الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الرياض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2011, 10:32 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الرياض

    يستضيف نادي الرياض الأدبي بحي الملز - مدينة الرياض المملكة العربية
    السعودية احتفالية الجمعية السودانية للثقافة والآداب
    والفنون بالذكرى الثانية والعشرون لرحيل الشاعر د. محمد عبدالحي محمود
    وستكون الأمسية تأملات في العودة إلى سنار .

    المكان: نادي الرياض الأدبي – المملكة العربية السعودية
    الزمان: مساء الأربعاء 17 رمضان 1432هـ (17أغسطس 2011م)
    من الساعة العاشرة – الثانية عشر مساءاً



    =====================================
    قصيدة العودة إلى سنار:
    في تخلقها كأنها جنين - تحولاتها تحولاتي (هل أنا غير حصاة تتبلور
    فوق جمر الأغنية)
    محمد عبدالحي

    عدلت خطأ في التاريخ فسامحوني تؤجرو والدنيا رمضان

    (عدل بواسطة Mohamed Abdelgaleel on 08-07-2011, 02:19 PM)

                  

08-07-2011, 11:56 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    هنا انا والموت جالسان..
    في حافة الزمان
    وبيننا المائدة الخضراء..
    والنرد والخمرة والدخان
    من مثلنا هذا المساء؟
                  

08-07-2011, 12:06 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    رمضان كريم

    حضور ان شاء الله
                  

08-07-2011, 01:48 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    تحياتي أخي عمر ورمضان كريم

    ======================
    حملَ العُودَ المُرِنَّا
    وامتطى مُهراً جموحاً،
    وتغنَّى .....
    بينَ غاباتِ النخيلْ:
    غِبتَ عنَّا
    لم تعُدْ،
    عادتْ عصافيرُ الأصيل
    غِبتَ عنَّا
    أيُّها الطِفلُ الجميل ......"
                  

08-07-2011, 08:37 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ..

    العزيز.. الاستاذ.. محمد عبد الجليل....

    عاطر التحايا ...
    ولك الاعزاز وانت تعيد رشاش ذلك الدعاش الرطب..


    وهذا هو النشيد الاول......ساعود لك تباعا فى اضاءات وشروحات ورؤى...تتسع....وتختلف..
    لك التقدير...

    النشيد الاول...




    العودة الى سنار :



    النشيد الأول

    البحــــر

    بالأمس مرَّ أوّل الطّيور فوقنا ، ودار دورتين قبل أن

    يغيبَ ، كانت كلُّ مرآة على المياه فردوساً

    من الفسفورِ – يا حدائق الفسفور والمرايا

    أيّتها الشمس التى توهّجتْ واهترَأت

    فى جسد الغياب ، ذوبى مرّة أخيرةً ،

    وانطفئى ، أمسِ رأينا أوّل الهدايا

    ضفائر الأشنةِ والليفِ على الأجاجِ

    من بقايا

    الشجر الميت والحياة فى ابتدائها الصامتِ

    بين علق البحارْ

    فى العالمِ الأجوفِ

    حيثَ حشراتُ البحرِ فى مَرَحِها الأعْمَى

    تدب فى كهوفِ الليفِ والطحلبِ

    لا تعى

    انزلاقَ

    الليلِ

    والنهارْ

    وحمل الهواءْ

    رائحةَ الأرضِ ،

    ولوناً غير لون هذه الهاوية الخضراءْ

    وحشرجات اللغة المالحة الأصداءْ.

    وفى الظَّلامْ



    فى فجوةِ الصَّمت التى تغور فى

    مركز فجوةِ الكلامْ ،





    كانت مصابيح القرى

    على التِّلال السودِ والأشجارْ



    تطفو وتدنو مرَّةَّ

    ومرَّةَّ تنأى تغوصُ

    فى الضَّباب والبُخَارْ





    تسقطُ مثل الثّمر النّاضجِ

    فى الصَّمتِ الكثيفِ

    بين حدِّ الحلم الموحشِ

    وابتداء الانتظارْ.





    وارتفعتْ من عتمةِ الأرضِ

    مرايا النّارْ



    وهاهىَ الآن جذوع الشّجر الحىِّ

    ولحمُ الأرضِ

    والأزهارْ.

    الليلة يستقبلنى أهلى :

    خيل’’ تحجل فى دائرة النّارِ ،

    وترقص فى الأجراس وفى الدِّيباجْ

    امرأة تفتح باب النَّهر وتدعو

    من عتمات الجبل الصامت والأحراجْ

    حرّاس اللغة – المملكة الزرقاءْ

    ذلك يخطر فى جلد الفهدِ ،

    وهذا يسطع فى قمصان الماءْ.





    الليلة يستقبلنى أهلى :

    أرواح جدودى تخرج من

    فضَّة أحلام النّهر ، ومن

    ليل الأسماءْ

    تتقمص أجساد الأطفالْ.

    تنفخ فى رئةِ المدّاحِ

    وتضرب بالساعد

    عبر ذراع الطبّالْ.

    الليلة يستقبلنى أهلى :

    أهدونى مسبحةَّ من أسنان الموتي

    إبريقاً جمجمةً ،

    مُصلاَّة من جلد الجاموسْ

    رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ

    لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ

    من جسد الأرضِ

    وعبَر سماء الجُرحْ.

    الليلة يستقبلنى أهلى.



    وكانت الغابة والصحراءْ

    امرأةً عاريةً تنامْ



    على سرير البرقِ فى انتظارِ

    ثورها الإلهى الذى يزرو فى الظلامْ.



    وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً.

    يزهر فى سلطنة البراءه





    وحمأ البداءهْ.

    على حدودِ النورِ والظلمةِ بين الصحوِ والمنامْ.









    ...اااا
                  

08-07-2011, 10:39 PM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عصمت العالم)

    حيّا الله الجمعية السودانية للثقافة والفنون والآداب

    وحيّا الله النادي الأدبي بالرياض

    وحياكم الله في المؤسستين ومن حولكم من القراء والمستمعين والمساهمين فرداً فردا

    تحيون ثقافاتكم وتثرونها

    وتوفون بالذكرى... وهي للأنسان عُمرٌ ثاني.

    ونسأل الله الرحمة والمغفرة والقبول لمحمد عبد الحي.


    ولك التقدير ياعصمت العالم وأنت تعقب رشاش عبد الجليل بالمطر

    وتبحر بنا عبر نشيد البحر وعبد الحي.

    وهناك ملاحظة:

    ان الطبعة الجديدة لسنار والتي أتمنى ان تتوفر بعض النسخ منها بالنادي الأدبي

    في مساء 17 اغسطس، هي آخر الأشكال الخمس التي تركها الشاعر في وديعته ونقحها كالنسخة المُعدّة للنشر.

    وهي تحمل نفس الكلمات - مع بعض الحذف والإضافة وتغيير المواقع- في الجزء السابق للاستقبال

    (الليلة يستقبلني أهلي......)؛ وتتطابق في مقاطع الاستقبال الأربع.

    وهنا الجزء المختلف :



    النشيد الأول

    البحر

    أُبْصِرُ كيفَ مَرَّ أوَّلُ الطُّيورِ فَوْقَنَا، ودارَ دَوْرَتَيْنِ قبلَ أن يغيبْ
    في عتْمةِ النُّورِ وفي حديقةِ المغيبْ
    وكانتِ الشَّمسُ عَلى المياهِ أمشاجاً من الفسْفُورِ واللَّهيبْ
    تَغْرُبُ من قلبِ مياهِ الأُفقِ الغربيّ
    حديقةً وَهْمِيَّةَ الثِّمَارْ
    جَمَالُها الجَّنِيّ
    تَمْرٌ ورُمَّانٌ وتفَّاحٌ بلا أشْجَارْ
    يُوْلَدُ بغتةً لكي يغيبَ في الشَّرَارْ.

    ثم رأينا أوَّلَ الهدايا:
    ظِلَّ وُجُودٍ دُونَ تَحْقِيقٍ، وأَمْشَاجْ
    مِنْ أُشْنَةِ البحرِ على الأُجَاجْ
    واللِّيفَ مِنْ بَقَايَا
    الشَّجَرِ الميتِ حيثُ حشراتُ البَحْرِ في مَرَحِها الأعمى
    مشغولةٌ تنقشُ في ظلمتِها ودُونَ أنْ تَهْتَمَّا
    بِصُوَرِ اللَّيْلِ تُمَحِّي صُوَرَ النَّهَارْ
    أشْكَالَ أبجديةِ الحياةِ بين عَلَقِ البِحَارْ
    وحَمَلَ الهَوَاءْ
    رائحةَ الأرضِ
    ولَوْنَاً غَيْرَ لَوْنِ هذه الهاويةِ الخضراءْ
    وحَشْرَجَاتِ اللُّغَةِ المالِحَةِ الأصْدَاءْ.

    وفي الظلامْ

    في فَجْوَةِ الصَّمْتِ التي تَغُورُ
    في دَوَائِرِ الكَلامْ،

    كانَتْ مصابيحُ القُرَى
    على التِّلالِ السُّودِ والأشْجَارْ

    تَطْفُو وتَدْنُو مَرَّةً
    ومَرَّةً تَنْأَى تَغُوصُ
    في الضَّبَابِ والبُخَارْ

    تَسْقُطُ مِثْلَ الثَّمَرِ النَّاضِجِ
    في الصَّمْتِ الكَثِيفِ
    بَيْنَ حَدِّ الحُلُمِ المُوْحِشِ
    وابْتِدَاءِ الانْتِظارْ

    وارْتَفَعَتْ من عتمةِ الأرض
    طُيُورُ النَّارْ

    وها هِي الآنَ جُذُوعُ الشَّجَرِ الحَيِّ
    ولَحْمُ الأَرْضِ
    والأزْهَارْ.


    **************

    مع تحياتي الرمضانية
                  

08-07-2011, 11:58 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عائشة موسي السعيد)

    ..

    العزيزه عائشه موسى السعيد..
    لك التجله....
    ولك شكرى وعرفانى على ما اشرت اليه عنى..فى مداخلتك الرائعه
    وانت تعيدين خطى الايقاع على انغام بعث جديد..فى تنقيح وتفريخ مرضى وزاخر ودفيق...
    ولعل فى استعادة ترديد شدو استاذنا دكتور محمد عبد الحى.. اعادة احياء مزدهر...لغناء
    مفعم بذات الجرس والايقاع...وجعل تلك السحب تهمى بثقل حملها من قطرات المطر
    ودائما كان البحر فى مخيلة الشاعر الدكتور محمد عبد الحى تلك الطلاسم الغموض التى
    تحوى وتحتوى وتضم وتتشكل بهديرها ومدها وجزرها وتلاطم امواجها وتكسرات تندفقها....
    فى اشارة بليغه للتفكر فى قدرة الخالق العظيم فى بديع خلقه ..وهو الذى قال فى محكم تنزيله...
    ( وجعلنا من الماء كل شىء حى..) ..وفى جزء من عظمة عطايا سبحانه وقدرة منحه..
    وتلك مدارات وفيوض..واربطه ومعانى ومعارف...وشراعات تفرد وابحار متصل ومتواصل..
    فى مقاطع الاستقبال الاربع...
    استاذه عائشه..
    لك كثافة التقدير...وانت تقودين رسن الركاب ليصل بنا الى مضارب واحات ...العوده الى سنار...
    ولعلى ان سألت تادبا فى مجمل اشكالات الهويه السودانيه بين شعارات الغابه والصحراء ..وربط العوده الى سنار...
    وما اثير من قبل اعوام فى ستينيات القرن الماضى بين الشاعر صلاح احمد ابراهيم..والشاعر الديبلوماسى محمد المكى ابراهيم..
    والشاعر النورعثمان ابكر.فى حيثيات ومجريات ذلك الجدل المعرفى والذى عاد يطفح على السطح فى ديمومة البحث عن الهويه السودانيه
    من واقع التنوع العرقى واصول الجذور وتباين الثقافات وانماط الحياه وسبل كسب عيشها وعاداتها واختلافاتها وفنونها وارثها..
    وصبغة تشكيلها...
    اعتذر عن الاطاله....ولكن هذه فرصه للبحث والتباحث عن معطيات العوده الى سنار....
    مع فائق التقدير والامتنان..ااا
                  

08-08-2011, 08:38 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عصمت العالم)

    الاخ - الأستاذ - عصمت العالم _ لك التحايا ورمضان كريم

    قبل عامين وفي الاحتفال بالذكرى العشرين لرحيل عبدالحي أطلقت
    الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون مشروعها
    بإقامة ثلاث إحتفاليات بتلك الذكرى على أن تكون إحدى
    تلك الاحتفاليات بعنوان تأملات في العودة إلى سنار
    وتأخر الآمر واختار أهل الجنوب الانفصال في 9 يوليو
    2011م ولا زال الأنين في ما تبقى من وطن بلغاه وثقافاته
    وطيف سحنات أهله وعدنا للوعد بالتأمل في آفاق سنار
    عبدالحي:

    عربي أنت
    لا
    من بلاد الزنج
    لا

    فسنار عبدالحي رؤيا تتمدد ما ظل في عالمنا من يغني
    بلسان ويصلى بلسان .. تبقى حاضرة نتذاكرها آناء
    الليل وأطراف الهزيمة وكما قالت كلارا خانيث في احتفال
    اليونسكو باليوم العالمي للشعر:

    فإن الشعر يصير متنفساً ودليلاً ، إنه شبيه بمصباح متوهج
    يلمتع في العتمة، للكلمة الشعرية اليوم غاية يجب أن
    تحققها، وعلى الأخص كلما ضايقتنا الكلمة الفارغة والمخادعة
    التي تولد من فائض المعلومات ومن إبتذال الأحداث ومن زخرف
    الرداءة المتملق للأغلبية في زيف .
                  

08-08-2011, 01:02 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كتبت الأستاذة / عائشة موسى:

    وهناك ملاحظة:

    ان الطبعة الجديدة لسنار والتي أتمنى ان تتوفر بعض النسخ منها بالنادي الأدبي

    في مساء 17 اغسطس، هي آخر الأشكال الخمس التي تركها الشاعر في وديعته ونقحها كالنسخة المُعدّة للنشر.

    وهي تحمل نفس الكلمات - مع بعض الحذف والإضافة وتغيير المواقع- في الجزء السابق للاستقبال

    (الليلة يستقبلني أهلي......)؛ وتتطابق في مقاطع الاستقبال الأربع.

    وهنا الجزء المختلف :



    النشيد الأول

    البحر

    أُبْصِرُ كيفَ مَرَّ أوَّلُ الطُّيورِ فَوْقَنَا، ودارَ دَوْرَتَيْنِ قبلَ أن يغيبْ
    في عتْمةِ النُّورِ وفي حديقةِ المغيبْ
    وكانتِ الشَّمسُ عَلى المياهِ أمشاجاً من الفسْفُورِ واللَّهيبْ
    تَغْرُبُ من قلبِ مياهِ الأُفقِ الغربيّ
    حديقةً وَهْمِيَّةَ الثِّمَارْ
    جَمَالُها الجَّنِيّ
    تَمْرٌ ورُمَّانٌ وتفَّاحٌ بلا أشْجَارْ
    يُوْلَدُ بغتةً لكي يغيبَ في الشَّرَارْ.

    ثم رأينا أوَّلَ الهدايا:
    ظِلَّ وُجُودٍ دُونَ تَحْقِيقٍ، وأَمْشَاجْ
    مِنْ أُشْنَةِ البحرِ على الأُجَاجْ
    واللِّيفَ مِنْ بَقَايَا
    الشَّجَرِ الميتِ حيثُ حشراتُ البَحْرِ في مَرَحِها الأعمى
    مشغولةٌ تنقشُ في ظلمتِها ودُونَ أنْ تَهْتَمَّا
    بِصُوَرِ اللَّيْلِ تُمَحِّي صُوَرَ النَّهَارْ
    أشْكَالَ أبجديةِ الحياةِ بين عَلَقِ البِحَارْ
    وحَمَلَ الهَوَاءْ
    رائحةَ الأرضِ
    ولَوْنَاً غَيْرَ لَوْنِ هذه الهاويةِ الخضراءْ
    وحَشْرَجَاتِ اللُّغَةِ المالِحَةِ الأصْدَاءْ.

    وفي الظلامْ

    في فَجْوَةِ الصَّمْتِ التي تَغُورُ
    في دَوَائِرِ الكَلامْ،

    كانَتْ مصابيحُ القُرَى
    على التِّلالِ السُّودِ والأشْجَارْ

    تَطْفُو وتَدْنُو مَرَّةً
    ومَرَّةً تَنْأَى تَغُوصُ
    في الضَّبَابِ والبُخَارْ

    تَسْقُطُ مِثْلَ الثَّمَرِ النَّاضِجِ
    في الصَّمْتِ الكَثِيفِ
    بَيْنَ حَدِّ الحُلُمِ المُوْحِشِ
    وابْتِدَاءِ الانْتِظارْ

    وارْتَفَعَتْ من عتمةِ الأرض
    طُيُورُ النَّارْ

    وها هِي الآنَ جُذُوعُ الشَّجَرِ الحَيِّ
    ولَحْمُ الأَرْضِ
    والأزْهَارْ.
                  

08-08-2011, 01:21 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ..

    الاخ الاستاذ محمد عبد الجليل..
    الاستاذه عائشه السعيد..
    لكما التجله والتقدير .والاعزاز

    معذره هذه نقاشات حول دراسة قامت بها الدكتوره (بيان )...دكتوره نجاة محمود..عن العوده الى سنار..وشارك فى النقاش كل
    من الاساتذه المهندس عبد الله الشقلينى والاستاذ الاديب والناقد الموسوعه الاخ محمد الامين احمد.
    والاخ فيصل سعد...وشخصى الضعيف فى تناول تبادل فكرى ورائع..واعتذر للاساتذه الاجلاء فى نقلى لتلك الافادات
    دون سابق استئذان او اشاره...لكن قيمة الموضوع واحقيته التاريخيه ونتاج الفائده.فرض على ذلك..
    فى طرح تداخل ذا عمق ورؤيه وتبصر..فاره وممتع وحصيف غطى كل وكافة الجوانب...
    انقله لكم هنا من منتديت سودانيات ....المصدر ...
    واعتذر للاساتذه الاجلاء الموقرين..
    واعتذر عن عدم استطاعتى ان اشير الى اللنك المخصص..نسبة للاشكال التقنى .فنقلت ما دار كما هو...
    للجميع اعزازى...
    #1
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703
    الشقليني وعصمت وعقيد العودة الى سنار وثنائية الغابة والصحراء
    اقتباس:
    اعزائي
    كان من المفترض ان انزل هذا البوست الاسبوع القادم...
    ولكن وعدت الاخ عقيد ان انزله اليوم....
    ولاستحسان الاعزاء الشقليني و عصمت لما كتبته ساقدم دراستي للعودة الى سنار..
    آملة ان تجدوا فيها المتعة والفائدة... هذه القصيدة تقدم حل لازمة الهوية في السودان..
    وهي القصيدة الكاملة التي يمكن ان تجد فيها كل قراءة شئ جديد..
    وانا اعدها رحلة اسراء ومعراج..في تاريخ الحضارة السودانية..



    الفصل الثالث:

    ثنائيات الغابة والصحراء في قصيدة العودة إلى سنار

    المبحث الأول : استلهام التّراث في الشعر ص 141
    المبحث الثاني : قصيدة العودة إلى سنار بين
    القصيدة والشاعر ص 150
    المبحث الثالث : الغابة والصحراء دراسة تطبيقية
    على مستوى المضامين ص 161
    المبحث الرابع : العودة إلى سنار الشكل ص 185

    الفصل الثالث:

    ثنائيات الغابة والصحراء في قصيدة العودة إلى سنار


    المبحث الأول: استلهام التّراث في الشّعر

    قيل: "إن هذا الماضي قد أصبح الوطن الروحي لأعمالنا".* لقد أصبح استلهام التراث واستدعاء الشخصيات التاريخية، ظاهرة في الشعر العربي الحديث، حيث إن استدعاء هذا التراث "يشكل ويسجل لحظة وعي جديدة لهذا التراث". ولكن الوعي بالتراث لا يصبح ذا فعالية، إلا إذا ارتبط بوعي مماثل للواقع. إذ أن حالة الوعي بالتراث والواقع معاً وبنفس المقدار، هي الحالة الوحيدة التي تتولد فيها علاقة تبادلية عميقة ومميزة. وبالتالي فإن الوعي بالتراث دون الوعي بالدور التأريخي يؤدي بهذا التراث إلى الجمود. حيث تغيب فعاليته لسيرورة حيويته ـ كما في المقابل أن الوعي بالدور التأريخي دون الوعي بالتراث، يؤدي إلى قطيعة ابستمولوجية** "معرفية" ضد تأريخية الإنسان النفسية.
    حيث إن التراث العربي لما يحويه من فكر إنساني وقيم فنية خالدة، ومبادئ إنسانية حية، يعد بالنسبة لشعرائنا معيناً لا ينضب، ومورداً ثقافياً لا يضعف".
    والجدير بالذكر أن هناك شكلين للشعر المرتبط بمادة تراثية هما:
    أولاً ـ شكل يتقيد فيه الشاعر بوحدة الزمان والمكان التأريخيتين للحدث، ارتباطاً كاملاً غير منفك. فتدور الأحداث وفقاً لمعطيات البيئة الزمانية والمكانية القديمة والمحدودة في الخارج منذ البداية وقد يمضي بعضهم في التقيد بذلك الإطار التأريخي فيحاول اصطناع اللغة التأريخية الملائمة".
    ثانياً ـ أما الشكل الثاني فيقوم الشاعر بمزج التأريخ بالواقع فيتداخلان ليقيما بنية موحدة.
    ومن المعروف أن الاهتمام بالتراث قد بدأ في القرن التاسع عشر، عندما ظهرت فكرة القومية والبحث عنها وتأصيلها، حيث رفع الشعراء الرومانسيّون شعار البحث عن الذات، وكان هذا البحث في تأريخ أممهم وأساطيرها، ولقد ظهرت ثلاثة مواقف متباينة من التراث في العقلية البشرية وتراوحت بين مؤيد متحمس ورافض وانتقائي.
    أولاً ـ الموقف الرافض للتراث برمته من منطلق الثورة على كل ما هو قديم. وأصحاب هذا الموقف يعتقدون أن المنهج الثوري يعني أن نثور على كل ما هو قديم وهدمه. وإقامة كل شيء من جديد وهذا الموقف تبناه الاشتراكيون.
    ثانياً ـ الموقف السلفي، وهو موقف محافظ يدعو إلى الجمود عند التراث والاكتفاء بمواريث السلف وعدم الحيدة عنها قيد أنملة وتقديس هذا التراث وتعظيمه كماً وكيفاً دون تدقيق أو تمحيص.
    ثالثاً ـ موقف انتقائي وأنصار هذا الموقف يعون تماماً أن كل تراث إنساني يضم في داخله جوانب سالبة وأخرى إيجابية. وأن روح العصر تتطلب نظرة موضوعية وتمحيصية دقيقة في التراث لنأخذ النافع منه ونسقط الطالح منه وهم بذلك يفهمون أن المعاصرة بمعنى الارتباط الفعلي بالظرف الزماني والمكاني أمر في غاية الأهمية.
    ومن ثم نخلص إلى أن الموقف الأول والثاني (الرفض الكامل والقبول الكامل) للتراث إن دل فإنما يدل على ضيق الأفق وآحادية النظرة. وهذا لا يتساير وروح العصر. إذ يجب لتتحقق المعرفة الشمولية أن تكون النظرة لهذا التراث نظرة موضوعية وشمولية للأشياء حتى يتأتى لنا الحكم على الأشياء حكماً صائباً.
    أما الموقف الثالث وهو الموقف الانتقائي، فأعتقد أنه موقف إيجابي وموضوعي، يدل على عمق التفكير وشموليته ويدل على الاستنارة وبعد النظر؛ فهذا الموقف يدعو للتمحيص والتدقيق، فيما هو صالح، والأخذ بالأنفع من التراث، وغربلته وعلى الشاعر أن يأخذ المناقب الإيجابية من التراث ويشكل لحظة وعي به، والاستفادة منه في طرح قضايا معاصرة.
    ولقد ظهرت كذلك مصطلحات نقدية جديدة وهي الأصالة والتجديد، وباختصار شديد أن الأصالة تعني الارتباط الشديد بتراثنا وبيئتنا. كما يعني التجديد الانفتاح على ما يجري حولنا في العالم وتطور العمل الأدبي شكلاً ومضموناً فالتغيير يحدث في الجزئي النسبي المتغير، وليس الكلي المطلق الثابت.
    "وهكذا يعمل مخزون الذاكرة في تشكيل السياق الشعري المعاصر وكما يستطيع الشاعر المعاصر استلهام بعض جوانب التراث في تشكيل بنية النص تشكيلاً حداثياً، ويكون هذا النص الحداثي استمراراً للنصوص القديمة يحاورها ويستنطقها ويقيم معها العلاقات التماثلية أو التناقضية للتعبير عن تجربة معاصرة".
    كما يرى أدونيس أن الشاعر العظيم هو الذي يستطيع أن يتجاوز التراث مضيفاً إليه شيئاً جديداً، وكذلك أن التراث عنده منشق إلى شقين غور وسطح، وثابت ومتغير قائلاً:
    "يجب أن نميز في التراث بين مستويين للغور والسطح. والسطح هنا يمثل الأفكار والمواقف والأشكال، أما الغور فيمثل التفجر، والتطلع، والتغير والثورة، لذلك ليس مسألة التطور أن نتجاوزه بل ننصهر فيه. الشاعر الجديد ـ إذن ـ متفرس في تراثه، أي في الغور ولكنه في الوقت ذاته منفصل عنه. إنه متأصل لكنه ممدود في جميع الآفاق. الحركة الوسطية متصلة بالذات وأعني بها حركة الأصالة والتجديد أو الأصالة والتفتح يعني المحافظة على الأصول مع التفتح على الحضارة الحديثة".
    وقد قُسِّم استلهام التراث في الشعر العربي إلى عدة أنماط:
    1 ـ التراث الشعبي.
    2 ـ الأقنعة.
    3 ـ المرايا.
    4 ـ التراث الأسطوري.

    1 ـ التراث الشعبي:
    يمكن أن يصنف الناحية التأريخية وقد يؤدي دور الرمز. والجاذبية من التراث تكمن في أنه يمثل جسراً بين الشاعر والناس وبين الحاضر والماضي. وهو بذلك قد يؤدي دوراً في إيقاظ الشعور القومي وإبقائه حياً. ونجد خير تمثيل لهذا النوع من الشعر هو الشعر السوداني الحديث. فهو أكثر "اتصالاً بهذا التراث ومن ثم تفرداً في اللون الإقليمي (...) وإذا كان هذا الشعر يبدو غريباً حين يتجاوز حدوده الإقليمية، فليس هذا هو ذنب الشعر، وإنما جريرة الكسل العقلي عند من يريدون أن يتناولوا الأمور من أسهل الطرق".

    2 ـ الأقنعة:
    حيث يمثل القناع شخصية تأريخية، في الغالب يختبئ الشاعر وراءها، ليعبر عن موقف أو ليحكم على نقائص هذا العصر من خلالها. وقد يكون القناع أيضاً، أسطورة تأريخية ـ غير حقيقية ـ فهو من هذه الناحية، يعبر عن موقفه من التأريخ الحقيقي. فيخلق بديلاً له أو محاولة خلق موقف درامي مغاير ولكن دونما التحدث بضمير الأنا".

