجود علاقة حميمية بينه وبين الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية وكذلك اتحاد الطلاب المسلمين. هذا وقد شغل رئيس الجمعية الإسلامية منصب عضو أمناء الوقف مما يؤكد هذه الصلة الوثيقة بينهما.

    هذا وقد تم التعرف حديثاً علي بسام عثمان الذي يشغل منصب عضو الأمناء في الوقف كما أنه عضو منظم داخل جماعة الإخوان في أمريكا.


    الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية

    منذ أن خرجت الجمعية الإسلامية إلي الضوء في عام 1983 وهي تتمتع بشهرة بالغة حتي وصل الحد بها أنها وصفت نفسها قائلة بأنها أكبر وأعرق الجبهات الإسلامية في أمريكا علي الإطلاق حيث تملك ما بين 6-8 مليون مشتركاً في ثنايا منظمتها في أمريكا الشمالية.

    وتعرف الجمعية بشكل كبير في مؤتمرها الحاشد الذي قدر بأربعين ألفاً ممن حضروا هذا المؤتمر في 2005. وكل أعضاء هذه المؤسسة بلا استثناء يعملون بجدية في كل إطار تطلب منهم المؤسسة العمل فيه. فرئيس هذه المؤسسة ذاته المسمي سيد سعيد قد عمل اتحاد الطلاب المسلمين وجمعية العلماء الاجتماعيين المسلمين والاتحاد العالمي للمنظمات الطلابية والمعهد العالمي للفكر الإسلامي وها هو الآن يقع علي رأس أكبر مؤسسة إسلامية هناك.

    وتزوجت أخته الكبري المدعاة عفيفة من صهيب بارزينجي من أقارب جمال بارزينجي. كما حافظت هذه المنظمة علي اتصالها الوثيق بجماعة الإخوان المسلمين ومؤسساته في الداخل الأمريكي ومن ثم بناء جسر هام للعلاقات بينهم.


    المعهد العالمي للفكر الإسلامي

    لقد لعب المعهد منذ نشأته في 1985 علي المستوي العالمي، لذا فإنه ليس بالغريب أن يصبح للمعهد أربعة عشر مكتباً في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا.

    هذا وقد لعب أبو سليمان والعلواني وبارزينجي وتوتنجي وأنور إبراهيم دوراً هاماً في قيادة المعهد علي فترات كما شاركهم في قيادة المعهد كذلك الدكتور القرضاوي الذي أصبح رمزاً في جماعة الإخوان العالمية.

    كما كان هذا المعهد أحد الجهات التي تم رفعها بموجب القانون الفيدرالي في إطار حملة مكافحة الإرهاب في عام 2003. لكن علي الرغم من ذلك، فيبدوا واضحاً أن المعهد قد طور من علاقاته في الآونة الأخيرة خاصة مع وزارة الخارجية التي تتبادل الزيارات ومقر المعهد هناك بشكل مستمر.


    مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية

    بدأ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عمله في 1994 ويصف نفسه بأنه يعمل بجهد قومي إنساني في مجال الحقوق العامة والدفاع عنها. وتبلغ ميزانية المجلس القومية حوالي 2 مليون دولاراً.

    كما يتولي قيادة المجلي عمر أحمد ونهاد عواد إلي جانب جمال بدوي الذي تولي فرعهم في كندا وقد تم التعرف عليه هو الآخر كقائد للإخوان المسلمين في 1991.

    ويحافظ المجلس علي علاقاته الطيبة جداً وجماعة الإخوان ومؤسساتها كالجمعية الإسلامية وما شابه ومن ثم تشكيل لجنة استشارية تضم عدداً لا بأس به منهم. كما نشر الموقع الخاص بالمجلس طرفاً من هذه الأسماء المشاركة في المجلس وكان معظمهم من المنظمات كالجمعية الإسلامية أو من مجلس شوري الإخوان وكان منهم علي سبيل المثال بدوي وموساميل صديقي.

    هذا وقد حسن المجلس من علاقاته والحكومة ومنظماتها الأمنية كالمباحث الفيدرالية حتي وصل الأمر إلي الاستعانة بمسئولي المجلس في إعطاء عملائها محاضرات في التدريب الحساس.


    الجمعية الإسلامية الأمريكية

    تطورت الجمعية منذ نشأتها عام 1993 لتكون منظمة قومية لها خمسون فرعاً داخل الولايات المتحدة. وتميزت الجمعية هذه عن الإخوان بممارساتها السياسية والضلوع فيها إلي حد بعيد.

    فقد دخلت الجمعية في تحالفات سياسية مع أحزاب يسارية بل ربما كانت متشددة في اليسار ومنها حركة أنسر العالمية، وكان ذلك من خلال مؤسستها فريدم.

    هذا وقد تولي عصام عميش رئاسة هذه الجمعية إلي جانب مهدي براي الذي بدأ مع المجلس الإسلامي الأمريكي. كما شاركهم نشاطهم أيضاً جمال بدوي.


    المجمع الفقهي لأمريكا الشمالية

    علي العكس تماماً من المؤسسات التي مثلت الإخوان في أمريكا، فشل المجمع في تحقيق أي تواجد داخل أمريكا سياسياً خلا هذه الفتوى التي أصدرها في يوليو 2005 التي دعت لنبذ الإرهاب وقامت قيادات الإخوان جميعها بالتصديق عليها.

    وفي أواخر أغسطس 2005، تلقي المجمع تمويلاً من قبل ساتورنا كابيتال من خلال دوره الاستشاري الذي يلعبه مع صناديق التمويل الإسلامية التابعة لمؤسسة أمانة للتنمية وصندوق أمانة للتمويل. وفي عام 1985، صرحت جريدة الاقتصاد أن بارزينجي قد قام بتأسيس شركة أمانة.

    هذا وصرح الموقع الخاص بشركة أمانة وغيره من المصادر أن الأموال التي تنفق علي المجمع الفقهي اليوم كانت تنفق قبل تأسيسه علي الوقف الإسلامي في أمريكا الشمالية.

    وفي عام 2001 قام موقع شركة أمانة بإضافة بسام عثمان إلي مجلس أمنائها قائلةً بأن الجمعية الإسلامية المتمثلة في بسام عثمان تمدنا بالكثير من الاستشارات وبيننا وبينها ود وشراكة تمويلية.

    وقبل أحداث 2002 الأخيرة التي شنتها الحكومة علي مجموعة صفا، كان الموقع الإلكتروني الخاص بأمانة قد أضاف بارزينجي وميرزا علي قائمة مجلس الأمناء.

    هذا وقد أظهر الموقع الخاص بالمجمع وجود أعضاء في الجمعية الإسلامية يتمتعون بوجود قوي أيضاً في اللجنة التنفيذية للمجمع إلي جانب جمال بدوي. كما انضمت زينب العلواني، وطه العلواني إلي جانب الحنوتي ليكونوا من أهم أعضاء المجمع.


    لا يتمتع بتواجد علي الإطلاق

    لقد اختفت منظمتان من أهم وأقدم المنظمات الإخوانية علي الإطلاق ومنهم مؤسسة سار التي تمت تصفيتها بموجب القانون في ديسمبر 2000.علي الرغم من أن مجموعة صفا ومؤسسة يورك اللتان كانتا ضمن هذه المؤسسة لا يزالوا في قيد عملهم دون تغير أو إقفال.

    كما اختفي المجلس الإسلامي الأمريكي من علي الساحة وخاصة بعد اعتقال العمودي فور اتهامه بأحداث إرهابية في 2004. هذا وقد مارس المجلس أعماله من خلال الجمعية الإسلامية الأمريكية ومجلس الشئون العامة الإسلامية.


    تنظيم الإخوان المسلمين في أمريكا

    لقد بات من الصعب بعد هذا الجهد الحثيث في تنظيم جماعة الإخوان في أمريكا أن نقول في هذا التقرير بأن هذا التنظيم يعتمد علي المركزية التي تصل لها كل القيادات وتنبع منها كل القرارات.

    لا، بل إن الأمر ليس كذلك علي الإطلاق فهم يعتمدون علي آلية غير مفهومة تماماً في إدارة المؤسسة الإخوانية لا تتعدي أن تكون كمثال تلك المنظمة الحديثة النشأ والتي تسمي "أمريكيون من أجل تقارب فاعل" والتي تقوم فكرتها الأساسية علي الاعتماد علي سواعد الجالية الإسلامية في أمريكا من أجل نهضة البلاد والوصول من خلالهم إلي تقارب لوجهات النظر ودعم للرؤى والمفاهيم بين الشرق والغرب.

    لذا كان من الضروري أن يكون هناك مستوي معين من التنسيق بين الجالية المستعدة تماماً لخوض غمار هذه المهمة والحكومة الأمريكية التي ترحب بذلك في إطارها الخاص بها.

    لذا تسعي المنظمة لتحقيق الحقوق المكتسبة للجالية الإسلامية في أمريكا ومن ثم معاملتهم كغيرهم من القاطنين في البلاد فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم.

    ثم كان من أهم نقاط الالتقاء بين المنظمة التي تمثل الجالية والحكومة هو التعهد في محاربة الإرهاب ومساعدة الحكومة في ذلك بما تملك من عدة وعتاد.

    كما كان ضمن أنشطة المنظمة انخراط المسلمين في الأنشطة الاجتماعية التي تدعم أواصر المجتمع الأمريكي وتجمع شتاته حتي يكون لهم دور اجتماعي فاعل في المجتمع الذي يعيشون فيه ومن ثم يمتد أثرهم في الخارج نحو العالم الإسلامي بأسره.

    هذا وتضم المنظمة قيادات فردية ومنظمات جماعية تم ذكرها علي طول هذا التقرير، لذا كان من المقترح أن تكون هذه هي الصورة المصغرة لجماعة الإخوان المسلمين في أمريكا وإطارها التنظيمي الشبيه بذلك.

    ويعيش الإخوان بالقرب من بعضهم حتي يكون لهم أثرهم الفاعل إذ هم يسكنون شمال فرجينيا، كاتحاد الطلاب المسلمين والمعهد العالمي للفكر الإسلامي والجمعية الإسلامية الأمريكية والمجمع الفقهي لأمريكا الشمالية ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية


    النتائج
    رد الإخوان المسلمين

    لقد حاول الإخوان وحلفائهم كثيراً أن يفكوا تحقيقات شيكاغو تريبيون ومستندات جمعية الأرض المقدسة كي يتمكنوا من دفع التهم والشبه عنهم، لكن لما واجهناهم بهذه الحقائق كانت لهم استراتيجيتان: أحدها مهاجمة المصادر قدر استطاعتهم وثانيها نفي وجود أية صلات بالإخوان المسلمين علي الإطلاق.
    أولاً: مهاجمة المصادر

    وبعد ما تم نشر تحقيقات شيكاغو فيما يخص أحمد القاضي، حاول مهدي براي القيادي في الجمعية الإسلامية الأمريكية أن يدافع عنه فقال بأنه كان ولا يزال مريضاً طريح الفراش.كما ذكر مهدي أن هذا التقرير الذي أعدته شيكاغو لا يتسم بالموضوعية أو الدقة الصحفية محاولاً بذلك إنكار أية صلة بين جمعيته وإخوان مصر لكنه فشل في ذلك علي كل حال.

    لكن علي الصعيد العام، صرح قائلاً بأن شيكاغو لا تعتمد في تقريرها إلا علي مصدر واحد هو أحمد القاضي وهو الآن يعاني من مشاكل حادة في الذاكرة بل ربما لم يكن في وعيه التام الذي يمكنه من وضع الأشياء في موضعها، لذا كان التحذير التام من مقابلته وأخذ كلامه موضع الثقة تبعاً لظروفه التي يرثي لها.

    لكن علي الرغم من ذلك، فقد تم التحقق من صحة كل الأنباء والأخبار والتقريرات الواردة في ثنايا هذا التقرير مع الأخذ في الاعتبار ظروف أحمد القاضي هذه.

    لكن عاود مهدي واصفاً هذه التقارير بأنها تعوزها الدقة وتحتاج إلي مزيد من التدقيق والبحث والتنقيب عن الصحيح منها والعطب. لكن علي كل حال، فلم يأتي الأخير بالتقرير الذي يثبت عكس ذلك.

    وفي إطار نفينا لتواجد جماعة الإخوان في أمريكا ضاربين عرض الحائط بتقريرات الأرض المقدسة وغيرها، جاء الدكتور بيتر وهو عالم إسلامي ومدير مركز الدراسات الدولية في جامعة جورج ماسون الذي قال بأنه ليس من الحكمة أن نولي هذا التقرير المأخوذ عن الأرض المقدسة هذه العناية الفائقة وهو لا يتعدى أن يصدر عن أشخاص غير مسؤولين أو أنه أشبه بحوار داخلي بين هؤلاء الأعضاء ولا يعتمد عليه كمصدر معلوماتي تبني عليه قرارات وتحقيقات.

    لكن أيضاً لا بد من التذكير هنا بأن هؤلاء الفتية ينتمون إلي جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام. لكن علي الرغم من ذلك، فإن كل المعلومات الواردة عن تنظيم الجماعة من خطط عمل ومنشورات ومخططات لا تعطي أية معلومات تتسم بالمرجعية عن تنظيم الجماعة. لذا باتت كل المصادر الواردة في هذا الشأن محل طرح الثقة.


    نفي وجود صلات بالإخوان المسلمين

    لقد بدأت هذه استراتيجية إنكار الصلة بالإخوان في 2004 حيث ذهب فيها شاكر السيد قائد الجمعية الإسلامية الأمريكية أيما ذهاب. لقد أكد شاكر علي أن الجمعية ليست جمعية الإخوان لكنها جمعية الجالية، فصحيح أن الإخوان قد أنشئوها لكنهم لا يديروها وفق مطالبهم، لذا فإنها موجهة لخدمة الجالية وليس إلا.

    أقول بأنه ربما صرح أحد أعضائها بأنه من الإخوان، لكن الجمعية لا تزال غير إخوانية فهي تختلف مع الإخوان في الكثير من القضايا العالقة وربما اتفقت معها في بعضها. إنه لا يساورنا أدني شك في هذا النوع من الإسلام الذي أراده مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا وهو ما ندعو إليه ونتمنى أن يملئ هذا الدين الواقعي المشارق والمغارب.

    وكذلك، فالجمعية لا تدار بواسطة إخوان مصر أو غيرهم، لكنها تدار بمعرفتنا، فلسنا إخواناً علي كل حال.

    ومنذ هذا التاريخ وبدأ الإعلام حملته في التركيز علي الجمعية ووضعها تحت الضوء في ظل خلق مناخ للشكوك حول علاقتهم بالإخوان. لذا، جاء مهدي براي أحد قادة الجمعية في أكتوبر 2005 فبات يؤكد علي أن الجمعية قد بدأت عملها وتكوينها في 1993 بهدف سامي وهو أن نكون مختلفين عن الإخوان علي مستوي الهدف المطلوب تحقيقه، وهو محاولة دمج المهاجرين المسلمين الجدد في النسيج الأمريكي الاجتماعي وتنشيطه ليكون عضواً اجتماعياً نافعاً وصالحاً.

    لذا فنحن مختلفون عن الإخوان ولسنا تابعين لهم علي أي حال. وجاء دور عصام عميش القائد الأكبر للجمعية ليدلي بدلوه في هذا الخلاف والجدل الدائر فقال بأنه من الضروري أن نشرح شيئاً هاماً ذا وجهة تاريخية حتي يتثنى لنا معرفة جذور الإخوان وتأصلهم في الحركة الإسلامية في أمريكا.

    لقد جاء الإخوان إلي أمريكا في الستينات ويحدوهم الأمل أن يخلقوا جواً دعوياً مناسباً لهذا الجو الحركي الذي صحبوه معهم من بلادهم. فبدئوا في عمل اتحادات طلابية أثرت بعد ذلك هذا الواقع الحركي داخل الجالية بنشاط غير عادي أثر بعد ذلك في تشكيل العديد من المنظمات الإسلامية.

    لا شك في أن هذه المنظمات قد تأثرت بفكر الإخوان لكنها لم تكن يوماً ما نسخة منها. فالإخوان يرون وجوب التعددية والنظر في المستقبل الإنساني ومراعاته والسعي الدؤوب وراء تحقيق السماحة وخدمة العامة، وهذا جل ما ندعو إليه ليس علي خلفية أننا إخوان لكنه فقط انبعاث من هذه الأفكار التي لا يتخلى عنها مسلم فما بالك بمنظمة عريقة مثلنا.

    لذا كان هذا هو الإطار الذي نتحرك فيه دون أدني صلة بالإخوان في أمريكا أو مصر أو في أي قطر من الأقطار.وفور نشر وثائق مؤسسة الأرض المقدسة، صرح عصام عميش أنه تحتوي علي الكثير من التلفيقات والأكاذيب.

    وقال بأن الجمعية التي يترأسها لا تري سوي طريق التسامح والتعاطي مع جمهور الشعب والعريق المتحضر بدون أدني انزواء أو تحفي. لذا أكد الأخير علي أن الجمعية لا تنتمي إلي الإخوان المسلمين بل هي تتأصل وتتجذر منذ نشأة الفاعلية الإسلامية في هذه البلاد التي كانت مقفرة من الإسلام بين أهلها وساكنيها.وفي هذا السياق، صرح مسئول إخواني رفيع من الإخوان في مصر قائلاً "أنا لا أريد أن أصرح بأن الجمعية الإسلامية الأمريكية من الإخوان حيث يسبب لهم ذلك متاعب أمنية ليس لهم بهم طاقة وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.


    هل تغيروا؟

    ففي سياق إنكار الجمعية الإسلامية الأمريكية وغيرها من المنظمات الإخوانية في الداخل الأمريكي، تلوح لنا في الأفق بوادر أخري لتنظيم من نوع خاص وله أيدلوجياته الخاصة به.

    ففي إطار التصريح الذي سمعناه مؤخراً من المسئول الإخوانى المصري، يبدو لنا أن التنظيم العالمي للإخوان يأخذ شكلاً أكثر مرونة وأعلي جاذبية.

    لقد اعتمدوا النظرة الانفرادية في إدارة كل بلد علي حدة، فأهلها وساكنوها هم الذين يديرونها وفق احتياجاتهم ومشكلاتهم التي يتعرضون لهم، ومن ثم فهم أقدر الناس علي حلها.

    لكن لا يخلو الأمر من مستوي معين من التنسيق الدولي بين الأقطار وخاصة في بعض القضايا التي يتحدون تحتها وعلي رأسها قضية فلسطين التي توحد الأقطار العربية أكثر مما يعتقد البعض أنها تفرقهم في الظاهر.

    لذا كان لهذا التنظيم شكلان إيجابيان مثمران غاية في الإثمار: أحدها هذا النوع من المرونة الذي تتمتع به الجماعة وثانيها هذا النوع من التركيز علي العمل وفاعليته.

    لقد بدي كذلك في هذا السياق أن ما ذكرته الجمعية الإسلامية علي لسان قادتها من تطوير فكرة الإخوان والعمل علي خلق واقع جديد بشكل انفرادي يبدو خارج السياق.

    فالإخوان المسلمين لم يدعو باباً إلا طرقوه في الكثير من المناهج الدعوية المعتمدة لديهم، كما لم يزعم أحدهم مهما بلغت قيادته أن يدعي تطويراً ما في منهج الإخوان وتحركهم.

    وأخيراً نخلص إلي أن تاريخ الإخوان المسلمين يؤكد علي تمحور دعوتهم في الدعوة للتطرف والتمسك والتشدد وما يستلزمه من معاداة السامية والسعي الحثيث وراء دعم حماس والمنظمات الإرهابية في كل حين وبكل قوة يستطيعونها، لذا يقع الإخوان أعلي قائمة الداعمين للإرهاب علي مستواه التنظيمي والمادي، وعلي هذه الخلفية تم اتهام العديد من مسئوليهم في خلفية قضية مؤسسة الأرض المقدسة ودعمها لأكبر مؤسسة إرهابية في الأراضي الفلسطينية المدعاة حماس.

    فمع الأخذ في الاعتبار نية الإخوان المبيتة منذ نشأتها لخلق تنظيم جهادي عالمي يهدف إلي قلب المجتمع الأمريكي من الداخل وقلب الموازنات في العالم بأسره، يبقي أمام الإخوان المسلمين أن يثبتوا عكس ذلك بالواقع وليس بالمقالة.


                  

11-25-2011, 07:26 AM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    الاخ هشام هباني

    السياسة الخارجية للولايات المتحدة واضحة جداً وهي تقوم في الاساس على أن مصالح الولايات المتحدة تأتي في المقام الأول، وبالتالي فأمريكا تدعم أي نظام يحقق مصالحها، وعلى هذا الأساس يمكن أن نفهم علاقة امريكا بدولة سلفية مثل السعودية ومثل دول الخليج.
    ناتي لعلاقات امريكا بالسودان، فأمريكا ترى أن مصلحتها في تغيير هذا النظام خصوصاً في بداياته لما شكله من تهديد لمصالحها في المنطقة من خلال عمله على زعزعة الاستقرار في المنطقة.

    ولكن النظام تحت الضغط الذي مورس عليها من الولايات المتحدة وحلفاءها وخصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وحرب الخليج وظهور التجمع الوطني بقوة وازدياد قوة الحركة الشعبية، أقول أن النظام حاول كل جهده لتطبيع علاقته مع أمريكا، من خلال العرض الذي قدمته الانقاذ بمساعدة امريكا في حربها ضد الارهاب، وهو القفاز الذي التقطته امريكا واستفادت منه ايما استفادة.

    هذا عرض مختصر لنصل لشكل العلاقات اليوم بين امريكا والنظام، والعلاقة اليوم تقوم على احتواء النظام ليس حباً فيه بقدر ما أن أمريكا لا ترى بديلاً لهذا النظام له رؤية واضحة ويمكن لأمريكا دعمه وبالتالي الحفاظ على مصالحها في حالة وصوله للحكم. فضهف المعارضة وتشرذمها وعدم التفافها حول رؤية واضحة هو ما حدا بأمريكا لتبني سياسة الاحتواء حفاظاً على مصالحها في السودان.

    ولفهم هذا الموضوع وسياسة امريكا وعلاقتها مع نظام الانقاذ فعلينا أن نقرأ جيداً ما حدث للنظامين المصري واليمني واللذان تمتعا ولوقت طويل بعلاقة متميزة ودعم امريكي ولكن امريكا لم تتواني ولم تتردد لحظة في الطلب من رئيسي البلدين بالتنحى ودعم الثوار ليس حباً في الثورة والديمقراطية ولكن حفاظاً على مصالحها في المنطقة وحتى لا يتكرر الخطأ الذي وقعت فيه إدارة الرئيس جيمي كارتر إبان الثورة الايرانية.

    وعلى العموم أمريكا ستظل تحتفظ بعلاقة جيدة مع النظام خصوصاً على المستوى الاستخباراتي حتى التأكد من وجود بديل يستطيع ان يحل محل النظام ولا يضر بالمصالح الامريكية وهذا ما لا تعتقد امريكا وجوده حتى الآن والموضوع يتوقف على مدى قوة المعارضة وتنظيمها وتبنيها لرؤية تضمن استقرار السودان وفي نفس الوقت تحافظ على الاستقرار في المنطقة وتقيم علاقات دولية متوازنة تضمن لامريكا تحقيق مصالحها (خصوصاً الاقتصادية) والامنية.
                  

