|
محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. محاورة أدبية للفائدة
|
عزيزي ود الطندب.. حيرت الناس.. معاك
بخصوص هذا الشريط.. دعنا نستفيد.. ففيه شجون عن دلالات اللغة وترادف المعاني في الكلمة الواحدة
التشكيل الوزاري القادم واعتساق الطريق
وتلطفاً.. سأوافق الأخ ود الطندب فيما ذهب إليه.. أي أن كلمة "الاعتساق" لها معنى يجوز استخدامه هنا
إذ يبدو أن الرجل واتق من صدق استعارته للكلمة.. وعارف لدلالتها فقد قال جازماً
Quote: Zoal Wahid والكونت والباوقة وكل الداخلين غير معتسقين
انا اعني اعتساق بذات شحمها وحروفها الواضحة عين سين الف قاف
دي قوقل ما نزلها وخير جليس في الزمان كتاب |
تابعونا.. فالبوست للفائدة الأدبية
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. (Re: عماد حسين)
|
وأما صحة استخدام (الاعتساق) بحسب استخدام ود الطندب لها.. فهذا مما لا يمكن تصوره إلا بتصور المعنى.. فإن القاعدة تقول:
الحكم على الشيء فرع عن تصوره
فلا يمكننا أن نحكم على صحة استخدام ود الطندب لهذه الكلمة إلا بتصور معناها ومعرفة دلالته اللغوية
الغريب أنه لم يفكر أحد بالقيام بـ رد الكلمة إلى أصلها اللغوي، وتجريدها من زوائدها، بغرض التوصل لمعناها!!!!
ويظهر أن الكونت وود الباوقة عزبت عنهم هذه المسالة وضاعت في زحمة الجري وراء "ريال مدريد" (وش ضاحك)
بينما هام أخونا "زول واحد" مع احتمالية التصحيف والتحريف.. فـرده ود الطندب
رغم أن وجهة نظره معتبرة!!
وأقول: لقد طوفت في أمهات كتب اللغة فلم أجد كلمة "الاعتساق" بهذا التركيب الدال على "المصدرية"...
لكن على أي حال.. ولو كانت الكلمة مصدراً، فإنها بعد التجريد، سترجع إلى أصلها الثلاثي
وأصل هذه الكلمة سيرجع إلى ما دة (ع، س، ق)
وزوائدها تدل على معنى زائد، أو للمبالغة
مثل: مسك إمساكاً، واستمسك استمساكا.. فإن الاستمساك أقوى دلالة من الإمساك، وفيه مبالغة، وهذا يجري على قاعدة اهل اللغة: إذا زاد المبنى، زاد المعنى.. أي أن مبنى الكلمة إذا زاد عن أصلها، دل هذا على وردود معنى زائد أو دلالة على المبالغة
وبناءاً على هذا التجريد، رجعت إلى أمهات مصادر اللغةن لمعرفة دلالات الكلمة.. وغاية ما وجدته في أمهات كتب اللغة أن (عسق) تدور على رحى عدة دلالات
سأستعرضها - تباعاً - بإذن الله تعالى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. (Re: عماد حسين)
|
المعنى الخامس: ظلمة الليل واجتماعه:
قال أبو الحسن الأندلسي المعروف بابن سيده في كتابه "المحكم والمحيط الأعظم":
"... والعَسَق: الظلمة، كالغَسَق، عن ثعلب(*)، وأنشد: إنَّا لنَسمو للعدو حَنَقا ** بالخيل أكداسا تثير عَسَقا كنى بالعَسَق عن ظلمة الغبار". أ. هـ _____________________
وقال ابن سيدة أيضاً في كتابه "المخصص"
"وعَسَقَ الليل: ظُلْمَتُه واجْتِماعُه". أهـ
_____________________ (*) ثعلب: أحد أئمة اللغة العربية في الكوفة.. وهو: هو أبو العباس، أحمد بن يحيى، بن زيد، الشيباني المشتهر بـ "ثعلب".
،،،،،،،،، عماد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. (Re: عماد حسين)
|
وكما ذكرت سابقاً فإنني بحثت عن كلمة "الاعتساق" فلم أجدها - هكذا - في أي مصدر لغوي.. غير انني وجدتها في مصدر تاريخي سأورد سياقه لاحقاً بإذن الله تعالى..
