|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
أستاذى الشقلينى اشكرك على هذا البوست فقد حققت رغبة لى بالكتابة ولكن لم يسعفنى الزمن تابعت من ضمن الموجودين لندوة الاولى واوراقها المختلفة والمتنوعة واعجبتنى وسوف ارجع لها لاحقا بعد اكتمال قراتها ولكن عموما اتفق معك فى مجمل ملاحظاتك وخاصة عدم ذكر ادبائنا وتاثيرهم على الطيب صالح ونجد ملاحظتك النقدية اكثر وضوحا فى ورقة د محمد المهدى بشرى وعلى حد تقييمى الشخصى الورقة كانت قوية وجميلة وواضحة تتحدث عن الاحتفاء باديبنا مرتبطا هذا الاحتفاء بخارج محيطه السودانى وبئيته التى وجد فيها قيل الهجرة .
اشكرك وكل ما تتاح لفرصة برجع ليك ولك عندى احتراما خاصا لكتاباتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: tayseer alnworani)
|
(لكنا تنسمنا العافية الثقافية إذ اخضرّت بالوفاء " للطيب صالح " ، في وقت جثم البرنامج الثقافي في السودان عاطلاً لدى أصحاب السلطة زماناً ليس بالقصير ، وعمت الأحزان المثقفين بعد أن دجَّنتهم الدولة أن يمزقوا أوراقهم كآبةً وينتحر إبداعهم . تركوا كل شيء ولهثوا وراء الخبز ، فليس بغيره يحيا جسد الإنسان المُبدع .
لقد آن أوان الجائزة أن تُسمَى بالعالمية ، للقصة القصيرة والرواية والنقد ، وأن يكون ذلك طموحاً يتعين الوفاء بواجباته الثقال . فالوطن مُثقل بالجراح والانكسار العظيم ، من خيبة من بيدهم الأمر في الشمال والجنوب . كسروا طموحاته في دولة ديمقراطية تكون جمهورياتها قابلة للعيش في دولة موحدة والدين للإله ... ارتفع الصوت الثقافي تحت قيادة شركة من شركات الوسائط الإعلامية " زين " ، وقدمت ما قدمت من خير ، واحتكرت نشر الكُتب المرشحة للجائزة . مدت يداً بيضاء ناصعة ، ثم ألقت عصاها ...)
*****************************************************
وأنا كذلك أسعدني طرقك هذا الباب، أخي الشلقيني.. وأسعدني الحس أنك والإبنة تيسير ودينق _وأتمنى أن يكون هناك المزيد_ قد حضرتُم هذه المناسبة والتي قبلت المشاركة فيهالحسي العميق بمانقلته أعلاه عن قلمك المُعبر.. ويهمني كثيراً أن أسمع رأيكما والآخرين في الطروحات المختلفة أو بعضها فمبادرة زين كانت جرعة نتمنى أن يجد فيها المشهد الثقافي بعض العافية ولا يعجب من يعرف شخص الطيب صالح مبدعاً روائياً أو أديباً ناقداً أو إنسان أن يكون في مركز الريادة ليُكرم كرمز لأدباء بلاده ولشخصه المتواضع
لك التحية ولكل الأقلام التي ننتظرها تتلقف مثل هذا الحدث لتقطر شهداً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأستاذ الشقليني،
أشكر لك الكلمات الطيبات
مازلت منبهرة بالفيض المعلوماتي الذي تدفق ليس من المنصة فحسب بل من دهاليز المؤتمر
والمقابلات الجانبية بين أصدقاء وزملاء وأهل ومحبي الطيب صالح ومن هم على خلاف أو وفاق مع فكره
إذ لا أخال لأحد خلاف مع شخصه.
وأصدقك القول ان الشهادات التي أدلى بهامحمود محمد صالح وصلاح احمد محمد صالح وحسن تاج السر وابراهيم الصلحي ومحمد ابراهيم الشوش
وبشير محمد صالح وآخرين كان فيها فكاكاًواضحاً لمعضلات الباحثين عن هوية الطيب صالح وهوية شخصياته ومدى
ارتباط تلك الشخصيات بشخصه بل ان بعضها كان قد اقتطعه من شخصه كما ألمحت بعض الملاحظات الذكية لأحد المدلين
بشهاداتهم.