11-25-2011, 06:59 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: الصادق اسماعيل)

    الاخ الصادق

    تحياتي وشكرا على التحليل الصائب ادناه مع تاكيدى على ضرورة ان تنشا مجموعة ضغط سودانية هنا في الولايات المتحدة لقطع الطريق امام بلطجية الخرطوم حتى لا يتضرر شعبنا من هده العلاقة المريبة ودلك بمزيد من اقناع صانع القرار الامريكي بضرورة الرهان على شعب السودان وليس على اعدائه لانه شعب صانع ثورات سيفعلها قريبا كما فعلها في صاحبهم المقبور نميري الدى راهنوا عليه رهانا خاسراولكنه اطيح به عبر ثورة شعبية عارمة ولدلك لم يحاولوا اعادته ثانية الى مسرح الاحداث في السودان لانه كان رهانا قائما على متغير وهو امر ربما سيخسرون بسببه شعب السودان الى يوم الدين لو ظلوا على هده العلاقة المشبوهة مع اعداء الشعب.



    Quote:
    السياسة الخارجية للولايات المتحدة واضحة جداً وهي تقوم في الاساس على أن مصالح الولايات المتحدة تأتي في المقام الأول، وبالتالي فأمريكا تدعم أي نظام يحقق مصالحها، وعلى هذا الأساس يمكن أن نفهم علاقة امريكا بدولة سلفية مثل السعودية ومثل دول الخليج.
    ناتي لعلاقات امريكا بالسودان، فأمريكا ترى أن مصلحتها في تغيير هذا النظام خصوصاً في بداياته لما شكله من تهديد لمصالحها في المنطقة من خلال عمله على زعزعة الاستقرار في المنطقة.

    ولكن النظام تحت الضغط الذي مورس عليها من الولايات المتحدة وحلفاءها وخصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وحرب الخليج وظهور التجمع الوطني بقوة وازدياد قوة الحركة الشعبية، أقول أن النظام حاول كل جهده لتطبيع علاقته مع أمريكا، من خلال العرض الذي قدمته الانقاذ بمساعدة امريكا في حربها ضد الارهاب، وهو القفاز الذي التقطته امريكا واستفادت منه ايما استفادة.

    هذا عرض مختصر لنصل لشكل العلاقات اليوم بين امريكا والنظام، والعلاقة اليوم تقوم على احتواء النظام ليس حباً فيه بقدر ما أن أمريكا لا ترى بديلاً لهذا النظام له رؤية واضحة ويمكن لأمريكا دعمه وبالتالي الحفاظ على مصالحها في حالة وصوله للحكم. فضهف المعارضة وتشرذمها وعدم التفافها حول رؤية واضحة هو ما حدا بأمريكا لتبني سياسة الاحتواء حفاظاً على مصالحها في السودان.

    ولفهم هذا الموضوع وسياسة امريكا وعلاقتها مع نظام الانقاذ فعلينا أن نقرأ جيداً ما حدث للنظامين المصري واليمني واللذان تمتعا ولوقت طويل بعلاقة متميزة ودعم امريكي ولكن امريكا لم تتواني ولم تتردد لحظة في الطلب من رئيسي البلدين بالتنحى ودعم الثوار ليس حباً في الثورة والديمقراطية ولكن حفاظاً على مصالحها في المنطقة وحتى لا يتكرر الخطأ الذي وقعت فيه إدارة الرئيس جيمي كارتر إبان الثورة الايرانية.

    وعلى العموم أمريكا ستظل تحتفظ بعلاقة جيدة مع النظام خصوصاً على المستوى الاستخباراتي حتى التأكد من وجود بديل يستطيع ان يحل محل النظام ولا يضر بالمصالح الامريكية وهذا ما لا تعتقد امريكا وجوده حتى الآن والموضوع يتوقف على مدى قوة المعارضة وتنظيمها وتبنيها لرؤية تضمن استقرار السودان وفي نفس الوقت تحافظ على الاستقرار في المنطقة وتقيم علاقات دولية متوازنة تضمن لامريكا تحقيق مصالحها (خصوصاً الاقتصادية) والامنية.

    (عدل بواسطة هشام هباني on 11-25-2011, 07:03 PM)

                  

11-25-2011, 07:07 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=130375



    Quote: كشف الصحفي آيان جونسون أن التحالف بين الإخوان والمخابرات الأمريكية يرجع إلي الخمسينيات من القرن الماضي وهو تحالف سري تم بمقتضاه الاتفاق علي قضايا متنوعة مثل القتال ضد الشيوعية وتهدئة بعض التوترات للأوروبيين المسلمين.

    كما حذر الكاتب الحكومة الأمريكية قائلاً: «عليها أن تكون واعية بهذه العلاقة وخطورتها، خاصة انني قد قرأت أحد الكتب للرئيس الأمريكي السابق أيزنهاور وعرفت منه تفاصيل اجتماع حضره سعيد رمضان مندوب الإخوان المسلمين وهو صهر حسن البنا الذي كان يوصف بوزير خارجية جماعة الإخوان وهو أبو الباحث المثير للجدل طارق رمضان الذي يحمل الجنسية السويسرية».

    وأشار الكاتب إلي أن مسئولي إدارة أيزنهاور يعرفون ما يفعلون ففي معركة أمريكا ضد الشيوعية كانت أمريكا تحب أن تظهر في صورة بلد الحريات والداعمة لحرية الدين مقابل الشيوعية الملحدة، ولقد نشرت تحليلات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مؤخرا عن سعيد رمضان ووصفته بالتبلد الذهني وأنه «لديه اهتمام فاشي بتجميع الأشخاص من أجل السلطة» ورغم كل ذلك فالإدارة الأمريكية حينها لم تجد غضاضة في الاستعانة به.

    وقال: إن الـ«سي آي إيه» دعمت سعيد رمضان بشكل علني وكانت تطلق عليه بكل بساطة عميل الولايات المتحدة وساعدته في الخمسينيات والستينيات في الاستيلاء علي أرض مسجد ميونيخ وطرد المسلمين المقيمين ليبني المسجد عليها الذي يعد من أهم مراكز الإخوان المسلمين في أوروبا.

    وفي النهاية لم تحصد أمريكا من دعمه شيئا لعمله علي نشر الإسلام أكثر من محاربة الشيوعية وفي السنوات اللاحقة دعم الثورة الإيرانية، كما أنه قد يكون متورطا في قتل أحد الدبلوماسيين المساندين للشاه الإيراني في واشنطن.

    وأوضح الكاتب أنه قام بتأليف كتاب كشف فيه تفاصيل كثيرة عن استغلال المخابرات الأمريكية الإخوان المسلمين في حربهم ضد عبدالناصر بعنوان «إم آي سيكس: مغامرة داخل العالم السري لجهاز المخابرات البريطانية» وكشف الكتاب أيضًا دور المخابرات البريطانية في مساعدة سعيد رمضان لترتيب انقلاب ضد عبدالناصر سنة 1965 والعملية التي انتهت بالقبض علي أغلب عناصرها فيما عرف بقضية تنظيم الإخوان عام 1965، الذي كان يرأسه في مصر سيد قطب.

    وأوضح الكاتب أن العلاقات بين الإخوان والمخابرات الأمريكية شهدت جزرًا ومدا بعد ذلك ..ففي حرب فيتنام كان تركيز أمريكا في مكان آخر ولكن العلاقات مع المسلمين عادت تحتل البؤرة في حرب السوفييت في أفغانستان، حيث دعمت المجاهدين وعلاقاتهم مع الإخوان كان فيها ما فيها من التودد والاقتراب.

    وأشار آيان جونسون إلي أنه في السنوات التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر غيرت الولايات المتحدة موقفها من الإخوان، حيث أعلنت من جانبها علي لسان جورج دبليو بوش أن الولايات المتحدة تواجه حربين الأولي مع العالم الإسلامي والثانية في موجة الكراهية من قبل الأقليات الإسلامية في عدد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا ودول أخري، حيث كانت مؤتمرات الإخوان المسلمين التي أعلن أعضاء بارزون فيها أنهم داعمون للإرهاب.

    كما قال إن إدارة بوش وضعت استراتيجية في التعامل مع الجماعات القريبة أيديولوجيا من الإخوان ولكن وزارة الخارجية الأمريكية لم تتنبه لبروز الإخوان كقوة سياسية إلا منذ عام 2005 في مصر وفي دول أخري وشرعت في بذل جهودها لخطب ودهم.

    مثال لهذا التعاون أو لخطب الود في عام ..2006 نظمت الخارجية الأمريكية مؤتمرا في بروكسل بين الإخوان المسلمين في أوروبا والمسلمين في أمريكا الشمالية أو الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، التي تعتبر قريبة من الإخوان المسلمين وتمت مثل هذه الأشياء اعتمادا علي تحليلات للمخابرات الأمريكية السي آي إيه التي وصف أحد أعضائها إعجابه بالإخوان المسلمين في الديناميكية الداخلية بين أعضائها، والتنظيم، وإعلامهم الذكي ... وتم ذلك التعاون بين المخابرات الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين علي الرغم من مخاوف الحلفاء الأوروبيين الذين يرون في هذا الدعم مخاطرة كبيرة.

    أما بالنسبة لإدارة بوش فهي تحوي بين أعضائها من شاركوا في وضع تلك الاستراتيجية في التعامل مع الإخوان في الإدارة السابقة.

    وأشار الكاتب الي ان القرضاوي أصبح رمزا لنمو الإخوان السياسي المتنامي في المنطقة، حيث تعمل الجماعة بشكل شرعي في الأردن بالإضافة إلي عودة والغنوشي إلي تونس علي رأس حزب النهضة الذي يلعب دور المعارضة الإسلامية البارزة بالبلاد، إضافة إلي حركة «حماس» في غزة، وفي مصر يعتبر الكاتب جماعة الإخوان المسلمين الوجه المعارض البارز بجانب مجموعات سياسية وعلي الأقل أنها إن لم تحكم مصر فستلعب دورا مهما في الحياة السياسية نظرا لتاريخها السياسي الطويل في المنطقة.

    وفي نهاية المقال شدد علي ضرورة ان تتعامل إدارة أوباما مع الإخوان المسلمين.. فمنذ نصف قرن تعامل الغرب مع الإخوان لتحقيق مكاسب تكتيكية قصيرة الأمد، وبعدها دعم الغرب العديد من الحكومات المستبدة التي حاولت أن تزيل جماعة الإخوان والآن نحن نري الحكومات تترنح الواحدة تلو الأخري، فالغرب ليس لديه خيار.. فبعد عقود من الكبت تظهر واحدة من الجهات الفاعلة والدائمة والثابتة جماعة الإخوان المسلمين وفي رؤيتها مزيج من الأصولية والأسلوب السياسي الحديث. إن العلاقات بين الإخوان والبيت الأبيض موجودة وإن أنكر أوباما ذلك رسميا.
                  

11-25-2011, 07:13 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    http://newsmc.info/portal/news.php?action=view&id=3691



    Quote:
    كتاب جديد يتضمن تفاصيل الاتفاق بين الاخوان والمخابرات المركزية الأمريكية

    سامي شرف هو أحد أكثر رجال مصر إطلاعا على المعلومات منذ عهد جمال عبد الناصر وبحكم منصبه كان قادرا على الإطلاع على معلومات لا يطلع عليها سواه وربما كان سامي شرف يملك من المعلومات حول مؤامرات الإخوان ما جعله هدفا لهم في وقت من الأوقات بل وبمباركة من الرئيس الراحل أنور السادات عندما قرر أن يضع يده في يد التيار الإسلامي لمواجهة المد اليساري في مصر

    الأن ولأن الليلة أشبه بالبارحة لم نجد أفضل من شهادة سامي شرف لننقلها كاملة حول كيف تحالف الإخوان مع المخابرات الأمريكية لإسقاط النظام المصري ونحن نذكر ذلك حاليا لأن ما يتم الأن هو شكل جديد من أشكال التحالف بين نفس التيار الإسلامي وبين نفس المخابرات الأمريكية مضافا لها الموساد الإسرائيلي لإجهاض الدولة المصرية خوفا من صعود تيارات ليبرالية أو يسارية للحكم وهو ما تراه إسرائيل خطرا عليها فيما تتفق إسرائيل وأمريكا على أن وجود الإخوان في سدة الحكم المصرية هو خير ضمان للعلاقات بين البلدين وأيضا لإستمرار النفوذ الأمريكي في مصر

    ماذا قال سامي شرف في شهادته



    يقول سامي شرف في شهادته عن علاقة الزعيم جمال عبد الناصر بجماعة ((الاخوان المسلمين)) التي يصفها شرف الذي واكب نشاطاتها السياسية والعسكرية بأنها جماعة ارهابية يشاركها في مخططاتها قوى دولية ابرزها حلف بغداد بتنسيق مع الموساد الاسرائيلي وفي التفاصيل.



    هذا ما حدث سنة 1956، اما ما حدث سنة 1965 فكانت الصورة اعنف وأشد ضراوة من جانب الجهاز السري للإخوان المسلمين – وهي قصة اخرى – وكانت الاعتقالات حوالى خمسة آلاف فرد اخذاً بالاحوط، لأن الصورة كانت غير واضحة من حيث نوايا وقدرات المتآمرين، وخصوصاً ان هذه المؤامرة اكتشفت بواسطة التنظيم الطليعي وليس بواسطة اجهزة الامن.



    لم يكن اسلوب الرئيس عبدالناصر هو تصفية الحسابات مع خصومه، ولكنه كان يرفض وبإصرار تصفية البشر عزوفاً منه عن سفك الدماء باسم الثورة او حتى طلباً لحمايتها، وكان في الوقت نفسه يتصرف كإنسان، يخطىء ويصيب ومن اول يوم للثورة وقف ضد إعدام الملك فاروق ورفض منذ البداية الديكتاتورية العسكرية.



    وفي عام 1960 اصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراراً بالافراج ايضاً عن كل المسجونين من الذين كانت قد صدرت ضدهم احكام من الاخوان المسلمين، وتم صرف جميع مستحقاتهم بأثر رجعي بموجب قانون جرى استصداره من مجلس الامة ينص على ان تعاد لجميع المفرج عنهم حقوقهم كاملة، وان يعودوا الى وظائفهم بمن فيهم اساتذة الجامعات الذين يملكون حرية الاتصال والتوجيه للنشء الجديد.. هذا هو جمال عبد الناصر الانسان والقائد والزعيم.



    خرج الاخوان المسلمون من السجون بفكر ارهابي مبني على تكفير الحكم، وضعه سيد قطب في كتابه ((معالم على الطريق)) وأمكن بواسطته ان يجذب اليه العديد من العناصر التي كانت بالسجن معه، كما وجدوا في انتظارهم مجموعة موازية على قدر عال من التنظيم ويعملون على نشر فكر الجماعة في مختلف المحافظات، وخاصة في الدقهلية والاسكندرية والبحيرة ودمياط، وكان على رأس هؤلاء علي عشماوي وعبد الفتاح اسماعيل وعوض عبدالعال ومحمد عبدالفتاح شريف وغيرهم، وتوفر لهم تمويل خارجي كان الشيخ عشماوي سليمان هو حلقة الاتصال المسؤول عن توصيل هذا التمويل الى الداخل.



    والتفت المجموعات المختلفة من الاخوان حول فكرة واحدة هي تكفير الرئيس عبدالناصر ومن ثم استباحة اغتياله، كما اتضح فيما بعد كما كان مقرراً ان تشمل عملية الاغتيالات عدداً كبيراً من رجال الدولة والكتّاب والادباء والصحافيين والفنانين وأساتذة في الجامعات وغيرهم رجالاً ونساء، وبيان تفاصيل هذا الامر محفوظ في ارشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكري، وأرشيف المباحث العامة وأرشيف الاستخبارات الحربية.



    خطط هؤلاء لإدخال بعض عناصرهم في القوات المسلحة عن طريق الالتحاق بالكلية الحربية، كما حاولوا اختراق الشرطة ايضاً بالاسلوب نفسه، يضاف الى ذلك تجنيد عدد لا بأس به من شباب الجماعات خاصة في الكليات العملية، وبالذات كليتا العلوم والهندسة التي يمكن لعناصرهم فيها ان يتمكنوا من اعداد المتفجرات بأيسر الطرق، كما كان داخل التنظيم قسم لتجميع المعلومات يتولى مسؤوليته احمد عبد المجيد الموظف بإدارة كاتم اسرار حربية بوزارة الحربية، كما أجمعت قيادات التنظيم على اختيار سيد قطب لتولي رئاسة هذا التنظيم الجديد، وتم الاتصال به داخل السجن وأعرب عن موافقته، وقدم لهم كتابه ((معالم على الطريق))، ونشط في بناء التنظيم وتوسيع بنائه وقواعده بعد خروجه من السجن.



    في 7 اغسطس/آب 1965 كان الرئيس جمال عبد الناصر يتحدث الى الطلبة العرب في موسكو خلال زيارة كان يقوم بها للاتحاد السوفياتي، وأعلن في هذا الحديث عن ضبط مؤامرة جديدة للإخوان المسلمين فقال:



    ((بعد ان رفعنا الاحكام العرفية منذ سنة وصفينا المعتقلات، وأصدرنا قانوناً لكي يعودوا الى اعمالهم نضبط مؤامرة وسلاحاً وأموالاً وصلت اليهم من الخارج، وهذا دليل على ان الاستعمار والرجعية بيشتغلوا من الداخل)).



    وتوالى بعد ذلك كشف تفاصيل المؤامرة..



    كانت نقطة البداية في الكشف عن التنظيم الاخواني هي رصد بعض مجموعات التنظيم الطليعي في محافظة الدقهلية نشاطاً لعناصر من الاخوان اخذ شكل جمع تبرعات قيل انها لعائلات غير القادرين منهم، لكن اتضح ان هذه التبرعات بعد متابعة هذا النشاط كانت تستهدف تجنيد عناصر جديدة ليس لها تاريخ سابق في جماعة الاخوان المسلمين او في سجلات اجهزة الامن، وتبين بعد ذلك ان هذا النشاط لا يقتصر على محافظة الدقهلية وحدها، بل تبعه الى عدد من المحافظات الاخرى.



    والحقيقة ان الرئيس عبد الناصر عندما تلقى معلومات التنظيم الطليعي، طلب تأكيدها عن طريق اجهزة الامن التي لم يكن لديها بعد مؤشرات عن هذا النشاط، وبناء على ذلك شكلت مجموعة عمل خاصة من شعراوي جمعة وسامي شرف وحسن طلعت لتلقي المعلومات وتحليلها، كما تم التنسيق مع شمس بدران فيما يتعلق بالقوات المسلحة.



    وبعد إجراءات التنسيق التي تولت المتابعة بشكل جدي ودقيق ورصد كل تفصيلاته، وكان كتاب سيد قطب ((معالم على الطريق)) قد صدر، لكن مشيخة الازهر الشريف طلبت مصادرة الكتاب لما يحويه من أفكار جديدة مستوردة ومستوحاة من تعاليم ابو الاعلى المودودي الباكستاني، وبعبارات مختصرة فقد قام فكره على تكفير الحاكم والمجتمع وتغريبه بما يشمل استباحة التخلص من الانظمة التي لا تتماشى في الحكم مع هذه التعاليم والمبادىء، وبعد إطلاع الرئيس عبدالناصر على الكتاب طلب السماح بطبعه وتداوله في سوق الكتاب مع المتابعة بالنسبة لتوزيعه، وقد ثبت ان الكتاب قد اعيد طبعه في اربع طبعات على مدى قصير وبدون إعلان او دعاية للكتاب، وعندما قدم التقرير الى الرئيس كان قراره وتحليله انه مع تزايد التوزيع وإعادة الطباعة فهذا يعني شيئاً واحداً فقط هو انه هناك تنظيم وراء هذا العمل، وبدأت اجهزة الامن تتابع هذا النشاط بالنسبة للمشترين والموزعين ومن يحصلون على الكتاب.. الخ، وكان هناك ايضاً وفي الوقت نفسه تكليفات للتنظيم الطليعي بمتابعة هذا الموضوع جماهيرياً وسياسياً وكانت كل البيانات تجمع وتعرض على اللجنة الخاصة التي تولت تحليلها.



    وحدث انه اثناء قيام الرئيس جمال عبد الناصر بزيارة الجامع الازهر في شهر اغسطس/آب 1965 اكتشفت وجود شخص يحمل مسدساً ويندس بين صفوف المصلين، وكان ذلك قبل وصول الرئيس فقبض عليه وبدأ التحقيق معه.



    كذلك افادت المعلومات عن نشاط مكثف يقوم به سعيد رمضان وهو من قادة الاخوان المسلمين، وكان هارباً ومقيماً في المانيا، وأنه دائم التنقل بين مقر اقامته وبيروت وجدة وطهران – ايران الشاه – وبعض العواصم الاوروبية الاخرى وكان وقتها يحمل جواز سفر دبلوماسياً اردنياً.



    وكانت جماعة مصر الحرة التي يقودها احمد ابو الفتح – من زعماء حزب الوفد في مصر والذي كان يقيم متنقلاً بين سويسرا وفرنسا – قد حصلت على مبلغ مائتين وخمسين الف جنيه استرليني ووقع خلاف بين هذه الجماعة من جانب، وبين سعيد رمضان من جانب آخر على اسلوب اقتسام هذا المبلغ بعد ان كان الطرفان قد شكلا جبهة عمل واحدة للعمل ضد نظام ثورة يوليو/تموز 1952 والرئيس جمال عبدالناصر بالذات.



    لقد كان كتاب سيد قطب ((معالم على الطريق)) هو الدستور الذي ارتكز عليه فكر التنظيم وبرنامجه في التحرك التآمري الى بناء طليعة تقاوم الجاهلية التي يعيش فيها العالم الاسلامي كله، وان هذه الجاهلية تمثل الاعتداء على سلطان الله وأخص خصائص الالوهية الحاكمة، ويرى ان المهمة الرئيسية لهذه الطليعة هي تغيير داخل المجتمع الجاهلي من اساسه، ولا سبيل لهذا التغيير سوى الجهاد واستخدام كل وسائل الحرب ضد الحكام وضد المجتمع.



    وكانت الترجمة العملية لهذه الافكار المنحرفة هي وضع مخطط لصنع المواد الحارقة والناسفة وجمع المعلومات، كما وضعت خطط لنسف العديد من الكباري والقناطر وبعض المصانع ومحطات توليد الكهرباء ومطاري القاهرة والاسكندرية والمبنى الرئيسي لمصلحة التلفونات ومبنى ومحولات الاذاعة والتلفزيونات.



    كان هدف المخطط الاخواني الجديد هو احداث شلل عام في جميع المرافق وقد أعدوا خرائطها التي تم ضبطها مبيناً عليها البيانات التي تفيد اسلوب وكيفية التدمير والتخريب.. كما شمل المخطط ايضاً تنفيذ موجه من الاغتيالات تبدأ من الرئيس جمال عبدالناصر وكبار المسؤولين وغيرهم كما ذكرت آنفاً.



    شملت هذه القضية ايضاً تخطيطاً ضُبط كان هدفه اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر اثناء تحركه في أي موكب رسمي في القاهرة او في الاسكندرية علاوة على خطة اخرى لنسف القطار الذي كان يستقله الرئيس عبدالناصر في طريقه للاسكندرية للاحتفال بعيد الثورة، وخطة ثالثة لاغتياله وهو في طريقه اما الى منـزله في منشية البكري او في طريقه الى قصر القبة، وقد ضبطت فعلاً هذه المحاولة باكتشاف محاولة وضع متفجرات في احدى بالوعات المجاري في شارع الخليفة المأمون.



    لم يكن هذا المخطط (إخوانياً) خالصاً بل شاركت فيه قوى دولية كان ابرزها حلف بغداد، وتنسيق استخبارات الحلف مع الموساد الاسرائيلي، وكان يشرف على التخطيط مع الاخوان المسلمين لجنة داخل الحلف تسمى ((لجنة مقاومة النشاط المعادي)).



    والحقيقة انه لم تنقطع الاستخبارات المركزية الاميركية عن محاولات التدخل في الشأن المصري للثورة اعتباراً من 1952 الا انه في سنة 1965 بالذات فقد تم الكشف عن اكثر من قضية كان للاستخبارات المركزية الاميركية يد فيها.



