واشنطن: تغيير نظام البشير ديمقراطيا..!

Quote: واشنطن: تغيير نظام البشير ديمقراطيا.. والخارجية الأميركية تنتقد المعارضة المسلحة في السودان مجموعات سودانية تناشد أمير قطر بأن ينأى عن دعم الحكومة .. وتدعوه للوقوف إلى جانب الضحايا الخميـس 21 ذو الحجـة 1432 هـ 17 نوفمبر 2011 العدد 12042 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: أخبــــــار واشنطن: محمد علي صالح لندن: مصطفى سري انتقدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، المعارضة المسلحة السودانية ضد حكومة الرئيس السوداني، عمر البشير، وقالت إن الحرب لن تحل المشكلة، وإنه لا بد من المفاوضات مع حكومة البشير، وإن الخارجية الأميركية أبلغت ذلك للجماعات المعارضة المسلحة السودانية. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، وطلب عدم الإشارة إلى اسمه ووظيفته: «الولايات المتحدة تؤيد تغيير النظام في السودان عن طريق عملية ديمقراطية شاملة». وأضاف: «الولايات المتحدة تؤيد الجهود غير العنيفة لتحويل السودان إلى دولة أكثر انفتاحا، وديمقراطية. نحن لا نعتقد أن هذا الهدف يمكن أن يتحقق عن طريق وسائل العنف. ونحن قلنا رأينا هذا لهذه المجموعات (المسلحة) السودانية. وقلنا لهم إن هدفهم المتمثل في تأسيس نظام حكم ديمقراطي يجب أن يتحقق بإشراك حكومة السودان في حوار سياسي، بدلا من الاشتراك في صراعات مسلحة». وبينما رفض المسؤول الأميركي الإشارة إلى أسماء هذه المجموعات، يعتقد أنه يقصد حركة العدل والمساواة الدارفورية، والحركة الشعبية الشمالية بفرعيها في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وكانت هذه الحركات وقعت على اتفاقية كاودا (في ولاية جنوب كردفان)، وأعلنت تأسيس «الحركة الثورية السودانية» بهدف الإطاحة بنظام الرئيس البشير، وركزت على الحرب كوسيلة لتحقيق ذلك. لكن ركز المسؤول الأميركي على الحل السلمي. وقال: «الولايات المتحدة تؤيد في قوة جهود ميلس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي، وثابو أمبيكي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، وهيلي منكيريوس مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان، لإقناع الأطراف بالجلوس إلى طاولة المفاوضات». ودعا المسؤول الأميركي «جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العسكرية». ودعا «حكومة السودان والحركة الشعبية في الشمال إلى العودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حلول، عن طريق التفاوض السياسي والعسكري، لمشاكل المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق). مع الاستعجال بالوصول إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار». وكرر المسؤول الأميركي تصريحات سابقة من البيت الأبيض والخارجية الأميركية تطلب من حكومة البشير الوقف الفوري والشامل للقصف الجوى للمدنيين. والسماح لمنظمات الإغاثة الدولية بالوصول إلى المدنيين المحتاجين للمساعدة. وقال مراقبون في واشنطن إن الخارجية الأميركية «انتقدت»، ولم «تدن» المعارضة المسلحة المتمثلة في الجبهة السودانية الثورية الجديدة. وكان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، قد «أدان»، أول من أمس، هذه الحركات. وقال في بيانه: «نحن ندين أخبار تأسيس تحالف عسكري جديد بين بعض حركات التمرد في دارفور والحركة الشعبية الشمالية الذي دعا إلى استخدام القوة ضد الحكومة السودانية». غير أن الأمم المتحدة والحكومة الأميركية اتفقتا على إدانة الهجمات الجوية الشمالية الأخيرة على مناطق في جنوب السودان، وعلى دعوة الجانبين الشمالي والجنوبي لحل المشاكل بينهما بشكل سلمي. وفي بيانه، عبر بان كي مون عن «القلق العميق إزاء تصاعد التوترات بين الدولتين الجارتين، السودان والسودان الجنوبي، لا سيما التوغل الأخير عبر الحدود من الجانبين، ودعم الجانبين لجماعات متمردة في الجانب الآخر». وقال البيان إن «الأمين العام يدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن استخدام القوة. ويؤكد أن الصراع يمكن فقط أن يحل عن طريق الحوار السياسي». وأن الأمين العام «يدعو حكومتي السودان والسودان الجنوبي لممارسة ضبط النفس في إدارة التوترات الحدودية. ويدعوهما إلى تجديد التزامهما بالتوصل إلى تسوية سلمية للقضايا ذات الصلة باتفاقية السلام الشامل التي وقعت عام 2005». وكان مصدر في الخارجية الأميركية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، رفض