يا عامر، والشايقى، وحبيب نورة، ياهو علاء ذاتو بس فى الجزء الثانى عم مصطفى قال الزول دا ما عندو اى ميول سياسى واتحدى اي زول يجي يثبت لى ذلك، اتخيل لى دا هدف البوست وهو نفى انتماءالفنان العظيم لاى جهة سياسية... سلام يا علاء وشكرآ كثير للغناء الرفيع.
10-17-2011, 02:01 AM
خالد العبيد خالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983
كادت دمعات ساخانات جانحات أن تنجحن في القفز من عينان ترقرتا بالدّموع لأكثر من مرّة و أنا أتابع هذه السّهرة التي أثارت في شُجوناً غير ذات نهاية و أرجعتني لأيام مضت كنت قد توهّمت نسيانها. بُكاء نجاة سيد أحمد و لحظة استغراقها في نوبة ذكريات حزينة اجتاحتها و جعلتها تُلقي برأسها في حجرها كان مشهداً كافياً لانهيار السّد الذي حاولت جفون العين أن تمنع به دمع المآقي "الغِرقن" بنار الشّوق و شرارة لاحتراق الأحشاء من بعد لوعة و شجن. كُلّما احتضنت الشّاشة ثُنائيّة مُصطفى و محجوب عبد الحفيظ صاحب الصِّلات الطيِّبة أجد لِساني يلهج بالدُّعاء لهما رحمةً و مغفرةً. عادت بي ذكرياتي لأيّام طُفولتي حينما كُنت طالباً مُجْتهِداً أتقدّم الصّفوف بين أقراني في المرحلة الإبتدائيّة و في الإجازات المدرسيّة كُنت أُحب التِّجارة فأشتري الحلوى و ألعاب الأطفال التي أعشقها "وقتها" و أُخرِج "طبليِّتي" في شارع بيتنا تحت ظِل شجرة "حاجّة سبيلة" أطال الله عُمرها، و بين الألعاب كانت "الصُفّارة التّبِخ" المصنوعة من البلاستيك التي تُحاكي آلة الفلووت، فكنت أسحب واحدة لنفسي أتسلِّي بها وتُداعبها أناملي، لأجد نفسي "عازِفاً" لبعض المقطوعات دونما كبير اهتمام، فتنتهي الإجازة المدرسيّة فأنسي أمر تجارتي و أعود لدروسي و تحصيلي الأكاديمي، ولأنِّي كُنت مُتفوِّقاً وعدني أخي الطّبيب "رحمه الله" بمُكافأتي عِند عودته من خارج السُّودان، و حان يوم حُصولي على المُكافأة. سبقتُ ذلك اليوم باختلاسي النّظر في واجهة "دُنيا المُوسيقى" بفُندق صحاري بالخرطوم كُلّما وجدت سانحة لأستقِل "جِقر البراري" و أتشعلق في بابه نِصف جسدي بالدّاخل و الآخر خارجه. لم أدخُله يوماً أو أتجرّأ بالاقتراب من باب هذا العالم الذي كنت أتمنى سبر أغواره فقط أُمعِن النّظر في الآلات الموسيقيّة التي أمامي من على البُعد، كانما هو الخوف و الرّهبة ، و كثيراً ما كانت تشُدّني آلة الأورغن و أكاد أُحاول مُلامستها فيصُدّني زُجاج الواجهة السّميك. و دخلت المحل لأوّل مرّة لأحصل على مُكافأ ووعد قد بُذِل، قال لي أخي الذي كُنت قد أعلمته بسعر الأورغن: وينو الأورغن العايزو. و ما كُنت لأتوه عنه و قد وقفت مراراً و تكراراً لساعات طِوال، و لكن .. فجأة استرعى انتباهي "ولأوّل مرّة" منظر آلة العود الوتريّة فحدّقت بها لدقائق و أخي في انتظار إشارتي إليه لأدله "الأورغن" الذي أشتهي بل أتلهّف لاقتناءه، لأُفاجئه بقولي و أنا أُشير لآلة العود: أنا عايز دة كُنت طِفلاً فزجرني مُنْتهراً: دة شِنو دة؟ إنت قُلتا عايز أورغن البوديك للعود شِنو و بتعرف تعزفو كيف؟ و منو البعلِّمك ليهو وبوزنو ليك و و و و ...إلخ و لكأنِّي ما سِمعت شيئاً و بإصرار: عايز دة بس الغريب أن سِعر الأورغن كان يبلُغ خمسة أو سِتة أضعاف سِعر العود إلا أن شيئاً خفيّاً جذبني لهذه الآلة و اشتريتها وسط استهجان و غضب أخي و ما كنت أعرف كيف أحملها حتّى و يداي الصّغيرتان تعجزان عن احتواءها. عُدّت إلى المنزل وعانيت في إدخالها إليه بعد رفض والدي مُجرّد فِكْرة دخول آلة مُوسيقيّة للمنزل، و بعد تحانيس و وعود ورجاءات وتوسّلات اختلطت بها دموعي دخل العود لأوّل مرّة إلى منزلنا بالقِشلاق. من يقوم بوزن هذه الآلة الوتريّة المجنونة التي لا أعرف لها بداية مِن نهاية؟ سُؤال كاد يُدخل النّدم إلى نفسي بتراجُعي الغريب المُفاجئ عن شراء الأُورغن سهل التّعامل و الذي لن أضل طريقي إلى من يُعلِّمني إيّاه. أخبرني أحد أقراني بأن في الشّوارع الخلفية للقِشلاق ضيفٌ قادم من سِنجة إسمه "عُثمان" و لديه آلة "ماندولين" فذهبت إليه و قام بوزن أوتار العود لأوّل مرّة و علّمني كيف أضع أصابعي و أبدأ رِحلة عزفي على العود، قد لا أُصدِّق أنا نفسي إن قُلت أن تلك كانت أوّل مرّة يوزن لي فيها عُثمان أوتار العود لأوزنه أنا بعد ذلك بنفسي دونما مُساعدة عِلماً بأن الوزنة للتّعلمجي لا تبقى لأكثر من ساعات بسبب التّعامل الخشن مع الأوتار في البدايات. هل تعلمون ماهي أوّل أُغنية نجحت في دوزنة حُروفها الموسيقيّة على أوتار العود المجنونة؟ "بلابل الدّوح" التي ما سمِعتها إلا من مُصطفى سيد أحمد، لأجد نفسي بعدها مسجوناً في أُغنياته، و رحِم الله إيهاب التّوم سُليمان "الكمنج" و عدد من أبناء القِشلاق الصّفوة عز الدّين حسن صلاح و عُمدة "أب راس" و شرف "أبو الشّوق" و خالد "كِرشنا" و محمد "طيّارة" و عبّود "دِيدي" و عبد الله "ضلس" و ياسر "كروري" و أجمل شبابنا حينما كُنت أُداعب أوتار العود و أنا طِفلاً بينهم و بأُغنيات مُصطفى سيد أحمد ما بين الحُزن النّبيل و السّمحة قالوا مرحّلة حتّى وضّاحة يا فجر المشارق و إلى واقف براك و الهم عصف و نحن نتنقّل في واحات أُغنياته مع الطّيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في إيدا جواز سفر. رحِمك الله رحمة واسِعة يا مُصطفى يا فنّان، فمُنذ رحيلك رحل العود معك و النّغم الجّميل
10-17-2011, 08:13 AM
عمار محمد ادريس عمار محمد ادريس
تاريخ التسجيل: 09-28-2011
مجموع المشاركات: 296
Quote: و بعد تحانيس و وعود ورجاءات وتوسّلات اختلطت بها دموعي دخل العود لأوّل مرّة إلى منزلنا بالقِشلاق.
كامل تضامنى مع العود .. ومع ناس القشلاق ياخ !
Quote: تراجُعي الغريب المُفاجئ عن شراء الأُورغن سهل التّعامل و الذي لن أضل طريقي إلى من يُعلِّمني إيّاه.
يا علعالة ! انت قايلو دوم ؟ لوووووووووووب اشترى اورغن لا عود لا جيتار .. هههههههه الدرمز كيف ؟ عشان ناس القشلاق ديل كانوا كتلوك وريحونا ...
