دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار
|
قوى اليسار تؤكد قدرتها على قيادة الحياة السياسية الخرطوم :الصحافة دافعت قيادات في الحركة اليسارية بشدة عن قدرتها على قيادة الحياة السياسية والاجتماعية بالبلاد، ونفت الاتهامات الموجهة اليها بأنها اصبحت (خارج التاريخ)، لكنها ربطت استمرارها بإعادة النظر في تنظيماتها وتطويرها لتواكب مستجدات العصر. ورأى الاستاذ بجامعة افريقيا العالمية الدكتور حسن مكي في ندوتها الاسبوعية التي اقامتها (الصحافة) امس حول مستقبل اليسار في السودان، ان قوي اليسار في البلاد (خرجت من التاريخ)، لكنه قال انها ستظل موجودة في «ظل فرص ضيقة» للمواصلة في قيادة الحياة السياسية والفكرية. واضاف مكي ان الحركة السياسية السودانية بصفة عامة تعيش في حالة (بيات) منذ 40 عاما، وتوقع مكي ان يقع ما وصفه «بالصاعقة» علي المجتمع السوداني، مشيرا الي ان الوسط السياسي الان مهيأ لحدوث شئ ما، لكنه لم يفصح عنه، وقال ان القوي السياسية ستكون ضحية (هذه الصاعقة). لكن القيادي في الحزب الشيوعي يوسف حسين، دافع عن وجود وقدرة الحركة اليسارية على الاستمرار في انفاذ مهامها التي نشأت من اجلها، وقال ان الحركة اليسارية التي اخذت علي عاتقها اقرار الديمقراطية والاصلاح الزراعي، والانفلات من نهج التحريرالاقتصادي، ستواصل حمل رسالتها بصورة اقوي. ورأى حسين ان مستقبل اليسار في البلاد «يانع وزاهر» وقال ان الحركة اليسارية تستهدف الان فتح الطريق لانفاذ برامجها حتي يقوم السودان الحديث علي التشريعات والقوانين، وشدد حسين علي ان مستقبل اليسار يرتبط بما يدور في العالم، وان الحركة اليسارية ليست جزيرة معزولة، مشيرا الي ان حركة الواقع تتجه نحو اليسار بعد ان رفضت ما وصفه بالليبرالية الجديدة. من جانبه، اكد رئيس حركة القوي الثورية (حق) الحاج وراق قدرة الحركة اليساريةعلى احداث التغييرات المطلوبة لجهة العدالة الاجتماعية والسلام والبيئة، ورفض الفكرة القائلة ان دور اليسار قد انتهي وخرج من التاريخ، لكنه ربط استمرار اليسار في قيادة التغيير بكفالة الحريات، ودعا الي اعادة تنظيم الحركة اليسارية وتطوير هياكلها واجندتها، وشدد علي اعتماد قيمة الحرية في الاجندة اليسارية، كما طالب بإعادة النظر في ا لاسس الاقتصادية، واستبعد وراق قدرة الحركة اليساريةعلى مواجهة التحديات التي تواجهها دون التنسيق والتعاون مع منظمات المجتمع المدني الدولية. من جهته، رأى الدكتورمحمد محجوب هارون ان اليسار يعاني من ازمة حقيقية، وقال في مداخلته خلال الندوة ان الحركة اليسارية قائمة علي فكرة المعارضة، وظلت «اقرب الي الاعتصام»، ودعا اليساريين الي اعادة النظر في مناهجهم .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
في مساهمته المعنونة تاملات سيوسولوجية في قضايا التغيير داخل الحزب الشيوعي اورد الاخ عثمان مايلي
Quote: ليس الحزب الشيوعي " يثرب " الجديدة يستجيـرُ بحمى مضاربها الفارون من ضيم أهل " مكة " ! إنه ليس " حـادي الركـب " فى مسـيرة الـقوافل نحـو " الجمـهورية الفاضـلة " ، ليس " طليعة " عمال السودان وكادحيه، ولا " قدوة " مجتمعه ولا " المرشد الحكيم ". إنه حزب "عادي " مثله فى هذا مثل بقية الأحزاب والتنظيمات التي تعج بها ساحة العمل السياسي فى السودان لكنه حزب يساري دون أن يعني هذا إحتكاره لليسارية ( ( Leftismأو تمثيله لها. ليس فى مقدور الحزب الشيوعي أو أي تنظيم آخر تمثيل اليسار فى السودان لا لان اليسار مشتت تنظيمياً، منقسم على ذاته، متعارك إديولوجياً والخصومات والعداوات والخلافات بين عشائره اشد وأنكى وأكثر عمقاً من خلافاته مع فِرق وطوائف وأحزاب اليمين فحسب، بل ولأن اليسار فى السودان من العسير تحديده إذ لا تستوعبه بأكمله أحزاب أو تنظيمات قائمة بل هو " كوكبة " رؤى وأفكار وأفعال سياسية تدور فى فلك مشروع التحديث الشامل ومحاولة اللحاق بركب العصر دون ان تدفع الفئات الضعيفة إجتماعياً والواقعة فى أدني سُلم المداخيل والثروة كافة أعباء وتكاليف تنفيذ مشروع التحديث. " اليسارية " – حسب هذا المفهوم – تخترق بنية المجتمع السوداني الهجينة التكوين من اقصاها إلى أقصاها ومن أدناها ألى أعلاها – بكافى عناصرها المتعايشة والمتصارعة، بطبقاتها الحديثة وتكويناتها الما قبل الرأسمالية، بمدنها المُستريفة وريفها المتمرد ... الخ. ليس الحزب الشيوعي " عُمُودية " الثوريين فى السودان، لا مَسيدهم الطاهر ولا مزارهم المقدس! ليست عضويته " حراس " نقطة المرور وخفر التفتيش الإديولوجي للعابرين من أرض حزب غلى آخر ومن إنتماء قديم إلى هوية سيا سيةٍ حديدة! ولهذا فإن وصف التاركـيـن صفوف الحزب الشيوعي ممن كتب عليهم خُطى الإلتحاق بأحزاب سياسية ناشئة بالمهاجرين نحو اليمين، فيه – بدءاً و إنتهاءاً – إمتثالُ ُ وخضوعُ ُ لمشيئة عادة مزمنة آ ن أوا ن طلا قها طلاقاً بائناً تتمثل فى إستراد قوالب التصنيف الإديولوحي الجاهزة والمريحة لأذها ن مستخدميها، من غياهب ذلك الماضي المُثقل بالإستالينية والجمود ونصب " المشانق الفكرية " للخصوم والمنقسمين والمفصولين!
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
والتي اراها تتفق مع ما ورد في العديد من الاشارات من داخل الحزب الشيوعي في كونه جزء من تيار اليسار العريض في السودان وتعتبر تصريحات محمد ابراهيم نقد مثال لهذه التصريحات (من لقاء صحيفة البيان)
Quote: في هذا السياق اود التأكيد على ما سبق ان اكدته اكثر من مرة حول خواء (اسطورة) ان الحزب الشيوعي السوداني اكبر حزب في افريقيا، والمنطقة العربية! لقد نسج هذه الاسطورة من وجهوا ضربات للحزب الشيوعي السوداني، وراحوا يتباهون بانتصاراتهم، ويروجون لها في بورصة العداء للشيوعية (استحلاباً) لدعم القوى الاستعمارية خلال سنوات الحرب الباردة !
لقد راجت تلك الاسطورة بعد صدور قانون حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان عام 1965، وبعد فشل انقلاب 19 يوليو 1971م، واعدام قادة الحزب وقادة الانقلاب في محاكم مايو الهمجية. واقع الحال ان الاحزاب الشيوعية في العراق وسوريا وجنوب افريقيا ولبنان اكبر من الحزب الشيوعي السوداني سناً ونفوذاً. اما اذا كان الحزب الشيوعي السوداني يتسم بخاصية او بأخرى فهي، بالقطع، مستمدة من خصائص الحركة الوطنية السودانية، بأحزابها، ونقاباتها واتحاداتها وصحافتها وعطاء مبدعيها وتعدد وتنوع اساليب نضالها وقوسها الموشى باثنيات وثقافات ومعتقدات وجهويات وقبائل وطوائف وطرق صوفية !
|
Quote: نعم.. نحن مجرد فصيل من فصائل اليسار والاشتراكية والتقدم والديمقراطية. وفي السودان فصائل اخرى لليسار، لها تجاربها ورؤاها، |
Quote: اقول: لسنا (الاب الروحي) مسئولين عن (اوهام) الذين يتعاملون معنا بمواصفات (الكتب) او (الحزب النموذج )! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
المحاور المقترحة للنقاش
اليسار ليس هو الحزب الشيوعي في السودان بل الحزب هو فصيل من هذا التيار العريض الموزع شخوص وموسسات في النسيج السوداني
فماهو اليسار السوداني ..قواه منطلقاته ..الخ
علي ضوء التغييرات التي عصفت بالعالم (انهيار المعسكر الاشتراكي العولمة الثورة الايرانية) كيف نحدد اليسار ونقيضه الاجتماعي والتاريخي اي يمينه
ماهي معايير التمييز المثلي هل هي البرامج الاقتصادية ام المنطلقات الفكرية والايدلوجية بتشابكاتهما ام نحن في حوجة الي معايير جديدة
هل ظروف السودان الاستثنائية (الانقلابات ,عدم الاستقرار السياسي والتقلبات الاقتصادية وتدهورها) تؤثر في قضايا تحالف اليسار واليمين او اليسار واليسار هنالك مقولة ان اليسار السوداني بما فيه الحزب الشيوعي هم اجسام كسيحة اي لديها رؤؤس وفاقدة للاطراف اي البعد الجماهير ..ان صدقت ام كذبت هذه المقولة ماهو مستقبل هذه القوي ..
حتي لايبدو الامر مثل برنامج الاتجاه المعاكس ادعو كل البورداب للمشاركة باي شكل يرونه في هذا النقاش ........
| |
|
|
|
|
|
|
Rep Imad (Re: Imad El amin)
|
الأخ الفاضل عماد ،
تحباتي واحترامي مفاجأة سارة ...موضوع من العيار الثقيل و انت تدري ..سوف اعود لان اليسار هو قدري و مصيري عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
الأخ عماد
ألف شكر، موضوع شيق جدير بالمناقشة الجادة.
المزيد من الاستاذ نقد:
Quote: في كل الظروف نعتمد على (الحزب)، سواء كان (شظايا) او (بقايا) بعد ظروف السرية والقمع. ونعمل على استعادة مواقعنا، ضاقت ام اتسعت.. لا ندعي ما ليس لنا، ولا نهول من قدراتنا لاشباع غرور ما، او خلق انطباع ما، او اجترار رصيد ما من الماضي، فالواقع السوداني في حالة حراك سياسي وسكاني واجتماعي نتجت عنه تعديلات واسعة في الخريطة السياسية والاجتماعية، ومازال مستمراً. نحن نسعى لاستيعاب هذه المتغيرات، ونحدد وجهتنا، ونطور قدراتنا، لمواجهة ما يفرزه الواقع من تحديات واصطفاف جديد للقوى الاجتماعية. في هذا الاطار نحدد تحالفاتنا، وليس على الرغبات الذاتية، او التصورات المسبقة، او العودة لصيغة تحالفات الستينيات الفضفاضة. تجربة التحالف الواسع بصيغة (التجمع الوطني) منذ الانتفاضة تجربة جديرة بان تطور لتشمل كل المناضلين من اجل الديمقراطية، والنظام البرلماني التعددي، ووضع الحلول لقضايا القوميات، وتعدد الاثنيات، واحترام الآخر ـ معتقداً دينياً او سياسياً، وارساء الدولة المدنية الديمقراطية.. دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، والتصدي في هذا السياق للمهمة المركزية: مهمة (التنمية) بمفهومها الشامل والمتوازن. اعتقد ان هذه الصيغة افضل من اي صيغة لتحالفات ضيقة، لليسار او لغير اليسار..
نعم.. نحن مجرد فصيل من فصائل اليسار والاشتراكية والتقدم والديمقراطية. وفي السودان فصائل اخرى لليسار، لها تجاربها ورؤاها، لكن قضايا التغيير الاجتماعي، وقضايا المستقبل الاشتراكي، وقضايا الديمقراطية، اوسع من ان يحتويها اليسار كما كان الحال في ظروف استقطاب الستينيات. لهذا ندعو إلى التحالف الاوسع الذي يشمل اليسار كما يشمل الذين لا يدعون انهم يسار ولكنهم يسعون لحل ذات المعضلات.
على العموم، وباختصار، فإننا لن (نحل ونندمج)، اما كل ما هو دون ذلك فيمكن التفاوض حوله.
البيان تحاور الأستاذ نقد، 16 أكتوبر 2002 http://www.albayan.co.ae/albayan/alarbea/2002/issue154/forum/1.htm
|
==== السودان لكل السودانيين
| |
|
|
|
|
|
|
Rep:Emad (Re: Imad El amin)
|
Salamat the following article is not my main cotribution but its contenent could be added to the discussions topics i think its time to rethink sharply our perception of the type of state that could replace the authocratian state .\ this question is fundamental Osman ______________________________________________________________________________________________حـول حـرية" اللإاعـتـقـاد" وحـقـوق الانسـان و نمـوزج الدولة العـلمانية من النمط اللبرالي في السودان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقـدمة : ــــــــــــــــــــــ
" الـمـادة" التي تـشـتغـل عـلـيها مـباحـث" اللاإعـتقـاد" هـي هـي ذاتها التي تـشـغـل بال الـفـكـر الديني.الإخـتلاف بينهما يتمثـل في" الموقـف " من تلك المادة و"طريقة" النظر إليها وتـصـمـيم تـراتبـيات مخـتلفة لـعـناصرمـنـظـومة الوجود.