    ففي 21 يوليو/تموز 1965 تم القبض على الصحافي مصطفى امين في منـزله بالاسكندرية، وكان بصحبته مندوب الاستخبارات المركزية الاميركية في السفارة الاميركية بالقاهرة ((بروس تايلور اوديل)) والذي كان يتخذ غطاء لنشاطه صفة مستشار السفارة اعتباراً من اغسطس/آب 1964 الشيء الذي لم يخف علينا حقيقته منذ ان قدم للقاهرة، وقد سرب مصطفى امين لبروس اوديل من المعلومات والوثائق الكثير وبصفة خاصة معلومات عن القوات المسلحة المصرية وفي اليمن بالذات، وكذلك نشاط المشير عبد الحكيم عامر وزياراته للاتحاد السوفياتي واليمن، وعن مغادرة علماء الذرة الالمان للبلاد، وايفاد علماء مصريين للصين وما ادعاه عن النشاط الشيوعي في القوات المسلحة المصرية والاخطر عن جهاز سري يتعامل معه وسيتحرك عند اغتيال جمال عبد الناصر ومحاولته تهريب وثائق تخص مصطفى امين ومبلغ عشرين الف جنيه قدمها له، وضبطت على الطاولة، وذلك لتحويلها في السوق السوداء إلى ليرات لبنانية وفتح حساب له بها في لندن. ولقد أفرج السادات عنه إفراجاً صحياً سنة 1974 بتدخل من هنري كيسينجر، كما أصدر قراراً بإسقاط الحكم عنه وتبرئته!! في الوقت الذي كان كمال حسن علي مديراً للمخابرات العامة المصرية في تلك الفترة وبعد انقلاب مايو 1971، اتخذ قراراً بأن تعتبر قضية مصطفى أمين قضية تخابر متكاملة ويتم تدريسها في معهد المخابرات العامة كقضية نموذجية كاملة للتخابر.



    وفي الوقت نفسه الذي قبض فيه على مصطفى أمين في أغسطس سنة 1965، فقد تم ضبط عدة تنظيمات لجماعة الإخوان المسلمين يقودها سيد قطب، ووجهت لهم عدة اتهامات منها محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، وتدبير انفجارات وحرائق عدة في مختلف أنحاء البلاد للمنشآت العامة والكباري ومحطات الكهرباء، علاوة على اغتيالات تتم لبعض رموز الدولة من السياسيين والمثقفين وبعض الفنانين.. الخ.



    ولقد نشرت اعترافات سيد قطب في كتابه ((لماذا أعدموني؟)) الصادر عن كتاب الشرق الأوسط الشركة السعودية للأبحاث والتسويق – ص 58. وتم نشر هذا الكتاب بعد إعدام سيد قطب بسنوات، وأهم ما جاء فيه كان ما ذكره ((ان منير دلة – من قيادات الإخوان المسلمين – قد حذره من شباب متهورين يقومون بتنظيم، ويعتقد أنهم دسيسة على الإخوان بمعرفة قلم مخابرات أميركي، عن طريق الحاجة زينب الغزالي)).



    وفي كتاب ((الن جيران)) عن المخابرات المركزية الاميركية ان الإخوان المسلمين كانوا ورقة دائمة في يد المخابرات الأميركية – كيرميت روزفلت – وأن منظّري الحركة تأثروا إلى حد كبير بالنظام الاقتصادي والسياسي في ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية. وأن الاخوان المسلمين هم سلاح ممتاز تستخدمه بعض الدول الغربية التي رأت منذ سنة 1940 ان هذه الحركة هي حاجز متين ضد النفوذ الشيوعي والتغلغل السوفياتي. ومن كل الذين استخدموا هذه الحركة فإن ((كيم)) – كيرميت روزفلت – كان دون شك الأكثر مثابرة.



    كما كان ((كلود جوليان)) يعطي مثالاً جيداً عن الشكل الذي استخدم فيه الاخوان عندما يقول: ((في سنة 1965 وبالتواطؤ مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية نظمت جماعة الإخوان المسلمين المحافظة جداً، مؤامرة واسعة، للإطاحة بالنظام الناصري، إلا أن المسؤولين الرئيسيين عنها اعتقلوا)).



    لم تكن هذه المخططات بعيدة بأي حال عما تنفذه المخابرات المركزية الأميركية في سائر دول العالم الثالث، مستهدفة التخلص من مجموعة القيادات التي أفرزتها حركة التحرر الوطني بعد الحرب العالمية الثانية، وسببوا إزعاجاً خطيراً لقوى التحالف الغربي بوجه عام، وفرضوا وجودهم على ساحة التوازنات الدولية، ولقد انساقت هذه العناصر المضللة وراء حالة من الهوس الفكري صاغها سيد قطب واستغلتها أجهزة المخابرات والقوى المعادية لثورة يوليو أفضل استغلال، ولم يفطن أي من هؤلاء المخدوعين إلى أنهم – إذا ما نجح المخطط – سيستلمون دولة لا تقوم إلا على الخراب – لكن الله سلّم مصر التي كرمها كمهبط لأنبيائه، وبذكرها في كتابه الكريم وأوصى خاتم الانبياء بشعبها وجنودها الذين كتب عليهم الرباط إلى يوم الدين.



    في الواقع فإننا لا نحتاج إلى أدلة كثيرة لكي نثبت تآمر الإخوان المسلمين، فتاريخهم في الإرهاب قبل الثورة وبعدها يشهد على دموية هذه الجماعة، وهو تاريخ لا أعتقد أنهم يمكن أن يقولوا إنه كان تمثيليات مسلسلة مدسوسة عليهم:



    هل كان اغتيال النقراشي باشا تمثيلية؟



    هل كان اغتيال الخازندار رئيس محكمة استئناف مصر تمثيلية؟



    هل كانت محاولة اغتيال ابراهيم عبد الهادي تمثيلية؟



    هل كان اغتيال حامد جودة تمثيلية؟



    ولا نريد أن نستطرد في ذكر التاريخ الإرهابي للإخوان المسلمين.. ولكني أريد ان أذكر بعبارة قالها مؤرخ مصر الكبير عبد الرحمان الرافعي عن إرهاب جماعة الإخوان المسلمين: ((ان العنصر الإرهابي في هذه الجماعة كان يرمي من غير شك إلى أن يؤول إليها الحكم، ولعلهم استبطأوا طريقة إعداد الرأي العام لتحقيق هذه الغاية عن طريق الانتخابات، فرأوا أن القوة هي السبيل إلى إدراك غاياتهم)).



    ويؤكد ما قاله الرافعي منذ أكثر من نصف قرن ما قال به مرشد الإخوان العام السابق الهضيبـي حينما قال رداً على سؤال وجه إليه بشأن ما ذكره الهلباوي لجريدة ((القدس)) بأن ((الإخوان المسلمين)) جماعة لا تخلو من الخطايا، والمعروف ان الهلباوي هو أبرز قادة الإخوان المسلمين في لندن.. في معرض تعليقه على الهلباوي قال الهضيبـي:



    ((أنا مع الهلباوي فيما يقول، فنحن كنا متسرعين في بعض حساباتنا مثل طريقة وصولنا للسلطة، ومحاولة اغتيال عبدالناصر)). ووصف الهضيبـي من قام بمحاولة اغتيال عبدالناصر بأنهم بعض الشباب الهايف. وشهد شاهد من أهلها.. إذن يا سادة لم تكن تمثيلية كما يروّج المدعون والمنافقون.. أليس كذلك!!! بل كانت عملية دنيئة من مجموعة هايفة.. وآسف لاستخدام هذه الألفاظ، ولكنني أستخدم الوصف نفسه الذي وصف به المرشد العام للإخوان جماعته.



    كما أن الأمير نايف وزير الداخلية السعودي قال في حديث له مع صحيفة السياسة الكويتية: ((إن مشكلاتنا كلها جاءت من الإخوان المسلمين، فقد تحملنا منهم الكثير، ولسنا وحدنا من تحمل منهم، ولكنهم سبب المشاكل في عالمنا العربي وربما الإسلامي)).



    ومن المناسب هنا أن أذكر قصة خاصة بي توضح أسلوب جماعة الإخوان في تصفية حساباتهم مع خصومهم، وتوكيد استمرار السياسة الثأرية من جانبهم حتى بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر وهي باختصار.. قصة كمال ناجي وأنور السادات وشخصي البسيط، وهي رسالة من قيادة الإخوان المسلمين لشعراوي جمعة وسامي شرف تطلب منهما إعلان التوبة وطلب الصفح:



    ففي أحد أيام شهر ك1/ديسمبر 1970 أضاءت اللمبة الحمراء للتليفون المباشر بيني وبين الرئيس السادات في مكتبـي بقصر القبة ودار الحديث التالي:



    الرئيس السادات: صباح الخير يا سامي.



    سامي شرف: صباح الخير يا فندم.



    الرئيس السادات: عايزك تسيب خبر لمكتبك.. فيه واحد أنا حا أبعته لك دلوقت ومعاه رسالة حا يبلغها لك.. ونبقى نتكلم في الموضوع بعدين.

    سامي شرف: طيب ممكن يا فندم أعرف إيه هو موضوع الرسالة علشان لو فيه رد لها أجهّزه.

    الرئيس السادات: (ضاحكاً).. لا.. هو حا يبلغك بنفسه بالرسالة، وهيه في الغالب مش محتاجة لرد.. وعلى العموم حا نتكلم بعدين.. سلام.

    وبعد حوالى نصف ساعة دخل محمد السعيد – سكرتيري الخاص – وقدم لي ورقة مكتوب فيها الآتي حسبما أذكر: ((أفندم – الضيف الذي جاء في سيارة من الجيزة موفداً من سيادة الرئيس وصل وفي انتظار مقابلة سيادتك)).

    ودخل الضيف الذي ما إن رأيته حتى عرفته على الفور من واقع تقارير الأمن، وكان كمال ناجي عضو جماعة الإخوان المسلمين والمقيم من مدة في قطر، وقتلت له: أهلاً يا أخ كمال.. إنت وصلت القاهرة إمتى؟

    فرد باندهاش بالغ – لعدم سابق المعرفة أو اللقاء – والله أنا وصلت إمبارح، ولم أقابل أحداً سوى الرئيس أنور الذي طلب مني أن أقابلك.

    قلت له: خير.

    فسكت وتشاغل بشرب فنجان القهوة الذي كان قد وضع أمامه.. وطبعاً فقد سكت أنا بدوري في انتظار إبلاغي بالرسالة التي يحملها حسب مكالمة الرئيس لي.

    طال السكوت والصمت الذي قطعته بقولي: يا أخ كمال.. سيادة الرئيس أبلغني انك تحمل رسالة ستبلغها لي

    فهمهم وأشار بيديه وبرأسه يميناً وشمالاً، ولم يتكلم ولم ينطق بحرف.

    وبعد دقائق معدودة وبعدما شرب فنجان القهوة طلب الاستئذان في الانصراف، فطلبت من السكرتير أن يوصله للسيارة التي حضر بها، وغادر المكتب ناسياً حتى أن يصافحني!

    ضغطت على زر التليفون المباشر بين الرئيس وبيني، وجاء صوت الرئيس السادات على الطرف الآخر من الخط وكأنه كان ينتظر هذه المكالمة وقال:

    الرئيس السادات: أيوه يا سامي.. خير؟

    سامي شرف: خير يا فندم.

    الرئيس السادات: جالك الزبون؟

    سامي شرف: أيوة جالي كمال ناجي عضو الإخوان الشهير اللي عايش في قطر من مدة.

    الرئيس السادات: هو إنت كل حاجة تعرفها؟! هيه؟ المهم بلغك الرسالة؟

    سامي شرف: لأ والله يا فندم اللي حصل كيت وكيت.. حكيت له ما حدث بالضبط.

    فضحك السادات ضحكة عالية طال زمنها ثم قال:

    تلاقيه خاف منك!! حاكم إنت بتخوف الناس اللي ما تعرفكش.. سُمعتك كدة! حا تعمل إيه في قدرك؟! مع إن اللي يعرفك ويقعد معاك بتتغير فكرته عنك تماماً.. أنا حا أقول لك بقى الرسالة:

    ((كمال جاء لي بعدما أمنت مقابلته عن طريق الاخوة في قطر – ما إنت عارف – وهو قال لي انه بيحمل رسالة من قيادة الإخوان المسلمين الدولية والمصرية بتقول إن ثأر الدم اللي كان بينهم وبين المعلم – يقصد عبدالناصر – قد انتقل إلى شعراوي جمعة وسامي شرف..!!

    ثم ضحك وأضاف: أنا قلت له طيب ما تبلغ سامي إنت بنفسك الرسالة دي.. وأهو جالك، وأكيد خاف منك ولم يبلغك الرسالة. وبالمناسبة يا سامي أنا بانصحكم تشددوا الحراسة عليكم اليومين دول إنت وشعراوي)).

    لم أعلق على كلام السادات لأنني فهمت ان الرسالة ذات شقين، الاول من الاخوان المسلمين، والثاني من انور السادات الذي اعتبر نفسه غير مسؤول عن النظام

    كانت هذه هي شهادة سامي شرف الذي عاصر تآمر الإخوان لإسقاط نظام الحكم في مصر وعلينا أن نقارن بينها وما ذكرته من أحداث وما نراه اليوم من تحركات إخوانية لا تتوقف وتحمل كثيرا من الشبهات التى وصلت إلى مرحلة الحقائق وفقا لما يذكره موقع ويست ليك عن إتفاقت تمت أثناء ثورة 25 يناير وقبل تنحي مبارك عن الحكم بين الإخوان ومبعوثين أمريكيين (يمكن الرجوع للوثائق نفسها من هنا ) كما أن هناك خطة جديدة تم الكشف عنها مؤخرا بين إسرائيل وأمريكا والإخوان للسيطرة على الحكم في مصر تحت مسمي كودي غريب بعض الشئ (جنة) تم الإعداد لها منذ عام 1999 للتنفيذ من قبل الإخوان في حالة شعورهم بأن هناك ثورة شعبية قد تطيح بالنظام المصري وكانت هذه الخطة معدة لتفريغ أي ثورة مصرية من محتواها عبر إعتلاء الإخوان المسلمين وتياراتهم المؤتمر بأمرهم لهذه الثورة والسطو عليها
                  

11-25-2011, 07:17 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

                  

11-25-2011, 07:34 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)
                  

11-25-2011, 07:38 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    http://www.nilemotors.net/Nile/221056-25.html

    Quote: ثورة 25 يناير وحقيقة الاتصالات بين الإخوان والموساد والمخابرات الأمريكية التي جرت خلالها ستظل مثار جدل طويل تقول المستندات التي نعرضها هذه الحلقة أن الجماعة أوقفت اتصالاتها بالموساد منذ فبراير 2011 وهو ما اثار قلق إسرائيل.

    المستند الإسرائيلي الذي أثار انتباهنا فعلا فقد سرح بعيدا وربما بسبب سذاجة فهمنا لحنكة الإخوان السياسية في مصر لا يمكننا أن نستوعبه مرة واحدة، فقد أكد المستند أن الأمر أصبح خارج إطار السرية فيما يخص اتصالات جماعة الإخوان المسلمين بمصر والإدارة الأمريكية نفسها إذ يؤكد المستند طبقاً لمعلومات الموساد في إسرائيل أن مستشارة الرئيس أوباما للشئون الإسلامية السيدة داليا مجاهد ولدت بحي السيدة زينب في عام 1974- هي أصلاً عضو نشط بالجماعة المصرية علي حد معلوماتهم هم في إسرائيل ، وهو الأمر الذي لو كان حقيقيا فما جدوي أي موضوع عن العلاقات السرية للإخوان المسلمين مع الأجهزة الأمريكية لأنه في تلك الحالة ستكون الاتصالات ربما علي مدار الساعة.

    ترشيح عبدالمنعم أبوالفتوح تمثيلية

    غير أننا مع كل هذا نجد تقرير وضع نهائيا كتب في الموساد عقب ثورة 25 يناير عن اتصالات جماعة الإخوان المسلمين مع الموساد الإسرائيلي في الفترة من 2010 حتي 25 يناير 2011 يفيد بأن الجماعة بعد أن حققت ما كانت تسعي إليه عقب الثورة أوقفت اتصالاتها بالموساد بالكامل بل لم تسمح منذ فبراير 2011 حتي كتابة تلك السطور، طبقاً للمثبت في المستندات الإسرائيلية حتي لقنوات اتصال جانبية من قطاع غزة بلعب دور الوسيط في الحوار مع إسرائيل وهو ما يقلق إسرائيل حاليا وهو السبب نفسه الذي جعل إسرائيل تعود للعبة اتهام الجماعة بالتشدد والإرهاب بدعوي أنهم يخططون للسيطرة علي مقاليد الأمور في مصر ، ويتذرع مستند آخر بالميل لذلك التحليل خاصة بعد قيامهم بالجماعة -علي حد تعبير المستندات- بلعب تمثيلية إعلان عن ترشيح محتمل للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لرئاسة الجمهورية في مصر وطبقاً للمستندات الإسرائيلية فإن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سوف تركز علي ذلك القرار خلال زيارته المتوقعة بعد أيام للبيت الأبيض وفي الزيارة بناء علي ما ذكرته المستندات الحديثة وثق الموساد عدة اتصالات بينهم وبين الجماعة فيها تعهدت الجماعة بعدم السعي للرئاسة في مصر وهي ذات التعهدات التي وثقتها الجماعة لكل الأطراف تقريبا وكشفت المستندات الإسرائيلية عن أن الموساد الإسرائيلي مع المخابرات الأمريكية سوف يعلنون قريبا -ربما سرا لا نعلم- ولكن ذلك علي حد ما جاء بالأوراق عن دعوة جماعة الإخوان المسلمين للحوار الصريح لتحديد الخطوط العريضة في السياسة الجديدة بالمنطقة ، وكشفت المستندات الإسرائيلية عن أن الموساد الإسرائيلي يضغط حاليا علي الإدارة الأمريكية كي تلعب دور الوساطة المباشرة لتفتح حواراً رسميا بين الجماعة في مصر والأجهزة الإسرائيلية خلال الشهرين المقبلين علي حد ذكر المستندات الإسرائيلية.

    الجدير بالذكر أن عدد موقع (ديبكا) الإسرائيلي في تاريخ 9 مايو 2011 قد أشار إلي معلومات مشابهة لحد كبير وهي المعلومات التي يمكن لكم مطالعتها حالياً، بينما أكد تقرير إسرائيلي آخر أن اتصالات الجماعة في مصر مع الموساد الإسرائيلي قد تأثرت بشكل ملحوظ منذ تولي الدكتور "محمد بديع عبد المجيد سامي".

    - ولد في مدينة المحلة الكبري بمصر في 7 أغسطس عام 1943- المرشد العام الثامن في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ 16 يناير 2010، وأن الموساد سيطلب الأيام المقبلة توسط الرئيس الأمريكي بينهم وبين المرشد الجديد من أجل مناقشة قضايا رئيسية ومهمة في المرحلة المقبله علي حد تعبيرهم في إسرائيل.

    وبالرغم من أننا نجد الكثير من العداء في علاقات الجماعة بالموساد الإسرائيلي وهو لا يمكن أن ننكره أو نتغاضي عنه، حيث تتكلم المستندات وتثبت أن الإخوان يستغلون كل اتصال لمصلحتهم وأن واقع المستندات كلها حقيقة لكنه لا تشير إلي التقارب بين الجماعة والمخابرات الإسرائيلية في أي نقطة صراحة لكن يمكن أن تفهم الاتصالات في إطار ترتيب الأوضاع السياسية الجديدة بالشرق الأوسط وهو ما لا يمكن لأي محلل منطقي متفهم لظروف السياسة الدولية أن يتعارض مع فهمه أو يمكنه مثلاً أن يتهم الجماعة بناء عليه.

    أما في المستندات التي تخص الاتصالات السرية بين الجماعة في مصر وبين المخابرات الأمريكية فإننا نجد العكس حيث لا يوجد أثر لأي عداء بل نجد مستندا باسم: "العلاقات السرية لواشنطن مع الإخوان المسلمين"، فنتوقف لفحصه وهو بتاريخ 30 يناير 2011 وفيه نجد تلك الجملة الغريبة: "المخابرات الأمريكية في الفترة الأخيرة تحاول استغلال الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط ومن بينها الإخوان المسلمين وذلك كي تحارب تلك الحركات الأنظمة الديكتاتورية التي فشلت الولايات المتحدة علي مدي عشرات الأعوام في تغييرها ومن ثم مساعدة تلك الجماعات سرا وصولا لتغيير الأنظمة ما يمكن الولايات المتحدة من إعادة تنظيم الأوراق في الشرق الأوسط والعالم"، ويكشف التقرير ربما لأول مرة علي حد تعبيره وعلي مسئوليته: "أن العلاقات السرية مع الإخوان المسلمين بدأت منذ الخمسينيات واستخدمت أولاً في زعزعة نظام جمال عبد الناصر في مصر وكأداة حاسمة لتهدئة الإسلام المتطرف في أوروبا، ولمحاربة الشيوعية وفي بعض الأحيان لتقليل الضغوط علي الصهيونية ولو ود أحد الاستفسار فالرد بسيط، فبضغط الإخوان داخليا إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تشتت القرار السياسي المصري ما كان كفيلا بتخفيف الضغط عن إسرائيل، المهم نعود للمستند الأمريكي ونجدهم يتعجبون وهم يحللون الأحداث بعد كل هذه الأعوام فيكتشفون أنه في كل مرة استغلت الإدارة الأمريكية الإخوان في موضوع من كان المستفيد الأكبر هو الإخوان أنفسهم ، ويوثق المستند أول اتصال سري بين الإخوان والمخابرات الأمريكية وكان في لقاء تم بين الطرفين إبان عهد الرئيس الأمريكي "دوايت دافيد إيزنهاور، عام 1953، - ولد في 14 أكتوبر 1890 وتوفي في 28 مارس 1969 وهو الرئيس الرابع والثلاثين في تاريخ حكم الولايات المتحدة الأمريكية من 1953 حتي 1961- وفي عام 1953 وقبل عام واحد من إعلان عبد الناصر عدم شرعية حركة الإخوان المسلمين قامت المخابرات الأمريكية بتنظيم دعوة للعشرات من منتسبي الإخوان في مصر وكان اللقاء يبدو علي أنه تجمع ثقافي في جامعة "برينستون" الأمريكية غير أنه كان لقاء سريا بين الجماعة والمخابرات الأمريكية التي كانت ترغب يومها في ضرب الأفكار الشيوعية قبل أن تنتشر في مصر، وكان من شأنها تقوية حكم عبد الناصر ولأن المخابرات الأمريكية كانت تريد وقتها أن تكون الأغلبية في مصر إسلامية لمحاربة الشيوعية، ويشير المستند إلي أن ممثل الجماعة في هذا اللقاء قد كان شخصا يدعي "سعيد رمضان" عرفه المستند علي أساس أنه زوج ابنة الشيخ حسن البنا الذي كان يومها يشغل منصباً موازياً لوزير الخارجية بالجماعة وهو نفسه والد "طارق رمضان" مؤسس فرع الجماعة في سويسرا علي حد تعبير المستند الذي ذكر الكنية التي أطلقها السي آي إيه يومها لسعيد رمضان وهي: "فلانجيست" أو عضو الكتائب ويذكر المستند الأمريكي الرسمي أن سعيد رمضان أصبح من وجهة النظر المهنية بالمخابرات الأمريكية متعاونا مع السي آي إيه ويشير المستند إلي أن المخابرات الأمريكية قد ساندته رسميا في الفترة من 1950 و 1960 وأنه بمساعدة السي آي إيه سيطر علي أكبر مساجد مدينة ميونخ الألمانية بعد أن طرد منه داعيته الألماني المسلم، ويذكر التقرير أن ذلك الجامع أصبح ولليوم من أكبر مراكز الإخوان المسلمين في ألمانيا وأروبا ولا ينسي المستند أن يؤكد أن الدراسات التي تمت بعدها لتقييم تلك العملية أشارت إلي أن الإخوان حصلوا علي المركز علي أساس أنهم سيحاربون الشيوعية في ألمانيا ووسط أوروبا من خلاله غير أن الثابت أنهم لم يحاربوا سوي عبد الناصر في مصر حيث كانت لهم، علي حد تعبير المستند، دائماً أجندتهم الخاصة يلعبون في كل الاتجاهات لتحقيقها، وهنا يجب أن نشير إلي أن نفس المعلومات قد ذكرت بشكل صحفي في كتاب المؤلف الأمريكي الشهير "لان جونسون" (مسجد في ميونخ ـ النازية والسي آي إيه والإخوان المسلمين) وهو الذي حاز به علي جائزة بولتزر الصحفية.