    3 ـ المرايا:
    المرايا أشد واقعية من القناع كما أنها أيضاً أشد حيدة لأنها لا تعكس إلا الأبعاد المتعينة على شكل صورة أمينة للأصل، ولكنها في ذات الوقت تستطيع أن تكون بعيدة عن الموضوعية، لأنها في النهاية صورة ذاتية ومن المفترض أن تكون كذلك إذ لو كانت مكتملة الموضوعية لكانت أقرب إلى الواقعية الطبيعية التي تحاول رسم الأمور كما هي دون تحريف. ولكانت أشبه بالتصوير الفوتوغرافي ولكن المرايا أوسع مجالاً للانفتاح من الحاضر لأنها تستطيع أن تُرجع للماضي كما أنها يمكن أن ترفع من وجه الحاضر وأن تَعكِس الأشياء مثلما تُعكس الأشياء في حين لا يصلح القناع إلا للماضي واستحضار شخصيات أصبحت أنموذجية في التأريخ.
    وتنقسم المرايا إلى:
    أ. مرايا الشخصيات التأريخية.
    ب. مرايا الشخصيات غير المحدودة بالزمكان.
    ج. مرايا شخصيات رمزية.
    د. مرايا شخصيات معاصرة.
    هـ. مرايا المجسدات.
    و. زمانية الحاضر والوقت.
    ز. مرايا مكانية.
    ح. مرايا الأشياء.
    ط. مرايا مجردة.
    ي. مرايا أسطورية.

    4 ـ التراث والأسطورة:
    تمثل الأسطورة مقاماً هاماً في كثير من العلوم الإنسانية الحديثة، يرى بعض علماء "الأنثروبولوجيا" أنها تعبير ديني اجتماعي، ويعد استقلال الأسطورة في الشعر العربي الحديث من أجرأ المواقف الثورية فيه. وأبعدها أثراً حتى اليوم، لأن ذلك استعادة للرموز الوثنية واستخدامها في التعبير عن أوضاع الإنسان المسلم العربي المعاصر قد يؤدي إلى رفع أكثر من حاجب.
    ومن ثم قد أصبح الشعر العربي المعاصر يعتمد كثيراً على هذه الرموز واستلهامها مؤكداً إنسانية الأدب باستغلال الشاعر بكل بادرة في التراث الإنساني لها طبيعة الرمز والأسطورة غير مفرّق بين التراث العربي وغير العربي بذلك قد أضاف مادة ثقافية إنسانية جديدة إلى الشعر العربي أي "إن شعره المعاصر قد أخذ يمثل حلقة من سلسلة التراث الإنساني الشعري خلال هذا الترابط المعنوي بين رؤية الشاعر المعاصر والتراث".
    فإذا كان الهدف من استلهام التراث هو التفاعل مع هذا التراث وربطه بهموم الشاعر وعصره حتى تتحقق الأصالة والمعاصرة في الإنتاج الشعري فإننا نخلص إلى أن شاعرنا محمد عبد الحي له القدح المعلى في ذلك بين الشعراء العرب المعاصرين داخل وخارج السودان وهنا نورد بعض النماذج الشعرية التي تبين فهم محمد عبد الحي العميق للتراث المحلي والإنساني حيث يقول:
    صحراؤك احترقت ليلاً عنادلها
    من نار موسى التي شبت أوائلها
    من حلمك البشري
    وهنا يستلهم الشاعر قصة سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ وهي من القصص القرآني ويبين لنا ماذا يحدث الآن في أرض موسى ويبدي حزنه وأساه. وكما يؤكد على وجود الحس الديني وتأصله داخل النفس البشرية وهذه من أساسيات الخطاب الشعري لهذا الشاعر المتفرّد.
    وفي النموذج التالي نجده يستدعي ذلك الحيوان الخرافي التنين ليرمز به إلى قهر السلطة وكذلك يجعله شاهداً على ما يحدث في هذا العصر من عذابات وآلام واضطهاد للبشرية:
    رفرف التنين في ليل المدينة
    أخضر الجلد وهاج الشعل
    وفي النموذج التالي نجده يستدعي قصة من الأدب العالمي حيث يستلهم قصة "هاملت"* ليبين درجة الظلم والحطة والخيانة التي وصل إليها هذا العصر:
    أبلغ العسس رئيس الشرطة
    بشبح الملك السابق
    الذي ظل يحوم ثلاث ليالي متواليات حول القصر الملكي،
    بدرعه وسيفه وقوسه
    ثم يرجع إلى تراثه المحلي في السودان حيث يستلهم قصة إسماعيل صاحب الربابة** في تبيان خطاب الهوية السودانية:
    الفرس الأبيض
    تميس في الحرحر والأجراس
    وعلى حضن الينبوع يستفيق طفل الماء
    ويفتح الحراس
    أبواب (سنار لكي يدخل موكب الغناء)
    وفي النموذج التالي نجده يسترجع التاريخ المحلي ليرمز إلى انتمائنا العميق والعريق وضروب جذورنا في التأريخ حيث يذهب بنا إلى الحضارة المروية التي أقامها الزنج قبل الميلاد:
    وكان الكروان الأسود الريش يغني
    في غصون الشوك
    كان غنائه على شرفه ترهاقا*** قديما
    وفي النموذج التالي يستلهم التراث الإنساني ليأخذ قصة سيدنا نوح عليه السلام، وكأنه يتمنى أن يحدث ذلك الطوفان ليبدأ العالم من جديد بخلق صافٍ وعظيم:
    مرض من الزمان
    يبدأ الطوفان
    وتطير وترجع عبر حدود الحياة الحمامة
    كما ينهل في معين التراث العربي الإسلامي من درعيات ابن عربي قائلاً:
    حراس اللغة ـ المملكة الزرقاء
    ذلك يخطر في جلد الفهد
    وهذا يسطع في قمصان الماء
    وخلاصة القول إن استلهام التراث وتفجيره بمعان جديدة ومعاصرة يحتاج إلى شاعر موسوعي المعرفة وعميق الفهم حتى يصل إلى مستوى التفجير. ولا يكون شعره استغراقاً في الماضي إذ أنّ هذا التناول السطحي قد يذكرنا بالماضي ولكن لن يقدم أي حلول للمشاكل المعاصرة ولكن تفجير التراث قد يولد لنا لحظة وعي بالتراث متصلة غير منقطعة في سيرورة ما بين الحاضر والماضي. ففي الأساس أن الهدف من استلهام التراث هو التفاعل مع هذا التراث وربطه بهموم الشاعر وعصره حيث تتحقق الأصالة والمعاصرة في الإنتاج الأدبي الذي يتخذ مادته من التراث كما أسلفنا.
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    18-12-2006, 12:39 PM #2
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    المبحث الثاني: قصيدة العودة إلى سنار بين الشاعر والقصيدة


    العودة إلى سنار (الشَّاعر):
    كتب الشاعر محمد عبد الحي هذه القصيدة في عام 1962 وبعملية حسابية بسيطة ندرك أنه كتبها وهو بعد في الثامنة عشرة ربيعاً.* ونشرت سنة 1963. ولكن من المعروف أن هذه القصيدة كتبها الشاعر أكثر من سبع مرات وكأنها جزء من سجل حياته تنمو معه نضجاً وعمقاً كلما نضج هو وكبر.
    حيث يقول عنها:
    "تحولاتها ـ تحولاتي (هل أنا غير حصاة، تتبلور فوق جمر الأغنية؟؟ منذ أن كتبت ثم نشرت في الرأي العام في ديسمبر 1963 وحوار 1965 وتم كتابتها مرة أخرى وأخرى في يوكشير وأكسفورد".
    وقد ذكر الشاعر وسوغ كتابتها مرات ومرات وما تمثله هذه القصيدة في نفسه يخبرنا قائلاً: "لسبب ما فعل ذلك أليوت بمسودات الأرض اليباب ربما أراد أن يتخلص من وزره، وأفعل ذلك تخلصاً من أثمي الخاص. لقد أصبحت القصيدة مركزاً جاذباً لقواي الشعرية، إذا لم أتخلص منها ستظل تجتذبني وذلك مضر. لقد أضر بأذراً باوند في أناشيده فقد أصبحت ديناصوراً شعرياً يصعب التحكم فيه ولا يشبع أبداً مهما ألقمته من الكلمات والكلمات".
    فهي إذن بالنسبة له تطهر من إثمه الخاص. ولكنها كما ذكرت سابقاً تمثل تأريخه الفكري وقد نمت معه "وربما كانت (العودة إلى سنار) دفعة من كيان الفنان في شبابه حينما رغب مثلما ـ رغب جويس في أن يشكل في مصهر روحه ضمير أمته الذي لم يخلق بعد. وربما كانت فتحاً آخر. وإلا كيف أفسر أنها كتبت سبع مرات أو نحو ذلك كأنها تدرج من مقام إلى مقام حيث تأريخ الذات وتأريخ القبيلة شيء واحد".
    إن اهتمام محمد عبد الحي بتأسيس خطاب الهوية السودانية، جعله يسقط رغبته هذه في هذه القصيدة التي يعدها الشاعر رحلة من مواطن البراءة الأولى حيث قيل:
    "اهتمام محمد عبد الحي بالأسطورة والتأريخ والمسرح وكل المكونات التراثية محاولة منه للعودة إلى نبع البراءة الأولى ـ في التأريخ السوداني توقف عند مروي وهي حضارة سودانية عظيمة ولكنه تجاوزها إلى سنار باعتبارها الأكثر حضوراً في الذات السودانية".
    ولكن في المقابل نجد أن محمد عبد الحي كان دائم النفي لتوجه هذه القصيدة السياسي ويرى أن البعض قد حملها تحاميل لم يرم هو إليها. حيث قال في واحدة من رسائله لأحد أصدقائه:*
    "وقد ظهر الجزء الثاني من حلقة النقاش التي أدارتها سلمى الخضراء الجيوشي. وبدأت أحس أن القصيدة قد تستعمل لأسباب سياسية هي ليست فيها ومنها. أريدهم أن يلتزموا أكثر بقضايا العرب وقضايا الأفارقة، ولكنهم الآن يهربون من الاثنين ويخافون الالتزام بالأبعاد العميقة للثقافة السودانية. وأهم من ذلك أريدهم أن يعرفوا أن الإدراك الثقافي ما هو إلا وسيلة لإدراك أعلى وأعمق ولكن القصيدة نفسها صورة وأحلام وكوابيس وتشنجات إيقاعية، ونشوة، ورعب وشيء من المعرفة الحدسية الشعرية فهي اللغة ومن اللغة وللغة".
    وتأكيداً لما سبق نجد الشاعر يقول في مقام آخر: "ما تقدمه القصيدة ليس فكراً سياسياً أو قومياً. إنها تأكيد للجوهر الديني للوجود الإنساني وهذا الجوهر وحده هو أصل الملامح المتعددة للإنسان وأفعاله وتبقى القصيدة كالشجرة وجودها في حد ذاتها. ولا تترجم إلى عناصر أو أشكال غير ما هي فيه".
    وقد يكون الشاعر قد اختار موضوع هذه القصيدة وأسماها العودة إلى سنار تأثراً بالحركة التي قادها مجموعة من الفونج والمثقفين قبيل الاستقلال بقيادة خضر عمر التي تدعو إلى أن يسمى السودان بجمهورية سنار باعتبار أن سنار هي رمز أو بداية حقيقية لتكوين السودان الحالي حيث تجاوز بين العناصر العربية والعناصر المحلية.
    ونرى أن هذه القصيدة لقد حظيت بكثير من الدراسات التي كتبت بواسطة نقاد سودانيين أو عرب ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر: سلمى خضراء الجيوشي* وعبده بدوي** ومجذوب عيدروس*** وسيد أملس**** وما زال بها متسع يستحق الاهتمام والكتابة.
    العودة إلى سنار (القصيدة):
    تتكون قصيدة العودة إلى سنار من خمسة أناشيد. جعل الشاعر لكل منها عنواناً، وهي على التوالي:
    نشيد البحر، نشيد المدينة، نشيد الليل، نشيد الحلم، نشيد الصبح. فالبحر يقابل اليابسة المتمثلة في المدينة والليل يقابل الصبح والحلم هو تأليف لهذه الأضداد.
    فالقصيدة هي تأريخ لمكان، ولكنه مكان ينتفي فيه الزمان، حيث أن صوت "الأنا" في القصيدة: (لعلّه الشاعر نفسه). رحالة جوال، ولكن ترحاله وتجواله ليس مكانياً، إنما زمانيٌّ، فهو يترحل ذهاباً وإياباً، عبر حقب تأريخ المكان. فهو يخترق حاجز الزمان حيث ينفذ إلى الماضي، ثم يعود إلى الحاضر وفي تجواله هذا يبحث عن الحق، حذوه حذو أبي يزيد البسطامي. ولكن يجد أن البسطامي أوفر حظاً منه، إذ أن أتاه هاتف قبل تعمقه في رحلته، وأخبره أن الحق حيث خرجت فرجع ولزم الخدمة، حتى فتح له. أما رحالة العودة إلى سنار فقد تجشم عناء الرحلة والسفر من البداية إلى النهاية. وكذلك عذابات التجريب والإخفاقات. حيث عاد إلى موطنه بحثاً عن الحق، بعد أن غادره بحثاً عن الحق، ولم يبلغ مبتغاه في دار الغربة، فأتى إلى الوطن لغربة من نوع آخر وهي غربة عن الحق.
    ويبدو "الأنا" هنا وكأنه بطل أسطوري، له قوة خارقة، وقدرة على النفاذ عبر الأزمنة المختلفة. فهو عند وصوله إلى أهله في المملكة الزرقاء، استقبله أهله بكل زخمهم وحبهم، ولكنه ما زال يحس بغربته المعرفية، ويتوق إلى الترحال للبحث عن الذات والحقيقة. ولكن بوجوده في المملكة الزرقاء، لم يجد كل ذاتيته بل رأى جزءاً منها، ولكنه يبحث عن الحقيقة، والحقيقة لا تكون إلا كاملة. ولذلك يتوغل مرة أخرى في الزمن ليقف على الحضارة المروية ولكن أيضاً لا يجد مبتغاه ولا تكتمل الحقيقة. ولكنه يعرف جزءاً من التكوين في رحلته هذه.
    وترقص في الأجراس وفي الديباج
    امرأة تفتح باب النهر وتدعو
    من عتمات الجبل الصامت والأحراج
    حرّاس اللغة ـ المملكة الزرقاء
    ذلك يخطر في جلد الفهد،
    وهذا يسطع في قمصان الماء.
    الليلة يستقبلني أهلي:
    أرواح جدودي تخرج من
    فضة أحلام النهر، ومن
    ليل الأسماء
    تتقمص أجساد الأطفال
    تنفخ في رئة المداح
    وتضرب بالساعد
    عبر ذراع الطبال
    الليلة يستقبلني أهلي:
    أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى
    إبريقاً جمجمة
    مصلاة من جلد الجاموس
    رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوس
    وكانت الغابة والصحراء مثل امرأة عارية تنام على سرير من البروق، في حالة انتظار لذلك الثور* الخارق وهو يرمز إلى الثقافة الإفريقية حيث يكون الوجه والقناع** شيء واحد. والقناع يرمز إلى الثقافة الإفريقية، والوجه إلى الثقافة العربية وتوحدهما معاً يخلقان هذا الخلاصي في مملكة البراءة وهي سنار.
    وكانت الغابة والصحراء
    امرأة عاريةٌ تنام
    على سرير البرق في انتظار
    ثورها الإلهي الذي يزور في الظلام
    وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً
    يزهر في سلطنة البراءة
    وحمأ البداءة
    ثم يبدأ النشيد الثاني، المدينة حيث يطلب الرحالة أن تفتح له الأبواب، وبالفعل تفتح له الأبواب ليدخل إليها عائداً هل هي عودة من سفر حقيقي وغربة عن الوطن؟ أم عودة معرفية بعد غربة عن المعرفة. ولكنه عاد وفتحت له الأبواب أي عودة هذه؟! عاد هو يغني بلسان ويصلي بلسان. فهو عندما يغني ويعبر عن ما يجيش بنفسه فإنه يستخدم لغته الأولى وهي اللغة الأولى لعلها اللغة المروية، ولكن عندما يصلي يصلي بلغته الجديدة المكتسبة. فهو قبل أن تنتفي الغربة المعرفية لديه، كان لسنين طويلة مستلفاً له لغة ليست هي لغته ورؤيا ليست له، ولهذا خرج مغامراً يبحث عن ساحرة الماء الغريبة علها تقدم له إجابات على استفهامات غامضة كثيرة. وهو في بحثه هذا كان مستسلماً للبحر ليأخذه إلى سنار، وهنا تنتفي إرادته. وإنه في بحثه هذا، يحلم بأرض خلقت خصيصاً للغرباء. وهناك حيث يضاجع حوريات البحر إله البحر إلى آخر ما يقوله الشعراء .. وهي أرض أسطورية لا وجود لها.
    أنا منكم. تائه عاد يغني بلسانٍ
    ويصلي بلسان
    من بحار نائيات
    لم تنر في صمتها الأخضر أحلام المواني
    كافراً تهت سنيناً وسنينا
    مستعيراً لي لساناً وعيوناً
    باحثاً بين قصور الماء عن ساحرة الماء الغريبة
    مذعناً للريح في تجويف جمجمة البحر الرهيبة
    حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء
    ـ تتلاشى تحت ضوء الشمس كي تولد من نار المساء ـ
    ببنات البحر ضاجعن إله البحر في الرغو ..
    (إلى آخره مما يغني الشعراء!)
    وفي ترحاله هذا بحثاً عن الحقيقة، رأى فيه الأهوال، والغرائب، والعجائب، ولكنه في داخله دائماً يتساءل هل يا ترى سيرجع يوماً إلى بلاده. ولكم تمنى أن يكون له طائر يحمله إلى بلاده. ولكن عند رجوعه يريد أن يكون ملماً بالحقيقة الكاملة، وعارفاً لها. وكان صحوه هو الحلم، وكان الحلم هو همه الأوحد في تلك الذاكرة الأولى لأيام مروي المنسية. وأحلام قبيلته التي ينتمي لها بين موتاه حيث جذوره وتأريخه، وأقاصيص الطفولة الحلوة. وعندما يفتح الحراس الأبواب له يدخل وفي التو يحس بالالفة والدعة، والتأقلم لينام مثل نوم طفل الماء في الحصى، والطير في أعشاشه، والسمك الصغير في أنهاره، وفي غصونها الثمار، والنجوم في مشيمة السماء. أي الرجوع من غير المألوف إلى المألوف.
    ونمت
    مثلما ينام في الحصى المبلول طفل الماء
    والطير في أعشاشه
    والسمك الصغير في أنهاره
    وفي غصونها الثمار
    والنجوم في مشيمة
    السماء
    وفي النشيد الثالث الليل، نعرف أن المدينة رحبت بالرحالة، وضمته إلى حضنها الحنون. وأدهشته رؤية الأنهار العظيمة، والبروق والرعود، التي ذوبته في الوجود ليصبح جزءاً لا يتجزأ منه. وفي ظلام الليل يحدث له هذا الكشف التصوري، حيث ترجع الأشياء إلى شكلها القديم المعهود، ويرجع إلى بدايته التي ما قبلها بدايات، وإلى التكوين الذي ما قبله تكوين، قبل أن تحدث تلك الحادثات ليكون هذا المكون الجديد في الذات وتجلياتها.
    في الليل تطفو الصور الأولى
    وتنمو في مياه الصمت
    حيث يرجع النشيد
    لشكله القديم
    قبل أن يسمِّي أو يسمَّى،
    في تجلي الذات، قبل أن يكون غير ما يكون
    قبل أن تجوِّف الحروف
    شكله الجديد
    وفي الحلم يتجاوز البطل أسطوريته ليحدث له انهزام يحوله إلى بطل تراجيدي كانت زلته* بحثه عن ذاته وهويته، خارج بلاده. متجولاً عبر الأزمنة، حيث ذهب باحثاً عن معرفة الذات في مروي، ثم تركها وذهب إلى سنار، كلاهما على حدة لم يحولانه إلى هذا الكل المنشود، وبعد ذلك تجاوزهما معاً ونظر إليهما معاً، ليحدث له الكشف المعرفي حيث توحد الجزء المروي الممثل للحضارة الزنجية والجزء السناري الممثل للإنسان العربي مكوناً منهما معاً الكل السوداني. وباندماج هذه الأضداد حدث هذا التوحد. ولأن للحلم منطق للأحداث يتنافى مع الواقع، إلا أن الحلم للشخص الواصل إنما هو رؤيا، تتحقق وإشارات تتبلور، تعطيه الأمان وتترع قلبه بالحب، ويحس بالقبول. إنه لم يعد غريباً، بل إنه جزء لا يتجزأ من الصورة الكلية.
    يمدّ لي يديه
    يقودني عبر رؤى عينيه
    عبر مرايا ليلك الحميمة
    للذهب الكامن في صخورك القديمة
    فأحتمي كالنطفة الأولى
    بالصور الأولى التي تضيء
    في الذاكرة الأولى
    وفي سكون ذهنك النقي
    تمثالاً من العاج،
    وزهرة
    وثعباناً مقدساً وأبراجاً
    وأشكالاً
    من الرخام والبللور
    والفخار
    ولكن مهما يكن من شيء، فأن يكون هذا الحلم أضغاث أحلام، أو رؤى، إلا أنه لن يكون ولن تتحقق كينونته إلا في بلاده تحت تلك الشمس الحارقة والحب العميق ـ ثم تستمر هذه الرؤى والأحلام حتى يأتي الصبح.
    حلمٌ؟ رؤىً وهميةٌ؟ حقٌّ؟
    أنا ماذا أكون بغير هذا الصوت، هذا الرمز،
    يخلقني وأخلقه على وجه المدينة تحت شمس الليل والحب العميق
    وعند طلوع الشمس يبدأ الرحالة نهاره بإحساس بالاكتمال لأول مرة في حياته. هذا الإحساس الذي ينجم عن القبول بعد أن حدث الكشف وتحققت المعرفة، ليتحول التنافر إلى تجانس، فهو عرف أنه زنجي عربي مسلم واختار أن يكون كل ذلك الزخم بدلاً أن ينحاز إلى مكون واحد. وهنا يحدث له انتفاء لصفة البطل التراجيدي ليتحرر من المكان والزمان، وليعلو صوته رأسياً وتتسع رؤيته أفقياً ليصبح الآن بإمكانه أن يرى ويشاهد الحقيقة كل الحقيقة حيث يحدث له التطهير بعد أن دفع ثمن ذلته، وصبر على حكم القضاء والقدر، وانتفت بالنسبة له كل الأضداد، وبالتالي اكتملت دائرة الحق والمعرفة. وبهذا تم الكشف والقبول ووصل إلى المقام المراد. حيث تجانس تام ولا نشاز في الحياة.

    ونخلص إلى أن بطلنا هذا، هو بطل جوال في الزمان مفكوك الأسر طليقاً. ولكنه في بحثه الدائب عن الحقيقة، تتحول ماهيته حيث يكون في البدء بطلاً أسطورياً،* ثم يتحول إلى بطل تراجيدي** ثم أخيراً يتحول إلى مرحلة اللابطل.*** ولكنه في ذات الوقت إنسانٌ عاديٌّ وصل إلى مرحلة الكشف والقبول لكن ليس وحده بل بعد أن سُخر له مَلَك يسري به ليلاً في رحلة عبر الأزمان.
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    18-12-2006, 12:40 PM #3
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    المبحث الثالث: الغابة والصحراء دراسة تطبيقية على
    مستوى المضامين


