مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2011, 09:14 PM

عبد الحميد حسين
<aعبد الحميد حسين
تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز

    Quote: الدرس الوحيد الذي تحاول الأزمات الإنسانية والتأريخية والجغرافية بل وحتى السياسية أن تعلمنا إياه، هو أنه عندما تمر بنا يجب أن تكون وصفات معالجتها متضمنة (التربية الوطنية) كعلاج تصحيحي فعَّال يحول دون الوقوع فيها مرة أخرى. وهو آخر ما توصلت إليه وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم عقب الأزمة الأخيرة بولاية النيل الأزرق، أن يخصص طابور صباح يوم الاثنين الماضي بكافة مدارس الولاية مرحلتي الأساس والثانوي، للتربية الوطنية والوقوف مع القوات المسلحة (مصنع الرجال)، وإعانة أبناء النيل الأزرق مادياً ومعنوياً - بعض المدارس وجهت بتحديد رغيفة لكل طالب للمساهمة في الدعم الغذائي - وذلك لنشر قيم ومفاهيم التربية الوطنية في التلاحم والترابط والالتفاف حول الوطن للإسهام في دفع عجلة الأداء والتطور والعمران!
    العمران الهندسي ببنياته التحتية موجود ومشيد على بروج من الفساد والثراء والرزق والانفتاح إلخ.. لكن العمران الإنساني متردٍّ ومتدنٍ إلى أبعد حدود، تراه ماثلاً في حكايات زمان المسيطرة على اللسان الإعلامي قبل الشفاهي مبيناً كيف الناس والحياة والبلد زمان كانت.. وكيف الآن صارت! فما تم من تطور عمراني جعل المساحات الكبيرة مجمعات سكنية والمساحات الصغيرة شققاً سكنية والميادين صالات أفراح ومؤتمرات. وما تمّ من انفتاح اقتصادي جعل الدكان، سوبر ماركت، والسوبر ماركت، مول.! وزاد من قيمة الاستهلاك مقابل الإنتاج. لم يزايد على أرباح الإنسان السوداني بقدر ما ضاعف من ثروات الأثرياء، وفقر المستورين، وسحق الفقراء. أما الانغلاق السياسي والاجتماعي على فئات بعينها تحكمها القبيلة أو المعرفة أو الولاء، جعل الحكم تسيطر عليه وجوه وسلالات لا تموت، وأفكار تطفو على سطح المصلحة الذاتية ولا تغوص إلى أعماق المصالح الوطنية. كل هذا وغيره، أسهم في تعزيز الكراهية والغبن والأحقاد الطبقية. وقعت على كتف الوطن (القيمة والمكان) بدءاً من لعنه صباحاً ومساءً، وانتهاءً بحربه وتخريبه وتبديده.!
    ويبدو أن أمر التربية الوطنية ذات الطابور! بدأت الملاحظة له مؤخراً جداً حيث عملت سياسات التعليم منذ قدوم الإنقاذ وحتى الآن على حشو عقول الطلاب بما توده من علوم عسكرية وحسية وحاسبية كي تضمن روبوتات تدين لها بالولاء بلا تفكير. ومقابل ذاك تمّ إلغاء كافة المواد والمقررات التي كانت تنشط خلايا الإبداع والتفكير الذاتي وتدعم قيم الولاء للإنسان والمكان، البيت والمدرسة والشارع، والوطن بتسلسل منطقي وطبيعي جداً، فمن لا يدين بالولاء لبيته الصغير وناسه لن يحفل بخراب وموت الشعب والوطن الكبير!
    إن كبر حجم الأزمة التي تستشري منذ سنوات طويلة جداً، سببها الأساس أننا نعاني من نقص حاد في التربية، كانت وطنية حالياً أخلاقية! فالجرعة الصغيرة الموزعة كانت بين ثنايا مقررات الجغرافيا والتاريخ والتربية البدنية والرسم والاقتصاد المنزلي، كانت إلى حدٍ ما، تؤسس لاحقاً لعقل منفتح على تقبل الرأي الآخر بشيء من المرونة. وعلى رفض التغرب وإن أجبر عليه فإنه يصنع إنساناً ملتزماً بثقافته الوطنية وسفيراً فوق العادة وشاعراً يثير لواعج النفس غير المغتربة! وبالمقابل فإن جرعات التحول الوطني في الفكرة الأساسية للوطن بالولاء للحزب والتنظيم والقبيلة، جعل العقول منغلقة على آرائها بلا قبول للآخر. وجعل الشباب يتمركز أمام شاشات الحاسوب يقدم حسابه الشخصي لوجوه لا يعرفها ومجموعات تلعن ذات الوطن أو يقدّم (لوتريه) خروجاً بلا عودة!
    عودة الإيمان بالتربية الوطنية عبر طابور لدقائق، لاستيعاب أزمة النيل الأزرق - للغرابة أنها أقل من أزمة جنوب كردفان بكثير لكن الاهتمام بها أعلى! - هو إيمان مفيد إذا استمر كمقررات وحصص، فسيقلل من لعنة أننا كشعب قليل التربية.. الوطنية، والحكومية أيضاً!
                  