أما عن الأوراق المقدمة فسأوفرها لك كاملة ولكن ليس هناك ملخصات وسيتوفر ان شاء الله قرص يحمل المداخلات والشهادات
والردود الخ سأجتهد في توفيرها.
لكن لا تطلب مني التعامل الإلكتروني فنحن أهل الزمن السهل والقُرص الصلب!!
أما عن قصة الدومة فقد ورد الحديث عنها بما يفيد إن الطيب صالح في أخريات المقابلات وعد بإكمالها ولكن عاجلته المنية
فما فعل.
ورقتي سأوفرها لك بالماسنجر وأنت صاحب البوست المبدع لك الشكر منا جميعاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: مزمل خيرى)
|
الأستاذ / مزمل خيري تحية طيبة ،وود كثير لما أوردت عن المدونة خاصة بجائزة الطيب صالح . *
في انتظار الكثير من الأوراق عنه ، نرجو أن يستسمحنا السادة القراء والقارئات في إعادة نشر ورقة انتزعناها من ملف ( السباحة في موسم الهجرة إلى الشمال )، وقد أبحرنا في شخصية ( حسنة بنت محمود ) وهي في سبع مداخلات سنوردها بالترتيب ، آملين أن تكون مساهمة متواضعة في ذكرى تلك القامة السامقة ، الذي دلق علينا جرار الوعي بحداثة الكتابة العربية الروائية منذ الستينات ، وغرفنا ما أحببنا ، وإلى النصوص :
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
السباحة في بحـر رواية : " موسم الهجرة إلى الشمال " (11) حسنة بنت محمود (6) :
أهو احتمال النوم الإيحائي ؟
نحوم حول مفاتيح المعرفة بالتنويم الإيحائي :
إن "التنويم" في العربية كلمة مُرادفة لكلمة هيبنوسس وHypnosis أو إله النوم في الأساطير الإغريقية القديمة أو Somnos في الأساطير الرومانية . عُرف التنويم الإيحائي منذ تاريخ المعابد القديم . وفي القرن الثامن عشر بدأ "فرانز مسمر" Franz Mesmer النمساوي تجارب المغناطيسية الحيوانية والتي خضعت لدراسة من رفاق من كانوا يتشككون في جدواها و أخضعتها لأثر الإيحاء ، رغم علاقة المغناطيسية بتكوين الحديد في الدم .
أيمكن للتنويم الإيحائي أن يسهم في نقل البؤر المظلمة في شخصية المُنوِّم إلى الشخص المُنَوَّم بمعرفته أو بدونها ؟ . إن العقل الباطن بقعة سوداء يختبئ فيها شيطان الجنوح والتمرُد . أيمكن للدكتور " مصطفى سعيد " أن يكون مُعدياً بسرطان الفراش القاتل ؟
تقول القاعدة العامة أن الفرد الذي يتم تنويمه يُحجم عن العمل بإيحاء يُخالف ضميره أو يُعرضه للمسئولية والمخاطر ، أو يقوم بما لا يستطيع القيام به في واقع حياته الاعتيادية ، فكيف نُفسر موقف " حسنة " الفارق حين التقى الاغتصاب بالموت أو عقدة فراش الجنس والموت ؟ . أوافق تاريخ "مصطفى " جنوح مُبطن في تاريخ " حسنة " غيبته الرواية لتفتح لنا بوابة الأحلام التي توازي النص الروائي ؟. فلبعض من تم تنويمهُم وقام المُنوِّم بالإيحاء لهم بالقيام بمسلك منافٍ لقناعتهم وضمائرهم في الأحوال العادية ، لا يقومون بذلك الفعل المُخالف إلا تحت شروط استثنائية:
1. منها تمتُع المُنوَّم بدوافع كامنة في نفسه نحو القيام بمثل ذلك السلوك المُخالف ، والذي يجد الفرد المُنوَّم بأن القيام بذلك السلوك يتوافق مع ضميره المُستتر ومثله الأخلاقية التي لم تظهر في العيان إلا من بعد استثارتها بفعل المُنوِّم .
2. أن يتمكن الفرد الذي يُجرى تنويمه من إقامة صلة وثيقة ومُطلقة بالذي يقوم بتنويمه بحيث لا يساوره الشك بأنه لن يوحي إليه إلا ما هو قانوني ويوافق الضمير ، وتلك معضلة السفر إلى المجهول الغامض من دنيا العقل الباطن وكهوفه المُظلمة .