وحينها سأفصح عن رأي كونته عن مدى صحة هذه الكلمة.. وهذا الرأي جاء بناءاً على (الرجوع إلى مصادر لغوية وتاريخية أصيلة)
وللكلام بقية بإذن الله تعالى
بانتظار ود الطندب
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. (Re: عماد حسين)
|
Quote:
Quote: وقال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأندلسي المعروف بابن سيده في كتابه "المحكم والمحيط الأعظم":
"في خلقه عَسَقٌ: أي التواء وضيق. |
هنا المربط ولله درك |
الله يديك العافية يا ود الطندب
أقدر لك أنك من بيئة تستلطف الكلمات وتتذوقها.. والمجال والصولة في أدب المسادير لأهل البطانة..
القصد من هذا البوست أن يكون برداً وسلاماً.. والمجال فيه للمذاكرة..
القصد استثمار الفرصة بغرض تناول بعض القضايا حول الدلالات والمعاني... فاللغة العربية تتميز بأنا لغة منضبطة المخارج، وعلى ذلك فهناك سمة لتركيب الكلمات.
فأنت تجد أن فهناك بعض الحروف لا تجتمع مع بعضها في كلمة واحدة البتة.. إلا أن تكون الكلمة أعجمية ثم تعرّبت... وسأحاول التعرض لهذه القضية لاحقاً بإذن الله تعالى
طبعاً باعث الاستغراب من كلمة الاعتساق هو "غرابتها" من جهة كونها مصدر.. ولذا حاولت رد الكلمة إلى أصلها.. وخرجت بتلك النتيجة التي رأيتها..
فيما يخص اختيارك هنا... كما في الاقتباس اعلاه.. فهو أيضاً لا ينصر قضيتك من ناحية اللغة.. لأن كلمة (عَسَق تعتبر مصدر والفعل منهاعَـسِقَا وعلى ذلك يقال: عَـسِقَ، عَـسَـقاً.. ولا يقال: اعتساقاً
وقد بحثت في شتى مصادر اللغة.. فلم أجد استخداماً لهذا المصدر كما اوردته في البوست المعني..
ثم رجعت إلى عدة مصادر تاريخية، بينتها في ثنايا كلامي، ومنها المرجع الذي ذكرته أنت.. وهو تاريخ دمشق لابن القلانسي.. وقد اتضح ان الكلمة المعنية هي:
الاعتساف وليست الاعتساق
وهذه محصلة ما نقلته بعد بحثي في المرجع المعني:
Quote: سنة ست وستين وأربعمائة فيها فتح الأمير محمود بن صالح قلعة السن في يوم الخميس تاسع شهر ربيع الآخر. وفيها وردت الأخبار من بغداد بزيادة مد دجلة حتى غرق بها عدة أماكن وهدم عدة مساكن. وفيها وردت الأخبار من ناحية العراق بانتصاب السلطان العادل ملك شاه أبي الفتح محمد بن السلطان البارسلان في المملكة بعد أبيه وجلوسه على سرير الملك بعد أخذ البيعة له على أمراء الأجناد وكافة ولاة الأعمال والبلاد فاستقامت له الأمور وانتظمت به الأحوال على المراد والمأثور واستمر التدبير على نهج الصلاح وسنن النجاح وسلك في العدل والانصاف مسلك أبيه العادل عن طريقة الجور والاعتساف ورتب النواب في الأعمال والثقات في حفظ الأموال
تاريخ دمشق لابن القلانسي (1/ 170) |
Quote: ووردت الأخبار من ناحية العراق بوفاة الخليفة الامام المستظهر بالله أمير المؤمنين ابن الامام المقتدي بالله أمير المؤمنين بعلة عرضت له واستمرت به إلى أن قضى نحبه إلى رحمة ربه في ليلة الخميس الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة 512 وكانت مدة خلافته ستاً وعشرين سنة وشهرين وأياماً وكان جميل السيرة محباً للعدل والانصاف ناهياً عن قصد الجور والاعتساف وولي الأمر من بعده ولده ولي العهد أبو منصور الفضل المسترشد بالله أمير المؤمنين بن أبي العباس أحمد المستظهر بالله أمير المؤمنين وجدد له أخذ البيعة واستقام له الأمر ونفذت المكاتبات إلى سائر الأعمال بالتعزية عن الامام الماضي والتهنئة بالامام الباقي
تاريخ دمشق لابن القلانسي (1/ 319). |