    في عودته تلك ولعلها عودة عبر الزمان. وهي عودة عبر رحلة بحرية، فهل أراد الشاعر أن ينفي إحساس الزمان والمكان الذي يحسه الإنسان في السفر البحري؟ حيث الزرقة على مدى البصر. ولكن يرجع هذا العائد وهو يعلم أنه سيجد أهله في انتظاره ولكن من هم أهله؟!
    إن أهله هم حراس اللغة ـ المملكة الزرقاء، حيث الخيل التي تحجل في دائرة الضوء، وترقص حيث يصل رنين أجراسها المعلقة بأعناق هذه الخيل. وهذه الخيول مكسوة بالحرير والإشارة واضحة إلى إسماعيل صاحب الربابة شاعر السلطنة الزرقاء حيث امرأة تفتح أبواب النهر لتدعو القائمين على أمر حفظ اللغة. وهم أصحاب المملكة الزرقاء وهؤلاء الحراس يمثلان مجموعتين: واحدة تلبس جلد الفهد (ولبس جلود الحيوانات الوحشية عادة إفريقية تدل على القوة والعظمة). والبعض الآخر يسطع في قمصان الماء، وهذا قد يأول إلى تأويلين واحد يرمز إلى ابن العربي، والثاني إلى الابتلال، ولقد شرح الشاعر هذا في شروحاته على الديوان، وأرجعها إلى درعيات أبي العلاء المعري. وعلى كلٍ ان هذه الرموز مجتمعة ترمز إلى ثنائية الثقافة السودانية الزنجية العربية.
    الليلة يستقبلني أهلي:
    خيلٌ تحجل في دائرة النار،
    وترقص في الأجراس وفي الديباج
    امرأة تفتح باب النهر تدعو
    من عتمات الجبل الصامت والأحراج
    حرّاس اللغة ـ المملكة الزرقاء
    ذلك يخطر في جلد الفهد،
    وهذا يسطع في قمصان الماء
    ثم يخبرنا أن أهله حتماً سيكونون في استقباله. حيث أرواح جدوده تخرج من فضة أحلام النهر، ومن ليل الأسماء. إن أرواح الجدود في الثقافة الإفريقية لا تذهب، ولكنها تبقى محلقة في سماء الأحياء وتأتي في الأطفال لتمنحهم الهدايا والرشد.* وهي لأنها أرواح هجينة بين الزنجية والعربية، فهي تتشكل وتتلون بين هاتين الثقافتين. فهي تارة تتحول إلى هواء يملأ رئة مداح (رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم)، وتارة أخرى تتحول إلى قوة لتضرب على الطبول عبر سواعد ضاربيها. والمداح هو أحد ظواهر الثقافة العربية، والطبال أحد ظواهر الثقافة الإفريقية التي اشتهرت بالطبول. وفي هذا المقطع تتبدى ثنائية الغابة والصحراء، الغابة متمثلة في كل ما هو زنجي، والصحراء متمثلة في كل ما هو عربي.
    الليلة يستقبلني أهلي:
    أرواح جدودي تخرج من
    فضة أحلام النهر، ومن
    ليل الأسماء
    تتقمص أجساد الأطفال
    تنفخ في رئة المداح
    وتضرب بالساعد
    عبر ذراع الطبال
    ومرة أخرى يعيد الشاعر عبارته الافتتاحية "الليلة يستقبلني أهلي". ولكن في هذه المرة قد قدموا له الهدايا، وهي عبارة عن مسبحة من أسنان الموتى، وإبريقاً جمجمة، ومصلاة من جلد الجاموس. وهذه الأشياء هي رموز تلمع بين الغابة والصحراء. يعج هذا المقطع بثنائيات متضادة. فأولاً مسبحة والمسبحة هي عبارة عن حبات خرز منضدودة بها ثلاثة وثلاثون حبة يسبح بها المسلم لله سبحانه وتعالى، أي ترمز إلى الثقافة العربية الإسلامية، ولكن هذه المسبحة مكونة من أسنان بشرية للموتى، وهذه عادة إفريقية إذ كان الفارس عندما يقتل أحد أعداء القبيلة يحتفظ بأسنانه كتذكار. وبهذا كون أن هذه المسبحة مكونة من أسنان الموتى فهما يرمزان إلى الثقافة العربية الزنجية. كما أعطوه أيضاً إبريقاً جمجمة. هذا الإبريق يمثل الثقافة العربية، حيث يحفظ فيه المسلم الماء للوضوء، ولكن هذا الإبريق ليس من حديد أو فخار، إنما هو عبارة عن جمجمة وأيضاً يحتفظ المقاتل الإفريقي برأس أعدائه ولكن هنا يستخدم كإبريق. وكذلك ترمز هذه الثنائيات الإبريق، الجمجمة، المسبحة، أسنان الموتى إلى الثقافتين العربية الإفريقية. وأهدوه مصلاة والمصلاة تفرش ليصلي عليها المسلم، وهي عادة تكون من خرقة قماش، أو نسيج ولكن هذه المصلاة من جلد الجاموس، وجلد الجاموس يرمز إلى الثقافة الإفريقية فالثنائية المصلاة، وجلد الجاموس تظهر لامعة بين النخل والأبنوس. النخلة ترمز للثقافة العربية والأبنوس يرمز للثقافة الإفريقية والشاعر في إطلاقهما هنا أطلق الجزء (الأبنوس والنخلة) وأراد الكل (الغابة والصحراء). وهي كذلك أيضاً لغة تطلع مثل الرمح وتبقى معلقة لتذكرنا بالجرح الذي خلفه فقدنا للغتنا الأولى.
    الليلة يستقبلني أهلي:
    أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى
    إبريقاً جمجمة
    مصلاة من جلد الجاموس
    رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوس
    لغة تطلع مثل الرمح
    من جسد الأرض
    وعبر سماء الجرح
    الليلة يستقبلني أهلي:
    وكانت الغابة والصحراء
    امرأة عاريةٌ تنام
    على سرير البرق في انتظار
    ثورها الإلهي الذي يزور في الظلام
    وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً
    يزهر في سلطنة البراءة
    وحمأ البداءة
    مرة أخرى يقول الشاعر اليوم يستقبلني أهلي، وهنا يرجع الشاعر إلى الماضي ليخبرنا عن الغابة والصحراء، وبدايات التكوين التي لا بدايات قبلها، حيث تلك المرأة العارية التي تنام على سرير البروق لعلها كناية عن الرغبة الجنسية، وهذه المرأة كانت في انتظار ذلك الثور المقدس* الذي لا يأتي للإخصاب إلا ليلاً في العتمة. لذلك هي لم تعرف أهو ذلك الثور الذي أتى أم رجل آخر لأن الوجه والقناع كانا شكلاً واحداً لا يمكن التمييز بينهما. ليحدث الإخصاب ويكون مملكة البراءة وهي ترمز إلى سنار وهي مملكة البدايات الأولى للسودان. ولعل الشاعر هنا يرمز إلى أن المرأة الزنجية هي الأصل والذي تغشاها هو ذلك العربي الذي لم تتبين ملامحه بسبب العتمة. وهي كانت في انتظار أن يحدث الإخصاب بهذه الصورة الطقسية** ولكن لأن الظلام كان حالكاً لم تميز القناع الرامز إلى الثقافة الإفريقية أو الوجه السافر الرامز إلى الثقافة العربية وبذلك حدث الإخصاب ليكون الغابة والصحراء.
    ومن ثم نجد في هذه المقاطع يستخدم الشاعر ضمير المفرد المتكلم وهو ضمير توحدي يدل على صوت الشاعر الذي يمثل صوت الجماعة التي ينتمي إليها. وفي هذه المقاطع نلاحظ الغنائية العالية ولكن أيضاً هناك حركة درامية تتجلى في الثنائيات الضدية، التي تجعل الموضوع يقوم على طرفي نقيض الغابة بكل ما فيها من زخم ثقافي في طرف، وفي الطرف الآخر الصحراء بكل زخمها الثقافي واستطاع الشاعر بواسطة "المنلوج" أن يخبرنا من هم أهله هؤلاء. أهله الذين تنازعهم ثقافتان. فهو قد وصف لنا أهله هؤلاء فهم يلبسون الجلود وقمصان الماء وتتقمصهم أرواح الجدود الهجينة لتتشكل في محورين هما الغابة والصحراء. الرمزان اللذان يشكلان وهما في حالة اندماج ثقافتنا وهويتنا في السودان. فمن نحن بغير هذه الثنائيات المتشابهة أو المتضادة؟ ونلاحظ على الرغم من ثقة الشاعر بنفسه، إلا أنه حائر ضائع بين التأكيد والتثبيت لماهيته وهويته. باحثٌ عن أهله القانعين بما يرون دون تساؤلات ولم يسعوا لتفسير تلك التناقضات، على العكس من الشاعر. الذي ذهب يبحث عن الحقيقة فاخترق حاجز الزمن، وتخطاه "فالشاعر يتخطى الزمن الفيزيائي، الذي تنمو فيه الأشياء وتموت، فإن هذا الزمن خارج على طاعة الشاعر، ويحل الشاعر نفسه محل الزمن فيصبح زمنه وهو المعرفة، وهو الوحي وكل شيء ينبع منه وعبر هذا الزمن الخاص يسيطر الشاعر على ثلاثية الماضي / الحاضر / المستقبل في صيرورة دائبة واتحاد كامل وانتظار ما لا يجيء".
    وعلى الرغم من أن هذا الزمن لا يزال في حكم المجهول وبعيد الحدوث، ليست هناك فروق دقيقة بين ما حدث وما لم يحدث في هذا العالم الساحري. ولكن الشاعر ليس محظوظاً مثل البسطامي* فهو لا يملك ذلك الهاتف فلذلك تخبط في رحلته للبحث عن الحقيقة. فهو برهة يتوقف في سنار وينظر إلى هذه التناقضات والثنائيات المتضادة، وتحيره أكثر على فرحته للعودة. إلا إنه لا يحس بالسعادة التي عرف تماماً أنها لن تأت إلا بعد أن يحدث له الكشف، الذي يجعله ينظر إلى هذا الكل المتناقض ويجد التفسير المقنع له. ولكن بدون الحقيقة، هو عبارة عن صوت ضائع، يبحث عن الكيفية التي تم بها هذا التكوين؟ ولماذا هذه الثنائيات والتساؤلات التي تعذبه وتقلق أمنه وسعادته؟! ولذلك نجده يقف هكذا بين المتحير والمتأكد بين الشاعر الذي يبحث عن هويته وأهله الذين يعرفون من هم، تعبيراً عن الذات وتعبيراً عن الآخر والأنا متداخلة بين الخاص والعام.
    ومن ثم فإن الماضي والحاضر يلتقيان ويتحدان، وقد استطاع الشاعر أن يحطم وحدة الزمن، للتعبير عن الحدث الماضي، والحدث المعاصر. فغدا الماضي الغريب زمانياً مألوفاً وكذلك الحال في وحدة المكان وخلق الجزء من الكل (رمز يلمع بين النخلة والأبنوس) ونرى كذلك أن في لحظة انعدام الرؤية أو المعرفة، تحول شكل القناع والوجه إلى شيء موحد لا ينفصل ولا ينفك. ولعل الشاعر هنا يعني هذا الهجين الخلاصي، الذي يسمى السوداني، فإن القناع الأسمر هذا، يكون الثقافة العربية الإفريقية (وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً). وهذا ذات الهجين الذي كون السلطنة الزرقاء. التي توقف عندها الشاعر في خياله وفي رحلته إلى الماضي، وإلى البدايات التي ما قبلها بدايات وإلى مرحلة التكوين التي ما قبلها تكوين ويزهر سلطنة البراءة ومن البداءة.
    وفي نشيد المدينة يصل الشاعر إلى محطته الأولى، وهي سنار حيث يخاطبها بلغة غنائية عالية وبأبيات مقفيات وموزونة. واصفها بأنها مدينة الأحلام، التي تعبر بها الفصول والمواسم حيث تبدو للوهلة الأولى، وكأنها مدينة أسطورية تهتز بنار الأرض وتلفظ لهيباً، وكأنها طائر أخضر الريش، وبها كل ما يشتهيه من (ثمر أحمر في صيفي، مرايا جسد ونجوم في سمائي).
    سأعود اليوم يا سنار، حيث الحلم ينمو تحت ماء الليل أشجاراً
    تعرَّي في خريفي وشتائي
    ثم تهتز بنار الأرض، ترفض لهيباً أخضر الريش لكي
    تنضج في ليل دمائي
    ثمراً أحمر في صيفي، مرايا جسدٍ أحلامه تصعد في
    الصمت نجوماً في سمائي
    "سأعود اليوم يا سنار" بتقريرية وتأكيد يؤكد لنا الشاعر أنه سيعود اليوم إلى سنار وهذه العودة هي عودة حالمة وادعة ومحبة "وتنم عودة المجد إلى سنار في هدوء ووداعة باكتشاف الذات وقدرتها الباهرة الباقية عبر التاريخ".
    وهناك في سنار، حيث الرمز يكون رفيعاً كالخيط الذي يأتي في لمعان أسود بين الذرى والسفح. ولا يكون هذا الرمز واضحاً إلا إذا كانت هناك خلفية مناقضة له في اللون، لتوضح هذا الخيط الأسود، كذلك الزنجي العربي. و الثمر الناضج والأصل القديم العريق. ثم يخاطبها بصورة مباشرة، مستخدماً فيها "أنت" أداة المخاطب المفرد الحاضر، وأنت كذلك جذوري وأصلي الذي يشبه الذهب، الذهب المجمر في صخرتي الزرقاء كناية على السلطنة الزرقاء. وكذلك بك النار التي
    طهرتني, لعل الشاعر يعني بها الحقيقة التي أعطته القدرة على أن يجرأ على الحب العظيم وينظر إلى الحقيقة بحيدة وموضوعية.
    سأعود اليوم، يا سنار، حيث الرمز خيطٌ،
    من بريق أسود، بين الذرى والسفح،
    والغابة والصحراء، والثمر الناضج والجذر القديم.
    لغتي أنت.
    وعرق الذهب المبرق في صخرتي الزرقاء،
    والنار التي فيها تجاسرت على الحب العظيم
    وينتقل الشاعر هنا إلى المواجهة مع أهله حيث يطلب من الحراس أن يفتحوا له أبواب المدينة، ويعيد الشاعر هذا الطلب عدة مرات برجاء ومسكنة ومحبة، وهنا يبدو حوار درامي حيث تتداخل الأنا المزهوة بالانتماء والأنت المشبعة بالمعرفة. حيث يسأله الحراس هل أنت من البدو؟ فيرد لا. هل أنت من الزنج؟ فيرد لا.
    ولكن يخبرهم أنا منكم ضائعاً رجع إليكم يغني بلسان ويصلي بلسان. ولعله هنا يرمز للغة الأولى اللغة الزنجية التي يتغنى به، ويعبر عما يجيش في دواخله بها، ولكن عندما يصلي يصلي باللغة العربية التي هي اللغة الجديدة المكتسبة، التي بمرور الزمن حلت محل لغته الأولى، التي ما زالت رنتها في داخله تخلق له هذه الثنائية. فأنا يا أهلي عدت من رحلة في بحار بعيدة وهي ممتدة لا تعرف الموانئ، ولعله يعني سفراً لا نهاية له في البحث عن الحقيقة. وكنت في رحلاتي هذه كافراً وناكراً لهويتي جاهلاً بها. وفي غيبوبتي تلك أتحدث بلسان مستعار ليس متأصلاً فيّ، وحتى رؤيتي للأشياء ليست رؤى أصيلة نابعة عن معرفة سابقة. فأنا في بحثي الدائب عن هذه الحقيقة المتمثلة في ساحرة البحر الغريبة، ولعل هذا يرمز إلى الخرافة في حياتنا وكأن عندما يجدها سيجد الإجابات التي يبحث عنها وهو في رحلته هذه مسلم قياده للريح تأخذه أنى شاءت، مسافرٌ عبر الأهوال، متحملٌ العناء، والنصب، والأهوال، في سعيه الحثيث للحقيقة ومعرفة الأسرار التي تغلف حياته، ولا تفسير لها. وأنا في بحثي أحلم بأرض خلقت خصيصاً للغرباء والغربة قد تكون غربة عن المعرفة، تذوب الأرض وتختفي في النهار، وتولد من جديد في المساء. وهنا عكس لظاهرة النهار والليل، من المعروف أن الليل هو الذي يخفي والنهار يكشف ولكن الشاعر يريدنا أن نحس بأسطورية رحلته هذه. أي لا مستقبل، ولا حاضر، ولا ماضي. لعل الشاعر يرمز هنا إلى بلد فيها المستحيل. إذن هي مدينة الخرافة والأساطير واللامعقول. إنه يبحث في هذا المكان العبثي عن الحقيقة وعن هويته. وعلى ما يبدو فإن مسألة الهوية هذه مسألة مستعصية لا يمكن أن تحل إلا في عالم تختل فيه الحقائق وقوانينها فليس هناك أفضل من عوالم الأسطورة في ذلك.
    أنا منكم. تائه عاد يغني بلسانٍ
    ويصلي بلسان
    من بحار نائيات
    لم تنر في صمتها الأخضر أحلام المواني
    كافراً تهت سنيناً وسنينا
    مستعيراً لي لساناً وعيوناً
    باحثاً بين قصور الماء عن ساحرة الماء الغريبة
    مذعناً للريح في تجويف جمجمة البحر الرهيبة
    حالماً فيه بأرض جعلت للغرباء
    ـ تتلاشى تحت ضوء الشمس كي تولد من نار المساء ـ
    ببنات البحر ضاجعن إله البحر في الرغو ..
    (إلى آخره مما يغني الشعراء!)
    ثم ينتقل ليخبرهم عن الصعوبات والأهوال التي ركبها فتبدو رحلته مثل رحلة "السندباد"* مليئة بالمخاطر والأهوال في عوالم غريبة وعجائبية، رأى فيها الغرائب ومطراً أسودَ، وسماءً من نحاس وغماماً أحمراً، وشجراً أبيضاً. وكذلك سمع عن غرائب، وأشياء لا يصدقها العقل ولا تستوي والمنطق، الذي عرفه قبل رحلته الغريبة في البحث عن الحقيقة، فهو قد سمع ضحكات الهيكل العظمى في صفحة الماء "ضحكات الهيكل العظمى، واللحم المذاب وشهد في رحلة الأهوال هذه من الغرائب ما حيره وأخافه وشهد كيف تنقض الأفاعي المرعدة حينما تقذف الأمواج جثة خضراء في رمل تلظى من الظلام. فهذه الأشياء التي سمعها وشاهدها ورآها لا تستوي مع عالم الشهادة فهو يتساءل يا صاحبي ماذا ترى؟ هل رأيت أرض ديك الجن أم قيس وهي الجزيرة العربية أم أرض أوديب ولير أم متاهات عطيل؟ كل هذه الأسماء ترمز إلى الثقافة الغربية أم رأيت أرض سنغور؟ وهنا يرمز إلى الثقافة الإفريقية.
    ثم لما كوكب الرعب أضاء
    ارتميت
    ورأيت ما رأيت:
    مطراً أسود ينثوه سماءٌ من نحاس وغمامٌ أحمر
    شجراً أبيض ـ تفاحاً وتوتاً ـ يثمر
    حيث لا أرض ولا سقيا سوى ما رقرق الحامض من رغو الغمام.
    وسمعت ما سمعت:
    ضحكات الهيكل العظميِّ؛ واللحم المذاب
    فوق فسفور العباب
    يتلوى وهو يهتز بغصات الكلام.
    وشاهدت ما شهدت:
    كيف تنقض الأفاعي المرعدة
    حينما تقذف أمواج الدخان المزبدة
    جثة خضراء في رمل تلظى في الظلام.
    صاحبي قل! ما ترى بين شعاب الأرخبيل
    أرض "ديك الجن" أم "قيس" القتيل؟
    أرض "أوديب" و"لير" أم متاهات "عطيل"؟
    أرض "سنغور" عليها من نحاس البحر صهدٌ لا يسيل؟
    فكل الأسرار التي يراها هي أسرار مغلقة، لا إجابات لها، وهذه الغرائب تفرض تساؤلات قد تبدو مثل أسئلة الأطفال، المليئة بالتشوق إلى المعرفة، والتي دائماً ما تنتهي بأسئلة جديدة، وبذلك يكون طلب المعرفة غير متناهي. وعندما عجز الشاعر عن معرفة كنه الحقائق في هذا العالم الغريب الذي يغيبه. أجهش بالبكاء، وتمنى لو أن له طائراً يحمله إلى بلاده، تلك حيث أنه يعرف وعورة الدرب، وصعوبة الرحلة، وأنه سيواجه الأهوال وهناك حيث تلك اللغة المألوفة والحقائق المعروفة. وفوق هذا وذاك هذا الحب الساطع والطمأنينة. ولكن عندما اتسعت الرقعة وكثرت الأهوال، وكذلك الأشياء الشاذة غير المألوفة قال الشاعر: خفت ودخلني الشك، وسألت هل يا ترى ستكتب لي العودة بعد أن أعرف الحقيقة والإجابات على هذه الأسرار المغلقة؟ هل أرجع وأنا أحمل هذا الحلم (الحقيقة) في أطراف ذاكرتي الأولى تلك الذاكرة التي ما قبلها ذاكرة. حاملاً أحلام قبيلتي لأعيش بين موتاي لعله يعني تأريخه وأحاديث وأساطير الطفولة، وهنا لعله يبين أنه بعد أن تحدث له المعرفة، وتنتفي تجربته الأولى، وهي في مقام الغربة عن المعرفة، فهو هل يا ترى تتحول غربته من غربة مكانية إلى غربة معرفية.
    أم بخار البحر قد هيأ في البحر لنا
    مدناً طيفية؟ رؤيا جمالٍ مستحيل؟
    أم صباحاً أم أصيل؟
    أم كهوف القاع ترتج ظلالاً ورسوماً
    حينما حرّك وحش البحر فخذيه: أيصحو
    من نعاس صدفي؟ أم يمجّ النار والماء الحميما؟
    وبكيت ما بكيت:
    من يا ترى يمنحني
    طائراً يحملني
    لمغاني وطني
    عبر شمس الملح والريح العقيم
    لغة تسطع بالحب القديم.
    ثم لما امتلأ البحر بأسماك السماء
    واستفاق الجرس النائم في إشراقة الماء
    سألت:
    هل يا ترى أرجع. يوما
    لابساً صحوي حلما
    حاملاً حلمي هماًّ
    في دجى الذاكرة الأولى وأحلام القبيلة
    بين موتاي وأشكال أساطير الطفولة
    أنا منكم. جرحكم جرحي
    وقوسي قوسكم.
    وثني مجد الأرض وصوفي ضريرٌ
    مجد الرؤيا ونيران الإله
    فافتحوا،
    حراس سنار،
    افتحوا باب الدم الأول
    كي تستقبل اللغة الأولى دماه
    حيث بللور الحضور
    لهب أزرق
    في عين
    المياه
    حيث آلاف الطيور
    نبعت من جسد النار.
    وغنت
    في سماوات الجباه
    فهو هنا يصرخ فيهم قائلاً: إني أنتمي لكم وجرحي جرحكم، وقوسي هو قوسكم. ولعله يعني أنه تضمه معهم وحدة الآمال والآلام. فأنا يا حراس سنار ترشح في داخلي هذه الأشياء التي لا أعرف تفسيراً لها، فأنا في داخلي وثني مجد الأرض، والرمز هنا للثقافة الإفريقية التي يقسم فيها الناس على الأرض ومع أنني هذا الوثني، ولكنني أيضاً هذا الصوفي الضرير الذي يمجد الرؤيا ونيران الإله وهنا يرمز إلى الثقافة العربية الإسلامية. ويقول إنني مزيج من هاتين الثقافتين فافتحوا الباب.
    ثم يدخل إلى المدينة وهو مرهق ومتعب وحافٍ "حافياً مستخفياً في لغة مهترئة". من رحلة الأهوال تلك. في اللحظة ينام وهذه النومة هي نومة الرجوع، من غير المألوف إلى المألوف. ومن غير المعروف إلى المعروف، وتصبح سنار هي المكان الشعري الذي تتوحد فيه الذات مع عناصر الطبيعة وكائنات الكون، وتتولد فيها علاقات الألفة.
    ودخلت
    حافياً، مستخفياً في لغة مهترئة
    من بقايا عشب البحر، ومن طعم مسامير السفين الصدئة
    ونمت
    مثلما ينام في الحصى المبلول طفل الماء
    والطير في أعشاشه
    والسمك الصغير في أنهاره
    وفي غصونها الثمار
    والنجوم في مشيمة
    السماء
    وعندما يحضر الليل، يشاهد الشاعر الرعود والبروق وأيضاً هذه الغرائب، ويتحول عالمه إلى رؤى خيالية مليئة بـ"الفنتازيا" والخروج عن المألوف فتتحول روحه إلى طائر أبيض، يلف ويدور حول سماء مدينته الغريبة. ثم كذلك يجد نفسه يقترب من عوالم غير مألوفة محشودة بالغرائب، ومنها السمندل ذلك الطائر الخرافي، يطير في قميصه المصنوع من الشرر، وهناك في الليل حيث تنضج الخمرة قبل أن تستخرج من الكروم وكذلك قبل أن تختم في آنية الفخار وفي هذا مبالغة حيث تتحرر الأشياء من ربقة الزمان وتبدو خرافية وغير متتالية على حسب الزمان.
    تعوم روحي
    طائراً أبيض
    فوق مائها
    ويطبق الليل الذي
    يفتح
    في الجمجمة البيضاء
    خرافة تعود،
    وهلةً ووهلة،
    إلى نطفتها الأشياء
    فيها؛ وينضج اللهيب
    في عظام شمسها
    الفائرة الزرقاء
    ويعبر السمندلُ الأحلامَ
    في قميصه
    المصنوع من شرار
    في الليل، حيث البدايات التي ما قبلها بدايات في بدء الخليقة. وكذلك ان الليل يكشف لنا عن الصورة الأولى، حيث ينمو فيه الصمت ثم يرجع هذا النشيد القديم وهذا النشيد قبل أن يحمل اسماً أو يُعطى اسماً، أي منذ البدايات الأولى في لحظة التكوين حيث تظهر الكينونة الأولى قبل أن يشملها التغير، هناك في ذلك الزمن الموغل في البعد قبل أن يأخذ هذا الشكل الجديد، وقبل أن تتملكه الحيرة.
    في الليل تطفو الصورة الأولى
    وتنمو في مياه الصمت
    حيث يرجع النشيد
    لشكله القديم
    قبل أن يسمِّي أو يسمَّى،
    في تجلي الذات، قبل أن يكون غير ما يكون
    قبل أن تجوِّف الحروف
    شكله الجديد
    هل هي دعوة إلى السفر؟ والسفر هنا هو الرحيل من أجل المعرفة أو هي دعوة إلى المكوث والاستقرار في مقام واحد؟ إذ أن الأصل في الشجرة البقاء في مكان واحد ومستقر. فهل يا ترى هذه دعوة إلى الترحال؟ أم دعوة إلى الاستقرار؟ وفي هذا المقطع تتجلى عبقرية الشاعر في نفي المكان والزمان، حيث تتبدى في هذا المقطع أيضاً هذه الكونيات التي اشتهر بها الشاعر.
    رائحة البحر التي تحملها الرياح
    في آخر الليل؛ طيور أفرخت
    في الشفق البنفسجي بين آخر النجوم والصباح
    أنصت هنيهةً!
    تسمع في الحلم حفيف الريش حين يضرب الجناح
    عبر سماوات الغياب
    هل دعوة إلى السفر؟
    أم عودة إلى الشجر؟
    أم صوت بشري غامض يزحف مثل العنكب الصغير فوق خشبات الباب
    يبعثه من آخر الضمير مرة عواء آخر الذئاب
    في طرف الصحراء؛ مرة رنين معدن في الصمت؛
    أو خشخشة الشجر، يلتفّ حول جسد القمر.
    ومرة تبعثه صوت الأجراس حين ترقص الأسماء في دوائر النجوم في النهر
    وهل هذه الأصوات صوت باب يدخلني إلى عالم الأحلام وهذا الحلم كان في آخر الليل وقبل الصبح وهو موعد رؤية كما قال ابن عربي "النوم الذي لا يعطي بشري لا يعول عليه". حيث ذلك الملاك الساهر في حراسة مملكة البراءة. ليأخذه في رحلة استكشاف الذات، ليرى تأريخه، ولكنه عاجز أن يرى وحده ولذلك يحتاج لهذا الوسيط ليكون عينيه ولينقله إلى عالم الأحلام والرؤى حيث "تجاوز حدودها وتختلط في نفس الوقت وتعيد تنظيم ذاتها، وإن ما فيها من الأمور المطلقة والمتضادة كمياً (بإيجاز، الاستقطابات الزائفة) تتضاءل وتفقد كل دلالتها، ويتوحد النظام بعدم النظام، والاستمرار بعدم الاستمرار، والمحتوم بغير المحتوم، ويصبح هذا التوحد إرضاءنا الأعظم".
    "فالشاعر هنا يتخطى الزمن الفيزيائي، الذي تنمو فيه الأشياء وتموت، فإن هذا الزمن خارج على طاعة الشاعر، ويحل الشاعر نفسه محل الزمن فيصبح زمنه هو المعرفة وهو الوحي والنبي كل شيء ينبع منه وعبر هذا الزمن الخاص يسيطر الشاعر على ثالوث الماضي / الحاضر / المستقبل في صيرورة دائبة واتحاد كامل وانتظار ما لا يجيء". والجدير بالذكر أن هذا الزمن لا يزال مجهولاً بعيد الحدوث فعليه ليس هناك فروق حقيقية بين ما حدث وما لم يحدث في هذا العالم الحلمي.
    ويأتي المكان فهو مكان داخلي تخترقه حركة الخيال رأسياً وبالصعود إلى برج التحول، وثم بالهبوط إلى الأعماق، وهذه الحركة الرأسية تتخطى في حركة أفقية مصاحبة عناصر كونية. من ثم إن رحلته مع الملك هذه "بمثابة رحلة الإسراء والمعراج. ولكن تختلف حيث قارب الشاعر بين حركة العالي المعراج ـ الذي بدأ به قبل الإسراء، في حركة عكسية لتلاقي حركة الصعود والهبوط، وهي تخلق هذا الحلم الشعري". فبهذا المعراج دخل الشاعر في زمن آخر وهو الماضي، حيث تجول فيه، بحفظ المكان وهو السودان ليعرج به الملاك في رحلة الاستكشاف ليرى ذاته وهويته، وكانت حاجته عالية لهذا الوسيط. حيث يرى من خلاله أصله التليد القيم مثل الذهب وهو هنا يتحول إلى نطفة في مرحلة التكوين، ليحتمي ويرى صور القبيلة الأولى، تلك الصور البعيدة التي أخفيت بسبب تراكم الزمن، وفي ثورة الذاكرة الأولى في ذلك الزمن حيث صفاء الذهن والنقاء حيث البدايات التي ما قبلها بدايات.
    أم صوت باب حلمٍ يفتحه
    في آخر الليل وقبل الصبح
    المَلَكْ الساهر في مملكة البراءة
    وحمأ البداءه
    تحت سماء الجرح
    يمدّ لي يديه
    يقودني عبر رؤى عينيه
    عبر مرايا ليلك الحميمة
    للذهب الكامن في صخورك القديمة
    فأحتمي كالنطفة الأولى
    بالصور الأولى التي تضيء
    في الذاكرة الأولى
    وفي سكون ذهنك النقيّ
    حلم أبصر؟ أهذا حلم؟ أهذا وهم؟ أم هذه حقائق تتضح فيها الرؤى والخيال وحقيقة الأشياء. في منتصف الصحراء تزيح الرمل، لنرى ذلك النقش الأسود، ثم أرى مَلَكاً غامضاً ولكنه واضح يعني واضح وغامض في ذات الوقت، وهذا في عالم الشهادة مستحيل. ويرى ذلك الرمز البارز في رمال الصحراء، حيث بعد الرؤية، يسمع صوت تلك المرأة التي تفتح باباً في جبل صامت، وتأتي بقناديل العاج (كناية للثقافة الزنجية) في درجات المعبد والمذبح تنام ثم ينام الحراس أيضاً. وهناك يحدث الإخصاب وميلاد وهذا الميلاد حين يتم يتم بين الحرحر والأجراس كناية للشيخ إسماعيل صاحب الربابة أحد شيوخ سنار وهذا الجسد ينضج بين ذراعي شيخ هذا الشيخ يعرف خمر اللَّه والناس وكذلك نرى استحالة جمع هذين الخمرين إلا أن في منطق الأحلام لا يوجد مستحيل "لأن الحلم كثيراً ما يكون صورة جلية عن النفس، وهو طريق يؤدي إلى أغوارها المجهولة وبه ندرك سر تخطي ذواتنا وتمثل وجودنا نقطة صغيرة في بحر بعيد لا نهاية له". ولكن أيضاً كثيراً ما لا تستقيم فيه الأشياء والواقع ويرى اللغة الأولى في هذه التماثيل ويذهب هناك بعيداً عند الحدود الأولى للذاكرة إلى البدايات التي ما قبلها بدايات. ثم يتساءل أهذا صوتي يا ترى؟ يبدأ في التكوين من النطفة الأولى إلى طفل لكي يولد في عتبات اللغة الزرقاء وهنا يرمز إلى السلطنة الزرقاء. وهنا يتمكن الجوال من معرفة كنه الحقيقة وهويته فهو تنقل عبر الأزمان ورأى مروي وتحققت له برؤيتها معرفة أشياء كان لا يعرف تفسير لها في هويته ثم أخذه الملك ليرى سنار وبذلك يكون تجاوز مروي ليرى سنار وفجأة حدث له الكشف وانتفت الأضداد في داخله حيث حدث اندماج كامل وتوحد بين الأضداد وتم له الكشف بمعرفة أصول هذه الثنائيات المتضادة وهما مروي الرامزة إلى الأصل الزنجي وسنار الرامزة إلى الأصل العربي الإسلامي ومعاً يكونان الثقافة السودانية بثنائياتها المتضادة والتي هي مصدر ثراء وليست عيباً في هذه الثقافة. وعند حدوث الكشف انتفى الزمان والمكان وعرف من هو وما هي هويته وبعدها تحول جسده إلى هذا الوطن الممتد، بكل تناقضاته وأوصافه "تمرح الأفيال، تسترخي التماسيح، والطيور تهب مثل غمامه" لاحظ انتفاء العالم الأسطوري وتحوله إلى واقع، حيث يحدث التوحد تبدأ الأشياء الحاضرة، وكأنها صوت الشاعر وصوت موتاه في الماضي، وبذلك يحدث التوحد بين الحاضر والماضي، وفجأة بعد أن لم يكن له ماض وبالتالي لا حاضر يدرك الجوال أنه له الآن ماض تليد ناصع وحاضر مزهر فهل يا ترى هذا حلم؟ فتحقيق ذاته وهويته مقرون بتلك المعرفة العميقة لذاته. "أنا ماذا أكون بغير هذا الصوت" برحلة المعراج والإسراء هذه تم له الكشف الكامل وعرف من هو حيث وجد كل الإجابات التي يرومها لتساؤلات جعلته في مقام الغربة لزمن طويل، ولكنه الآن وصل إلى مقام المعرفة وعرف ذاته وصفاته.
    وتجيء أشباح مقنعة لترقص حرة، زمناً
    على جسدي الذي يمتد أحراشاً، سهوباً: تمرح الأفيال،
    تسترخي التماسيح، الطيور تهب مثل غمامةٍ؛ والنحل مروحة
    يغني وهو يعسل في تجاويف الجبال، وتستدير مدينة زرقاء
    في جسدي، ويبدأ صوتها، صوتي، يجسد صوت موتاي الطليق
    حلم؟ رؤىً وهمية؟ حقٌّ؟
    أنا ماذا أكون بغير هذا الصوت، هذا الرمز،
    يخلقني وأخلقه على وجه المدينة تحت شمس الليل
    والحب العميق
    وحينما يجنح آخر النجوم للأفول
    ويرجع الموتى إلى المخابئ القديمة
    كيما ينامون وراء حائط النهار
    أنام في انتظار
    آلهة الشمس وقد أترع قلبي الحب والقبول.
    وحينما يأتي الصباح ويرجع هؤلاء الموتى الذين يجوبون الآفاق إلى أماكنهم القديمة ليناموا في النهار ففي هذه الليلة أنام وأنا أنتظر شروق الشمس بفارغ الصبر فقلبي مليء بالقبول والحب أي أن هذا الكشف أزال عنه الهم والقلق والآن هو يقبل هذا التكوين العربي الزنجي ويتصالح معه، وهذا يحسسه بالفخر بنفسه ويوقف التمزق القديم، فهو الآن في دار المعرفة.
    وعندما يطل الصبح وهذا أول صبح بعد أن تحققت المعرفة وانتفت الغربة فامتلأ الشاعر بالقبول وتشبع به، حيث تطل الشمس في أفق القبول وهي بمثابة اللغة وتصبح مصباح المعرفة وكأنها البللور في الليالي المقمرة، وكذلك هي شيء من إيحاء ورمز مستحيل.
    مرحى! تطل الشمس هذا الصبح من أفق القبول
    لغة على جسد المياه،
    ووهج مصباحٍ من البللور في ليل الجذور،
    وبعض إيماءٍ ورمزٍ مستحيل
    ففي الصباح يخاطب الشاعر سنار بلغة جميلة يبثها حبه وقبوله، ويرى أنها هي مرحلة التكوين لهذا الإنسان الخلاصي فهو يحب أيامه فيها، ويقدرها بما فيها من غث وثمين وكذلك يحب فيها رعبه الذي تمتلئ به شرايينه ولكن من الفرح العميق لأنه يعلن قبوله لكل كينونته في سنار سواء إن كانت وحل أم لهب فيخاطب سنار قائلاً: أنا أحب صحراءك وأحنو عليها وأحس بالعطف على الرمال والجفاف وفي ذات الوقت أحنو على موسم النماء والأمطار وهنا قد تكون هناك مقابلة بين الغابة والصحراء حيث الجفاف والرمال هي الصحراء والمطر والنماء هي الغابة والمقابلات الضدية هنا تعني القبول التام لها.
    ثم يدعو الشاعر شمس الحقيقة والقبول أن تملأ قلبه بالمعرفة وأن تنظف وتنقي دواخله من كل ما لحق بها من غبار عدم المعرفة وكذلك يدعوها قائلاً: نظفي ونقي لغتي وغنائي ووحدي بينهما حتى أصير هذا الكل الواحد.
    اليوم يا سنار أقبل فيك أيامي بما فيها من العشب الطفيلي
    الذي يهتز تحت غصون أشجار البريق.
    اليوم أقبل فيك أيامي بما فيها من الرعب المخمَّر في شراييني
    وما فيها من الفرح العميق.
    اليوم أقبل فيك كل الوحل واللهب المقدس في دمائك، في دمائي.
    أحنو على الرمل اليبيس كما حنوتُ على مواسمك الغنية بالتدفق والنماء.
    وأقول: يا شمس القبول توهجي في القلب
    صفِّيني، وصفِّي من غبار داكنٍ
    لغتي، غنائي
    وسنار تسافر في النقاء والصحو وهي مثل الجرح الأزرق لكنها عبارة عن رموز للجبل وللاله ولطائر ولفهد ولحصان وأيضاً لرمح ولكتاب وهنا يحدث تجانس بين الأضداد الرامزة للثقافة الزنجية والثقافة العربية ولكنهما معاً يكونان هذه الثقافة القوية التي تحمل أنقى ما في الاثنين.
    سنار تسفر
    في نقاء الصحو
    جرحاً أزرقاً
    جبلاً .. إلهاً .. طائراً
    حصاناً .. فهداً
    أبيضاً
    رمحاً
    كتاب
    حيث رجعت الطيور البحرية من الفجر بعد السفر والغياب والبحر الآن يحلم وحد أحلامه الخضراء التي لا تنتهي فالبحر في دواخلنا هو شيء أخضر ويمثل حلماً كبيراً ولكن هذا البحر دائماً في انتظار ظهور اليابسة وكأن السفر هنا يمثل السفر من أجل المعرفة واليابسة هي الوصول إلى تلك المعرفة.
    رجعت طيور البحر فجراً من مسافات الغياب.
    البحر يحلم وحده أحلامه الخضراء في فوضى العباب.
    البحر؟ إن البحر فينا خضرة،
    حلم، هيولي،
    في انتظار طلوعها الأبدي في لغة التراب.
    ثم يتحول صوت الشاعر هنا إلى صوت هادئ واثق ويختفي الشاعر ويصعد حيث يراقب من مكان علوي مدينته ويرى الأشجار والقوارب فوق النهر والمزارعين في الوادي والأعراس والمآتم في ضفاف النهر والأطفال يمرحون في الساحات وهناك تحت الأشجار تكون الأرواح في وقت الظهيرة حيث يبدأ الحديث برنة اللغة القديمة تلك اللغة المفقودة. والتي لم يبق منها إلا رنتها والشمس تسبح في نقاء حضورها، وعلى غصون الأشجار عائلة الطيور ولمعة شعرية للريح والأشياء تبحر في قداستها، وتموج وتتحرك في هدوء وسكينة ودعة فلا يوجد ما يعكر هذا الصفاء فكل شيء في مكانه المناسب والتناغم يتمثل في معزوفة الأرض العظيمة، فبعد حدوث الكشف رجعت الحياة وصارت مألوفة ومتناغمة لا نشاز ولعل الشاعر يرمز إلى ان معرفتنا لتأريخنا وأصولنا واعتزازنا بها وبأصلنا الهجين سيخلق هذه الدعة والسكون والمحبة فلا حروب ولا شقاق حيث يحل السلام والأمن.
    وبالنظر إلى كل الأناشيد نرى الأسى والحزن والحيرة تملأ النشيد الأول والثاني والثالث والرابع ولكن النشيد الخامس مليء بالفرحة والأمل وكأن الأناشيد السابقة التي كان يصف فيها الشاعر آلامه والأهوال التي عبر بها عن الأسى واليأس في بحثه عن الحقيقة وعذاباته كلها انطفأت وتحولت إلى دعة وأمل وحب بعد أن عرف الحقيقة أي أن معرفته للحقيقة أطلقته حراً ونقلته من مقام الحزن والرعب والألم والشقاء إلى مقام الفرح والأمن والسعادة.
    ونخلص إلى أن غالبية النقاد في السودان كانوا قد أعدوا هذه القصيدة هي خطاب الهوية السودانية حيث أبرز الشاعر هذه الثنائيات المتضادة في مكون السوداني (مسبحة من أسنان الموتى ـ إبريق جمجمة ـ تمثال من العاج ـ زهرة الثالوث ... الخ الخ) وهذه الثنائيات المتضادة لا تعني أن هناك صراعاً بين الهوية الزنجية والعربية ولكنهما معاً يكونان ثراء لهذه الثقافة. فالجدلية دائماً تؤدي إلى شيء جديد ومتطور.
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    18-12-2006, 12:55 PM #4
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    اود ان اشكر بعض من ساعدني جدا في تطوير فهمي لهذه القصيدة
    اولا زوجي استاذ الفلسفة ومقارنة الاديان ومشرفي الثاني دكتور الداروتي ومشرفي الاساسي بروف عباس محجوب ( الاول كتب عن الحركة النقدية في مجلة الفجر) والثاني كتب عن ( الشعر السياسي في السودان)ودكتور اسامة السيد زميلي
    في قسم اللغة العربية بالجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا..واستاذ النقد القديمقام بمراجعة دقيقة لهذا الفصل
    وصديقي الازلى اخي مجذوب العيدروس بصبر شديد قرا ما كتبت سنة 1982 وقومه وصلحه ليكون نواة لهذه الدراسة..
    رغم انه زميلي الا ان له اكبر الاثر في تعليمي وتوجيهي وقد كنت محظوظة ان يكون هو زميل دراسة ويقبل في دفعتي..
    ولا انسى اختي محاسن محمود اهدت لي اول نسخة امتلكها للعودة الى سنار سنة 1978
    ومن يومها انا اقرأها بانتظام...