" للاإعـتقاد" كـمنـظورفـلـسـفي لعـلاقـة الإنسان بمـنظـومة الـوجـود، بالـفـيـزيا و ما ورائـهـا، بـروابـط الأرض والسـمـاء ( بمـا تـسـمـيه مـعـاجـم المؤمنـين بالـرب ، الله، الخالق، يهوه و ما تدعـوه لـغـة الفـلـسـفة بالعـقـل الكـلـي، الـمـطلـق، أصـل الأسـباب وغـيرهـا من الأسـمـاء)، مـدارس متعـدّدة و تـيارات مـتصارعـة داخـل حـوش الـفـكـر الفـلسـفـي لا نرغــب ضمـن الإطار الضيق لهـذا المـقـال الـغـوص في ثـنايـا تـفـاصـيـلـها! لـيـس مـن أغـراض هـذا المـقــال أيـضـا صـياغـة"حـكم قـيـّمي" أوإسـتصـدار فـتـوى ديـنـية بـشـأن اللاإعـتقاد من وجـهـة نـظـر ثـيـولـوجـيــة: لـسـت فـقـيهاً في عـلـوم الديـن حـتى يتـسـنى لي فـعـل ذلك حـتى و إن واتتـني الرغـبـة ! لـيـس مـن أغـراضه كذلك التـبشـير باللاإعـتقاد أوحـمل المعاول الـفـكريـة لهـد م أسـسـه وركائـزه الفـلـسـفـية و مطاردة دعـاتـه و الـمـبـشـرين بـه مـطـاردة الكـنيـــسة للـسـحـر والـهـرطـقـة في أوروبا القــرون الوســطى!
نقـطة إنطلاق البحـث في هـذه المـوضـوعة هي قـنـاعـتي بـأ ن إقــرار " حـريـة اللإعـتـقاد " و تجـزيـرهـا فـي بـنـيـة الثـقافة السـودانية ذو عـلاقـة عـضـويـة بما يسـمى بحـقـوق الإنسان و كـذلك بمشـروع البـديل المـفـترض تأسـيــسـه عـلى أنـقاض الـدولة الثـيـوقـراطية الـقائـمة في السـودان.
الحـريـة : مـقـاربـة فـلـسـفـية للـمـفـهـوم : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحـرية "كـلّ" متكامـل لا يـقـبـل الـتـجـزئة، فإما أن تقــبل كـلها أو ترفـض برمـتها : طريقـان إثـنـان لا ثالـث لهما. إنها ليست بضاعـة في"حانوت" الوجـود البـشـري بحـيث يمـكـن عـرضها حـسب الطلـب وبـيـعـها" بالـقـطـّاعـي"! هـي أسـلـوب في الحـياة متكامـل العـناصـرو"رؤيـة للـعالم" تتجـاوز حواجـز المـكان و قـيود الإنـتـماءات الفـطرية و المكـتـسـبة و" نـسـق من الـقـيّم" الـشـمـولـية الـمـنـظـّمة لعـلاقـة الـفــرد بأشـيـاء الوجـود و كائـنـاته و خـلائـقـه بتعبير آخـر:الحرية هي جوهـر "كـينونـة"و" ماهـيـة" الإنسان بما هـو إنسان ، لولاهـا لـظـلـلـنا أسـري "الطبـيعة" حتى هذه اللحـظة! إنـهـا " الـبراق " الذي يمتطيه الإنسان راغـباً في التحـّرر من قـيود " عالـم الـمـحـسـوس" صاعـداً إلى ثـريات "عالم اللامـحـسـوس".لم تـكن تلك الـشـجـرة العـالية القـطاف ماحـّرض " إنسـان الـغـابة"عـلى رفـع عـينيه من ذل الأرض و عـبـوديـتهـا لـيـمـشي" مــنـتـصـب القـامـة " بل كان " نـداء الـحـرية" وهـو يتعـالى في الأفـق البعـيد ما جـعـّله يـهـجـر "حـضن الأم" باحـثـاً عـن ذاتـه الـمـفـقـودة .الحـرية بهذا المعـنى تتـسـامى فـوق الإخـتلافات الإجـتـماعـية: لا تعـترف بالفـوارق الجـنسـية والعـمـرية و العـرقـيـة ولا بتمايزات المـكانـة والطبقـة والطـائـفـة الخ . إن حـركـتهـا تـشـبـه إنـدفـاعـة الـسـيل : تـخـتـرق المـوانع ، تدّمـر الـسـدود و تـكـتـّسـح حـواجـز " الإخـتـلافـات". . حـريـة" اللاإعـتـقـاد": ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حــرية اللاإعـتقاد والـتـبـشـير بـه تعـادل حـريـة الإيـمان والـدعــوة لـه، كـلـتا الحـريـتـين مـتسـاويـتان فـي الـمـكانـة متـعادلـتان فـي الثـقـل في مـيـزان حـقـوق الإنـسـان..الإيمان واللاإعـتقاد كلاهـما خـيار و مـذهـب في الـحـياة، وليـس في مـقـدور أيّ مـنـهمـا القـضاء عـلى الآخـر، كلاهـما باق على ظهـرالـحـياة لأنـه يـعـتاش ويـتطـفـل عـلى"الـغـذاء" الذي تـقـدمـه لـه مـائدة الآخـر: لـيـس أمـامـهـمـا حـل للـنزاع الأبـدّي غـير التعـايـش الـسـلـمي وإقـتسـام"فـضـاء الضـمـائـر".
حرية" اللاإعـتقـاد" في السـودان : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تـوجـد في السودان ـ ضمـن حـريـات أخـرى مـكـبـوتـة ـ حـرية التصريح باللاإعـتقاد و التعـبير عـنه و الدعـوة له بالوسائل السـلمية . توجـد في الـسـودان أقـلـية مـلحـدة لـكـنها مـقـمـوعـة ولا تمـتـلك أية حـقـوق ..يـمـكـن تـصـنـيـف هـذه الأقـلـيـة ضمـن فـئـة الأقـلـيات الأسـوأ حـالا في ظل الدولة الثـيـوقـراطيةالـقائـمة. الـفـئـة الأكـثـر مـعـانـاة مـن بينها تضم المـلـحـد يـن المـنحـدريـن من أصـول إسـلامـيـة لأن سـيـف "الـرّدة"مـسـلط على رقـابـهـم.! يسـتخـدم أنصـار الدولة الدينية حجة اللاإعـتـقاد سلاحاُ سياسياً للكـيد و الـنيل من خـصومهم الداعـيـن لـفـكـرة قـيام دولة علمانية في السودان و خاصة أعـضاء الحـزب الشيوعي السوداني . يعاني أنصار الفـكـر الجـمهـوري أيضاً من تهـمـة الخـروج مـن " مـلـّة المـسـلـمـين ".
"اللاإعـتقـاد" في نمـوزج الدولة العلمانية من النمـط الـلـبرالي: ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدولة ـ أيــّة دولة ـ بما في ذلك " دولة المدينة" النموزج الأولي( Proto type) لما صار يعـرف لاحـقـاً بالدولة الإسلامية هي في آخـر التحـليل لـمـاهـيـتها " إطار يـنـتـظـم مـن خـلاله المـجـتـمع الـمـعـيّـن سـياسـيـاً". الدولة بهذا الـمـعـنى أصلها في"الأرض"لا في" الـسـمـاء".إننا نبـحـث عـن مـنشـئـهـا و تطور مؤسساتـهـا في ممارسات الـبشـر و تـفاعـلات مجـموعـاتهم،لا في بطون الكتب المـقـدسـة ولا في نـصـوص رسالات السـمـاء . الدولة عـكـس الأفـراد لا تمتلك الـخـاصـيـة الـمـلغـّـزة الـمـسـماة "فـؤاداً" حـتى تـؤمـن بالـغـيـب ووجـود الخـالق أو تـرتـد عـن عـقـيـدة مـا أو تسـتـبدلها بأخـرى أوتـصـّم أزنـيـهـاعـن سـمـاع دعـوة الـحـق مـشـيـحـة بوجـهـهـا عـن الأديـان مـقـررةّ الإلـحـاد! ننـطـلـق في تحـديدنا للسـمات الأساسـية المـمـيزة لنموزج الدولة العـلمانية من تـراث الشعـوب التي سـبـقـتـنا في هـذا المضمارو كذلك من زخـيرة تجـربة الدولة الـدينية وممارسات أنصارهـا في السودان : الدولة العلمانية هي دولة لادينية. قـد يبدو هـذا التعـريف في نظر البعـض حـشـّواً(Tautology) لكـن الغـرض مـن إيراده والتشـد يد عـلىالطبيعـة " اللاد يـنـية" هـو تحـد يـد الخـط الفـاصل بين نمـوزج الدولة العلمانية وخـصـمه الإديولوجي المـتـمـثل في الدولة الثـيـوقـراطية .
الدولة العلمانية لا تتبنى الإلحـاد عـقـيـدةً رسـمـيةً تقـود سياساتها لأنّ تـبـنــّيـها للإلحاد ديـنـاً رسـميـاً يتعـارض كل التعـارض مع جـوهـرها و ينـسـف الأساس الفـلسـفي الذي شـيّد نمـوزجها النظري من فـوقـه : بناء دولة تـنـبع من محـصلة خـيارات مواطنيها و تعـبّرعـن إراد تهـم العامة لا عـن إرادة فـرد أو جـماعة تحـتكـرالحـقـيقـة و تدعّـي تـجـسـيدهـا لظـل الله في الأرض وتــزعـم أن أ فـعالهاو مسـلكـياتهاالدنيويـة مـنـزّهـة عـن الأخطاء و مـعـصومة مـن المساءلة ولا تـخـضـع لـلـرقـابة البشـرية لأنـها تمـثــّل إرادة السـماء التي لاراد لـها أو تـعـبّرعـن مـشـيـئـة العـمـليـة الـتاريـخـية التي تعـرف تلك" الجـماعـة" وحـدهـا كـيـفـيـة فـك شـفـرتـهـا والـكـشـف عـن الـقـوانين الباطـنية الـمـحــدّدة لـخـط سـيرهـا...الخ الخ مـن جـمـلة العـناصر المـكـونة لـقـائـمـة طويلة تـشتــمـل عـلى المبـرارت والمـسـوّغـات التي سُـكّـت(ومـا تـزال) دعـما ًوتـأيـيـداً و تـأبـيداً لإحـتكـارالصفـوات للسلطة السياسية والـزرائع المـسـتـخـدمـة لـشـرعــّـنة تـحـويل السـلـطة الى مـلـكـية خـاصـة( Private property)!!!
الـدولة العلمانـيـة دولة محايـدة دينـياً. إنـهـا تعـنى بتنظيم شـؤون مواطنيـها دون أن تتدّخـل في مـكـامن الأفـئـدة و لا تستخـدم أجـهـزتها رقـيباً يـحـصـي ما يحدث داخـل الضمائر و لا عـتـيداً يسـجّـل ما يـدور في العـقـول. انها لا تمـّيـز بـيـن مواطنيها على أسـاس الإعـتقـا د و الجـنـس و الإنـتماء والمـكـانـة و الـطـبـقـة و لا تنـظر الـيهم إلا بإعـتـبارهـم "حـوامـل" لحـقـوق يـكـفـلها الــد سـتـور و واجـبات تـسـتلـزمـها الـمـواطنة!
الدولة العلمانية تحدّد الإطارالعام للتفاعـل الإجـتماعي بين الأفـراد والجـمــاعات ولا تتدّخـل في توجيهه ولاتنتصرفـيه لصالح فـئة ضد أخـرى ، وإذا نـشـب نـزاع بين الأفـراد أو الـجـمـاعـات فـالفـيصل عـندئذ هـو سـلطـة الـقـانون التي يتساوى أمامها الجـمـيع دون إسـتـثـنـاء.
الدولة العلمانية تصون حـرية الأعـتقـاد و" اللاإعـتقـاد" و لاتـقـمّع التنافـس بـين الأديان الـمـخـتلفـة و بين الإديولوجيات الـمتصـارعـة ، بل تقـتصّر مـهـمـتها عـلى المحافـظة عـلى الطابع السـلمي للتنافـس و الصراع.
الدولة العلمانية هي دولة لاشـمـولـيـة : لا يحـتكـرها فـرد أو حـزب أو جـمـاعـة...لا تخـنـق مؤسـسات المجتمع المدني ولا تقـمـع الصراعات داخاـهـا ولا تحّـول تلك المؤسـسات الى" أزرع" تابعة للسـلطة السـياسـية.
ليـس من مـهام الدولة الـعـلـمانـية تـر بـية أو تـقـويم الأفـراد أو إعـادة تـنـشـئـتهم(Resocialisation) وفـق" نموذج أخـلاقي" بعـينـّه مـهـمـا تسامـت خـصائص و مـزايا ذلك النموذج دينيا كان أو عـلـمانياً ( أسطورتا" المسـلم الـقـويم" و" الإنـسـان الجـديد" على سـبيل الـمـثــال لا الـحـصـر).
الدولة العلمانية هي دولة مدنية تتداول فـيها الأحـزاب السـلطة السـياسـية بـطريقـة سـلمـية عـبر نظام الإنتخاب الـحـر المـباشـر( الصوت الواحـد للـفـرد الـواحـد :لا مـكان للـتمـييز بين الـمواطـنين فـيما يتعـلق بالحق الإنتـخابي إسـتـناداً عـلى مـعـايـيرمـخـلة بـمـبـدأ المـسـاواة كالتعـليـم أو الإنـتـمـاء لـفــئة إجـتـمـاعـية بـعـينها لهـا دورهـا المـتـمـيز في قـطاع الاقـتــصـاد الـحـديث و تتحـّمـل أكـثـر من ســواهــا أعــباء وتضـحــيات النضال السـياسي ضد الأنظـمة الدكتاتورية )، أما المـؤسـسـة العـسـكرية فإن مـهـمـتها الدستورية الأولى والأخـيرة هي حـراسـة حـدود الوطن فـقـط.
دولـة مـدنـيـة أم عـلمـانـيـة لـبرالـية:ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصطلحات و المـفاهـيم هي" تصـامـيم ذهـنـيـة" تقـارب الواقع الإمبيريقي للظواهـر المـراد وصفـه أو تفـسـيره أو تنحـرف عـنه بدرجة أو بأخـرى أو تـفـارقـه نـهائـيا الأمـر الذي يسـتدعي إسـتبدالهـا بأخـرى أكـثردقـة وصـوابـا.ً إنهـا"عـصاة" الـباحـث و" بطاريته" المـضيـئة في عـتـمـة لـيـل " الظواهـر".
المصطلحات و المـفاهـيم حـتي وهي تولـد في عـزلة " الـتـأمـل الفـلسـفي" لمـبتدعـيـها، تحـمـل في طياتها سـمات عـصرهـا و تعـكـس ـ بدرجة أو بأخـرى ـ واقع الصراعـات الـفـكـريـة و السـياسـية الـمـرافـقـة لـعـمـلـية ولادتها.