تصريحات مسؤولين سودانيين بأن القوات السودانية المسلحة لم تقصف مناطق في جنوب السودان. وقال: «نملك أدلة كافية بأن قوات الخرطوم قصفت مواقع في دولة مجاورة، هي دولة جنوب السودان». وقال: «نحن نريد من حكومة السودان وقف هذا القصف. وفي الوقت نفسه، نريد من حكومة السودان الجنوبي التمهل في الرد على مثل هذه الأعمال، وذلك حتى لا يتدهور الموقف أكثر على الحدود بين الدولتين». كما كان البيت الأبيض أصدر بيانا أكد فيه القصف، ووصفه بأنه «عمل فاحش». وقال بيان البيت الأبيض: «كل المسؤولين عن هذا القصف يجب أن يتحملوا مسؤولية أعمالهم». وأضاف البيان: «تطلب الولايات المتحدة من حكومة السودان وقف القصف الجوي في الحال. وتلح على حكومة السودان الجنوبي التأني في الرد». من جهة أخرى، ناشدت المجموعة السودانية للديمقراطية أولا، وإثنية النوبة في جنوب كردفان، والانقسنا في النيل الأزرق، المنطقتان اللتان تشهدان حربا بين ثوار الجيش الشعبي في شمال السودان مع القوات المسلحة، أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بوقف دعمه للرئيس السوداني عمر البشير، والوقوف إلى جانب من وصفتهم بضحايا نظام المؤتمر الوطني الحاكم على مدى 22 عاما، في وقت أعلن مؤتمر البجا، أكبر المجموعات المعارضة في شرق البلاد، عن انضمامه إلى تحالف الجبهة الثورية السودانية التي أعلنت عن نفسها قبل 4 أيام وتضم الحركة الشعبية في الشمال وثوار دارفور. وقال عبد المنعم الجاك، رئيس المجموعة السودانية للديمقراطية أولا لـ«الشرق الأوسط» إن من أسباب المذكرة التي تقدمت بها مجموعته إلى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر أحكام العزلة على النظام السوداني إقليميا ودوليا. وأضاف: «لكن شعرنا أن هناك تقاربا قويا بين أمير قطر وعمر البشير رغم أن كل العالم أصبح يزيد من عزلة نظام الخرطوم»، مشيرا إلى أن الدوحة بدأت تلعب دورا في المنطقة العربية خلال الثورات التي شهدتها المنطقة بما يعرف بـ«الربيع العربي». وقال: «كنا نتوقع من قطر وقيادتها دورا مماثلا في السودان، خصوصا أن شعبه تحرك في أكثر من محور لإسقاط نظام البشير». وقال الجاك إن المذكرة التي قدمتها المجموعة أرسلت عبر البريد الإلكتروني إلى أمير قطر وإلى ديوانه الأميري، مشيرا إلى أن عددا من السودانيين سيقومون بإرسال المذكرة أيضا عبر السفارات القطرية في الدول التي يقيمون فيها إلى جانب وزارة الخارجية في الدوحة. وأضاف: «نتوقع ردا عمليا من أمير قطر بالوقوف إلى جانب الشعب السوداني والقوى الديمقراطية وضحايا نظام البشير لا إلى جانب الجلادين في الخرطوم». وقال إن القوى الديمقراطية وكل السودانيين يعملون على تغيير النظام في الخرطوم عبر وسائل عدة، وإن على الدوحة أن تقوم بدورها كما تفعل مع الشعوب العربية في ثورات «الربيع العربي». وأشارت المجموعة السودانية للديمقراطية أولا، التي تضم مجموعة من الناشطين في حقوق الإنسان وقضايا الديمقراطية، في بيان لها، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى أن قطر لعبت دورا في تحقيق السلام في دارفور واهتمامها بقضايا السودان. وقالت المجموعة في مذكرتها: «نخاطبكم سمو الأمير في محاولة منا لإسماع صوت القوى السودانية الصامدة على تسليط الضوء على حروب النظام الحاكم في الخرطوم على مدى اثنين وعشرين عاما». وأضافت المجموعة في رسالتها للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: «تعمدنا توجيه الرسالة المفتوحة تأكيدا لمبدأ الشفافية.. وأن المجموعة ينتابها القلق من دعمكم ومجهوداتكم الحالية التي تصب في دعم آليات العنف والحروب والإقصاء والفساد والتسلط الذي يمارسه نظام المؤتمر الوطني في الخرطوم». إلى ذلك، أعلن مؤتمر البجا أكبر المجموعات الإثنية في شرق السودان في بيان له، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، عن انضمامه إلى تحالف الجبهة الثورية السودانية التي تضم حركات دارفور في العدل والمساواة وفصيلي تحرير السودان والحركة الشعبية في الشمال. ودعا البجا إلى إسقاط النظام عبر العمل السياسي الجماهيري والكفاح المسلح لبناء حكم ديمقراطي يحقق العدالة والمساواة. ودعا البيان شعب البجا إلى الانضمام للثورة. وكانت جبهة الشرق، التي تضم مؤتمر البجا والأسود الحرة، ذات الأغلبية من قبيلة الرشايدة العربية قد وقعت اتفاقا مع الحكومة السودانية برعاية دولة إريتريا في عام 2006 أنهى قتالا استمرت لأعوام بينها وبين الخرطوم.