الحاج ورّاق في مساءلة مشروع

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة انتهاكات شرطة النظام العام السودانية
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-23-2005, 01:12 PM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج ورّاق في مساءلة مشروع

    مساءلة مشروع!

    الحاج وراق

    كوّنت رئاسة الجمهورية لجنة للتحقيق في احداث الاثنين، برئاسة وزير الدفاع، وعضوية قادة الاجهزة الامنية، فهي اذاً لجنة عسكرية امنية، ولجنة انقاذية بامتياز! فالانقاذ كنظام عسكري امني، يتبني ايديولوجية حربية - ايديولوجية الاخوان المسلمين - يري العالم كدفتر احوال امني!
    ولكن احداث الاثنين، ورغم بعدها الامني، والذي يستحق العناية، بما تكشف عن بؤس الاداء المهني للاجهزة الامنية في الولاية، رغم ان البلاد تدفع دم قلبها عليها، مما يوجب ضرورة التقصي والمساءلة، الا ان البعد الامني انما يعبر عن ظاهر الازمة وتتويجها الختامي، فالازمة في جوهرها ازمة اجتماعية اتخذت شكل اصطدامات عرقية، ومن يريد النفاذ الي حقائق الوقائع الاجتماعية فعليه الا يكتفي بالمظاهر، وذلك لان الحقائق عادة ما تتجاوز المظاهر، ولو لم يكن كذلك لكانت الحقائق ملقاة علي قارعة الطريق يلتقطها كل من هب ودب، دون جهد، ودون مكابدة، ولكانت بالتالي العلوم نافدة وبلا معني! .. ولان الحقائق التي تتطلب الفحص والغوص تختلف عن المظاهر التي تلتقطها كل عين، فإن الغافل وحده من ظن الاشياء هي الاشياء!
    * احداث بحجم احداث الاثنين كانت تحتاج الي لجنة شاملة، فيها العسكريين وبها علماء الاقتصاد والاجتماع وعلماء النفس الاجتماعي، والسياسيين والنشطاء، ولسبب واضح، فان اللجنة العسكرية الامنية المشكلة هذه لا تستطيع التأمل في حقائق من قبيل ان بولاية الخرطوم - وحسب الاحصاءات الرسمية - 35 ألف مشرد! 35 الف بلا مأوي، وبلا أسرة، وبلا مصدر دخل ثابت! بما يعني ان حزب المشردين (الشماشة) هو الحزب الاكبر في ولاية الخرطوم!
    وهل تري نتحاجج في من هو الراعي الروحي لمثل هذا الحزب؟ اليس هو عبدالرحيم حمدي مصمم سياسات الانقاذ المتوحشة، الذي اشترعها في فبراير 92، وما تزال الانقاذ تصر عليها ايا كانت آثارها ونتائجها؟!
    * وهل تستطيع مثل هذه اللجنة التأمل في حقيقة انه - وبحسب الاحصاءات الرسمية - يدخل الحراسات سنويا اكثر من 400 الف مواطن سوداني؟! وهل هناك تعبير عن الازمة الاجتماعية في البلاد اكثر من هذا الرقم المخيف؟!
    وهل تستطيع لجنة عسكرية امنية التقصي في حقيقة انه يُوجد بالعاصمة مايزيد عن 500 الف نازح يعيشون في ظروف اقل مايمكن وصفها انها ظروف غيرانسانية؟!.. هذا اضافة الي ملايين الفقراء والعاطلين عن العمل والعاملين في الإقتصاد غير النظامي!
    واذا افترضنا بان عشرة في المائة فقط من الفقراء والعاطلين عن العمل في العاصمة، اوعشرة في المائة من النازحين، او عشرة في المائة فقط من مترددي الحراسات، علي استعداد في لحظات الفراغ او الانفلات الامني، ان تهجم علي ارواح وممتلكات الآخرين فان الحصيلة الاجمالية ما لايقل عن 300 الف عنصر! وهؤلاء اكثر من عدد عناصر الجيش والشرطة والامن مجتمعة في العاصمة القومية! وهكذا فإن الازمة في البلاد، وفي العاصمة، اكبر وأعقد كثيرا من تركها لضباط في القوات النظامية!!
    * احداث الاثنين تعبير عن ازمة اجتماعية شاملة وعميقة، وتشكيل لجنة عسكرية امنية للتحقيق فيها إنما يشكل مظهرا للازمة، وسببا اساسيا من اسبابها!
    فالازمة في جوهرها انما أزمة التغاضي عن الاولويات الاجتماعية لصالح الاجندة والاولويات العسكرية والأمنية!
    واللجنة المشكّلة لجنة إنقاذية بامتياز لأن الانقاذ انما تقوم علي تجاهل الاعتبارات الاجتماعية لصالح الأجندة الامنية!