09-17-2011, 09:15 PM

عبد الحميد حسين
<aعبد الحميد حسين
تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز (Re: عبد الحميد حسين)

    Quote: يلزم تشكيل القاف هنا بكسرها لكي تحدد ما أريده منها! لكن بضم ضلوعنا على قلوبنا لكي نرغم على تحديد ما يراد لنا! فعقب الانشطار الأكبر لجنوب السودان المتحقق بكيانه بعد أقل من أسبوعين تمام، تهيأت حروف الجر والكسر للتوجه إلى جهات أخر تعمل فيها ما يلزم لتحديدها كجهات حرب تستدعي الجلوس بعد حين لطاولة الحوار - الما فاضية هسه - والخروج باتفاقية كيفما اتفقت جهاتها على ضم أو فتح، لنكسب جهة أو نخسر مكاناً.
    وما كان من أمر (أبيي) التي من شدّة الوطء عليها ثقيلاً يترفق بها الغرباء أكثر من الفرقاء الذين لن يتفقوا تاريخياً ولا حتى جغرافياً، ناهيك عن عسكرياً وأمنياً واقتصادياً. فإن تبحث فقط عن النسبة الحقيقية للبشر المتحولين بحكم الحرب إلى مجرد أرقام، فلن تجد رقماً يقترب من حقيقتهم! لا من حكومة الشمال ولا من الحركة الشعبية.. عفواً حكومة الجنوب، ولا من أبناء أبيي أنفسهم! هو أمر سيجعلها إقليم (كشمير) الشهير، هذا إن لم تصره الآن!
    والآن يشد مغنطيس النزاعات الجهات الأربع؛ جنوب السودان وشماله وغرب السودان وشرقه، وتتحول مناطق كثيرة إلى (أبيي) فقط باختلاف خط طولها وعرضها واسمها. وتكون جهات كثيرة جنوب كردفان فقط باحتقان أقل وأسلحة أخفّ! والحكومة تواجه أصعب امتحان تاريخي لحكومة أفريقية دعك من سودانية، لدرجة أن المعارضة الداخلية (اللايت) - حيث أنها مسيخة وباهتة مثل أغذية الحميات وطعام المستشفيات! - يجعلها كمعارضة ترأف وتتلطف بها كحكومة كثيراً وتنتظر في صبر متأن خروجها من مضيق الانشقاقات والاتفاقات ودخولها في مفاوضات معها على وضعها في الحكومة الجديدة عقب التاسع من يوليو القادم!
    إن القدم الكبيرة للحرب التي تترك أثرها خلفها بارزاً على وجه الأرض، ليسهل اقتفاؤه لمقتفي أثرها، وفي ذات الوقت يصعب محوه من ذاكرة التراب والناس، هو تحد آخر للحكومة في ذات نفسها، فمهما صرخت حناجر إعلامها وإعلانها بأن الوضع مستتب هناك في مناطق النزاعات تخبرك عيون الناس بشيء لا تروى تفاصيله كي لا يطير رحمان القلوب. وهو تحد للشعب بأن يكتفوا من هذا الغباء الإنساني الذي يكلفنا أكثر من الأرواح، مستقبلنا. فكما انتهت الحروب القديمة من تواريخنا وصرنا نحتفل بأعياد ميلاد للحروب، وكما سحقت الاتفاقات حاضرنا وصرنا نعد الساعات والأيام والشهور لحفلات الفراق - فراق غير وامق - فمن باب الحيطة والفطنة أن نبيد ما يمكن أن يتسبب في تفجير مستقبلنا القادم! أما الأقدام التي تطأ المناصب مترفقة بنفسها قبل غيرها بسبب افتعال حريق معارضة أو سلام حكومة، فهي بحاجة لأن تعرف أنها لن تطبع أثراً جيداً كان أو سيئاً.
    أسوأ ما يمكن أن يكون الآن سوى أن الحكومة تماطل لكسب جولة أخرى في صراع الصخور هذا في جنوب كردفان وأبيي والنيل الأزرق وشرق السودان؛ هو عدم تدبرها لأمر بالغ البساطة كبيت العنكبوت فتراه معقّداً لا لا واهناً، وهو أن الانفصال الذي صرحت بالفرح وتقديم القرابين على تراب أرض الشمال له قبل الجنوب صار المشهيات التي وضعتها بلا وعي مسبق على طاولة الحوار. وما إن يشرع ضيفها في تناولها حتى تنفتح معدته لنصيب أكبر من الحركة الشعبية السابقة ويطمع في التحلية بعد الوجبة! وجب عليها إذن وعلى منسقيها في القبل الأربعة للسودان مراعاة فروق التفويض هنا وهناك فما يقبله مواطن من غرب السودان يمكن أن يرفض من مواطن في شرقه! وما تزرعه في جنوبه يمكن أن تحرقه شمس جبال نوبته! وفي حال نجاح فهم التنوع العرقي والثقافي هذا يمكنني طباعة هذه المادة لوقت السلام المستدام، بتشكيل القاف بالضمة !
                  