Quote: وكتب إلى عماد الدين بصورة هذه الحال وهو منازل لقلعة البيرة في عسكره وأقلقه سماع هذا الخبر الشنيع والرزء الفظيع ورحل في الحال عن البيرة وقد شارف افتتاحها والاستيلاء عليها وهو متفجع بهذا المصاب متأسف على ما أصيب به متيقن أنه لا يجد بعده من يقوم مقامه لا يسد مسده. وارتاد من يقيمه في موضعه وينصبه في منصبه فوقع اختياره على الأمير علي كوجك لعلمه بشهامته ومضائه في الأمور وبسالته وولاه مكانه وعهد إليه أن يقتفي آثاره في الاحتياط والتحفظ ويتبع. فتوجه نحوها وحصل بها واس أمورها سياسةً سكنت معها نفوس أهلها واطمأنت معها قلوب المقيمين فيها وبذل جهده في حماية المسالك وأمن السوابل وقضاء حوائج ذوي الحاجات ونصرة أرباب الظلامات فاستقام له الأمر وحسنت بتدبيره الأحوال وتحققت بيقظته في أعماله الآمال. وقد كان لنصير الدين هذا المقصود أخبار في العدل والانصاف وبجنب الجور والاعتساف
تاريخ دمشق لابن القلانسي 1/ 439- 440. |
معلومات المرجع: تاريخ دمشق. أبو يعلى حمزة بن أسد بن علي بن محمد، التميمي، الشهير بــ بابن القلانسي، المتوفى سنة 555هـ. طبعة دار حسان للطباعة والنشر- دمشق. الطبعة الأولى 1403هـ- 1983م. حققه الدكتور سهيل زكار
إذن فإن رأي الأخ عبدالرحمن (Zoal Wahid) كانت له وجاهة.. فقد تنبأ بأن الكلمة محرفة وأنه حدث لها تصحيف
تابعونا.. لدينا رد طريف على صاحبنا ود الطندب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. (Re: عماد حسين)
|
إذاً يا أخونا عماد وبحسب شرحك الكلمة هنا بها خطأ لغوي في المداخلة رقم 43 أنزل حتى (ج) من نمرة (6)
النص:-
Quote: ج- ومنهم نصر الدين جقر وقد كان لنصير الدين أخبار في العدل والإنصاف وتجنب الجور والاعتساق، أخباره متداولة بين التجار والمسافرين ومتناقلة بين الواردين والصادرين من السفار وقد كان رأيه جمع الأموال من غير جهة حرام، لكنه يتناولها بألطف مقال وأحسن فعال، وأرفق توصل واحتيال، فهذا محمود من ولاة الأمور وقصد سديد في سياسة الجمهور، وهذه هي الغاية في مرضي السياسة والنهاية في قوانين الرياسة. |
ولك ودّي ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. (Re: عماد حسين)
|
أخي ود الطندب
من الطريف أنك أكدت أن الأخ (Zoal Wahid) كان محقاً في ادعائه حينما حاول ايجاد العذر لك، وقال:
Quote: ممكن اخونا قاصد اعتساف... فضرب حرف القاف بدل الفاء في الكيبورد. |
فييبدو أيضاً أنك في ردك التالي قد ضربت على حرف (الصاد) بدلاً عن (العين).. وبالتالي وقعت في فخ التحريف... هنا:
Re: التشكيل الوزاري القادم واعتساق الطريق
Quote: Zoal Wahid تسلم
ولابن جني باب في كتابه الخصائص يقول فيه تصاقب المعاني لتصاقب الحروف
يعني بالبلدي حق السودان دا الحروف المتقاربة معانيها متقاربة واعتساف واعتساق من جنس هذا القبيل الفاء والقاف هي ايضا حروف متصاقبة
ولكنني ازيدك ايضاح قال سحيم فلو كنت وردا لونه لعسقني ,,,,, ولكن ربي شأنني بسواديا وعليك بلسان العرب لابن منظور لتعم الفائدة |
فحينما نقلت عن كتاب " الخصائص" لــ " أبي الفتح عثمان بن جني" .. كتبت: (ولابن جني باب في كتابه الخصائص يقول فيه تصاقب المعاني لتصاقب الحروف)
وقد قرأت كلامك، وفهمت منه انك تقصد أن: (ولابن جني باب في كتابه الخصائص يقول فيه تعاقب المعاني لتعاقب الحروف)
ثم رجعت لكتاب الخصائص، لمؤلفه أبي الفتح عثمان بن جني. طبعة عالم الكتب - بيروت، بتحقيق: محمد علي النجار
فتأكدت تماماً أنك تقصد الـتـعـاقـب بــ (الـعين) وليس الـتـعـاقـب ب(الصاد)!!!
فتـــأمل!!!!