    هذا الفصل كتبته في اكثر من عام واكثر من 10 مرات..وأحسب انه من اجمل واكمل ما كتبت

    لعطب في جهازي ساجلب ثبت المراجع لاحقا
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    18-12-2006, 12:57 PM #5
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    اتمنى الاخ خالد تنقو لو يسهل لعقيد الدخول بارسال باسورده. احسب ان له اضافات ستكون مفيدة لي
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    18-12-2006, 08:38 PM #6
    عبدالله الشقليني
    عضـــو

    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,144


    الدكتورة بيان
    تحية واحتراماً


    قبل قراءة النص ، يتعين أن نرُد طبق الحلوى
    في عيد القراءة الباهرة ، وخصنا بفضل الإشارة
    وتخَيُر المخاطبة
    ..
    نحتاج الزمان لنقرأ كل شيء
    لكِ سيدتي الشكر الجزيل
    __________________
    من هُنا يبدأ العالم الجميل

    18-12-2006, 09:01 PM #7
    عصمت العالم
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 4,154



    السيده الاستاذه الدكتور بيان...
    لك التجله والاعزاز..

    ولك التقدير فى هذا المنح الفكرى النافذ ..الذى سنتانا فى قراته بتعمق وشغف..ونعود اليك
    وقصدنا ان نعطى اشارة الرضا والاستحسان..كضربة البدايه..لزخم فكرى وثقافى وادبى عميق وثاقب..وشهى
    لك التقدير
    وانت تعيدين رونق التشكيل بحلاوة مادة تسر الناظرين وتشفى نهم غليل الباحثين و ترضى غرور المعرفه والبحث والتمحيص وتجلى تفاصيل رؤية منفتحه على ابعاد وعمق وحقيقه..
    ومزيدا من الامتنان
    وساعود..

    19-12-2006, 01:26 AM #8
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    العزيز الشقليني

    تحية طيبة

    خذ زمنك اقرا ثم عد للنقاش الثر المفيد...
    مثل هذه المواضيع تتسع الرؤية فيها بمناقشتها بموضوعية. وكل انسان يضيف تعليق او معلومة
    يكون اسهم في تقديم رؤية اكثر انفساحا
    كنت قد قدمت الغابة والصحراء في معهد الدراسات الاسيوية
    وحضر دكتور على عثمان وابو منقة
    ولا تتخيل مدى الافادة التي حققتها من الاستماع لهما...
    المعرفة ليس حكرا على احد ويجب عدم تحقير انجازات الاخر
    والنقد لا يتحمل الهرجلة..بل هو نشاط عقلي راقي ولذلك
    لا امارس الهرجلة فيه ولا اتقبلها..لانه تخصصي بالدراسة
    واقدسه جدا..
    بطفر الدمع من عيني عندما اتذكر تلك الحوارات الراقية التى كانت تدور في قاعات الدرس وخارجها..
    بيننا ويحضرني حديث عبدالله على ابراهيم في حديثه عن شيبون كنا مثل الزرازير..
    لا نكف عن الحديث المفيد.. نقرا مقالات بعض نقدم فيها راينا المخلص..
    دون سوء نية..نتقبل النقد ونعطيه..دونما لجاجة او تصيد..
    نستمع لاساتذنا ونتقبل توجيهاتهم بصبر, احيانا تطالب باعادة البحث مرات ومرات.
    ولذلك تعلمنا ان نأخذ من الآخر وان نتعلم ان اي اضافة معلومة لا تعني تجهيلك بل هي
    مساعدة لاستجلاء امر ما..بل تطالب الاخر بتقديم مساعدته بالراي او المعلومات الاضافية
    وربما تغير نظرتك تماما لعمل ما بعد نقاش مع شخص. فالتراجع في النقد لا يعني ضعفا
    فقط يعني ان هناك امر مستجد يجب ان يوضع في الحسبان...
    ولذلك في مقدمة بحثي وضعت هذا


    اقتباس:
    هذا البحث مجرد وجهة نظر تتقبل المناقشة والحوار والتعديل وليس هناك شيء قاطع فيها. أي قصور في هذه الرسالة يقع على عاتقي وحدي.
    ولذلك اتمنى ان يتم نقاش موضوعي لا بوليسي لا تفتيش ضمائر. هكذا تناقش القضايا النقدية بين المختصين
    والدارسين..
    كما ان تجاهل اسهام اساسي في موضوع ما يدل على قصور في النظر .
    لان القراءة في ادب الموضوع من اساسيات مناهج البحث...
    فاي شخص يريد ان يتفه هذه المحاولة ويغفلها سيجني على عمله هو وليس المحاولة.
    لان محاولتي هذه ستظل تاريخيا هي الاولى في دراسة ظاهرة ما يسمى بمدرسة الغابة والصحراء..
    في بحث دكتوراه.واي شخص يتحدث عن الغابة والصحراء يغفل هذه الرسالة يكون عمله
    ناقصا.كما ذكرت استحضار الدراسات السابقة امرا ضروريا..

    وشكرا لك على حديثك المشجع المطيب للخواطر..
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    19-12-2006, 02:54 AM #9
    عبدالله الشقليني
    عضـــو

    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,144

    http://sudaniyat.net/forum/viewtopic.php?t=1671

    الأحباء هنا
    والدكتورة بيان
    تحية طيبة ،


    لقد بدأنا حديثاً من قبل إذ فتحتِ أنتِ بوست :
    ( رحلة الوجه والقناع )

    كرصد حول ما قيل بيننا منذ مايو 2005 م

    وأعود أتراجع عن وصفي للغابة والصحراء ( مدرسة )
    وذلك بعد تبيُن ضعف الأسس ، و الخيمة الفضفاضة
    التي تأخذ المُفردات من بيئة الصحراء والغابة .
    ونواصل على ( مهل )
    الشكر الجزيل لجميع المُشاركين ،
    ونرجو أن نكون في اختلافنا إن وُجد رفداً للمحبة
    ، وترفيع للرؤى ، ونتجاوز بقدر الإمكان تعقيد الحاضر و الدخول
    في عوالم أكثر رحابة ، ونطور نهجنا في فهم الآخر ،
    وطرائق الكتابة ، ومدارس النقد ، واجتهاداتنا ،
    مع ترك المساحة المُفترضة بين الرؤى وبين النقد ( العلمي )
    وطرائق البحث العلمي ، وأن نتقبل التصحيح إن أبان عن نفسه
    بعين الرضا ،
    نهدف دوماً أن نؤسس إخاء ومحبة وتطوير لرؤيتنا
    من خلال النصوص ، رغم أننا نعلم تفاوت المنطلقات ،
    والمخزون المعرفي بين المشتركين في الحوار ، وتلك
    من محمدة التنوع .
    على أننا ربما نحتاج إن دخلنا عوالم التحقيق العلمي أن
    نضطر أن نُعيد تعريف المُصطلحات حتى نتبين رؤى غيرنا ،
    ورفدها بما لدينا كي نرتقي .
    تقبلي جزيل التقدير و وافر الشكر ،
    ونأمل أن نكون بقدر حُسن الظن بنا ...
    ونشكر جميع المشتركين الآن ولاحقاً .

    الوصلة أعلاه لموضوعنا السابق أوردناه لتحويل البوست لملف .
    __________________
    من هُنا يبدأ العالم الجميل

    21-12-2006, 12:53 AM #10
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    محمد عبدالحى وتجربته الشعرية
    الشعر رزق من الله
    0 الدكتور احمد محمد البدوي

    * إلى ذلك الجيل المدهش من الافنديه المتمردين ينتمي محمد عبدالحى ,من الافنديه المتعلمين الذين تفتحت أكمامهم في ظل نظام التعليم البريطاني أو الموروث عنهم الدائر في فلك نمطهم من بعد ذهابهم .وكان وضع الأمور في نصابها يقتضى أن يتوج الجهاد بمآثر الوظيفة ومنافعها من بعد قضاء سنوات في جامعه الخرطوم التي كان يراد لها أن تكون موئل الصفوة المتعلمة في مدارس الحكومة البريطانية ,غرفه التعقيم التي تحول اليافع إلى كائن مستأنس ,نواة الفطرة المشاغبة المخشوشنة مستأصله منه منزوعة ,ريش أجنحته شبه منزوع لكيلا يحلق بعيدا.
    المعايير الراسخة تقتضى أن تلتحق بالجامعة ,ولاسيما الأقسام التي تحقق اكبر قدرا من الثراء الاقتصادي والاجتماعي أما أن تزهد في الوظيفة فتهيم على وجهك أو تزهد في الجامعة فتتركها وراء ظهرك مختارا غير مرغم فتلك خطيئة الكاردينال ,اوكبيره الإمام ,خروج على ناموس الحق والسداد ,وتفريط في زينه الحياة الدنيا.
    من ذلك الجيل النور عثمان أبكر الذي أكمل دراسته في قسم اللغة الانجليزية ومحمد المكي إبراهيم ,شاعران غريران تحت وطأة حمى التوله بالثقافة ونشدان معرفه غير متناهية يهاجران إلى ألمانيا ويقضيان أعواما في وسط العمال الكادحين الملونين ولكن " قرب المنبع" على صله بتيار الحياة يعودان إلى السودان ومآثر الوظيفة التي حولت المكي الآن إلى سفير من بعد أن طلب غفران أبيه على " حماقات السنين الضائعة" ولكن التجربة كان لها فضل في نمو ثقافة الشاعرين وتقويمها وهما شاعران من أميز شعراء السودان وستفرد لكليهما مكانه في خارطة الشعرالعربى الحديث يوم أن تستقيم الموازيين ويتراكم الماء المنهمر سيولا في مجرى واحد.
    ومن ذلك الجيل محمود محمد مدني امن بأنه سيكون نسيجا وحده خارج الجامعة فتركها و لم يكمل وارتاد مجال أن تغدو مثقفا محترفا في الخرطوم وأدركته المعاناة التي تشمل في أيام " النميري" زيارة السجن في رفقه رجال الأمن وقضاء شهورا فيه خسيفا عزيزا وأدمن الكتابه الصحفية لكن إيقاعها الفاتر لم يطمس الق الكاتب العظيم الذي يكتب النقد ويترجم إلى العربية ويبرع في القصة القصيرة وفرغ من كتابه روايات لم نشر ودون بحوثا في اللغة الانجليزية ومثله عبد القدوس الخاتم الذي لم يكمل الجامعة في الخرطوم ولا موسكو ولا لندن قبل بوظيفة متواضعة في الخارجية السودانية وعكف على قراءات مجوده في الانجليزية –التي يشاع انه حفظ احد معاجمها- والروسية والعربية وفى الفرنسية أيضا وإذا عجم عود الخارجية وانتقى صفوة مثقفيها مثل جمال محمد احمد: الأستاذ الجامعي ومستشار مجله " حوار" وصلاح احمد إبراهيم الذي يشبه " عثمان دقنه" في جيش المهدية على مشارف كرري ليس له راية معقودة باسمه ولكنه يعلو على كل الرايات وحملتها لابد أن يكون عبد القدوس الموظف المتواضع واقفا في شموخ مع أولئك النفر وكلهم أكمل دراسته الجامعية وربما أربى عليها وكلهم وزراء وسفراء من العلية القابعة في قمة الهرم لتلك الوزارة المستهلبه التي تحتل أفخم المكاتب في كل عصر من عصور الخرطوم مثل السن الذهبية في فم ازدرد بلا أسنان لشخص جائع متشرد ,الوزارة المتنضجه المنتفخة كالديك الرومي ,العاطلة المربوطة العنق تأنقا خوائيا تفتح ذراعيا للضباط إذا تنكر لهم الجيش وأحالهم إلى المعاش من تزكيهم الأحزاب والطوائف والشخصيات والحكومات العسكرية المتسلطة ولكنها لأتعرف عبد القدوس إلا موظفا صغيرا إلى أن زهد فيها وهاجر إلى الخليج ...ولعبد القدوس مساهمات نقدية متنوعة تمتزج فيها اللغات والأمكنة والنفوس وتشي بمقدره نادرة على التذوق والتحليل والعرض.
    إلى هذا الجيل المتطلع في اشرئباب مجنون إلى عالم فياض بالمثل , هو اسمق من عالم الافنديه بقيده الحريري وبصره الكليل ,إلى هذا الجيل ينتمي محمد عبدالحى الذي أتى إلى جامعه الخرطوم في مطلع الستينات وقضى عاما كاملا في كليه العلوم ,في السنة التحضيرية التي يتنافس طلابها على دخول كليات الطب والصيدلة والطب البيطري والزراعة ثم نفض يده من الكلية والعلوم التجريبية وانتقل إلى كليه الآداب ليبدأ مسيره جديدة تتعانق فيها الهواية بالتخصص والمزاج الفردي بالمهنة وتتوحد أجزاء قضيه الحية في بوتقة ملتمه متماسكة .وفى ظل المواءمة المشهودة تقترب خطوات الفتى من النضج وتبرز القسمات الفارقة لأسارير شخصيته ..في جيله الذي يضم شخصيات على قدر من التميز لاينال ن قدرها أنها متوارية غير مشهورة مما يعزى للظروف المنحصرة في عيوب المكان الذي ينتمون إليه المكان الذي يلحق مظالم قاسيه بالمقدرات الفذة القابعة خلف أسواره ولاشك أن من مقومات نبوغ الطيب صالح تفلته من حصار المكان.
    إن التحاق محمد عبدالحى بكلية الآداب من بعد ,هو عوده الطائر " السمندل" إلى سربه من بعد طول افتراق ,وانتفاضه في مصهر النار منبعثا من جديد ,يعنى أن اهتمامه بالأدب –ونشاطه الشعري مركز ذلك الاهتمام –لن يغدو على هامش حياته ,بل يغدو قوام يومه .وكان الجيل السابق من الشعراء قد ولج أبواب الشعر الحر ,وخاضت رموز منه في نهر الواقعية الذي يتدفق بحيوية وقوة حينا ,ويؤول إلى مستنقع فاتر في حين أخر ,ومن يطالع مجله " صوت المرأة " ألخرطوميه ويقف عند الأعداد القليلة الصادرة في السنوات الثلاث السابقة لثورة أكتوبر –تشرين الاول1964 سيجد عبدالحى الشاعر مساهما بقصائد موزونة مقفاة في ذكرى استقلال السودان ,اكبر همها مقحم على ملكوت الشعر من الخارج كالرقعة في جلباب الدرويش وهو المشاركة السياسية بالانتصار للشعب والتغني بأمجاده وربما سعت القصائد على نحو ايمائى للتعريض بالحكم العسكري الأول الممقوت من قبل الجامعة المتجني على الاستقلال المؤود باطراح الديمقراطية وتكميم الأفواه ومنح الحرية أجازه اجباريه . وفى تلك القصائد لفتات الشبل في حال الصيرورة إلى كائن ذي لبد جسور .ولان الواقعية مبثوثة في طيات الحركة الشعرية فقد أضحى الانفكاك من أسرها الغلاب ,سباحه مضادة لاتجاه التيار الذي لم يكن عبدالحى يخلو من مسوغات التسوق معه , ولهذا نسمع في تلك الأشعار رنات من هنا ودندنات من هناك وتبرز في إحدى تلك القصائد لمسات دالات على شي من شعر تاج السر الحسن.
    ولكن "المنحى الشخصي" في شاعريه عبدالحى يتخذ سمته عشيه ثورة أكتوبر 1964 , وعلى وجه التحديد والتؤكيد في الصفحة الادبيه لصحيفة "الرأي العام" ألخرطوميه التي كان يشرف عليها عبد الباسط مصطفى.
    في تلك الأيام عاد الشاعران محمد المكي إبراهيم والنور عثمان أبكر من ألمانيا من بعد الصعلكه الثقافية والتشبع بريح الشمال طازجة غير معلبه وبرئتين غير مستعارتين ,صدمتهما ألمانيا حين أفاقا بعد ارتطامهما وهما يهويان من حالق بصخره الهوية فهما ليسا أوربيين وليسا من ذاك النفر اليعربى المعدود في الملونين عند الألمان وكتبا شعرا معبرا عن واقع فاجعة الاكتشاف وكارثة الانتماء الملهوج وتأبطا خلاصه دعوة جديدة اشتهرت باسم: " الغابة والصحراء" الغابة الدالة على أفريقيا والصحراء تدل على العرب وتلقف عبدالحى الدعوة وغدا داعي دعاتها كتب " إن خلاص الشعراء السودانيين السابقين غير خلاصنا من دعا منهم إلى عروبة خالصة " كالعباسي ومن افتن في التغني بحبيبه اسمها أفريقيا السوداء كالفيتورى وان الخلاص في جمع الأمرين ,"وبدأ يكتب شعرا مثل " جنيه الغاب وفارس الجواد الأصيل " وبدا يستحضر الرموز الخاصة بالأمرين المتمازجين ثم يسبكهما ونشرت الصحيفة الادبيه أن عبدالحى أحرق كل أشعاره السابقة لمرحله الغابة والصحراء ونهض من تصدى للدعوة المبتدعة على أساس أنها هرطقة معاديه للعروبة مثل " الفاتح التجانى".ا
    والحق أن مسالة الهوية كانت مطروحة على نحو ما في ديوان الشعر السوداني ,سبق إن تلبث محمد المهدي المجذوب عند الزنج وحلم بربابهم واستعصم صلاح احمد إبراهيم بالرموز الافريقيه وأبرزها في دوى قوى بارز في عنوان ديوانه الأول "غابه الأبنوس" لكن النور عثمان أبكر حين خلع عروبته من بعد في مقال يرد عليه صلاح قائلا : " نحن عرب العرب".
    وسبق أن الم بهذه الهوية المزدوجة التكوين فنان تشكيلي مثل : إبراهيم الصلحى في لوحاته وتنبه من حيث أعمت الغفلة الشعراء الافنديه إلى الأس الاسلامى بطابعه الصوفي الشعبي فنم عنه في شفافية وفى جيل سابق دعا موسيقار مثل إسماعيل عبد المعين إلى " النقر زان" الإيقاع الأصيل الذي يوصل بنسبه إلى زرياب .
    وفى فتره لاحقه يكتشف عبدا لحى أن الخيمة الكبرى للعروبة في السودان قد استظلت بالغاب في لندن وذلك في دراسة ممتعه عن ديوان "أصداء النيل" لعبد الله الطيب الذي يضم قصائد نظمها الشاعر عندما كان يعد اطروحه الدكتوارة في الأدب العربي بلندن.في النصف الثاني من الأربعينات .وفى تلك القصائد مذاق افريقى واضح.جعله عبدا لحى نزعه زنجية في الحانات وعن بنات الانديز وعن إحساس قوى بانتماء مثل الثلج ذاب من بعد العودة إلى الخرطوم –الصحراء.
    قضيه الغابة والصحراء ,استمدها عبدا لحى من النور ومكي ناسجا على منوالهما ,مضيفا إليها وربما ظهر جنوح لاستئثاره بها وان يكن أعلى الأصوات المروجة لها.
    وفى ظلها كتب عبدا لحى قصيدة: "العودة إلى سنار" بما عراها من تعديلات مستمرة إلى أن طبعها في كتيب ,على أساس أنها قصيده طويلة .وفى الطبعة الثانية حذف بداية التكوين الأول الذي يمثل مطلع القصيدة –الملحمة الروح, وهو نواة القصيدة المعدلة وأكثر أجزائها نبضا بالحيوية ينساب في تدفق متواصل بلارتابه:
    حين أبحرنا إلى سنار عبر الليل كانت
    شجرة التاريخ تهتز بريح قادم من
    جزر الموتى وكان الكروان المرجاني يغنى
    في غصون الشوك صوتا
    " كان غناؤه على شرفه ترهاقا قديما"
    وانحدرنا خلف سور الغاب والصحراء كانت
    نبع حيل,هي البوابة الأولى
    ينابيع على الجدران,منديل عليه\ من دم العذراء وهج
    ....درع قديم ,ونقوش ذهبيات ,وورقاء هتوف,ورماح
    أبنوس
    كان حلما أن نرى البدء وميلاد الطقوس.
    ومن ثم يطرق أبوب المجلات كالآداب ,حتى إذا ما تخرج ونال درجته الأولى وابعث إلى بريطانيا من قبل قسم الانجليزية بجامعه الخرطوم ,يتسنى له أن يطرق أبواب المجلات الجادة كمجله" شعر" و"حوار" و"مواقف" ومجله " المجلة" القاهرية ,و"البيان" الكويتية" و "المعرفة " الدمشقية".
    هذه المرحلة من شاعريه عبد الحي ,تستغرقه فيها الرموز السودانية المحلية والافريقيه والمسيحية واليونانية ويسميها هو "المرحلة الوثنية" ويود أن لو تأتى له إسقاطها .وقد اجتهد فعلا في إسدال ستار من النسيان على قدر غير قليل من القصائد المنشورة ,ربما لأنها لأتمثل شاعريته بآفاقها الجديدة في مرحله السبعينات ,وربما لأنها تشف عن خضوع لمؤثرات ,تجعل صوت الفذاذه متواريا وراء السياق مع أنماط أداء خاصة بشعراء مهمين.
    وهنا تتجلى ميزه ملازمه لتراثه الشعري ,هي الإصرار الدءوب على التجذر بطرق دروب جديدة ومجاهل وتجربه أنماط متنوعة والإلحاح على مداومة المحاولة ,قد يكون راغبا في اكتشاف نفسه ,واستخراج أفضل ما عنده والعثور على ماهو جوهر "لؤلؤ رطب" في عالمه, وقد يدل ذلك على قلق تجربته التي عرفت الحركة ,ولم تعرف الاستقرار .
    ومع ذلك هناك ملامح من تأثر غير خافيه في شعره تدل على صله قويه بشعر خليل حاوي والبياتى وتبدو العلاقة امتن بشعر ادونيس .ونحسب اهتمام عبدا لحى بالصوفي النفرى وإثباته اشاره ألبه في قصيده " العودة إلى سنار" وقد بدأ من اشاره سابقه في الزمان إلى النفرى وردت في ديوان ادونيس ولكن شاعرنا يطو الاهتمام بالرمز الصوفي إلى حد العكوف على "الفتوحات المكية" و" فصوص الحكم" لابن عربي . ولكن الرمز الصوفي في الشعر الحديث يستمد جذوره من ادونيس ثم من البياتى في استخدامه رمز الحلاج مثلا.
    ومن حيث البناء تشابه قصيده " العودة إلى سنار" قصيده " الأرض اليباب" أو " الأرض الميتة" لاليوت .كلاهما ذات خمسه تكوينات وذات هوامش في أخرها وكلاهما ذات اهتمام جم بازمه الهوية أو الانتماء واجده في التوجه الديني حلها الناجع.
    إن الشعر عند عبدا لحى يسمق عندما يصفو من كدر الاحتشاد الفكري ويغدو غناء مصفى غير مشوب عند عبد الحي المغنى .ولكنه راسخ الإيمان بان الشاعر الكبير يكون رحب الثقافة كدانتى يمكن أن يحتوى صدره على معرفه عصره كالمتنبي ولابد له من أن يبلغ أشياء ذات عمق فكرى وعنده هاجس قديم اسمه " البراءة الأولى" أو براءة اللغة أعاده صياغة الكلام بما يمنحه مجلي جديد ,وكأنه اللغة تولد من جديد بريئة طاهرة.
    بين هذين القطبين ,سعت محاولاته في الأفاق ,ولكنه الشاعر المغنى الذي يحسن الأداء الوجداني الذي يبدو عفويا تلقائيا ,بعيدا عن التعقيد ورشح الجبين .وانه ليسمعه في المقطوعات القصيرة والأبيات القليلة:
    هذا رنين قدم الفجر على التلال والأشجار
    يخبر كيف مرت الريح على القيثارة
    واعتنق الملاك والعذراء
    تحت سقوف النار
    وافترقا إلى سمائه
    وهى إلى جسدها المقهور
    وبدأت حكاية الرعب
    الذي يرسب في حنجرة العصفور.
    وستبقى لنهجه الشعري قيمته الفنية في الدلالة على سعيه من اجل بلوغ براءة اللغة والشعر الصافي وذاك الضرب من الشعر الذي يعيد خلق الأشياء وتركيب الكائنات ومنحها أبعادا أسطوريه أو قدسيه مما يبين في احتشاد طائفة من قصائده بأسماء الطيور وغيرها من الكائنات البرية مثل الحشرات.
    وهو قوى الأيمان بما يقدم وبان لكل شاعر ما يسميه القصيدة الكبرى وقصيده : "العودة إلى سنار" هي قصيدته الكبرى التي يرى أن الناس لم يقدروها حق قدرها في السودان .إلى أن جاء خبير من خارج الحدود ,يعنى " سلمى الخضراء الجيوسى" التي كتبت دراسة مطوله عنها وكانت يومها تدرس الأدب العربي في جامعه الخرطوم .
    ومن جانب أخر استغرقته الصوفية عندما سعى إلى استدعاء رموزها وشخصياتها ومصطلحاتها طرائقها في الشعور والتعبير إلى حد ذوبان البرزخ الفاصل بين الشاعر والصوفي والانتقال من الشعر المستلهم للصوفية نفسها فأطلق قولته المشهورة " الشعر رزق من الله" ووزعت قصيدته " معلقه الإشارات" المطبوعة العام 1985طبعه خاصة من قبل مصلحه الثقافة إبان توليه إدارتها في أيام الاحتفال بالمولد النبوي في ساحة العاصمة.واستعصم برأيه في انه أول شاعر حديث أعاد كتابه المديح النبوي.
    *** تنبيه يا دكتورة بيان هذا ليس المقال كاملا لاننى فقدت صفحه من المجلة بالسودان رغم أنى أحفظ محتواها تقريبا .
    مجذوب عيد روس ليس دقيقا أن العودة إلى سنار كتبت أول مرة العام 1962 وتقريبا الصحيح العام 1963 وهى أكثر من سبع نسخ معدله تختلف عن بعض كثيرا والأجزاء التي طبعت في ديوان طبعتين الطبعة الأولى 1973 تندرج ضمن تيار الغابة والصحراء أما الطبعة الاخيره المعدلة 1985 فليس لها علاقة بالغابة والصحراء.

