دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان )
|
التعامل الإيجابي مع الإعاقة .. (تجربة إنسانية فريدة من عمان)
عرض لكتاب "مذاق الصبر" لمؤلفه : محمد عيد العريمي
المهندس محمد عيد العريمي من أبناء مدينة " صور" الساحلية بالمنطقة الشرقية من سلطنة عمان. تلقى دراسته الجامعية بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث نال شهادة البكالوريوس في الهندسة الصناعية؛ وعاد إلى وطنه ليلتحق بالعمل بشركة تنمية نفط عمان.
في عام 1981م ، وفي عنفوان الشباب - إذ كان عمره آنذاك 27 عاماً - تعرض لحادث سير أثناء توجهه إلى موقع عمله بحقول النفط بالصحراء العمانية ، وأسفر الحادث عن إصابته بشلل رباعي . وبما أن الإصابة أثرت على النخاع الشوكي ، كما شرح له الأطباء ، فقد أخلت بعمل الجهاز العصبي وأصبحت معظم أجزاء جسمه معزولة عن مركز النشاط الفعلي في الرأس، وبالتالي لا تستجيب لإرادة الدماغ.
وثق محمد عيد تجربته مع الإعاقة في كتابه الرائع " مذاق الصبر" ، وهي تجربة تمثل قمة الإيجابية في التعامل مع الإعاقة ؛ وترقى - في تقديري - لأن تضاف إلى شوامخ التجارب العالمية في هذا الميدان، مثل تجربة الكاتبة الأمريكية الشهيرة هيلين كيلر التي قهرت العجز المتمثل في فقدان البصر والسمع بالعزيمة والثقة بالنفس والإصرار والتحدي ، وتجربة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين التي صاغها بأسلوبه الفريد في سيرته الذاتية " الأيام ".
وفي إطار العلاقات الثقافية التي نجح النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط في تأسيسها مع أدباء عمان وشعرائها المبدعين من أمثال سعيد الصقلاوي، وعلي الحردان، وسعيدة بنت خاطر، كان أن قدم مؤلف " مذاق الصبر" المهندس والأديب المبدع محمد عيد، تجربته مع الإعاقة حية في محاضرة بالنادي السوداني، تركت انطباعات زاهية وباقية عن هذا الإنسان العماني الجميل، وعن نفسه العامرة بالتفاؤل والثقة والاعتزاز، وعن روح الدعابة العالية التي يتمتع بها.
هنا اذكر انه حري بنا نحن السودانيين في مهاجرنا المختلفة أن نقتفي أثر التقاليد التي أرساها نادي الجالية السودانية بمسقط ، بأن نحرص على تطوير علاقاتنا الثقافية والإنسانية مع المجتمعات التي نعيش وسطها ، وخاصة مع رموزها المشرقة من أمثال هؤلاء المبدعين.
روعة كتاب " مذاق الصبر " لا تكمن فقط في توثيقه لتجربة الإعاقة ، بل أيضاً في كونه تحفة أدبية رائعة ، ومكتوباً بلغة شاعرية وطلية وسلسة .. وهو "محمل بإبداع أدبي حقيقي .. كتبه مؤلفه بروح الفنان الخلاق " كما وصفه الأديب العماني محسن الكندي. ... فلنتأمل في عبارات هذه الفقرة التي كتبها محمد عيد تحية لمدينته "صور" لنلمس صدق ذلك الوصف:
" مدينة .. ضاجعت عشتروت أدونيس على ضفاف شاطئها فوهب البحر لها فينقاً رفع أشرعته على صوار نصبها فوق مدن العالم ومحيطاته، مدينة تعشق ركوب الأمواج والأسفار .. مدينة ينسل المد بين عروقها .. فيلقي زبده في زوايا جسدها العاري، وتكتفي أمواج الجزر والنورس بتقبيل شفاه أرضها ! مدينة .. تستقبل الصبح بوشاح أبيض يلف خاصرتها .. تلتهم الشمس على الريق بشراهة غامضة ثم تحتجب خلف أسوار عالية، وتنتشي ليلاً وترقص على وقع أقدام الحفاة من أهلها .. مدينة هي .. مذاقها كتباشير الرطب ورائحتها كالأرض بعد نزول المطر!"