على العموم.. مسالة تعاقب الحروف في لغة العرب وحلول بعضها مكان بعض، من المسائل المشهورة.. وقد وجدت نماذج لتعاقب الحروف في كلمة واحدة مع بقاء المعنى نفسه.. ومن ذلك:
أراق، هراق، أهراق
ومن ذلك ما عندنا في السودان، حيث يبدل البعض حرف الذال إلى ضاد:
فنقول للذيل: ضيل وللذنب: ضنب وللذبانة: ضبانة
وللروث: روت
،،،،،،،،،،،، وهكذا
__________________________
تم الكلام وربنا محمود ** وله المكارم والعلا والجود وعلى النبي محمد صلواته ** ما ناح قمري وأورق عود
تحياتي... والشكر لكل من تابع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. (Re: عماد حسين)
|
باب في تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني هذا غور من العربية لا ينتصف منه ولا يكاد يحاط به. وأكثر كلام العرب عليه وإن كان غفلا مسهواً عنه. وهو على أضرب: منها اقتراب الأصلين الثلاثيين كضياط وضَيْطار ولُوقةٍ وأَلوقةٍ ورخْو ورِخْوَدٍّ ويَنْجُوج وأَلَنْجُوج. وقد مضى ذكر ذلك. ومنها اقتراب الأصلين ثلاثياً أحدهما ورباعياً صاحبه أو رباعيا أحدهما وخماسياً صاحبه كدمث ودمثر و سبط وسبطر ولؤلؤ ولآل والضبغطى والضبغطرى. ومنه قوله: قد دَرْدَبَتْ والشيخ دَرْدَبِيس وقد مضى هذا أيضاً. ومنها التقديم والتأخير على ما قلنا في الباب الذي قبل هذا في تقليب الأصول نحو " ك ل م " و " ك م ل " و " م ك ل " ونحو ذلك. وهذا كله والحروف واحدة غير متجاورة. لكن من وراء هذا ضرب غيره وهو أن تتقارب الحروف لتقارب المعاني. وهذا باب واسع. من ذلك قول الله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} أي تزعجهم وتقلقهم. فهذا في معنى تهزهم هزا والهمزة أخت الهاء فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين. وكأنهم خصوا هذا المعنى بالهمزة لأنها أقوى من الهاء وهذا المعنى أعظم في النفوس من الهز لأنك قد تهز ما لا بال له كالجذع وساق الشجرة ونحو ذلك. ومنه العسف والأسف والعين أخت الهمزة كما أن الأسف يعسف النفس وينال منها والهمزة أقوى من العين كما أن أسف النفس أغلظ من التردد بالعسف. فقد ترى تصاقب اللفظين لتصاقب المعنيين. ومنه القرمة وهي الفقرة تحز على أنف البعير. وقريب منه قلمت أظفاري لأن هذا انتقاص للظفر وذلك انتقاص للجلد. فالراء أخت اللام والعملان متقاربان. وعليه قالوا فيها: الجرفة وهي من " ج ر ف " وهي أخت جلفت لقلم إذا أخذت جُلْفته وهذا من " ج ل ف " وقريب منه الجنف وهو الميل وإذا جَلَفت الشيء أو جرفته فقد أملته عما كان عليه وهذا من " ج ن ف ". ومثله تركيب " ع ل م " في العلامة والعلم. وقالوا مع ذلك: بيضة عرماء وقطيع أعرم إذا كان فيهما سواد وبياض وإذا وقع ذلك بأن أحد اللونين من صاحبه فكان كل واحد منهما علما ما زلن ينسبن وهنا كل صادقةٍ باتت تباشر عراما غير أزواجِ حتى سَلَكن الشوى منهن في مسكٍ من نسل جوابة الآفاقِ مهداج ومن ذلك تركيب " ح م س " و " ح ب س " قالوا: حبست الشيء وحمس الشر إذا اشتد. والتقاؤهما أن الشيئين إذا حبس أحدهما صاحبه تمانعا وتعازا فكان ذلك كالشر يقع بينهما. ومنه العَلْب: الأثر والعَلْم: الشقّ في الشفة العليا. فذاك من " ع ل ب " وهذا من " ع ل م " والباء أخت الميم قال طرفة: كأن عُلوب النسع في دأياتها موارد من خلقاء في ظهرٍ قردد ومنه تركيب " ق ر د " و " ق ر ت " قالوا للأرض: قَرْدَد وتلك نباك تكون في الأرض فهو من قرد الشيء وتقرد إذا تجمع أنشدنا أبو علي: أهوى لها مشقصٌ حشر فشبرقها وكنتُ أدعو قذاها الإثمد القردا أي أسمي الإثمد القرد أذى لها. يعنى عينه وقالوا: قرت الدم عليه أي جمد والتاء أخت الدال كما ترى. فأما لم خص هذا المعنى بذا الحرف فسنذكره في باب يلي هذا بعون الله تعالى. ومن ذلك العلز: خفة وطيش وقلق يعرض للإنسان وقالوا العلوص لوجع في الجوف يلتوي له. ومنه الغَرب: الدلو العظيمة وذلك لأنها يغرف من الماء بها فذاك من " غ ر ب " وهذا من " غ ر ف " أنشد أبو زيد: كأن عيني وقد بانوني غربان في جدول منجنون واستعملوا تركيب " ج ب ل " و " ج ب ن " و " ج ب ر " لتقاربها في موضع واحد وهو الالتئام والتماسك. منه الجبل لشدته وقوته وجبن إذا استمسك وتقف وتجمع ومنه جبرت العظم ونحوه أي قويته. وقد تقع المضارعة في الأصل الواحد بالحرفين نحو قولهم: السحيل والصهيل قال: كان سحيله في كل فجر على أحساء يمؤود دعاء وذاك من " س ح ل " وهذا من " ص ه ل " والصاد أخت السين كما أن الهاء أخت الحاء. ونحو منه قولهم سحل في الصوت وزحر والسين أخت الزاي كما أن اللام أخت الراء. وقالوا [من مضارعة الأصلين] جلف وجرم فهذا للقشر وهذا للقطع وهما متقاربان معنى متقاربان لفظاً لأن ذاك من " ج ل ف " وهذا من " ج ر م ". وقالوا: صال يصول كما قالوا: سار يسور. نعم وتجاوزوا ذلك إلى أن ضارعوا بالأصول الثلاثة: الفاء والعين واللام. فقالوا: عصر الشيء وقالوا: أزله إذا حبسه والعصر ضرب من الحبس. وذاك من " ع ص ر " وهذا من أزل والعين أخت الهمزة والصاد أخت الزاي والراء أخت اللام. وقالوا: الأزم: المنع والعصب: الشد فالمعنيان متقاربان والهمزة أخت العين والزاي أخت الصاد والميم أخت الباء. وذاك من أزم وهذا من " ع ص ب ". وقالوا: السلب والصرف وإذا سلب الشيء فقد صرف عن وجهه. فذاك من " س ل ب " وهذا من " ص ر ف " والسين أخت الصاد واللام أخت الراء والباء أخت الفاء. وقالوا: الغدر كما قالوا الختل والمعنيان متقاربان واللفظان متراسلان فذاك من " غ د ر " وهذا من " خ ت ل " فالغين أخت الخاء والدال أخت التاء والراء أخت اللام. وقالوا: زأر كما قالوا: سعل لتقارب اللفظ والمعنى. وقالوا: عدن بالمكان كما قالوا: تأطر أي أقام وتلبث. وقالوا: شرب كما قالوا: جلف لأن شارب الماء مفن له كالجلف للشيء. وقالوا: ألته حقه كما قالوا: عانده. وقالوا: الأرفة للحد بين الشيئين كما قالوا: علامة. وقالوا: قفز كما قالوا: كبس وذلك أن القافز إذا استقر على الأرض كبسها. وقالوا: صهل كما قالوا: صهل كما قالوا: زأر. وقالوا: الهتر كما قالوا: الإدل وكلاهما العجب. وقالوا: كلف به كما قالوا: قرب منه وقالوا: تجعد كما قالوا: شحط وذلك أن الشيء إذا تجعد وتقبض عن غيره شحط وبعد عنه ومنه قول الأعشى: إذا نزل الحي حل الجَحِيش شقيا غويا مبينا غيورا وذاك من تركيب " ج ع د " وهذا من تركيب " ش ح ط " فالجيم أخت الشين والعين أخت الحاء والدال أخت الطاء. وقالوا: السيف والصوب وذلك أن السيف يوصف بأنه يرسب في الضريبة لحدته ومضائه ولذلك قالوا: سيف رسوب وهذا هو معنى صاب يصوب إذا انحدر. فذاك من " س ي ف " وهذا من " ص و ب " فالسين أخت الصاد والياء أخت الواو والفاء أخت الباء. وقالوا: جاع يجوع وشاء يشاء والجائع مريد للطعام لا محالة ولهذا يقول