إن كانت الفرضية تُقربنا من السباحة في عوالم الهواية الشيطانية التي كان يمارسها " مصطفى " في غلواء انتقامه من إناث البراءة التي خرب أرواحهُن ، وسقط في فخ نصبته له " جين مورس " وهزمت حقده في فراش الزوجية الدامي ، فلن ينفث ذلك الدخان الأسود لأم أولاده وسيدة حياته الهادئة الوادعة على ضفاف قرية من قرى الشمال السوداني .
يقولون في حالة أن يكون هنالك إيحاء يُخالف طبيعة الشخص المُنوَّم فإنه يصحو من النوم الإيحائي فجأة أو يرفض القيام بالأوامر ذات الإيحاء الذي يخالف ضميره.
إذن نحن نبحث في زعم يقوم على فرضية تجريب مقولات الطب النفسي بعقلية الهواة المُتمرسين من أمثال " مصطفى سعيد "، والذين صادفت حياتهم النفسية جُرحاً غائراً لم يندمل . نرى أن " مصطفى " لم يُشف من جُرحه ، وأن الراوي وفق الرواية قد عثر على خيط ماضيه الذي فتح جرة الشيطان المحبوس منذ زمان سليمان النبي وخرج من لا يقدر الرجوع لمحبسه .
أيصح أن نقول بأن الأفكار التي ثَقُلت في نفس " مصطفى " و ذاكرته قد هجرت ذاكرته لذاكرة حُسنة تحت مبضع المُحب في فراش الزوجية ، تسللت روحه التي أرقها الماضي وتنفست في نفس سيدة عقلها ورقة بيضاء ، وسودها بماضيه بخطوه الغليظ ؟
يقولون : إن النهر يُغرق السباح الماهر أتصح الفرضية هُنا ؟
ونواصل
***
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ الاستاذ/ عبدالله الشقليني - تحياتي تحياتي تحياتي
سعدت بأن وجدت هذا الخيط معلقا على صدر المنبر وأكثر أنك مبتدره، فقد كدت أن أتشالق وأفترعه منعني الخوف من التورط في أعماق بحر الطيب اللجي وقد تنادى للإبحار رجال ونساء غاصوا فيما كتب غوص العارفين ومثلي قد يبتسر ظاناً أنه يحسن صنعا، وحري بأعمال شيخنا الطيب الصالح اللطيفة الكثيفة أن تبقى لحين من الدهر منهلا عذبا للباحثين عن الآفاق البعيدة سأكون قريبا وقارئاً .. أكتبني معاكن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: adil amin)
|
Quote: Author: adil amin الاخ عبدالله والله كمان ناس زين ديل لو كملو جميلم وساعدو في اصدار مجلة سودانية شهرية تعبر فعلا عن السودان محليا ودوليا بكون ما قصرو الثقافة امر مهم ولا يجدي يكون موسمي بس
ما رايك في مجلة باسم(حضارة السودان) |
الكلام الدارجي الفوق ده ما يكون ضرسك عزيزنا الأستاذ / عادل أمين تحية لك .. وشكري لما تفضلت به من مشاركة ، ولها ثقلها في رفد الملف ، وإن اللغة العامية خطيرة في اليد التي تعودت أن تخبزها . شكراً لكَ مُجدداً
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأستاذة/ عائشة موسى .. تحيات كثيرة لك كما هي للأستاذ عبدالله الشقليني ومثلها للنساء والرجال الذين لم تلههم الحياة في الوطن بوعثائها عن الإنشغال بهموم الثقافة بكل ما تتطلبه من صفاء ذهني في زمان الزلزله ..