    ولذا فالأزمة في عمقها انما ازمة المشروع الحضاري، ازمة منطلقاته الفكرية الاساسية، ازمة شعاره التهريجي : (شريعة شريعة ولا نموت، الاسلام قبل القوت)!! ودع عنك ان مثل هذا الشعار يصاح به في بلاد متعددة الاديان، ولكن من حيث المبدأ، وبمنطلقات الاسلام نفسه، فان الاسلام الحق - اسلام الرحمة - لم يأتي ليتناقض وتوفير القوت! بل ربط عبادة الله نفسها بالاطعام من الجوع والأمن من الخوف! والاسلام الحق يقدم الحفاظ علي حياة الانسان كأولوية علي الحفاظ علي حرمات الدين ونواهيه، بل ويقدمها علي شهادة التوحيد نفسها!
    ولذا فالاسلام الذي يصاح به انما للتغطية، التغطية على مصالح القلة المترفة، التي لا تأبه لاهمية (القوت)، ولانها تعرف بان (النبوت) وحده لايكفي لقمع الجائعين، فانها ابتكرت سلاح (البهموت) للخداع والتضليل!
    * ان الجدير بالمساءلة في احداث الاثنين ايديولوجية الاخوان المسلمين، الايديولوجية التي لا تري سوى العقيدة، فترد اليها اسباب كل الصراعات الاجتماعية والسياسية، وبذلك فانها لا تسعف احداً في التحليل، بما في ذلك تحليل الصراعات التي عصفت بوحدة المسلمين في صدر الإسلام، رغم انهم كانوا ممن لا يشك في عقائدهم الدينية!.
    ولانها ايديولوجية لا ترى سوى العقيدة، فانها لا ترى ما يجمع البشر وان فرقتهم العقائد! فالبشر - وبحكم انسانيتهم - فانهم جميعا يطمحون الى الكرامة، والى الحرية، والى المياه النظيفة، والمسكن اللائق، والى التعليم، والى الرعاية الصحية!... وحين ينصب البشر حكومات فوق رؤوسهم فانهم لا ينصبونها للتفتيش في ضمائرهم عن سلامة عقائدهم، وانما ينصبونها للبحث عن شروط عيشهم الانساني اللائق.. وهذا ما لا يفهمه الاخوان المسلمون، الذين يهتمون بالنظام العام اكثر من اهتمامهم بالرفاه العام! والذين بدعوى حرية السوق لا يحددون اسعار السلع الاساسية ولكنهم يحددون اطوال فساتين التلميذات!.
    * والمتهم الاساسي ايديولوجية الاخوان المسلمين لانها اذ ترى في الصراعات السياسية صراعات عقائد، فانها ، وبالضرورة، تسعى الى افناء الآخر او اخضاعه اخضاعاً كلياً ، وبذلك يقضي شعارهم التهريجي: « فليعد للدين مجده او ترق كل الدماء»! وهكذا جاءت الإنقاذ في مشروعها الأصلي والابتدائي، والآن اذا سلمت بوجود الآخر، فليس ذلك لانها تجاوزت منطلقاتها الفكرية الاساسية، وانما لانها عجزت عن استئصال الآخرين بالعنف، وتود لو يتم اخضاعهم بالخداع والرشاوي والاحتواء والاستقطاب!.
    ومابين مشروعهم الابتدائي وتسليمهم المخادع الحالي، فان النتيجة واضحة : حطمت الانقاذ المجتمع المدني، ولأن المجتمع لا يعرف الفراغ فقد تقدمت للتعبير عن المطالب، الاعراق والقبائل والجهات والغوغاء التي لم تفلح الانقاذ في تحطيمها!
    واحداث الاثنين من فعل الغوغاء، وهم رغم كونهم من المستضعفين، الا انهم وبسب تخلفهم السياسي والتنظيمي، فانه يصدق عليهم حكم ماركس عن البروليتاريا الرثة، والقاضي بانها بتحركاتها الجاهلة والبليدة تخدم القوي الاكثر تطرفا ولا تخدم قوي التغيير! وكذلك كانت احداث الاثنين، فرغم هزها للنظام، الا انها اضارت المواطنين الابرياء اكثر، وساعدت الطيب مصطفى بصورة ووفرت عليه خمسين عاماً من الدعاية المسمومة!
    ولكن يبقي السؤال الأساسي: لماذا هذا العدد الكبير من المشردين والغوغاء؟ ولماذا لا تجد البلاد سوى الغوغاء للتعبير عن مطالبها وآمالها واحزانها ومواقفها؟! مرة اخرى ان مثل هذه الاسئلة لتؤكد بان الازمة اعقد كثيراً من طاقة لجنة جنرالات!
    * إن للطيب مصطفى ومنبره العنصري الجاهلي حقيقة واحدة، اتفق معه فيها، وهي ان ايديولوجية الاخوان المسلمين لا تسع السودان الكبير المتعدد، ولذا فلا يمكن الحفاظ على وحدته وعلى ايديولوجية الاخوان المسلمين في ذات الآن!
    وإذ ابدى المؤتمر الوطني استعداده لطرد جنجويده من صفوف الحزب، الا انه لم يبد استعداداً مماثلاً لطرد الاشباح الساكنة فيه والتي تعيد انتاج الجنجويد مرة تلو الأخرى! المؤتمر الوطني لم يبد استعداداً لاستخلاص الدرس الاساس: السودان اكبر من منظورات الاخوان المسلمين!
    ومثل هذه الدروس والقضايا لا يمكن بحثها في إطار لجنة عسكرية امنية، ان مكانها المناسب مؤتمر الحوار الجامع لأهل السودان، فهل أنتم مؤهلون لذلك؟!.