المدعو إلى الطعام إذا لم يجب: لا أريد ولست أشتهي ونحو ذلك والإرادة هي المشيئة. فذاك من " ج و ع " وهذا من " ش ي أ " والجيم أخت الشين والواو أخت الياء والعين أخت الهمزة. وقالوا: فلان حلس بيته إذا لازمه. وقالوا: أرز إلى الشيء إذا اجتمع نحوه وتقبض إليه ومنه إن الإسلام ليأرز إلى المدينة وقال: بآرزة الفقارة لم يخنها قطاف في الركاب ولا خلاء فذاك من " ح ل س " وهذا من " أ ر ز " فالحاء أخت الهمزة واللام أخت الراء والسين أخت الزاي. وقالوا: أفل كما قالوا: غبر لأن أفل: غاب والغابر غائب أيضاً. فذاك من " أ ف ل " وهذا من " غ ب ر " فالهمزة أخت الغين والفاء أخت الباء واللام أخت الراء. وهذا النحو من الصنعة موجود في أكثر الكلام وفرش اللغة و إنما بقي من يثيره ويبحث عن مكنونه بل من إذا أوضح له وكشفت عنده حقيقته طاع طبعه لها فوعاها وتقبلها. وهيهات ذلك مطلبا وعز فيهم مذهبا! وقد قال أبو بكر: من عرف ألف ومن جهل استوحش. ونحن نتبع هذا الباب باباً أغرب منه وأدل على حكمة القديم سبحانه وتقدست أسماؤه فتأمله تحظ به بعون الله تعالى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. (Re: محمد عبدالله الطندب)
|
Quote: باب في تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني هذا غور من العربية لا ينتصف منه ولا يكاد يحاط به. وأكثر كلام العرب عليه وإن كان غفلا مسهواً عنه. وهو على أضرب: منها اقتراب الأصلين الثلاثيين كضياط وضَيْطار ولُوقةٍ وأَلوقةٍ ورخْو ورِخْوَدٍّ ويَنْجُوج وأَلَنْجُوج. وقد مضى ذكر ذلك. ومنها اقتراب الأصلين ثلاثياً أحدهما ورباعياً صاحبه أو رباعيا أحدهما وخماسياً صاحبه كدمث ودمثر و سبط وسبطر ولؤلؤ ولآل والضبغطى والضبغطرى. ومنه قوله: قد دَرْدَبَتْ والشيخ دَرْدَبِيس وقد مضى هذا أيضاً. ومنها التقديم والتأخير على ما قلنا في الباب الذي قبل هذا في تقليب الأصول نحو " ك ل م " و " ك م ل " و " م ك ل " ونحو ذلك. وهذا كله والحروف واحدة غير متجاورة. لكن من وراء هذا ضرب غيره وهو أن تتقارب الحروف لتقارب المعاني. وهذا باب واسع. من ذلك قول الله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} أي تزعجهم وتقلقهم. فهذا في معنى تهزهم هزا والهمزة أخت الهاء فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين. وكأنهم خصوا هذا المعنى بالهمزة لأنها أقوى من الهاء وهذا المعنى أعظم في النفوس من الهز لأنك قد تهز ما لا بال له كالجذع وساق الشجرة ونحو ذلك. ومنه العسف والأسف والعين أخت الهمزة كما أن الأسف يعسف النفس وينال منها والهمزة أقوى من العين كما أن أسف النفس أغلظ من التردد بالعسف. فقد ترى تصاقب اللفظين لتصاقب المعنيين. ومنه القرمة وهي الفقرة تحز على أنف البعير. وقريب منه قلمت أظفاري لأن هذا انتقاص للظفر وذلك انتقاص للجلد. فالراء أخت اللام والعملان متقاربان. وعليه قالوا فيها: الجرفة وهي من " ج ر ف " وهي أخت جلفت لقلم إذا أخذت جُلْفته وهذا من " ج ل ف " وقريب منه الجنف وهو الميل وإذا جَلَفت الشيء أو جرفته فقد أملته عما كان عليه وهذا من " ج ن ف ". ومثله تركيب " ع ل م " في العلامة والعلم. وقالوا مع ذلك: بيضة عرماء وقطيع أعرم إذا كان فيهما سواد وبياض وإذا وقع ذلك بأن أحد اللونين من صاحبه فكان كل واحد منهما علما ما زلن ينسبن وهنا كل صادقةٍ باتت