مصطلح " الدولة المدنية" الذي أطلقه الأستاذ محمد ابراهيم نقـد في دائـرة الـتداول الفـكـري و السجـال السـياسي ضمـن دراسـة يمـثـل المصطلح المزكورأعلاه عـنوانها ، لا يشـذ عـن هـذه الـقـاعـدة ، سـوف نوضح أدناه لماذا .
ولـد مصطلح" الدولة المدنية" في التسـعـينات من القـرن الماضي في ظروف سـياسـية سـمـتها الأساسـية إسـتـفـراد حـزب الأصوليين الإسلامـويين بالسـلطة السياسية في السـودان وتـشـييده لدولة شـمـولية عـسـكـرية ثيوقـراطية تحـت لافـتة سياسـية عـنوانها " المشـروع الحـضاري " ، من جـانب ، ونـشـوب صراعـات فـكـرية داخـل الحـزب الشيوعي السوداني تتعـلق بـمـصـير هـويـته وبرنامجـه وأسـاسـه الـفـكـري ، من جانب آخـر.
ولـد المصطلح، إذن، في ظروف تـراجـع الـفـصيل الـيسـاري و العـلـماني أمام الهـجـمة الشـرسـة للدولة الديـنية و أنصارهـا في الـسـودان.و لـهذا السـبب جاء حـاملاً صـفـة الدفـاع أكـثر من الهـجوم: لـقـد جـاء كـمـحـاولة" توفـيـقـية" تتوسّـط بين أنصار الدولة الديـنية من جانب و دعـاة الـدولة العلمانية من الجـانب الآخـرو تـسـعى لـتخـفـيـف حـدّة الإسـتـقـطـاب السياسي و الإديولوجـي بين الفـريـقــين المتصارعـين..
ليس الأمـر سـجالاً مدرسـياً حول المصطلحات بمـعـزل عـن واقـع الظواهـر الـذي تحـاول وصفه، لكـنه مـرتبـط بالصراع المـصـيـري المتمحـور حول إشـكـالـية : أيّ نمـط من الدولـة يجـب أن يسـود في السـودان ؟
... إننا نعـتقـد أن إحـلال مـصطلح" الدولة المدنية" محـل مـصطلح " الدولة الـعـلـمانية" هــو مـحـاولة لم يكـتب لها الـنجاح ، هـذا إذا ما كـفـفـنا الـبـصــر عـن حـقـيـقـة تشـويشـها للمـفاهـيم بدلاً من توضيحـهـا. نسـتـنـد في إصـدار هـذا الحـكـم على ما يلي: (1) يـوعــز مصطلح" الدولة المدنية" مـن طرف خـفـي بأن الصـراع السـياسي في السـودان هـو بين المـؤسـسـتين السـياسـية والعـسـكـرية على مـستـوى الصفـوات ، و بين أنصار الدكـتاتورية و الديمـقـراطية على مستوى فـئات المـجـتـمع الــمـدنـي.هـذا التـحـلـيل سـليم بشــكـل عـام لـكـنه غـير مكـتمـل لأنـه يغـض النـظر عن فـرز سـياسي و إديولوجي حـاد تنامى بعد ثورة أكـتوبر و تسارعـت وتائـره مـن خلال مـشـروع الدسـتورالإسـلامي عام 1968 مـرورا بفـرض قـوانين سبتمبر 1983 و وصل الفـرز قـمـتـه نـتيـجـة لإسـتـيلاء الجـبـهة القـومـية الإسـلامـية عـلى السـلطة عـام1989 و تطبـيقـهـا لـمـشـروع الدولة الدينـية بـحـزافـيـره. هـذا الإسـتـقـطاب هـو مـن الـحـدّة بـمـكـان بحـيث يـقـف مصطلح" الدولة المدنية" أو أي مـصطلح آخر مـهـما كـان بـديـع الصـيـاغـة، طـيـب الـنـيـة عـاجـزاً عـن تخـفـيـفـه لأنـه إسـتـقـطـاب يـفـرز بين أنصـار نمـوزجـين للدولـة لا يـمـكـن الـتـوفـيـق بينهما. (2) مـشروع الدولة الدينية ليس مـرتبطا بالدكـتاتورية العـسكرية وحـدهـا : لـقـد وضـعـت لـبنتـه الأولى في ظـروف الديمقراطية اللبرالية التي أعـقـبـت ثورة أكـتوبر1964. (3)" مـدنـيـة" الـدولـة لا تـعـني عـلـمانيتها . هــنـاك ثـيـوقـراطيات مد نـيـة : السعودية , إيران , تجربة طالبان في افغانستان مـتلاً لا حـصـراً . بالمقايل هـناك" عـلمانيات" عـسكرية (تـركـيا ) و"عـلمانيات" مـدنية شـمـولية (دول المعـسكر الشـرقي سابقـاً). للأسبـاب الواردة أعـلاه نـرى أن كـفــة مصطلح " دولـة عـلـمانية لـبرالــية" هـي الراجـحـة لأن موازيينه أثـقـل: إنـه أكــثر وضوحـا من منافـسه ، أكـثر إحكاما في الـصياغـة ، أكـثر إفـصاحاً عـن مـطالـبـه و أخـبراُ أكـثر قـدرة عـلى تمـيـيـز نـفـسـه عـن خـصمه (الدولة الدينية) و كذلك عـن أنـمـاط "العـلمانيات" العـسكرية و الشـمـولـية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الأفـكـارو الآراء الـواردة أعـلاه تعـّبر عـن قـناعـاتي الفـردية و لاتـتحمـّـل أيّة جـهة سياسية كانت أو خلافـها مسؤولية نـشـرهـا!! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عـثـمان مـحـمـد صـالح ــــــ12 يناير 2004 _______________________________________________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
مستقبل اليسار السوداني يثير جدلاًً واسعاً في منبر «الصحافة» اعداد: قرشي عوض
اليسار السوداني بكل الوان طيفه هو احد ابرز مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية في السودان. وقد كان ومازال يثير جدلا واسعا يتعلق بجدواه لاهل السودان ومدى اقترابه من ثقافتهم و مدي تقبلهم، كما له بصمات مهمة في تاريخ هذا البلد، فهل سيظل في المستقبل يثير مثل هذا الجدل ويكتسب اهمية ما بهذا القدر او ذاك. منبر «الصحافة» غاص في هذه الاعماق ورأى من خلف السدول الى مستقبل اليسار عبر مساهمات عدد من المهتمين والمشتغلين في هذا الحقل عبر منبره الدوري بمباني الصحيفة. بروفيسور حسن مكي: اولا هي بادرة طيبة من الصحيفة ان تبتدر الحديث حول مستقبل التيارات السياسية في السودان. واظن الحديث عن اليسار يصب في مستقبل الحركات الاجتماعية. وكلمة يسار نفسها كلمة مباركة لانها كلمة قرآنية واستخدمها القرآن استخداما رحيماً «ان مع العسر يسرا). ورغم ذلك الكلمة جاءت من فرنسا، لان الذين يجلسون يمين الملك كانوا هم الاقرب اليه، في حين ان الذين يجلسون شمال الملك هم الذين ضده. وهم الذين ارسلوه لحبل المشنقة في آخر المطاف. وهم الذين كانوا يرفعون شعارات الحرية والاخاء والمساواة. والحديث كان بالاتجاه الجغرافي لكن المصطلح اخذ دلالات فكرية وسياسية. ومن ناحية اخرى نحن نتحدث عن مجمل الحركات الاجتماعية الممتعضة. والمصطلح مرت عليه فترات اصبح فيها وعاءً لكل رافض، لكن هذه الحركات التي تنزلت في هذه الاوعية، ارتبطت بعد الحربين العالميتين بتقرير المصير والتخلص من الاستعمار. وتنزل فيها الفكر الماركسي واصبحت مشبعة باديولوجيات. ولذلك كانت بعض الشعارات على ايامنا تقول لا استرليني ولا دولار عاش الروبل الجبار. وكان الناس مبهورين بالاتحاد السوفيتي العظيم. وبعض النخب كانت مبهورة بالدولة القومية القطرية. ونشأت عنها احزاب يسارية مثل احزاب البعث والناصري. وحتي فكرة الجامعة العربية نفسها كانت في هذا الاطار، رغم انني اتصور القومية العربية كوعاء خالٍ من الدين ليس له وجود في تاريخ هذه المنطقة، فالحضارات التي قامت في هذه المنطقة هي الحضارة الفرعونية والآشورية والفينيقية وغيرها. ولم تكن هناك اصلا ما يسمى بالحضارة العربية. وبعد ذلك الحضارة الاسلامية في طبعاتها المختلفة لم تكن من بينها طبعة عربية. والقرآن عندما يتحدث عن العروبة يربطها بالجهل والتخلف. «ان الاعراب اشد كفراً ونفاقا». ولذلك كل الحركات اليسارية لم تنزل من العرف الثقافي لهذه المنطقة. وانما نزلت من الطرف الغالب. وكانت تستخف بكل الارث الاجتماعي السوداني. وتحاول ان تضفي على نفسها شيئاًً من جيفارا وماو تيستونع ولوممبا، علما بأننا لا نعرف شيئاً عن هذه الاشياء. ولذلك مع الاختراق الحادث للنخب في هذه المنطقة اخذت هذه النخب تستخدم هذه الايديولوجيات. والتفوق الذي قامت عليه هذه الايديولوجيات للحصول على السلطة، لكن وان نجحت هذه النخب في الحصول على السلطة، فإنها كانت تفشل تماما في الاحتفاظ بالسلطة. ولذلك كانت ضحايا هذه الحركات هم نفسهم مؤسسو هذه الحركات، فمثلا من الذي قتل عبد الكريم قاسم ومن صفى حزب البعث في العراق وجعله مجرد اداة لعائلة؟ وما ينطبق على حزب البعث ينطبق على الحركات الاشتراكية في السودان. واذا لم يقتل نميري عبد الخالق كان سيقتله هاشم العطا، لان المجموعة العسكرية التي ينتمي اليها نميري وهاشم هي التي تربت على نفس المفاهيم الثورية. وهي التي صفت عبد الخالق عليه الرحمة ومجموعة القيادة عليهم الرحمة اجمعين. ولم تقم بذلك الدور الطائفية ولا الرجعية. ورغم ان الحديث عن ذلك شئ محزن، لكن سوف اتحدث بصورة علمية. واعتقد ان عبد الخالق قتله هاشم العطا لانه ادخله في ورطة الانقلاب كصراع ضباط فيما بينهم للاستحواذ على السلطة. واذا نظرنا للحركة اليسارية التي تشد الرحال الآن للحركة الشعبية وتعاونت مع منقستو في حين ان منقستو هو الذي صفى الحركة الشيوعية في اثيوبيا، كما فعل نميري الذي خرج من رحم الحركات اليسارية في السودان. والآن جون قرنق الذي يتحدث عن ان جنوب السودان مضطهد، هو الذي صفي دعاة حركة تحرير جنوب السودان القدامي. ولم يقم الجيش السوداني بتصفية واحد من النخبة الجنوبية سوى مسألة وليم دينق المشكوك فيها. اذن هذه الشعارات تختلط دائما بالحصول على القوة وأصبحت النخب قادرة على ان تركب اى مركب ايديولوجي. ورغم ان الحديث عن اليسار لكن يمكن الاشارة الى ان الاسلاميين ايضا استخدموا الدين في الحصول على السلطة، لكن في النهاية اعتقد ان السودان بتعقيداته ومشاكله، الصراع فيه حول السلطة قد يتخذ واجهات مختلفة. واذا في مرحلة الواجهة الايديولوجية من ماركسية وقومية عربية واسلامية او جهات طائفية فإنه الآن يتخذ واجهات سلالية وعرقية وجهوية، لكن رغم ذلك فإن الحركات الاجتماعية موجودة، فهي تبحث عن كرامة الانسان وترفض الفقر والمسغبة. والآن السودان يعيش حالة من الركود السياسي والثقافي والاجتماعي. وهي تحتاج لمن يكسرها. والآن السودان «بايت»40 سنة والطفل حينما (يبيت) في الفصل 4 سنوات يفصل عن المدرسة. فالحركة السياسية (باتت) 40 سنة، مما يؤكد فشل النخبة، فهل البديل هو بعث الحركات القديمة؟ ام نعود الى عام 1965م والى نفس الحركات !! اعتقد ان البيئة السودانية مهيأة لميلاد قيادات سياسية جديدة، لكن اعتقد ان الحركات اليسارية التي خرجت عن الماركسية اللينينية ومن ماو وغيره قد خرجت الآن من التاريخ، شأنها في ذلك شأن الجمهوريين الذين يتواجدون كفكر، لكن فرصهم في التأثير على مجريات الحياة ضعيفة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