سعدت غاية السعادة بالأجزاء التي تيسر لي مشاهدتها في قناة النيل الأزرق إبتداءاً من ورقتك حول ترجمات أعمال الطيب صالح وما حفلت به من إشارات موحيات وكذا تركيزك على عدم أحقية المترجم أن يتصرف في إبداع المبدع، وكيف أن الترجمة قد تقصــر عن ما أراده مبدع العمل وإلا لشهدت عودة مصطفى سعيد أو الطيب صالح صيحة نابعة من قلوب محبيه:
جيد ليّ الطيب جاء
وددت لو أتيح لك زمنا أطول، رغم يقيني أن مقــــدم البرنامج كان سعيدا بما كنت تضيفين ولولا .. لما طلب منك الإيجاز أبدا
ليتك تزوديني بمداخلتك كاملة عبر الـ ُe-mail الموجود في الـ profile وسوف أظل قريباً من هذا الخيط المنعش أملاً في المزيد مما استمتعتم به عبر (يومي الفعالية) فالطيب صالح عليه الرحمة ساح في أفق بعيد حاملا كرماكول وإنسانها في قلبه الذكي. طلب آخر مهم من الأستاذ/عبدالله الشقليني أن يسهب في الافادة المتاحة عن اليومين فهذا خيط قليله لا يجزي عن كثيره والتحيات الطيبات لكم جميعاً زوار خيط مفيد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأستاذ / محمد عبد الجليل تحية طيبة وود كثير ،،
لقد ظللتنا غشاوة ، ثبتت في السماء بضبابها فابتعدنا عن أصدقاء القلم ، الذين يطوون صحائف الود ، ويفرشونها عند مقدمنا بعد طول سفر .. هذه أيام خالدات ، ها هي ذكرى رحيل " الطيب صالح " الثانية تطل ، وها هو العود قد اعتدل ، والثمار العالية قد ثَقُلَتْ بأوزانها وتدلت للقطوف الدانية . أعرف أننا نتزاحم في فرش الموائد ، ولا نعلم إلا ما عرفنا في زمان الريف المدينة ، عندما كانت الطرقات تصمت عند إفطار الغروب من الشهر الفضيل ، فتجد الموائد تأتي من كل بيت ، كانت الرحمة في الصدور وفي الموائد . كذلك نحن هنا ، وتلك مائدتك سيدي ، تُزاحم أخواتها ، والساحة مضيافة بكل النِعَم الممكنة ، وكأنك تسمع "وردي " وصلاح أحمد إبراهيم " :
على نيل بلادنا سلام وشباب بلادنا سلام ونخيل بلادنا سلام
...............
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: أوضح بعض الحضور من أضياف الفعالية خلافهم مع استخدام " الطيب صالح " من مصطلح اللغة العامية السودانية ، ويتعين على المختصين النظر إلى ذلك بعين فاحصة لأن اللغة المحلية معضلة ،خرج منها النص المُتَرجَم بدون إعسار ، ولا حاجة للشروح في العربية فهي تُضعف سلاسة السرد ، و أن هنالك أزمة " تحرير " بعض النصوص العربية لروايات" الطيب صالح " ، فكيف إذن اختلف القراء على نُطق " الحَنِين " مثلاً ؟!. |
الاخ - عبدالله الشقليني - تحياتي،
أذكر قبل حوالي ثمانية سنوات أن شاهدت حلقة بتلفزيون أبوظبي أستضيف فيها الراحل الكبير الطيب صالح، وفي تلك الحلقة سأله مقدم الحلقة:
- استخدامك للعامية السودانية يجعل من الصعب على القاريء العربي متابعة الكثير من أعمالك؟
الطيب: لكين الزين ما بتكلم فصحى، وفي الرواية لازم كل زول يلبس توبو ويتكلم بلسانو .. أو كما قال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني:
وقد أبحرنا في شخصية ( حسنة بنت محمود ) وهي في سبع مداخلات سنوردها بالترتيب ، آملين أن تكون مساهمة متواضعة في ذكرى تلك القامة السامقة ، الذي دلق علينا جرار الوعي بحداثة الكتابة العربية الروائية منذ الستينات ، وغرفنا ما أحببنا ===============================================
عالم الطيب صالح الروائي مفتوح على فضاءات تأويلية لا نهائية ..
ليت هذه الورقة كانت ضمن فعاليات ذلك اليوم المشهود ليروا بعض جوانب شخصية حسنة بت محمود التي كتبت في لحظة قصيرة فصلا تجاوز سقف بنت مجذوب وقبر طموحات ود الريس وكأنها كانت تهتف بمثل هتافات هذه الأيام:
حسنة قالت عاوزة تغير المجتمع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أتفق معك يا عبد الجليل...
ليت هذه الورقة كانت ضمن أوراق المنتدى!
فقد كان ياسيدي الشقليني
ليس مجرد مساهمة متواضعة،
بل طرحاً يختلف عن الطروحات
النقدية التى لا أجد فيها من التحليل ما يوصلنا لأهداف أو نظريات محددة.