    نعود للمستند حيث يشير إلي أن ذلك المركز استخدمه الإخوان بعدها في قلب نظام الشاه بل وتمت منه عملية تخطيط اغتيال أحد أكبر دبلوماسي شاه إيران في واشنطن نفسها، ولا يترك المستند الأمريكي السري تلك النقطة إلا بعد أن يؤكد علي حد ما جاء به، أن المخابرات الإنجليزية بأنواعها بداية من 1940 كانت تستخدم اتصالاتها بجماعة الإخوان في مصر عندما يتعذر علي الولايات المتحدة فهم السياسة المصرية وقتها وأن العلاقة بين الإخوان والاتصالات السرية بينهم وبين المخابرات الإنجليزية وصلت لقمتها عقب تولي الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ويذكر المستند الدليل علي تلك الاتصالات شهادة ضابط المخابرات الإنجليزي السابق "وليام بير" حيث كان هو وصلة الحوار بين الإخوان في مصر والمخابرات الإنجليزية، ويذكر المستند أن أهم العمليات التي قام بها الإخوان ضد عبد الناصر بتوجيهات من المخابرات الإنجليزية تركزت في الفترة من عام 1954 حتي عام 1970 وأن الإخوان ساعتها كانوا يعملون في ذات الوقت علي اتصالات مشابهة مع المخابرات الأمريكية وأن علاقات الإخوان بالجهازين بداية من عام 1954 كانت تتركز حول كيفية التخطيط لاغتيال عبد الناصر حيث كانت الحرب بينه وبين الجماعة قد بدأت تأخذ شكل أن الذي سيبقي منهم سيقضي علي الآخر.

    جدير بالذكر أن المستندات الأمريكية السرية عن العلاقات السرية بين الإخوان المسلمين في مصر وأجهزة المخابرات في العالم لم تحدد في أي جزء منها ماهية ونوعية أي عملية يفترض أن الإخوان قد قاموا بها لكنهم مع كل سطر جديد كانوا يؤكدون وجود الاتصالات السرية دائمة ولا تنقطع ، ويذكر المستند الأمريكي أن السي آي إيه أجري كذلك الاتصالات مع الإخوان إبان حرب فيتنام حيث كانت الولايات المتحدة مشغولة بحربها في فيتنام وأرادت أن تشتت العالم في أحداث أخري فأطلقت يد الإخوان المسلمين بالعالم وهو ما جعل الأنظمة التي يعملون تحتها تستهدف أنشتطهم في تلك الفترة.

    المستند الأمريكي المهم كشف لأول مرة عن أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الابن الذي خلع حذاءه قبل الدخول للمركز الإسلامي في واشنطن في 6 يوليو 2007 كان قد وضع في حملته الانتخابية خطة سرية بنيت علي إعادة الاتصالات بين المخابرات الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر وأن أول ثمار العمليات التي تمت بين الجماعة والمخابرات الأمريكية كانت في مواجهة جماعات متطرفة إسلامية تحديداً علي حد تعبير المستند، في باريس ولندن وهامبورج وأن في الوقت الذي كان العالم كله يبحث عما سمي بالذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر كانت تلك الذراع تواجه علي الأرض عسكرياً جماعات راديكالية متطرفة علي الأراضي الأوروبية وهي تلك الجماعات التي لم تستطع أجهزة المخابرات الغربية مواجهتها، ويؤكد التقرير أنه بداية من عام 2005 كان قد عقد اتفاق بين الإخوان المسلمين والمخابرات الأمريكية بأن تبدأ الإدارة الأمريكية تدريجياً في الاعتراف بالإخوان كفصيل إسلامي معتدل وأن تبني الخطط الأمريكية منذ ذلك التاريخ علي هذا الأساس مقابل أن يضمن الإخوان الاستقرار عند تمكنهم من الحكم في مصر وهو الاتفاق الذي كان ثمرة مؤتمر عقد في بروكسل عام 2006 علي حد ذكر المستند وفيه تقابل الإخوان مع فصائل إسلامية معتدلة في أوربا وإتفق الإخوان معهم علي ضرورة تهدئه الأوضاع في أوروبا لتخفيف الضغوط علي دول أوروبا فيما يتعلق بمخاطر الإسلام المتطرف، ويشير المستند إلي أن ذلك الإتفاق بين الإخوان في مصر والأجهزة في أمريكا كان بداية لعهد واعد في العلاقات بين الإخوان والإدارة الأمريكية الجديدة التي سيأتي بها الرئيس باراك أوباما.

    مستشار سري مصري لأوباما في شئون الشرق الأوسط

    الجدير بالذكر أن المستند يشير إلي أن أوباما نفسه لديه مستشار سري في شئون الإخوان المسلمين وأن هذا الشخص الذي لم يذكر المستند اسمه مصري الجنسية وعضو نشط في جماعة الإخوان المسلمين بمصر.

    نسرد المستندات دون أن يكون لنا فيها غرض وفي مستند أمريكي آخر نجد تقريراً تحليلياً صادر عن البروفيسور ميخائيل جوسودوفسكي مستشار المخابرات الأمريكية للجماعات الإسلامية السياسية قدمه للإدارة الأمريكية أوائل عام 2010 كتب في عنوانه: "من يساعد السي آي إيه والموساد الإسرائيلي والناتو في إعادة ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيكون الإخوان المسلمين في مصر" ، وفي تحليله يوثق البروفيسور ميخائيل جوسودوفسكي حقيقة أن "كونداليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن تقابلت مع الإخوان المسلمين في عدة لقاءات مسجلة بينهم منها لقاء تم في مايو عام 2008 في البيت الأبيض نفسه وأنهم خلال ذلك اللقاء اتفقوا مع ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي للرئيس جورج بوش وبتفويض كامل من بوش علي عدد من المبادئ في التعامل بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

    ونتفحص المستندات فنجد منها ما يذكر أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد جددت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والإخوان المسلمين في مصر، وتشير المستندات إلي أن إدارة أوباما كما لو كانت تتنبأ فقد تركزت خطتهم علي مساندة الإخوان سراً في مواجهة نظام مبارك الذي كانت الولايات المتحدة قد أصبحت غير راضية عنه وأن بداية الاتصالات بين أوباما والإخوان قد بدأت في 3 سبتمبر 2009 وتحديداً في شهر رمضان وقتها وأن الرئيس الأمريكي قد تقابل، علي حد ذكر المستندات، سرا في البيت الأبيض علي مائدة إفطار أعدت خصيصا لمناسبة أول لقاء سري بين أوباما وممثلين عن الجماعة المصرية وصلوا واشنطن وقتها لرسم الخريطة القادمة للعلاقات الأمريكية الإخوانية ، وتذكر المستندات أن الرئيس أوباما أعجب بالتفكير الحديث للجماعة وأنهم شرحوا له يومها معظم الأفكار المختلف عليها للجماعة وأنهم انتهزوا الفرصة التاريخية في لقائهم معه لدعوته لمساندتهم، حتي أن المستندات تذكر أن أوباما ضحك يومها وتحدث لرئيس المخابرات الأمريكية الذي حضر اللقاء السري قائلا له: "علي ما يبدو أنهم يدعونني للانضمام للجماعة" وتشير المستندات إلي أن أوباما قبل منهم هدية عبارة عن مصحف عليه شعار جماعة الإخوان وخطاب نوايا من الجماعة تنبذ فيه العنف كعقيدة تخالف الإسلام كما تعهدوا بأنهم لا توجد لديهم ضغائن تجاه إسرائيل وأنهم يؤمنون بمبدأ التفاوض وأنهم لا يعارضون السلام مع دولة إسرائيل ولا توجد لديهم مخططات في هذا الموضوع، وبسبب هذا الخطاب حصلوا علي تأييد أوباما الكامل وتؤكد المستندات أن أوباما حتي قبل هذا اللقاء كان قد فتح قناة حوار سرية حددتها المستندات بأنها شبه أسبوعية وأن أول دليل علي العلاقة الجديدة جاء في الدعوات التي وجهها أوباما شخصياً لكل من النائبين الإخوانيين بالبرلمان المصري الدكتور"حازم فاروق" و"يسري تعيلب" وكذلك الدكتور "سعد الكتاتني" رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان في مجلس الشعب يومها لحضور الخطاب الشهير التي ألقاه بالقاهرة أثناء زيارته الأولي لمصرفي 4 يونيو 2009 وكانت الدعوات من الرئيس الأمريكي شخصيا بالرغم من أنها كانت تبدأ بجملة: "يتشرف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي والدكتور حسام كامل رئيس الجامعة بدعوتكم..» المعلومات موثقة والبيانات عديدة ولا نهاجم أحدا ولا نتهم الجماعة فالقناعة بعد دراسة المستندات كلها تؤكد أنهم يستغلون أي طرف لصالحهم ولصالح أجندتهم الخاصة التي نتمني أن تكون أجندة تسعي في الأصل لخدمة مصر التي عانت كثيرا من فساد نظام قوض كل ما هو جميل، ومن المؤكد أننا لا نعلم ولا نضمن ماذا يمكن للإخوان المسلمين تحقيقه باتصالاتهم تلك غير أننا نرجو أن يعملوا للحصول علي مكاسب ليست فقط لحسابهم بل لحساب الوطن أيضاً.

    كتب- توحيد مجدى

    الإخوان والموساد وCIA.. سري للغاية (الحلقة الثانية) ..مستند يكشف تعاون أمريكا مع الإخوان أيام الثورة لقلب نظام الحكم في مصر

                  

11-25-2011, 07:44 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    http://www.elhawy.com/vb/index.php?showtopic=150370

    Quote:

    (الحلقة الأولي)

    مستندات سرية حصلت عليها «روزاليوسف» تكشف عن وجود اتصالات سرية بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر والمخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، وبقدر صلات التوجس والتجسس علي خطط وتحركات الجماعة، يرصد التاريخ مسارات التقارب بين الإخوان كجهاز تنظيم وبين الموساد.

    جري تداول معلومات بشأن وجود مكتب للإخوان المسلمين في تل أبيب اقترن باسم الشيخ "محمد طاهر أمين الحسيني" ولد بالقدس لأب كان مفتي القدس عام 1896 وتوفي 4 يوليو عام 1974- وهو مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في إسرائيل وفي سن مبكرة ألحقه والده بمدرسة الفرير بالقاهرة لمدة عامين ومن بعدها ألحقه بجامعة الأزهر الشريف ثم ينتقل ليدرس الآداب في جامعة فؤاد ويلتحق بدار الدعوة والإرشاد بمصر حيث يقابل الشيخ الصغير "حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا" -ولد في 14 أكتوبر 1906 واغتيل بالقاهرة في 12 فبراير 1949- الذي كان يزور الدار لأول مرة مع والده وربما كان البنا طفلا مثيرا غير مثله من الأطفال فقد ظل الحسيني يتذكره حتي مع فارق العمر بينهما ، وفي عام 1914 يترك الحسيني القاهرة بسبب نشوب الحرب العالمية الأولي ويسافر إلي اسطنبول ليلتحق هناك بالمدرسة العسكرية ويتخرج سريعا برتبة ضابط صف في الجيش العثماني غير أنه لاعتلال صحته يترك الخدمة بعد 3 أشهر ويعود للقدس ليجد القوات البريطانية قد سيطرت عليها عام 1917 فيلتحق بالمتطوعين ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين، في عام 1928 يصل خبر الطفل حسن البنا الذي عرفه الحسيني صغيرا فيسافر الحسيني سرا للقاهرة ويتقابل مع بعض مريدي البنا من الشباب ويصل إليه ومثله مثل غيره من الكثيرين الذين أعجبوا بفكر البنا أعلن الحسيني ولاءه للجماعة المصرية بل عمل مع البنا في الدعوة لمدة أشهر قليلة لكنه يترك القاهرة سريعا فقد توفي أخاه كامل الحسيني مفتي القدس، وهنا يصبح أمين الحسيني أول ذراع قوية ومؤثرة للشاب حسن البنا في فلسطين وتوثق الوثائق الإسرائيلية تلك العلاقة التاريخية، وفي عام 1924 يقترح البنا علي الحسيني إنشاء أي كيان يراه مناسبًا حتي يتخرج الإخوة فيه فيؤسس الحسيني بأمر البنا، الكلية الإسلامية بالقدس ثم يسافر ثانية للقاهرة للحصول علي المزيد من خطط البنا ويعود بفكرة إنشاء دار للأيتام المسلمين ويشير عليه البنا إلي ضرورة أن يبدأ في طرح نفسه دوليا وعربيا فيعلن الحسيني عن إنشاء لجنة إعمار وترميم المسجد الأقصي ويجمع له البنا التبرعات ليساعده لينهي المشروع في عام 1929 وينتخب بسببه لرئاسة مؤتمر العالم الإسلامي منذ عام 1931 ويرسل له البنا خطاباً صغيرًا يقرأه ثم يقرر إقامة أول جمعية سيعتبرها اليهود في فلسطين تهديدا مباشرا لهم وهي جمعية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ومقرها القاهرة لمقاومة الصهيونية وإعلان الجهاد في وجه المحتل الإنجليزي واليهود.

    الشيخ الحسيني ولقاء هتلر:

    ومن هنا تنشأ الفكرة اليهودية التي تطورت بعدها لأقسام رسمية بأجهزة مخابرات الدولة الإسرائيلية الوليدة لمكافحة الإخوان المسلمين، غير أن العامل الرئيس والمباشر كان في انضمام الحسيني للمناضل الفلسطيني "عبد القادر موسي كاظم الحسيني" -ولد في اسطنبول عام 1910 وأستشهد في 8 أبريل 1948- واعتناق عبد القادر الحسيني لفكر البنا، علي حد ما ذكر بالوثائق الإسرائيلية وبعد فشل الثورة العربية، لرشيد عالي الكيلاني بالعراق عام 1941 يهرب الحسيني بأفكار حسن البنا إلي طهران ومنها يسافر سراً مع بدايات الحرب العالمية الثانية إلي ألمانيا النازية ليظهر في صور رسمية وهو في لقاء مع "أدولف هتلر" -ولد في 20 أبريل 1889 وانتحر في 30 أبريل 1945- وفي تلك الجلسة التاريخية يسمع هتلر من الحسيني لأول مرة عن الشاب حسن البنا وأفكاره ويثبت التاريخ سواء في الكتب الألمانية أو العبرية أن هتلر جلس مع الحسيني ذلك اليوم لمدة 7 ساعات كاملة بعدها طلب هتلر أن يتقابلا ثانية ليدرسا كل أفكار الجماعة التي بهر بها ويقال في الثابت تاريخيا إن الحسيني نقل لهتلر في الجلسات أفكار البنا دون أن يشعر مع أن الحسيني أنكر أنه جند هتلر للجماعة بالرغم من أن الواقع يثبت العكس، فعقب الجلسة نجد تلك القرارات التاريخية المسجلة لهتلر: فتح أبواب الكليات العسكرية الألمانية لتدريب الشباب العربي المسلم من جماعة الحسيني والبنا، وعد لجماعة البنا من القائد الألماني بحرية الدول العربية بما فيها مصر عقب الحرب بشرط انتصار ألمانيا النازية، نقل وتخزين الأسلحة سرا في مصر لخدمة العمليات السرية الألمانية بالقاهرة ، إقامة أول معهد للدعاة الإسلاميين في برلين ليكون نواة للإخوان المسلمين بعد الحرب، أن يرسل البنا من مصر دعاة شباب ويلحق بكل كتيبة ألمانية داعيا مصريا من الإخوان المسلمين المصريين، الموافقة علي إقامة جيش كامل من الإخوان المسلمين في البوسنة لمقاومة الصرب والمسجل تاريخيا أن الجيش أقيم بالفعل وكان قوامه 100 ألف بوسني جندهم الحسيني بأفكار الإخوان وحسن البنا، وأخيرا منح البنا دعوة من هتلر شخصيا لزيارة ألمانيا والإقامة فيها كيفما يشاء عند طلبه، ربما لا تصدقون لكن تلك هي الحقائق المجردة حصلنا عليها كاملة من داخل صفحات تاريخ الوثائق السرية لأجهزة المخابرات الإسرائيلية والتي سجلت في عدة كتب. الجدير بالذكر أن هتلر كما هو مسجل، كان قد صرح للحسيني عقب لقائهما الثاني عن دروس الإخوان المسلمين وأفكارهم بقوله: "إنني بعد كل ما سمعته عن الشيخ البنا في مصر أجد نفسي لا أخشي الشيوعية الدولية ولا الإمبريالية الأمريكية البريطانية الصهيونية، ولكنني أخشي من ذلك الإسلام السياسي الذي وضعته أمامي .. لكننا سنتعاون معكما".

    في أبريل عام 1945 عقب سقوط برلين النازية نجح الحسيني في الهروب من ألمانيا التي أقام بها لتأسيس جماعة الإخوان الألمانية وعندما أيقن أنه مطارد تراسل مع البنا في مصر فخطط البنا لهروبه وطلب من الدكتور "محمد معروف الدواليبي" -ولد في عام 1907 وتوفي في يناير 2004 وهو من تقلد بعدها رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية السورية والذي توفي وهو رئيس المؤتمر العالمي الإسلامي- في رسالة سرية توفير الغطاء للحسيني فقام الدواليبي بتغيير صورته علي جواز سفره ووضع مكانها صورة الحسيني فهرب الحسيني للقاهرة ووصلها في عام 1947 ويثبت التاريخ أن حسن البنا أخفي الحسيني عنده عدة أسابيع حتي حصل له علي وثيقة استضافة رسمية من القصر الملكي كانت تشبه حق اللجوء السياسي لمصر وهو ما حماه من الملاحقة الدولية أيامها، غير أن تاريخ الحسيني لا ينتهي ونجد السلطات الإسرائيلية تحارب حتي التاريخ فتهدم منزل عائلته في صباح الأحد 9 يناير 2011 بحي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

    ولكي نعود ونتفهم مدي العداء أو التواصل من خلال المستندات بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية والإخوان المسلمين في مصر ومدي محاولات التقارب بينهم جميعا كان لابد أن نتعرف أولا من مستندات الموساد الحديثة علي رأيه في الإخوان المسلمين ونجدهم يعرفون الجماعة بالآتي: "جماعة دينية شعبية مسلمة سنية تستخدم الدين الإسلامي سياسيا تأسست في مصر عام 1928 وهي جماعة تسعي لدمج الدين بالدستور وصولا لقلب أنظمة الحكم العربية لإخضاعها للشريعة الإسلامية وشعارها الإسلام هو الحل، وللجماعة أهداف سرية وهي تستخدم منذ 11 سبتمبر 2000 سياسة نبذ العنف وشجب الأعمال الإرهابية حتي تصل للحكم وقد وصلت إليه ... وهناك بدايات للاتصال معها" وذلك علي حد تعبير آخر تحديث لمعلوماتهم عن الجماعة عقب ثورة 25 يناير 2011.

    وسعي الموساد لفتح الحوار مع الجماعة طبقا للمفاهيم الإسرائيلية فهو ما يعني أن الجماعة تشكل خطرا علي إسرائيل من وجهة نظر الموساد بشكل خاص والمخابرات الإسرائيلية بوجه عام ولابد أنهم سيحاولون الاتصال بها وهنا سنقفز ربما لأحدث محاولات للموساد الإسرائيلي للاتصال بالإخوان المسلمين في مصر وفي المستندات نجد أن مؤتمرا باسم (المؤتمر اليهودي ـ المسلم) قد عقد في 12 مايو الحالي 2011 بمدينة كييف في أوكرانيا ووجه هذا المؤتمر الدعوة علي حد ما ذكرته المستندات الإسرائيلية لعدد من جماعة الإخوان المسلمين في مصر وكانت الدعوات تحمل اسم الحاخام مارك شناير مؤسس ورئيس مؤسسة نبذ العنصرية ورئيس الكونجرس اليهودي العالمي وفي المؤتمر دعا ذلك الحاخام للتآخي بين اليهود والمسلمين ونبذ العنف والعنصرية بين الطرفين وكما دعا للإتحاد بين اليهود والمسلمين لمواجهة الطائفية والراديكالية في كل الأديان ، غير أن ذلك المؤتمر كما تشير المستندات كان واجهة مناسبة للقاءات جانبية عقدت بين الطرفين الإسرائيلي والإخوان وأكدت المستندات أن إجتماعات أخري مماثلة عقدت في بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وهولندا وإيطاليا وسويسرا وألمانيا وأستراليا خلال عام 2010 - 2011 ودارت كلها حول فكر الإخوان الحديث حول ثوابت التعامل مع إسرائيل وفكرتهم عن السلام والسياسة في مصر والشرق الأوسط، وأشارت المستندات إلي أن ممثلي الجماعة حملوا معهم خطابا قديما لمرشد الجماعة التاريخي مهدي عاكف وفيه يعلن عن تأييد الجماعة منذ وقت طويل للديمقراطية الإسلامية غير أن جملة إسلامية تلك هي ما أقلقت إسرائيل بشكل مباشر.