Quote: حينما كُنت طالباً مُجْتهِداً أتقدّم الصّفوف بين أقراني في المرحلة الإبتدائيّة
علاء ياخ امنع الفوضى ... سمعت نكتت الراجل قال ليهم والله لا مهندس لا حاجة فاكيها فى روحو ساى ! لووووووب دى بقت علينا هسه ...
Quote: لابل الدّوح" التي ما سمِعتها إلا من مُصطفى سيد أحمد، لأجد نفسي بعدها مسجوناً في أُغنياته، و رحِم الله إيهاب التّوم سُليمان "الكمنج" و عدد من أبناء القِشلاق الصّفوة عز الدّين حسن صلاح و عُمدة "أب راس" و شرف "أبو الشّوق" و خالد "كِرشنا" و محمد "طيّارة" و عبّود "دِيدي" و عبد الله "ضلس" و ياسر "كروري" و أجمل شبابنا حينما كُنت أُداعب أوتار العود و أنا طِفلاً بينهم و بأُغنيات مُصطفى سيد أحمد ما بين الحُزن النّبيل و السّمحة قالوا مرحّلة حتّى وضّاحة يا فجر المشارق و إلى واقف براك و الهم عصف و نحن نتنقّل في واحات أُغنياته مع الطّيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في إيدا جواز سفر. رحِمك الله رحمة واسِعة يا مُصطفى يا فنّان، فمُنذ رحيلك رحل العود معك و النّغم الجّميل
مالك اتحيرت كدا لما غنيت ديل كلهن ؟ قيقم كان لسه ما ظهر الوقت داك ؟ ياخ انت عجوز خلاس !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مسالتك دى ما غريبة يا علاء قالوا لبنان فيها الف ملة وطائفة متفرقين حواء وادم ما يلموهم الشىء الوحيد الذى كان يجمعهم هو حبهم للمارونية (فيروز) !! كل مليشيا كانت بتقاتل فى التانية وكلهم فى استراحة المحارب وفى دباباتهم بسمعوا فيروز . مصطفى كان فيروز السودان ! .
10-17-2011, 08:55 PM
خالد خليل محمد بحر خالد خليل محمد بحر
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 4337
الموضوع ده داير مقاربة تانية(موضوع إنو علاء بسمع مصطفى سيد أحمد) ومعروف إنو علاء منحاز على المستوى السياسى والفكرى لى عُصبة ..ظل همها الأول والأخير محاربة الإبداع أينما ما وجد..ودى ما محض (فرية) منى على الأطلاق المهم لمن (علاء) يكون بسمع لمصطفى سيد أحمد,,صاحب المشروع الغنائى المستند فى الأساس على تشكيل واقع جمالى وإبداعى على النقيض من التصورات البنافح ليل ونهار عنها بوردابينا علاء...ببقى هنالك ثمة خطأ...يحتاج للتمحيص ...طيب مشروع (مصطفانا) ذى ما قلتا بتقوم المداميك بتاعتو على موقف ضدى من الظلم والإستبداد مهما كانت أشكاله وتمظهراته...وظل (مصطفانا) طوال عمره يبشر بهذه اللحظة...لحظة الإنفكاك من أنياب الظلم..اللى وللمفارقة ظل علاء الدين وعًصبته يشكلون أبرز الامثلة الماثلة لها...طيب لمن يجى علاء الدين ويقول إنو بستمع (لمصطفانا) ...طوالى انا ببرز فى بالى شئ من إتنين...واحد: إنو علاء الدين مستوعب هذا المشروع (المصطفاوى ) بكل قيمه الجميلة اللى بترنو إلى تجفيف الظلم والإستبداد من مناخنا الأجتماعى والسياسى...وإما إتنين: علاء الدين غير مستوعب لهذا المشروع وإنما يحاول تقديم نفسه على إنه إنسان متجاوز وكده...المهم أنا شخصيا أرجح الخيار التانى: لانى ما بقدر أستوعب حكاية إنو علاء ممكن يسمع العرض حال الإسمو (عم الرحيم) ووتسيل دمعاته , تضامنا مع (عمنا ع الرحيم) اللى هو فى الاساس رمزية لحالة أسست ليها (عصبة علاء الدين) ....