التحقيقات في الكارثة تتواصل وسط تضارب حول وجود مشاكل في الصيانة

بقلم محمد علي سعيد
الخرطوم - ا ف ب
يواصل المسؤولون السودانيون تحقيقهم حول الاسباب الكامنة وراء كارثة تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية السودانية اودت بحياة ركابها ال115 ولم ينج منها سوى طفل في الثالثة من العمر وسط تضارب في تصريحات المسؤولين حول
وجود مشاكل في صيانة الطائرات.
ويرقد الطفل، محمد ابو سبعة، حاليا في العناية المركزة في مستشفى الخرطوم بعد ان فقد ساقه اليمنى واصيب بحروق في العنق، طبقا لما صرح به المسؤولون الطبيون لوكالة فرانس برس.
وقتل في الحادث كافة ركاب وطاقم الطائرة ال115 واحترقت جثثهم الى درجة يصعب التعرف عليها عندما انفجرت الطائرة وهي من طراز بوينغ 737 واشتعلت فيها النيران فجر امس الثلاثاء قرب مدينة بور سودان على البحر الاحمر.
ونقل الطفل من مستشفى بور سودان الى جناح خاص في مستشفى للشرطة في العاصمة الخرطوم حيث تتحمل الحكومة كافة نفقات علاجه طبقا لصحيفة "الانباء" الرسمية.
ونقل الطفل جوا الى الخرطوم في وقت متاخر من امس الثلاثاء يرافقه النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان طه، طبقا للصحيفة.
وكان طه، يرافقه عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، تفقد بور سودان وجال في عدد من مناطق المدينة حيث قدم تعازيه لعائلات الضحايا.
كما زار طه مقر الدفاع الجوي وقدم تعازيه للموظفين هناك بوفاة قائدهم نور الهدى فضل الله.
وتحطمت الطائرة واشتعلت فيها النيران عند محاولتها الهبوط حيث اصطدمت بالارض على بعد 18 كيلومترا من مطار بور سودان، طبقا للمسؤولين.
ونفت شركة الطيران بشدة ان يكون الاهمال في عمليات الصيانة السبب في الحادث وشكلت لجنة للتحقيق في اسباب الكارثة.
كما نفى المدير العام لشركة الخطوط السودانية احمد اسماعيل زمراوي وجود نقص في قطع غيار الطائرات من طراز بوينغ 737 واكد انه لا يسمح بتحليق اي من طائرات الركاب دون وجود قطع الغيار اللازمة.
وقال زمراوي ان عمليات الصيانة المعتمدة لطائرات الخطوط السودانية ذات "مستوى رفيع للغاية"، موضحا انه يتم اجراء الفحوص للطائرات بشكل منتظم ودقيق. واكد ان الطائرة كانت في حالة جيدة ولم يكن هناك اي مؤشر على وجود خطأ في الصيانة.
واضاف ان الطائرة قامت برحلاتها المقررة "بطريقة مرضية" بما في ذلك رحلات الى السعودية ودول الخليج.
الا ان صحيفة "الانباء" الحكومية نقلت عن وزير الدولة المكلف شؤون الطيران المدني محمد حسن البهي قوله ان "قائد الطائرة عوض بلال ابلغ برج المراقبة بعد 10 دقائق من الاقلاع انه يواجه صعوبات في احد المحركات وانه يريد العودة من اجل اصلاحه".
واضاف الوزير "بعد تلقيه ردا ايجابيا، قام الربان بنصف استدارة محاولا الهبوط الا ان الطائرة تحطمت واندلعت فيها النيران".
وكان وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل اعلن امس الثلاثاء ان الحظر الاميركي المفروض على السودان مسؤول عن حادث الطائرة.
واكد الوزير خلال مؤتمر صحافي في مابوتو حيث تفتتح يوم الخميس قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، ان الطائرة المنكوبة لم تخضع لعمليات صيانة منذ "خمس او ست سنوات" بسبب عدم توافر قطاع الغيار.
الا ان وزارة الخارجية الاميركية صرحت في وقت متاخر امس الثلاثاء ان العقوبات الاميركية المفروضة على السودان لا تمنع تسليم قطع غيار للطائرات اذا ما قدم السودان طلبا بذلك.
وذكر مدير تنفيذي في شركات التامين اليوم الاربعاء ان ممثلا من شركات التامين العالمية سيصل الى السودان خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة.
وسيحقق ممثل التامين في سبب الحادث قبل تقييم التعويضات التي سيتم دفعها للخطوط السودانية وعائلات الضحايا.
وقال المدير العام لشركة شيكان للتامين، عثمان الهادي، للصحيفة ان "التامين على الطائرة كان ممتازا وترتيبات التامين كانت صحيحة".
واضاف الهادي ان شركة الخطوط السودانية المملوكة للحكومة اجرت ترتيبات "من الدرجة الاولى" مع شركات التامين العالمية.
وكان من بين ضحايا الطائرة ثمانية اجانب من بينهم ثلاثة هنود وصيني وبريطاني.
وذكرت وكالة الانباء السودانية الرسمية ان الرئيس عمر البشير تلقى التعازي من زعماء الدول الاجنبية من بينهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك وولي العهد السعودي عبدالله بن عبد العزيز.