نصف قرن عربى من الطُغاة.. والغُلاة.. والغُزاة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-10-2011, 03:58 PM

محمد قسم الله محمد
<aمحمد قسم الله محمد
تاريخ التسجيل: 06-13-2011
مجموع المشاركات: 2783

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نصف قرن عربى من الطُغاة.. والغُلاة.. والغُزاة

    Quote: نصف قرن عربى من الطُغاة.. والغُلاة.. والغُزاة

    بقلم د. سعد الدين إبراهيم 10/ 9/ 2011
    حينما يؤرّخ عربياً، لنصف القرن الأخير، بموضوعية وتجرد، ستكون أهم ملامح تلك الحقبة، هى أنظمة حاكمة من الطُغاة، طفح كيل استبدادها، وخلّفت نقيضها من الغاضبين العرب الغُلاة، باسم «الدين» حيناً، وباسم «الطائفية» حيناً، وباسم «الطبقة» حيناً ثالثاً، وباسم «القبيلة» حيناً رابعاً، وأدى الصراع غير المتوازن بين الطُغاة والغُلاة، دون حسم فى الأجل المنظور، إلى تدخل أطراف أجنبية لها مصالح مشروعة أو أطماع غير مشروعة.

    فبعد رُبع القرن الوسيط من القرن العشرين (1925/1950)، الذى شهد انتفاضات عربية شعبية ضد الاحتلال الغربى لبُلدانهم، والحصول على الاستقلال، وتبنى أنظمة حُكم ديمقراطية، جاء زرع إسرائيل، وهزيمة عدة جيوش عربية فى حربها الأولى مع الكيان الصهيونى الجديد (1948/1949)، ليكون أول ردود الفعل لتلك الجيوش المهزومة هو القيام بانقلابات عسكرية، ضد الحكومات المدنية المُنتخبة ديمقراطياً، بدأت فى سوريا (1949)، ثم فى مصر (1952)، والعراق والسودان (1958)، واليمن (1962)، وليبيا (1969). وكان ذلك فى حقيقة الأمر بحثاً عن كباش فداء لتبرير الهزيمة فى حرب ضد خصم، استهانوا به، وظنّوه حفنة من «العصابات». وحتى بعد تلك الهزيمة الأولى، وقيام دولة إسرائيل، وقبولها عضواً فى الأمم المُتحدة، ظلّوا لسنوات يُطلقون عليها تعبير «إسرائيل المزعومة»، أو «الكيان الصهيونى»، حتى كانت الهزيمة الثانية، التى جاءت كاسحة شاملة لجيوش ثلاثة بُلدان عربية، واحتلال أجزاء شاسعة من أراضيها، عام 1967.

    ورغم أنه لم تكن فى السُلطة حكومات «مدنية»، يمكن لومها على تلك الهزيمة الشنعاء، فإن الانقلابات العسكرية استمرت، واستمرأ أولئك الانقلابيون السُلطة.. ولم يعودوا يتحدثون عن تحرير فلسطين، أو استعادة القُدس.. وحينما قرر كبيرهم، أنور السادات عام 1977، أن يُنهى صراع بلده مصر مع إسرائيل، تشبث الآخرون برفضهم الصُلح أو الاعتراف بها. ورغم أنهم لم يُحاربوا إسرائيل، ولم يُحرروا شبراً واحداً من فلسطين، أو حتى من أراضى بلادهم المُحتلة، فقد ظّلوا مُتشبثين بالسُلطة. وغيّروا اسم سياستهم إلى «دول الرفض»، ثم إلى «دول الصمود والتصدى»، ثم أخيراً إلى «دول المُمانعة».

    إن هؤلاء العسكر، الذين غيّروا أسماء أنظمتهم، دون أن يتغيروا هم، أو يُغيّروا من مُمارساتهم الطُغيانية ضد شعوبهم، أو يتخلوا عن استبدادهم بالسُلطة فى بُلدانهم، هم الذين يُدافعون عن بقائهم فى السُلطة إلى آخر رمق لآخر مواطن فى بُلدانهم. ورغم أن اثنين منهم قد سقطا خلال أسابيع قليلة فى كل من تونس ومصر، فى أوائل عام 2011، وهما بن على وحسنى مُبارك، إلا أن آخرين فى ليبيا واليمن وسوريا، قد تشبّثوا بالسُلطة بشراسة، واستخدموا فى ذلك كل ما توفّر لهم من السلاح والمال والخداع.