    المصدر : www.sudaneseonline.com
                  

09-02-2005, 00:39 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج ورّاق في مساءلة مشروع (Re: مكي النور)

    مسارب الضي

    لا يتعلمون!!

    الحاج وراق

    كان متاحاً للإنقاذ أن توافق على حق تقرير المصير منذ مبادرة كارتر في أوائل التسعينات، أو في محادثات أبوجا ونيروبي، منتصف التسعينات، ولكنها كابرت ورفضت، ثم اضطرت لاحقاً للموافقة عليه، بعد خراب واسع وآلاف الضحايا، من بينهم آلاف الاسلاميين!!
    * وكان متاحاً للإنقاذ أن تصرف قليلاً من الموارد على دارفور، على مياه الشرب، وعلى تخديم الشباب، وعلى توفير الأعلاف للمواشي، ولكنها ظلت تتجاهل وتعاند، رغم تكرار الاصطدامات، القبلية، ورغم قرع اجراس النذارة المستمر من الصحافيين والكتاب والسياسيين، إلى أن انفجرت الاوضاع لتقع واحدة من أكبر المآسي الانسانية في التاريخ المعاصر، فقدت بها البلاد آلاف الارواح، واسلمت الملايين من اهالي دارفور الى معسكرات النزوح واللجوء، ولتضطر الانقاذ لاحقاً لصرف ملايين الدولارات على استعادة الأمن وحده في الاقليم!.
    * وكان متاحاً للإنقاذ، ومنذ التوقيع على نيفاشا، ان تعمم الفيدرالية الحقيقية على الاقاليم الشمالية، خصوصاً الغرب والشرق، ولكنها ظلت تتلكأ وتتمحك الى ان انفجرت الاوضاع في شرق السودان!
    * وكان متاحاً للانقاذ، منذ لقاء جنيف، واتفاق نداء الوطن، ان تتراضى مع القوى السياسية المعارضة على مطالب التحول الديمقراطي، وحينها كانت ستقبض لقاء ما تقدم، أقله أن تعالج قضايا القوميات المهمشة وهي مستندة على غطاء واسع من القوى السياسية، وفي ذلك خلاف فائدته للانقاذ كسلطة حاكمة، فائدة للبلاد، حيث يكبح من شطط الحركات الاقليمية، وبالتالي يؤمن وحدة البلاد! ولكن الانقاذ، ولحساباتها التاكتيكية الضيقة، ظلت تناور وتتلاعب، بل وتقسم القوى السياسية التي تتفاوض معها، الى ان جاء أوان الاستحقاق، فاضطرت الى قبول التسويات مع الحركات الاقليمية بغطاء اقليمي ودولي، وستضطر قريباً الى تلبية مطلوبات التحول الديمقراطي «مجانا» و«مكرهة لا بطلة»!!
    * وقد تجلى ذات نهج الانقاذ ضيق الافق فيما يتعلق بالاوضاع الاجتماعية في العاصمة القومية:
    - ظل الكتاب والصحافيون يحذرون من مغبة تفاقم الازمة الاجتماعية في العاصمة، ومن مخاطر ان الفقر له متضمنات عرقية وقبلية مما يشير الى احتمال اتخاذ التوترات الاجتماعية طابعاً عرقياً!
    وقد كتبت شخصياً عشرات المقالات في هذا المنحى!
    - وفي التنوير الشهير عقب التوقيع على اتفاقات نيفاشا، والذي قدمه النائب الاول ـ حينها ـ الاستاذ علي عثمان، وتم بثه حياً في التلفزيون القومي ذكرت عدة اولويات، من بينها الاوضاع في الخرطوم، وقلت بأن أي اضطراب في العاصمة سيؤدي الى تهديد الاتفاقية، ونبهت الى ان والي الخرطوم له حساسية «استثمارية» ولكن ليس لديه لا حساسية اجتماعية ولا حساسية أمنية!.
    - وعقب تصفية السوق الشعبي وافتتاح الميناء البري وما نجم عنه من تشريد لآلاف العاملين والباعة، حذرت من العقلية التي يصدر عنها والي الخرطوم -عقلية الاستخفاف والاستهانة بالاولويات الاجتماعية- وكررت بان هذه العقلية ستؤدي حتماً الى انفجارات اجتماعية!
    * وقبل خمسة أشهر من احداث سوبا نشرت رسالة من مواطني المنطقة تتحدث عن شكايتهم، وعقبت عليها بان اوجب واجبات الولاية الاهتمام بالاسكان الشعبي، وحذرت بأن تجاهل هذه الاولوية سيقود الى الانفجار!
    - وحين حدثت احتكاكات محدودة في بحري بعد عيد الأضحى بين شماليين وجنوبيين حذرت في مقالين متتابعين من هذه النذر، واقترحت على والى الخرطوم ان يغادر ذهنيته القديمة الى الاهتمام بالاولويات الاجتماعية، وابرزت خصوصاً اهمية ادماج او تأطير العاملين في الاقتصاد غير النظامي في الاقتصاد المنظم عبر تسهيلات وانشاء أسواق خاصة، كما نبهت الى أهمية العناية بالاسكان الشعبي، كحل لمشكلة سكن الفقراء والنازحين، من جانب، ومن الجانب الآخر كآلية أساسية لتمدين وتنظيم المجموعات الهامشية!
    * وحين قدم الى الخرطوم وفد الحركة الشعبية لمفوضية الدستور، نظم الصحافي الأستاذ/ ضياء الدين بلال عشاء في منزله، حضره من الحركة الشعبية الأستاذان/ ياسر عرمان ومحمد يوسف أحمد المصطفى، وكذلك الكثير من الكتاب والصحافيين، من بينهم عدد من الاسلاميين والانقاذيين.

    وقد ذكرت في ذلك اللقاء بأن الخرطوم، مثلها مثل دارفور، قابلة للانفجار، ونبهت الى ضرورة تنزيل اتفاقات السلام على الفقراء - في موائدهم، واسكانهم، وصحتهم وتعليمهم!
    وللمفارقة فقد سخر الاسلاميون والانقاذيون من توقعاتي بالانفجار في الخرطوم!! فعقبت عليهم بأن ذات سخريتهم الحالية سبق وواجهوا بها حديثي الشبيه عن دارفور، فماذا كانت النتيجة؟!!
    - وفي تعليقي المنشور في هذه المساحة عن استقبال الساحة الخضراء للدكتور قرنق، نبهت الى ان الاحتكاكات التي صاحبت الاستقبال تؤشر الى ان الجماهير الراغبة في التغيير، خصوصاً المهمشين، لن تصبر كثيراً اذا لم تتنزل عليهم عائدات السلام!
    * ومع كل هذا وغيره انتظر والي الخرطوم الى ان انفجرت الاوضاع!
    والآن فإن غاية جهده في معالجة الازمة تنظيم «الكشات» سيئة الذكر، واستعراض القوات النظامية في الشوارع! كأنما ستحل الازمة بمثل هذه الاستفزازات!!
    ولو انه امتلك أدنى حس اجتماعي، أو قل أدنى قدر من المنطق، لفهم بأن الاقتصاد غير النظامي يوفر فرص عمل عجزت الولاية والدولة الاتحادية عن توفيرها، ولذا فأقله أن يدعم ويؤطر بدلاً من ان تنظم ضده «الكشات»!!
    ولكنها الانقاذ، مثلها مثل كل النظم الشمولية ذات الطبيعة العسكرية الامنية، لا تُقْدِم على الاصلاحات إلا تحت الضغوط، وبعد العيد!
    وحتى حين تقدم عليها فإنها تُجهضها بالالتواء والتجزئة وفساد التطبيق!!
    ولكننا، ملزمون، حرصاً على البلاد، الى تكرار البداهات:
    ان الانفجارات إنما هي الاصلاحات التي تأخرت عن ميعادها!!
    * وعلى كل، ومهما كان استعلاء الانقاذ واستكبارها الذي يهدد باحراق البلاد، إلا ان في المجتمع السوداني من يسمع ويقرأ، ويفهم ويقدر، وهذا ما يعطي الكاتب معني لكتاباته.
    ومن هذه الاشارات المسعدة ما كتبته صحيفة (الأضواء) الغراء بتاريخ 13/8 بقلم محررها السياسي الاستاذ/ عبد الحميد عوض بعنوان: (الحاج وراق: إني أرى شجراً يسير).
    فقد ورد فيه:
    «.. الحاج وراق يكتب منذ فترة طويلة محذراً من احتقان عرقي كبير في العاصمة القومية ويطالب الجميع بالانتباه.
    ... ووراق يضع الملح على الجراح حينما يحدد أن حالة الاحتقان تلك بحاجة الى ترياق اجتماعي واقتصادي...».
    * شكراً للأضواء الغراء وللأستاذ/ عبد الحميد!
    وعذراً لهم، فإن الانقاذ لا تتعلم، وهل من دليل أبلغ على قدرتها على التعلم من أن أهل المؤتمر الوطني وبالأغلبية الساحقة قد رشحوا المتعافي لولاية جديدة!
    والاشارة واضحة، ليس من معايير سوى الاستكبار لتقييم أداء الولاة! والإشارة الثانية: لا تحلموا بمعافاة أوضاع الولاية الاجتماعية!!


    www.sudaneseonline.com
                  

09-09-2005, 00:37 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج ورّاق في مساءلة مشروع (Re: مكي النور)

    مسارب الضي
    نماذج أخرى من الإشراقات الإنسانية

    الحاج وراق




    عقب نشري لعمودي «إشراقات في أوقات العتمة» بتاريخ 27 اغسطس،انهالت علي رسائل كثيرة تحكي عن تجارب شماليين وجنوبيين، تجاوزوا نفسية القطيع البدائية في يومي الاثنين والثلاثاء الداميين، وارجو ان تتواصل هذه الرسائل، واتعهد بنشرها ايا كان عددها، وذلك لانها تحكي عن اناس اقل ما يوصفوا به انهم ابطال جديرون بالتنويه والتكريم.
    ومن الرسائل الواردة أنشر هذه النماذج.
    * واولها رسالة من الاستاذ/ محمد بكري حاج مصطفى ويحكي فيها عن تجربته الشخصية، وهي اضافة الى انسانيتها المفعمة، تعبر عن شجاعة استثنائية، فاترككم معها وعلى لسان صاحبها نفسه:
    «.. اخي في المنطقة الممتدة شمال الكدرو تجسدت معاني عميقة للرغبة في التعايش والسلم الاجتماعي بين ابناء البلاد. وبالرغم من ان المنطقة شهدت احداثا مؤسفة، الا انه، وبعون الله، تم احتواؤها كمحطة اخيرة للمناوشات بين الفريقين.
    تجمهر اهالي المنطقة من ام القرى بشقيها شمال وجنوب ومن عموم اهالي منطقة الكدرو كرد فعل للاحداث، وقاموا بحصار جموع الجنوبيين في اقصى شمال الكدرو. وكان الكل يهتف ويتوعد.. حينها خيم الحزن على نفسي وانا ارى احلامي بوطن يجمعنا في حب واخاء تتهاوى امام ناظري. ومرت بخاطري كل اللوحات التي رسمتها وانا اعبر فيها «لا للحرب.. لا للحرب..» لم استطع ان اقف مكتوف الايدي او مكتوم اللسان. بدأت اطلب من الجميع التوقف وعدم الاعتداء.. وبمعرفتي لاهالي الكدرو وام القرى والمناطق المجاورة، نجحت بتوفيق من الله ان اقنع الجميع بأن يمنحوني فرصة حتى اذهب الى الاخوة الجنوبيين واتوصل معهم لاتفاق بشرط الا يشرعوا في اتخاذ اي قرار حتى اخبرهم بنتائج مقابلتي.
    وبتوفيق من الله استطعت ان اقترب من جموع الاخوة الجنوبيين تحت وابل من الحجارة، ورأيت في وسطهم ـ والشهادة لله ـ سلطانهم وهو يبذل جهدا خارقا للحد من تفلتاتهم وتهدئة خواطرهم.. لم ابالِ وانا ارى جموعا منهم تهب نحوي بالحجارة. رفعت يدي اشير بها الى سلطانهم، وبقدر الامكان اتحاشى ذلك الكم الهائل من الحجارة المنهالة نحوي. وعندما رأى السلطان اشارتي له لم يتوانَ للحظة برفع يده نحوي علامة الايجاب، وبذل جهدا اضافيا في تهدئة اهله لعدم التعرض لي، ثم اتجه نحوي ومعه ثلاثة من اخوته.. فاجتمعنا وتباحثنا وسط الجموع واتفقنا على تهدئة الاطراف المختلفة وكبح جماح الغضب في نفوس الجميع .. في هذه اللحظة برزت جماعة من الاخوة الجنوبيين تريد مهاجمتي، فكانت امتحانا عسيرا لي وللسلطان، وطلبت منه ان يتلقى هذه المجموعة والا لن يحدث خير للجميع، فاندفع الرجل نحوهم ونجح في ايقافهم على بعد خطوات مني.
    وفي هذا الوقت كانت بعض الحجارة ما تزال تقذف نحوي، ولكنني كنت وبكل هدوء اسيطر على حركتي واتفادى الحجارة.
    ولكن المهم، انه وبعد ايقاف اندفاع تلك المجموعة، استطاع السلطان السيطرة على جموع اهله، فرجعت الى جموع اهالي المنطقة وطلبت منهم العودة الى ديارهم، على ان تقوم مراكز للمراقبة والانذار.. واتفقت مع قادة الاهالي بعدم السماح لاي احد بالاعتداء، تماما كما وعد السلطان بعدم السماح لاي شخص بالاعتداء. ثم هدأت النفوس وتفرقت الجموع، وعدت ادراجي وفي خاطري، انه وبرغم ليل الحزن الدامع على ارض بلادي، الا ان ضوء الامل لم ولن ينطفيء.
    ومن ذلك اليوم وحتى الآن لم تشهد منطقتنا اية تجاوزات..»
    * بوركت ايها البطل محمد بكري، واؤكد لك بأنه ما دام في البلاد امثالك فإن فيض الامل لن يغيض!
    * ورسالة اخرى من الاستاذ/ محمود بخيت محمد حسين وتحكي عن امرأة جنوبية تدعى «دودو» انقذت اسرة شمالية كاملة من الموت المحقق في جوبا:
    «.. يعمل اخي ـ فضل الله بخيت ـ تاجرا في جوبا، حيث يسكن هو وزوجته واطفاله الخمسة في حي نمرة 3 جوار موقف ياي، وكانت العلاقة بينهم وبين جيرانهم من الجنوبيين يسودها الحب والوئام، يتشاركون في الافراح والاتراح، وعندما بدأت احداث الاثنين الدامية كان اخي مع اسرته في المنزل ومعه اثنان من ابناء عمه.. بدأت النيران تشتعل في متاجرهم المجاورة للمنزل ففكروا في طريقة ينجون بها ومن معهم من النساء والاطفال!
    ولما كانت دودو جارتهم يفصل بين منزلها ومنزلهم حوش من البوص، جاءت دودو اليهم وقامت بعمل فتحة في الحوش، وادخلت جيرانها ومن معهم الى بيتها، بل وادخلتهم الى غرفتها الخاصة واغلقتها عليهم. وبعد دقائق من تلك العملية دخلت مجموعة من المعتدين يحملون سواطير وحراب ونشابات ودخلوا الى منزل اخي ليقضوا عليه واسرته، ولكنهم فوجئوا بالمنزل فارغا، فدخلوا الى منزل دودو وسألوها عن جيرانها اين يختبئون، فأجابتهم بأنهم ذهبوا الى القيادة واحتموا بالجيش.
    وبعد ان هدأت النيران اتصل اخي بضابط في القيادة يعرفه فجاء اليهم ومعه مجموعة من الجنود واخذوهم الى القيادة، وقد ظلت جارتهم دودو على اتصال بهم طوال اقامتهم هناك، تسأل عن اخبارهم، وتطمئن عليهم الى حين ترحيلهم للخرطوم..
    وتخيل معي يا استاذ لولا عناية الله وتدخل هذه المرأة النموذج دودو ماذا كان سيحدث لهذه الاسرة؟»