    أرجو إرسال اى ملاحظات حول مقال احمد البدوي هذا وحبذا لو نزل كاملا في بوستك الجديد بسودانيات وال اشاره إلى المصدر وهو مجله الناقد اللندنية العدد 30 ديسمبر 1990 ولك الود
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    21-12-2006, 01:09 AM #11
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    اقتباس:
    في تلك الأيام عاد الشاعران محمد المكي إبراهيم والنور عثمان أبكر من ألمانيا من بعد الصعلكه الثقافية والتشبع بريح الشمال طازجة غير معلبه وبرئتين غير مستعارتين ,صدمتهما ألمانيا حين أفاقا بعد ارتطامهما وهما يهويان من حالق بصخره الهوية فهما ليسا أوربيين وليسا من ذاك النفر اليعربى المعدود في الملونين عند الألمان وكتبا شعرا معبرا عن واقع فاجعة الاكتشاف وكارثة الانتماء الملهوج وتأبطا خلاصه


    هذه المساهمة ارسلت من الاخ الاديب الناقد احمد الامين احمد تطرح رؤية مختلفة للعودة الى سنار ومحمد عبد الحي
    هناك اختلاف في التواريخ وهو عودة محمد المكي ابراهيم من المانيا كما انه ذكر ان الشاعران عادا معا
    والمعلوم ان الذي عاد كن محمد المكي ابراهيم سنة 1963

    مشكلة اي باحث في الثقافة السودانية هي عدم دقة التواريخ غالبية الشعراء يكتبون قصائدهم دون وضع تأريخ لها.
    السنيين لا تعني شيئا كبيرا رغم اهميتها في التوثيق...

    وعليه اشكر الناقد احمد الامين واتمنى ان يتداخل معنا لانه من اكثر الناس معرفة بعبد الحي وادبه..
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    21-12-2006, 07:14 PM #12
    أحمد الأمين أحمد
    عضـــو

    تاريخ التسجيل: Nov 2006
    المشاركات: 90

    تحيه للجميع من خلال متابعتى لمشروع عبدالحى حيا وميتا وبعض ماكتب عنه لاحظت هناك غموض فى الاراء والتواريخ حوله رغم ان جيله لازال يعيش جله معنا لكن اكاد اقول ان اكثر الاحياء الذين يعرفون عبدالحى وتشكل شهاداتهم اقوال مطلقه حوله هم الدكتور احمد البدوى الذى تعرف عليه كشخص ابان ادارته لمصلحه الثقافه واهتمامه بجمع وتحقيق نثر التجانى وعبره تعرف على المجذوب كما ذكر لى فى رساله خاصه بتاريخ 9\91996 بلندن اثر لقاء مقتضب اعقبه ود وتعارف نسبه لتواضعه الانسانى النادر اضف اليه التشكيلى المبدع حسين جمعان رئيس قسم التصميم الايضاحى بجامعه السودان والذى عاصر عبدالحى بلندن واكسفورد اوائل سبعين القرن العشرين وقبيل ظهور العوده الى سنار فى طبعتها الاولى 1973 " ارجو من المتابع التفريق بين العودة الى سنار كقصائد وكديوان لاختلافها فى المراحل والتوجهات" كما رسم اللوحات المصاحبه "حديقه الورد الاخيره" وصمم كتاب فى الثقافه السياسيه بالانجليزى اصدرته اليونسكو من تاليف عبدالحى وهو كتاب نادر وقد تتبع فى اكثر من مقال بجريده السياسه السودانيه 1986\\1987 التغييرات فى العودة الى سنار بين الطبعتين ودلالات ذلك وقد فعل ذات الامر الناقد سامى سالم عليه من الضرورى توفر تلك المصادر واستكتاب جمعان وسامى واحمد البدوى وتوثيق شهاداتهم حول عبدالحى فى دار الوثائق المركزيه باعتباراهم شهود احياء ينطلقون عن حب وجمال فى كتاباتهم.
    امر اخر حول غياب المصادر حول عبدالحى واثر ذلك على تقييم انتاجه حدثنى الراحل محمود مدنى صديقه القديم فى منتصف الستين الميلادى واحد اكثر من يودهم عبدالحى ويراقبهم كما اعترف لى نقلا عن عبدالحى وقد التقيته بالشارقه نوفمبر 1994 ان عبدالحى قد اودع دارالوثائق المركزيه بالخرطوم جانبا هاما من تاريخه الشخصى ووثائقه ومسوداته الخاصة ومواقفه من بعض الناس والاحداث وطلب من ابى سليم عدم فتحها الا بعد مضى عشر سنوات على رحيله الامر الذى تم منذ امدعليه لماذا لايتم تنفيذ تلك الوصيه التى قد تضى الكثيرمن العتمه المضروبه حوله ؟؟؟؟من جانبى احاول نشر بعض الحوارات والمقالات التى كتبها فى الكثير من الصحف وبعضها بمكتبتى الخاصه بالسودان الذى لا اعود اليه الا لفتره لاتتعدى الشهر كل سنتين ....

    21-12-2006, 07:52 PM #13
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    اقتباس:
    ان عبدالحى قد اودع دارالوثائق المركزيه بالخرطوم جانبا هاما من تاريخه الشخصى ووثائقه ومسوداته الخاصة ومواقفه من بعض الناس والاحداث وطلب من ابى سليم عدم فتحها الا بعد مضى عشر سنوات على رحيله الامر الذى تم منذ امدعليه لماذا لايتم تنفيذ تلك الوصيه التى قد تضى الكثيرمن العتمه المضروبه حوله ؟؟
    اولا الترحيب الحار بالاخ العزيز الناقد احمد الامين احمد..
    الذي ارى انه سيكون علامة فارقة في هذا البورد...

    بخصوص العهدة الموضوعة في دار الوثائق..
    سمعت من مجذوب انه اودع كثير من الوثائق
    بالرجوع الى الكشاف لم اجد الا وديعة واحدة هي عبارة عن الكتابات المختلفة للعودة الى سنار
    ولا يوجد اي وديعة اخرى.. طلب الورثة بعدم اعطاء الوثيقة لاي شخص الا باذنهم
    وعند سؤالي زوجته قالت انهم يسعون لتحقيقها..
    ولذلك حظر فتحها للدارسين..
    ولذلك صار الكل يعتمد على الاقوال السماعية..والى الان لم اجد اي كتابة موثقة عن حياته
    اعتمدت في كتابة حياته على حكايات زملائه واصحابه حيث تناقضت كثير من الاشياء
    وقد حرصت على تدوينها كاملة..
    واسقط المشرف الكثير الذي لا يمكن اثباته....
    ولا يعول عليها في بحث اكايدمي..
    لعبد الحي عدوات كثيرة مع معاصريه الشعراء..والادباء..
    اتمنى ان ترفد هذا البوست بكل ما يمكن ان يفيد الباحثين..
    ومرحب بك مرة اخرى وسعيدة بالتشريف
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    21-12-2006, 09:22 PM #14
    عصمت العالم
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 4,154



    السيده الاستاذه الدكتوره بيان..

    سجلت من قبل اعجابى الشديد باطروحتك العلميه عن ثنائية الغابه والصحراء وقصيدة العوده الى سنار..

    ولى بعض الاشارات ربما قد تتسق وقد تختلف .لكن على ان ابديها..
    تحديد الهويه...
    نحن نعلم ان التمازج العرقى الذى تم كانت اسبابه الهجره الاقتصاديه والتبادل التجارى وهى المحك الاوضح فى تلك العلاقه التى تم بموجبها عبور الحدود الى مملكة كوش وكانت تلك هى البدايات..ولم يدخل العرب تلك الممالك الشماليه اعنى كوش بنية ورغبة الفتح الاسلامى الدينى بل كانت الفكره هى التبادل التجارى والذى تم ببرتوكولات حددت نهج ونوع التجاره والاقامه حتى.وهى التى انتجت تلك المساحات الواسعه للمعرفه والتاقلم والتطبيع والممارسه والتى اثرت وكانت المصاهره واختلاط الاعراق بين عرب وزنج انتجت اعراق خلاسيه..
    واذا كانت قطاعات فى الغرب قد دخلتها اعراق عربيه اتت عبر الصحراء من المغرب او شمال افريقيا.واختلطت بعناصر زنجيه مخلفه خليط عربى ز نجى.كانت اللغه العربيه والديانه الاسلاميه هى القوى السائده فكريا ثقافيا اجتماعيا وقبليا اثر على مسلك ونمط الحياه ومساربها والذى ابرز قوام التشكيل القبلى لقبائل التحفت هوية الانتماء العربى..مجحفة الاختلاط الزنجى الذى افرز اللون والسحنات والقوام الشكلى...ولعل اللافت هو الانحسار للانتماء الافريقى المناصف للتهجين الذى تبرز فيه الملامح الاثنيه والترثيبات الوراثيه..

    والشاعر محمد عبد الحى فى استلهام التراث الذى ربطه بمشائل لكل نوازع التداخل والارتداد الانسانى من موقع قضايا الانسان فى مجمل عرضها من مقتطفات لرؤى احداث تمثلت فيها اسقطات محدده وربط بينها فى ترحاله الاجتماعى من منطلق الربط الوثيق بقضايا الواقع الذى يمس مسالك الحياه ومعاييرها وتوازنها.من واقع الرؤيه العامه لتلاقح قد تم لكنه يحتوى على جينات تفجره بشكل او اخر من مردود المعايير الاثنيه المحدده...!!!
    والعوده للبراءه الاولى .بين مروى كحضاره ونتاج ترتب عليه مد زاخر لكنه مربوط من منهج اللغه بحراك مدار مربوط بلغة لها مواقع مصادرها الذى تبين لا حقا انه لا يتفق مع مجمل توقع اكتمال الرؤيا للقصد المحدد..ومروى تشكل قياسا تاريخيا وحضاريا نافذا له مداه واثاره..لكنه وضع تحت اطار الانغلاق..من موقع التحيز الى سنار الذى فرضه انتماء اللغه والربط الدينى والذى تم وصفه بانه اكثر حضورا فى الذات السودانيه وهو تحديد الجوهر الدينى الذى يربط بمواثيقه كل جذور الانتماء .لتبدا الدعوه لسنار من واقع بداية التحديد بين الاعراق العربيه والعناصر المحليه..
    وتجاوز كل ذلك فترات تداخل سلطات حكمت اداريا السودان بعد تلك الانهيارات التى طالت السلطنه الزرقاء ودولة العبدلاب. اتى الحكم التركى والذى افرز مرايات رؤية مختلفه وابعاد تعميق عرقى ظاهر وبين..لياتى الاغفال التام لفترة المهديه كثوره دينيه حكمت السودان فى مرحلة النضال الاولى الى حين رحيل الامام المهدى..لياتى حكم الخليفه ..ونرجو تتابع انهيار السلطه الدينيه الحاكمه من السلطنه الزرقاء الى المهديه.والاستبدال الذى جرى لمراحل خلفت عمقا ممتد لاشكال الهويه والانتماء.. ونداءات العوده المختلفه.. ولعل للذين يتذكرون فى الفتره الاولى لستينيات القرن الماضى ةوتلبش الانتماء فى المؤتمر الاول لكتاب اسيا وافريقيا والتناقض العرقى الذى بان فى ساحات ذلك المؤتمر للششعراء والكتاب السودانيين بين الموقع والانتماء..وكان بداية شرخ ظل يتواصل عبر كل الازمنه حتى الاستقلال والحكم الوطنى الذى ابان محاور الخلافات العرقيه المتاصله ..وتبلور التفكير بين الانتماء الافريقى والانتماء العربى فى نزاع محموم لم يكفل له حرية التحديد المطلقه من واقع من نكون؟؟؟ لسنا بعرب بل هجين... ولسنا بافارقه بل هجين ايضا...!!
    لم نستطع ان نستطعم الفكره فبعدنا عن افريقيا. خلق فراغا افريقيا فى انتماءات الاعراق والثقافه واللغات والربط.واقتربنا من العرب فكنا المنبوذين منهم .عدة اسباب..لياتى السؤال الملح ولقد سبق ان ذكرته لاستاذنا عجب الفيا..ماذا لو كنا لا نتحدث اللغه العربيه..؟؟ كيف كان يكون الوقع..؟؟
    نحن خليط عربى زنجى.بمعنى اعراق خلاسيه..نتحدث العربيه نتاج ربط ثقافى وفكرى ودينىزلكن ذلك لا يلغى مكوناتنا الزنجيه.. وهذا ما جعل موقعنا وموقفنا السياسى فى تارجح الضياع

    ولعل ما يحصل اليوم من تناحر فى الجنوب وما يدور فى الغرب فى دارفور وهنالك قبائل عربيه نتاج تلاقح زنجى وقبائل زنجيه .. كل الذى يجرى الان يصب فى بحر الصراع العرقى العربى الزنجى ...الذى لا يحدد الهويه السودانيه بنص معايير الانتماء وتحديد الدستور الذى يجب عليه ان يصنف الهويه.. ويمنحها ديباجة وتصنيف التحديد المعرفى

    الدكتور الشاعر محمد عبد الحى..ضمن فى قصيدة العوده الى سنار حلم تمنى فيه مدى الارتقاء والتوازن بين المكون العرقى.والمكون الثقافى الروحى... الذى يختلف عن المكون الروحى او الثقافى الذى شمل كل حضارات شمال السودا.ن ومكون سنار الذى ..حفظ المعايير المختلفه التى تحفظ كل شىء فى قوالبه الصحيحه..


    الاستاذه السيده الدكتوره بيان.
    ارجو ان اكون مفيدا فيما ذكرت.فان نجحت اصابنى اجر الفائده وان فشلت فيكفينى اجر المشاركه..

    واشيد مرة اخرى بروعة وتمكن وايفاء الاطروحه..
    عمق الاعزاز

    22-12-2006, 02:58 AM #15
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    العزيز الاستاذ عصمت العالم..
    سعدت بماشركتك الضافية الوافيه التى تقدم ملخصا لرؤية لو تحققت لحل السلام والامن ببلادنا..
    ولتوقف نزف الدم....
    في كل البلاد التي بها قبائل مختلفة تكون هناك لغة تجمع بينهم
    وعادة هي لغة وافدة مثل الفرنسية والانجليزية..
    وكل لغة تجرجر ثقافتها..وحمولاتها.
    المحزن الان هذه الحملة الضارية ضد الاسلام و العروبة..نتاج ان تحكم حكومة باسم الدين..
    والتوجهات الشاذة. حتى تحول مصطلح اسلاموعربي لكلمة نابية يشتم بها ويأطر الاخر الشقي..

    الحروب في دارفور حروب رعاة ومزارعين
    تحولت الى عنصرية..
    اذا رايت كل الدساتير السودانية
    تجدها تتحدث عن حرية الدين.كما توجد نصوص تحرم العنصرية
    ولكن المكتوب شئ و الذي يحدث شيئا آخر
    وهذا عين ما يحدث في امريكا والغرب عموما. تمنع الدساتير التفريق بين الناس
    على اساس العرق والدين والنوع
    ولكن مازال يمارس هذا التميز حيث هناك حكمين في كل جريمة بنفس الحيثيات
    ولكن مرة المجرم ابيض او اسود.. مما جعل غالبية ساكيين هذه السجون من السود والاقليات..
    وهذا ذات ما يحدث في السودان ان تكون كل القوانيين مكتوبة
    ولكن من يعمل بها؟
    نحتاج لتغير جذري في التعليم والتربية.لنصل لحلول ناجعة ونخرج من حمامات الدم
    وكما ذكرت ارى ان الحل الثقافي لهذه المشكلة هو الامثل.
    فمتى يتنحى الساسة و العساكر؟
    ولك كل المودة والشكر على كلماتك الطيبة في حقي
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد


    صفحة 1 من 2 1 2 >

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »


    الدكتورة بيان تحيه الوثائق التى اعنى ان محمود مدنى وغيره اكدوا لى ايداع عبدالحى لها دار الوثائق بالخرطوم هى غير التوثيقه الوحيده التى ذكرتى انكى اطلعتى عليها فى الكشاف الخاص بالدار علما ان الاستاذ عبدالله عبدالوهاب والصحفى ابراهيم على ابراهيم " الان كلاهما بامريكا " قد سلما وثائق ورسائل خاصه بعبدالحى بعد وفاته واعداد عدد حروف الخاص به لوضاح ابنه وزوجته بعد وفاته .
    الوثائق التى اعنيها ذكروا انها كثيره وتحوى تفاصيل دقيقه لمجمل اراء واحداث وتاملات وذكروا انه سلمها لابى سليم مدير الدار شخصيا واستحلفه عدم فتحها الا بعد رحيله بعشر سنوات عليه عدم وجودها بالكشاف امر حتمى لانها لم تصنف بعد ولم تتاح للجمهور عليه هل بالامكان طلب شهاده ابنة وضاح " الان بالقاهره" حول ذلك لان وضاح لعب دورا هاما كثيرا فى خواتيم حياه والده وكان بارا به لدرجه انه كان يحمله لانزاله من السياره امام مكتبه الاخير بكليه الاداب جامعه الخرطوم ..
    * ملحوظه خلافا للراحل محمود مدنى ذكر لى اكثر من شخص محب لعبدالحى ذلك الامر.

    23-12-2006, 12:35 AM #17
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    نعم اخي احمد
    لقد سألت عنها وبحثت كل الكشافات قبل لي هذه هي الوديعة الوحيدة.. الان مضى 16 سنة
    انا اقضي كل عطلاتي في دار الوثائق وابحث الكشافات
    الكشافات تسجل اسم الوديعة وتصنيفها ويفعل ذلك بمجرد الاستلام..
    ولم تظهر اي وديعة باسمه غير قصيدة العودة الى سنار..
    وقد سالت الكل هناك ولم اجد اجابة شافية الى اين ذهبت بقية الوديعة..
    واتصلت بالاسرة وعرفت فقط ان الوديعة هي القصيدة وهم منعوا فتحها لحين تحقيقها..
    تاتي المشكلة هل هناك شاهد على تسليم كل اوراقه لدار الوثائق؟
    لقد ذهبت للبحث عنها عام 1997 لاول مرة وكل عام اذهب الى السودان اعيد البحث ظنا مني قد تكون افلتت
    مني..دون طائل.
    هل احتفظ بها ابو سليم دون تسجيلها.؟
    على الورثة ان يبحثوا في هذا الامر بكل جدية.. واذا كان هناك من ساعده بالتأكيد هناك شخص اخذه الى دار
    الوثائق..لانه لا يستطيع الذهاب وحده..فمن هو هذا الشخص؟
    كنت اتمنى ان اسأل الاخ كارلوس هل سلم ما سلمه للاسرة بيده ام اعطي لشخص لتوصيله
    ولم يوصلها...لانني لجأت الى الاسرة التي كانت متعاونة ولم تذكر لي شيئا عن هذه الاشياء..
    ونتمنى ان توجد هذه الوثائق في مكان واحد حتى تشجع الباحثين الذين يتهربون من الكتابة في الدراسات السودانية
    لصعوبة المصادر..
    وشكرا ليك كثيرا على الاضافات
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    23-12-2006, 11:33 PM #18
    عصمت العالم
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 4,154


    السيده الاستاذه الدكتوره بيان...
    مساك الله بفيوض خيره الدفيق..