    يوسف القرضاوي عميل سري

    الغريب أن المستندات الإسرائيلية تكشف أن الموساد يسعي منذ زمن ليس بالقليل وراء نشاط الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي - ولد في 9 سبتمبر 1926 بقرية صفط تراب بالمحلة الكبري محافظة الغربية- حيث تذكر بيانات الموساد الإسرائيلي المذكورة في المستندات عنه: "ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ويعتبر من قيادات الجماعة الكبار وقد عرض عليه منصب المرشد العام عدة مرات لكنه يفضل العمل حرًَا وهو يحضر لقاءات التنظيم العالمي للإخوان كممثل عن الإخوان في قطر، المعروف أن الشيخ القرضاوي ألف كتاب (الإخوان المسلمون سبعون عامًا في الدعوة والتربية والجهاد) تناول فيه تاريخ الجماعة منذ نشأتها إلي نهايات القرن العشرين ودورها الثقافي والاجتماعي في مصر والعالم والذي يتضح لنا من المستندات الإسرائيلية الحديثة أنه أهم وأول كتاب يدرس حاليا في إطار منهج أقسام مكافحة فكر الإخوان المسلمين بالموساد والشاباك الإسرائيلي والسي آي أيه أيضا، وعلي ما يبدو أن أهمية الشيخ القرضاوي قد دفعت المخابرات الإسرائيلية علي حد تعبير المستندات إلي استدراجه للقاءات وحوارات مع يهود متدينين بصفته رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث الإسلامية، وتشهد المستندات علي أنهم ذهبوا وراء الرجل حتي لقطر، وتفجر المستندات- ربما لأول مرة بين السطور- أن مكتب العلاقات الإسرائيلية القطرية الذي أغلق عقب الإنتفاضة الفلسطينية الثانية وتطورات أحداثها كانت به ضابط مخابرات من الموساد متخصص في فكر الإخوان المسلمين وأن ذلك الرجل كان له مهمة محددة وضعت له في تل أبيب وهي جمع المعلومات اليومية عن الشيخ القرضاوي ونشاطاته، وأن ذلك الضابط قد نجح حتي في تسجيل بعض محادثات القرضاوي الشخصية، غير أنهم لم يشيروا لكيفية ذلك التسجيل ، نفس المستندات تكشف أنهم في هذا الشأن ظلوا لأعوام يحاولون إثبات وقوف قطر وراء تمويل التنظيم الدولي للإخوان وأنهم شكوا في حسابات تبرعات تبرعت بها الشيخة موزة زوجة أمير قطر وظلوا يتعقبون مع المخابرات الأمريكية خط سير تلك التبرعات دون علم أحد حتي عام 2006، عندما أعلن القرضاوي أنه لا يريد أن يحجب علمه في إطار جماعة الإخوان في مصر وأنه يفضل العمل لكل المسلمين بالعالم، الجدير بالذكر أن الشيخ القرضاوي ممنوع من دخول الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1999 عقب فتواه بشرعية العمليات الجهادية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بالعالم وتجدد ذلك المنع في 2004 عقب فتواه بعدم جواز شراء المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وتكشف المستندات أن عمليات بحث كانت علي قدم وساق وربما لا تزال منذ عام 1995 خاصة عندما أسس القرضاوي برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان مركز القرضاوي للإسلام المعتدل بقطر، وحددت المستندات بحثهم في العلاقة بين مركز القرضاوي ومعهد كارينجي مالون وجامعة نورث ويسترن وجامعة إيه أند إم في تكساس وجامعة جورج تاون وجامعة فيرجينيا وجامعة كورنل وكلها جامعات ومعاهد اتضح أن لها فروعا في قطر حاليا، وتذكر التقارير أن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية حاولوا الاتصال بالشيخ القرضاوي نفسه عن طريق أشخاص جندوا في تلك الجامعات غير أن المستندات لا توضح كيفية الاتصال وهل نجحوا فيه أم لا؟

    وتكشف المستندات عن أن أهم اتصالات للمخابرات الإسرائيلية وأكثرها علانية قد كانت تلك التي قام بها الحاخام الإسرائيلي مناحم فرومان، وفيها كلفت الأجهزة الإسرائيلية الحاخام بالعمل علي التقارب مع الفلسطينيين والمسلمين والسعي لكسب ود حماس حتي إنه عقد لقاءات عدة بينه وبين الشيخ أحمد ياسين وعن طريق منظمة حماس جري العديد من الاتصالات علي حد تعبير المستندات التي أشارت إلي توقف تلك الاتصالات مع الإخوان عقب اغتيال الشيخ ياسين، غير أن اختطاف الجندي جلعاد شاليط أعاد الحاخام فرومان للصورة، حيث حمل ورقة اتفاق سرية للإخوان فرع غزة مطالبا إياهم بطلب المعونة من إخوان مصر للمساعدة في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف في غزة، المستندات تكشف عن أن همزة الوصل بين الإخوان والحاخام الذي كان رسولا لأجهزة المخابرات الإسرائيلية قد كان صحفيا فلسطينيا يدعي "خالد العمري" وأنه منذ عام ونصف العام حدث اتصال بين الطرفين، وتكشف الأوراق أن الموساد حاول الوصول للإخوان في مصر ليس عن طريق الحاخام فرومان فقط بل عن طريق فرع الإخوان المسلمين في تركيا وأن الموساد يومها فتح عدة اتصالات سرية مع الإخوان المسلمين ليس في مصر وحدها بل في تركيا وغزة أيضا وأن تلك الاتصالات علي حد تأكيد المستندات لم تكن كلها بشأن الجندي المختطف إذ قامت إسرائيل بمناقشة عدة قضايا مع الجماعة كانت منها مخططاتهم السياسية في مصر تحديدا وكما هو واضح في المستندات يفتحون النقاط ولا يذكرون فحوي الاتصالات في حالة فريدة من السرية، والجدير بالذكر أن تلك بصراحة تعد من المرات ربما النادرة التي طالعنا فيها مستندات سربت من الموساد عن اتصالات كانت السرية فيها بهذه الدرجة من الغموض حتي إن كاتب تلك المستندات بالموساد يكاد يخفي ما يسجله من وقائع رسمية، وربما كانت استمرارية اتصالاتهم أو حتي محاولات اتصالهم بالإخوان قد وصلت لديهم لتلك الأهمية فراحوا يخفون حتي ما يسجلونه.

    اتصال آخر بين الموساد والإخوان نقل بعده الإخوان لخالد مشعل علي حد تعبير المستندات، عرضاً إسرائيليا لإطلاق سراح شاليط مقابل إطلاق سراح آلاف الفلسطينيين غير أن ذلك الاتصال فشل علي حد تعبير المستندات بعد دخول الرئيس المصري السابق علي خط الاتصال وأنه حذر مشعل بسبب اتصاله بالإخوان بمصر دون علمه وربما كان ذلك علي حد تعبير المستندات أحد أسباب تدهور العلاقة بين مشعل والحكومة المصرية وقتها.

    وكانت الأوراق قد كشفت رفض الإخوان في مصر استكمال نفس الاتصالات بسبب تداخل عملهم مع فرع الإخوان في تركيا، وأنهم طبقا للمسجل في المستندات الإسرائيلية نقلوا للموساد رفضهم لاستخدام الموساد لهم بتلك الطريقة وعلي طريقة المصريين قالوا للموساد: "خلي فرع تركيا ينفعكم" .

    أما الحاخام فرومان الذي يعمل كهمزة وصل في تلك الاتصالات منذ أكثر من 40 عامًا علي حد تعبير المستندات فالغريب أن الأوراق تؤكد أن تقريباً كل من اتصل به من إخوان فلسطين وطلب منه توصيله بإخوان مصر قد قتلته إسرائيل بعدها وهو ما دفع الإخوان في مصر منذ عام 2000 للتأني في السماح للموساد الإسرائيلي بفتح قنوات جديدة للاتصال، وكانت الجماعة في مصر قد رأت أن الإخوان في فلسطين يقتلون واحدا تلو الآخر تقريبا عقب كل لقاء مع الحاخام فرومان الذي كان يقوم بعد قتل أي عضو بالجماعة في فلسطين بتقديم هدية تذكارية علي شكل مصحف لأسرة القتيل.

    اتصال آخر مسجل لديهم كان في بداية عام 2010 عندما هاجم البابا بنديكت بابا الفاتيكان بعض المفاهيم الإسلامية وجاء التعليق السخيف من فنانين بالدنمارك، فقد أرسلت المخابرات الإسرائيلية الحاخام شلومو عامار مقرر الإفتاءات اليهودية وتقابل مع ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين وعن طريقهم قابل علي حد تعبير المستندات ممثلين عن الجماعة في مصر وقدم لهم فتوي إسرائيلية تحرم الهجوم علي النبي محمد علي أساس أنه نبي من عند الله ويحرم الهجوم عليه مثله مثل سائر أنبياء الله وأنه طلب حواراً في ذلك اليوم.

    المستندات أشارت إلي أن تلك الفتوي كان من شأنها أن ساهمت في تحديث الاتصالات من جديد، فقد أحدثت الظروف قناة اتصال معتدلة بين الطرفين لأول مرة منذ عشرات الأعوام حيث تغير فكر الإخوان في مصر وباتوا أكثر إنفتاحا في سياساتهم ورؤيتهم لإسرائيل، غير أنهم لايزالون يتعاملون معها بحذر، وتشير المستندات إلي أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية منفتحة علي الجماعة في مصر وتحركاتها مما زال الكثير من الغموض بين الطرفين وخلق حالة من استقرار الاتصالات بينهم حالياً كانت ذروتها في فتوي إسرائيلية ربما مدفوعة من الموساد الإسرائيلي بشرعية صلاة اليهود في مساجد المسلمين، وهي تلك الفتوي التي صدرت عن طريق حاخامات عملوا بين الطرفين كهمزات وصل في العامين الماضيين وتحديدا منذ عام 2009 علي حد تعبير المستندات نفسها.

    الإخوان وثورة 25 يناير أمام الكونجرس

    ذلك التقارب بين الموساد وجماعة الإخوان وحالة الهدوء الحذر وتبادل الفتاوي المفيدة للطرفين في العلاقات بينهما علي حد تعبير المستندات هو ما ساعد في تبرئة ساحة الإخوان أمام الكونجرس الأمريكي في 16 فبراير الماضي، ففي خلال جلسة استماع الكونجرس الأمريكي لشهادات المخابرات الأمريكية حول أحداث الثورة في مصر قال رئيس المخابرات الأمريكية "ليون بانيتا"عين في 5 يناير 2009 رئيسا للسي أي أيه- للكونجرس ردا علي سؤال محدد من الكونجرس كان: "هل جماعة الإخوان المسلمين في مصر جماعة إرهابية متشددة؟"، فما كان رد الرجل المسجل إلا أن قال: "إن الواقع يدفعنا أن نشهد بأنه من الصعب فعلاً تقييمهم كجماعة متشددة دينياً حيث إنهم في اتصالات مستمرة بيننا وبينهم وبين أجهزة مخابرات إسرائيل وأن كل الاتصالات تؤكد يوماً بعد يوماً أنهم جماعة سياسية منفتحة تسعي لإثبات نفسها كجماعة سياسية يمكن الاعتماد عليها" وأشار الرجل في شهادته إلي أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر علي حد تعبيره في الشهادة المسجلة ربما كانت من بين أذكي الجماعات السياسية الدينية بالعالم حاليا، لأنها، علي حد قوله، قد طورت أفكارها في فترة وجيزة لتتفاعل مع محيطها السياسي والجغرافي لتحقيق أهدافها الخاصة.

    وكان بانيتا قد رد في سؤال آخر للكونجرس الأمريكي حول "هل يوجد متشددون في الجماعة لا تعرف المخابرات الأمريكية عنهم معلومات بعد؟"، بقوله: "في الواقع كل الاتصالات بيننا وبينهم وكذلك اتصالات الموساد معهم والتي نقدم منها نسخة مفصلة بالتواريخ والبيانات لم نستطع تحديد حقيقة وجود متشددين أو فصيل متشدد بينهم وربما يكشف الرجل دون قصد في جملة مسجلة قوله: "إن الإخوان المسلمين في مصر لا يتصلون بنا وحدنا في السي آي إيه وأن تلك المعلومات التي نقدمها لكم اليوم أمام الكونجرس الأمريكي ليست ثمار اتصال منفرد بين السي آي إيه والإخوان في مصر، لأن الإخوان عملياً يتصلون منذ أعوام بأكثر من 16 جهاز مخابرات بالعالم ومعلوماتنا تعد خلاصة بيانات أجهزة مخابرات العالم عن رأيهم فيما أسفرت عنه اتصالاتهم بالإخوان في مصر ونهاية برأينا نحن في السي آي إيه فيمكننا أن نقطع بأن الجماعة قد نبذت العنف حالياً وأنها تسير بكل طاقتها للسيطرة علي مقاليد الأمور السياسية في مصر" ، وذلك علي حد تعبير شهادة رئيس المخابرات الأمريكية أمام الكونجرس الأمريكي في 16 فبراير الماضي.
                  

11-25-2011, 07:49 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=364755&eid=3320

    Quote:
    عبدالمنعم أبو الفتوح


    ونصل الي الحلقة الأخيرة في سلسلة مقالاتنا حول علاقة الإخوان الإستراتيجية بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد وصلنا فيما سبق حتي بداية الألفية الثالثة، وقلنا أن العلاقة وصلت إلي ذروتها بلقاءات علي أعلي مستوي وصلت في بعض الأحيان إلي المستوي الرئاسي، ورد الأمريكان بحضور مكثف لجميع محاكمات الجماعة، الأمر الذي اعتبرته الحكومة المصرية تدخلا سافرا في شئونها الداخلية، وبدأت التحركات إلي واشنطن، فتم التغاضي عن هذه الموضوعات ووعدت واشنطن بالأخذ في الإعتبار حساسية تلك الموضوعات بالنسبة لمصر.
    وفي دراسة أعدتها الجماعة حول استراتيجية تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية تحمل عنوان،
    (رؤية الإخوان للسياسة الأمريكية وكيفية التعامل معها) انتهت الجماعة إلي وجوب استمرارية الإعلان عن معارضة الجماعة لسياسة الإدارة الأمريكية، مع استمرار السعي لفتح قنوات اتصال معها.. في ذلك الوقت
    ( أواخر 2004) عقد التنظيم الدولي للإخوان اجتماعا في العاصمة التركية اسطنبول، شارك فيه ممثلو الأجنحة الإخوانية بكل مصر
    ( مصر ـ فلسطين ـ الأردن ـ الجزائر) تمت خلاله مناقشة الانفتاح علي الإدارة الأمريكية انطلاقا من العلاقة القديمة والمستمرة بينهما.
    كما استغلت الجماعة سماح السلطات للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح للسفر خارج البلاد بالنظر لموقعه كأمين اتحاد الأطباء العرب للمشاركة في حضور المؤتمرات التي يشارك فيها مسئولون أمريكيون ومن بينها مؤتمر عقد بالعاصمة التركية اسطنبول نهاية شهر أبريل عام 2005 تحت عنوان (الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني) شارك فيها من الجانب الأمريكي، ريتشارد ميرفي (المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط) وجورج تينت (الرئيس السابق للمخابرات الأمريكية)، ومن الإخوان الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، كما التقي أيضا الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح ومهدي عاكف، بالأمريكي جون شانك وهو شخصية بارزة بالكونجرس الأمريكي خلال شهر سبتمبر عام 2004، والذي أبلغهما استعداد السفير الأمريكي بالبلاد لاستقبال قيادات الجماعة والاستماع لوجهة نظرهم واقتراحه بتشكيل وفد إخواني لزيارة أمريكا والالتقاء بالمسئولين بوزارة الخارجية، كما عقد ممثلو الحكومة الامريكية عدة لقاءات مع العديد من الرموز الإخوانية ونوابها بمجلس الشعب من بينها لقاء النائب السابق محمد سعد الكتاتني (مسئول الكتلة البرلمانية للإخوان) بزعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي "ستاني هويد" بمنزل السفير الأمريكي بالقاهرة في 2007/4/4 خلال حفل الاستقبال الذي أقامه السفير الأمريكي بالبلاد بمناسبة زيارة وفد الكونجرس للقاهرة، وسيق هذا اللقاء، لقاء آخر للنائب سعد الكتاتني بالمستشار السياسي للسفارة الأمريكية بالقاهرة للحصول علي تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر مارس 2007، حيث أبلغه الدبلوماسي بإختياره كمندوب اتصال بين جماعة الإخوان والإدارة الأمريكية.
    ..... انصياع إخواني للأمريكان
    ومن أبرز المؤشرات التي تؤكد انصياع الجماعة لرغبات الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي موقفها من الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم، التي أوجعت أقباط مصر قبل مسلميها عدا جماعة الإخوان، التي لم يتحرك لها ساكن باستثناء بيان هزيل، أصدرته الكتلة البرلمانية الإخوانية، في الوقت الذي طالبت فيه بتنظيم مظاهرات مليونية للتنديد بموضوعات كالتعديلات الدستورية، أو مد قانون الطوارئ أو الدفاع عن القضاة، وقامت الجماعة بتنفيذ وصية كوندوليزا رايس، حول ما اسمته بالفوضي الخلاقة، الذي اتفق أغلب المحللين السياسيين علي أنه مصطلح وضع لوصف أي نوع من أنواع الفوضي التي تصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، وليس أدل علي ذلك من مقال للباحث الأمريكي
    ( مايكل ماكفيل) في مجلة
    ( البوليسي ريفيو) قال فيه إنه لم يعد في وسع الولايات المتحدة الحفاظ علي الوضع الراهن فقط فهي تسعي إلي التغيير وهذه المهمة لابد وأن تكون عدوانية بطبيعتها.
    ولم تكذب الجماعة خبرا، حيث قامت الجماعة أخيرا في محاولة لإشاعة جو من الفوضي وزعزعة الاستقرار في مصر بتبني الدعوة للعصيان المدني في البلاد تنفيذا لوصية أسوأ وزيرة خارجية للولايات المتحدة في تاريخها. لكن رغبة الشعب المصري الواعي في الاستقرار حالت دون أن تصل إلي غايتها.
    ..... مراكز البحوث الأمريكية والدعوة للحوار مع الإخوان:
    قبل ذلك بقليل، وفي مارس 2006 كان عدد من الباحثين بمؤسستي كارنيجي اندومينت للسلام الدولي وهبربرت كواندت، قد أكد في دراسة مشتركة حملت عنوان المناطق الرمادية: الحركات الإسلامية والعملية الديمقراطية في العالم العربي، علي ان سياسة المشاركة مع المنظمات الإسلامية، وبخاصة مع الأجنحة الإصلاحية فيها هي الخيار البناء الوحيد المتاح أمام المنظمات والحكومات التي تعتقد أن تنمية الديمقراطية في الشرق الأوسط هي في مصلحة الجميع.
    بني هؤلاء الباحثون استنتاجهم الأخير علي فرضيتين أساسيتين، الأولي: تمثلت في عدم وجود امكانية لتشجيع أي عملية للتحول الديمقراطي أو علي الأقل التحول الليبرالي، دون أن يحدث في نفس الوقت نفوذ متزايد للحركات الإسلامية، وذلك في معظم الدول العربية.
    والثانية: ان المساعدات الديمقراطية سواء في شكلها المحايد فيما يتعلق بتدريب جميع الأحزاب السياسية، أو حتي في شكل التمويل المباشر للأحزاب العلمانية ومنظمات المجتمع المدني، لن تؤدي إلي تغيير هذه الحقيقة، نظرا للضعف الشديد الذي تعاني منه تلك الأحزاب، بالاضافة الي انعدام شعبيتها في الشارع العربي.
    وأقرت الدراسة ـ في الوقت نفسه ـ بوجود عدد من المناطق الرمادية في فكر وأيديولوجية ومواقف الحركات الإسلامية لا يمكن إحداث تغيير جذري عليها في المدي المنظور، مشددة علي ان حسم هذا الغموض في موقف تلك الحركات من هذه القضايا، هو المحدد الأساسي الذي سيقرر ما اذا كان صعودها سيقود بلدان العالم العربي، في نهاية المطاف، الي الديمقراطية أم إلي شكل جديد من النظم السلطوية ذات الطبيعة الإسلامية، وحدد الباحثون المناطق الرمادية بست مناطق أساسية هي: الموقف من الشريعة الإسلامية، والعنف، والتعددية، والحقوق المدنية والسياسية، وحقوق المرأة، والأقليات الدينية.
    الملاحظة الأولية علي هذه الدراسة المهمة ـ من حيث ما وصلت اليه من استنتاجات ـ هي عدم تحديد الأسباب الحقيقية وراء صعود التيار الإسلامي السياسي في المنطقة العربية، طوال سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، واعتمادها آلية التصويت في الانتخابات البرلمانية عاملا وحيدا لحسم وقياس شعبية التنظميات السياسية، دون النظر إلي ضعف نسب التصويت في مجمل البلدان العربية، وشيوع ظاهرة الأغلبية الصامتة، التي لا تشارك في العملية السياسية من قريب أو بعيد بما في ذلك التصويت في أي انتخابات، برلمانية كانت أم بلدية، إضافة إلي ظواهر أخري لا تقل أهمية مثل التصويت الإحتجاجي الذي أدي لنجاح هذا الكم الكبير من مرشحي الإخوان في مصر عام 2005، وكذا ظاهرة تفتيت الأصوات نفس الظاهرة التي أعتمدت عليها الإخوان كتكتيك إنتخابي أدي إلي خروج عدد لا بأس به من مرشحي الحزب الحاكم من الجولة الأولي عام 2005 أيضا، وهو ما لم ترصده أو تشر إليه الدراسة من قريب أو من بعيد عند تقييمها لحجم شعبية الإخوان في الشارع.
    وبغض النظر عن هذه الملاحظات الأولية، التي كان من الممكن ان تحدث فرقا ملحوظا في الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة لو تمت العناية بها، فأننا نود أن نطرح عددا من الأسئلة نراها أكثر ارتباطا بتلك الاستنتاجات النهائية، وهي تلك المتعلقة بتشديد الدراسة علي وجود صراع حقيقي بين جناحين في الحركات الإسلامية الكبري والسؤال هنا، ما هو شكل ومدي هذا الصراع؟ ومن الذي يمسك بكل خيوطه الفاعلة، ان وجد ؟ وهل بالفعل مجرد حدوث انفراج ديمقراطي حقيقي في المجتمع يعزز من دور ذلك الجناح المسمي بالاصلاحي داخل تلك الحركات؟!
    وهنا لابد ونحن نختم تلك السلسلة من المقالات ( ولا أقول الدراسة فقد جاءت علي عجل بحكم المناسبة)، أن نجيب عن تلك الأسئلة ونبدأ بالسؤال الأول متخذين من جماعة الإخوان المسلمين ـ كبري الحركات الإسلامية في العالم العربي ـ نموذجا.
    ..... ازمة حزب الوسط
    لقد كشفت أزمة حزب الوسط وما نتج عنها من فصل لعدد من أهم قادة جيل الشباب داخل جماعة الإخوان النقاب عن الكذبة الكبري التي راح البعض يلوكها زمنا طويلا حول وجود تيارين داخل الجماعة، أحدهما نعتوه بالإصلاحي.
    لقد قدم مؤسسو حزب الوسط، برنامجا للمراجعة الشاملة لسياسات الجماعة، تضمن التاريخ والحركة والفكر، ظنا منهم أن هذا دور يجب عليهم القيام به من أجل نهضة التنظيم وتقدمه.
    وتضمنت رؤية الوسطيين فيما يتعلق بالتاريخ ضرورة دراسة الأخطاء الكبري التي ارتكبتها الجماعة، وأهمها انشاء النظام الخاص والأعمال الإرهابية التي قام بها، وكذلك الصدام مع عبد الناصر ومسئولية الجماعة عنه، ومشروعية عودة الجماعة في السبعينيات وطريقة اختيار المرشد وقتها، كذا الطريقة التي اتبعها رجال النظام الخاص في الاستحواذ علي القرار داخل الجماعة، وأخيرا اهدار الفرصة التاريخية التي قدمها اليهم الرئيس الراحل أنور السادات حينما رفضوا عرضه بإنشاء حزب سياسي.
    وشملت رؤيتهم للمراجعة الحركية، ضرورة التحديد الدقيق والحاسم للشكل التنظيمي الذي يجب ان تعمل من خلاله الجماعة، اذ لايجوز الجمع بين شكل الجماعة الدعوية والحزب السياسي، فالأول ملك للأمة وناصح أمين ومعين لها علي اختياراتها، اما الثاني فمنافس للقوي السياسية الموجودة.
    ولفتت توصياتهم الخاصة بالمراجعة الفكرية الي أهمية مراجعة أفكار ورؤي الجماعة، بما فيها مؤسسها ـ حول قضايا المرأة والعمل الحزبي والمجتمع الجاهلي واستخدام القوة في التغيير، كذا الأفكار المتعلقة بالمواطنة والتعددية والنظرة الي السلطة الحاكمة، وقضايا قبول الآخر والديمقراطية والمرجعية والإسلامية.
    فماذا كانت النتيجة؟!.. تم فصل هؤلاء الشباب، علي خلفية موقفهم السابق، كما تم اصدار تحذيرات مشددة تقضي بعدم التعامل معهم، اضافة الي سحب جميع التوكيلات الممنوحة إلي وكيل المؤسسين من قبل اعضاء الجماعة.
    لقد لخص المهندس أبو العلا ماضي، أحد أهم قادة الجيل الوسيط السابق بالإخوان، ازمة الجماعة بالقول: كنا نجمع الناس من كل مكان، وهم يوظفونهم عبر عمليات تجنيد، تبدو في الظاهر لمصلحة التنظيم، ولكنها في واقع الأمر كانت تصب في خانة الانتماء لهم كأشخاص علي خلفية مبدأ السمع والطاعة.
    تلك هي الحقيقة المريعة، التي لايعرفها سوي من اكتوي بنارها، اذ لايوجد ما يسمي بتيارين داخل حركة الإخوان، انما هو مبدأ واحد يسيطر علي الجميع، السمع والطاعة، دون مناقشة ومن يعترض ليس له مكان داخل الجماعة.
    ان هذه الحركات تعمل في مجال السياسة بروح الجندية ( سبق أن قرأنا هذا التوصيف في مذكرة عاكف عندما كان يتحدث عن محاذير العلنية في أمريكا.. راجعه)، تيار واحد وفلسفة واحدة يمثلها جيل واحد، يري أن هذه الجماعة هيئة جامعة سياسية واجتماعية واقتصادية وبجملة واحدة دولة داخل الدولة فهل هذا ما تريد مراكز البحوث الأمريكية ان تتبناه ادارتهم، وتقوم بدعمه في مواجهة كل قوي المجتمع المدني بجميع أشكالها وانتماءاتها من أحزاب ومؤسسات وجمعيات وحركات سياسية.
    ..... المناطق الضبابية والمجهول:
    إن المناطق الضبابية الست التي أشارت اليها الدراسة لا يمكن حسمها لا بشكل كلي ولا بشكل جزئي، لصالح تقدم تلك المجتمعات سواء علي المدي المنظور أو علي المدي الطويل، لأن حسما علي هذا المستوي الذي أشارت اليه الدراسة يعني أننا سنكون أمام حركات أخري قد يطلق عليها أي تسميات غير مسمي الحركات الإسلامية. ان تغييرا أو تبديلا جذريا يطرأ علي موقف الحركات الإسلامية من تلك القضايا سيقلبها الي حركات ليبرالية عادية لأن هذه العملية ستكون بمثابة تفريغ لهذه الحركات من محتواها وتوجهها الحقيقي وهو ما لن ينجح إلا عبر اختفاء تلك الحركات نفسها، وبالتالي فإن المنطق يدفع باتجاه دعم قوي وجاد وفعال ليس للأجنحة الإصلاحية
    ( عير الموجودة) داخل الحركات الإسلامية ذات المناطق الضبابية، وانما لمؤسسات المجتمع المدني بكل أشكالها وصورها ( أحزاب وجمعيات ومنظمات وحركات سياسية واجتماعية) في مواجهة ذلك الغول المتغول المسمي بالحركات الإسلامية، هذا اذا أردنا خيرا لهذه المجتمعات ولمجمل المجتمع الإنساني، فمن جهة نحن ندفع تلك الحركات الي احداث أكبر عملية تغيير في بناها الفكرية والحركية، ومن جهة نشد عضد قوي المجتمع الحية حتي تنهض تلك المجتمعات بسواعد مجمل ابنائها وليس بسواعد البعض دون الآخرين.
                  