    * وتواصل رسالة الاستاذ/ محمود بخيت «... واحكي لك مشهدا بطوليا آخر شاهدته بعيني يوم الاحداث وكنت حينها مع ابناء عمي وهم اصحاب بقالة في الفتيحاب الحارة 14، وكان قد سبق وحرق بعض الجناة الكثير من البقالات في المنطقة، فلما اقتربوا من بقالة ابناء عمي وجدوا مجموعة من الجيران متجمهرين امام البقالة ـ جنوبيون وشماليون، نساء ورجال، وقد وقفوا امام البقالة حماية لها كي لا تحرق. بل وتقدمت امرأة جنوبية وخاطبت المعتدين واقنعتهم بأن هذه البقالة بقالتها ونصحتهم بالا يعتدوا على المواطنين المتجمهرين امام البقالة. واستمر هذا المشهد الوحدوي الجميل بتكوين مجموعة من شباب الحي شماليين وجنوبيين لحماية الحي من المعتدين. وحقيقة كان موقفا رائعا يعبر عن فهم ووعي هؤلاء الشباب وروح التسامح والتعايش والمحبة بينهم.
    والامثلة كثيرة لهؤلاء الابطال والواجب تكريمهم كرموز للوحدة والسلام وكقدوة للآخرين..»
    * ورسالة من الاستاذ/ عبد اللطيف نور الدائم من مدينة رفاعة يسرد فيها نماذج للتعايش بين الجنوبيين وبين اهالي المنطقة:
    «... منذ اندلاع الحرب في الجنوب انتقل طلاب مدرسة رمبيك الثانوية وطلاب جنوبيون آخرون للدراسة بمدرسة لطفي واحمد علي جابر برفاعة، وحين استقبالهم قال لهم المغفور له باذن الله الشيخ التنقاري: «ان لم تسعكم الداخليات ففي منازلنا متسع». فاستقر الآلاف من الطلاب والطالبات والمعلمين برفاعة وتعايشوا وانصهروا تماما في مجتمعها.. بل ان هؤلاء الشباب وفي هذه السن وتلك الظروف لم تسجل لهم مضابط الشرطة لا جناية ولا جنحة واحدة طوال هذه السنوات.
    ومن بين معلمي مدرسة لطفي استاذ جنوبي: قرنق أليو جاوره احد ابناء رفاعة لمدة ثلاثة عشر عاما وفي احد مواسم الامطار انهار الجدار بينهما، فاقسم الجاران انهما لا يريان داعيا لاعادة بنائه من جديد!
    ونماذج اخرى كالدكتور بنجامين مليك اخصائي الجراحة بمستشفى رفاعة الذي رغم انتقاله من المستشفى ظل يجري اسبوعيا عشرات العمليات متطوعا لحين وصول بديله!
    واستاذ الفيزياء ايزاك لا يتقاضى اجرا عن الدروس الخصوصية لابناء وبنات المدينة، بل ويقبل مجانا من يطرد من المدارس الاخرى بسبب عدم دفع المصروفات.
    وفي المقابل يبادل اهالي رفاعة ضيوفهم واخوتهم وفاء بوفاء، فحتى الآن تتأخر ميزانية الداخليات وتبلغ مديونية المدرسة مئات الملايين ولكن لا يتوقف احد عن مد المدرسة باحتياجاتها من الطعام..»
    * شكرا للاخوة الذين كتبوا، واكرر الرجاء للآخرين بأن يكتبوا عن التجارب الشبيهة، تجارب «ازاحة الجدران» ومد الجسور بين ابناء الوطن الواحد!