وكأنما هناك صلة بين الإعاقة والإبداع .. فهل الإعاقة بما يصاحبها من معاناة وصفاء، وما تتيحه للنفس من شفافية وفرص للتأمل ، هي التي تطلق المقدرات الأدبية من أسارها وتمكن من توليد مثل هذه التعبيرات الساحرة؟ لعله كذلك .. ففي الحياة الأدبية السودانية نجد نماذج لذلك من خلال العطاء الأدبي الرفيع الذي واصله شاعرنا محمد عبد الحي في السنوات الأخيرة من عمره التي عانى فيها من الإعاقة، ومن خلال العطاء الثر لأديبنا عبد الله حامد الأمين ، رئيس الندوة الأدبية.
تناول محمد عيد مختلف الجوانب ذات الصلة بتجربته ، وسوف أعرض هنا مقتطفات من "مذاق الصبر" تعكس لنا مدى الإيجابية التي تعامل بها هذا الإنسان الجميل مع إعاقته الجسيمة.
الحادثة
" كان ذلك هو الأسبوع الأخير لي في ذلك المكان النائي من عمان قبل إجازتي السنوية والسفر لقضاء شهر العسل الذي طال انتظار زوجتي له ، لأعود للعمل في مقر الشركة الرئيسي بمسقط. وفي مكان ما على الطريق بين صور ومسقط، في وقت مبكر من الصباح حين تبدأ خيوط النور الانتشار رويداً إيذاناً بانبلاج فجر يوم جديد ، اتخذت حياتي منعطفاً آخر عندما اعترض جملان طريقي ..".
التصالح مع الإعاقة
" أن أصبح غير قادر على الحركة وممارسة حياتي الطبيعية نتيجة لإصابة في العمود الفقري ، فذلك أسوا ما حدث لي في حياتي ! فلقد أخلت الإعاقة بحياتي على كافة مستوياتها : الصحية، الاجتماعية، الزوجية، والوظيفية. وسواء قبلت وضعي الجديد كمعوق أو رفضته .. نسيته أو تجاهلته ، كان لا سبيل أمامي سوى أن أتصالح مع الإعاقة وأقبل شروطها وأتعايش مع تبعاتها مهما كانت قاسية ! وكان علي بناء حياة جديدة على أنقاض أخرى تحطمت ، وبناء أحلام أخرى في الحدود التي يفرضها وضعي الصحي الجديد."
نعمة العقل والسمع والبصر"
" جلت بنظري عبر النافذة فشدني منظر الجبال الراسية وأمواج البحر وهي تتهادى كمقطع شعر طلي والأشجار وهي تتمايل رواء أخضر اختلط حفيفها مع قهقهات أطفال في الخارج وثرثرة المارة وصوت مركبة تعبر الطريق فحمدت الله كثيراً على نعمة العقل والسمع والبصر ، فبهما يمكن ترجمة جمال الكون إلى إبداع يجعل حفيف الشجر لحناً وريقاً ، ومن تلاطم الأمواج لغة تحلق في فضاءات من المرح ، ومن شموخ الجبال الراسيات آية لترسيخ الإيمان في سويداء الفؤاد."
عدم الضعف أمام الألم
" كانت تستبد بي الكآبة ويضنيني الألم فأصرخ : يا إلهي إلى متى هذا الألم والمعاناة؟ ويطغى عليّ شعور حسن وأكاد أنفجر بالصراخ ، ولكني أتراجع متسائلاً " ما فائدة أن أبكي وأصرخ؟" فالغضب لن يجديني نفعاً وإنما سيزيد من إحساسي باليأس وسيضاعف معاناة من حولي ، فأقول لنفسي لن أضعف أمام الألم وسأقاومه، فإذا كانت الحادثة أصابت عضلات جسدي بالشلل فهي لم تبلغ خلايا دماغي ، فلا زلت أحتفظ بعقلي ولا يستطيع المرض إيقافه أو يحد من نشاطه، وأدعو الله أن يمدني بالقوة."
الصراع
" .. ويتعاظم في هذه الأوقات إحساسي بإعاقتي ويخيل لي أنني في صراع دائم مع الآلام التي تزكيها هذه الإعاقة .. صراع نتائجه مغايرة لكل أنواع الصراعات .. فانتصاري هو أن يستمر الصراع ! هي تريدني أن أرضخ ، أضعف ، أرفع الراية البيضاء ، استكين ، أبكي ، وأسأل " لماذا أنا ؟" لكنني أقام ، أرفض وأرفع مستوى الصراع والتحدي إلى مرتبة "النضال" . وهذا يتطلب أن أبقى قوياً وأكثر قدرة على المواجهة ، فإما أن أبقي الصراع قائماً أو أنكسر."