تباشر عراما غير أزواجِ حتى سَلَكن الشوى منهن في مسكٍ من نسل جوابة الآفاقِ مهداج ومن ذلك تركيب " ح م س " و " ح ب س " قالوا: حبست الشيء وحمس الشر إذا اشتد. والتقاؤهما أن الشيئين إذا حبس أحدهما صاحبه تمانعا وتعازا فكان ذلك كالشر يقع بينهما. ومنه العَلْب: الأثر والعَلْم: الشقّ في الشفة العليا. فذاك من " ع ل ب " وهذا من " ع ل م " والباء أخت الميم قال طرفة: كأن عُلوب النسع في دأياتها موارد من خلقاء في ظهرٍ قردد ومنه تركيب " ق ر د " و " ق ر ت " قالوا للأرض: قَرْدَد وتلك نباك تكون في الأرض فهو من قرد الشيء وتقرد إذا تجمع أنشدنا أبو علي: أهوى لها مشقصٌ حشر فشبرقها وكنتُ أدعو قذاها الإثمد القردا أي أسمي الإثمد القرد أذى لها. يعنى عينه وقالوا: قرت الدم عليه أي جمد والتاء أخت الدال كما ترى. فأما لم خص هذا المعنى بذا الحرف فسنذكره في باب يلي هذا بعون الله تعالى. ومن ذلك العلز: خفة وطيش وقلق يعرض للإنسان وقالوا العلوص لوجع في الجوف يلتوي له. ومنه الغَرب: الدلو العظيمة وذلك لأنها يغرف من الماء بها فذاك من " غ ر ب " وهذا من " غ ر ف " أنشد أبو زيد: كأن عيني وقد بانوني غربان في جدول منجنون واستعملوا تركيب " ج ب ل " و " ج ب ن " و " ج ب ر " لتقاربها في موضع واحد وهو الالتئام والتماسك. منه الجبل لشدته وقوته وجبن إذا استمسك وتقف وتجمع ومنه جبرت العظم ونحوه أي قويته. وقد تقع المضارعة في الأصل الواحد بالحرفين نحو قولهم: السحيل والصهيل قال: كان سحيله في كل فجر على أحساء يمؤود دعاء وذاك من " س ح ل " وهذا من " ص ه ل " والصاد أخت السين كما أن الهاء أخت الحاء. ونحو منه قولهم سحل في الصوت وزحر والسين أخت الزاي كما أن اللام أخت الراء. وقالوا [من مضارعة الأصلين] جلف وجرم فهذا للقشر وهذا للقطع وهما متقاربان معنى متقاربان لفظاً لأن ذاك من " ج ل ف " وهذا من " ج ر م ". وقالوا: صال يصول كما قالوا: سار يسور. نعم وتجاوزوا ذلك إلى أن ضارعوا بالأصول الثلاثة: الفاء والعين واللام. فقالوا: عصر الشيء وقالوا: أزله إذا حبسه والعصر ضرب من الحبس. وذاك من " ع ص ر " وهذا من أزل والعين أخت الهمزة والصاد أخت الزاي والراء أخت اللام. وقالوا: الأزم: المنع والعصب: الشد فالمعنيان متقاربان والهمزة أخت العين والزاي أخت الصاد والميم أخت الباء. وذاك من أزم وهذا من " ع ص ب ". وقالوا: السلب والصرف وإذا سلب الشيء فقد صرف عن وجهه. فذاك من " س ل ب " وهذا من " ص ر ف " والسين أخت الصاد واللام أخت الراء والباء أخت الفاء. وقالوا: الغدر كما قالوا الختل والمعنيان متقاربان واللفظان متراسلان فذاك من " غ د ر " وهذا من " خ ت ل " فالغين أخت الخاء والدال أخت التاء والراء أخت اللام. وقالوا: زأر كما قالوا: سعل لتقارب اللفظ والمعنى. وقالوا: عدن بالمكان كما قالوا: تأطر أي أقام وتلبث. وقالوا: شرب كما قالوا: جلف لأن شارب الماء مفن له كالجلف للشيء. وقالوا: ألته حقه كما قالوا: عانده. وقالوا: الأرفة للحد بين الشيئين كما قالوا: علامة. وقالوا: قفز كما قالوا: كبس وذلك أن القافز إذا استقر على الأرض كبسها. وقالوا: صهل كما قالوا: صهل كما قالوا: زأر. وقالوا: الهتر كما قالوا: الإدل وكلاهما العجب. وقالوا: كلف به كما قالوا: قرب منه وقالوا: تجعد كما قالوا: شحط وذلك أن الشيء إذا تجعد وتقبض عن غيره شحط وبعد