|
حق الوصاية... فيصل محمد صالح / مقال جديد
|
حق الوصاية فيصل محمد صالح July 29, 2011 قبل بضعة عقود، عرف المجتمع الدولي ما يسمى بحق الوصاية، وذلك أن تقرر الدول الكبرى أن الدولة الفلانية غير قادرة على حكم نفسها، أو أن شعبها ليس مؤهلا بعد للحكم الذاتي، فيتم وضعها تحت وصاية دولة كبرى (عاقلة) ، حتى تبلغ تلك الدولة سن الرشد، وأحيانا يفرض عليها ما يسمى بالانتداب، كما حدث مع سوريا لصالح فرنسا، ولأريتريا لصالح أثيوبيا. وبالتأكيد كل هذه المسميات كانت مجرد “حركات” وحيل من الدول الاستعمارية الكبرى في ذلك الوقت لإيجاد مشروعية لمطامعها الاستعمارية، ولتوزيع المغانم فيما بينها بالتفاهم بدلا من الحروبات والصراع.
انتهت حكاية وضع الدول تحت الوصاية من الدول الاستعمارية الكبرى، فظهر وصاة وطنيون، أورثهم آباؤهم هذا الوطن وشعبه، فيما ورثوا من ممتلكات، أو هكذا هم يظنون، أو افترضوا أنهم الأكثر علما، والأوفر معرفة وحكمة، فيما بقية الشعب جهلة ورعاع، فآلوا على أنفسهم القيام بدور رسالي في إفهامنا وتنويرنا ، واقتيادنا من آذاننا إلى ما يظنون أنه الجنة.
يطل علينا هؤلاء الوصاة كل صباح جديد، فيعلموننا ماذا نأكل، وماذا نشرب، وكيف ننام، ويحدثوننا عن ضرورة إطاعة الحكام، وما يجب أن نشاهده وما يتوجب الامتناع عنه. وهم يفعلون ذلك تفضلا علينا ومنة، وينتظرون الجزاء من رب العالمين.
أحد هؤلاء شن حربا عنيفا على الشاعر والفنان السر قدور وبرنامجه “أغاني وأغاني” وطالب بوقف البرنامج، وحرض أئمة المساجد والدعاة على الانتظام في حملة ضد البرنامج، ويسترشد في ذلك بشيخه ودليله رئيس المنبر المذكور، ولي أمر السودانيين، وهاديهم ومرشدهم. وصل الرجل في حكمه على البرنامج لدرجة تحريم الغناء كله، باعتباره دعوة للفسق والفجور ومشجع على الزنا.
هؤلاء يفرغون نتاج أمراضهم واعتلالاتهم النفسية ، وإسقاطاتهم المكبوتة على كل أفراد الشعب السوداني، إن كانت أغنية واحدة تدفعهم للزنا، فمن قال لهم إن كل الشعب السوداني مثلهم؟ من قال لهم إن الشعب السوداني خال من أي قيمة إنسانية أو أخلاقية أو دينية تردعه عن المعاصي، ومن صور لهم مجتمعنا مجموعة من الأشرار الفاسدين منعدمي الضمير والوازع، جاهزين للانحراف من سماع أغنية أو مشاهدة برنامج تليفزيوني.
لقد شكل الغناء جزءا من تكويننا الثقافي والروحي، وساهم في مسيرة الغناء في السودان شعراء وفنانون كبارا تمتعوا بالاحترام طوال حياتهم من قبل المجتمع السوداني الذي وضعهم في مكانة عالية، وحفظ لهم مساهماتهم في تنمية الذوق العام والترويح عن النفس والتعبير عن المشاعر. ولسنا استثناء في ذلك، فهكذا هو الحال في كل البلاد الإسلامية، عربية كانت أو أفريقية وآسيوية، التي مثلت الفنون بكل أنواعها جزءا من إرثها الحضاري عبر العصور،
هؤلاء هم فقهاء آخر الزمن، لا يعرفون للشعب حقا ضائعا ولا كرامة مضاعة ولا إنسانية منتهكة، ولا يهمهم الفساد المستشري ولا المحسوبية التي ترمي بمئات الآلاف من الشباب خارج سوق العمل، ولا يقفون يوما ليسألوا عن دورهم في هذا. يقضون وقتهم في مراقبة معازف الفنانين ومدى ملاءمتها لحداء الناقة، ويطيلون النظر لأجساد النساء ليحددوا مقاسات ملابسهن، تجدهم عند كرسي السلطان، ولا تجدهم في الملمات.
مجاراة هؤلاء والإذعان لهم جريمة، والسكوت عليهم خطيئة ، فقد بدأوا من هنا ولا يعرف أحد أين سينتهون
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حق الوصاية... فيصل محمد صالح / مقال جديد (Re: معاوية الزبير)
|
سلام يا معاوية فيصل واحد من أقلام و أصوات قليلة انحازت نهائيآ للحق و العدل و الحياة و كرامة الانسان و مقدمه تضحيات هائلة بصمت و تواضع و هدؤ بشر متوازن و متسق مع روحه و ما يؤمن به, لذا يحاول شذاذ الآفاق و السفله حكام و تبعهم كسر هذه الأصوات و اذلالها و هيهات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حق الوصاية... فيصل محمد صالح / مقال جديد (Re: esam gabralla)
|
Quote: هؤلاء هم فقهاء آخر الزمن، لا يعرفون للشعب حقا ضائعا ولا كرامة مضاعة ولا إنسانية منتهكة، ولا يهمهم الفساد المستشري ولا المحسوبية التي ترمي بمئات الآلاف من الشباب خارج سوق العمل، |
سلِمت يمينك أخ / فيصل ... والله لا نخاف من شئ في بلادنا سوى فتنة فقهاء آخر الزمان هؤلاء ...
| |
|
|
|
|
|
|
|