* يوسف حسين اتحدث عن مستقبل اليسار في السودان. وبداية اتكلم عن المصطلح لان التجديد ليس مستقيما، مما يتطلب تعريفا للمصطلح. والمصطلح بصورة شكلية في مجلس العموم البريطاني كانت الحكومة تجلس في المقاعد في ناحية اليمين وتجلس المعارضة في المقاعد الشمالية، لكن بمرور الزمن اكتسب المصطلح دلالات ومضامين اجتماعية وسياسية. وجوهر هذه المضامين يرتبط بالتغيير الاجتماعي الجذري المرتبط بالعدالة الاجتماعية ومقاومة الانظمة الاستبدادية والحفاظ على السيادة الوطنية وبعث التراث الثقافي. وانا اعتقد ان هناك قضايا محددة يدور الصراع حولها. والناس يصطفون حسب طموحاتهم وحسب برامجهم ومواقفهم من هذه القضايا الى يمين ويسار. ومن يريدون الحل الجذري هم اهل اليسار. ومن يريدون الحلول التصالحية والوفاقية هم اهل اليمين. وفي السودان وكما نعرف فإن سياسات التحرير الاقتصادي والتبعية لروشتة البنك الدولي، قادت الى تدهور التنمية في السودان. والى خراب الفئات الوسطي في السودان، طبعا الفئات الوسطي حلت محلها فئات من الناس الذين تحدث عنهم الشاعر المصري احمد فؤاد نجم ووصفهم بالقطط السمان في مصر. وظهرت في السودان فئات طفيلية اسلامية. وبالنسبة لشعب السودان اكثر من 90% تحت خط الفقر ولاتزال المهام الوطنية الديمقراطية باقية تنتظر الانجاز. وطالما بقيت هذه المهام من دون انجاز فإن قواها الاجتماعية ستصارع من اجل تنفيذها. وحتي لا ندخل في تهويمات حول اليسار واليمين، فاليسار بهذه الطروحات سيجد معينا لا ينضب من الدعامات الاجتماعية. ونسعي لاقامة تحالف طبقي بين المدينة والريف لانجاز هذه المهام. ومعلوم في السودان ان الانظمة الشمولية الديكتاتورية قطعت الطريق امام انجاز هذه المهام. ولكي يكون حديثنا مؤسسا نقول هذه المهام على رأسها الديمقراطية السياسية والاجتماعية، الاصلاح الزراعي، الحل الديمقراطي للمسألة الثقافية القومية، النهضة الصناعية والثقافية، ديمقراطية التعليم والانعتاق من آثار التبعية. ومحاربة نهج التحرير الاقتصادي والخصخصة العشوائية هي البرنامج الذي يصنف بانه يسار، اما ماركس قال ولينين قال وماو نستونغ قال والقومية العربية قالت، فهذا لا يعنينا كثيرا. ويمكن ان يشكل منطلقات نظرية وفلسفية، لكن القضايا محددة جدا في السودان. وهي قضايا صراع اجتماعي يدور امام أعيننا ويتم تصنيف الناس حسب موقفهم من هذا الصراع. وهنالك بعض الناس يتحدثون عن يسار الوسط ويمين الوسط، على النحو الذي يدور في اوربا، لكن بهذه المواصفات التي ذكرتها فإن مستقبل اليسار في السودان يانع وزاهر. وهذا لا يتوقف علي حتمية قدرية ولا ضربة حظ وان تحل علينا ليلة قدر، لكن يتوقف الجهد الذي يبذله اليسار على دقة اطروحاته ودقة تنظيماته. ومدى قدرته على استقطاب الجماهير التي يمكن ان تنجز البرنامج الوطني الديمقراطي. ونحن مقبلون على اتفاق سلام وشيك. والمعروف ان مقاومة الشعب السوداني للنظام الشمولي ذي التوجه الحضاري الاحادي في واقع السودان المتعدد قد تأزم بما فيه الكفاية، بأثر مقاومة الشعب له وتضامن العالم معه. ونحن نعتقد ان الحل عن طريق الجهود الدولية مهما كان، لن يرضي طموحات شعب السودان. وهو حل لانهاء الحرب وتحقيق قدر معين من الاستقرار وحقوق الانسان، من اجل تحقيق اهداف الدول الاستعمارية في منطقة شرق ووسط افريقيا. ومن اجل انسياب رؤوس الاموال. ونحن نرى ان الازمة السودانية من جذورها شأن سوداني صرف. وشعب السودان قادر على حسمها، رغم انه يقوم بهذه المهمة في ظروف بالغة التعقيد. والحديث عن الحركة الشعبية فإنها ملزمة بتنفيذ البرنامج الذي يفضي للشراكة باشراف الوسطاء، لكن الحركة الشعبية ستتحول من حركة عسكرية الي حركة سياسية. وبدأت حالياً في تنظيمات شبابية ونسائية. وعندما تقدم اطروحاتها السياسية سنرى كيف نتعامل معها. ونحن نقول ان الحركة الشعبية وان كانت شريكة مع الانقاذ، لكنها لا ترتبط معها بتحالف سياسي. وبالتالي هي حزب مستقل خياراته مفتوحة في التعامل مع كل اطراف الحركة السياسية في السودان، اما الحديث عن ان اتفاق الشراكة سيفتح الباب لشمولية جديدة، نعتقد انه حديث سابق لاوانه. وانا اعتقد ان مستقبل اليسار يرتبط بما يدور في العالم الذي اصبح قطعة قماش متداخلة النسيج. ونحن لن نكون جزيرة معزولة. وما يدور في العالم يؤثر علينا. واذا قرأنا خريطة التحولات السياسية الاقتصادية الاجتماعية نجد ان اكثر ما يلفت هو حركة العولمة المستندة الي القوة الرأسمالية الجديدة او المسماة بالليبرالية الجديدة. وعصفت بدولة الرفاه الاجتماعي وقلصت من الدور الاجتماعي للدولة الي ادني حد. واثر ذلك على العالم كله، ان الفقراء يزدادون فقراًً والاغنياء يزدادون غنىً. واذا رجعنا الى كتاب «فخ العولمة» نجد ان 358 مليارديراً في العالم يملكون قدر ما يملك نصف سكان العالم، اي اكثر مما يملك اثنين ونصف مليار من البشر. و 500 شركة عابرة للقارات والجنسيات تملك 75% من الانتاج العالمي و57 مليون يعيشون في حالة فقر في اوربا الغربية. ونسبة العطالة في البلدان الرأسمالية المتطورة فاقت نسبة 10% . وهذه هي الصورة الحقيقية في البلدان الصناعية المتطورة. وردا على ذلك تنامت الحركة النقابية المناوئة لهيمنة الاحتكارات، من خلال المظاهرات والاضرابات التي تعم العالم. ويتجلى ذلك في انتصار قوى العاملين في فرنسا قبل سنوات. وفي غل يد الحكومة وفي تقليص الانفاق العام علي الخدمات العامة. وتمكنت ايضا الطبقة العاملة الكندية من فرض قانون للضمان الاجتماعي قبل سنوات. والمطالب النقابية ارتدت ابعاداً اجتماعية يسارية اليوم. ولم تعد مطلبية فحسب مثل صحة البيئة. وحتي في السودان النقابات الرسمية تحت ضغط القواعد اصبح لديها رأي في الخصخصة العشوائية. وفي عدم دعم السلع الاساسية. وهذا في تقديري رافد كبير لحركة اليسار في العالم. والى جانب الصراعات التي تدور داخل كل بلد رأسمالي، هنالك الصراعات بين البلدان الرأسمالية، كما يتجلى في الصراع على الاسواق والموارد وغيرها. وكما يظهر في الصراع بين الامريكان والفرنسيين. ومن ناحية اخري نجد نشر الاساطيل عبر المحيطات، كتعبير عن البلطجة الامريكية. وغزو العراق كشف المستور في العولمة وظهرت رأسمالية كقوي طائشة لا تقيدها حدود. وبعيدا عن راية الامم المتحدة يمكن ان تحرك الجيوش وتحتل البلدان، لكن التناقضات بينها ومقاومة الشعوب لها، سوف تلعب دورا في غل يدها. والدليل على ذلك ما حدث في اسبانيا، حيث سقطت الحكومة التي جرت البلاد الى حرب العراق. والشئ الذي له دلالة كبرى ان قوي الناخبين التي اسقطت (زنار) من الشباب ومن قوى العاملين، مما يشير الي ان المستقبل لليسار. وايضا شبح الهزيمة يخيم على بلير وبوش وغيرهم من اقطاب حركة العولمة. والواقع ان حركة الشعوب تتجه يسارا بحكم المهام التي تطرحها. وفي البلدان الصناعية الجماهير ترفض سياسات العولمة والليبرالية الجديدة. وفي البلاد النامية تتبين الشعوب مخاطر التبعية والأنظمة الشمولية. ويحاول الأمريكان قطع الطريق أمام حركة الشعوب. ويبحثون عن تغيرات خفيفة تخدم مصالحهم. ومؤتمر الاسكندرية طرح أشياءً إيجابية تقدم لمؤتمر القمة في تونس في مارس القادم، تشمل التبادل السلمي الديمقراطي للسلطة وغيرها. واعتقد ان الشرق الأوسط اذا سُحب بعيدا عن المشروع الاميركي يمكن ان تنجز تحولات إيجابية. وامريكا تقول ان اليسار قد انسد الافق امامه بانهيار الصنم الماركسي، كما يظهر ذلك من خلال كتابات مفكري العولمة. ويتحدثون ايضا عن سقوط الوطنية نتيجة ثورة الاتصالات والشركات العابرة، لكن خطل ذلك يظهر من خلال المقاومة التي يقودها شعب العراق. وكما يظهر من خلال موقف الشعب الاسباني. وبالتالي ما سقط ليس الاشتراكية العلمية وانما القفز فوق المراحل وتجاوز الشروط الموضوعة لها. وهذا جعل استالين يصفي 20 مليون مواطن ودمر الزراعة. وهنالك فئات اصبحت تندب حظها بعد سيادة الاحادية القطبية، بعد ان كانت تقف ضد الاشتراكية ايام الحرب الباردة. والآن اقتنعت بأن الاشتراكية لابد ان يكون لها موطئ قدم. وهذا رصيد محتمل لليسار، ايضا اتساع دائرة الاستنارة في المحافل الفكرية والثقافية ودعوتها لحوار الحضارات وليس صراعها، تؤكدان الصراع الدائر اليوم هو صراع سياسي اجتماعي، اكثر من كونه حضاريا. اذن من يعتقدون ان الانهيار الايديولوجي الذي صاحب انهيار المعسكر الاشتراكي يعني انسداد الافق امام اليسار هم واهمون، لان الانيهار اغنى البشرية بعبر ودروس، اهمها ان الرأسمالية ليست نظاما صالحا لادارة البشر وحل مشاكلهم. وهنالك تيار من الديمقراطيين واليساريين يتشكل ببطء ضد العولمة والرأسمالية الجديدة. وفي الختام اشير الى اننا في الحزب الشيوعي السوداني فصيل من فصائل اليسار. ولا ندعي اننا كل اليسار وهنالك فصائل اخري. ولا نرفض تحالف فصائل اليسار اذا تحول الي آلة رافعة ضمن وحدة كل فصائل المعارضة، لان الواقع يستدعي ذلك، خصوصا وان هناك قوي مستبعدة عن طاولة المفاوضات. ونحن نسعي لتجديد حزبنا وفتحه لكل التجارب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
الحاج وراق اولا هذه الندوة كان المقترح انها ندوة صحفية، لكن الوجود النوعي الكثيف هذا يقرر ان لليسار مستقبل يساراً. والمصطلح نشأ بالصدفة المحضة نسبة لوجود الناس باليمين واليسار في الجمعية الفرنسية مثل الصدفة المحضة التي جعلت الاستاذ يوسف حسين الآن يجلس بيميني، مع انني انا اليمين وليس هو. ومن هذه الواقعة فإن القوي الراغبة في الحفاظ علي الواقع كما هو هي قوي اليمين. والقوي الراغبة في انجاز تغيير الي الامام هي اليسار. ولذلك رغم الاختلافات وسط اليسار، الا ان هناك سمات اساسية تجمع بين كل معسكرات اليسار كلها، اولها الايمان بأن عالم غدٍ افضل. ولذلك اهم سمة تميز اليسار التوجه المستقبلي. والحلم بافضلية المستقبل يميز الانسان عن غيره من الكائنات، لان الانسان هو كائن يحلم. وصحيح ان الاحلام يمكن ان تتحول الى كوابيس مثل ما حدث لمدارس اليسار، حيث تحولت احلامنا الي كوابيس. والتحدي الماثل ان نحلم ونعيد تصميم حلمنا بحيث لا يتحول الى كابوس. وما يميز اليسار ايضا البعد الاجتماعي. ورغم ان المصطلح بدأ مع الثورة الفرنسية، لكن كان هناك اناس ينحازون للمستضعفين والاقل حظا. ومفكرو الرأسمالية كانوا يعتقدون ان لا حرية بلا ملكية. وان الشرط الانساني يبرز في علاقته بملكية شخصية. ولا يمكن ان يقف ضد الطغيان اذا لم تكن لديه خصوصية، لكن اتضح من خلال تطور الثورة الفرنسية نفسها ان هناك قدراً من عدم العدالة الاجتماعية يقيد حرية الانسان نفسها. ولابد من قدر من العدالة بحيث لا يستطيع انسان ان يشتري ارادة انسان. ولا يوجد انسان يضطر لبيع ارادته. وايضا هناك ميزة اخري لليسار. وهي الانحياز لصالح المجتمع ككل وليس لفئة بعينها. وعندما تتعارض مصالح فئة مع مصالح التطور الاجتماعي يتم الانحياز لمصالح التطور الاجتماعي. ولذلك ارتبط اليسار بالانحياز للتنمية والفقراء والعاملين والمستضعفين علي اساس النوع (النساء). والمضطهدين على اساس العرق. وارتبط اليسار ايضا بالبعد البيئى في التنمية، بحيث يتم التصرف في الموارد لصالح الحاضر ولصالح المستقبل، خصوصا اليسار الجديد. ولذلك اليسار بهذا البعد لا يعني اليسار الماركسي او الشيوعي. واذا كان اليسار الشيوعي قد ارتبط باللون الاحمر باعتبار الدم كرحيق للحياة، لكن تجربته العملية قالت ان اللون الاحمر عنف. والآن اليسار له عدة الوان وهو الآن (بوكي الوان). وبالمعني الواسع لليسار اليسار لا يمكن ان يموت. ومن كان يريد ماركس فإن ماركس قد مات وهوى صنمه. ومن كان يريد العدالة الاجتماعية فإنها حية لا تموت، بمعني ان الحاجة في العالم هي لما يميز اليسار. وبالتالي ما يميز اليسار يستجيب لحاجات العالم المعاصر. ولذلك لمن يعتقدون ان اليسار قد انتهي، نقول ان الامر اكبر مما تتوهمون. وعلى الذين يدعون انهم يشمون تعفن جثة اليسار، ان يتحسسوا انفسهم مثل بعض الكتاب الاسلاميين الآن. اذن يتطلب احتياج العالم مثلما تتطلبه احتياجات السودان المعروفة لدي الجميع. وقد فشلت نظرية اليمين المحافظ والجديد في حل الازمة الاجتماعية، حيث لم يرشح الرفاه الاجتماعي في المجتمع بتطبيق آلية السوق وحدها. وقد طبقت في السودان وكل الدول التي يشرف عليها صندوق النقد الدولي. وهو هيئة لا تخضع لرقابة شعبية ويديره 700 موظف يقدرون مصير اكثر من مليار نسمة. وهم ليسوا محاسبين لهيئة منتخبة. وافضل تطبيق لتلك السياسات لم يحقق عدالة اجتماعية. واضيف على الارقام التي قالها الاستاذ في اميركا في الـ 10 سنوات الاخيرة، فقد ارتفع دخل الخمس من الناس الافقر بنسبة 1%، بينما ارتفع دخل الخمس الاغني بنسبة 15%. وبالتالي هذه السياسات ليس لها افق. ولذلك يريد اليمين الاميركي ان يدين الارهاب دون تساؤل، لان التساؤل يحيل الى المظالم. وهذه هي البذور التي تغذي الارهاب. واضيف على الارقام التي قالها الاستاذ يوسف ان الاميركان الآن ينفقون 8 مليارات دولار علي صحة مستحضرات التجميل، في حين يحتاج العالم الى 9 مليارات دولار لحل مشكلة المياه النظيفة في كل العالم، اذا عدم العدالة هو سبب الارهاب وسبب التمردات الجهوية في السودان. وعدم وجود العدالة الاجتماعية اصبح يخرب النظام الديمقراطي في