09-17-2011, 09:18 PM

عبد الحميد حسين
<aعبد الحميد حسين
تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز (Re: عبد الحميد حسين)

    Quote: بخطاياي التي فاقت زبد البحر، باستغراقي في غرور إنساني ضحل، بوجودي في مساحات ترشقني بطين لزج متسخ من الرذيل البشري اليومي (نميمة،غيبة، شهوات، ظن.. الخ) بسخطي على حظي وقسمتي بحثاً عمّا لدى الناس أراه أفضل من حقي، أعتقد أن الله يحبني كثيراً، ويسخر لي من البشر ما يكون إسناداً داعماً ودعماً لوجيستياً لمجاعتي النفسية والفكرية، لهذا أشكره عليهم ليزيدنني فيهم.
    وفي رمضان يكون الحب من الله مضاعفاً،هكذا قرأنا وهكذا نعيش وهكذا يكون.. بقدرته تعالى على رحمتك تمام الرحمة والغفران لك ومسامحتك بكرم لا يليق إلا بجعلنا الساعات الرمضانية بوفيه مفتوح على مائدة الطاعة والعبادة متى ما شئت (شِلتَ)، وكيف ما اشتهيت شبعت، وبأن نتقن مهنة المحبة بين الأهل والجيران والناس أجمعين، بأن نفشي السلام بيننا ودّاً إنسانياً جميلاً، يشبه إسلامنا الحنيف والراقي، الإسلام القلبي وليس المظهري الذي صار شكلاً يسوقّه الكثير من الرجال والنساء لإرضاء الناس وليس الله، فيرتدون العباءات ويحجمون عن السلام والزكاة ومساعدة الضعفاء، يرمون الآخرين بأفظع الصفات التي قد تصل إلى حد التكفير، فقط لأنهم لا يرتدون سوى حقيقتهم.
    فحقائق ما تمّ تدريسه لنا تختصر في (إنّ الدين المعاملة) والمعاملة هي إفشاء السلام والأمر بالمعروف في كافة شئ بلطافة وتحبب، فالفظاظةً وغلاظة القلب والقول تفض الناس من حولك ولو كانوا أهلك.. لكن الأمور أصبحت تختلط بأشياء كثيرة أغلبها معاملات تجارية وأعمال ومصالح و...الخ، وأصبح التعامل أبعد ما يكون عن الدين وأقرب ما يكون الى الدنيا وبشكل غير راق إطلاقاً، وأن تشرع مجرد الشروع في القول بأن هذا غير ما يكون أصل الدين، يجاهرك اولئك بالفظاظة - القبيل - في القول والقلب (إنتي منو أصلاً أو شوفي روحك) فتصمت بغير خير أبداً وترضى أن تكون أنت مذنب في الفعل والقول والمعاملة.
    العمل الرمضاني جماله بالنسبة لي يختصر في كثيف الروّح الذي يتلبس الناس بالإمساك عن الشراهة والأفعال - السخيفة - من قلّة أدب الطعام والسلام والكلام، فلا ترى من يقضم العيش بكامل أسنانه ولسانه وبلا ترفق بالعيشة والمحشو فيها، ولا تسمع من يتلفظ على قارعة الطريق بأقذع الألفاظ لمجرد أن هناك من تخطاه في الشارع أو مجرد خطأ بشري غير مقصود قام به، ولا تشاهد كيف يمكن أن نبتعد عن أهمّ قيمة إسلامية بالسلام لمجرد غرور ووجاهة ورّقي نظنه بعدم السلام للأقلّ منك مرتبة وقيمة ومالاً.
    ما لنا وما علينا من رمضان يتوقف في جعله شهراً مستمر الصرف والعطاء طوال العام بصومنا عن التنابذ بالألقاب - وهذه في الشارع كثيرة - وعن النفاق أمام المسؤولين وأولياء الأمر - ولو كانوا الأم والأب - والأصدقاء والزملاء والجيران و...الخ، وعن النميمة وراء كل تلك الفئة ذاتها، وعن الفساد الاجتماعي واليومي والإداري والسياسي... الخ، بصومنا عن الأذى على الطريق وتحت الطاولة، وعن وعن وعن وعن، حسناً، سيقول أصحاب العباءات لي تاني (إنتي منو؟) وسيضعون عليّ ألف خط أحمر من المواقف المرتبطة بالمظهر لا الجوهر، وسأكون مثل كثيرين تحت خط الخطائين غير التوابين كما يريدون دائماً - سبحان الله قابل التوب وغافر الذنب - وسأعود بخطاياي وهم بعبآءاتهم الى ما بعد رمضان كلٌّ يفعل ليلاه..
    ولولا عفو الله ومحبته الكبيرة لنا ما استطعنا أن نقيم رؤوسنا كل يوم من على مخدات نومنا اليومي ولا عرفنا حتى تقانة المودّة التي نمارسها مع الناس والحبايب والأقربين والأبناء.. ولا سامحنا من يأذينا ولا حدثنا بنعمه علينا. فإذا كان الله بمقدرته تعالى، يستطيع خسفنا وتبديلنا بخلق أفضل منا، بما ارتكبته قلوبنا وألسنتنا وأقدامنا وأيدينا.. ولا يفعل لأنه يحبنا ويعفو عنّا، فلماذا لا يفعل المخلوق،الذي لا يملك من أمره شيئاً، إلا المعاملة الحسنة.. أن يحب؟
    (رمضان كريم والله أكرم بمحبته وعفوه).
                  