عنه ومنه قول الأعشى: إذا نزل الحي حل الجَحِيش شقيا غويا مبينا غيورا وذاك من تركيب " ج ع د " وهذا من تركيب " ش ح ط " فالجيم أخت الشين والعين أخت الحاء والدال أخت الطاء. وقالوا: السيف والصوب وذلك أن السيف يوصف بأنه يرسب في الضريبة لحدته ومضائه ولذلك قالوا: سيف رسوب وهذا هو معنى صاب يصوب إذا انحدر. فذاك من " س ي ف " وهذا من " ص و ب " فالسين أخت الصاد والياء أخت الواو والفاء أخت الباء. وقالوا: جاع يجوع وشاء يشاء والجائع مريد للطعام لا محالة ولهذا يقول المدعو إلى الطعام إذا لم يجب: لا أريد ولست أشتهي ونحو ذلك والإرادة هي المشيئة. فذاك من " ج و ع " وهذا من " ش ي أ " والجيم أخت الشين والواو أخت الياء والعين أخت الهمزة. وقالوا: فلان حلس بيته إذا لازمه. وقالوا: أرز إلى الشيء إذا اجتمع نحوه وتقبض إليه ومنه إن الإسلام ليأرز إلى المدينة وقال: بآرزة الفقارة لم يخنها قطاف في الركاب ولا خلاء فذاك من " ح ل س " وهذا من " أ ر ز " فالحاء أخت الهمزة واللام أخت الراء والسين أخت الزاي. وقالوا: أفل كما قالوا: غبر لأن أفل: غاب والغابر غائب أيضاً. فذاك من " أ ف ل " وهذا من " غ ب ر " فالهمزة أخت الغين والفاء أخت الباء واللام أخت الراء. وهذا النحو من الصنعة موجود في أكثر الكلام وفرش اللغة و إنما بقي من يثيره ويبحث عن مكنونه بل من إذا أوضح له وكشفت عنده حقيقته طاع طبعه لها فوعاها وتقبلها. وهيهات ذلك مطلبا وعز فيهم مذهبا! وقد قال أبو بكر: من عرف ألف ومن جهل استوحش. ونحن نتبع هذا الباب باباً أغرب منه وأدل على حكمة القديم سبحانه وتقدست أسماؤه فتأمله تحظ به بعون الله تعالى. |
المصدر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبدالله الطندب: "اعتساف".. أم "اعتساق".. (Re: عماد حسين)
|
Quote: أخي ود الطندب
من الطريف أنك أكدت أن الأخ (Zoal Wahid) كان محقاً في ادعائه حينما حاول ايجاد العذر لك، وقال:
Quote: ممكن اخونا قاصد اعتساف... فضرب حرف القاف بدل الفاء في الكيبورد.
فييبدو أيضاً أنك في ردك التالي قد ضربت على حرف (الصاد) بدلاً عن (العين).. وبالتالي وقعت في فخ التحريف... هنا:
Re: التشكيل الوزاري القادم واعتساق الطريق
Quote: Zoal Wahid تسلم
ولابن جني باب في كتابه الخصائص يقول فيه تصاقب المعاني لتصاقب الحروف
يعني بالبلدي حق السودان دا الحروف المتقاربة معانيها متقاربة واعتساف واعتساق من جنس هذا القبيل الفاء والقاف هي ايضا حروف متصاقبة
ولكنني ازيدك ايضاح قال سحيم فلو كنت وردا لونه لعسقني ,,,,, ولكن ربي شأنني بسواديا وعليك بلسان العرب لابن منظور لتعم الفائدة
فحينما نقلت عن كتاب " الخصائص" لــ " أبي الفتح عثمان بن جني" .. كتبت: (ولابن جني باب في كتابه الخصائص يقول فيه تصاقب المعاني لتصاقب الحروف)
وقد قرأت كلامك، وفهمت منه انك تقصد أن: (ولابن جني باب في كتابه الخصائص يقول فيه تعاقب المعاني لتعاقب الحروف)
ثم رجعت لكتاب الخصائص، لمؤلفه أبي الفتح عثمان بن جني. طبعة عالم الكتب - بيروت، بتحقيق: محمد علي النجار
فتأكدت تماماً أنك تقصد الـتـعـاقـب بــ (الـعين) وليس الـتـعـاقـب ب(الصاد)!!!
فتـــأمل!!!! |
نعم سنتأمل
لان الذي لايعرف ان في معني تصاقب المعاني لتصاقب الحروف كيف
عليه ان يذهب الي عمه قوقل وهذه المرة سيجد ضالته غير سابقها
| |
|
|
|
|
|
|
|