ربما تكون ضمن الرسائل التي يدعو لها الطيب صالح أو يُلمح اليها بذكاء؛
أو ربما تكون قراءة عقلِ ذكي لعقلِ طموح.
وقد ارتحت لما توصل إليه الأخ محمد:
(حسنة قالت دايرة تغير المجتمع)
فقد كان تأويلي هو:حسنة ابتدرت مبادرة
لا لقهر النساء.
وذهبتُ الى أبعد...
إن كان هناك حق ضائع فقد أنذرنا وسوف نقتلع حقنا حتى ان اضطررنا للقتل!
الكاتب الخالد توءول أفكاره حسب ما يتطلب الزمن ويقتضي الحال
وربما يأت زمن تتغير قراءة الكاتب -عبدالله الشقليني-
عموماً
أنا لا أرى في حسنة عُنفا أو جنون وحشي أو مرض نفسي؛
بل دفاع المقهور عن نفسه وهو يُُهاجم في أغلى مايمتلك!
وإن كان المقهور امرأة
وأغلى ماتمتلك هو ما دافعت عنه حسنة..
فالويل للظالم!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: ورأيت مسعوداً يملأ راحته من التمر ويقربه من أنفه ويشمه طويلاً ثم يعيده إلى مكانه. ورأيتهم يتقاسمونه. حسين التاجر أخذ عشرة أكياس، والرجلان الغريبان كل منهما أخذ خمسة أكياس. وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا من ناحية الشرق أخذ خمسة أكياس، وجدي أخذ خمسة أكياس. ولم أفهم شيئاً. ونظرت إلى مسعود فرأيته زائغ العينين تجري عيناه شمالاً ويميناً كأنهما فأران صغيران تاها عن حجرهما. وقال جدي لمسعود: ما زلت مديناً لي بخمسين جنيها نتحدث عنها فيما بعد، ونادى حسين صبيانه فجاؤوا بالحمير، والرجلان الغريبان جاءا بخمسة جمال. ووضعت أكياس التمر على الحمير والجمال. ونهق أحد الحمير وأخذ الجمل يرغي ويصيح. وشعرت بنفسي أقترب من مسعود. وشعرت بيدي تمتد إليه كأني أردت أن ألمس طرف ثوبه. وسمعته يحدث صوتاً في حلقه مثل شخير الحمل حين يذبح. ولست أدري السبب، ولكنني أحسست بألم حاد في صدري. وعدوت مبتعداً. وشعرت أنني أكره جدي في تلك اللحظة. وأسرعت العدو كأنني أحمل في داخل صدري سراً أود أن أتخلص منه. ووصلت إلى حافة النهر قريباً من منحناه وراء غابة الطلح. ولست أعرف السبب، ولكنني أدخلت إصبعي في حلقي وتقيأت التمر الذي أكلت.[/QUOTE]
رحم الله الطيب صالح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأكرم : الأستاذ / محمد عبد الجليل تحية طيبة ،
تحية طيبة لك ، وبالفعل فإن استخدام العامية له محاذيره ، ليس بقصر سقف انتشاره ، ولكن بخصوصية تلك العامية ولو أَفصَحتْ . فاللغة العامية على سبيل المثال تنتشر بألوانها بين كافة شعوب أهل السودان . وهو موضوع له خلاف في انتشار المعرفة وكتابها العربي باللغة الفصيحة التي انتشرت ، والذين يكتبون أو اللاتي يكتُبن ، فأكثر انتشاراً هي الكتب التي استخدمت اللغة العربية الفصيحة ، أو اللغة " العامية الفصيحة " كما تم في تجربة " يوسف إدريس " وكثيرين غيره ، وهو أمر متروك للمباحث المتخصصة ، وقد أورد البروفيسور " عبد الله حمد نا الله " في ورقته عن إبداعات الطيب صالح في مقابلاته العامة عند استخدام " يا ليت " وقربها من العامية " يا ريت " وذلك أراه اجتهادا ، والباب يظل مفتوحاً للتجارب ، ولكن المحاذير أتت من القراء والكتاب وأصحاب المباحث " من غير السودانيين " ، وهو مدخل للتوقف عند استخدام النص المحلي ، أو سلاسة تفسيره في صلب النص أو بتزييل التفسير أسفل النص أو بتجديد " العامية " ومعالجتها لتكون اقرب للعربية كما حاول الطيب صالح في نصوصه ... وهي تجارب تحتاج أوراق متخصصة ... وللشكر الجزيل لما تفضلت به من تفصيل .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)