09-17-2011, 09:19 PM

عبد الحميد حسين
<aعبد الحميد حسين
تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز (Re: عبد الحميد حسين)

    Quote: دقة على الباب:
    بسبب هواك تعذّبني الأنسام وقلبي.
    تؤلمني قبعتي.
    من مني يبتاع وشاحي هذا؟
    وصيّغُ من الكتّان الأبيض كي ما يجعله مناديل؟ (لوركا)
    وكرسمة الطائر على البصات السفرية، بعيدٌ هناك كخط في الأفق يلّوح لك، تسمع صوته النبيل يصدر من (أم بي 3) في مركبة عامة صاحبها موفّقٌ في خياراته السمعية، يغني (أبو عركي البخيت) ـ طيّب الله مقامه وكلامه ـ (ضحكك شرح قلب السما آآآآآآ. هزّ وتر الأمكنة، رطّب الصحرا، ولمس عصب الجبل.) فترى كل شيء أمامك، الفنان (هاشم صديق) متأملاً بتجهمه الأنيق. وتتذوق طعم شاي بالنعناع من يدّ الأديبة (عفاف الصادق)، وربما تكون محظوظاً ساعتها فتشّمُ عطر قصيدتها الجديدة. وتضحك لك نكتة خفيفة، بقلم الأستاذ (سعد الدين إبراهيم)، و.. خيالٌ مفسوحٌ لك، فأنت في حضرة (أبوعركي).
    والعراك القديم حول كيف توقف قلب السماء عن الغناء؟ وكيف جفّت صحراء الغابة؟ ومن قطع أوصال جبل الصبر والصمود، انتهى حالما دخلت المفاوضات الحكومية في شؤون الفنّ منحنى من النعومة والتيسر، وعشنا حديقة كاملة ذات عام مضى من عيد سعيد كان فيه المسرح القومي، قومياً بحق. لكن عاد ذاك العراك مرة أخرى! حينما أطلّ لسان اللامبالاة الحكومية من قادة الجهاز القومي (التلفزيون) بحنث الوعد والعهد. فعدنا حفاةٌ نجمع حظنا من وادٍ منزلق من أغنيات بلا طعمُ من شدّة ما (زادوها موية) وبلا لون من كثر ما طلوها ببوهيات التكرار والمكياج. لكنها بروائح، باريسية فاخرة تفوح من بين فتحات السمّاعة الخلفية لجهاز التلفزيون وكل القنوات.
    لكن التقنين الذي يمارسه (أبوعركي البخيت) على ما يقدمه من أداء متكامل فهو ليس مجرد غناء، هو في حدّ ذاته فن، ورسالة تنتفض في وجه المقلّدين وأشباه المغنيين (الحيارى) فلا يسمعنّ أحدٌ منكم بعض الأصوات تغني (لأبو عركي) إطلاقاً! والبعض يبررها بصعوبة الرجل القانونية، خاصة عقب حادثة الملكية الفكرية الشهيرة تلك ـ الله لا عادها!