    __________________________________________________
                  

08-04-2010, 04:56 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج ورّاق في مساءلة مشروع (Re: مكي النور)
                  

08-04-2010, 05:28 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج ورّاق في مساءلة مشروع (Re: بكرى ابوبكر)

    Quote: ، وبذلك يقضي شعارهم التهريجي: « فليعد للدين مجده او ترق كل الدماء»! وهكذا جاءت الإنقاذ في مشروعها الأصلي والابتدائي، والآن اذا سلمت بوجود الآخر، فليس ذلك لانها تجاوزت منطلقاتها الفكرية الاساسية، وانما لانها عجزت عن استئصال الآخرين بالعنف، وتود لو يتم اخضاعهم بالخداع والرشاوي والاحتواء والاستقطاب!.ومابين مشروعهم الابتدائي وتسليمهم المخادع الحالي، فان النتيجة واضحة : حطمت الانقاذ المجتمع المدني، ولأن المجتمع لا يعرف الفراغ فقد تقدمت للتعبير عن المطالب، الاعراق والقبائل والجهات والغوغاء التي لم تفلح الانقاذ في تحطيمها!
    واحداث الاثنين من فعل الغوغاء، وهم رغم كونهم من المستضعفين، الا انهم وبسب تخلفهم السياسي والتنظيمي، فانه يصدق عليهم حكم ماركس عن البروليتاريا الرثة، والقاضي بانها بتحركاتها الجاهلة و############ة تخدم القوي الاكثر تطرفا ولا تخدم قوي التغيير! وكذلك كانت احداث الاثنين، فرغم هزها للنظام، الا انها اضارت المواطنين الابرياء اكثر، وساعدت الطيب مصطفى بصورة ووفرت عليه خمسين عاماً من الدعاية المسمومة!
    ولكن يبقي السؤال الأساسي: لماذا هذا العدد الكبير من المشردين والغوغاء؟ ولماذا لا تجد البلاد سوى الغوغاء للتعبير عن مطالبها وآمالها واحزانها ومواقفها؟! مرة اخرى ان مثل هذه الاسئلة لتؤكد بان الازمة اعقد كثيراً من طاقة لجنة جنرالات!
    * إن للطيب مصطفى ومنبره العنصري الجاهلي حقيقة واحدة، اتفق معه فيها، وهي ان ايديولوجية الاخوان المسلمين لا تسع السودان الكبير المتعدد، ولذا فلا يمكن الحفاظ على وحدته وعلى ايديولوجية الاخوان المسلمين في ذات الآن[/red]!
                  

08-04-2010, 05:44 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج ورّاق في مساءلة مشروع (Re: طلعت الطيب)

    والله الحاج وراق احصائيات متواضعه
    حوالى اربعة مليون سودانى مغترب يعيلون حوالى 28 مليون سودانى يعيشون داخل السودان دون مورد او مصدر دخل!
    االحاج وراق اغفل المرضى فى السودان وهم عدد خرافى مرضى السل والايدز والسرطان والملاريا وسائر الامراض الفتاكة!
    السودان وطن نخر فيه السوس وطم مهترئ اهتراء منسأة سليمان وهو مقبل على انهيار وشيك!
    جنى

    (عدل بواسطة jini on 08-04-2010, 07:03 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de