    سيدتى..

    فى ثنائية الغابه والصحراء.. وفى تعدد ربطها بمختلف الاراء للفهم بعتبارها حركة نهضة شعريه لشعراء شباب..ومن منطلق تفصيل الاطروحه والربط الوثيق لتتنقل والانتقال وومحك مدار محور العوده الى سنار...طفحت فى ذهنى بعض من رؤى تتمثل فى الواقع العرقى المنتمى للشعراء الذين فجروا الفكره..وفى محكين..
    (1) الاستلهام التراثى.. للرصد الاثنى..العرقى.. فى مدارات التفاعل الثقافى ..
    (2) الاثر والرابط العرقى .الانتماء..
    ولقد تصادف فى تلك الفكره بروز الشاعر محمد الفيتورى واغانى افريقيا..والتوجه الكلى لمحاور البعث والانطلاق الافريقى فى زمن زعماء عظماء مثل دكتور كوامى نكروما .وماديبو كيتا احمد سيكتورى . وكنياتا الرمح الملتهب. فى قلب القاره الام..واضواء عبد الناصر ومشارق الوحده والقوميه العربيه...

    هذا التضارب السياسى بين توجهين .فى نطاق سياق سياسى .لم يهضم ولم يتسوعب ولم يبحث اسس التلاقح اثنى والعرقى والثقافى..بل اهتم بمحاور اجتهدت فى حصر ذاتى لمواقع كسب فى ارتجاج مختل لواقع سياسى خرج من نطاق حرب عالميه.وحرب فلسطين.وتكدس عبرى مجروح مطعون بين الكتفين ليجد نفسه فى مهب رياح التحرر وتمدد المد الاشتراكى الشيوعى..

    لا تعتقدين ان الاضطراب السياسى قد خلق ربكة فى تحديد العلاقه والاطر بين مفهوم الغابه والصحراء.والانتماء الذى نادت به قصدة العوده الى سنار..؟؟؟

    وياتى الشاعر صلاح احمد ابراهيم وهو يتدرع الوعى الافريقى...ودكتور جيلى عبد الرحمن.بالرغم عن بدايته واغترابه كان يمثل اشاره وملمح.وهو فى رصد صراخه..يؤكد لموقع حضارة مروى موقعها النافذ.
    احن اليك يا عبرى.
    حنينا...ماج فى صدرى..

    وديوانه الجواد والسيف المكسور....
    لياتى صلاح احمد ابراهييم ثانية .بغابة الابنوس. التى سكب كل مافيه من الانتماء الافريقى... وغضبة الهبباى..ومحور التجلى للاعلان السودانى الواضح المعالم فى ديباجة الهويه والانتماء وفى تقنين الصوره
    ليظهر الاستاذ الشاعر النور عثمان ابكر .باقنعته والتى كانت فيها الاشاره .للغابه والطقوس والكجور..
    وهنالك شعراء اشاروا لكل ذلك وتنوع ربط العلاقه بين الانتماء العرقى والثقافه واللغه..ومنهم عبد الله عشرى الصديق..( دابى الليل) ومحمد عشرى الصديق...
    ولعل الربكه فى بيان التحديد حكمتها اللغه المتعارفه وهى لغة التخاطب .وكانت اللغه العربيه التى هى اهم مقومات الثقافه والتاثير الحضارى...فتاهت معالم الاعراق فى منطوق اللغه المستعمله.بمعارف التعامل والتناول..
    وانت تلاحظين سيدتى الفاضله..
    سمات عربى جوبا..الذى هو قوامه اللغه العربيه..وهى نفس الطريقه التى تطور بها كلغة مخاطبه ..السواحيلى.يمكن يوما ما للغة عربى جوبا ان تغزو كافة مناطق الوعى وتصبح لغه تكتب...يمكن ذلك..

    ثم ياتى الاستباق الثقافى للعادات والتقاليد والفنون ونمط الحياه.وكل ذلك فى مجتمع رعوى زراعى..ولعلنا ندرك فى مناطق اهلنا الحلفاويين والتعثر اللغوى والتباين المتداخل بين هذا وذاك..؟؟؟

    سيدتى..
    معذره للاسهاب والتنقل..
    ليبقى سؤالى المحدد...

    الافراز الذى بقى لقصيدة العوده الى سنار ..من مرجعية الحراك العرقى المستند على الثقافه الافريقيه التى افرزتها مواقف بعض القطاعات ..وهى تعبر باللغه الشائعه المتعارف عليها وهى العربيه..
    هل استعمال اللغه العربيه اسهم فى اضمحلال تمدد وانعكاس الثقافه الافريقيه..وحسم فكرة الدعوه لعوده الى .كوش او الى مروى...كحضارات اذهلت الدنيا...وخلفت اثارها النافذه...
    او من موقع الانتماء..ليقال العوده الى جوبا...
    ونحن ندرك ان التمدد الادارى المستقل لسلطنة دارفور التى حتتى1918 لم تكن تتبع اداريا الى حكومة الخرطوم..
    وكانت لها سماتها فى نهج حفظ موازين التوازن بين كل الارتدادات العرقيه المختلفه فى تعايش سلمى كفل للكل حقوقه دون الدعوه لواقع اخر.امن كل حوجة الاحتياج المتعلق بالهويه.زبين قبائل عربيه من اصول زنجيه وقبائل زنجيه.زوامن سبل كسب العيش والمراعى ومناطق الزراعه فى قبضة امنية قويه وبسط القانون وكانت النزعات تحمك محكمين والاجاويد والتعامل السلمى الحضارى..الذى انفرط اليوم نتاج حل الاداره الاهليه التى كانت هى موقع التوازن..
    واثار التجانس لمنتمين الى فكرة وحدة حوض النيل من واقع التشتت العرقى السودانى..ونهج الانتماء الذى ظل يدور فى اطار اللغه والانتماء الدينى.شمالا.مستبعدين جبال النوبه وجنوب السودان الذى ثقافيا ودينيا يختلف عن مدار العوده الى سنار..!!
    الاستاذه السيده الدكتوره بيان..

    ارجو ان لا اكون قد تجاوزت حدود الفكره..
    لى قناعه بانك قد تواصلين البحث والربط العلمى لمجرات عدة فى هذا الموضوع..
    عميق الاعزاز

    24-12-2006, 09:02 AM #19
    أحمد الأمين أحمد
    عضـــو

    تاريخ التسجيل: Nov 2006
    المشاركات: 90

    باعتبار النقاش مطروحا للجميع رغم مخاطبه عصمت للدكتوره مباشره فى سياق اسئلته حول الرابط العرقى والانتماء واضطراب مفهوم الغابه والصحراء والانتماء وسؤاله الاخير حول ان " هل استعمال اللغه العربيه اسهمت فى اضمحلال وانكماش الثقافه العربيه؟
    باعتبار ان مظله النقاش تتمحور حول الغابه والصحراء من منظور شعرعبدالحى عبر رساله الدكتوراه لبيان ارجو ان اورد مقتطفات قد تجيب على اسئله عصمت العالم طرحها عبدالحى فى سفره بالانجليزيه Conflict And Identity الذى وضعه العام 1976 وقدمه كمحاضره فىجلسات مسائيه كانت تعقد بوحده بابحاث السودان ويحضرها شعراء كانوا وقتها سماره منهم مكى والنور وقد قدم كلا منهما بحث فى ذات السياق ظهر بحث الاول مطبوعا فى كتاب بعنوان " تطور الفكر السودانى" وترجمه عنوان عبدالحى تجده يعنى الالفه والانتماء والهويه بعد حسم الصراع فالى المقتطفات والترجمه لى عن الانجليزيه دون الاشاره الى الصفحات مع امكانيه ذلك يقول عبدالحى فى سياق حديثه عن جماعه الفجر وماتلاها من جماعات ادبيه ".......لقد كانت القضيه الاساسيه التى تعين عليهم مجابهتها هى الطبيعه الهجين لتراثهم الثقافى اذ نسبوا انفسهم عبر القوميه وليس العرقيه لذا فقد كان اكتشاف اسما عاما لكل هذه المجموعات وتعريفه على شكل هويه ثقافيه هاما عاما ..ولقد تم تصويره مبدئيا على شكل تداخل عرقى " منذ عهد سحيق استقبلت هذه الرقعه من وتدى النيل بامتدادها فى الصحراء والسهول على جانبيها تدفقا لاينقطع من الغزاه والمهاجرين وتجار الرقيق وبدون استثناء فقد تم صهرهم وتشكيلهم جميعا داخلعناصر هجين جديده" وهذا الانجاز سوف يتم دفعه خطوه لامام للتعبير عن مجرى قاموس ادبى جديد وكان الطموح الاجل نموذجا متكاملا" انتهى الاقتباس الاول وتامله يدل على وعى المفكرين والكتاب الشعراء السودانين بعدم ثبات التاريخ مع امكانيه استلهام بعض عناصره لاجل توصيف وتشكيل الحاضر.
    الاقتباس الثانى وهو الاهم يقول عبدالحى فى ذات الكتاب فى معرض حديثه عن اللغه الهجين والاشاره لجماعه الفجر وتجربه المجذوب وعبد الله الطيب ومن بعدهما النور وسند وصلاح ونفسه " لقد كانت جماعه الفجر بدايه الاحتفاء بالانتماء واعاده الاكتشاف للجذور العامه للهويه والابداع الذى تم التعبير عنه تدريجيا فى اشعار الشعراءالشباب خلال عقد الاربعين من القرن العشرين ويعتبر المجذوب " بلاريب الشاعر الذى جسدت اعماله هذا الفرح الواسع بالانتماء بين سائر مجايليه من الشعراء كما يعد اولهم فى فتح امكانيه كتابه قريضا سودانيا خالصا باللسان العربى المبين يحمل وعيا بالانتماء الحقيقى لتراث الزنج يقول :
    عندى من الزنج اعراق معانده وان تشدق فى انشادى العرب ..
    يختم عبدالحى قوله عندما يصل لتجربه عبدالله الطيب فى الاستناد على تراث الجابودى المحلى واستعماله فى كتابه شعرا سودانيا بلسان عربى يقول: " وطبيعيا فى هذه الرؤيا فان الملمح الثالث لانجازه الشعرى هو الجانب اللغوى ففى اجود حالاته فانه يبدع " لغه ثالثه" لسانا عربيا سودانيا داخل بيان الشعر العربى او انه يسمو بهذه لغه التى تطورت تاريخيا كلغه عاميه الى مستوى تعبير ادبى نقى ومصقول"
    الخلاصه لم تحدث اضطرابات بين مفهوم الغابه والصحراء والانتماء على ضوء تعامل شعر وفكر عبدالحى مرحليا مع هذه الرؤيا الفكريه السياسيه الادبيه بل تشكل فى ذهنه نوع من الوعى والانسجام والانتماءوالالفه والهويه عبر صهر مكونات هذه العوامل المتصالحه فى كيان سودانى خالص واعتذر عن الاسهاب وربما الارتباك..

    24-12-2006, 09:33 AM #20
    أحمد الأمين أحمد
    عضـــو

    تاريخ التسجيل: Nov 2006
    المشاركات: 90

    تصحيح هام المقصود بالكلمه الاخيره فى السطر الثالث من مداخلتى السابقه كلمه " الافريقيه" وليس "العربيه"

    24-12-2006, 11:40 PM #21
    عصمت العالم
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 4,154


    استاذنا احمد الامين احمد..


    اود ان اوضح ان مخاطبيى لدكتوره بيان مباشره نتجت من واقع انها طرحت مسالة النقاش...لذا خاطبتها مباشره..وبالطبع يسعدنى جدا اثراء النقاش بشكل مفتوح يستقطب عدة اراء ومساهمات مختلفه لنقاد واساتذه وضالعين فى الامر..وانت على راسهم
    واسعدتنى جدا اشاراتك لهجين اللغه ..ونتاج ذلك..وساعود اليك من منحنى اخر يصب فى محاور النقاش المتعلقه بحرفية التحديد لان الناتج هو اللغه العربيه وهى اداة التعبير والتفسير والنطق...وهى التى اشترطت تهيئة الرابط والربط من منحنى اصل اللغه الام. وهى المرجعيه التى فرضت ظواهر العوده الى سنار..من موقع الارتكاز على مقومات الفكره الدوله ورباطها الدينى ولغتها العربيه وهى اللغه التفسيريه....وقتها.والتى صارت فى زمننا الحاضر فى افق تدريسها ..تفسر مناهج وملزمة تدريسها .مختلف الاعراق والشعوب .بالناطقين بغيرها...!!

    وهنا المربط...
    استاذى.
    ساعود

    عمق الاعزاز

    25-12-2006, 07:30 AM #22
    أحمد الأمين أحمد
    عضـــو

    تاريخ التسجيل: Nov 2006
    المشاركات: 90

    الاستاذ عصمت العالم اثمن كثيرا لغتك وادبك وتواضعك الجم فى الحوارالامرالذى غاب عن الكثير من الحوارات الاسفيريه ..على ضوء مداخلتك الاخيره وطرحك اشارات حول اللغه الهجين ونتاج ذلك وقولك " الناتج هو اللغه العربيه وهى اداه التعبير والتفسير والنطق وهى التى اشترطت تهيئه الرابط والربط من منحنى اصل اللغه الام وهى المرجعيه التى فرضت ظاهره العودة الى سنار" اواصل انزا ل بعض الاشارات التى استند عليها عبدالحى فى مشروعه وهى شهاده وردت ضمن مذكره بالانجليزيه بعنوان " الاعراق البشريه السودانيه" اعدها ضابط بريطانى العام 1904 وتقول " الترجمه لى" " انه وبدون مقدمات علميه دقيقه تختص الافاده الانثربولوجيه الوصفيه التاليه ب الطبيعه العربيه الافريقيه الهجين لثقافه شمال السودان وتقرأ" الان وبكل المقاييس لقد ساد العرب فى كل الجزء الشمالى من السودان والممتد من مصر الى كردفان بعد ان اذابوا كل السكان الاصليين الذين سبقوهم فى تلك الفجاج وفى معظم الاحوال لم ينجحوا فقط فى فرض لغتهم عليهم والتزاوج معهم بحريه فحسب بل قد نجح كذلك فتحهم بدرجه تامه الامر الذى ادى الى ذيوع تعاليم دينهم وعلاقاتهم القبليه ولغتهم بدل عن المعتقدات والمؤسسات واللغات القديمه الامر الذى يقلق مضجعنا ثم ان هؤلا القوم يصنفون انفسهم عربا ونحن بالمقابل نقبل المصطلح لكن بالتأكيد من الخطل اعتبارهم عربا خلصا يعود نسبهم البعيد الى عرب عهد النبى محمد صلى الله علية وسلم" المرجع محمد عبدالحى بالانجليزيه Conflict And Identitiy 1976 .
    اشاره ثانيه تؤكد اعلاه كتاب البروفسر يوسف فضل بالانجليزيه Arabs In Suda ثم اشاره بروفسر مدثر عبدالرحيم اختصاصى العلوم السياسيه فى مؤتمر " السودان فى افريقيا " العام 1968 حيث يقول " لقد امتزجت العروبه بالافريقيه كليا فى شمال السودان الامر الذى الى استحاله التمييز بينهما باشد الاراء تجريدا فالاغلبيه العظمى من السكان يشعرون بانهم عربا وافارقه فى ذات الوقت دون ادنى شعور بالتوتر والتناقض " انظر كتاب Sudan IN Africa تحرير وجمع يوسف فضل واخر وهذه الالفه والشعور بعدم التوتر والتناقض هو ما ختم به عبدالحى نشيد ه الخامس حين ساد الرقص والفرح والقبول....سوف اواصل ادراج شهادت جديده لعبدالحى واخرين مع تقدم النقاش بعد عودتى من الحج ان شاء الله مع الدعاء لى بالقبول واعتذر عن الاسهاب وربما الارتباك وتحياتى واعتذارى للجميع

    17-02-2007, 12:32 PM #23
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    أضاءه حول مقال: احمد الأمين احمد:
    إلى صديقي محمد عبد الحي.

    التشكيلي بروفسور: حسين جمعان.

    " 1"
    أنواء باحزانى لصمت ..بمكان موحش ..توقظني الذكريات فى ليل المدينة النائمة على وساده الزمن وحشاشة القلب ..ذكرى ومشاهد للحزن والموت جهرا بوجع البوح وخيال الأحباء .وجذور بين فصول ومراث لطلول ..لم يبق إلا أنت وشيخي فى الذاكره1 ا
    اهو العشق يستنفر المستحيل ؟ أم جذوة النار تشتعل فى الحديقة؟ جئت ابحث عنك ..نحن مرثية تطفو على بحر الكلام..وأنت فضاء واسع وغمام وشارة فى طريق وسدرة ظليلة و فى انتظار الحقول إلى تبحث عن ظلالها على ملمس خد الماء وزهزهه المطر ...ما الذي بقى فى القلب وحديقتك مع طيور الجنة؟
    على الشرفة منضده صغيره وبقايا ورق ودواة وقصيدة لم تكتمل ! مدن تستفيق و
    مدن تنام على جرحها واجنحه من الخلائق والمسافات والشجن ووجوه شاحبة فى طواف الماء وجنوح الحجر ..سبورة الشمس والريح المالحة لمن سيطوف بنا مكان الزمان ,خطى الهذيان ..وحولي ملمس الذكرى الحزينة حينما أوغل فى حريق الرماد ..ونحن نحاذر الكلام وننصت لطبول الحضرة وذاكرة الألم والوهاد الموحشة ..ونلبس قناع الواقفين ,فدع لوجهي بعض ماء.
    بيني وبينك وشيجة ..بيني وبينك مسافة ..بيني وبينك سحابه وخصر لقصيده ..قلبي زهرة شوك تقف فى حلق الكلام ومتاهات الصبر والسلوان...!
    "2"
    عبد الحي وصحبه عثمان وقيع الله
    الشاعر عبدا لحى بلندن – شارع "بوند ستريت"1" – صيف 1971 بمعرض الأستاذ وشيخ أهل الفن عثمان وقيع الله , كانت التجربة الأولى لتحويل أعماله التشكيلية " الخطوط العربية التشكيلية" على النمط التركي الكلاسيكي القديم إلى القماش CANVAS مع بعض التجريد للحرف وتمرده من موقعه المقروء مستعملا ألوا ن الزيت OIL COLORS بدلا من الأحبار الملونة .
    قدمني استاذى عثمان وقيع الله لصديقه محمد عبد الحي الذي أتى من أكسفورد لهذه المناسبة وبعد تبادل الود سألني بسؤال تقليدي لكسر حاجز الصمت الذي بدأ :
    ماذا تفعل الآن؟ فأجبته اننى أقوم بقراءة الشاعر اليوت وخاصة قصيده "الأرض الخراب" The Waste Land التي أقوم بوضع رسوماتها ضمن امتحان نهاية العام الدراسي للسنة الأولى ! اندهش الرجل وسر سرورا عظيما ووعدني بالزيارة بالكلية الملكية البريطانية – التي ادرس بها – ثم أردف سؤاله بسؤال أخر :
    ماذا أضاف إليك اليوت ؟ فأجبته وكأنني اعرف ما يدور بخلده : تعجبت للرمز الموغل فى الشطح والوحدات المركبة وذلك المناخ السريالي الغريب الذي يعج فى جسد القصيدة والجزئيات التي تتضافر مع الكليات ...فالجزئيات فى الإبداع هي الخلية التي تؤجج نسيج الشعر وهى الكلمة الحية التي تحرك فواصل الكتابة ..فتحولت رؤيتي بالقراءة المتأنية لشعره وتحول عملي إلى طقس جديد ولصوره مغايره اختزال لرسم لتطوير أدواته الغر ائبيه التي تصل إلى حد الإرباك. والتحليق وسطوة الفكر والرقة التي تصحب التساؤل والمفارقة!
    "3"
    انتقل معرض الأستاذ عثمان وقيع الله من لندن إلى جامعه أكسفورد تلك المدينة الجامعية الكبيرة التي يدرس بها واشرف عبد الحي بمجهود كبير مع أداره الجامعة لهذا المعرض وتم افتتاحه وكنا فى معية الفنان والمعرض مع لفيف من الزوار فأشرقت المدينة بنور الألوان والكتابة باهرة بروح الفنان الوطن.
    "4"
    العودة إلى سنار
    أكتمل ديوان " 2" العودة إلى سنار" بمدينه أكسفورد بعد سنين عده- بدأت من السودان وفى وقت باكر – حضر عبد الحي إلى لندن فى زيارة قصيرة ومعه أكثر من أربعه أسماء مقترحه لديوانه..اذكر منها " أقنعه القبيلة" الذي حوله فيما بعد لديوان شعر من القصائد الافريقيه – وخاصة الذين يكتبون باللغة الفرنسية وهم كثر- والذي قمت بتصميم غلافه ووضع رسوماته الداخلية –هي كالثمر الفاسد ألان- بعد عودتي للسودان عام 1974 م وكان يومها مديرا لمصلحه الثقافة معارا من جامعه الخرطوم.
    فى لندن ومع عبدا لحى تم اختيار حجم الديوان مع الرسومات التي قمت برسمها وتصميم الغلاف – الرسومات الداخلية كانت استلهاما ولست استنساخا من النص المكتوب إلى النص المرسوم ! هي تلك العلاقة الحميمة بين الشعر والرسم وأرسلت كل تلك المادة للأخ على ألمك – مدير دار الطباعة – آنذاك وكان اسمها أكثر تدقيقا " دار التأليف والترجمة والنشر" فضاعت جميعها من مكتب على ألمك فأوكل أمر تجهيز الديوان من جديد للمشرف الفني للمطبعة –اختيار الحرف والتصميم ولم يخرج الديوان بصورة مرضيه لضعفه شكلا ولونا وتصميما –ولكن الناس لم تلتفت لذلك نسبه لانبهارهم بالشعر والنقلة التي أحدثها فى الوسط الثقافي السوداني والعربي "..3..." – بطبعته الأولى عام 1973م ثم أعيدت طباعته " طبعه منقحة" عام 1985م – مطبعه جامعه الخرطوم –"دار الجامعة للنشر" وكان اختيار كل المواصفات الايضاحيه غير موفق مما احدث إحباطا للمرة الثانية زادت من أحزان محمد عبد الحي.
    "5"
    معرض الصلحى \ شبرين
    كنا فى زيارة لمعرض الفنانين العظيمين : الصلحى وشبرين بالمركز الثقافي الفرنسي – عمارة التأمينات بشارع القصر.. أعجب عبد الحي باسم لوحه بالأحبار الملونة للفنان الصلحى اسمها " الطير الخدارى " لطائر رقيق اخضر اللون يهمس فى أذن أمراءه " مقعرة" وكأنه يناجيها ويحمل شوشه من الشوق إليها ..عيناها جميلتان تشعان نشوة ووجهها بريق حوله الورد والفراش , الكفل ياسمين واليد حق من العاج .وتنام فيها الألوان وان لم تنم .
    خصرها خام وفمها ودعه وحشاها مبروم خدها غمازتان وأسنانها بيضاء مثل الحليب ..القرط يهوى بين الأذن والنحر ..الأصابع خضاب والعرق خمره " بضم الميم" والروح نسمه هكذا كانت ولكن ما أعجب عبد الحي اسم اللوحة فكتب بعد عده أيام قصيدة " الطير الخدارى" "4".......
    فى أول الصبح
    كان الطائر الأخضر
    يدور محتفلا
    فى صحوة المزهر
    يعلو ويرتفع
    فى اللازورد
    وفى إشراقه الذهب
    يا طائر اخضر يا طائر الله
    يا مركزا اخضر
    فى غابه اللهب .
    "6"
    زرافه سلفادور دالي
    استلهم عبد الحي من التشكيل ..كان يحب أهل التشكيل _ عندما كان مديرا لمصلحه الثقافة عين مجموعه خيره ..منهم الفنان العظيم حسين مأمون شريف ومحمد على بشارة وأسس " مجله الثقافة السودانية" و " مسرح العرائس للأطفال" بمدينه أم درمان – المسرح القومي – ومن اهتماماته الفنية الإعجاب بلوحه الفنان العالمي الاسباني " سلفا دور دالي " لزرافه على خط أفق اللوحة نقف وقد اشتعلت بها النار – ويخيم عليها السكون فتدخل فى روعك الرهبة. "5."
    كان عبد الحي يرصد بعينه الثاقبة وفكره المتقد كل سانحة ومشاهده أو سمع أو لون أو إيقاع لصالح إبداعه الشعري المركب – يتأمل أياما ثم يشرع بعد ذلك فى الكتابة – بعد تأن.. ويتحوط لذلك كثيرا ويحركها فى دخيلته ويعيد صياغتها مرات ومرات ..يتمتم بها وهو يقود سيارته ! ويسمعك ولا يقصد ذلك "6.." كان الشعر يتملك كل كيانه.!
    "7"
    تجويد الكتابة باليد اليسرى
    تحكى عائشة كأنما تنبأ عبد الحي بشلله ".7."أو كاد كأنه أحس بالقادم إليه ..كان يسكن بمدينه بحري ".8." فى الطابق الأول بشارع فرعى بدا – كما تقول أم عياله الرحيمة – المحاولة بالكتابة بيده اليسرى هكذا دون اى سبب لذلك فسألته عن ذلك؟ فكان يرد عليها ولما لا نحاول الكتابة بها ؟ وعندما مرض وأصيبت يده اليمنى كانت اليسرى قد سلكت وقطعت شوطا عظيما فى التجويد –وقد أنجز ما لم ينجزه الأصحاء –بقوة شكيمته وإصراره فى حل مشاكله التي تعترضه!
    "8 "
    عبد الحي والفنان الهولندي " فان جوخ"
    استحوذت ألوان وأعمال الفنان " فان جوخ" على انتباه شاعرنا : ضربات فرشاته الغليظة , ألوانه الحارة الصارخة , تكويناته المحكمة واعتقد أن المدرسة الانطباعية كان الرائد الأول فيها بلا منازع هذا الفنان العظيم ! فكتب إلى عبد الحي برسالة وأنا فى السعودية"9." :
    " أقرا كتابا عن " فان جوخ" بجلدته السوداء بالصورة التي استنسخت باله راقيه وخاصة الملونة منها وادهشنى أن اللون يذوب فيصير ازرق كحليا ومرة ازرق مع اللون الأحمر والأخضر ولكن الأزرق يفر ويعود مرة أخرى فى أفق السماء فى لون الخشب وفى الممشى والأرض- حتى الشمس كانت زرقاء ".10.." القوارب – والقارب الرئيسي – الوحدة-وحدة الوجود,. كنت اقرأ " فان جوخ" وأنا فى بيتي من حجرتي حيث الأشجار فى رقصه سريه وتغنى العصافير – أطفال الجنة؟
    "9"
    موت شيخي المجذوب
    توفى شيخي المجذوب وعبد الحي بلندن للمراجعة العلاجية ...وعند عودته اتفق معي على زيارة أسرته وتقديم واجب العزاء والمؤاساة بمنزلهم بالطائف ..كان صامتا وحزينا وقد شفت روحه من هذا الحزن !
    وتحدث معهم واقترح عليهم أن تسلم أعماله التي لم تطبع لدار الوثائق".11." خوفا من الضياع ...وكنت اعلم بحكم وجودي مع الشيخ أن كل تلك الأعمال فى شنطه من حديد وفى مكان أمين –ولقد بدا احد الأبناء بطباعتها تباعا –هذا ما سر الخاطر.
    كنا نفكر فى السفر معا إلى كسلا- مسقط راسي-والعمل مرة أخرى فى تنقيح قصيدة " كسلا" وزيارة الضريح وعودة الذكريات الحلوة بها – فى تلك الأيام المشرقات –وكسلا دائما وآبدا روح أهل الإبداع – لجمالها ورقه أهلها وبركه ذلك الولي..
    وقبل سفرنا بأسابيع أحس الشيخ بألم فى معدته فاتفق مع ابن أخته الدكتور" النقر" لعمل منظار بمستشفى سوبا الجامعي والتي كان يعمل بها- كما اعتقد- فطلب منى الشيخ قبل ذهابه للمستشفى ونحن بمنزله العامر أن تبلغ الدكتور حسن ابشر الطيب ولا داعي لإخطار الآخرين حتى لا يتسبب فى إزعاجهم كما طلب منى جهاز " ترانزستور" صغيرا لسماع أخبار وموسيقى محطة " منتو كارلو"- ولقد فعلت وان لم أجد دكتور حسن ابشر الطيب – قد يكون لسفره.
    كانت تلام الشيخ بعضا من مشاكل الصدر " حساسية" واتفق معي أن اخبر المشرفين من الأطباء عند عمل المنظار بعدم تشغيل جهاز التبريد لأنه يتسبب فى زعزعه حالته الصحية وتحريك التهاب الصدر فقمت وصديقي الشاعر الياس فتح الرحمن بنقل وصيته كما هي للمسؤولين بالمستشفى ..وحضرنا إليه عصرا بعد إجراء الفحص والمنظار وجلست بالقرب من فى السرير فاخبرني أن المنظار يبين أن حالته مطمئنه ولكن بدا يشعر بهياج فى الصدر وشك أن الأطباء قد فعلوها وقاموا بتشغيل التبريد فى ذلك اليوم الحار ! وساءت حالته ليلا وفى صباح اليوم التالي ذهبت مع الصديق الياس فتح الرحمن إلى مكتب الدكتور " بليل" وكان وقتها مديرا لمستشفى – وأخبرناه بأننا اتفقنا للاتصال بوزير الثقافة ليقوم بنقل اقتراحنا لسفر الشيخ للخارج – للسيد رئيس الجمهورية " نميرى" فبين لنما استحالة سفره نسبه لوجود مضخات " الأوكسجين" فى انفه ولكن عدما تتحسن حالته وتنزع منه ستتكفل الجامعة بسفره للخارج على نفقتها ولاداعى لمقابله الوزير!
    وخرجنا من عنده مقتنعين بوجهه نظره ..وكن تدهورت حاله الشيخ وفى الفجر الباكر أتى إلى منزلي زوج كريمته ليخبرني بوفاته فخرجت مهرولا إلى الياس وتوجهنا إلى داره بالطائف .كان الجثمان مسجى بصالة الاستقبال وقد تحلق حوله المجاذيب يرتلون القران بصوت حزين انتظارا لشروق الشمس وتجمع محبيه لتشييعه حيث دفن بمقابر فاروق..