|
الأستاذة / عائشة موسى
تحيات زاكيات للجهد الكريم الذي تتفضلين به ، وقد حاولت قدر الممكن أن اقرأ النصوص من الصحافة السودانية لأن الأمر شاق ، ولكن الأمل موجود ، وقد اطلعت على الفيديو في مدونة " النيل الأزرق " ، وسوف أحاول تلخيص ما تم من تقديم ، مع معرفتا التامة بأن تقديم الأوراق قد تم بصورة مختصرة ، لأننا نرغب الحصول على الأوراق نفسها . ولم نوفق في استلام النصوص التي قمتِ سيدتي بإرسالها لنا على البريد الإلكتروني ، ونعرف عقبات التقنية الرقمية ، ولكنها ليست بالعسيرة . سوف أحاول تلخيص ما تم الاستماع إليه من فيديو " النيل الأزرق " وتقبلي جزيل الشكر والتقدير ، وأرجو أن رفدنا بما يتيسر .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
أنطلق يوما فعالية جوائز الطيب صالح في شهر الحيوية .. حسنة قالت كلمتها ومضت لتأتي بعدها شابات في بداية صغيرات بحساب السنين يفتحن صدورهن للرصاص، يتطلعنلأكثر من حقوق المرأة، يطلقن الاوكسيجين في فضاءاتنا الآسنة .. هنالك عالم جديد يتشكل أمام عيوننا .. لا يهم إن كانت بعض أجيالناقد تخاذلت فهنالك جيل جديد يهدم جدار اللغة الخائرة ويردد جماعيا الشعب عاوز يطهر البلاد ..
ونواصل مع فعاليات الطيب صالح الثقافية فقد كان الرجل يرنو (لأفق بعيد) بعيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
التحية لك وزوارك الكرام وجمعتكم مباركة
وأشكرك يا أستاذ عبد الله على الإستهلال الإيجابي للحديث عن ورقتي
ثم اسمح لي أن أشكر نيابة عنك الإبن أستاذ صالح محمد عضو مجلس أمناء جائزة الطيب صالح ومنسق لجنة الإعلام والذي اتصل مبدياً الاستعداد لمدكم بجميع الأوراق بالسوفت كوبي -أو كما تريد- وستتوفر للإرسال مساء الأحد بإذن الله.
سأحاول لآخر مرة- مع التقنية الحديثة- إنزال ورقتي بعد أن فشلت محاولة عدة ساعات بالأمس، لعلها تؤانسكم قبل أن يطغى عليها النقد الرصين في الأوراق التالية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)
|
ترجمة فكر الطيب صالح(2)
عائشة موسي السعيد
سابقاً قسم اللغة الإنجليزية والترجمة جامعة الأمير سلطان؛ الرياض كلية اللغات والترجمة جامعة الملك سعود؛ الرياض مدير عام إدارة التأهيل التربوي بوزارة التربية؛ الخرطوم مختصة اللغة الإنجليزية بمعاهد التأهيل التربوي؛ الخرطوم معلمة اللغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية؛ السودان المؤهلات ماجستير تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية؛ جامعة مانشستر دبلوم تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية؛ جامعة ليدز شهادة تدريب مدربي المعلمين لتدريس اللغات؛ براتلبورو، فيرمونت، الولايات المتحدة شهادة التربية والتدريس، معهد تدريب المعلمات، ام درمان حالياً مترجمة مستقلة
ماهي الترجمة؟
هي النقل من لسان إلى لسانِ آخر واللسان هو اللغة ما أسهلها! ولكن بأي لسان ينطق ” اللسان“؟ بما يمليه العقل وما يحسه الوجدان وما يكيفه الفكر والعلم والرأي وماتهيئه البيئة والطبيعة وماشابه وما تسمح به الظروف والعادات والتقاليد والأعراف والأديان وفوق هذا وما تبعه ما يفتح الله به من مواهب يختص بها من يشاء