الغرب نفسه، حيث يشعر الناس في دول الجنوب ان من يمثلونهم هم ادوات لرأس المال وليسوا لخدمة مصالح الناس. ولذلك عزف الناس عن الانتخابات، حيث اشترك 59% من الناخبين البريطانيين في 2001م. وبالتالي ظهرت مجموعات الضغط. والنظام الديمقراطي مهدد بأن يتحول الى مسخرة لعدم وجود العدالة الاجتماعية. ولذلك نحن نحتاج الي اعادة هيكلة اجندة اليسار، بحيث يستجيب للمشكلات المعاصرة. واهم الاشياء في إعادة بناء اليسار معرفة مكانة الحرية في الاجندة اليسارية، حيث اتضح ان اية قيمة بدون اطار الحرية تنقلب الي نقيضها، كما وضح خلال التجربة في ما يخص الاشتراكية والعدالة الاجتماعية. أيضا لابد من إعادة النظر في النظام الاقتصادي، بحيث يضمن الناس عدم تكرار التجارب المأساوية الماضية والتي راح ضحيتها ملايين البشر. ونحن نسمي هذا الاقتصاد الجديد باقتصاد السوق الاجتماعي. واتضح أيضا ان اي تجاوز للديمقراطية التعددية هو تراجع للوراء. ويمكن تطويرها عن طريق ضغط منظمات المجتمع المدني، كالحديث مثلا عن مجالس تخصصية. ويمكن ان نسن قوانين لتمويل الاحزاب واللجوء للاستفتاء في القضايا الكبرى. وهذا كله يعني تطوير الديمقراطية وليس التراجع عنها، بدعاوى مثل الديمقراطية الجديدة. وايضا هذه المهام لا يمكن مواجهتها على اساس البعد الوطني. ومشكلة الديون لا يمكن حلها الا في اطار دولي. وايضا تحسين شروط التجارة العالمية والالتزام بنسبة معينة للتنمية. و 11 سبتمبر اشارت الى انهيار شعار التورتة. ولابد من نسبة لتنمية عالم الجنوب. ولابد من تقنين وتحسين شروط استثمار الشركات في بعض الدول. ولابد من قيام منظمة اجتماعية عالمية في مواجهة منظمة التجارة العالمية. وهذا يظهر ان العولمة ظاهرة لا يمكن ردها، لكن نحن ضد ان تكون ثمار العولمة للاقلية ولكن للغالبية. ولذلك نطالب بعولمة ذات بعد انساني بديل للامركة والعولمة الانسانية، يحسها اى انسان مضطهد. وهذه العولمة تحتاج لموقف نقدي مستنير تجاه التراث وتجاه الحداثة الاوروبية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: خالد العبيد)
|
الاخوة المتداخلون عذرا لعدم التعليق وفي انتظار مساهمة الاخ/عثمان
إختزال اليسار في الحزب الشيوعي: ابتدر التعقيب والنقاش الكاتب والصحافي المعروف ضياء الدين بلال مشيرا الى ان اليسار من خلال المتحدثين اختزل في الحزب الشيوعي وحتى الاستاذ وراق يصنف على اساس انه شيوعي سابق. واعتقد ان المتحدثين ركزوا على الجانب الاممي والعالمي اكثر من تركيزهم على الجانب المحلي وهي محاولة التفاف على واقع مأزوم وكان الهروب الى الامام دون التركيز على ازمة اليسار السوداني. وكان من المفترض في الندوة ان تجمع كل ألوان طيف اليسار وكان يفترض ان يكون هنالك تمثيل للقوميين العرب. وانا اعتقد أنه من المفترض ان يتم الحديث عن مستقبل الاحزاب السياسية في السودان لان كل الاحزاب تعاني من ازمة وانا اعتقد ان الحزب الشيوعي السوداني او اليسار في عمومه يعاني من ازمة الاجندة الفردية والدليل على ذلك ان معظم الكوادر النشطة بدأت تتجه نحو منظمات المجتمع المدني كبديل لليسار وهذه المسألة تتضح في ما صاغه محمد ابراهيم نقد في مقاله عن الدولة المدنية والذي شن فيه هجوما عنيفا على منظمات المجتمع المدني واشار الى انها قد تكون مطايا للامتيازات ونقل تجارب مغايرة الى السودان وهجومه على هذه المنظمات ناتج من احساس دفين بأنها سرقت مستقبل اليسار عبر هجرة الكادر النشط اليها. وبالمقابل الحركة الاسلامية بعد الانقسام الاخير وما رافقه من احباطات بدأت تتجه الى الاجندة الفردية الاقتصادية وبعض كوادرها اتجهت الى حيث مصيرها الفردي عبر النشاط الاقتصادي في السوق. وبعيدا عن الشيوعيين والاسلاميين فان الحزب الاتحادي الديمقراطي الآن يواجه حركة مؤتمر البجة الذي يحاول استخلاص عدد من كوادره وايضا كيان الشمال وايضا حزب الامة يواجه حركة دارفور ومن قبلها الحزب القومي السوداني ولذلك اعتقد ان كل الاحزاب السياسية تواجه تحديات كبرى على المستوى الجهوي وعلى مستوى الاجندة الفردية. واظن ان اليسار السوداني ممثل في الحزب الشيوعي وقع في الازمة التي تحدثت عنها احلام مستغانمي وهي ازمة مأزق الغزاة والطغاة ، أي اذا اردنا ان نزيل طاغية لابد ان نستعين بغازٍ واذا اردنا ان نواجه غازيا لابد ان نستند على طاغية. فالحزب الشيوعي من خلال طرحه الاقتصادي ومن خلال تماهيه مع اطروحات حقوق الانسان ومكافحة الارهاب وكأنه يؤمن على الحملة كلها واعتقد ان الحزب الشيوعي في هذا الموقف وقف مع امريكا العدو الاستراتيجي ضد العدو التكتيكي داخل السودان خاص في برنامج مقاومته للانقاذ. وحتى في التجربة الشعرية للشيوعيين كان هناك اتجاه الى أن الاطروحات الاسلامية هي امتداد للاطروحات الرأسمالية وان الاسلاميين صنيعة للامريكان و(مافي فرق في الوقت الراهن بين واشنطن والخرطوم) وأوجه السؤال الى الاستاذ يوسف حسين (بأنك انحزت لعدو استراتيجي ضد عدو تكتيكي) بالنسبة للحاج وراق فهو يعكس ازمة معاناة الخطاب الشيوعي من الشاعرية الزائدة وهذه المسألة انا لاحظتها في انتخابات جامعة الخرطوم في الجبهة الديمقراطية ففي الوقت الذي كانت فيه القوائم تقدم مخاطباتها النهائية اكتفى الحزب الشيوعي بليلة شعرية. اعتقد ان اليسار السوداني او الحزب الشيوعي مطالب بكفكفة المد الشعري والعاطفي. بالنسبة للحاج وراق انا اطالبه ان يمايز بين مشروع الشرق الاوسط الكبير كمشروع يطرح لمعالجة اشكالات تخص البيت الابيض وما بين مشروع حداثة مستنير يستهدف العدالة. الإحساس العام بالأزمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
في حديث الدكتور محمد محجوب هارون اشارة للاحساس العام بالازمة اذ يقول: مؤكد ان هناك ازمة في اليسار على سعته وتشكيلاته المختلفة وواضح ان هنالك استدراكات اساسية جدا على اليسار. اولا مسألة تفسير التاريخ بالاستناد إلى عامل واحد تحتاج الى ان يعاد النظر فيها. واليسار دلالاته تشير الى اعتبارات ايجابية ودلالات الكلمة في اللغة العربية ايجابية لكن دلالات اليسار على الصعيدين السياسي والاقتصادي كانت ذات حمولة غير ايجابية. على الصعيد السياسي منذ ان اشتقت التسمية كانت دلالة على حالة معارضة ولذلك كانت التجربة اقرب الى حصار في موقع المعارضة. وحتى تجارب اليسار التي وصلت الى الحكم لم تستطع ان تعبر عن المدلولات الايجابية كما تشير الى ذلك المشاريع الشيوعية ونلاحظ ان القوى التي عارضت اليسار هي القوى التي جاء من اجلها اليسار اصلا. على المستوى الاقتصادي مع تأكيدي على ان هناك حس اجتماعي ثوري في الخطاب اليساري عموما غض النظر عن الممارسة لكن وضح انه اقرب الى تكريس الحاجة بالاصرار على المطلبية المستمرة. وهنالك فرق بين ازالة الحاجة تماما عن طريق التنمية وبين ان تنصف المحتاجين. احب ان اشير ايضا الى ان اليسار الاوروبي الذي اشار اليه الاستاذ يوسف حسين ليس هو اليسار الماركسي وان الحزب الاشتراكي الاسباني وحزب العمال البريطاني هذه حالات جديدة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى ان حزب العمال حينما قدم نفسه عام 1997م قال عنه الناس انه (تاتشري) اكثر من تاتشر حيث قام بانتزاع الاطروحات اليسارية من اطروحات حزب العمال. وانا ارى على الساحة العربية المسلمة هناك فاعلية للعامل الثقافي ويمكن ان يكون ناتج ايضا من القنوات الفضائية المفتوحة وهذا التأثير المتعاظم للعامل الثقافي هو الان يزيل التباعد العقائدي الايديولوجي لدرجة ربما نحتاج معها لاعادة النظر في التوصيف القديم لليمين واليسار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
ويواصل النقاش والتعقيب الاستاذ محمد وداعة مركزا على الحديث المعمم عن اليسار. ورغم التباين وسط اليسار هنالك مشتركات بين اليسار. اذا اخذنا الحزب الشيوعي وحزب البعث والحزب الناصري فهذه الافكار تجمع بينها الاستنارة وانها جاءت للسودان عبر التلاقح الثقافي ويميزها ايضا انها سقطت (ثلاثتها) وتشترك ايضا في انها لعبت ادوارا مقدرة في معركة الاستقلال واكتوبر وابريل كما تشترك في انها قادت مقاومة شرسة لنظام الانقاذ وتشترك في انها تستعد لتجديد نفسها لاستقبال نهضة شاملة. وقد طالب الاستاذ ضياء الدين باتاحة الفرصة لليسار كي يعمل ضد الحركة الشعبية والمسألة في تقديري ليست بهذه البساطة لان اليسار لن يطرح ضد هذا او ذاك وانما سيبشر بنفسه ومطالبه التي يعتقد انها مطالب عادلة. وانا اتفق مع الاخ ضياء الذي تحدث عن الابتعاد عن العاطفية في تناول الامور. اما الحديث عن ان العولمة في خدمة العالم الرأسمالي اعتقد انه غير سليم والآن هنالك قانون يحد من احتكار شركة مايكروسوفت وتمددها، لكن اعتقد ان ما حدث في فلسطين والعراق هو مقدمة لاستعمار مباشر واعتقد ان انتصار اليسار يتوقف على تصديه للحملة العالمية وفي توسيع الديمقراطية داخله وفي النضال من اجل ان يكون هذا السودان كيانا واحدا. بالنسبة لحديث البروفيسور حسن مكي عن التجارب العربية اعتقد ان كل تجربة لها طابعها المميز ونحن في حزب البعث العربي الاشتراكي السوداني طرحنا فكر التجديد وقطعنا صلتنا بالمركز الخارجي في بغداد ولم نأسف على كل الامتيازات التي كانت توفرها لنا المظلة القومية وكان السؤال هل المظلة القومية ستوصلنا الى المطلوب ام لا.. وكانت الاجابة بالسلب.. في حديث الاستاذ يوسف حسين عن تحالف اليسار اظن ان اغلبه متحالف الآن في التجمع الوطني الديمقراطي ولا مانع من وجود جبهة عريضة لقوى اليسار تحقق اماني شعبنا. تهاويم تتحاشى الموضوع يرى الاستاذ ساطع محمد الحاج في تعقيبه ان المتحدثين تحاشوا الدخول في صلب الموضوع ولجأوا الى تهاويم تحاشت الموضوع وركز على ان القوى السياسية مربوطة بالمعادل الاقتصادي. كما يرتبط هو الاخر بالقوى السياسية. ومنذ وجود الاستعمار اصبح هناك معادل سياسي جديد لان اوروبا اصلا حسمت تناقضاتها منذ مؤتمر برلين باستعمار الشعوب الاخرى. والسودان خضع للاستعمار البريطاني الذي عمل على خلق معادل اقتصادي اجتماعي يخدم اوضاعه حيث برزت فئات اجتماعية سيطرت على المقدرات الاقتصادية كرست مصالح فئات محدودة ووقع اكثر من 95% من الشعب تحت مظلة هذه الفئة ونشأت حالة من الاستبداد السياسي والاقتصادي. كان لابد ان تنشأ في مقابلها قوى اجتماعية تقاومها وهذه القوى دعت الى احداث تغيير حقيقي والسؤال ما هو مستقبل هذه القوى. ورغم ان هنالك مشاريع سياسية اقتصادية لهذه القوى لكنها حتى الآن لم تستطع ان تحدث نهضة. وانا ادعو هذه القوى ان تجد لها اساسا نظريا وفلسفيا كمنهج للتحرير وازالة التناقضات البسيطة بينها. علاقة اليسار بالديمقراطية الاستاذة رشا عوض من حزب الامة قالت: نحن مقبلون على تسوية سياسية والتعاطي معها هو الذي يحدد مستقبل السودان. وفي هذا الاطار لابد من تناول علاقة اليسار بالديمقراطية. وهنالك مجانية تصاحب تناول الديمقراطية عند النخب دون وعي باستحقاقات الديمقراطية واعني بذلك اعادة التأسيس النظري للمنطلقات التي تنطلق منها الديمقراطية وعلى رأسها اليسار وهو بمختلف فصائله في منطلقاته النظرية متعارض جوهريا مع الديمقراطية، لان الاستلاف المجاني للديمقراطية يحولها الى اسطورة تخدر المجتمعات. اما في جانب العدالة الاجتماعية بلا شك ان عالمنا العربي والاسلامي وهنا في السودان الاوضاع تحتاج للعدالة الاجتماعية لكن الاختلاف في ميكانيزمات التغيير فهل سنختار التغيير الديمقراطي وهو تغيير سلمي مدني واليسار لم يتخل عن نظرية التغيير الثوري. اما مسألة العولمة فنحن بحكم ذهنيتنا نتناول كل جديد باعتباره تآمرا ولا نفكر في ان يكون نقطة انطلاق لتفكير خلاق وابداعي والعولمة واقع لكن تعامل اليمين واليسار معها يتسم بالهروب الى الوراء. ومشكلة شعوبنا ليس في علاقتها بالآخر كما تتوهم ولكن في علاقتها بذاتها وهذا يتطلب امتلاك المبادرة الحضارية وليس الادانة والشجب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