ـ والبعض يفسرّها بصعوبة غناء الرجل على المجاراة بسهولة هذه الحناجر والعقول والأرواح. فبقي الحال على ما هو عليه حتى ذاك العيد، ثمّ حتى الآن، نسترقُّ السمع من أبواب الألبومات القديمة والتسجيلات الرقمية، ننظف ما علق بنا من طحالب الغناء. وهو أمر ينطبق على كم فنان مترفق بفنّه، وبالطبع، (محمود عبدالعزيز.)!
    لكن يعزّ علينا أن نقف مكتوفي الفم هكذا لا نستطيع الجهر له بأن (عود لينا يا ليل الفرح) فقد عفّرت الجموع عيونها بغبار مطار الخرطوم حينما عاد (وردي) وقدّمت (البلابل) نموذجاً حيّاً لاحترام هذا البلد وإنسانه لكل ما هو نظيف من الموسيقى والكلام والاحترام، كما على قدر شوقّه يعود (الموصلّي). نشتهي جهراً، شراء تذاكر سفر إلى مدن (أبو عركي البخيت) بأحد المسارح الكثيرة غير المتاحة إلا لمهرجانات التكرار! نطالب بإسقاط نظام الوصاية على الغناء والموسيقى والمديح وحتى الليالي الشعرية والمسرحية ـ الزمانها فات!. نستهجن انفعالات وزارة الثقافة برعشات السياسة الفنية أو فن السياسة، التي تمارسها بخجل كتوم إنها الفعل الثقافي لهذا البلد و.. السّلام!
    فسلامة الذوق السمعي والبصري كلفته بسيطة جداً، بترتيب أولويته لدى الناس حبة، حبة، وهذا ما فطن له عباقرة الفن القديم بقراءة مسبقة للسلامة الذوقية، فأقروا سياسة الحقيبة للتداول الفني وألزمتنا جميعاً بممارستها. كلما ابتعدت سنواتها من الاقتراب من جيل، أعادها سماسرة الغناء إلى طاولة المفاوضات بأنها أصل الطرب النبيل! وختموا بها على أفواه الفنانين القادمين، فإما أن يكونوا مجرد جوقة تكرر ذات النشيد، أو أن يكونوا شحيحين في الظهور والغناء، والكلام. (أبوعركي) اختار أن يكون البخيل!
    دقّات على الباب:
    (وفارقت الناس السلامة)..
                  

09-17-2011, 09:21 PM

عبد الحميد حسين
<aعبد الحميد حسين
تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز (Re: عبد الحميد حسين)
                  

09-17-2011, 09:23 PM

عبد الحميد حسين
<aعبد الحميد حسين
تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشاعر عبد الكريم ..أنتبهوا لهذا القلم المتميز (Re: عبد الحميد حسين)