وبى نفس المنطق يعنى لو جا زول مثلا زى منو اقول ليك.....؟ زى صبرى الشريف أو عادل ع العاطى ..أو خالد العبيد...الخ...لو جا واحد من دين فتح ليهم بوست عن المغنواتى بتاع الإنقاذ الإسمو(شنان) ودلق حبر من الغزل الشفيف فى مشروع (شنان ) طوالى حقول :إنتو الناس ديل دايرين يجنونا ولا شنو....؟ كناية عن الدهشة وعدم إستيعاب المنطق البخلى واحد من الشباب ديل يدلق حبر شفيف فى (شنان) اللى بعبر عن مشروع غنائى جهادى...هوعلى الضد من تصورات صبرى/ عادل/ العبيد....ولا شنو ياناس.....؟
10-17-2011, 09:15 PM
Nagat Sid Ahmed Elshiekh Nagat Sid Ahmed Elshiekh
تاريخ التسجيل: 03-04-2011
مجموع المشاركات: 3222
Quote: بُكاء نجاة سيد أحمد و لحظة استغراقها في نوبة ذكريات حزينة اجتاحتها و جعلتها تُلقي برأسها في حجرها كان مشهداً كافياً لانهيار السّد الذي حاولت جفون العين أن تمنع به دمع المآقي "الغِرقن" بنار الشّوق و شرارة لاحتراق الأحشاء من بعد لوعة و شجن.
Quote: بُكاء نجاة سيد أحمد و لحظة استغراقها في نوبة ذكريات حزينة اجتاحتها و جعلتها تُلقي برأسها في حجرها كان مشهداً كافياً لانهيار السّد الذي حاولت جفون العين أن تمنع به دمع المآقي "الغِرقن" بنار الشّوق و شرارة لاحتراق الأحشاء من بعد لوعة و شجن.
يا سيد البوست والضيوف في حد فاهم حاجة من كلام علاء دا؟؟؟ ولا احتمال تشابهت عليك الاسماء ،، نجاة سيد احمد الشيخ.
10-18-2011, 01:08 AM
elsawi elsawi
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 4340
هذه الصورة التي تظهر في الفيديو الثاني هي لآخر فرقة موسيقية للأستاذ الراحل مصطفى قبل سفره الى روسيا في مايو 1991 وارجعتني هذه الصورة الى عالم جميل لونه مصطفى بجمال روحه وعذوبة الحانه وظلله بانسانيتة الكثيفة المفرطة وانحيازه التام لقضية الفن والموسيفى. اظهر واقفاً اقصى يسار الصورة على يمين مصطفى و الصورة التقطت باستديو الجريرة الذي كان يقع غرب فندق اراك وكان الأستديو مملوكاً لأسرة عمر الطيب عازف الطرمبة و الذي يظهر ايضاً في الصورة واقفاً اقصى اليمين. يظهر ايضاً الأستاذ وعضو المنبر عبدالله محمد عبدالله (عبدالله فلوت) واقفاً الثالث من اليمين ويليه الأستاذ معاوية مدير الفرقة ممسكاً بجوازات سفرنا اذ كنا نستعد لرحلة للأمارات ربنا ما سهلها، وايضاً يظهر الراحل جمال هاشم عازف البيز جالساً اقصى اليمين يليه عم جمعة عازف الساكسفون ثم سليمان سيسي عازف الكمان ثم اسامة محي الدين عازف الكمان ثم اسفل الصورة الرشيد عازف الكمان وهو اصغرنا سناً واذكر ساعة التقاط الصورة لم تكن الكنبة تسع جميع الجالسين وحتى الواقفين كانوا واقفين بالجنبة عشان يظهروا كلهم، فقال مصطفى للرشيد "بما انك اصغر واحد تتفن في الواطـة" وبالفعل جلس الرشيد القرفصاء امام الجميع. شكراً يا علاء على الفيديوهات وبالمناسبة انا ما اتفاجأت بي انك بتسمع مصطفى لكن بالجد اتفاجأت بي انك بتحب مصطفى وياريت تسمعو بي عقل مفتوح وقلب واسع واضان نظيفة وتفكر في غناهو المعطون بي وجع الغلابة واحلام الناس العادية وهموم خلق الله واكيد بتصل.