11-26-2011, 06:23 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    http://www.alwafd.org/index.php?option=com_co...%A7%D8%AA&Itemid=280

    Quote: الأمريكان والإتصالات السرية مع الإخوان

    بقلم : مسعد حجازى
    الثلاثاء , 05 يوليو 2011 19:01

    لا أعرف سر تسابق قيادات جماعة الإخوان فى نفى وتكذيب تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى رودم كلينتون الخاصة بإستئناف الإتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين وكأنها رجس من عمل الشيطان!.. هيىلارى كلينتون لم تكذب، وليس فى تصريحاتها أى جديد على الإطلاق إلا أنها جاءت هذه المرة على لسان أرفع مسئول رسمى فى الحكومة الأمريكية، .. كما أن الإتصالات السرية بين جماعة الإخوان المسلمين والأمريكيين ومع الإنجليز من قبلهم طوال السبعين عاما الماضية لم تعد سرا على الإطلاق فهى موثقة فى مئات الأبحاث والكتب والمراجع والصحف فى الغرب والشرق على السواء،.. بل أكاد أقطع أن بعض هذه الإتصالات مسجل بالصوت والصورة من قبل أجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية.

    خلال فترة الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضى جرت إتصالات سرية بين جماعة الإخوان المسلمين والإنجليز، وكان مسئول الإتصال بين الجماعة والمخابرات البريطانية هو رجل المخابرات البريطانى وليام بير، وأول إتصال بين جماعة الإخوان والأمريكيين قد تم فى عام 1953 فى عهد الرئيس الأمريكى أيزنهاور وقد تم فى جامعة برنستون الأمريكية بترتيب خاص من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السى آى إيه، وكان الهدف محاولة إستقطاب جماعة الإخوان المسلمين لصالح الولايات المتحدة فى التصدى لخطر المد الشيوعى فى العالم العربى والشرق الأوسط إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتى،.. وبعد الصدام بين الرئيس جمال عبد الناصر والإخوان المسلمين بعد حادث المنشية وإعتقال النظام الناصرى للألاف من أعضاء الجماعة والزج بهم فى السجون نجحت المخابرات الأمريكية فى تجنيد بعض قيادات الإخوان التى تمكنت من الهروب من مصر إلى السعودية للعمل على قلب نظام الحكم فى مصر ومحاولة إغتيال الرئيس عبد الناصر، وكان من بين هذه القيادات التى تم تجنيدها سعيد رمضان زوج إبنة الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة، بل إن بعض الوثائق الغربية تكشف الدور الذى لعبته المخابرات الأمريكية فى تأسيس المركز العالمى لجماعة الإخوان المسلمين فى ميونيخ بألمانيا الغربية.

    وطوال الثلاثين عاما الماضية إستمرت الإتصالات السرية العلنية بين جماعة الإخوان المسلمين والأمريكيين، وفى الوقت الذى حاول الرئيس السابق حسنى مبارك إستخدام الإخوان المسلمين كفزاعة للغرب بصفة عامة وللولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة كانت أمريكا تستخدم جماعة الإخوان المسلمين كورقة للضغط على نظام الرئيس مبارك عند الضرورة، كما أن السفير الأمريكى السابق فى القاهرة فرانسيس ريتشارددونى قد أكد فى تصريحات له أن الإتصالات الأمريكية مع جماعة الإخوان المسلمين تقتصر على نواب المعارضة فى مجلسى الشعب والشورى وبعض النواب المستقلين بإعتبارهم جزءا من المعارضة ( المصرى اليوم فى 24 مايو 2007).،.. كما أن نفس السفير الأمريكى السابق كان قد كشف عن إجراء اتصالات ولقاءات منتظمة بين سفارة بلاده وجماعة "الإخوان المسلمين" بدأت منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات في فترة السبعينيات وأكد ريتشاردوني أنه شخصيًا دأب على زيارة مقر الجماعة بمنطقة وسط البلد منذ أن كان موظفًا صغيرًا في السفارة الأمريكية بداية من الثمانينيات وحتى أحداث 11 سبتمبر حيث أعلنت الجماعة عن عدم رغبتها في مواصلة هذه اللقاءات ، وقال إن هذه اللقاءات تجرى بعلم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس رغم إعلانها 2005 بالقاهرة عدم الاتصال بالجماعة خشية تأثر العلاقات مع مصر، مضيفًا في رده على سؤاله بهذا الشأن: "بالطبع نرسل تقارير كاملة عن هذه الاتصالات لواشنطن ( حديث السفير لصحيفة " واشنطن تايمز" – ديسمبر 2007)

    وبعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، وفى نطاق ما سمى بالحرب على الإرهاب أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من المنظمات الإسلامية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية المحظور التعامل معها لكن لم تكن من بينها جماعة الإخوان المسلمين ،.. كما قامت إدارة الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش بحظر نشاط العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية الإسلامية داخل الولايات المتحدة وقامت بحظر دخول بعض الشخصيات الإسلامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكان من بينهم الدكتور طارق سعيد رمضان الباحث الإسلامى وحفيد مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا، والذى يعيش فى سويسرا.

    وفى عهد الرئيس باراك أوباما واصلت الولايات المتحدة الإتصالات بجماعة الإخوان المسلمين من جديد، وعندما حضر الرئيس الأمريكى إلى القاهرة فى 4 يونية 2009 لإلقاء خطابه الشهير للعالم الإسلامى فى جامعة القاهرة تم توجيه الدعوة رسميا من قبل السفارة الأمريكية فى القاهرة لثلاثة من نواب الإخوان فى مجلس الشعب لحضور الخطاب، وقبل الخطاب بشهرين أى فى شهر أبريل حدث لقاء بين ممثلين عن الإخوان ومسئولين فى الإدارة الأمريكية وتكشف وثائق غربية وإسرائيلية عن أن الرئيس أوباما قام شخصيا بالتوقيع على قرار بإلغاء الحظر المفروض على الدكتور طارق سعيد رمضان والسماح له بدخول الولايات المتحدة، كما تكشف الوثائق أيضا عن لقاء تم بين الرئيس أوباما فى البيت الأبيض مع ممثلين عن جماعة الإخوان على مأدبة إفطار فى شهر رمضان عام 2009، وتذكر بعض الوثائق أن الرئيس أوباما علق مازحا لبعض مساعديه أنهم ( ممثلى الإخوان) يحاولون تجنيده للإنضمام للجماعة

    الإتصالات السرية والعلنية بين جماعة الإخوان المسلمين والولايات المتحدة كثيرة ومتعددة والتفاصيل أكثر، ولكن السؤال الذى يفرض نفسه الآن هو : لماذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية الآن الإعلان وعلى أعلى مستوى رسمى فى الحكومة الأمريكية عن إستئناف الإتصالات الأمريكية مع جماعة الإخوان المسلمين ؟!.

    الإجابة على السؤال السابق ليست كما ذهبت بعض التحليلات فى الصحافة المصرية والغربية بأن الولايات المتحدة دولة براجماتية وتتعامل مع معطيات الواقع التى تقر بأن جماعة الإخوان المسلمين تمثل قوة فاعلة ومؤثرة فى الشارع المصرى الآن، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تكتشف هذه الحقيقة فجأة فهى تعلم القوة الحقيقة للإخوان منذ وقت طويل ودون أى مبالغات فى حجم هذه القوة، غير أن إعلان تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الأخيرة بشأن إستئناف الإتصالات الأمريكية مع جماعة الإخوان المسلمين ينم عن حدوث تطور جديد وتغيير فى موقف إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما من جماعة الإخوان ومن الموقف الأمريكى العام بشأن الفترة الإنتقالية الحالية فى مصر.. كيف؟

    خلال أحداث الثورة المصرية من 25 يناير وحتى الحادى عشر من فبراير الماضى وبعد الإنقسام الحاد فى الإدارة الأمريكية والذى ظهر فى إجتماع مجلس الأمن القومى الأمريكى لبحث إتخاذ موقف أمريكى موحد إزاء الثورة المصرية والرئيس حسنى مبارك والذى حسمه الرئيس أوباما بتبنى وجهة نظر فريق الشباب من أعضاء المجلس بالإصرار على تخلى الرئيس مبارك عن السلطة فى الحال وتأييد الثورة فى مصر والذى أشرت إليه بالتفصيل فى مقال لى نشر هنا بعنوان " الإدارة الأمريكية تؤيد الثورة المصرية فى العلن وتلعنها فى السر"، وجدت إدارة الرئيس أوباما أن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الإستراتيجية فى الشرق الأوسط تتطلب الرهان على تأييد جماعة الإخوان المسلمين حتى لو وصلوا للحكم بعد إندلاع الثورات العربية والمصرية وبعد فشل الحكام الطغاة الذين إعتمدت عليهم الولايات المتحدة سنوات طويلة فى الحفاظ على هذه المصالح، وقرر الرئيس أوباما قبول المخاطرة بالرهان على جماعة الإخوان المسلمين، رغم معارضة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نيتانياهو واللوبى الصهيونى الموالى لإسرائيل فى الولايات المتحدة لهذا التوجه الجديد، وأيدت الإدارة الأمريكية كل الإجراءات التى إتخذها المجلس العسكرى الحاكم فى مصر مثل الإستفتاء الذى جرى فى شهر مارس الماضى على عدد من التعديلات الدستورية، وعلى إجراء الإنتخابات البرلمانية أولا فى شهر سبتمبر القادم فى موعدها، .. كان هذا هو الموقف الأمريكى المعروف لكن مع نهاية شهر مايو الماضى حدث تغير تكتيكى فى الموقف الأمريكى تجاة الإخوان وموضوع الإنتخابات البرلمانية فى مصر.



    طوال الأربعة أشهر التى أعقبت غياب الرئيس حسنى مبارك عن الحكم وتولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد خلال الفترة الإنتقالية كانت الولايات المتحدة الأمريكية ولا تزال تراقب الأحداث والتطورات فى مصر عن كثب، ولاحظ الأمريكان أن سلوك جماعة الإخوان فى مصر بعد الثورة وبعد حل الحزب الوطنى الحاكم السابق بدأ يتسم بالتعالى والغطرسة وإستعراض العضلات بعد أن أصبحوا أكبر قوة سياسية منظمة فى الشارع المصرى وإستثمروا جيدا نتيجة إستفتاء 19 مارس الماضى وأصروا على إجراء الإنتخابات البرلمانية أولا فى موعدها،.. سلوكيات جماعة الإخوان المسلمين بالإضافة إلى الظهور المفاجىء بعد الثورة لجماعات السلفيين وكافة التيارات الدينية على المشهد السياسى المصرى كلها أثارت الشكوك والريبة والهواجس عند الإدارة الأمريكية، ناهيك عن الضغوط التى تمارسها إسرائيل واللوبى الإسرائيلى فى الولايات المتحدة على الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتعديل موقف إدارته تجاه جماعة الإخوان المسلمين،.. إزاء كل هذه التطورات أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أنها أرتكبت خطأ بالموافقة على إجراء إستفتاء 19 مارس الذى جرى على عجل بعد مرور أسابيع قليلة من خلع الرئيس مبارك، كما أدركت أن إجراء الإنتخابات البرلمانية فى موعدها فى سيتمبر القادم يعنى أن الإخوان هم الذين سيتولون عملية صياغة الدستور الجديد وهو الأمر الذى يعترض عليه فريق العلمانيين والليبراليين ومعظم الأحزاب السياسية الأخرى بالإضافة إلى أن معظم الأحزاب الجديدة غير معروفة جماهيريا وغير مستعدة للإنتخابات البرلمانية فى سيتمبر القادم، فتغير الموقف الأمريكى كلية وطالبت الإدارة الأمريكية بأمرين: ضرورة إجراء إستفتاء على الدستور أو دستور جديد أولا، وعلى تأجيل موعد الإنتخابات البرلمانية لكن المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى الحاكم يرفض أى تأجيل للإنتخابات، ويريد أن يسلم السلطة إلى السياسيين فى أسرع وقت، وإزاء موقف المشير والمجلس العسكرى جاءت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الأخيرة بالإعلان عن إستئناف الإتصالات بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين لإحراجهم داخليا من ناحية، و" فرملة" إندفاعهم وإصرارهم على إجراء الإنتخابات البرلمانية أولا وفى موعدها من ناحية أخرى.

    إن الولايات المتحدة الأمريكية يا سادة هى التى ترفع مبدأ " الدستور أولا" ، وتطالب بتأجيل الإنتخابات البرلمانية القادمة.

    كاتب صحفى مصرى – كندى

    [email protected]



    اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الأمريكان والإتصالات السرية مع الإخوان
                  

11-26-2011, 06:31 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    http://www.sotelmalayin.com/products13.php?id=32



    Quote: om

    على المكشوف

    محمد طرابيه يكتب : السفارة الأمريكية كشفت للمجلس العسكري أسرار صفقات جماعة الإخوان في قطر وتركيا

    في نفس هذا المكان منذ أسبوعين كشفت عن أسرار التمويل القطري لجماعة الإخوان المسلمين في مصر تحت رعاية ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عن طريق أكاديمية التغيير بالدوحة التي يترأسها الدكتور هشام مرسي زوج ابنة الشيخ يوسف القرضاوي. وفي نفس هذا المكان أيضًا كشفت منذ عدة أشهر عن الصفقة الأمريكية المشبوهة التي تم إبرامها بين أمريكا وقطر التي ساندت بموجبها واشنطن الدوحة في استضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 2022 مقابل قيام قادة قطر بتنفيذ مخططات هدامة في عدد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر وهو ما وضح بجلاء قبل وأثناء وبعد الثورة في مصر.. ورغم أنني كتبت منذ اسبوعين وكشفت ما قالته الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير قطر وبالحرف الواحد: (مستعدة أبيع قطر كلها مقابل تركيع مصر).



    وللأسف لم يتنبه أحد ــ خاصة علي المستوي الرسمي والتنفيذي ــ لخطورة هذا الكلام الصادر عن السيدة الأولي في قطر.. وقد اضطرت للعودة إلي الكتابة في هذا الموضوع مرة أخري بعد أن أصابتني الدهشة بل والصدمة من حفاوة الاستقبال ــ غير المبرر ــ الذي استقبلت به الشيخة موزة أثناء زيارتها إلي مصرالتي استمرت يومين.

    وقد أقامت الشيخة موزة خلال زيارتها في فندق «ونتر بالاس» التاريخي، الذي شيد عام 1886 كما زارت الشيخة موزة مقبرة الملكة نفرتاري الشهيرة، غربي الأقصر. وقد تم فتح المقبرة خصيصا لسيدة قطر الأولي بطلب من وزارة الخارجية المصرية لأمين عام المجلس الأعلي للآثار في مصر، الغريب أن حفاوة الاستقبال بالشيخة موزة لم تقتصر علي الجانب الرسمي فقط.. بل انتقلت العدوي إلي مؤسسات المجتمع المدني التي أعربت قياداتها عن تقديرها للدور الاجتماعي الرائد ــ من وجهة نظرهم ــ الذي تقوم به الشيخة موزة داخل قطر وخارجها، باعتبارها رئيسة للمؤسسة العربية للديمقراطية ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والمبعوث الخاص للتعليم الأساسي والعالي لدي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وغيرها من المناصب.

    وطالبت قيادات تلك المؤسسات بأن يكون هناك دور لقطر في دعم مشروعات حماية التراث في الأقصر.

    الغريب أن كل الذين تابعوا زيارة الشيخة موزة لاحظوا أنها تتصرف كما لو أنها سيدة مصر ــ وليس قطر ــ الأولي وذكرتنا بما كانت تقوم به سوزان مبارك ــ الله لا يرجع أيامها ــ أثناء زياراتها لدور الرعاية الاجتماعية وذوي الاحتياجات الخاصة.. وللأسف فإن الهدف في الحالتين ليس إلا التصوير التليفزيوني والشو الإعلامي وهنا أطرح سؤالاً آخر هو: بأي صفة التقي الشيخ تميم بن حمد ولي العهد القطري وابن الشيخة موزة بعدد من شباب الثورة المصريين خلال زيارته الأخيرة للقاهرة؟ وأتساءل: لماذا لم تكشف أي جهة رسمية أو إعلامية (خاصة قناة الجزيرة) عن أسباب عقد هذه اللقاءات التي تمت من قبل أيضا في الدوحة؟ ولماذا لم يكشف السادة (الثورجية) عما دار في هذه اللقاءات المشبوهة؟

    وهنا أؤكد حقيقة مهمة وهي أنني لست من الرافضين لزيارة أي شخص إلي مصر - بمن فيهم الشيخة موزة نفسها - أو أي شخص أو مواطن قطري أو الترحيب به علي أوسع نطاق في مصر بشرط أن يكشف لنا عن أهدافه الحقيقية من الزيارة خاصة في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصر بعد الثورة. وبعيدا عن زيارة السيدة القطرية الأولي إلي مصر وما صاحبها من إرهاصات سياسية وإعلامية.. نشير إلي محاولة اخري من محاولات التعاون القطري -الإخواني التي تستهدف كسب تعاطف وشعبية للجماعة قبل انتخابات مجلس الشعب القادمة حيث تحاول قطر إقناع الولايات المتحدة بالإفراج عن مفتي الجماعة الإسلامية الدكتور عمر عبدالرحمن والمحبوس في الولايات المتحدة منذ أكثر من 20 عاما.. علي أن يتم الترويج لذلك إعلاميا علي أنه أحد إنجازات الجماعة لدعم مرشحيها في الانتخابات المقبلة التي تبدأ في الثامن والعشرين من نوفمبر المقبل. تأتي هذه الخطوة التي تكشف العلاقات المشبوهة بين كل من قطر والولايات المتحدة من ناحية وبين جماعة الإخوان في مصر من ناحية اخري بعد أيام من محاولات ثلاثي أضواء الشر في الشرق الأوسط تسليط الأضواء الإعلامية علي دور قطر وأمريكا والجماعة في صفقة الإفراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف من المعتقلين والاسري الفلسطينيين. وكشفت المصادر عن تعهد الاخوان المسلمين للمجلس العسكري بضمان تنفيذ الصفقة كما تمت لقاءات بين مسئولين في المخابرات الأمريكية وممثلين عن الإخوان المسلمين في تركيا.

    وذكرت تقارير خاصة ان القيادي الإخواني كمال الهلباوي التقي في شهر مايو الماضي ستيفن كابس الذي كان يشغل موقع مدير الـ«سي آي إيه» في الشرق الأوسط ثم أصبح مدير غرفة العمليات في الجهاز الأمريكي نفسه وكانت برفقته سيدة تدعي اليزا مانينغهام فكانت بداية الاتصالات بين الأطراف لتحريك ملف الصفقة.

    وأوضحت المصادر ان الإخوان المسلمين أرادوا من المساعدة في إتمام الصفقة تقديم بادرة جيدة للغرب حول قدرتهم علي حل ملفات سياسية مأزومة لم يستطع النظام المصري السابق بحلحلتها مما يمثل دليلاً علي حسن النية والبعد عن المواقف المتشددة تجاه الغرب. وأوضحت المصادر المصرية أن ضغطاً قوياً من الاخوان المسلمين في مصر وقطر والاردن وتركيا علي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أدي إلي تحركه وإتمام الصفقة. وبالمناسبة نشير إلي أن خالد مشعل سيقوم بزيارة إلي الأردن خلال الأيام القليلة المقبلة ويرافقة فيها الشيخ تميم بن حمد ولي العهد القطري ونجل الشيخة موزة .

    وتشير المصادر إلي ان المجلس العسكري في مصر فوجئ بطلب من أحد قياديي «الإخوان» تضمن استعدادهم لاتمام الصفقة، وفوجئ اكثر بأن طلباً أمريكيًا بتسهيل عمل الإخوان تم عبر السفيرة الأمريكية في القاهرة أن باترسون، مما اثار امتعاضا داخل المجلس العسكري تركز في عدم معرفته بالجهود التي كانت تتم لشهور في تركيا وقطر والأردن ودمشق.

    وقد أشارت تقارير خاصة إلي أن المكتب السياسي لحركة حماس سيتم نقله من دمشق إلي القاهرة وبرضا أمريكي حيث سيفقد النظام السوري ورقة ثمينة كان يلعب بها لوقت طويل وسيتيح ذلك تقوية دور الإخوان علي المسرح السياسي في مصر والمنطقة، مما يشير إلي أن الصفقة قد تكون البداية للحكم الإخواني في مصر بالتراضي مع المجلس العسكري. وتأتي خطوة نقل مقر حركة حماس من دمشق إلي القاهرة كنوع من الانتقام القطري من سوريا بعد تحفظ القيادات السورية علي رئاسة قطر للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية بسبب معرفة القيادات السورية للأغراض المشبوهة لقطر في تدمير عدد من الدول العربية خاصة التي شهدت ثورات داخلية منذ بداية هذا العام مثل تونس ومصر وليبيا وتقوم بنفس الدور حاليا في كل من سوريا واليمن، وكمحاولة لاستعراض العضلات أمام الرأي العام العربي والعالمي وجهت قطر الدعوة للدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية - والذي كان لقطر دور بارز في فوزه بالمنصب منذ عدة أشهر بعد سحب مرشحها أمامه أحمد العطية - لزيارة الدوحة كنوع من رد الجميل لها والإيحاء بأنها الدولة المحركة للاحداث في المنطقة وسوف تتم زيارة (العربي) للدوحة خلال الأيام القليلة المقبلة.