القدرة النفسية
" وأؤكد إلى نفسي بشكل أو آخر أن قوة الإنسان ليست في قوته البدنية ، وإنما في قدرته النفسية التي تتجلى في مواجهة الشدائد والتصدي للمصاعب مهما تكالبت عليه! "
" أنا حريص على أن لا أفتح للإعاقة ثقباً تبث منه السم في روحي مثلما قتلت به جسدي . ولولا هذا العناد لمزقت معاولها نفسي أشلاء! "
هواجس
" لكن هاجسي كان في غير موضعه ولم أحسن الظن فقد أخطأت كثيراً! إذ أثبتت فاطمة ( زوجته ) بحبها قدرة لا متناهية على فهم وضعي الجديد ، وأزالت ببساطة تعاملها ، حيال التغيير جبال الأوهام التي ترسبت في نفسي ، وبثت في روحي بدلاً منها بوارق مضيئة من الأمل فأخذت أرى الدنيا معها أكثر إشراقاً."
الثقة بالنفس
" وأؤكد هنا ، وفي ضوء تجربتي ، إن نظرة المعوق إلى نفسه هي من أهم العوامل التي تغير التفكير والسلوك السلبي تجاهه . فإن قدّم إعاقته للناس قبل أن يقدم نفسه ومهاراته ، فإن الآخرين سيعاملونه على ذلك الأساس . فأنا لا أقدم نفسي من خلال من أنا ، وليس ما هي إعاقتي ، وأنظر إلى نفسي بإيجابية قبل أن أطلب ذلك من الآخرين."
أثر الفكاهة
" من المؤكد أن الضحك ليس علاجاً لمواضع الإعاقة ، ولكنه دون شك يساعد على تجاوز الإحباطات . ومن تجربتي الطويلة مع الإعاقة اكتشفت أن مشاهدة فيلم فكاهي أو قراءة مقال فيه ما ينتزع الابتسامة أو الاستمتاع بجلسة مع صديق طيب الحديث لها تأثير إيجابي على صحتي البدنية والنفسية."
تناول محمد عيد في " مذاق الصبر " تجاربه مع العديد من الموضوعات المرتبطة بحياته كمعوق ، من بينها: الجلوس على الكرسي المتحرك - المعاشرة الزوجية - تحوله من مهندس إلى مترجم - استخدام السيارة الخاصة بالمعوقين - التبعات الصحية للإعاقة . وكان نهجه إزاء هذه التجارب الحياتية يتسم دائماً بالثقة والصراحة والإيجابية.
الجزء الثاني من كتاب " مذاق الصبر " بعنوان "الريحان والدخان" وهو حديث الذكريات .. وقد عبر محمد عيد عن دافعه لكتابة تلك الذكريات:
" تشكل ذكريات الماضي استراحة ألوذ إليها كلما انتهك الألم حاضري . حضور هذه الذكريات يكون في جله قوياً ، فيدفعني إلى أحضان زمن كانت تطغى عليه البراءة وتسوده راحة البال في محاولة ملتبسة لاستدعاء ما اختزنته ذاكرتي وما ذكره لي بعض أهلي."
في هذه الذكريات يستحضر محمد عيد بأسلوبه الأدبي الرفيع وعرضه المشوق:
" نزراً من روح بشر عشت بينهم ، ومعالم أماكن قضيت فيها سنوات من حياتي من خلال سيرة صبي عاش في تلك الأمكنة ومع أولئك الناس".
فكانت المحصلة رسماً بالكلمات وصوراً قلمية حية ونابضة لحياة بدأت:
" في قرية نائية صغيرة قابعة وسط بحار من الكثبان الرملية على التخوم الشرقية لصحراء الربع الخالي .. ... ثم (أمريكا أثناء سنوات الدراسة) بلد يختلف فيه أسلوب الحياة والثقافة والقيم ومجموعة النظم الاجتماعية عما نشأت عليه في وطني ، حيث يشغل تفكير سكانه حرب النجوم، السفن الفضائية ، وشرائح الحاسوب .. بلد يطغى على وقت فراغ سكانه البحث عن إجابة لسر مقتل بطل المسلسل التلفزيوني "دالاس" .. وبين المكانين ، الأول والأخير، مناطق أخرى ثرية بالتجارب والممارسات الحياتية ! "
أختم هذا العرض لكتاب " مذاق الصبر " بنقل جزء من التقديم الذي كتبه الدكتور/ محمد بن حفيظ الذهب :
" تجربة الصديق محمد عيد تجربة زاخرة بالمواقف الإنسانية .. التناقض فيها وارد، والحب فيها يملأ القلب عطراً، والتضحية تكتسب مكاناً متقدماً من تلك المواقف التي كتبها واختزلها في كتاب واحد كان بإمكانه أن يذهب بتفاصيل أحداثها إلى أبعد مما ذهب، وهي جديرة بأن تعرف لتشكل في النهاية سلسلة كتب من التجارب الإنسانية. وهو أيضاً اختزل مع هذه السيرة اختزالاً قسرياً آلاماً متعددة وصبراً طويلاً امتد لعقدين من الزمن ، فكان بخيلاً علينا بالتفاصيل وشاحّاً في بوحه إلا بالقليل من مكنونات ذاته. ولقد جاء جانب من ذلك القليل ليعبر عن كنز أدبي تظهره أحيانا كلمات وجمل أدبية هي أشبه بمقطوعات موسيقية أو شعرية ، كلمات تخرج من أعماقه ليس أمامنا خيار إلا أن نعشقها ونحبها كما نحبه هو لذاته."
إذا كانت المفارقة الكلاسيكية أن حولت إصابة العمود الفقري الممثل الأمريكي كرستوفر ريف من سيوبرمان إلى معوق ، فهي قد حولت محمد عيد العريمي من معوق إلى سيوبرمان!
عبد المنعم خليفة خوجلي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: الطيب شيقوق)
|
أخي الطيب
الرجل مهندس نفط أساسا حيث درس في الولايات المتحدة كما ذكر الأستاذ منعم. وقتها لم يكن لديه أي اهتمام يذكر بالكتابة الإبداعية. ولكن بعد الحادث وبعد أن انتقل إلى شعبة الترجمة منقولاً إليها من هندسة النفط بدأ يهتم بالكتابة..
نعم لقد استطاع أن يترجم معاناته وآلامه إلى إبداع ينفع به الناس ولعلهم يفقهون!!!
لك تحياتي
الزاكي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
الأخ الأستاذ الزاكي عبد الحميد
لك التحية والتقدير والشكر على هذه الإضافات والإضاءات حول تجربة زميلك وصديقك محمد عيد العريمي، والذي يرجع لك الفضل في تعريفنا به وتقديمه للنادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط . لقد سعدت بمعرفته التي أعتز بها، والتعرف على تجربته التي تمثل نموذجاً مثالياً للعزيمة والثقة بالنفس وتحدي الصعاب . جميل أن محمد عيد مواصل للكتابة والترجمات الأدبية - كما عرفنا منك - ويا حبذا لو قام هو بترجمة "مذاق الصبر" إلى اللغة الإنجليزية ، فهي تجربة جديرة بأن تنشر على نطاق عالمي واسع .
لك الشكر مجدداً أخي الزاكي
عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
Quote: لك الشكر على تجاوبك وتفاعلك مع تجربة محمد عيد هذا الأديب العماني الجميل الذي غير مفاهيمنا للإعاقة ! وهذه مناسبة لأن أذكرك يا أخ الطيب بمواصلة ما كنت قد بدأته من كتابة الذكريات الريفية القديمة، فهي فيها الكثير من المتعة لجيلنا، والكثير من الفائدة للأجيال الجديدة لو يعلمون . |
شكرا ليك يا دكتور ولكن كيف اقنع الرطاني ابا بكر بضرورة المواصلة في هذه الرواية التي سعى لوأدها في مهدها وهذا من نكد الدنيا علىّ يا دكتور .
لك عاطر التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote: ويا حبذا لو قام هو بترجمة "مذاق الصبر" إلى اللغة الإنجليزية ، فهي تجربة جديرة بأن تنشر على نطاق عالمي واسع . |
الأستاذ عبد المنعم:
بالفعل ترجمت إلى الأنجليزية وما أروعها من ترجمة.. سأوافيك بنسخة من الطبعة الإنجليزية يوم الأربعاء.. وأنا متأكد بأنها ستروق لك لأنك تترجم الأعمال الأدبية وتتذوقها..
لك تقديري
الزاكي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: الزاكى عبد الحميد)
|
الأخ الطيب شيقوق شكراً للمتابعة والاهتمام بل والإعجاب بهذه التجربة الإنسانية العظيمة.. أما صديقك اللدود أبوبكر فسوف نشد له الرحال ضاربين أكباد الإبل ( ومعي الأخوة الزاكي ومرتضى ) مقدمين له الوساطة والجودية لكي يخفف عنك قليلاً ويسمح لك بمواصلة كتابة السيرة الذاتية..مستندين على كل تراث الصلح في التاريخ (الحديبية والبقط) والمعافاة (المصالحة والحقيقة) !
أخي الأستاذ الزاكي
سعدت لما نقلته عن ترجمة مذاق الصبر للإنجليزية وأنتظر نسختي بشغف .
عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
هذه الأبيات الرائعة تحية من الشاعر العماني سالم بن سعيد العريمي للأديب محمد عيد العريمي مؤلف "مذاق الصبر" ، وكان الشاعر قد قرأها في النادي السوداني ليلة المحاضرة . عبد المنعم خليفة ******************************************************************************************
التشرنق بالصبر
وأسندت ظهرك للبوح وانسدل الوجد
رحت تسافر في غرفة من ضياء ترقرق في جانحيها الألم
تشرنقت بالصبر
يمتصك الوجع المستديم وأسلمك الآن للطهر
جئت ويقطر بين يراعتك المستهامة أري الكتابة
نحن اللذاذات منذ سنين الكبار نسينا مذاقاتها بالكتب
تراك منحت مذاقاً إلى الصبر أم أنه الصبر أهدى إليك المذاق
أم أنتما وهجان أنارا الصبابات في لحظة من عناق
أراه ارتضاك رفيقاً إلى البوح في زمن عز فيه الرفاق
هنيئاً لك الصبر لا بل هنيئاً إلى الصبر أنت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
الفاضل عبدالمنعم..
سلام وتحية..
أشكر لك مشاركتنا بتجربة الإنسان القوي محمد عيد العريمي لإستخلاص الكثير من العبر. ليس للذين يعانون أية إعاقة فحسب، وإنما للأسوياء أيضا.. وإدراك ما يمتلكونه ولكنهم لا يعون..
أتمنى ان يتوسع البوست ليشمل باقي الإعاقات.. فكثير من الأسر لا يعرفون كيف يتعاملون مع أبناء ذوي إحتياجات خاصة. أو مرضى كبار السن اصيبوا بكسور أو شلل..
لك التحايا ولصاحب التجربة المثل
رجاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: الطيب شيقوق)
|
الابنة رجاء .. لك التحية والتقدير شكرا على تجاوبك واقتراحك القيم بأن يتوسع البوست ليبحث حول موضوع الإعاقة بشكل عام . إن النظرة للإعاقة كقضية اجتماعية تمثل المدخل السليم لتناولها، وذلك لأن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة في حاجة لرعاية اجتماعية ومجتمعية ؛ إذ أن المساعدات المطلوبة لمساعدتهم أكبر من مقدراتهم ومقدرات أسرهم . ثانياً مساعدة هذه الفئة من فئات المجتمع لا ينبغي أن توكل للإحسان وأعمال الخير ، بل تأتي كواجب تؤديه الدولة والمجتمع نحوهم . ويا حبذا لو شارك بالرأي من هو على إلمام بموقف الرعاية الاجتماعية للمعوقين في السودان .
لقد عنيت منظمة الأمم المتحدة بقضايا المعوقين ، حيث أن حقوقهم وردت ضمن مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تقر بالكرامة والاعتبار والحقوق المتساوية للأسرة الإنسانية ؛ وفي إعلان حقوق المعوقين الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة ؛ وفي ميثاق حقوق الأشخاص المعوقين الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا ( مارس 2007م ) والمطروح حالياً لتوقيع الدول والمنظمات الإقليمية.
إن الأسرة كما نص إعلان حقوق المعوقين "هي وحدة المجتمع الطبيعية ومن حقها أن تجد حماية المجتمع والدولة ، وينبغي أن يجد الأفراد المعوقون وأسرهم الحماية الضرورية والمساعدة التي تمكن الأسر من المساهمة نحو الاعتبار الكامل والمتساوي لحقوق الأفراد الذين يعانون من الإعاقة .
وللأشخاص المعوقين الحق في العلاج الطبي والنفسي والوظيفي ، بما في ذلك الأجهزة التعويضية وإعادة التأهيل الطبي والاجتماعي، والتعليم،والتأهيل المهني، والعون، وتقديم النصح، وتوفير الخدمات التي من شأنها تطوير مقدراتهم ومهاراتهم للحد الأقصى، والإسراع بعمليات اندماجهم في المجتمع.
كذلك يقر ميثاق حقوق الأشخاص المعوقين بأهمية التعاون الدولي لتحسين الظروف المعيشية للأشخاص ذوي الإعاقات في جميع البلدان، وفي البلدان النامية بشكل خاص.
عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
الأخوة أبوبكر - الزاكي - الطيب
لكم الشكر على تعليقاتكم وتناولكم لتجربة بروفسير جريس . أذكر أنه في أثناء محاضرة المهندس محمد عيد أن تعرض لها الأستاذ صلاح دهب مطولاً .. وربما يكتب الأستاذ صلاح تعليقا جديدا آمل أن أنقله . يبدو لي أن مبادرتنا للصلح التاريخي بين المهندس أبو بكر ( ولا نقول الرطاني ) وبين الأستاذ الطيب ( ولا نقول العريريب) قد أتت أكلها ونجحت في تحقيق الوفاق المنشود، ويلاحظ ذلك من المخاطبات الودودة المستخدمة في التعليقات الأخيرة ! مافي حاجة مستحيلة !
عبد المنعم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
شكرا مولانا عبد المنعم وارجو من صلاح ان ياتي بما لديه عن عبدالسلام والذي يتحدي الاعاقه بعمل انساني وعزيمة لاتليين ___________ كسرة:
اما العرريب ودشيقوق المنتشي بحفلة الحت التي نظمها للجالية بمسقط الخميس الماضي فما زالت قصة "رحله عمر ومشوار سنين" معاقة بسبب ان ذاكرته لا تكاد ان تتجاوز مرحلة "الحت" في مدرسة الدندر في حفلات زيدان وبالتالي فهو ما زال مشغولا بحفلات الحت وامس افردت له بوستا خاصا برحلته ولم يتمكن من اضافة كلمة ...حتات وبس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: الطيب شيقوق)
|
الأخ المهندس أبوبكر لك أجزل الشكر على تزويدنا بهذه الصورة ، بل هذه اللوحة النابضة الحافلة بالكثير من المعاني والقيم السامية، والتي جمعت بين العالمين الجليلين بروفسور جريس وبروفسور أبو اللذين يواصلان عطاءهما الوافر في أرفع الميادين . فلنتأمل في ابتسامة بروفسور جريس لنلمس القدر العظيم من الصفاء والرضاء الداخلي والثقة التي يتمتع بها هذا الإنسان الرائع .. ولنتمعن ملياً كذلك في ابتسامة ابنته البارة والتي تنم عن حبها وهناءتها وسعادتها وفخرها بأبيها الرمز . كذلك دعنا نحدق ملياً في انحناءة بروفسير أبو لنستلهم منها كيف تكون الزمالة وكيف يكون الوفاء والعرفان .
عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التعامل الإيجابي مع الإعاقة ( تجربة إنسانية فريدة من عمان ) (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
Quote: اما ايها العرريب ودشيقوق فلا اعرف ما هي "اعاقتك" التي منعتك من قصتك رحلة عمر ومشوار سنين ... المشوار كلو اقل من عشرة كيلو من الدندر الي بيتكم وكداري وفي احسن الظروف بعربية التيمس بتاعة عمك المغرزة يعني ما معقول اربعين سنة عشان تكتب قصة العشر كيلومترات دييل وانت يادوبك كتبت 7 سطور ... ياجماعة يبدو ان الاعاقة الفكرية اصابت العرريب |
بعد تغفل منى شوية تلقاني سويت البدع - انشاء الله يودوك مامورية لبلاد الواغ واغ وتكون مافيها شبكة انترنت - لكن ما اظن انتو اولاد البندر بيكون عندكم اجهزة تلتقط من الاقمار مباشرة والله دى شبكة .
| |
|
|
|
|
|
|
|