بهار المائدة السودانية قال د.محمد زين العابدين عثمان ان اليسار هو بهار المائدة السودانية لانه اغناها واعطاها نكهة ...بس مشكلة الديكتاتورية وانا ارجعهم الى مقولات عوض عبد الرازق بان مكانهم في يسار الوسط الذي يمثله الحزب الاتحادي الديمقراطي وكذلك اخواننا الاسلاميين مكانهم في حزب الامة. وانا قدمت منفستو الحزب الوطني الاتحادي للخاتم عدلان وخالد الكد في لندن وقالوا لي هذا نفس ما نطالب به فقلت لهم هذا الميثاق يجمعنا بكم وانتم تسعون الى الشرذمة وتقسيم الناس الى كيمان. وفي تعقيب المتحدثين على ما اثير من جدل قال الاستاذ يوسف حسين ان المساهمات فتحت آفاقا لمواصلة الحوار. اتفق مع الاستاذ محمد عثمان مكي في ان المعالجة كان من المفترض ان تشمل تاريخ اليسار وحاضره ثم نأتي لمستقبله واعتقد انه يجب ان يوجه حديثه لصحيفة الصحافة. اما حديث الاستاذ ضياء الدين بلال عن حديث الاستاذ محمد ابراهيم نقد فيه اجتراء لان نقد لم يناد برفع اليد عن هذه المنظمات بل نادى بتعبئة رأي عام في الحزب لدعم هذه المنظمات وتصحيح سلبياتها وهنالك سلبيات حيث يندرج بعض الناس في هذه المنظمات من اجل التمويل الاجنبي ومعالجتنا كانت تستهدف شحذ ادواتها وليس خروج الشيوعيين منها ويقول الاستاذ ضياء الدين ان امريكا عدو استراتيجي ونحن نهادنها وهذا ليس صحيح فنحن عدو استراتيجي لها لسياستها الرأسمالية وسياسة البطش والاحتلال ونحن ضد التبعية ونحن نقف مع التنمية المستقلة وهذا مصدر العداوة لامريكا ونحن قبل ايام انتقدنا تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن وقلنا ان هذا المركز عراب السياسة الامريكية في ميشاكوس ونيفاشا ونحن كنا نرى ان الآلية المقترحة لحماية السلام فيها مساس بالسيادة الوطنية ونحن مع الآلية لرقابة السلام وليس حفظ الامن وتحت راية الامم المتحدة. ورأينا واضح بالنسبة لاحتلال العراق وايضا بالنسبة للمشروع الامريكي المسمى بمشروع الشرق الاوسط الكبير وبالتالي انا لا استطيع ان افهم كلام الاستاذ ضياء الدين بلال بالتخلي عن العداوة لامريكا. بالنسبة للدكتور محمد محجوب هارون انا اعتقد ان مقولة ان المحرك الوحيد للتطور هو العامل الاقتصادي مقولة مقحمة على الفكر الماركسي ويمكن الاسلاميين هم الذين يعتقدون ذلك لانهم منذ عام 1977م طرحوا بان من يسيطر اقتصاديا يسيطر سياسيا الى ان امتطوا سرج السلطة وركبوا السيارات وبنوا العمارات اليوم وامتلكوا الاموال الخارجية وكل ذلك نتيجة لايمانهم بهذه المقولة لكن نرى ان هنالك عوامل اخرى ثقافية ودينية وغيرها تدخل في التأثير على التطور ومثل الثورة الجزائرية وعلاقتها بالاسلام كان واضح جدا ونحن دعونا للحوار مع لاهوت التحرير والحوار مع اسلام التحرير. وفي حديث محمد محجوب هارون انا لم اقل ان الحزب الديمقراطي الاسباني ولا حزب العمال البريطاني يسار ولكن اشرت الى ان الرئيس الاسباني في موقفه الضالع في حرب العراق فان الشعب الاسباني قد هزمه. اما في حديث المتحدثة الوحيدة ان اليسار يعتمد على العنف انبهها الى ان الدستور الجديد للحزب الشيوعي السوداني نص على الديمقراطية التعددية والتداول السلمي للسلطة ومكافحة الارهاب كفكر وممارسة لكن ذلك لا يعني مصادرة حق الشعب السوداني في الثورة والانتفاض متى ما رأى ذلك ضروريا ولن نصادر هذا الحق حتى لا يقال ان اليسار يسير في الطريق الراديكالي. البعد الإجتماعي والتوجه المستقبلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: Imad El amin)
|
وفي تعقيب الاستاذ الحاج وراق جاء ان حالة الاستنارة حالة عقلية عابرة وليست حالة تركيز على البعد الاجتماعي وبالتالي يمكن ان يدخل فيه شخص مثل د.الطيب زين العابدين وكمال الجزولي وغيرهما لذلك هي حالة عقلية عابرة للمعسكرات ونحن حينما نتحدث عن اليسار نتحدث عن تيار يعلي البعد الاجتماعي والتوجه المستقبلي ولذلك لفظة الاستنارة غير دقيقة لانها تشملنا مع آخرين. وفي حديث الاستاذ ضياء الدين بلال عن مشروع الشرق الاوسط الكبير اعتقد ان الامر مهم جدا بالنسبة لنا كتيار ديمقراطي وواحدة من آفات التيار الديمقراطي في السودان انه اعتمد استراتيجيات اختصار الطريق والاعتماد على القوة بديلا للاعتماد على الشعب فاتخذ شكل الانقلابات العسكرية وفي ذلك يتساوى الاعتماد على بندقية نميري او البشير او عبد العزيز خالد او قرنق بديلا للعمل الشعبي وبالتالي اذا اعتمدت على البوارج الامريكية بديلا للاعتماد على الشعب فان ذلك يعتبر تكرارا لازمة القوى الحديثة في السودان ونحن نريد ان نعتمد على اهل السودان لكن لن نسمح للطغاة المحليين في حشرنا في معادلة اما مع بوش او مع صدام نحن ضدهما الاثنين. وهؤلاء الطغاة ليس لديهم مشكلة في فتح بلادهم للقواعد الامريكية لكن لديهم مشكلة في الاصلاح السياسي ولذلك لن نصطف ولن نبكي مع النظم العربية والاسلامية التي تأخذ شرعيتها من الامريكان وتتباكى على السيادة الوطنية حينما يأتي الحديث عن الاصلاح السياسي ونحن ضد المشروع الامريكي الذي يريد ان يبرز اسرائيل وينهب موارد المنطقة بدعاوى حقوق الانسان وفي ذات الوقت ضد الطغيان المحلي. هنالك انتقادات الى اننا لم نتحدث عن ازمة اليسار فانا موقفي العملي يقول هنالك احتياج لليسار لكن هنالك احتياج لبناء اليسار من جديد لانني خرجت من تكوين يساري قديم باعتبار انه توجد حاجة ليسار جديد وبالتالي هو افتراض مضمر وضمني وانا من موقع المسؤولية الاخلاقية تجاه اهل السودان لا يمكن ان اسوقهم في طريق جرب وفشل وانتج الكوارث والمآسي الانسانية وأدى الى عشرين مليون ضحية. اما حديث الأخت من حزب الامة والإتحادي الديمقراطي عن اليسار طبعا هم يحددون سلة واحدة ويضعون فيها كل اليسار وهذا غير صحيح والصحيح ان اليسار الماركسي واليسار القومي يحتاج الى اعادة توطين الديمقراطية في منطلقاته النظرية لكن هذا لا ينطبق على كل مدارس اليسار. لان مدارس اليسار الاخرى ليست كما قال الاخ انها بغض النظر عن ألوانها فشلت واذا نظر الاخ الى تقرير التنمية البشرية سيجد ان اعلى معدلات تنمية بشرية في العالم هي في البلدان التي حكمها الاشتراكيون والديمقراطيون. والآن من مصلحة السودان ان يبرز يسار ويخاطب القضايا الاجتماعية واذا لم يبرز يسار فان العدالة الاجتماعية ستأخذ مظلة الاعراق والقبائل ،،والاعراق استبعادية واليسار لانه مظلة فكرية وسياسية واجتماعية غير استبعادي وعابر للاعراق واذا كان صراع القبائل والاعراق يفتت السودان فان الصراع السياسي الاجتماعي يفني السودان والتيار الاجتماعي الديمقراطي في السودان نشأ منذ 1924م وصحيح انه اختار اختيارات فكرية خاطئة لكن مهما تكن تلك الاختيارات فان الاستاذ محمد ابراهيم نقد مهما كان طغيانه والانتقادات التي يمكن ان توجه له لكنه لا يمكن ان يورث الحزب الشيوعي الى ابنه ولا يطلب من احد ان يخلع حذاءه و(يبوس) يده ولا يمكن ان نخلع احذيتنا ونقبل الايدي بعد 70 عاما من الزمان وهذا التيار الذي اشتق منذ عام 1924م لا يمكن ان نتراجع عنه وندخل في عباءة الطائفية والاحزاب الطائفية تحتاج ان توطن الديمقراطية في منطلقاتها النظرية والعملية لانها تورث سلطتها ورئاستها . وفي الختام اقول اننا نحتاج الى يسار يوطن الديمقراطية في منطلقاته النظرية وينبذ العنف ويتجه نحو الاعتدال ونحو الوسط ويسار مثل هذا يرتبط به مستقبل السودان. أزمة اليسار حظيت الندوة بعدد من المناقشات ابتدرها الاستاذ محمد عثمان مكي قائلاً: على خلفية الاحباط اريد مناقشة مستقبل اليسار وأية ظاهرة لابد من مناقشة ماضيها وحاضرها ثم يناقش مستقبلها. الاستاذ حسن مكي تحدث عن عدم وجود يسار وغادر القاعة. والاستاذ يوسف حسين تحدث عن مستقبل زاهر وجميل والاستاذ وراق تحدث عن يسار جديد وبشر به لكن القضية الحقيقية ازمة اليسار وانا اعتقد لمناقشة القضية لابد من الاعتراف بان اليسار يعاني من ازمة سواء على المستوى الوطني او على المستوى العالمي وهذه الازمة ناتجة عن عدة اسباب. وان العالم يمور بتحولات مهمة جدا.. وكل المتحدثين قالوا ان مصطلح يسار هذا مصطلح شكلي لكن اعتقد ان العالم عاش فترتين تحت التفكير الشمولي النخبوي الثوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: elsharief)
|
الصحافة 27/3/2004 مستقبل اليسار
د.حيدر إبراهيم
شاركت خلال الاسبوع الماضي في احتفالات صحيفة حزب العمال السويسري (Vorwart) أى الى الامام وهي بمثابة لسان حال الحركة الشيوعية واليسار الراديكالي . وقدمت محاضرتين الاولى يوم السبت 20/3 اقترحت لها عنوان : اليسار العربي : أى مستقبل ؟ ولكن اعلن عنها بعنوان من لديهم : اليسار العربي بين التدخل الاجنبي والاصولية ، وكانت الثانية يوم الاحد 21/3 عن الاوضاع الراهنة في السودان . واثناء وجودي في زيورخ خلال الاحتفالات اخبرني احد الاخوة ان ندوة (الصحافة) قد فتحت النقاش حول مستقبل اليسار في السودان ، وهذه المقالة هي بعض افكار محاضرة صحيفة حزب العمال وقد اثارت نقاشا ساخنا وكان يمكن ان تكون مساهمتي لو شاركت في اى حوار حول اليسار رغم انها حاولت تغطية اليسار العربي وليس السوداني فقط .
كان السؤال الاول من هو اليساري في القرن الحادي والعشرين وفي عالم اعلن كثيرا من النهايات والموت ؟ فهنالك نهاية التاريخ (فوكوياما) ونهاية الآيديولوجيات (آرون) وموت الانسان (شتراوس) وقبلها موت الإله (نيتشه) وعلى مستوى الواقع ، موت او نهاية النموذج : الاتحاد السوفيتي (العظيم) والكتلة الاشتراكية فما الذي يقنع اي شخص وسط هذه الخرائب ان يكون يساريا ؟ واليساري هو بالضرورة اشتراكي واممي ومنحاز الى التغيير والحداثة فاليسار ليس هومجرد طريقة الجلوس في الجمعية الوطنية الفرنسية عقب ثورة 1789م ولكنها طريقة الجلوس من الحياة والتطور عكس التيار او مع تيار التقدم بهذا الفهم لا يمكن ان ينتهي اليسار في السودان او خارجه . فالاتجاه يسارا شعور وموقف وعمل يكاد يكون ملازما لانسانية الفرد ، لان فكرة المساواة والجماعية والتعاون والعدل شغلت أى انسان طبيعي اذ يمكن القول إن الاشتراكية فطرة ، بينما الانانية والتملك شذوذ عام طبيعي ، رغم السائد بسبب غلبة الفكر غير الاشتراكي ، لأن قيام المجتمعات والقدرة على البقاء وسط طبيعة شرسة ، تم من خلال الجماعية والتعاون ، ونظريات الانسان ذئب اخيه الانسان (هوبز) والحاجة الى عقد اجتماعي بسبب التنافس والنزاع هي مرحلة لاحقة حين بدأ الانسان يقول هذا حقي وذاك حقك اى مع ظهور الملكية الخاصة ولم تكن هذه بداية الحياة الانسانية ، وهذا يعني انه طالما ظلت هناك دعوة الى العدالة والمساواة فهناك يسار وهذا ليس مرتبطا بوجود روسيا والصين او كوبا ، قد نسمي هذه الدعوة اشتراكية او شيوعية او عدالة اجتماعية ، فهي في النهاية اسس ومنطق وجود يسار كأفكار او تيار او حزب او تنظيم لذلك الحديث عن نهاية اليسار مجرد مكايدة سياسية كما يقول اهل الجبهة الاسلامية ، ولا يمكن لاى مفكر حقيقي ومتعمق ان يفتي بنهاية اليسار ، قد يكون الحديث عن انحسار سياسي مؤقت بسبب سوء التنظيم او الاخطاء ، ولكن جوهر مستقبلية الفكر لا يمكن التشكك فيه الا اذا حرمنا الانسان من اهم قيمة : العدالة والمساواة والتعاون.
يمكن المجادلة بأن هذه الافكار والقيم ليست مقصورة على اليسار ولكنها عامة سبقت اليها الاديان والفلسفات منذ القدم ، ولكن اليسار هو الذي اخضعها للتحليل والمعرفة والأهم البحث عن وسائل تحقيقها فاليسار منذ الاشتراكيات الخيالية ثم الماركسية وغيرها من التفريعات ، هو الذي بحث عن الاسباب العلمية والواقعية للظلم والاستغلال ثم اقترح البدائل بالاضافة الى الآليات والوسائل (الاحزاب ، الثورة) هذه هي ميزة واسهام اليسار الذي حقق له البقاء والتجدد.
يأتى سؤال هل فشل اليسار في العالم العربي وفي السودان ؟ ولماذا الفشل رغم امكانات النجاح والقبول بسبب افكاره وشعاراته ؟ المفهوم في الواقع العربي والسوداني مطاط وواسع وفي نفس الوقت يحاول اعداء اليسار ان ينسبوا كل سئ الى اليسار ، اذكر بعد انتفاضة ابريل 1985م في نقاش بين بعض اساتذة جامعيين خارج الوطن ، ان وصف احدهم زميلا له بأنه يساري فسألته لانني اعرف تفكير ذلك الشخص : كيف عرفته ؟ فرد بحسم : رأيته قبل قوانين سبتمبر 1983م يشرب البيرة في نادي الاساتذة ، وهكذا ينسب الى اليسارية المسكينة الكثير من الظواهر غيرالمقبولة لدى البعض وعلى مستوى السياسي نفسه يصعب على ان اصنف جعفر النميري كحاكم يساري حتى في صبيحة 25 مايو 1969م لم يكن يساريا وهنا نتوقف عند سبب هام لانتكاسة او فشل اليسار في تعامله مع السلطة ، فقد قامت الاحزاب اليسارية ، بالذات الشيوعية بعقد تحالفات خاطئة ودخلت جبهات وطنية مع انقلابيين لاختصار طريق الثورة والتغيير، اذ فضلت ولادات قيصرية على الولادة الطبيعية وفي كل الحالات مات الجنين بسبب الفرق بين البيولوجي والاجتماعي ، ففي المجتمع لابد من نضج الظروف ولا تنفع العجلة وهذا ينطبق على جميع الحركات وهذا ما يعيشه السودان نتيجة الولادة الاسلاموية ، وتحالف اليساريون مع العسكريين بعد ان تنازل اليساريون عن برامجهم ورضوا بأن يدافعوا عن برامج الانقلابيين المطعمة بشعارات يسارية فالشيوعيون في مصر حلوا انفسهم وظنوا ان برنامج عبد الناصر يمثلهم وتنازلوا عن دور الطليعة وفي سوريا والعراق دخلوا الجبهات الوطنية وقبلوا بأن يكون البعث هو الحزب القائد وفي السودان انقسم الشيوعيون بسبب تأييد برنامج وشعارات جعفر النميري والذي لم يكن يملك حزبا ! وهكذا ربط اكبر فصيل يساري نفسه بأنظمة قمعية وغير اشتراكية ثم نسب فشلها الى اليسار ، ففي واقع الأمر لم يحكم اليسار لكي نحكم عليه بالفشل ، لانه عجز من البداية ان يكون جماهيريا فالسؤال الصحيح هو لماذا فشل اليسار في ذلك ؟ ولكن الخطأ في تحميله فشل نظم العسكرتاريا العربية ، هذا خطأ تكتيكي قاتل ، ففي بعض الاحيان ظن اليساريون إمكانية استغلال العسكريين في الوصول الى السلطة ثم التخلص منهم ولكن كان غيرهم اشطر !
يحاول البعض ان يبرر رفض اليسار بأننا جربناهم في الحكم او القول بفشل التجارب القومية والعلمانية والاشتراكية وبالتالي اخراج كل هذه التيارات من المنافسة لانها اخذت فرصتها ، هذا التحليل مغرض وغير برئ يهدف الى هزيمة الآخرين بدون معركة او صراع ، ويحدد اللاعبين وصلاحيتهم فاصحاب الفكر يمكن لهم ان يجددوا وان ينقدوا ذواتهم وان يصلحوا احزابهم وبرنامجهم ويستفيدوا من التجارب الماضية ولكن الاهم من ذلك كله نقل حقيقة ان هذه النظم طبقت اشتراكية حقيقية ؟ هل كانت علمانية وهي التي استفادت من الدين في تعبئة الجماهير تقود المظاهرات من الجامع الازهر وتكتب على اعلامها: الله اكبر في حالات الازمة؟ واذا كانت قومية هل حررت شبرا واحدا من فلسطين ؟ هذه النظم تعمدت تشويه شعارات اليسار ولو كان الانسان يؤمن بنظرية المؤامرة لاعتبرها نظما مزروعة من قبل الامبريالية والا كيف نفسر الاذى الذي الحقته بشعوبها وامتها وكيف هدرت اموال الشعب في اسلحة تعرض الآن في واشنطن دفعت فيها مئات الملايين واخرى لم توجه الى اسرائيل بل الى ايران والكويت ؟
ان المستقبل لليسار لسبب بسيط هو عدم وجود بديل والخيار الانساني الوحيد هو مبادئ اليسار التي تم ذكرها سابقا .
فعلى المستوى العالمي لا تمتلك الرأسمالية اى مستقبل لانها تقوم على منافسة عدائية في السوق والمجتمع ومهما بلغ توحشها الحالي فهي سوف تصطدم بازمات متتالية اذا لم تعدل فلسفتها ، وهذا ما يفسر ميل الغرب الى الطريق الثالث بين الرأسماليةالاشتراكية بما يفسر ايضا الميل نحو الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية وفوزها في عدد من البلدان الاوروبية واليمينيون المحافظون اصحاب التوجهات الرأسمالية لا يحكمون اوربا الآن وادخلوا في برامجهم تعديلات تهتم بالضمانات الاجتماعية ودور الدولة . فالعلاقات الاجتماعية والانتاجية اى المجتمع والانتاج والعمل في المجتمع الرأسمالي الصافي ستكون متأزمة باستمرار وهذه هي ازمة الرأسمالية المزمنة التي تنبأت بها الماركسية وعاشتها عدة مرات في التاريخ الحديث بدء من ثلاثينيات القرن الماضي وحتى انهيارات البورصة ومشكلات النمور الآسيوية اما على صعيد اقليمي فقد ظنت الحركات الاسلاموية انها سوف تكون البديل لليسار ، ولكنها اثبتت بأن الاسلامويين معارضون جيدون وحكام رديئون فكل التجارب في باكستان حتى السودان مرورا بايران اكدت صعوبة تحويل الشعارات الجذابة الى واقع ففي السودان كسب الاسلامويون الدولة والحكم وخسروا المجتمع والشعب ، وهم يشكون من النقد الذي وجهوه الى النظم القومية بانها انفصلت عن امتها ومجتمعها وهم ايضا رغم ادعاء خطاب الامة الا انهم بعدوا عن آمال وتوقعات المسلمين ببعدهم عن العدالة الاجتماعية بالذات ، هذا عدا الحديث عن غياب الديمقراطية .
اليسار موجود بالقوة ـ كما يقول الفلاسفة ـ ويمكن ان يتحول وجوده الى فعل . وهذا مرتبط بتوحده حول برامج محددة تخاطب مشكلات ملموسة بعيدا عن التقعر الآيديولوجي لكن هذا لا يعني عدم وجود رؤية شاملة هي التي وضعت تلك البرامج ومع الفقر والتخلف واخطار البيئة والهيمنة الاجنبية والوجود الصهيوني والتطور غير المتكافئ في العالم فالمستقبل لليسار .
http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147488265
====== السودان لكل السودانيين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوة الي عثمان محمد صالح واخرين مستقبل اليسار (Re: sultan)
|
الأيام 31/3/2004 الماركسية والتجربة السودانية (2)
تاج السر مكي
قدم الحزب الشيوعي السوداني مشروع دستوره ولاحظت ان هنالك قضايا اساسية لم يقترب منها وكانت احرى بالعلاج فى ظروف اصبح الحديث عن التجديد هو المدخل الرئيسى لاي حديث يتعلق بدوره كحزب فى ظل المستجدات واهمها انهdار التجربة السوفيتية وتمكن الولايات المتحدة من القيادة المطلقة للمعسكر الرأسمالي وهيمنتها على المؤسسات العالمية وانتقال ترسانتها وآلتها الحربية الى مواقع، مصادر الطاقة والموارد الطبيعية الغنية. الواقع يؤكد ان النظام العالمي الجديد الذى يراهن على النهوض الرأسمالي اصبح يسيطر على مجرى السياسة العالمية ... ثم ان ذلك الدوى الهائل الذى احدثه سقوط (الاتحاد السوفيتى العظيم) قد اصاب دعاة الاشتراكية بالدوار وتباينت ردود افعالهم ابتداءاً من الحديث عن عدم جدوى الاستنتاجات الماركسية والحكم ببطلانها او جمود النظرية متخلية عن كل فرص تطويرها الذى اتاحه لها التقدم العملي والتكنولوجي ومستجدات العصر وصولاً الى الهجوم على بيروقراطية اداء الاحزاب الشيوعية وغياب الديمقراطية عن تلك الاحزاب ومجتمعاتها.
لم يتوقف التهاوى عند انهيار المنظومة الاشتراكية فقد سقطت العديد من الانظمة التى كانت تعضدها واختل التوازن لتنفذ الولايات المتحدة محققة بعضاً من احلامها لملأ الفراغ ... انهار نظام (منقستو) فى اثيوبيا وقبله افغانستان وتمزقت يوغسلافيا وملأ الفارون من البانيا بحار العالم وطرقاته وغزت جيوش الحلفاء العراق وتنتظر سوريا تلميحاً دورها واصبحت قرارات الكونغرس الامريكى ذات صبغة عالمية ... وتراجعت الصين الشعبية وها هى تستقبل الاستثمارات الاجنبية وتحولت بعثاتها التى كانت تدهش مواطنى البلدان التى كانت تستقبلها بصعوبة تصنيف اعضاءها من (مهندسين، فنيين، وكوميسارات سياسية، واقتصاديين) واذا بهم اليوم يتجولون فى الاسواق يتكسبون كغيرهم ...
اعترف كثيرون، اصدقاء واعداء للشيوعيين بان الحزب الشيوعى السوداني ذا نكهة سودانية خالصة وتجربته مبرأة الى حد معقول من النقل الحرفي لتجارب الاخرين ولهذا فهو قد اكتسب كل هذه الاهمية مهما قلت عضويته وانحسرت لاسباب عديدة كضوابط العمل السرى والملاحقات حتى فى بعض فترات الديمقراطية والامية الغالبة فى المجتمع السودانى واجهزة الاعلام غير المستقلة وغير المحايدة والمناهج الدراسية المكرسة للقبول بالواقع المعاش.
لكن هنالك دائماً منافذ صنعها ويمكن بها من تقليل عوامل الاختناق وتجديد دماء التنظيم الذى ضم حقيقة عدداً من خيرة ابناء السودان عزيمة وفدءاً وتضحية ...
إدارة الحوار داخل الحزب الشيوعي:
انها اضعف حلقات الممارسة والنشاط ... هناك دائما تعبيران لهما ثقلهما وسط الشيوعيين هما تعبيران يمثلان شر الآثام بينهم فيكفى ان تكون انقسامياً ليروك فاسداً متخاذلاً وخائناً لقضية الطبقة العاملة ... والانقسام هو حالة متقدمة من خلاف لم تسحن القيادة ادارة الحوار فيه والتكتل هو حالة تحفز لبادرة حوار لابد من محاصرته وخنقه ... وفي كثير من الحالات يتوقف السجال ويتم الغاء العقل ويتحول الامر الى حالة عاطفية عميقة تستدعى لها المشاعر العشائرية ... فأبناء السودان عشائرون مهما بلغ شأوهم ولا اعنى بالطبع التمسك الحرفي والشكلي بالقبيلة والعشيرة ولكن محتوى التلاقي ومهما كان جوهره متقدما واستنتاجاته علمية مجرده من العاطفة ... تسيطر عليه غالباً مشاعر الوفاء (والملح والملاح) و(الموت مع الجماعة عرس).
اول انقسامات الحزب الشيوعي وكما سمعنا لم نجد ما نقرأه عنها غير مقولات ختامية. كان الانقسام بقيادة عوض عبدالرازق ... وحتى فى الاحتفال التوثيقى فى العيد الاربعيني للحزب لم نجد ما نقرأه عن قائده فى ذلك الزمان الذى يعتبر فيه مجرد الحديث عن الاتحاد السوفيتى او البلاشفة جرم كبير يقود الى السجن والتشريد والنفي احياناً ... كل ما تبقى من اثر الحوار الذى تحول الى صراع هو انتهازية عوض عبدالرازق والمناشفة مجللا بسخرية تعبير (هل تحبون القراءة؟) وتمر الايام والسنوات لتكشف عن الوثيقة التاريخية التى كانت محور الخلاف فاذا بها اطروحة يمكن تقديمها كوثيقة للنقاش حتى فى ظل الازمة الحالية.
والانقسام الثالث كان لاتساع مساحته ودوره الهائل قد اثار بعض قضايا الخلاف ولكن سرعان ما طمرتها الاتهامات الجزافية وتحول من صراع حول ضرورة بناء حزب وطنى ديمقراطي ببرنامج للنهضة يمتد عبر مساحة السودان طارحاً كل قضايا الوطن الكبرى ليتحول بها التنظيم التقدمى الى قوة اجتماعية كبرى ... لكن ولج العسكر ساحة الصراع فحابوا هؤلاء على حساب اولئك فتحولت ظلما فى ظاهرها اهداف التيار (المنقسم) كما درج على تسميته الى استوزار ودفاع عن تجربة مايو فى ذاتها ورغم عظم الانقسامات فقد احدث انقلاب يوليو صدمة عنيفة عاد بها معظم من اعتبروا منقسمين الى الحزب لكن وقف البعض متفرجاً ... ولان قضايا الخلاف الاساسى لم تتضح الا عند قلة تمزق المركز الثانى تمشياً مع المقولة السائدة بان وجود حزبين شيوعيين فى بلد واحد لابد ان يكون احداهما انتهازى ... المقولة بالطبع تخلط بين وحدة الطبقة العاملة ووحدة حزب يسعى الى ان يكون طليعة لها ليرتفع الى مستوى تمثيلها ...
لقد اصبح السلوك الشخصي لبعض اعضاء المركز الثانى يحسب على الفكرة التى لم تستكمل فرصها فى الحوار ... ظل الشيوعيون متمسكين ببرنامجهم القديم وكان رد فعل الانقسام قد تمثل فى تأخر تجديد خطاب الحزب والتردد فى عقد المؤتمر الخامس ... وتعثر المركز الاخر فى بناء حزبه الوطنى الديمقراطى بسبب ضعف تأهيل كوادره وقدراتهم ولم يقدموا أدباً فى مستوى الحوار وعمقه سوى كتيب المرتكزات الذى كتب على عجل وسفر المرحوم عمر مصطفى المكى الذى لا يعبر عن معظم رؤى الاختلاف بل كان اقرب التى محاكمة قيادة الحزب الشيوعى بنفس الطريقة التى رفضها ... وكان له كتيبان لم يريا النور ولعلهما كانا سيختلف بهما الامر.
ان ادارة الحوار داخل اجهزة الحزب الشيوعى تعاني من ضعف شديد ويحكمها احيانا الانطباع والمزاج استناداً على غياب الحقائق وحتى عملية النقد الذاتى كانت تتم بطريقة اشبه بصور الاعترافات فى المناسك الكنسية ... وقد تستغل فى المستقبل فى كيل الاتهامات للبعض ... ان اساس التجديد فى نشاط الحزب الشيوعى الداخلى لابد ان يلامس هذه المسألة الاساسية ويجب ان يكون هنالك انضباط بلا ضفاف يسمح للرأى الآخر بكل فرص الحوار دون حصار او مضايقات وضمان ذلك هو دستور الحزب المتجدد.
التيارات التقدمية الاخرى والحزب الشيوعي:
ان اطلاق تعبير التجارب الاشتراكية فى افريقيا والذى جاء فى المحاضرة الهامة والقيمة التى قدمها عبدالخالق محجوب فى جامعة الخرطوم كان اشارة ذات دلالة بان تجربة الشيوعيين السودانين ترى ان لتلك التجارب قيمة تستحق الدراسة وهو فهم متقدم كما ارى. ثم ان تأييدهم لتجربة مصر الناصرية اشارة اخرى وتقديرهم لتجربة الجزائر اعتراف بتعدد الطرق وتباين الاشكال لتحقيق البرنامج الوطنى الديمقراطى، ونلاحظ ان تنظيمات الاشتراكيين العرب والناصريين والاشتراكيين بكل مدارسهم وحتى الشرائح التى انقسمت من الحزب الشيوعي مكونة تنظيمات ديمقراطية لا تجد معاملة طبيعية من الحزب الشيوعى اما استخفافاً بها او مواجهة لها او بشراسة غير مبررة فى التعامل والممارسة العملية وقد وصف بعضها بالعمالة والانتهازية ... رغم ان معظم تلك التنظيمات حتى من غير الانقسامات في الحزب قد خرجت من الجبهة الديمقراطية خاصة في المدارس والجامعات ... هذا التعالى والتناقض قاد الى كثير من المعارك الانصرافية ... ووصل الى حد رفض الحزب الشيوعى للتحالف معها جماهيرياً بعد ان سن اتجاها لحق (النقض) كذاك الذى تتمتع به الدول العظمى فى مجلس الامن لاقصاء تلك المجموعات من الساحة وبالطبع كان رد فعلها محاولة فى المقابل للتآمر ما استطاع ناشطوها فى التعامل معه وقد ادى ذلك فى بعض الاحيان لانكماشها وتشتتها خصماً على جبهة البرنامج الوطني الديمقراطي ... وفى اتجاه التجديد كان من الممكن مراجعة كل ذلك حتى الوصول الى نص فى الدستور يضع اسساً للتعامل بموضوعية تجاه تلك التيارات وفى انهيار تجربة الاتحاد السوفيتى عظة فقد ذهب كثيرون من قيادات الثورة البلشقية متهمين بالانحراف عن الماركسية كانوا يقولون بافكار اخرى رغم انطلاقهم من الاستنتاجات الرئيسية للماركسية ... ان وجود السودان ضمن المنظومة العربية والافريقية بلاد ان ينعكس ذلك فى توجهات فكرية وناشطة فقد كان لرواج القومية العربية مجداً والدعوة الى افريقيا السوداء زماناً.
جنوب السودان والهامش:
انطلق التمرد عام 1954م فى شكله الاولى والبسيط ولم يغفل حتى التقرير الرسمى الذى كلفت به الحكومة الوطنية بعض الاداريين من الاشارة الى الصراع الذى يعبر عن اتجاهات قومية وسط طلائع ابناء الجنوب فى ذلك الزمان، وتطور الصراع متأرجحاً بين اطروحات عديدة تدرجت من عدم الاعتراف بخصوصية الجنوب وثقافات اهله حتى الوصول الى تعريبه واسلمته وخلال كل تلك الفترة ظاهرت بعض المنظمات الكنسية قبائل الجنوب باعتبارها مستهدفة فى تبشيرها ونشاطها هناك ونشط المبشرون المسلمون وظاهرتهم الدولة باجهزتها المختلفة وصلت حد طرد المبشرين المسيحين والقساوسة مما اثر على نشاط الكنسية التى كانت تقدم القدر المحدود من التعليم المتاح هناك وتقوم بتدريب الشباب على الحرف المختلفة ووسائل كسب العيش مع اعتراف بثقافات ابناء تلك المناطق المتنوعة والمتعددة ومحاولة كتابة لغاتهم ووضع المناهج لها، وفى المقابل لم يقدم المبشرون من المسلمين أي بديل سوى تعليم المناسك الدينية واللغة العربية.
تطور الصراع فى جنوب السودان وتحول الى حرب اهلية كاملة وقبلها كان تمرداً لبعض الجيوب وواصلت الحركة السياسية فى الشمال تجاهلها لجوهر الصراع واكنفت بالتعامل مع ناتج الانتخابات الضعيف واستخدمت كل اساليب المكايدات فى العمل السياسى وكما لم تكن صادقة فى كثير مما تقوله فى حملاتها الانتخابية كان ذلك هو ديدنها فى التعامل مع ممثلى اهل الجنوب فى البرلمانات المتتالية واصبحت (مشكلة الجنوب) امراً معلقاً ومؤجلاً فى الاجندة السياسية بمرور ثلاثة انظمة عسكرية حكمت حتى الان حوالى ثلاثة عقود منذ الاستقلال عام 1956 فقد عوملت تلك القضية تعاملا عسكرياً وغدا الاقتتال هو مظهرها الاساسى واصبحت الدروس عن التمرد والخارجين مناهج اساسية فى الكليات العسكرية ومراكز تدريب المستجدين حتى وصل الامر الى مرتبة الجهاد دفاعاً عن العرض والدين.
اتفاقية اديس ابابا ورغم انها تمت فى ظل حكم عسكرى لكنها كانت بمثابة وقفة وتأمل قاد الى كثير من المراجعات ومع النهوض الذى انتظم العالم الثالث بما فى ذلك دول افريقيا المستعمرة تكونت الحركة الشعبية لتحرير السودان منفتحة على رؤى جديدة ومستلهمة تجارب حركات التحرير الافريقية ومن ضمن اهدافها الرئيسية وحدة السودان على أسس عادلة وهكذا تحول التمرد التقليدى الى بدأ دعوة للفيدرالية حتى الانفصال الى اطروحة اخرى تستلهم التاريخ القديم باحثة عن جذور جمعت حضارات وادي النيل باعتباره موقع جاذب لدفئة وخصوبته ومحدقة فى الواقع الحالي الذى اجج الصراعات الاثنية ورسخ الانقسام ورأت ان العالم يسير فى اتجاه الوحدة والتكامل وفى السودان كل اسباب الوحدة متوفرة والاحتياج للتكامل عاجل وضرورى. ان برنامج الحزب الشيوعي دعوة للتغيير من بداية طرح المشاريع السياسية للتنافس على مساحة الوطن وقد وصف بانه برنامج جديد فى مواجهة برامج تقليدية، ركز على التنمية الاقتصادية وتنمية المواطن ومحاربة الامية والاوبئة وكل مظاهر التخلف وحاول توظيف قدرات الشباب وحيويته في تنمية المجتمع وتفجير طاقاتهم وتقديم ابداعاتهم وحاول تحرير المرأة من التقاليد والعادات الضارة ومساواتها بالرجل وتوظيف قدراتها للارتقاء بالمجتمع ... بمعنى آخر كان برنامج الحزب الشيوعي باستمرار هو دعوة الى سودان تسوده العدالة والحريات وهو بلغة اليوم سودان آخر وجديد ...
ظهر (منفستو) الحركة الشعبية وفى اطروحته السياسية دعا الى سودان جديد اطاره الوحدة الطوعية والمساواة والعدالة. وبرهنت الحركة فى مجال الممارسة على ثبات حول شعاراتها ووجهت بتيارات تنادي بالانفصال وتتحدث عن عدم جدوى الوحدة وتتحين كل السوانح التى تساعد على تعضيد دعوتهم ... ورغم ان سلوك واستعلاء بعض ابناء الشمال ظل مساهماً رئيسياً فى ترسيخ الانقسام والاحتفاظ بمرارة الشقاق التاريخى بين القبائل والاثنيات فقد قاومت الحركة الشعبية ذلك حتى ادى الى انقسام كبير فيها وباتت الدعوة للانفصال فى شكل تنظيمات صريحة كون معظمها اتفاقية الخرطوم للسلام وواصلت الحركة تمسكها بموقفها.
هنالك علامات هامة فى مبادرات الحركة المتعددة من اهمها فى تقديرى زيارة وحدها للشمال والخطاب السياسى الذى تقدم به باقان اموم ... انه خطاب غير مسبوق حاول فيه معالجة قضايا رئيسية ارقت الكثيرين من ابناء السودان فى الشمال من الناشطين فى العمل السياسى والتقدمى بصورة رئيسية ...
لقد جاء خطابه اعلاناً واضحاً للدعوة للوحدة العادلة وكانت رسالته للقوى السياسية هامة ولها دلالة فقد قال عن القوى التقليدية حديثاً يخلو من الغلظة والخصومات واكد على ضرورة الاعتراف بالآخر فى ندوته وهو يقول انه سعيد بان الحركة الشعبية لم تنتصر ولو تحقق لها ذلك لكونت تنظيمها المعضد بالانتصار وانعطفت تجاه حكم شمولى قد ينظر الى الاخرين باستعلاء وخاطب القوى الجديدة خطاباً اكد فيه ان مشروع السودان الجديد يحتاج الى كل تراث وارث الحركة الشعبية وتقاليدها وهو مشروع وطنى كبير وحتى تتحقق اهدافه سيمر بصعاب كثيرة اولها وحدة القوى التى تتطلع اليه وتجاوزها لكل خلافاتها الثانوية فلن تتحقق نهضة السودان الا بالعدالة والحريات والتضحيات.
الحزب الشيوعى (التاريخ والحاضر) الشيوعيون السودانيون المثقفون الذين نالوا واغترفوا من كل المعارف الانسانية وعمال السودان من الذين صنعوا ويصنعون الحياة ومزارعو السودان فى قطاعهم الحديث والتقليدى الذين استزرعوا الخيرات، والرعاة الذين سعوا خلف ثروات اهل السودان من المواشى والمهنيون والمعلمون والموظفون والجنود والضباط ... كلهم مطلوب منهم المساهمة بقدر احلامهم فى التغيير لبناء سودان جديد ...
كيف يتأخر وفى مثل هذه الظروف الشيوعيون فى تبنيهم بدعوة كانوا طليعتها وقد تجيشت حولها اليوم جموع المهمشين وكل الذين ينشدون تحقيق العدالة والمساواة ... هل يمكن ان يحتوى تجديد خطابهم امراً غير الدعوة للسودان الجديد ؟ ليس امامهم غير تقديم عظيم خبراتهم السياسية وقدراتهم فى حشد الجماهير وتنظيمها حول اهدافها الرئيسية.
سيظل السؤال قائماً الى ان يتقدم الحزب الشيوعى مع الاخرين صوب تطوير مشروع السودان الجديد وكاتبة ميثاقه واشراك كل الناشطين والممثلين للتيارات الوطنية الديمقراطية فيه ... انه مرتكز التجديد في المشروع السياسى الذى تعثر بسبب انهيار التجربة السوفيتية ودول المنظومة الاشتراكية بعد ان تراجعت وغابت السوق التى كانت تقدم علاقات الندية فى التبادل الاقتصادى وفى تصدير التكنولوجيا ووسائل الانتاج المتقدمة والقروض بشروط ميسرة والتعليم المجانى الجامعى والتقني والمهني فى جامعات ومعاهد دول (مجموعة الكمبلون) ... هذا الغياب والواقع الذى يقول بان هنالك سوق واحدة الان هى السوق الرأسمالى ... يسقط معه مشروع طريق التطور اللارأسمالى ... وامام الحزب الشيوعى وكل الاحزاب الوطنية الديمقراطية والتيارات الاشتراكية بمدارسها المختلفة والفرق التى كانت وما زالت تمثل تضامن قوى الريف بكل درجات مهمشيها وشباب السودان وهم يواجهون الضياع وسط هالات الفقر الرهيب والنساء وهن يعشن آلام ومرارات التخلف والقوانين الظالمة ... على كل هؤلاء تكون مسئولية الاجتماع حول ميثاق للنهضة الوطنية وامام الشيوعيين كل الفرص للقيام بدور رائد ومتقدم وسيواصلون بذلك رسالتهم الانسانية فى تغيير المجتمع واقرار العدالة.
http://www.alayaam.net/week/wed/adwaa.htm ===== السودان لكل السودانيين
| |
|
|
|
|
|
|
|