    * المصدر: صحيفة السوداني العدد447 الجمعة 21 محرم 1428 الموافق 9 شباط 2007.....

    * اضاءات وحواشي حول هذا المقال |\ أحمد الأمين أحمد......
    "1" – بوند ستريت شارع تجارى يصب فى أكسفورد استريت وسط لندن مشهور بمحلاته التي تبيع الملابس والساعات غالية الثمن وقد ذكره الطيب صالح فى إحدى قصصه القصيرة بمجموعته " دومه ودحا مد"...تقع به إحدى محطات خط إل central للأنفاق .
    "2" لاحظوا دقه استخدام المفردات عند حسين جمعان عندما يشير إلى اكتمال " ديوان" العودة إلى سنار وليس " قصيده " العودة إلى سنار" بمدينه اوكسفورد بدايات 1971 بالتالي يزيل اللبس عن المسودات الأولى للقصيدة المعضلة التي بلغت قبل ذلك التاريخ أكثر من نسخه معدله علما أن نسخ العودة الكثيرة تلك ليس ضمن الشعر الذي احرقه عبد الحي عند خروجه من المرحلة الوثنية ,عليه تصبح حسب منطلق حسين جمعان تلك المسودات السابقة لاكتمال الطبعة الأولى للديوان مجرد تاريخ فى شعر عبدا لحى علما أن حسين جمعان تعقب فى مقالات بجريده السياسة السودانية 1988 التغيرات والتنقيح التي طرأت على هذا الديوان على ضوء ظهور أخر طبعه له فى حياه عبد الحي 1985 وسوف انشر هذه المقالات بعد أشهر قليله فى هذا الموقع كتراث ادبى مع الاشاره إلى المرجع بدقه..
    "3" تجلى هذا الانبهار بنوعيه الشعر الذي خرج به علينا عبدا لحى فى العودة إلى سنار فى شهادة احمد عبد المعطى حجازي فى مقاله " هذا المبدع المجهول" الذي نشره بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية منتصف الثمانينات متهما فيه الحركة الشعرية العربية الراهنة بالقصور والجهل فى تجاهل شاعريه مثل شاعريه عبد الحي كذلك شهادة الشاعر الكبير مظفر النواب عندما زار الخرطوم 1988 وقدموا له بالفندق حيث يقيم مجموعه من شعر السودانيين من مراحل مختلفة فذكر أن الذي استرعى انتباهه منها هو شعر عبد الحي معترفا انه لا يعرف له مثيلا فى المشرق العربي أو ضمن الشعر الذي أتاهم بذاك المشرق من المغرب العربي أو غيره من مجاهل العرب ....." المصدر حوار مع مظفر النواب فى مجله العقل الجماعي 1988 وقد صدرت هذه المجلة بالخرطوم لأقل من عددين ثم توقفت"...
    "4" قصيده "الطير الخدارى " منشوره بديوان " حديقة الورد الاخيره " الصادر العام 1984 عن دار الثقافة للنشر والإعلان ويلحظ الذي كان يرتاد مكتب عبد الحي بشعبه الانجليزي قبل تحوله للطابق الارضى بشعبه التاريخ وجود لوحه وحيده تزين جدران ذلك المكتب رمادي اللون رسمها الفنان الصلحى الذي أشار إليه جمعان فى لوحه الطير الخدارى .
    "5" هجره لوحه سلفا دور دالي إلى شعر عبدا لحى على ضوء اشاره جمعان تتجلى فى قصيده " الفجر أو نار موسى " التي هي مفتتح " حديقة الورد الاخيره" :
    زرافه النار ترعى
    النعنع القمري
    بين الجبال
    وديك الفجر مشغول
    يقتات بالأنجم السكري ... الخ القصيدة وصورها تنضح بالسريالية والدهشة !
    "6" تأكيدا لذلك ذكر المهندس الزراعي سعد عبد الحي شقيق الشاعر انه سمع شقيقه يدندن ذات مره بالسيارة أثناء مرضه بمحاولات شعرية واتته بغتة :
    السماد ير التي تنأى ثم تدنو
    تصنع نسيجا من خيط العنكبوت ..
    وأضاف أن السماد ير هي فقاعات الضوء التي يراها المرء حينما يدعك عينيه.. المصدر مجله حروف 1991 .
    "7" فى هذا السياق ذكرت شقيقه المذكور أعلاه أن الشاعر فى سنوات مرضه أن الشاعر قد نبهه" إلى أن هذا المتجر سوف يحترق وبالفعل ذهلت بعد فتره حينما وجدت المتجر قد احترق!1كما استطرد " كان منزل عبد الحي خلف محطة برى الحرارية قبالة شاطئ النيل الأزرق بالخرطوم وفى احد الأيام شعر محمد أن هنالك لصا تطارد ه الشرطة فهب من نومه وهو يحمل فرارا وتخذ يطارد اللص حتى أوقفه وصرخ فيه يسأله : ما اسمك ؟ قال اللص اسمي عبد الشافي !!فرد عليه اسمك عبدالشافى وتطاردك الشرطة ؟ وجلس محمد على الرمال وطلب من اللص أن يجلس وحينما حضر رجال الشرطة أيضا طلب منهم الجلوس فجلسوا جميعا وطلب منا أن نحضر الماء والشاي ..واخذ الجميع يتحدثون وكأن لم ين شيئا....!!" المصدر السابق نفسه "..
    8- كان بالفعل يسكن بحي الختميه والفترة تقريبا النصف الثاني من السبعينات فى القرن العشرين ...المصدر رسالة خاصة من الدكتور احمد البدوي بلندن 1996..وبها اضاءات مذهله وقيمه جدا..
    9- وقتها كان المبدع جمعان يعمل بكلية التربية جامعه الملك فيصل بالإحساء شرق السعودية...
    :
    10 – هذه الفتنه باللون الأزرق ودرجاته عند فان جوخ تتجلى كثيرا فى الكثير من خرائد عبدالحى تحديدا السريالية منها لدرجه تجعله يكسو الشمس بهذا اللون ويصير الطبل ازرقا كذلك!!1" انظر بعض أبيات العودة إلى سنار" .
    * أضاءه حول صله جمعان بشعر وفكر وتراث عبد الحي ومرجعيته:
    .. التشكيلي حسين عمر جمعان عاصر فترات مضيئة عند عبد الحي بلندن صمم ورسم اللوحات المصاحبة ل " حديقة الورد الاخيره" كما صمم سفره بالانجليزية " السياسة الثقافية بالسودان" الصادر عن اليونسكو بباريس ...
    كتب حسين جمعان مقالان بجريده السياسة السودانية 11\17 -12\1988 بعنوان" قراءه فى ديوان العودة إلى سنار مابين الطبعة الأولى والطبعة الثانية" حيث اعترف فيهما أن " عبد الحي بلندن كان كثير الاستماع للموسيقى الاسيويه وخاصة الهندية وانكب على قراءه الكتاب المقدس The Bible بعهديه وقرا كثيرا مما يتعلق بالحيوان وسلوكه كما انه وقف على التاريخ القديم وقفه متأنية ودرس الأجرام والأفلاك ووقف على بعض الرسوم الايضاحيه القديمة للمجرات والنجوم ,,ودرس حياه وعادات الإنسان القديم فى الحضارات المختلفة وخاصة النوبية وتحرى فى حركه التشكيل المعاصر والقديمة"...كما تنبه حسين جمعان بإحساسه المرهف إلى انسجام الأصوات فى بعض مقاطع العودة إلى سنار فى إحكام ونسق موسيقى يحاكى موسيقى استعارت كل الأصوات " رنه المعدن..صوت الإنسان ..الحيوان..النبات..الأسماك.. الحمام..صرير الباب.
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    17-02-2007, 11:03 PM #24
    عصمت العالم
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 4,154

    العزيزه السيده الاستاذه الدكتوره بيان..


    كم يسعدنى التردد والترديد لذبذبات النقاش المطروح..بعطر الفكر وفواح ابعاد المعرفه.وتجانس اختلافات وجهات النظرفى حميمة الفهم ومدى مساحة التعمق...وفى اتجاهات الاختلافات بتوازن يحفظ احترام الراى والراى الاخر.وهذه دميقراطية.الممارسه.فكريا..او سياسيا...او اجتماعيا...و انسانيا..

    ساعود لكم غدا..و(شمار) الموضوع.ذلمك الصراع الذى اشتعلت نيرانه بين محمد وعبد الله عشرى الصديق.وعرفات محمد عبدالله...فى ايدلوجية..الفصل العنصرى..والتى اخذت ابعادا ومحاورا..وتشكيلات...
    ثم نعرج الى ممارسات الفصل العنصرى فى المجتمع السودانى..التى نتجت..عن ازكاء نار الانتماء العرقى...بين عرب.وزنج..ونسب وجزئيات التركيب الجينى..للخليط...! والتى تاطرت بعد تاسيس مدينة امدرمان فى تواجد متنوع لقوميات تختلف ..ورباط الانتماء الدينى وتاثيره..المباشر على ربط حركة الانصهار الاجتماعى والغاء الحواجز.العرقيه من واقع وحدة العقيده..وسماحة الاسلام...!!

    ثم نعرج الى احماء نيران التشكيل العرقى لسودان اليوم...!!

    ساعود غدا..

    وسعدت بان فتح باب البحث والنقاش فى هذه المحور الهام...
    عميق الاعزاز

    22-02-2007, 05:01 AM #25
    bayan
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 2,703

    لحين عودة وشكرا يا عصمت
    __________________
    [مدونتي

    شهوة ان تكون الخصومة فى عزها
    واضحة ..
    غير مخدوشه بالعناق ال########
    فقبلات من لا اود حراشف سردينة
    وابتسامته شعرة فى الحساء
    من شهوات مريد

    01-03-2007, 09:01 PM #26
    عصمت العالم
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 4,154

    العزيزه الاستاذه الدكتوره السيده بيان..

    معذره للتاخير غير المقصود فى اذكاء نيران الحوار والاغراق فى التفاصيل من اجل ان نصل الى ضفاف المرسى..
    ولعلنى انقل لكم .. المدخل لهذا الحوار.وهو ..كتاب الافنديه ومفهوم القوميه فى السودان 1898 _ 1928..لدكتور خالد حسين الكد...وهذا المقال نقلته عن جريدة السودانى الصادره فى 26يناير 2007..ولنبدا.
    كما بدا المقال..
    ظل مفهوم القوميه لدى الافنديه ينحصر فى هذين التيارين .وعكف كلا الشريكين فى الحكم الثنائى يرعى التيار الموالى او المتوافق مع اطماعه.وقد ادى الصراع بين التيارين وبين الشريكين الى وقوع احداث 1924 والتى لسنا بصدد الخوض في تفاصيلها.ولكن ما يهمنا هنا هو انها مكنت الادارة البريطانيه من تحقيق كثير مما تصبو اليه من الهيمنه وابعاد الشريك الاخر مصر واضعاف اثره..
    وقد جعلت الاجراءات التعسفيه والسياسات الصارمه التى انتهجتها الاداره البريطانيه نحو الافنديه فى الفتره التى اعقبت الاحداث فترة تامل عكف فيها الافنديه على البحث والتحصيل وابتعدوا طوعا وكرها عن النشاط العام وتقوقعوا على انفسهم فى حلقات صغيره للقراءه والمناقشات وقد نمت هذه الحلقات شيئا فشيئا الى جمعيات ادبيه ساد فيها فى البدايه شىء من الترف الفكرى والروح النخبويه حلقت بهم فى سموات التجريد المتعالى على واقع الصراع السياسىوالاجتماعى ولكنهم اجبروافى نهاية المطاف على الهبوط الى ارض الواقع لمناقشة القضايا الملحه وفق ما اكتسبوه من معرفة خلال قراءاتهم المكثفه فى التراث العربى الاسلامى والثقافه الغربيه المعاصره وقد كان فى مقدمة هذه القضايا..

    قضايا الهويه.والذاتيه والدوله القوميه

    ورغم ان نقاش تلك القضايا داخل تلك الجمعيات لاسيما جمعية ابى روف (نسبة الى حى ابى روف بامدرمان).وجمعية المورده الهاشماب(نسبة الى حى المورده بامدرمان) والذى تسكنه بجانب اخرين جماعة من فرع الهاشماب من قبيلة الجعليين وصارت هذه الحلقه تعرف لاحقا بمجموعة (الفجر)( وهى المجله التى ذاع صيتها فى الثلاثينيات.ولم يخرج الموضوع فى بادىء الامر عن اطار التيارين التقليدين إلا انه اكتسب ابعادا جديده اكثر تشعبا وتعقيدا من الفتره التى نحن بصدها..ولكن وفى قلب لك الخضم الهائل من التعقيدات ظلت القضيه التىبرزت فى الصراع بين على عبد اللطيف وسليمان كشه هى مركز الصراع رغم محاولات اغفالها والالتفاف حولها.وقد برزت بصوره جاده فى الثلاثنيات فى الصراع بيم الابروفيين واولاد المورده..ورغم ان الابروفين حاولوا اعطاء الصراع طابعا فكريا وسياسيا وحاولوا تصوير خلافهم مع مجموعة اولاد المورده وكانه صراع بين التيار الوطنى العروبى الاسلامى المتوجه نحو مصر العربيه الاسلاميه..وبين التيار غير الوطنى المنحاز الى الانجليز.إلآ انهم فى واقع الامر كانوا الى حد بعيد توجههم نفس المشاعر التى وجهت الصراع بين كشه وعلى عبد اللطيف..وقد عبر عن ذلك الابروفيون بصوره واضحه..وحماد توفيق فى الحوار الذى اجرى معه فى (مقابلات رواد الحركه الوطنيه) يقول حماد توفيق..(حاجة مهمة جدا انا بتكوينى الشخصى ما بحب اتكلم عن دور الخلافات فى طبيعتى.نحن الابروفيين .اللى فيما بعد بقينا الاتحاديين.وهم الكانوا بيسموهم ناس المورده الكان معاهم محمد عشرى الصديق وعبد الله عشرى الصديق..يعنى ابتدينا نرى انه فى اتجاه عربى...واتجاه غير عربى..وكانت الاشاره الى محمد عشرى وشقيقه عبد الله عشرى.طعا يخرج الخلاف الفكرىوالسياسى وحتى الثقافى لانه مافى شك ان محمد عشرى وعبد الله عشرى رغم زنجيتهم ولدوا وشبوا داخل اطار الثقافه العربيه الاسلاميه.بل وقد كانا نجمين ساطعين فى سماء اللغه العربيه وادابها..اذن ما قصد حماد توفيق بقوله( عربى وغير عربى) ليس ثقافيا بل عرقيا واجتماعيا.لذلك فقد اختار اولاد عشرى دون بقية اولاد المورده لانهم ينتمون حقا لما عرف ولما يعرف حتى الان بانهم( عبيد المورده)
    ولعل الصراع داخل جمعية المورده نفسها والتى جعل اسمها يتغير من(اولاد المورده) الى (اولاد الهاشماب) ثم الى (جماعة الفجر) يؤكد هذا الاتجاه وصارت الشقه تتسع بين ( اولاد المورده) محمد عشرى الصديق وعبد الله عشرى الصديق وبين (اولاد الهاشماب) محمد احمد محجوب وعبد الحليم محمد واحمد يوسف هاشم ولا يفوت على الحصيف القارىء لمجلة( النهضه) التى صدر عددها الاول فى اكتوبر عام 1931 والتى يشارك فى تحريرها جماعة المورده.ذلك الصراع القائم على اساس العرق بين اولاد المورده واولاد الهاشماب والذين كونوا لاحقا مجموعة الفجر بعد ان انضم اليهم عرفات محمد عبدالله وقد صدر العدد الثانى من المجله بتاريخ 8 اكتوبر 1931 وعلى غلافه صوره كبيره للزبير باشا ود رحمه وبه نبذه عن حياته وسيرته فى بحر الغزال واشاده بما قام به من اعمال جليله فى الجنوب وما حمله معه من هدايا الى الخديوى حين ذهب الى مصر ومن بينها الف من الجنود السودانيين وليس من الصعب ان يستشف القارىء مرامى هذا المقال..وفى اعتقادى ان الاشاره تم التقاطها بواسطة اولاد عشرى وفحواها ان اولاد الهاشماب ارادوا ان يخطوا حدا فاصلا بينهم وبين( عبيد المورده) ا الذين ربما يكونوا احفاد من حملهم الزبير باشا ضمن هداياه للخدوى.وقد انعكس ذلك على المساجلات التى اعقبت ذلك فقد كتب محمد احمد محجوب مقالا حول الخلق والابداع فى العدد السابع من المجله بتاريخ 15 نوفمبر 1931 ووجدمحمد عشرى سانحه للرد على محجوب والنيل منه واتهامه بصوره ضمنيه بانه رجل عاطل الموهبه يتبع ما وجد عليه اباءه واسلافه ويخشى سلوك الدروب غير الممهده.وحين ظهر هذا المقال فى عدد النهضه بتاريخ 29 نوفمبر 1931 سارع عرفات لمؤازرة المحجوب والهجوم على محمد عشرى فى العدد العاشر بتاريخ 6 ديسمبر 1931 وهنا انبرى عبد الله عشرى الصديق بمقال ساخن فى العدد الحادى عشر لا يخفى فيه مرارته واحساسه بالغبن ويتهم فيه عرفات بالتحيز وعدم الموضوعيه فى هجموه غير المؤسس على محمد عشرى,وان ماحدث لمحمد عشرى وعبد الله عشرى خير مثال لهذا...

    الصراع العرقى- الاجتماعى الذى ظل يحتدم باشكال مختلفه..
    ولكن ظل تناوله فى اوساط المتعلمين والمثقفين يتسم بالحساسيه والخجل .واثق ان ما قاله محمد عشرى الصديق الذى سقط ضحيه ذلك الصراع المر الخفى..ما زال حتى اليوم صحيحا..
    يقولون ان السودان مهد التعصب..واصدقكم ان هذا القول لايفقد كل قيمته عند البحث والاستقراءز.فلماذا نحن متعصبون؟ للجنس واللون والمعتقد واللبس ايضاولا يزال بعضنا منقسمين بطونا وافخاذا لايفيدنا وجودها ولا يضيرنا عدمها

    كان عشرى وامثاله يتوقون صادقين لقوميه سودانيه تستوعب اولاد القبائل والرقيق على حد سواء وعبروا عن ذلك فى رفق ولطف فرضته عليهم ظروفهم الاجتماعيه والعربيه ورفضه( اولاد القبائل) بشتى الوسائل القاسيه والناعمه ولعل اخطرها جميعا هومحاولة انكار وتجاوز هذه الفوارق الاجتماعيه العرقيه التى ظلت ديدن المثقفين ولا سيما من (اولاد القبائل)

    ولقد ظلت هذه القضيه ونتيجة تناولها بالصوره التى ذكرت عقبه فى طريق تطور القوميه السودانيه وبلوغ انصهار المجموعات العرقيه والثقافيه المختلفه فى بوتقة واحده.وفى اعتقادى انها ستظل لفتره طويله صخره تنكسر عليها كل الجهود لصياغة قوميه سودانيه مرضيه لكل الاطراف ما لم يتم تناولها ومناقشتها بشجاعه وصراحه ووضوح.واعتقد ان قراءة تلك الفتره .موضوع دراستنا قراءه متانيه وتسمية الاشياء باسمائها المستعربين والزنوج الخلص والخلاسين والرقيق .المحررواولاد القبائل وا الذين نشاؤا خارج اطار القبيله والنظر الى الصراعات العرقيه والثقافيه والاجتماعيه بين هذه المجموعات بعيدا عن الحساسيات والتقديس الضار لتاريخنا( المجيد) يساعد كثيرا على الخلاص من هذه الحلقه اللعينه ويعين على الوصول الى صيغه للقوميه السودانيه تستوعب هذا الشتات من الشعوب والقبائل التى تعمر السودان..
    انتهى ا الجزء من المقل عن كتاب دكتور خالد حسن الكد...

    وساعقب بنقاش موضوعى ..لاحقا..

    عميق الاعزاز والتقدير

    03-03-2007, 09:47 PM #27
    عصمت العالم
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 4,154

    الاستاذه الدكتوره السيده بيان.
    الاخ الكريم الاستاذ.. احمد الامين احمد...

    لعلنا فى تركيز البحث والتنقيب يجدر علينا الاشاره الواضحه..لمفهوم الرقيق..ولعل العبوديه عندما مورست كفلت ارتهان متكامل للسيطره على نفر من موقع وواقع اللون او الوضع الاجتماعى او الاسر..ومنح ترخيص بيعهم وتداولهم كسلع مثلها مثل كل احتياجات البشر..ولقد اتى فى النص السماوى المقدس.شمول ذلك فى ...(عتق رقبه) فى مسار الكفاره او التوبه..فى مناهج ارتكاب الاثم.او الخطيئه او الذنب..اذا هنالك تحديد قاطع بترخيص تلك الممارسه العرقيه والتى شملت الرقيق مثلهم مثل الدواب والانعام وما ملكت يمينكم..ولعل الاثاره تكمن فى الاسترقاق من موقع وواقع الحروب ونتاجها الذى يبيح الاستباحه وبيع من اسروا فى سوق ا لنخاسه...
    وحين اتى العرب للسودان .ولقد اتوا من منطلق التجاره حين مارسواذلك مع سلطات مملكة كوش فى اتفاقات تجاريه برتوكوليه محدده..لم ياتوا لنشر الاسلام بقوة السيف بل باسلوب التجاره مثلما فعلوا فى الشرق الاقصى.وتمت المخالطه والتزاوج بين العرب والعناصر الزنجيه..التى انتجت نتاج خلاسى مستعرب..والذى بسطت فيه اللغه مع اضمحلال اللهجات المحليه والاستبدال الذى تم فى شمولية توسع انتشار االلغه..لتبقى حقيقة المواطنه وقتها لعناصر زنجيه وهى صاحبة الارض ولنتاج خلاسى من اصول عربيه.وان لم تكن اللغه المستعمله هى العربيه لما كان لهذا التبيان من اثر فعال جعل كل الانساب فى سعى انتمائها العربى تنتسب للعباس ولحمزه ولبطون العرب. الاخرى.ما عدا قريش..وتنسى او تتناسا اصولها الزنجيه التى هى مشاركه فى هذا اللهجين الذى شكل الامه السودانيه..ولعل لمفهوم وانتشار واعتناق الاسلام له الاثر الاكبر فى سيادة حزم الانتماء العربى والتشدق به...
    ثم تلى دخول اخر من المغرب من شمال افريقيا ( وان لا اقول المغرب العربى لان كل العناصر التى تشكل شمال افريقيا هى من خليط اسبانى فرنسى محلى ..وقبائل البربر خاصة فى المغرب وهى لها اصول مباشره مع لك الخليط) دخلوا وتركوا اثارا فى غرب السودان لقبائل مستعربه خليط بين زنج وقادمون عرب..ليبقى هو النتاج الخلاسى لمجمل الفكره...التى اتخذت ثوبها العربى بالرغم عن سحنتها الداكنه السواد ولسانها العربى..ولعل فى ذلك مرجعية لزمن عنتره بن شداد الذى نكر انتسابه لبنى شداد لانه اسود اللون وانه كان عبدا..
    ولقد سبقت حضارات كبرى دخول العرب تجاريا واسلاميا للسودان وشكلت زمنا متقدما فى مروى..ومملكة سوبا...
    وتشكلت ممالك اسلاميه خاصة فى سنار ...وهى السلطنه الزرقاء الت انطلقت من معايير اسلاميه بحيته.زلانها كانت تمثل قمة الهجين الخلاسى برغم التزام الدين..ولعل نوازع الحوجه والهوس للانتماء العربى قد شكل الزاما ملحا فى تحديد معايير هذا الانتماء بالانحياز الكامل للاثر العرب فى تجاهل واضح للعناصر الزنجيه المهجنه لهذا المزيج بحق مشارة الانتاج...وانتشار واعتناق الاسلام هو الذى شكل التطور المتعصب للعنصر العربى..ولعلنا نشاهد ذلك الان فى انتماء دول مثل جببوتى والصومال .وجزر الغمر وارتريا لمنظومة الجامعه العربيه.وهى ليست لها اى صلة بالعرب ولا الكيان العربى. ولا العناصر الوراثيه العربيه للقبائل العربيه ولا حتى بهجين الانتماء .سوى السطوه الاسلاميه.والمحاور السياسيه...
    المشكله الاساسيه هى تكمن فى التركيبه القبليه للمجتع السودانى..والذى يتكون على اخر احصائيه لمؤسسة سنسز.فى التقرير الخاص بالتعداد السكانى وعناصره فى عام 1999 والذى ابان النسب الاتيه...58% عناصر زنجيه..ثم 32% عناصر عربيه مهجنه من عناصر زنجيه ثم 6% بجه..ثم 2% اجانب...وهذه تؤكد الهيمنه الزنجيه على حجم مواطنى القطر...
    ولعل حوجة محمد على الكبير ..للذهب وللرجال للجيش وللعاج هى التى مهدت الى غزو السودان..وانتشار متسع لفكرة وتنفيذ مشاريع العبوديه والتى كانت لها صكوكا .. تحدد الملكيه باسم حق المالك فى هذه العبد( وهذا مؤلم)..ونحن ندرك والتاريخ ما قام به وفعله الزبير باشا..الذى كان بفعله يوازى الكوكلس كلان فى مجدها فى الولايات المتحده الامريكيه فى زمن اعصار هوج العنصريه...وما قام به الزبير باش سيظل وصمة فى جبين الانسانيه وفى امتهان حقوق الانسان وفى المتاجره بالقيمه الساطعه للانسان...ولا ادرى اى مبرر يمكن ان يشفع لذلك؟؟؟
    ولعلنا نسترجع فى مرارة ظروف سيدنا بلال . والذى كان وظل عبدا حبشيا.وتحريره الذى تم من سيدنا ابوبكرفى زمن الدعوه الاولى للاسلام...وما تنرتب على ذلك..ليقفز سؤال مهم جدا...

    هل اصدر الاسلام تحريرا يمنع الرقيق.او امتلاكه.وهل منع تداوله..بتحريم يوازى كل المحرمات التى منعت..؟؟؟

    اقف هنا..
    ونواصل...
    عميق الاعزاز

    05-03-2007, 11:20 PM #28
    عصمت العالم
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 4,154

    الاحبه.
    دكتوره بيان..
    والاعزاء..

    لايزال ضجيج المعركه يرن..
    والصمت قد ادخل المشاركه..فى مدى مغلق..
    انا شخصيا لا اريد..
    لتوافق الفكره ان تضمه اجندة مدارات الهيمنه الاقتصاديه
    نحن نسعى وراء..تقنين وتحديد واشارات الهويه السودانيه..
    فلنجتهد فى البث واالسعى والاستنباط.
    ونقوم.ونعجل براى يوحد الامه..فى محاور التشرزم لفيالق الهيمنه الاقتصاديه.
    لان الان لكل موقع خيراته..وسبل كسب عيشه فى المنظومه الاقتصاديه الدوليه.لهيئة التجاره العالميه..وسريان حمى المصالح العرقيه فى تهافت الاستثمار وهو ينقب باطن الارض جاعلا لكل شريحة عرقية انتقال صراع اخر ..يفنى ويعمق ويباعد

    ومثل سرية التقيب عن البترول.والمياه الجوفيه فى دارفور الكبرى.واليورانيومفى جبل مره..وتنقيب المنغنيز اور فى الانقسنا.والذهب فى دارفور وتخوم جبل مره.والرخام الاسود فى الشرق والحدود الشرقيه المصريه السودانيه
    تستعجل عدة تساؤلات ملحه..
    وهل الهويه السوداينه اصبحت فى نطاق اقليميتها ونوزاع محاورهاالعرقى..الاقتصاديه مربوطه بالمصالح العالميه والاقليميه..؟؟؟
    مجرد سؤال..
    انا انتظر..!؟؟

    05-03-2007, 11:23 PM #29
    عصمت العالم
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 4,154

    ونواصل الحديث..

    05-04-2008, 06:01 AM #30
    فيصل سعد
    عضـــو



    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    الدولة: Calgary, Alberta, Canada
    المشاركات: 9,795

    سلام لصاحبة البوست و ضيوفه،،
    اقترح للاخ مشرف المنتدى الادبي
    بنقل هذا البوست او نسخة منه الى هناك
    بعد موافقة صاحبته.

    اطيب التحايا..
    __________________

    اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و تغمده بواسع رحمتك..

    سيبقى رغم سجن الموت
    غير محدود الاقامة



    صفحة 2 من 2 < 1 2

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »



    .....اااا

    (عدل بواسطة عصمت العالم on 08-09-2011, 01:22 PM)

                  

08-09-2011, 01:27 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عصمت العالم)

    الاخ الأستاذ / عصمت العالم - تحياتي،

    شكرا جزيلا على رفد الخيط بهذه الحوارات المهمة، فالعودة إلى سنار
    عالم ثري من الاشارات والرموز واللغة الجسورة والجمال الأخاذ

    شكرا للدكتورة بيان والمهندس عبد الله الشقلينى والاستاذ الاديب والناقد
    الموسوعه الاخ محمد الامين احمد والاخ فيصل سعد .. وسنبقى هنا مع تأملات
    العودة إلى سنار
                  

08-10-2011, 10:11 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الجحيم ليس أرضاً غريبة
    مدن مثل بيروتَ، لندنَ والقاهرة
    ضفة النيل والملتقى
    وأرى في المهاوي الرهيبه
    وجه أمي ووجه أبي ووجه الحبيبة

    محمد عبدالحي
                  

08-10-2011, 12:28 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاخ - عصمت العالم - تحياتي لك

    استمتعت بقراءة حواراتكم وتأملاتكم وإضاءاتكم لجوانب من
    العودة إلى سنار

                  

08-10-2011, 12:35 PM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أدام الله عليكم ياعبد الجليل نعمة المثابرة.

    أما انا يا أخ عصمت فالمعذرة..

    بدون رمضان مابقدر على جُرعات سنار الدسمة؛ فما بالك.

    لكما الود والتحية، ولعل الأربعاء تأتينا بإضافات، أعانكم الله.
                  

08-10-2011, 02:02 PM

خالد المحرب
<aخالد المحرب
تاريخ التسجيل: 01-14-2007
مجموع المشاركات: 5705

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عائشة موسي السعيد)

    Quote: المكان: نادي الرياض الأدبي – المملكة العربية السعودية
    الزمان: مساء الأربعاء 17 رمضان 1432هـ (17أغسطس 2011م)
    من الساعة العاشرة – الثانية عشر مساءاً



    التحيه لكم جميعا هذا يوم نجد فيه المتعه ونحس بالفخر
    حضور من بدرى انشاء الله
                  

08-10-2011, 08:54 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: خالد المحرب)

    ...

    الاستاذ الفاضل الاخ محمد عبد الجليل..
    الاستاذه عائشه موسى السعيد...

    اامل ان تأتينا الاربعاء 17 رمضان فى ذلك المجمع المبارك فى نادى الرياض الادبى..برؤى وتفاسير...
    ولى ن اضيف شيئا فى جدلية السعى الى جوهر الحقيقه ...حول جدلية الهويه السودانيه .فى افتراضية الحيز
    الواقعى للسودان..فى ادراك متفهم لروابط التكوين للزمان والمكان..ولعل الاشارات المرسله فى قصيدة الشاعر
    الديبلوماسى الكبير محمد المكى ابراهيم فى قصيدته ..( يا بعض زنجيه) .فيها مدارلتلك للرؤيه نتاج للتركيبه الاثنيه
    والعرقيه للمكونات السودانيه التى فيها ملامح الهويه السودانيه..
    ولعلنا مع الترحال الى افاق مدرسة الغابه والصحراء....واشارات العوده الى سنار..بمنتوج ذلك الواقع الملموس فى
    التمازج .عرقيا او اثنيا..فى تنوع طرزت زواياه بكل تلك الالوان الموشيه....الثرة الغنيه....
    وقطعا الشاعر الدكتور محمد عبد الحى ..قد اعطى تفاريخ الفكره فى العوده الى سنار..فى مرتكز انتماء جامح...

    لكم الاعزازاااا
                  

08-11-2011, 00:42 AM

د. ياسر عبد القادر
<aد. ياسر عبد القادر
تاريخ التسجيل: 05-31-2015
مجموع المشاركات: 62

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عصمت العالم)

    سلامات

    هناك محاولات جادة للحضور بأذن الله

    بس والله ما عارف النادي الادبي دا وين....؟؟؟...ممكن توصفوهوا لينا؟؟؟؟


    تحياتي

    (عدل بواسطة د. ياسر عبد القادر on 08-11-2011, 02:51 AM)

                  

08-11-2011, 09:29 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: د. ياسر عبد القادر)

    الاخ د. ياسر عبدالقادر - تحياتي لك ورمضان كريم

    للقادم من جهة إستاد الملز متجه شمالا بشارع
    الستين الملز ، بعد تقاطع اشارة شارع
    الجامعة مع شارع الستين يجد حديقة على اليمين
    تدخل يمين بعد الحديقة مباشرة لتجد نادي الرياض
    الأدبى على بعد 150 متر تقريبا على يمينك

    وللأستفسار إتصل 0503786398

    سنار تنتظر بنيها
                  

08-11-2011, 10:57 AM

د. ياسر عبد القادر
<aد. ياسر عبد القادر
تاريخ التسجيل: 05-31-2015
مجموع المشاركات: 62

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاخ محمد عبد الجليل


    شكرا جزيلا ياخ..تصدق ساكن قريب جدا من المكان دا ....



    لست من بني سنار ولكني معجب ببنيها.....أنا من بني السودان الكبير
                  

08-11-2011, 11:04 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: د. ياسر عبد القادر)

    Quote: لست من بني سنار ولكني معجب ببنيها.....أنا من بني السودان الكبير


    وسنار عبدالحي يا صديقي أكبر من السودان الكبير زاتو .. راجع ما كتبه
    الاخ عصمت والآخرون فهي الحلم بالتنوع الخلاق، استدعاء التراث، غربلته
    حتى يتنقى ليوضع مداميك راسخة لمستقبل واسع الأفق .. لو كنا في سناره
    لما انفصل الجنوب .. نبلاقيك هناك
                  

08-11-2011, 11:49 AM

صلاح غريبة
<aصلاح غريبة
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    تشكر عبد الجليل على الخبر

    وسنكون حضور باذن الله .....

    صلاح غريبة - الرياض
                  

08-11-2011, 11:53 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عصمت العالم)

    كتب الأستاذ عصمت العالم:

    اامل ان تأتينا الاربعاء 17 رمضان فى ذلك المجمع المبارك فى نادى الرياض الادبى..برؤى وتفاسير...
    ولى ن اضيف شيئا فى جدلية السعى الى جوهر الحقيقه ...حول جدلية الهويه السودانيه .فى افتراضية الحيز
    الواقعى للسودان..فى ادراك متفهم لروابط التكوين للزمان والمكان..ولعل الاشارات المرسله
    فى قصيدة الشاعر الديبلوماسى الكبير محمد المكى ابراهيم فى قصيدته ..( يا بعض زنجيه) .فيها
    مدار لتلك الرؤيه نتاج للتركيبه الاثنيه والعرقيه للمكونات السودانيه التى فيها ملامح الهويه السودانيه..ولعلنا مع الترحال الى افاق مدرسة الغابه والصحراء....واشارات العوده الى سنار..بمنتوج ذلك الواقع الملموس فى التمازج .عرقيا او اثنيا..فى تنوع طرزت زواياه بكل تلك الالوان الموشيه....الثرة الغنيه....
    وقطعا الشاعر الدكتور محمد عبد الحى ..قد اعطى تفاريخ الفكره فى العوده الى سنار..فى مرتكز انتماء جامح...


    --------------------------------------------------

    الاخ - عصمت العالم - تحياتي لك،
    ذكرت أن فكرة إقامة أمسية حول تجربة عبدالحي بالنادي الأدبي بالرياض
    كانت قبل عامين .. كما ظلت فكرة دعوة الشاعر محمد المكي إبراهيم قائمة
    طوال الفترة الفائتة ولا زالت بغرض إقامة أمسية سودانية على شرفه حول
    تجربة مجموعة الغابة والصحراء، ومثلك أنتظر من الأربعاء الرؤى والتفاسير
    ففي احتفالية الجمعية بعشرينية عبدالحي قبل عامين بمركز الملك عبدالعزيز
    التاريخي بالرياض قال صديقنا الشاعر عصام عيسى رجب:

    الشاعر عصام عيسى رجب في مقدمة الندوة

    نستقبِلُهُ وتطوي روحُهُ وأشعارُهُ الزمان، فهيَ لم تغِبْ وإن غابَ الجسَدْ .......
    ولا أجملَ مِنْ أنْ نستقبِلَهُ ونحنُ نقرأُ آثارَهُ الخالِداتْ، التي ما تزالُ
    بِكرَةً تنتظِرُ الكثيرَ مِنْ البحثِ الجادّْ، والقراءةِ النافِذةِ التي تُضيءُ
    ما اكتنزتْهُ قصائدُهُ مِنْ معانٍ ظهرَ مِنها ما ظهرْ، وخَفِيَ منها أضعافُ
    أضعافُ ما ظهرْ .......
    ---------------------------
    لقاءات نادي الرياض الأدبي تتميز بـ:
    رواده من الأكاديميين المتخصصن
    و
    الحاملين لهموم الكلمة المراهنين عليها كأداة فعالة لغسل أوضار
    الهزائم

    وشخصيا أتوقع أن تهز العودة العقول الذكية بالنادي الأدبي
    لتثمر (الرؤى والتفاسير) في يوم الأربعاء وبالتأكيد بعد يوم
    الأربعاء ولفترة طويلة قادمة
                  

08-11-2011, 12:34 PM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

                  

08-12-2011, 12:09 PM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: محمد سنى دفع الله)

    لك التحية يا أستاذ سني..
    والشكر على الصورة المفضلة للأسرة لمحمد عبد الحي
    فعلى الرغم من انها كانت في النصف الثاني من السبعينات،
    الا انها كما رأيناه في الستينات وقبل وأثناء وبعد المرض!



    أتمنى ان يقرأ مداخلة الأخ عالم زوار احتفالكم بالأربعاء فهي ثرية برؤية اساسية في سنار عبد الحي.
                  

08-13-2011, 08:29 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: خالد المحرب)

    كتب الأستاذ/ خالد المحرب:

    هذا يوم نجد فيه المتعه ونحس بالفخر
    ==================================

    الأخ - خالد - تحياتي،

    ويوم نقول فيه شكرا لأدبي الرياض الذي ظل يفتح
    ذراعيه بكل أريحية لإستقبال أنشطة الجمعية
    السودانية للثقافة والآداب والفنون وهي تقدم
    الوطن في سياق أدبي مبين .. فقد استقبل نادي
    الرياض من قبل الشاعر مصطفى سند ثم أمسية
    الشعر السوداني ثم عالم عباس .. وها هو يستقبل
    عبد الحي عبر (الليلة يستقبلني أهلي) بل
    ويعلن ترحابه بالانشطة الثقافية والأدبية
    السودانية .. نعم إنه يوم نجد فيه المتعة
    ونحس بالفخر ونعد العدة لأشواط ثقافية قادمة
                  

08-13-2011, 12:16 PM

abdulhalim altilib
<aabdulhalim altilib
تاريخ التسجيل: 10-16-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أخي العزيز / محمد عبدالجليل
    تحياتي ،

    نسعد حقاً ونزهو بحضور أي فعالية تقيمها جمعية
    الثقافة والفنون والآداب السودانية ، خاصةً إذا
    احتضن المناسبة النادي الأدبي بالرياض بقيادة
    ربانه وحادي ركبه الدكتور عبدالله الوشمي ، والذي
    ما فتئ يفاخر بالسودانيين ويراهن عليهم في مجال
    الأدب والثقافة والفنون ، ويحتفي بهم دوماً.

    لكم الشكر والتجلة وأنتم تضمخون أمسيات الرياض
    بمثل هذه النشاطات والتي تحيل ليالينا إلى بؤر
    متوهجة من جميل الشعر وشمعات مضيئة من تأملات
    النقاد ومحبي أحد رواد مدرسة الغابة والصحراء ،
    الراحل المقيم محمد عبدالحي ، رحمه الله



    الليلة يستقبلنى أهلى :

    أرواح جدودى تخرج من

    فضَّة أحلام النّهر ، ومن

    ليل الأسماءْ

    تتقمص أجساد الأطفالْ.

    تنفخ فى رئةِ المدّاحِ

    وتضرب بالساعد

    عبر ذراع الطبّالْ.

    الليلة يستقبلنى أهلى :

    أهدونى مسبحةَّ من أسنان الموتي

    إبريقاً جمجمةً ،

    مُصلاَّة من جلد الجاموسْ

    رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ

    لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ

    من جسد الأرضِ

    وعبَر سماء الجُرحْ.

    الليلة يستقبلنى أهلى.



    حضور بإذن الله


    مودتي ،


    ( ليمو )
                  

08-14-2011, 08:12 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: abdulhalim altilib)

    الاخ - صلاح غريبة - تحياتي ورمضان كريم

    اشكرك على الوعد بالحضور في أمسية تأملات العودة إلى
    سنار بأدبي الرياض مساء الأربعاء 17 أغسطس 2011م
                  

08-14-2011, 08:23 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أبو السهروردي الاستاذ محمد السني دفع الله،

    تحياتي وكل سنة وانت تبدع، ليتك لو كنت بجاي فسنكون
    مع غناء السمندل والعودة إلى سنار والله في زمن العنف
    والرهان على الشعر الذي يورث الوعي والاستقامة..
    وإن تعذر وجودك فأشكر التقنية التي ستنقل لك تفاصيل
    ما سيقال بالصورة والصوت قبل أن ..
                  

08-14-2011, 01:54 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاخ العزيز - عبدالحليم خالد التلب (ليمو) - تحياتي لك ورمضان
    كريم يا صاحب الحرف النقي .. معاً ليوم شعري يدوزن المشاعر

    =======================================================

    يستضيف نادي الرياض الأدبي بحي الملز - مدينة الرياض المملكة العربية
    السعودية احتفالية الجمعية السودانية للثقافة والآداب
    والفنون بالذكرى الثانية والعشرون لرحيل الشاعر د. محمد عبدالحي محمود
    وستكون الأمسية تأملات في العودة إلى سنار .

    المكان: نادي الرياض الأدبي – المملكة العربية السعودية
    الزمان: مساء الأربعاء 17 رمضان 1432هـ (17أغسطس 2011م)
    من الساعة العاشرة – الثانية عشر مساءاً
                  

08-15-2011, 08:36 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كتب عبدالحليم خالد التلب:

    نسعد حقاً ونزهو بحضور أي فعالية تقيمها جمعية
    الثقافة والفنون والآداب السودانية ، خاصةً إذا
    احتضن المناسبة النادي الأدبي بالرياض بقيادة
    ربانه وحادي ركبه الدكتور عبدالله الوشمي ، والذي
    ما فتئ يفاخر بالسودانيين ويراهن عليهم في مجال
    الأدب والثقافة والفنون ، ويحتفي بهم دوماً
    ===========================================

    أخي عبدالحليم - تحياتي،

    بالفعل يا أخي

    ذهبت ونصار قبل عدة أيام للنادي الأدبي لرسم ملامح
    الامسية مع إدارة النادي وبالفعل التقينا د. عبدالله
    الوشمي، قابلنا بكل حفاوة وحدث الحضور عن الجمعية
    السودانية للثقافة والآداب والفنون وعلاقتها بالنادي
    ومساهماتها في الانشطة الثقافية .. يا زول لحدي ما
    قلنا معقول ده كله عن جمعيتنا؟! ثم حدثنا عن أهمية
    المشاركة في أنشطة النادي حتى بمدربين مختصين
    في الدورات التي يقيمها النادي لتطوير رواده في
    كثير من المجالات التصوير / الكمبيوتر / التحرير/
    إدارة الإجتماعات .. الخ، التحية لنادي الرياض
    الأدبي فهو - بحق وتجربة - صرح ثقافي يعمل بحكمة
    الثقافة تتعمق بالتعدد.
                  

08-15-2011, 01:29 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ولدنا له ناضجين
    أستدرنا له

    فلماذا البكاء؟!
                  

08-16-2011, 09:10 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    مساء الاربعاء 17 رمضان 1432هـ الموافق 17 أغسطس 2011م
    نلتقى مع العودة إلى سنار عبدالحي .. هذا العمل الشعري
    العالي المفتوح على فضاءات الزمان والجغرافيا .. نتأملها
    وقد قصرت حكمتنا وأنفصل الجنوب ولا زلنا نغني بلسان ونصلي
    بلسان ,
                  

08-16-2011, 11:16 AM

الشيخ صالح محمد
<aالشيخ صالح محمد
تاريخ التسجيل: 04-08-2009
مجموع المشاركات: 651

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    رمضان كريم الأخ محمد
    حضور بإذن الله
                  

08-16-2011, 12:12 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: الشيخ صالح محمد)

    الاخ - الشيخ صالح - تحياتي لك وكل عام وأنتم بخير

    نلتقيك هناك وصحبك وكل المهتمين بالشأن الثقافي لنقف معاً
    في فضاءات العودة إلى سنار في الذكرى الـ 22 لشاعرها
    د. محمد عبدالحي نتأمل ماذا تعني العودة إلى سنار، نبحر
    في إشاراتها، رموزها وشاعريتها المدهشة
                  

08-16-2011, 02:32 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    من يا ترى يمنحني
    طائراً يحملني
    لمغاني وطني
    عبر شمس الملح والريح العقيم
    لغة تسطع بالحب القديم
                  

08-16-2011, 05:22 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ..

    الاستاذ الاخ محمد عبد الجليل...

    ...نحن نعيش اليوم واقعا جديدا فى سمات ملامحه اشارات التمزق والانشطار..والتجزئه..عرقيا..
    فى اغراق مستحكم فى الاملاء الغامر والاصرار على الابحار صوب ذلك..ان كان سياسيا..او فكريا او عقائديا..
    فى مناخ تنافر افرخ كل تلك الجزئيات الجرثوميه التى سكنت العقول والوجدان وانزيمات الدم فى فصل عنصرى..
    بدا ينحر فى عنق الوطن ويحرجم منافذ الانفاس.. فيه...تحولت مفاهيم البحث عن الذات فى فلسفة ارشادها الى مطالبات..
    ايدلوجيه هدفها ان تستغل الاقليات بارضها واعراقها ومكوناتها الاثنيه عبر مردودات وموروثات عرقيه..مسيطره..
    اسهم فى ذلك ذلك الضباب الكثيف الذى صنعته الاجهزه الحاكمه فى التصنيف والتعريف والتحديد....والتشديد..الرافقض..
    والمتعارض برؤى سياسيه عقائديه ..
    لكن معذره لاننا نحتاج الى قراءه متانيه تغوص فى عمق ما خطه يراع االشاعر الدكتور محمد عبد الحى..فى ديوان العوده الى سنار..
    دعونا نبحر بتؤده على موج ذلك البحر..نغرق فيه ونستغرق فيه ونرفع شراعات ذلك الارتحال لنصل الى تلك الحقيقه الحقيقه....

    ونتظر ما يفرخه يوم الاربعاء من بحوث واراء وقراءات مستلهمه تضعنا على بدايات الطريق من ..استنباط ونتائج..

    ...
    البحــــر

    بالأمس مرَّ أوّل الطّيور فوقنا ، ودار دورتين قبل أن

    يغيبَ ، كانت كلُّ مرآة على المياه فردوساً

    من الفسفورِ – يا حدائق الفسفور والمرايا

    أيّتها الشمس التى توهّجتْ واهترَأت

    فى جسد الغياب ، ذوبى مرّة أخيرةً ،

    وانطفئى ، أمسِ رأينا أوّل الهدايا

    ضفائر الأشنةِ والليفِ على الأجاجِ

    من بقايا

    الشجر الميت والحياة فى ابتدائها الصامتِ

    بين علق البحارْ

    فى العالمِ الأجوفِ

    حيثَ حشراتُ البحرِ فى مَرَحِها الأعْمَى

    تدب فى كهوفِ الليفِ والطحلبِ

    لا تعى

    انزلاقَ

    الليلِ

    والنهارْ

    وحمل الهواءْ

    رائحةَ الأرضِ ،

    ولوناً غير لون هذه الهاوية الخضراءْ

    وحشرجات اللغة المالحة الأصداءْ.

    وفى الظَّلامْ



    فى فجوةِ الصَّمت التى تغور فى

    مركز فجوةِ الكلامْ ،





    كانت مصابيح القرى

    على التِّلال السودِ والأشجارْ



    تطفو وتدنو مرَّةَّ

    ومرَّةَّ تنأى تغوصُ

    فى الضَّباب والبُخَارْ





    تسقطُ مثل الثّمر النّاضجِ

    فى الصَّمتِ الكثيفِ

    بين حدِّ الحلم الموحشِ

    وابتداء الانتظارْ.


    اااا

    (عدل بواسطة عصمت العالم on 08-16-2011, 11:28 PM)

                  

08-16-2011, 05:59 PM

أيمن التوم حسن
<aأيمن التوم حسن
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 1067

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عصمت العالم)

    ركعتان للعاشق
    محمد عبد الحى

    اذبــــح فـــــؤادي إنني بك يـــــا حبيب متيم
    أيضيء مصباح الهوى إن لــم يضئ فيه الدم
    إني وقفت أمـــــــام بابك بالـعـــــــذاب أجمجم
    لأراك تـشــرق في الظلام وفي المشارق أظلم
    أنت الزوابــــــــع ينحدرن فــــلا يغالبها مجنّي
    أنت الزلازل هدمت حصني ففي التشريد أمني
    وسجنتُ فيك معانـقـــا حريــتي في ليل سجني
    وقتلت فيــــك مغنياً للموت مــــا جهل المغني
    جهلوا فـمــــا يدرون أنـــا ملتقى وتـــــرٍ ولحن
    كالخمر تنمو في دم المخمور مــــــن كرمٍ ودن
    أسفرت فيَّ ، فإنني مــــرآة وجهك يـــا جميل
    وسملت عيني كي أراك بعيــــن قلبي يـــا خيل
    فأنـــا الضرير يقودني شـــوقي إليك ولا دليل
    وأراك دوني محض وهــم مشرق فوق الزمان
    وأراك دون قصائدي لغة تفتش عن لسان

    m15.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

08-16-2011, 11:40 PM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: أيمن التوم حسن)

    يا أيمن من أين لك هذا؟؟

    انا من زمان اقول في زول "بفرفر" اوراقي !

    عموما يا سيدي هذا محمد في عام الاستشفاء بلندن وكنا في رحلة ذلك النهار الصيفي الجميل
    من اكسفورد الى حديقة حيوانات في مجاهل انجلترا مع هذه الأسرة الصديقة. وبالصورة مع والدهم
    شيراز ومعتز وخلفهم وضاح.
                  

08-17-2011, 11:07 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: أيمن التوم حسن)

    شكرا أيمن على القصيدة والصورة .. لك عاطر التحايا
    كن قريبا معنا والسمندل يصدح مساء اليوم في أدبي
    الرياض .. سنار لا زالت صبية في الثامنة والأربعين
    تدهش حبكا وسبكا لغة وجمالا وتبقى مفتوحة على فضاءات
    التأويل إلى ما شاء الله.
                  

08-17-2011, 11:07 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: أيمن التوم حسن)

    شكرا أيمن على القصيدة والصورة .. لك عاطر التحايا
    كن قريبا معنا والسمندل يصدح مساء اليوم في أدبي
    الرياض .. سنار لا زالت صبية في الثامنة والأربعين
    تدهش حبكا وسبكا لغة وجمالا وتبقى مفتوحة على فضاءات
    التأويل إلى ما شاء الله.
                  

08-17-2011, 10:17 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: عصمت العالم)

    الاخ الأستاذ/ عصمت العالم - تحياتي،

    آن وقت العودة لعودة عبدالحي إلى الذات قبل سنار
    الآن لكيلا تكون لا إلى الأبد فـ:

    الحصان الذي يصهلُ
    في الهزيع الأخيرْ
    ربما دعوةُُُ ُ لاكتشاف المصير

    نؤمل أن تكون أمسية اليوم بداية حقيقية لشوط
    جديد عميق يغوص في عوالم عبدالحي فـ/

    الجحيم ليس أرضاً غريبة
    مدن مثل بيروتَ، لندنَ والقاهرة
    ضفة النيل والملتقى
    وأرى في المهاوي الرهيبه
    وجه أمي ووجه أبي ووجه الحبيبه

    ثم

    إنها سانحة للتأمل في العودة إلى سنار أمام
    أدباء وأكاديميين ومهتمين بالشأن الثقافي من
    العديد من البلدان، ولذكرى عبدالحي الـ تدينا
    مشاعر حية:

    كلمات شعري لم يجئ يوما ًبها أنبيقُ ساحر

    تلك القوارير القديمة لم أهجنها ولا تلك المباخر
                  

08-17-2011, 02:05 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى 22 لرحيل محمد عبدالحي - تأملات في العودة إلى سنار بأدبي الر (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    حملَ العُودَ المُرِنَّا
    وامتطى مُهراً جموحاً،
    وتغنَّى .....
    بينَ غاباتِ النخيلْ:
    غِبتَ عنَّا
    لم تعُدْ،
    عادتْ عصافيرُ الأصيل
    غِبتَ عنَّا
    أيُّها الطِفلُ الجميل ......"
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de