    وبسبب تلك الشراسة، فى التشبث بالسُلطة، لم يأبهوا بالدمار الذى أحدثوه فى بُلدانهم، ولا بالأرواح التى حصدوها من أبناء شعوبهم، فبينما لم يصل عدد الضحايا إلى ألفين فى كل من تونس ومصر، إذ بهذا العدد يتجاوز العشرة آلاف فى ليبيا واليمن وسوريا، رغم أن سُكانها معاً أصغر من نصف سُكان مصر وحدها.

    إن الثوار الليبيين قد تعرّضوا للقذف بطائرات القذافى لعدة أسابيع، قبل أن يقبلوا غطاء جوياً أوروبياً، وها هم ثوار سوريا يتعرضون فى عشر مُدن سورية لنفس القذف الجوى، الذى تعرضت له مدينة حماة قبل ثلاثين عاماً، حتى دُمّرت عن بكرة أبيها فى عهد حافظ الأسد (1980)، ومات من سُكّانها عشرون ألفاً، ولذلك لم أندهش كثيراً، حين استغاث أخيراً ثوار سوريا بالمجتمع الدولى، لكى ينقذهم من آلة الفتك والدمار التى تصبّ جامّ وحشيتها عليهم منذ ستة شهور، وهذا هو نفس النظام الذى لم يصمد أمام إسرائيل ستة أيام عام 1967، ولم يُطلق فى اتجاهها طلقة واحدة، رغم استمرار احتلالها أراضيه لأكثر من أربعين عاماً.

    وهكذا، ففى سوريا، كما من قبلها ليبيا، ومن بعدها اليمن، فإن الطُغاة العرب هم الذين يضطرّون شعوبهم للاستنجاد بالغُرباء من الخارج!

    ومع ذلك ربما سترتفع أصوات تستنكر هذه الاستغاثات بالخارج، كما لو كان لسان حال هؤلاء هو أن «الذبح على يد أى مُستبد من أهل البلاد هو ذبح حلال، وهو خير من الإنقاذ على يد أى طرف خارجى»، فهذا الأخير لن يأتى لإنقاذ أى شعب عربى من أيدى المُستبدين العرب، إلا وله أطماع أو أجندته الخاصة، التى لا يعلم أصولها وتفاصيلها إلا الله سُبحانه وتعالى!

    ولنأخذ نماذج لمقولة «ثلاثية» الطُغاة والغُلاة والغُزاة: حدث ذلك فى الصومال، ثم فى الكويت، ثم فى العراق، خلال العقدين السابقين. وها هو يحدث فى ليبيا، وربما سيحدث فى سوريا واليمن، وما دامت لا توجد قوة ردع عربية تقف إلى نجدة الشعوب الشقيقة، حينما يستأسد عليها حُكامها الطُغاة، فليس من حق أى فريق عربى آخر، يقف على الشاطئ، إعطاء دروس لأبناء شعب يتعرضون للغرق، إن هم استغاثوا بمن يمكن أن ينقذهم!

    فكما يذهب القول الشعبى المأثور «إن من يده فى الماء، ليس كمن يده فى النار»، فلنحترم نداءات ضحايا الطُغيان، حتى إذا لم نتعاطف معها بقلوبنا، فأهل مكة أدرى بشعابها.

    إن للفيلسوف الألمانى إيمانويل كانط (E.Kant) مقولة مشهورة فى مؤلفه عن «السلام العالمى». وفحواها أن البُلدان الديمقراطية لا تُحارب بعضها البعض، فالديمقراطية تستوجب على الحاكم أن يعود إلى مُمثلى شعبه قبل أن يُعلن حرباً، وليس لأى شعب مصلحة فى شن حرب على شعب آخر، والعكس صحيح، وقد حاول كثيرون أن يجدوا استثناءً لهذه القاعدة، فلم يجدوا إلى تاريخه.

    وبنفس المنطق فإن الشعوب التى تختار حُكامها بإرادتها الحُرة، دورياً، أى كل بضع سنوات، فإنها لا تجد مُبرراً للانتفاض أو الثورة. بل إنها تُجدد دماء نُخبتها الحاكمة دورياً، وهو ما يُساعد على استقرارها، وتقدمها، ورخائها.

    ولعل الربيع العربى للحُرية يتم استكماله، لكى تلحق شعوب الأمة بالموجة العالمية للديمقراطية، والتى تجتاح العالم منذ ثورة البرتغال، عام 1974. ولعل هذا أيضاً يضع نهاية لستة عقود من الطُغيان، ويضع نهاية لمقولة إن العرب والمسلمين ليسوا أهلاً للديمقراطية. صحيح لقد تأخرت تلك الموجة، ولكن كما يقولون عن «الحُب»، خير للمرء أن يأتيه الحُب مُتأخراً، من ألا يأتى على الإطلاق.

    والله أعلم

    [email protected]


    * المصري اليوم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de