في وداع المثقف النبيل ( التجاني الطيب بابكر)

Quote: رحمك الله التجاني الطيب بابكر واسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء المناضل شهيد الخدمة والتضحية التيجاني الطيب قامة وطنية شامخة إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وأنا على فراقك المحزونون ستبقى ذكراك فى قلوبنا ما حيينا جميعا

Quote: رحـم الله أسـتاذ الأجـيـال الـمناضـل الـعـفـيـف الـشــفـيـف الـذى كانـت تـسـعـدك لـقـيـاه، هـاشـا بـاشـا فـى أحـلك الأوقـات وأصـعـب الـظـروف. مـارأيـنـا فى هـذه الدنـيـا مـثـلـه: شـهـم مـتـصـالـح مـع نفـسـه وأرضـه وقـومـه حـتى إرتـسـمـت عـلى مـحـياه وأسـاريـر وجـهـه إبتـسـامـة كـانـما هـى مـن فـرط صـدقـه ونقـائـه جـزءٌ ملمـوس لا يـتـجـزأ من وجـهـه. بسـمـة تـبـعـث الـطـمأنـيـنة، لأنـهـا نابعـة مـن أعـماق نـفـسـه فـى صـدق وصـفـاء. تـشـيـع الفـرح، وتـوكـد بعـدا إنـسـانـيا لـيـس مـن شـيـم أهــل الـسـياســة فـى شـئ. كان رحـمـه الله مـثـقـفـا لا يـضـن بـمـعـرفـه أو يبـخـل بعـلـم. ينشـر زاد العـقـول ذاك فـى أريـحـيـة وكأنـه ديـن عـليـه. لاتـمـلـك إلا أن تـحـتـرمـه وتـحـبه؛ نـبـيـل يفـيـض إنـسـانـيـة؛ مـهـيـب يـفـرض وجـوده الـشـعـور بـسـمـوقـه، مـتـواضـع وكأنــه يـحـتاج رضـاك. يُـعـلـِّم مـن حـولـه وكأنـمـا هـو الـمـتـلـقـى للمـعـرفـة. مـاوجـدت أحـدا -- حـتى فـى خـصـومـه – لايـكـن لـه الإحـترام والـتـقـديـر. فـقـد كان نـزيـهـا، عـف اللســان، عـمـيـق الـتـعـبـيـر، هـادى الـنـفـس، مـتـمالـك أبعاد ذاتـه وفـارض سـكـيـنـتـه عـلـى الـمـكان ومـن حـولـه. هــو فـقـد لـلـوطـن ولـكـل مـحـروم ومـهـضـوم. فـقـد كان صـوتا لمـن لاصـوت لـه. وضـمـيـرا لأمـة أفـنـى حـيـاتـه مـن أجـلهـا نـشـاطـا ونـضـالا، حـتى صـار السـجـن والإعـتـقـال مرادفـا لإســمـه. وهـو باســم يغـيـظ أعـداءه ويـبـعـث الأمـل فـى مـن حـولـه. سـعـيـد راض بـقـنـاعـاتـه وإن خـالـفـه كل الـكـون. أما كـتابـاتـه فكانـت تـوحـى لك وكانـه مـمـســك بـقـلـم أديـب كـيـنـيـا نـقـوقـى واثـيـنـقـو فـتـنـفـتـح "فـوهـة الـقـلـم" فـى وضـوح وإبـانـه. حـتى وإن إخـتـلـفت الـرؤى والأهـداف ومـهـما كانت درجـة خـلافـك الفـكرى معـه فلا تـمـلـك إلا أن تـقـدر لـه شــجـاعـتـه ودقـة تـعـبـيـره ورصـانـة بيـانـه. الا رحــم الله أحـد رجـال الـوطـن الأوفـيـاء لـمبادئـهـم. فـقـد نـذر التجـاني الطـيـب نـفـسـه مــن أجـل الـوطـن ووفـاءا لـمبادئـه.

(عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-24-2011, 05:46 PM)

Quote: رحلت الرئة التي كان يتنفس من خلالها البسطاء والكادحين وأبناء السبيل ـ رحل العم التجاني الطيب بابكر والبلاد كأحوج ما تكون لفكره وثقافته ومبدئيته وعفته وإبتسامته مضي دون أن يري الكادحين والفقراء يرفلون في رفاهيتهم التي نشدها لما يقارب الثمانون حولاً أو تزيد ، مضي الرجل الفكرة والإبتسامة الحرة مضي صاحب اليد النظيفة مضي التجاني الطيب بابكر بعدما أضاء الطريق للكثيرين ـ مضي بجسد أنهكه الإعتقال والتشريد والمنفي .. بجسد ظل يهبه علي الدوام لمشروع وطني قوامه الحرية وخبزه العدالة الإجتماعية برحيله فقدت البلاد رجلاً نادراً قل أن يجود الزمان بمثله... فجع الوطن في أخلص أبنائه وأبرهم ـ اللهم ارحمه رحمة واسعة رحيل قامة بطول وعرض وعي هذا الوطن رجل تكلم صدقاً وكتب صدقا وتنبأ بقدوم الظالمين وليلهم الاجلف ....اللهم ارحمه سيظل السودان يذكره كقامة من قامات هذا الوطن فقد كان المرحوم مناضلا وأعطى للوطن الكثير من وقته وجهده ونسأل الله تعالى ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله واحبائه واهل السودان قاطبة الصبر والسلوان