    Quote: كن الغناء المفعم بالحماسة الروحية وليست تلك (المولعة نار)! يمكن أن يعود علينا بالخير ويوازن أقدام آذاننا التي تمشي على حبل متأرجح ومعلّق على حافة أغاني البنات وأغاني الأولاد! وأعني به مثلاً غناء (علي السقيد) و( الطيب مدثر) و(عمار السنوسي) و(محمود عبد العزيز) طبعاً. أعني هذه الفئة من الأصوات المريحة ومهدهدة وجاهرة بروح الجمال الشفيف، التي تلبس صوتها عباءة العود، أظنكم عرفتم ما أعني.
    عن نفسي لا أملك خيارات متعددة حينما يكون (الطيب مدثر) متدثراً بجذبه الروحي العالي من الكلمات والألحان، محتضناً عوده بكلتا رئتيه يتنفس في وجهي أوكسجينا نقيا من الطرب الأصيل، دعك من ابتسامته الهادئة بلا جدال. فأحب عزيزته هو لا الشاعر، وأبكي نغماته الحزينة هو لا الملحن، وأعلق صورة الفنان عندي الذي يستطيع أن يحوّل لي حالتي المزاجية إلى غير التي كنتها مستخدماً بذكاء نظرية الإحلال والإبدال، من يجعلني أصفق بعد أن أعرف لماذا يعمل القلب أحياناً محل الأذن؟
    والأذن التي تربت على غناء (علي السقيد) تعرف كيف تدير وجهها شطر كل طرب من الأسماء المميزة - غير المحجوزة بخيارات مساحتي المحدودة هذه - التي تعرف كيف تختار بعناية الحروف والألحان التي ستخرج عبر ممرات حلقها الجميل أغنيات خالدة لا تنتهي بانتهاء مدة مغنيها، المؤقتة بحدود وطن أو اللانهائية بحدود الموت. لهذا حينما عاد (السقيد) رشت الحروف خيرها على طين الجروف فشاهدنا أخضر من الأمنيات بأن تكون ليالي الخرطوم الحقيقية، متلألئة الألق عبر قنوات الفضاء وإذاعات الإف. أم - وقد سهر بنا معه ذات ليل المذيع أنيق الصوت والعقل (زهير بانقا) ولم ننفك من سحر عصا صوته أزعم حتى الآن!
    الآن بدأ الغناء يستقر على حدود وعي وقدرة خلاقة ولا شك أصوات ناضجة لا (تتشالق) بالظهور عبر كل شاشة وإذاعة ليرى الناس أصواتهم عبر فوهات بنادق وجوههم! فمثل هؤلاء الناس لا يكتفون بأن يتغنوا تغريداً للطرب بل بأن يتحولوا بعد حين إلى عرابين للأصوات الناجحة قادم الأيام بأن يمنحوها القدرة على الارتكاز بحنجرة واحدة طوال سنوات بلا اهتزاز ولا رجفة! ويستطيعون باتزان النضج الفني أن يطلوا كل وقت مقدّر بحساب فيزياء الطرب ليبعثوا - لا يعبثوا! - تلك الروح الجميلة من الفن السوداني الأصيل، ويتمكنوا من أن يرتقوا النسيج المتفلت بين الأجيال الفنية فلا يتوقف الزمن الجميل عند الحقيبة أو العهد الذهبي بلا حراك فندور ونلف في فلك الأسماء العملاقة للفنانين الراحلين - عليهم مغفرة من الله ورحمة -ونتجرع أغانيهم مضادات حيوية وندعى أنه (ما مشكلة) فالغناء بألف خير.
    خيرات ظهور فنان جميل - بالعود أو الأوركسترا - تبدأ من تعليم الأناقة بأزياء تعكس مدى احترام الفنان لذاته في الأساس وجمهوره في المقام الأول، ثم كيفية الجلوس بأدب ما يحمله الفنان من فكر وكلمات وألحان، ثم حسن الكلام حينما يستدعى بالحديث وهذا ما نفتقده حالياً كثيراً جداً، لست أحاول التبشير بالعودة إلى الموضة القديمة إنما الالتزام بالأصول وأدب الحضور. (سؤال اعتراضي، من الذي يتكفل باختيار ملابس الفنان (محمود عبد العزيز) بافتراض أنه نجم خلفه أورطة من المنظمين ومديرو الأعمال والأصدقاء والجمعيات يديرون حياته وأغنياته وحواراته وصفحاته ولبساته؟!).
    إن لبس فخامة العود تمنح الفنان نوعاً من المزاجية النوعية لسلطنة الأداء، ألزمت موسيقاراً مثل الفنان (محمد الأمين) بأن يجعله مرافقه طوال غنائه، فإذا كان في الفنان شق ما قال العود في العزف سوى طق، طق، طق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de