    وللتدليل علي صحة كلامي حول وجود مخطط قطري بالتعاون مع حلفائها في المنطقة لتدمير عدد من الدول العربية ليسمح لي القراء بأن أستشهد بما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن القادة الليبيين في طرابلس كانوا علي مقربة من التوصل إلي اتفاق بشأن تأسيس قيادة موحدة، حتي تدخل شخصان قياديان، هما عبد الحكيم بلحاج، مقاتل إسلامي سابق تم احتجازه من قبل لفترة وجيزة من جانب وكالة المخابرات المركزية عام 2004، وهو إذ يتهم الآن قادة الميليشيات المحلية بتهميشه، قال لهم نصاً «لن تفعلوا ذلك مطلقاً بدوني»، وفقاً لما ذكره أشخاص مطلعون علي تفاصيل ذلك الاجتماع، الذي جري في الـ 11 من سبتمبر الماضي.

    ولفت هؤلاء الأشخاص أيضاً إلي أن الشخص الآخر الذي حضر هذا الاجتماع هو قائد أركان الجيش القطري، اللواء حمد بن علي العطية. وأوضحوا أن بلحاج حقق فوزاً تكتيكياً في تلك المناسبة، حيث انتهي الاجتماع من دون أن يتم التوصل إلي اتفاق، ومازالت الجهود الرامية إلي توحيد ميليشيات طرابلس المختلفة مُتوقفة حتي يومنا هذا رغم رحيل القذافي منذ أيام .

    وهنا، أكدت الصحيفة أن وجود قائد عسكري أجنبي في طرابلس (في إشارة إلي اللواء حمد)، الذي وصف أحد الأشخاص المطلعين زيارته بأنها جاءت بمثابة المفاجأة للقيادة المؤقتة في ليبيا، يعد دليلاً علي دور قطر البارز في جهود الإطاحة بالقذافي.

    ثم مضت الصحيفة لتشير إلي المساعدات النقدية التي زوّدت بها قطر الثوار، والتي قدرت بعشرات الملايين من الدولارات، في صورة مساعدات وتدريبات عسكرية، إضافة إلي أكثر من 20 ألف طن من الأسلحة. وقد حظيت الجهود القطرية التي بذلت في هذا الشأن بدعم الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين وكثيرين من الليبيين أنفسهم باهتمام كبير .

    ونقلت (ستريت جورنال) في هذا الصدد عن مسئولين ليبيين ومراقبين غربيين قولهم إن هناك تخوفاً من علاقات قطر ا########دة بزمرة من الإسلاميين الليبيين، الذين سبق لهم القتال في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، والبقاء لسنوات في السجون أثناء فترة حكم القذافي. ونشرهم بعد ذلك أطروحة لاهوتية تدين الجهاد العنيف. وعبر الدعم الذي يحصلون عليه من قطر، أضحوا لاعبين أساسيين في الشأن السياسي الليبي.

    وفي نفس السياق أيضا نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرا كشفت فيه نقلا عن عدد من الدبلوماسيين الغربيين في العاصمة الليبية قلقهم مما يصفونه «بتمويل قطر للتوتر وعدم الاستقرار في ليبيا قبل وبعد مقتل القذافي». ويتهم الدبلوماسيون الغربيون الدولة الخليجية الصغيرة «بالتدخل في شئون سيادية ليبية».

    ولفتت إلي أنه «تأتي الاتهامات في وقت يتزايد فيه القلق في صفوف المجلس الوطني الانتقالي من تنفيذ قطر لأجندتها الخاصة ما بعد الحرب دون أي اعتبار لجهود اعادة الاستقرار
    Share on facebook
                  

11-26-2011, 06:35 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_news.php?main_id=11887


    Quote:
    العلاقات الخفية بين الإخوان المسلمين والمخابرات البريطانية والأمريكية!

    مى سمير
    العلاقات الخفية بين الإخوان المسلمين والمخابرات البريطانية والأمريكية!
    مارك كيتس صحفي بريطاني شهير.. توضع مؤلفاته السياسية في خانة " أفضل المبيعات ".. أما كتابه " العلاقات السرية ــ التحالف البريطاني مع الإسلام السلفي " فقد وضع في خانة " أخطر الكتابات ".. فكل كلمة فيه تسندها وثيقة رسمية.. وإن كانت هناك وثائق غير مسموح بها فذلك حماية لشخصيات قيادية تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين لاتزال تلعب دورا مؤثرا علي المسرح السياسي.

    ويعطي الكتاب أهمية خاصة لتلك الجماعة التي خرجت من مصر وانتشرت في دول العالم المختلفة ونجحت في البقاء علي قيد الحياة رغم كل ما تعرضت له من ضربات موجعة.

    لقد أعتبرت بريطانيا مصر بمثابة رمانة الميزان لمكانتها في الشرق الأوسط فأعلنت حمايتها عليها خلال الحرب العالمية الثانية وسمحت لشركاتها بالسيطرة علي الحياة التجارية فيها وتمركزت أكبر قوة عسكرية بريطانية في منطقة قناة السويس.. لكن.. ذلك كله وجد مقاومة من قوتين.. قوة الحركة القومية.. وقوة الحركة الدينية متمثلة في الإخوان.

    كانت سياسة بريطانيا تجاه الإخوان سياسة قمعية سعت للقضاء عليهم.. وكان الإخوان يحظون بحماية الملك الذي كان يمولهم في الأربعينيات.. فقد اعتبرهم قوة يواجه بها الوفد والشيوعيين.. حسب تقرير للمخابرات البريطانية عام 1942.

    أما أول اتصال بين الإخوان والإنجليز فكان في عام 1941.. وهو العام الذي ألقي فيه القبض علي حسن البنا مؤسس الجماعة ولكن مع إطلاق سراحه سعت بريطانيا للاتصال بجماعته.. وحسب بعض المصادر فإن بريطانيا عرضت علي الإخوان تمويلا ماليا مقابل تأييد لبريطانيا منهم.. لكن.. ليس هناك ما يثبت أو ينفي أنهم قبضوا التمويل فعلا.. علي أنه لوحظ هدوءا نسبيا في نشاط الإخوان المضاد لبريطانيا بعد العرض بقليل.. ومن ثم فإن من المرجح أن العرض البريطاني حظي بقبول.

    بحلول عام 1942 أصبح من المؤكد أن بريطانيا تمول الجماعة.. ففي 8 مايو عقد مسئولو السفارة البريطانية اجتماعا مع رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت أمين عثمان باشا وناقشا العلاقة مع الإخوان واتفق علي عدة نقاط منها تقديم مساعدات مالية لهم من حزب الوفد علي أن تقوم الحكومة بشكل سري بالتمويل الذي تأخذه من السفارة البريطانية.. كما وافقت الحكومة علي دس مخبرين في الجماعة ومعرفة أسرارها ونقلها إلي السفارة البريطانية.. يضاف إلي ذلك خلق شقاق بين حسن البنا وأحمد شكري زعيمي الجماعة.. دون اللجوء إلي ممارسات عنيفة ضد الجماعة.. لقد تبنت بريطانيا سياسة " القتل الرحيم".

    ونوقش في الاجتماع أيضا دور جماعة الإخوان في التصدي للحركات القومية المصرية المعادية للاستعمار. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا تتعاون مع الإخوان علي الرغم من إدراكها خطورتهم.

    في يونيه عام 1952 صدر تقرير من الخارجية البريطانية تحت عنوان " مشكلة القومية " رصد مخاطر المد القومي علي المصالح البريطانية.. وبعد شهر من صدور هذا التقرير قامت ثورة يوليو أو ثورة جمال عبدالناصر الذي شكل تهديدا لبريطانيا خاصة بعد تبنيه سياسة عدم الانحياز.. وقد وصفت الخارجية البريطانية سياسته بفيروس القومية العربية.. وفي محاولة للتصدي له سعت بريطانيا لاستغلال العناصر الدينية متمثلة في الإخوان المسلمين للقضاء عليه. في ذلك الوقت كان مرشد الجماعة حسن الهضيبي الذي عرف عنه عدم اللجوء إلي العنف.. لكنه لم يكن قادرا علي إحكام سيطرته علي تيارات العنف داخل الجماعة.. فأحيت الدعوة إلي الجهاد ضد البريطانيين.. لكن تقريرا من السفارة البريطانية في القاهرة صدر عام 1951 أكد علي عدم جدية الإخوان في شن هجوم علي التواجد البريطاني بمصر.. وأشار تقرير آخر إلي أن بعض العمليات التي قام بها الإخوان ضد الانجليز هي نتاج عدم انضباط داخل الجماعة ووجود تضارب بين سياسات القادة.

    وكشفت وثائق بريطانية سرية عن محاولات لعقد اجتماع مع الهضيبي وعقدت بالفعل اجتماعات مع أحد مستشاريه.. وهو ما يثبت أنهم علنا كانوا يعلنون الجهاد ضد الإنجليز وسرا يلتقون بهم.. ووفقا للخارجية البريطانية فإن هذه الفترة شهدت تلقي الإخوان رشاوي ضخمة من الحكومة المصرية من أجل عدم قيامهم بأعمال عنف ضد النظام.

    مع قيام ثورة يوليو سارع الإخوان بتأييد الضباط الأحرار معتمدين علي وسيط سابق هو أنور السادات.. وفي بداية 1953 عقدت لقاءات مباشرة بين مسئولين بريطانيين وحسن الهضيبي ولأن بعض الوثائق لا يزال سريا فإن المناقشات التي دارت بين الطرفين لم يكشف عنها بعد.. إلا أن ريتشارد ميتشيل المحلل الشهير لشئون الإخوان أشار إلي أن هدف اللقاءات كان دفع الإخوان للمشاركة في مفاوضات الجلاء البريطاني عن مصر.. مع ضمان وقوفهم ضد عبد الناصر الذي أدان هذه اللقاءات وأتهم الهضيبي بقبول بعض الشروط البريطانية للجلاء وهو الأمر الذي صعب من موقف الحكومة المصرية في المفاوضات.. ومارست بريطانيا سياسة فرق تسد.. وتشير مذكرة رسمية إلي أنها هي التي ابلغت عبدالناصر بلقاءات الهضيبي معها.

    تتضمن الملفات البريطانية أيضا إشارة لحدوث لقاءات بين الانجليز وقيادات إخوانية في 7 فبراير عام 1953.. وفيها أبلغ شخص يدعي أبو رقيق المستشار السياسي تريفور إيفانز رسالة مفادها " إذا بحثت مصر في العالم بأجمعه عن صديق لها لن تعثر عن صديق سوي بريطانيا".. وهي رسالة اعتبرتها السفارة البريطانية بمثابة إعلان عن وجود قادة داخل الإخوان لديهم الاستعداد للتعاون مع بلادها.

    في عام 1954 أعلن جمال عبدالناصر حل الجماعة وفي أكتوبر من نفس العام تعرض عبد الناصر لمحاولة اغتياله علي يد التنظيم السري للإخوان في حادثة المنصة بالمنشية.. والقي القبض علي مئات من الإخوان وتعرض أغلبهم للتعذيب وهرب البعض الآخر للخارج.. وفي ديسمبر تم إعدام ستة إخوان وتعرضت الجماعة إلي انتكاسة كادت تقضي عليها.

    بعد فشل محاولة اغتيال عبدالناصر أرسل ونستون تشرشل رسالة شخصية إليه قال فيها : " أهنئك علي نجاتك من محاولة الهجوم المشينة عليك بالاسكندرية " والمثير أنه بعد فترة وجيزة كانت بريطانيا تتحالف مع نفس الأشخاص للقيام بنفس المهمة.

    اعترفت الوثائق البريطانية بأن الثورة المصرية حققت إنجازات لم يستطع غيرها تحقيقه من قبل.. وقال سفير بريطانيا في القاهرة سير رالف سيفنسون بأن القادة الجدد في مصر يستحقون مساعدة جادة من بريطانيا العظمي.. لكن بعد 9 شهور من تلك الشهادة قررت بريطانيا وفق وثائقها التخلص من عبدالناصر.

    في ذلك الوقت كانت بريطانيا والولايات المتحدة تدبران محاولات للانقلاب في سوريا ومصر ووفقا لوثيقة علي درجة عالية من السرية فإن الرئيس الأمريكي ايزنهاور وصف الوضع للإنجليز قائلا : " نحن في حاجة لخطة ماكيفيلية تساعد علي الوصول إلي شكل للشرق الأوسط يصب في مصلحتنا ".

    العديد من الوثائق تؤكد ضلوع المخابرات البريطانية في محاولات قتل عبد الناصر والقضاء علي نظامه ويشير بعضها إلي اتصال بين مسئولين بريطانيين ومنهم نورمان داربيشير رئيس مكتب المخابرات البريطانية في جينيف مع الإخوان المسلمين في سويسرا في اطار محاولات قلب نظام الحكم في مصر.

    وهناك أدلة أخري علي اتصال بريطانيا بالإخوان في عام 1955 عندما زار عدد من الإخوان الملك فاروق في منفاه للتعاون معا ضد عبد الناصر. وكان الملك حسين ملك الأردن قد منح الإخوان جوازات سفر لتسهيل عملية انتقالهم وسفرهم من أجل العمل ضد النظام المصري بينما دعمت السعودية هذه التحركات الإخوانية بالتمويل المالي.. وكان عميل المخابرات المركزية الأمريكية السابق روبرت بيار قد أكد أن الولايات المتحدة وافقت علي تمويل السعودية لنشاط الإخوان ضد عبدالناصر.

    في أغسطس عام 1956 ألقت السلطات المصرية القبض علي دائرة جاسوسية بريطانية مكونة من أربعة أفراد اتصلوا بعناصر طلابية بتوجهات دينية بهدف التشجيع علي القيام بأعمال تخريبية تمنح أوروبا مبرراً للتدخل العسكري لحماية رعاياها.

    وعلي الرغم من تعاون بريطانيا مع الإخوان المسلمين إلا أنها كانت مدركة لخطورة الجماعة وخطورة وصولها للحكم في مصر ولهذا فهي كانت لا تمانع في استغلالها لتحقيق أهدافها في المنطقة لكنها بالتأكيد لم تكن تدعم وصولها للحكم.

    عندما طرد جمال عبد الناصر الإخوان المسلمين من مصر سافر العديد منهم إلي السعودية بمساعدة المخابرات المركزية الأمريكية ونجح الإخوان في الاندماج سريعا في المجتمع السعودي واحتلوا مناصب عليا في القطاعين المصرفي والتعليمي.. أما الإخوان الذين سافروا إلي أوروبا فقد بدأوا في تأسيس شبكات دولية مقرها ميونيخ برئاسة سيد رمضان.

    السعودية كانت معادية للحركة القومية وفي هذا الاطار صرح راي كلوز رئيس مكتب المخابرات الأمريكية في الرياض بأن المملكة استقبلت الإخوان بترحاب كبير وشجعت نشاطهم في مصر والسودان ولكنها في نفس الوقت كانت معارضة لنشاطهم داخل المملكة.

    في نهاية الخمسينيات بدأت المخابرات المركزية الأمريكية في تمويل الإخوان.. في إطار التعاون بين الشركة الأمريكية للبترول "ارامكو" والسلطات السعودية قامت المخابرات الأمريكية برعاية تأسيس خلايا دينية صغيرة في السعودية معادية لحركة القومية العربية.. ويقال إن السعودية دفعت رشوة قدرها 2 مليون استرليني لعدد من الضباط السوريين لكي يسقطوا طائرة جمال عبد الناصر أثناء زيارته لدمشق.

    خلال الستينيات استمرت المواجهات بين تيار القومية العربية بقيادة مصر والملكية الإسلامية بقيادة السعودية وهي مواجهات أخذت من اليمن مسرحا لحرب دموية استمرت عدة سنوات ودعمت بريطانيا التي تتحكم في 40 % من بترول الخليج السعودية خوفا علي مصالحها وإن انسحبت في النهاية من عدن عام 1967 أمام قوي التحرر المدعومة من مصر.

    في تلك الفترة بدأت السعودية في نشر الفكر الوهابي لمنع المد الناصري.. وساندتها بريطانيا في ذلك.

    حدث ذلك في عام 1962 عندما أعلن ولي العهد الأمير فيصل بن سعود عن تأسيس جامعة العالم الإسلامي التي تديرها وتمولها المؤسسة الدينية السعودية.. نشرت الدعوة.. بنت مساجد في مختلف أنحاء العالم.. وكان من ضمن العاملين الأوائل فيها قيادات من الإخوان الذين ذهبوا إلي السعودية في الخمسينيات.. وساعدهم حاج أمين الحسيني مفتي القدس وسيد رمضان رئيس التنظيم الدولي للإخوان الذي كتب دستور المنظمة.. بعد ذلك دعمت بريطانيا اقصاء الملك سعود وتصعيد الملك فيصل بدلا منه عام 1964.

    مع نهاية هذا العقد كان الملك فيصل قد ساهم بالفعل في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1969 كما بدأت السعودية في تمويل خلايا الإخوان المسلمين في أوروبا.. وكان من ضمن من لجأوا إلي السعودية الإخواني الفلسطيني عبدالله عزام الذي عمل مدرسا في جامعة جدة واكتشف أسامة بن لادن ووجهه إلي فكرة الجهاد الإسلامي وهو نفسه في الثمانينيات كان ضمن جبهة المجاهدين المسلمين في أفغانستان.. مدرس آخر في جامعة جدة هو المصري محمد قطب شقيق سيد قطب، تلك العناصر الإسلامية هي التي ساهمت في وضع الأسس الفكرية والاستراتيجية لتنظيم القاعدة.

    وهناك مصادر تؤكد أن المخابرت الأمريكية نقلت عشرات الملايين من الدولارات إلي رمضان في فترة الستينيات.. وهناك وثائق أخري في الأرشيف السويسري تؤكد أن السلطات السويسرية كانت تنظر بعين الرضا إلي أنشطة رمضان المعادية للشيوعية.. نفس الوثائق تشير إلي أنه كان عميلاً للمخابرات البريطانية والأمريكية.. في هذا الاطار كانت الجريدة السويسرية Le Temps>" الزمن قد نشرت أن ملفات رمضان لدي الحكومة السويسرية تتضمن الإشارة إلي علاقاته مع العديد من أجهزة الاستخبارات الغربية.

    توثقت علاقة السعودية بعد وصول فيصل إلي الحكم مع عناصر الإخوان باعتبارهم وسيلة القضاء علي عبد الناصر الذي شن حملة جديدة لتفكيك الجماعة في منتصف ستينيات القرن الماضي وحوكم قيادات من الإخوان بمن في ذلك رمضان الذي حكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد وأعدم عدد آخر منهم كان من بينهم سيد قطب الذي كانت كتاباته إلهاما للإخوان في العالم ولأجيال جديدة مثل أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد أسامة بن لادن والذي كان في ذلك الوقت عضوا في الجماعة رغم أن عمره لم يتجاوز الرابعة عشرة.. لكن ما فعله عبد الناص"> تكشف الوثائق البريطانية أن المسئولين هناك كانوا يشككون في قدرة السادات علي السيطرة علي الإخوان كما أكد سير ريتشارد بومونت السفير البريطاني لوزارة الخارجية الخارجية في تقرير يفيد أن السادات استغل الإخوان لمواجهة التيارات اليسارية ولكنه يبدو غير قادر علي السيطرة علي الإخوان.

    في هذا الاطار ظلت بريطانيا حريصة علي الحفاظ علي علاقاتها بالإخوان ولكن الوثائق البريطانية لا تكشف إذا كان اتصالات مباشرة قد تمت بين المسئولين البريطانيين وحسن الهضيبي الذي كان لايزال يحتل رئاسة الجماعة إلي وفاته عام 1973

    مع الألفية الثالثة وبعد أحداث 11 سبتمبر تغيرت صورة التحالفات في الشرق الأوسط.. في أغسطس 2006 ألقي توني بلير رئيس الوزراء البريطاني خطبة حول الشرق الأوسط قسم فيه المنطقة بين دول تنتمي لمعسكر الحداثة وأخري لاتزال يسيطر عليها الاتجاهات الإسلامية الرجعية.. في معسكر الحداثة نجد دولا مثل الإمارات والبحرين والكويت وقطر وفي المعسكر الآخر نجد القاعدة وحماس وحزب الله وطالبان.

    وثائق حكومية في الفترة من عام 2004 إلي 2006 تضيف المزيد.. واحدة منها تحمل عنوان "العمل مع المجتمع الإسلامي" يعود تاريخها إلي يوليو 2004 تشير إلي أن جذور الإسلام الحديث من الممكن ربطها بالإخوان والجماعة الإسلامية وهما منظمتان اعتادت بريطانيا التعاون معهما في الماضي.. كاتب هذه المذكرة هو "أنجيس ماكي" وهو أحد العملاء في إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزراة الخارجية البريطانية وهو مهندس العلاقات التي ربطت بين السياسة البريطانية والجماعات الإسلامية.

    تضمنت هذه المذكرة عدة ملاحظات حول وعي الجماعات الإسلامية بنوايا القوي الغربية واستعداد هذه الجماعات الإسلامية للتغاضي عن الأهداف الحقيقية للغرب وصنع تحالفات معها من أجل تحقيق مصالحها وأكدت نفس المذكرة أن الجماعات الإسلامية في العديد من الدول العربية وبالأخص شمال أفريقيا تمثل جبهة المعارضة الأقوي للأنظمة الحاكمة وأن هذه الجماعات تتسم بالتنظيم.

    في نفس الوقت اشترك باسيل إيستوود السفير البريطاني السابق في سوريا مع ريتشارد ميرفي مساعد وزير الخارجية في عهد ريجان في كتابة تقرير لحكومة الدولتين تحت عنوان "علينا التحدث مع الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وليس في العراق فقط ".. هذه المذكرة خرجت بنتيجة أن حكومات مجموعة الثمانية يجب أن تدخل في حوار مع الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط.. ولو بشكل غير مباشر.

    أحد المعارضين لهذه الاستراتيجية هو السفير البريطاني في القاهرة سير ديرك بلونبلي والذي يري أن هناك قوي أخري في مصر غير الإخوان علي بريطانيا التواصل معها ويؤمن بأن الإخوان معادون للغرب ولكن الواقع يؤكد أن بريطانيا تدرك هذه الحقيقة ولكن هذا لم يمنعها من التعاون معهم سواء في الماضي أو في الوقت الحاضر وفيما يبدو أن الحكومة البريطانية قد تغاضت عن ملاحظات سفيرها في القاهرة وقررت الارتباط بالإخوان.

    في يناير 2006 كتبت جولي ماكجروير من مكتب وزارة الخارجية لشئون العالم العربي وإسرائيل وشمال أفريقيا لوزير الخارجية البريطاني بضرورة رفع معدلات الاتصالات الدورية مع أعضاء البرلمان المصري من الإخوان وأضافت : إنها اتصلت بالفعل بعدد من أعضاء البرلمان من الإخوان ولكن هذه الاتصالات قطعت تحت ضغط من النظام المصري.. ومنذ عام 2002 وهناك اتصالات متقطعة مع أعضاء البرلمان من الإخوان. في مايو أكد كيم هولز وزير الخارجية أمام البرلمان البريطاني أن المسئولين البريطانيين يتواصلون مع أعضاء الإخوان المسلمين منذ عام 2001 وأن مسئولين آخرين التقوا مع ممثلين للإخوان في الأردن والكويت ولبنان واتصلوا بشكل محدود مع الإخوان المسلمين في سوريا.

    وفي يونيه 2005 وضع السفير ديرك بلونبلي مذكرة توضح بعض الأسباب التي تقف وراء حرص بريطانيا علي التواصل مع الإخوان ومنها أن هذا التواصل من شأنه تزويد بريطانيا ببعض المعلومات المفيدة وهو الأمر الذي يتفق مع سياسة بريطانيا طويلة الأمد في التعامل مع المتطرفين كعملاء ومخبرين يمدوها بما تريده من معلومات وأضاف : إن هدف بريطانيا هو دفع النظام المصري لتحقيق إصلاح سياسي وإن كان يري أن الطريق الذي تسلكه بريطانيا غير مضمون.

    وهناك سبب آخر لذلك هو رغبة بريطانيا في تأمين نفسها في حالة حدوث أي تغيير في نظام الحكم بمصر.. مستقبل مصر غير مضمون بعد رحيل مبارك أو سقوط حكمه وسواء حدث التغيير نتيجة لثورة أو لا فمن المحتمل أن يلعب الإخوان دورا في في المرحلة الانتقالية.

    إن المخاطرة كبيرة في دولة محورية مثل مصر كما تملك بريطانيا العديد من المصالح في مصر بوصفها أكبر مستثمر أجنبي باستثمارات تصل إلي 20 مليار دولار.

    في الخمسينيات من القرن الماضي كان التحالف البريطاني مع الإخوان وسيلة للقضاء علي الحركات القومية العربية اليوم بعد مرور عقود من الزمن علي انهيار القومية العربية تواجه لندن وواشنطن مرة أخري موقفا يائسا من جديد في الشرق الأوسط،، فسياساتهما تتعرضا للتحديات في أغلب الجبهات ولهذا فإنهما تبحثان عن حلفاء لهما وبالتالي فإن علاقة بريطانيا اليوم مع الإخوان هي استمرار لحرصها علي استخدام الإسلاميين كأداة مباشرة في سياستها الخارجية الساعية لصنع تحالفات تواجه أعداء محتملين.
                  

11-26-2011, 06:41 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=112330


    Quote: تحقيقات وحوارات > الإخوان والموساد وCIA.. سري للغاية (الحلقة الثانية) ..مستند يكشف تعاون أمريكا مع الإخوان أيام الثورة لقلب نظام الحكم في مصر


    الشركة الأمريكية الموردة لقنابل الغاز شريكة لهيئة الصناعات العسكرية بإسرائيل
    ثوار التحرير منعوا البلطجية من التحرش بصحفية فرنسية
    الشارع أمان.. والثورة في الميدان
    «التوراة» هدية متبادلة بين مبارك وإسرائيل
    وثيقة التحرير: السيادة للشعب.. ومحاكمة قتلة المتظاهرين

    -
    البوم الصور و الفيديو
  • [جمال عبد الناصر] [حسن البنا] [محمد بديع] [داليا مجاهد]


    الإخوان والموساد و CIA
    إسرائيل تضع حزب «الإخوان» علي قوائم تمويل الإرهاب .. وترصد مكالمة «هنية والقرضاوي» في «جمعة النصر »
    الهضيبي الصغير مدير مخابرات الجماعة (الحلقة الثالثة)
    وثائق الاتصالات السرية بين الجماعة و أمريكا وإسرائيل
    استعرض الملف



    كتب rosadaily

    العدد 1804 - الخميس - 19 مايو 2011

    كتب- توحيد مجدى

    ثورة 25 يناير وحقيقة الاتصالات بين الإخوان والموساد والمخابرات الأمريكية التي جرت خلالها ستظل مثار جدل طويل تقول المستندات التي نعرضها هذه الحلقة أن الجماعة أوقفت اتصالاتها بالموساد منذ فبراير 2011 وهو ما اثار قلق إسرائيل.

    المستند الإسرائيلي الذي أثار انتباهنا فعلا فقد سرح بعيدا وربما بسبب سذاجة فهمنا لحنكة الإخوان السياسية في مصر لا يمكننا أن نستوعبه مرة واحدة، فقد أكد المستند أن الأمر أصبح خارج إطار السرية فيما يخص اتصالات جماعة الإخوان المسلمين بمصر والإدارة الأمريكية نفسها إذ يؤكد المستند طبقاً لمعلومات الموساد في إسرائيل أن مستشارة الرئيس أوباما للشئون الإسلامية السيدة داليا مجاهد ولدت بحي السيدة زينب في عام 1974- هي أصلاً عضو نشط بالجماعة المصرية علي حد معلوماتهم هم في إسرائيل ، وهو الأمر الذي لو كان حقيقيا فما جدوي أي موضوع عن العلاقات السرية للإخوان المسلمين مع الأجهزة الأمريكية لأنه في تلك الحالة ستكون الاتصالات ربما علي مدار الساعة.

    ترشيح عبدالمنعم أبوالفتوح تمثيلية

    غير أننا مع كل هذا نجد تقرير وضع نهائيا كتب في الموساد عقب ثورة 25 يناير عن اتصالات جماعة الإخوان المسلمين مع الموساد الإسرائيلي في الفترة من 2010 حتي 25 يناير 2011 يفيد بأن الجماعة بعد أن حققت ما كانت تسعي إليه عقب الثورة أوقفت اتصالاتها بالموساد بالكامل بل لم تسمح منذ فبراير 2011 حتي كتابة تلك السطور، طبقاً للمثبت في المستندات الإسرائيلية حتي لقنوات اتصال جانبية من قطاع غزة بلعب دور الوسيط في الحوار مع إسرائيل وهو ما يقلق إسرائيل حاليا وهو السبب نفسه الذي جعل إسرائيل تعود للعبة اتهام الجماعة بالتشدد والإرهاب بدعوي أنهم يخططون للسيطرة علي مقاليد الأمور في مصر ، ويتذرع مستند آخر بالميل لذلك التحليل خاصة بعد قيامهم بالجماعة -علي حد تعبير المستندات- بلعب تمثيلية إعلان عن ترشيح محتمل للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لرئاسة الجمهورية في مصر وطبقاً للمستندات الإسرائيلية فإن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سوف تركز علي ذلك القرار خلال زيارته المتوقعة بعد أيام للبيت الأبيض وفي الزيارة بناء علي ما ذكرته المستندات الحديثة وثق الموساد عدة اتصالات بينهم وبين الجماعة فيها تعهدت الجماعة بعدم السعي للرئاسة في مصر وهي ذات التعهدات التي وثقتها الجماعة لكل الأطراف تقريبا وكشفت المستندات الإسرائيلية عن أن الموساد الإسرائيلي مع المخابرات الأمريكية سوف يعلنون قريبا -ربما سرا لا نعلم- ولكن ذلك علي حد ما جاء بالأوراق عن دعوة جماعة الإخوان المسلمين للحوار الصريح لتحديد الخطوط العريضة في السياسة الجديدة بالمنطقة ، وكشفت المستندات الإسرائيلية عن أن الموساد الإسرائيلي يضغط حاليا علي الإدارة الأمريكية كي تلعب دور الوساطة المباشرة لتفتح حواراً رسميا بين الجماعة في مصر والأجهزة الإسرائيلية خلال الشهرين المقبلين علي حد ذكر المستندات الإسرائيلية.

    الجدير بالذكر أن عدد موقع (ديبكا) الإسرائيلي في تاريخ 9 مايو 2011 قد أشار إلي معلومات مشابهة لحد كبير وهي المعلومات التي يمكن لكم مطالعتها حالياً، بينما أكد تقرير إسرائيلي آخر أن اتصالات الجماعة في مصر مع الموساد الإسرائيلي قد تأثرت بشكل ملحوظ منذ تولي الدكتور "محمد بديع عبد المجيد سامي".

    - ولد في مدينة المحلة الكبري بمصر في 7 أغسطس عام 1943- المرشد العام الثامن في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ 16 يناير 2010، وأن الموساد سيطلب الأيام المقبلة توسط الرئيس الأمريكي بينهم وبين المرشد الجديد من أجل مناقشة قضايا رئيسية ومهمة في المرحلة المقبله علي حد تعبيرهم في إسرائيل.

    وبالرغم من أننا نجد الكثير من العداء في علاقات الجماعة بالموساد الإسرائيلي وهو لا يمكن أن ننكره أو نتغاضي عنه، حيث تتكلم المستندات وتثبت أن الإخوان يستغلون كل اتصال لمصلحتهم وأن واقع المستندات كلها حقيقة لكنه لا تشير إلي التقارب بين الجماعة والمخابرات الإسرائيلية في أي نقطة صراحة لكن يمكن أن تفهم الاتصالات في إطار ترتيب الأوضاع السياسية الجديدة بالشرق الأوسط وهو ما لا يمكن لأي محلل منطقي متفهم لظروف السياسة الدولية أن يتعارض مع فهمه أو يمكنه مثلاً أن يتهم الجماعة بناء عليه.

    أما في المستندات التي تخص الاتصالات السرية بين الجماعة في مصر وبين المخابرات الأمريكية فإننا نجد العكس حيث لا يوجد أثر لأي عداء بل نجد مستندا باسم: "العلاقات السرية لواشنطن مع الإخوان المسلمين"، فنتوقف لفحصه وهو بتاريخ 30 يناير 2011 وفيه نجد تلك الجملة الغريبة: "المخابرات الأمريكية في الفترة الأخيرة تحاول استغلال الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط ومن بينها الإخوان المسلمين وذلك كي تحارب تلك الحركات الأنظمة الديكتاتورية التي فشلت الولايات المتحدة علي مدي عشرات الأعوام في تغييرها ومن ثم مساعدة تلك الجماعات سرا وصولا لتغيير الأنظمة ما يمكن الولايات المتحدة من إعادة تنظيم الأوراق في الشرق الأوسط والعالم"، ويكشف التقرير ربما لأول مرة علي حد تعبيره وعلي مسئوليته: "أن العلاقات السرية مع الإخوان المسلمين بدأت منذ الخمسينيات واستخدمت أولاً في زعزعة نظام جمال عبد الناصر في مصر وكأداة حاسمة لتهدئة الإسلام المتطرف في أوروبا، ولمحاربة الشيوعية وفي بعض الأحيان لتقليل الضغوط علي الصهيونية ولو ود أحد الاستفسار فالرد بسيط، فبضغط الإخوان داخليا إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تشتت القرار السياسي المصري ما كان كفيلا بتخفيف الضغط عن إسرائيل، المهم نعود للمستند الأمريكي ونجدهم يتعجبون وهم يحللون الأحداث بعد كل هذه الأعوام فيكتشفون أنه في كل مرة استغلت الإدارة الأمريكية الإخوان في موضوع من كان المستفيد الأكبر هو الإخوان أنفسهم ، ويوثق المستند أول اتصال سري بين الإخوان والمخابرات الأمريكية وكان في لقاء تم بين الطرفين إبان عهد الرئيس الأمريكي "دوايت دافيد إيزنهاور، عام 1953، - ولد في 14 أكتوبر 1890 وتوفي في 28 مارس 1969 وهو الرئيس الرابع والثلاثين في تاريخ حكم الولايات المتحدة الأمريكية من 1953 حتي 1961- وفي عام 1953 وقبل عام واحد من إعلان عبد الناصر عدم شرعية حركة الإخوان المسلمين قامت المخابرات الأمريكية بتنظيم دعوة للعشرات من منتسبي الإخوان في مصر وكان اللقاء يبدو علي أنه تجمع ثقافي في جامعة "برينستون" الأمريكية غير أنه كان لقاء سريا بين الجماعة والمخابرات الأمريكية التي كانت ترغب يومها في ضرب الأفكار الشيوعية قبل أن تنتشر في مصر، وكان من شأنها تقوية حكم عبد الناصر ولأن المخابرات الأمريكية كانت تريد وقتها أن تكون الأغلبية في مصر إسلامية لمحاربة الشيوعية، ويشير المستند إلي أن ممثل الجماعة في هذا اللقاء قد كان شخصا يدعي "سعيد رمضان" عرفه المستند علي أساس أنه زوج ابنة الشيخ حسن البنا الذي كان يومها يشغل منصباً موازياً لوزير الخارجية بالجماعة وهو نفسه والد "طارق رمضان" مؤسس فرع الجماعة في سويسرا علي حد تعبير المستند الذي ذكر الكنية التي أطلقها السي آي إيه يومها لسعيد رمضان وهي: "فلانجيست" أو عضو الكتائب ويذكر المستند الأمريكي الرسمي أن سعيد رمضان أصبح من وجهة النظر المهنية بالمخابرات الأمريكية متعاونا مع السي آي إيه ويشير المستند إلي أن المخابرات الأمريكية قد ساندته رسميا في الفترة من 1950 و 1960 وأنه بمساعدة السي آي إيه سيطر علي أكبر مساجد مدينة ميونخ الألمانية بعد أن طرد منه داعيته الألماني المسلم، ويذكر التقرير أن ذلك الجامع أصبح ولليوم من أكبر مراكز الإخوان المسلمين في ألمانيا وأروبا ولا ينسي المستند أن يؤكد أن الدراسات التي تمت بعدها لتقييم تلك العملية أشارت إلي أن الإخوان حصلوا علي المركز علي أساس أنهم سيحاربون الشيوعية في ألمانيا ووسط أوروبا من خلاله غير أن الثابت أنهم لم يحاربوا سوي عبد الناصر في مصر حيث كانت لهم، علي حد تعبير المستند، دائماً أجندتهم الخاصة يلعبون في كل الاتجاهات لتحقيقها، وهنا يجب أن نشير إلي أن نفس المعلومات قد ذكرت بشكل صحفي في كتاب المؤلف الأمريكي الشهير "لان جونسون" (مسجد في ميونخ ـ النازية والسي آي إيه والإخوان المسلمين) وهو الذي حاز به علي جائزة بولتزر الصحفية.

    نعود للمستند حيث يشير إلي أن ذلك المركز استخدمه الإخوان بعدها في قلب نظام الشاه بل وتمت منه عملية تخطيط اغتيال أحد أكبر دبلوماسي شاه إيران في واشنطن نفسها، ولا يترك المستند الأمريكي السري تلك النقطة إلا بعد أن يؤكد علي حد ما جاء به، أن المخابرات الإنجليزية بأنواعها بداية من 1940 كانت تستخدم اتصالاتها بجماعة الإخوان في مصر عندما يتعذر علي الولايات المتحدة فهم السياسة المصرية وقتها وأن العلاقة بين الإخوان والاتصالات السرية بينهم وبين المخابرات الإنجليزية وصلت لقمتها عقب تولي الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ويذكر المستند الدليل علي تلك الاتصالات شهادة ضابط المخابرات الإنجليزي السابق "وليام بير" حيث كان هو وصلة الحوار بين الإخوان في مصر والمخابرات الإنجليزية، ويذكر المستند أن أهم العمليات التي قام بها الإخوان ضد عبد الناصر بتوجيهات من المخابرات الإنجليزية تركزت في الفترة من عام 1954 حتي عام 1970 وأن الإخوان ساعتها كانوا يعملون في ذات الوقت علي اتصالات مشابهة مع المخابرات الأمريكية وأن علاقات الإخوان بالجهازين بداية من عام 1954 كانت تتركز حول كيفية التخطيط لاغتيال عبد الناصر حيث كانت الحرب بينه وبين الجماعة قد بدأت تأخذ شكل أن الذي سيبقي منهم سيقضي علي الآخر.

    جدير بالذكر أن المستندات الأمريكية السرية عن العلاقات السرية بين الإخوان المسلمين في مصر وأجهزة المخابرات في العالم لم تحدد في أي جزء منها ماهية ونوعية أي عملية يفترض أن الإخوان قد قاموا بها لكنهم مع كل سطر جديد كانوا يؤكدون وجود الاتصالات السرية دائمة ولا تنقطع ، ويذكر المستند الأمريكي أن السي آي إيه أجري كذلك الاتصالات مع الإخوان إبان حرب فيتنام حيث كانت الولايات المتحدة مشغولة بحربها في فيتنام وأرادت أن تشتت العالم في أحداث أخري فأطلقت يد الإخوان المسلمين بالعالم وهو ما جعل الأنظمة التي يعملون تحتها تستهدف أنشتطهم في تلك الفترة.

    المستند الأمريكي المهم كشف لأول مرة عن أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الابن الذي خلع حذاءه قبل الدخول للمركز الإسلامي في واشنطن في 6 يوليو 2007 كان قد وضع في حملته الانتخابية خطة سرية بنيت علي إعادة الاتصالات بين المخابرات الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر وأن أول ثمار العمليات التي تمت بين الجماعة والمخابرات الأمريكية كانت في مواجهة جماعات متطرفة إسلامية تحديداً علي حد تعبير المستند، في باريس ولندن وهامبورج وأن في الوقت الذي كان العالم كله يبحث عما سمي بالذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر كانت تلك الذراع تواجه علي الأرض عسكرياً جماعات راديكالية متطرفة علي الأراضي الأوروبية وهي تلك الجماعات التي لم تستطع أجهزة المخابرات الغربية مواجهتها، ويؤكد التقرير أنه بداية من عام 2005 كان قد عقد اتفاق بين الإخوان المسلمين والمخابرات الأمريكية بأن تبدأ الإدارة الأمريكية تدريجياً في الاعتراف بالإخوان كفصيل إسلامي معتدل وأن تبني الخطط الأمريكية منذ ذلك التاريخ علي هذا الأساس مقابل أن يضمن الإخوان الاستقرار عند تمكنهم من الحكم في مصر وهو الاتفاق الذي كان ثمرة مؤتمر عقد في بروكسل عام 2006 علي حد ذكر المستند وفيه تقابل الإخوان مع فصائل إسلامية معتدلة في أوربا وإتفق الإخوان معهم علي ضرورة تهدئه الأوضاع في أوروبا لتخفيف الضغوط علي دول أوروبا فيما يتعلق بمخاطر الإسلام المتطرف، ويشير المستند إلي أن ذلك الإتفاق بين الإخوان في مصر والأجهزة في أمريكا كان بداية لعهد واعد في العلاقات بين الإخوان والإدارة الأمريكية الجديدة التي سيأتي بها الرئيس باراك أوباما.

    مستشار سري مصري لأوباما في شئون الشرق الأوسط

    الجدير بالذكر أن المستند يشير إلي أن أوباما نفسه لديه مستشار سري في شئون الإخوان المسلمين وأن هذا الشخص الذي لم يذكر المستند اسمه مصري الجنسية وعضو نشط في جماعة الإخوان المسلمين بمصر.

    نسرد المستندات دون أن يكون لنا فيها غرض وفي مستند أمريكي آخر نجد تقريراً تحليلياً صادر عن البروفيسور ميخائيل جوسودوفسكي مستشار المخابرات الأمريكية للجماعات الإسلامية السياسية قدمه للإدارة الأمريكية أوائل عام 2010 كتب في عنوانه: "من يساعد السي آي إيه والموساد الإسرائيلي والناتو في إعادة ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيكون الإخوان المسلمين في مصر" ، وفي تحليله يوثق البروفيسور ميخائيل جوسودوفسكي حقيقة أن "كونداليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن تقابلت مع الإخوان المسلمين في عدة لقاءات مسجلة بينهم منها لقاء تم في مايو عام 2008 في البيت الأبيض نفسه وأنهم خلال ذلك اللقاء اتفقوا مع ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي للرئيس جورج بوش وبتفويض كامل من بوش علي عدد من المبادئ في التعامل بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

    ونتفحص المستندات فنجد منها ما يذكر أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد جددت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والإخوان المسلمين في مصر، وتشير المستندات إلي أن إدارة أوباما كما لو كانت تتنبأ فقد تركزت خطتهم علي مساندة الإخوان سراً في مواجهة نظام مبارك الذي كانت الولايات المتحدة قد أصبحت غير راضية عنه وأن بداية الاتصالات بين أوباما والإخوان قد بدأت في 3 سبتمبر 2009 وتحديداً في شهر رمضان وقتها وأن الرئيس الأمريكي قد تقابل، علي حد ذكر المستندات، سرا في البيت الأبيض علي مائدة إفطار أعدت خصيصا لمناسبة أول لقاء سري بين أوباما وممثلين عن الجماعة المصرية وصلوا واشنطن وقتها لرسم الخريطة القادمة للعلاقات الأمريكية الإخوانية ، وتذكر المستندات أن الرئيس أوباما أعجب بالتفكير الحديث للجماعة وأنهم شرحوا له يومها معظم الأفكار المختلف عليها للجماعة وأنهم انتهزوا الفرصة التاريخية في لقائهم معه لدعوته لمساندتهم، حتي أن المستندات تذكر أن أوباما ضحك يومها وتحدث لرئيس المخابرات الأمريكية الذي حضر اللقاء السري قائلا له: "علي ما يبدو أنهم يدعونني للانضمام للجماعة" وتشير المستندات إلي أن أوباما قبل منهم هدية عبارة عن مصحف عليه شعار جماعة الإخوان وخطاب نوايا من الجماعة تنبذ فيه العنف كعقيدة تخالف الإسلام كما تعهدوا بأنهم لا توجد لديهم ضغائن تجاه إسرائيل وأنهم يؤمنون بمبدأ التفاوض وأنهم لا يعارضون السلام مع دولة إسرائيل ولا توجد لديهم مخططات في هذا الموضوع، وبسبب هذا الخطاب حصلوا علي تأييد أوباما الكامل وتؤكد المستندات أن أوباما حتي قبل هذا اللقاء كان قد فتح قناة حوار سرية حددتها المستندات بأنها شبه أسبوعية وأن أول دليل علي العلاقة الجديدة جاء في الدعوات التي وجهها أوباما شخصياً لكل من النائبين الإخوانيين بالبرلمان المصري الدكتور"حازم فاروق" و"يسري تعيلب" وكذلك الدكتور "سعد الكتاتني" رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان في مجلس الشعب يومها لحضور الخطاب الشهير التي ألقاه بالقاهرة أثناء زيارته الأولي لمصرفي 4 يونيو 2009 وكانت الدعوات من الرئيس الأمريكي شخصيا بالرغم من أنها كانت تبدأ بجملة: "يتشرف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي والدكتور حسام كامل رئيس الجامعة بدعوتكم..» المعلومات موثقة والبيانات عديدة ولا نهاجم أحدا ولا نتهم الجماعة فالقناعة بعد دراسة المستندات كلها تؤكد أنهم يستغلون أي طرف لصالحهم ولصالح أجندتهم الخاصة التي نتمني أن تكون أجندة تسعي في الأصل لخدمة مصر التي عانت كثيرا من فساد نظام قوض كل ما هو جميل، ومن المؤكد أننا لا نعلم ولا نضمن ماذا يمكن للإخوان المسلمين تحقيقه باتصالاتهم تلك غير أننا نرجو أن يعملوا للحصول علي مكاسب ليست فقط لحسابهم بل لحساب الوطن أيضاً.
                  

11-28-2011, 11:07 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

12-25-2011, 01:14 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

11-28-2011, 02:28 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

11-27-2011, 00:11 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

12-08-2011, 07:01 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

11-27-2011, 09:26 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

11-27-2011, 03:37 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)
                  

11-28-2011, 02:58 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

11-30-2011, 11:43 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

12-06-2011, 08:46 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

12-07-2011, 03:15 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

12-07-2011, 03:17 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

12-13-2011, 02:25 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  

12-13-2011, 10:17 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاميريكان والكيزان فلمادا بحبكما (تكضبان)!! (Re: هشام هباني)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de