النحلة العقيمة علاء الدين مفتكر التمسح بالمشاهير بخليك مشهور ما لقيت ليك حاجة تلفحا من هنا ولا من هناك جريت علي مصطفي سيد احمد اعتقد ان معظم الناس ظنت ان كلمة العائلة مقصود بيها عائلتك انت ( وانت اردت ذلك ) كدي يا كوستاوي يا حريف شوف لينا علاء الدين لافح الخاطرة دي من وين ؟ رابع المستحيلات ان يكتب الكضاب علاء الدين مثل هذا الكلام ::
Quote: كادت دمعات ساخانات جانحات أن تنجحن في القفز من عينان ترقرتا بالدّموع لأكثر من مرّة و أنا أتابع هذه السّهرة التي أثارت في شُجوناً غير ذات نهاية و أرجعتني لأيام مضت كنت قد توهّمت نسيانها. بُكاء نجاة سيد أحمد و لحظة استغراقها في نوبة ذكريات حزينة اجتاحتها و جعلتها تُلقي برأسها في حجرها كان مشهداً كافياً لانهيار السّد الذي حاولت جفون العين أن تمنع به دمع المآقي "الغِرقن" بنار الشّوق و شرارة لاحتراق الأحشاء من بعد لوعة و شجن. كُلّما احتضنت الشّاشة ثُنائيّة مُصطفى و محجوب عبد الحفيظ صاحب الصِّلات الطيِّبة أجد لِساني يلهج بالدُّعاء لهما رحمةً و مغفرةً. عادت بي ذكرياتي لأيّام طُفولتي حينما كُنت طالباً مُجْتهِداً أتقدّم الصّفوف بين أقراني في المرحلة الإبتدائيّة و في الإجازات المدرسيّة كُنت أُحب التِّجارة فأشتري الحلوى و ألعاب الأطفال التي أعشقها "وقتها" و أُخرِج "طبليِّتي" في شارع بيتنا تحت ظِل شجرة "حاجّة سبيلة" أطال الله عُمرها، و بين الألعاب كانت "الصُفّارة التّبِخ" المصنوعة من البلاستيك التي تُحاكي آلة الفلووت، فكنت أسحب واحدة لنفسي أتسلِّي بها وتُداعبها أناملي، لأجد نفسي "عازِفاً" لبعض المقطوعات دونما كبير اهتمام، فتنتهي الإجازة المدرسيّة فأنسي أمر تجارتي و أعود لدروسي و تحصيلي الأكاديمي، ولأنِّي كُنت مُتفوِّقاً وعدني أخي الطّبيب "رحمه الله" بمُكافأتي عِند عودته من خارج السُّودان، و حان يوم حُصولي على المُكافأة. سبقتُ ذلك اليوم باختلاسي النّظر في واجهة "دُنيا المُوسيقى" بفُندق صحاري بالخرطوم كُلّما وجدت سانحة لأستقِل "جِقر البراري" و أتشعلق في بابه نِصف جسدي بالدّاخل و الآخر خارجه. لم أدخُله يوماً أو أتجرّأ بالاقتراب من باب هذا العالم الذي كنت أتمنى سبر أغواره فقط أُمعِن النّظر في الآلات الموسيقيّة التي أمامي من على البُعد، كانما هو الخوف و الرّهبة ، و كثيراً ما كانت تشُدّني آلة الأورغن و أكاد أُحاول مُلامستها فيصُدّني زُجاج الواجهة السّميك. و دخلت المحل لأوّل مرّة لأحصل على مُكافأ ووعد قد بُذِل، قال لي أخي الذي كُنت قد أعلمته بسعر الأورغن: وينو الأورغن العايزو. و ما كُنت لأتوه عنه و قد وقفت مراراً و تكراراً لساعات طِوال، و لكن .. فجأة استرعى انتباهي "ولأوّل مرّة" منظر آلة العود الوتريّة فحدّقت بها لدقائق و أخي في انتظار إشارتي إليه لأدله "الأورغن" الذي أشتهي بل أتلهّف لاقتناءه، لأُفاجئه بقولي و أنا أُشير لآلة العود: أنا عايز دة كُنت طِفلاً فزجرني مُنْتهراً: دة شِنو دة؟ إنت قُلتا عايز أورغن البوديك للعود شِنو و بتعرف تعزفو كيف؟ و منو البعلِّمك ليهو وبوزنو ليك و و و و ...إلخ و لكأنِّي ما سِمعت شيئاً و بإصرار: عايز دة بس الغريب أن سِعر الأورغن كان يبلُغ خمسة أو سِتة أضعاف سِعر العود إلا أن شيئاً خفيّاً جذبني لهذه الآلة و اشتريتها وسط استهجان و غضب أخي و ما كنت أعرف كيف أحملها حتّى و يداي الصّغيرتان تعجزان عن احتواءها. عُدّت إلى المنزل وعانيت في إدخالها إليه بعد رفض والدي مُجرّد فِكْرة دخول آلة مُوسيقيّة للمنزل، و بعد تحانيس و وعود ورجاءات وتوسّلات اختلطت بها دموعي دخل العود لأوّل مرّة إلى منزلنا بالقِشلاق. من يقوم بوزن هذه الآلة الوتريّة المجنونة التي لا أعرف لها بداية مِن نهاية؟ سُؤال كاد يُدخل النّدم إلى نفسي بتراجُعي الغريب المُفاجئ عن شراء الأُورغن سهل التّعامل و الذي لن أضل طريقي إلى من يُعلِّمني إيّاه. أخبرني أحد أقراني بأن في الشّوارع الخلفية للقِشلاق ضيفٌ قادم من سِنجة إسمه "عُثمان" و لديه آلة "ماندولين" فذهبت إليه و قام بوزن أوتار العود لأوّل مرّة و علّمني كيف أضع أصابعي و أبدأ رِحلة عزفي على العود، قد لا أُصدِّق أنا نفسي إن قُلت أن تلك كانت أوّل مرّة يوزن لي فيها عُثمان أوتار العود لأوزنه أنا بعد ذلك بنفسي دونما مُساعدة عِلماً بأن الوزنة للتّعلمجي لا تبقى لأكثر من ساعات بسبب التّعامل الخشن مع الأوتار في البدايات. هل تعلمون ماهي أوّل أُغنية نجحت في دوزنة حُروفها الموسيقيّة على أوتار العود المجنونة؟ "بلابل الدّوح" التي ما سمِعتها إلا من مُصطفى سيد أحمد، لأجد نفسي بعدها مسجوناً في أُغنياته، و رحِم الله إيهاب التّوم سُليمان "الكمنج" و عدد من أبناء القِشلاق الصّفوة عز الدّين حسن صلاح و عُمدة "أب راس" و شرف "أبو الشّوق" و خالد "كِرشنا" و محمد "طيّارة" و عبّود "دِيدي" و عبد الله "ضلس" و ياسر "كروري" و أجمل شبابنا حينما كُنت أُداعب أوتار العود و أنا طِفلاً بينهم و بأُغنيات مُصطفى سيد أحمد ما بين الحُزن النّبيل و السّمحة قالوا مرحّلة حتّى وضّاحة يا فجر المشارق و إلى واقف براك و الهم عصف و نحن نتنقّل في واحات أُغنياته مع الطّيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في إيدا جواز سفر. رحِمك الله رحمة واسِعة يا مُصطفى يا فنّان، فمُنذ رحيلك رحل العود معك و النّغم الجّميل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين يوسف علي محمد
Al-Shaygi
Afraa Sanad
amir jabir
حبيب نورة
Nagat Sid Ahmed Elshiekh
خالد العبيد
محمد ميرغني شاطر
عماد حسين
معتصم مصطفي الجبلابي
Kostawi
صلاح أبودية
عمار محمد ادريس
دينا خالد
خالد خليل محمد بحر
عبدالحافظ سعد الطيب
elsawi
صلاح جادات
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست