|
النفط الافريقي للولايات المتحدة والامن الافريقي لاوروبا
|
واشنطن - د ب أ ثمة تدافع جديد بالمناكب نحو أفريقيا وتريد الولايات المتحدة تأمين القارة الشاسعة التي يسكنها 800 مليون نسمة ليس فقط من أجل بترولها ولكن أيضا لتكون بمثابة منطقة عازلة ضد أية تهديدات إرهابية لاوروبا في المستقبل. وحتى لا تترك واشنطن في ركن مهمل مثلما كان الحال في مؤتمر برلين في القرن التاسع عشر حين تقاسمت قوى أوروبية القارة السوداء فإن الجيش الامريكي برز على الساحة بقوة ببرامج خاصة جديدة من صنع يديه. فقد شكلت قيادة الجيش الامريكي في أوروبا ومقرها ألمانيا بالفعل ائتلافا لمكافحة الارهاب في شمال عفر. وطارد مؤخرا زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تتخذ من الجزائر مقرا لها وتخطف السياح عبر النيجر وداخل تشاد. وقد تمكن الزعيم الذي يعرف بأسمى سيفي عماري وعبد الرازق لي بارا من الهرب ولكن 43 من أتباعه قتلوا وأسر 18 آخرون. استخدم الجنرال تشارلز واد نائب قائد القوات الامريكية في أوروبا خلال ندوة أقيمت أمس في واشنطن تعبيرات جريئة في رسم خطط طموحه لافريقيا. وعلى الارجح ستؤدي الافكار التي طرحت في معهد أمريكان انتربرايز انستيوت وهو مؤسسة بحثية محافظة خاصة لدعم مناقشات خلال اجتماع يشمل أوروبا بأسرها يعقد في 22 أيار/مايو المقبل في لوكسمبورج ذلك حسبما ذكر والد. وسبب اندفاع واشنطن في هذا الاتجاه يعود إلى تزايد الاعتماد الامريكي على النفط القادم من غرب أفريقيا واحتياطات ساحل خليج غينيا التي تفي الان بنحو 15 في المائة من الاحتياجات الامريكية والتي من المتوقع أن ترتفع إلى 25 في المائة خلال العقد القادم. وفضلا عن الوفرة الواضحة في نفط الساحل فإن عمليات الشحن المباشرة عبر الاطلنطي تسمح للناقلات المتوجهة إلى الولايات المتحدة بتجنب الدخول في أماكن عنق الزجاجة المزدحمة والمعرضة للاخطار في منطقة الشرق الاوسط. ومع تزايد الاهتمام الامريكي بنفط أفريقيا تزايد اهتمام تنظيم القاعدة وغيره من المنظمات التي سعت لشن هجمات في مختلف أنحاء أفريقيا. وكان لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن قاعدة في السودان خلال التسعينات وحمل المسئولية عن الهجومين اللذين استهدفا السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا. ومن المعتقد أن إرهابيين مغاربة كانوا عماد تفجيرات السكك الحديدية في مدريد الشهر الماضي التي أودت بحياة نحو 200 شخص. ولان مضيق جبل طارق الضيق وحده هو الذي يفصل أوروبا عن سكان أفريقيا المتزايدين بكثرة فإن والد رسم صورة قاتمة إذا ما سمح لتهديدي الارهاب والايدز بالتطور دون مواجهة. وقال والد "إن أوروبا ملاذ آمن بكثير من الارهابيين. فهناك بمقدورهم أن ينموا وأن يجندوا عناصر جديدة وسيثير هذا قضايا عديدة. فهل سيكون (الافارقة) الذي سيبلغ عددهم 1.3 مليار نسمة بعد عشرين عاما نعمة أم نقمة لاوروبا؟". وألمح المشاركون في الندوة إلى أن أوروبا يمكنها وقف تداعي اقتصادها وعملية "التدمير الذاتي الطواعية - وهو التعبير الذي استخدمه ديفيد هيل من مؤسسة هيل اوفينورس ال ال سي لوصف انخفاض معدلات المواليد في أوروبا الغربية وتراجع أعداد السكان - من خلال توسيع تعاونها الاقتصادي والعسكري مع أفريقيا ومن خلال سياسات أكثر ليبرالية للهجرة. وقال والد في تعبير عن آراء تتردد كثيرا الان بين العسكريين الامريكيين "إن أوروبا الغربية لم تعد بحاجة إلينا. وعلى تلك المنطقة أن "تتقدم وتساعد الولايات المتحدة. لقد ظللنا نحمي اقتصاداتهم على مدى 50 عاما". كما توقع المشاركون في الندوة أن يدفع مستهلكو المواد الخام الافريقية أسعارا أعلى خلال العقود القادمة حيث تطلب اقتصادات الصين ودول آسيوية أخرى مزيدا من تلك الموارد من السوق المفتوحة. يقول ديفيد هيل أن الصين - على سبيل المثال - لديها بالفعل 000،4 جندي يتمركزون في السودان لحماية خط أنابيب بترول بناه عمالها وذلك حسبما ذكر ديفيد هيل. وأردف "إن هذا يشكل تطورا جيوبولتيكي عميق سيمنح الافارقة فرصة عظيمة للنمو". وتكهن هيل أيضا بأنه في ظل معدلات النمو غير المتوازنة حاليا فإن فرانكفورت ومدن أوروبية أخرى ستصبح مراكز حضرية "لمسنات" تعتني بهن نساء من أفريقيا السوداء والشرق الاوسط. وطالب والد بتبنى أسلوب متكامل لمواجهة مشاكل الايدز والتنمية الاقتصادية في أفريقيا فضلا عن الحاجة لاقامة تحالفات عسكرية إقليمية لتوفير مهام سريعة لحفظ السلام. وخلص واد إلى القول "إن أفريقيا بحاجة على نحو خاص لعاصمة ثقافية. وليس صحيحا أن الافارقة بلهاء ولكن يمكنهم الاستفادة من انجازاتنا الحضارية".
|
|
|
|
|
|