إما أن نجرد الترجمة من كل هذه الأشياء فتصبح ترجمة حرفية كلمية لا يلاقي فيها المترجم تحدِِ لا تحله القواميس أو الأنواع الأخرى من النقل كالنقل الصوتي والنحت والرجوع الي المخزون من اللغة وغير ذلك أقول هذا واعية تماماً بما قاله هوراس من ان الترجمة كلمة بكلمة تكاد تكون محالة لأنه لا توجد لغتان متطابقتان، وغيره الذي قال : أياً كان أثر الترجمة فإنها لا تتطابق مع الأصل. أو أن نلبسها ثيابها الأخرى فيبقى لزاماً علي المترجم أن يعطي كل ذي حقِ حقه وألا يفرط في المهمةالتي انتقلت فجأة من السهولة الى الصعوبة. إن كانت ترجمة علمية متخصصة أو عامة أو إعلامية فمرة أخرى لا يعجز المترجم وبين يديه الكم الهائل من التقنيات الإصطلاحية المتخصصة في جميع المجالات عن التعامل معها؛ وإن كانت ترجمة أدبية ازدادت حدة التحدي وأصبح من الضروري التسلح بما يزيد عن مجرد تقنيات الإصطلاحات المتخصصة.و هذه الدقائق التي كُرمت بالتحدث اليكم فيها سأحصرها في شقِ واحد مما ذكرت هو الترجمة الأدبية، وأتناول فيها جزء واحد من حالة واحدة هي ترجمة جونسون لموسم الهجرة الى الشمال كمثال ثم أختمها بتمهيد لترجمة نفس المترجم لعرس الزين حتى يأذن الله بنصف ساعة أخرى .
من ضمن الأسباب التي تدفعنا الي الترجمة هي أن نري مايراه الآخر فينا وأن نعكس بضاعتنا وأن يعرفنا العالم ولا نضيع بين دهاليزه بمرور الزمن. ل ذلك ولغيره من الأسباب نهتم بالحفاظ على حس وطعم ورائحة ما يكتبه السودان عندما يُنقل الى العالم الآخر وأن يُنقل بمكيال لغتنا التي كتبنا به وألا يكون المعيار الأول هو اللغات المنقول اليها النص بل الخصوصية التي تتسم بها كتابات الطيب صالح بقراها وكرمكوليتها وسودانويتها وزنوجتها وعروبتها التي تكمن وراء سر الإبداع. لم يكتب الطيب صالح بالإنجليزية التي يجيد أنواعها وخباياها وثقافتها وبيئتها في شتى أنحاء الأرض وليس فقط في بريطانيا كما فعل معاصروه ومن سبقهم من الأفارقة. ربما كانت تجربة شعراء المهجر ، وجماعة ابوللو، والديوان أمام ناظريه فما أراد الإصطدام بالواقع الذي اصطدموا به، الكتابة لمن لا نعرفهم، فبقي مع رأي علماء وفلاسفة اللغة (ان الإبداع يأت دائماً بلغة الأم).
ولا أدري ربما فكًر العقاد وهو منهم حول ما أتحدث عنه فعلم نفسه الإنجليزية وقال:”مافعله شعراء ونقاد اللغات الأخرى مهم لتجربة الكاتب العربي“ فالعزلة الفكرية مرض يجب تجنبه وتفتح الأصالة شرايينها للدم المتدفق من التجارب الجديدة إن كان لابد لها من العيش والاستمرار*. وقال الطيب صالح نفسه في مقابلة ورد ذكرها في مقال للكاتب حجر الظلت: ”نقص الترجمة في الأدب العربي عزًز الأحكام المسبقة المتحيزة ضد العرب في الغرب“ وهذا جواز لرضاه عن ماتم وما يمكن أن يتم ليخفف من قلقنا من الإضرار بالإرث للذي قال فيه د. ابراهيم القرشي في المقدمة الضافية للأعمال الكاملة الصادرة عن مركز عبد الكريم ميرغني والتي جاءت بحثاً شاملاً ثرياً بالمعلومات ” دخل الطيب رحمه الله قلوب الناس وعقولهم من بوابات واسعات متعددات منها فنيته الأدبية العالية وامتلاكه ناصية اللغة...“
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)
|
الترجمات غير الإنجليزية (3) الطيب بعيون الآخرين
أعتذر ان كنت قد تجاسرت في تذييل هذه الورقة بملحق هو المذكرة الهامة التي ضمنها أستاذنا أحمد البدوي قائمة لترجمات موسم الهجرة الى اللغات الأخرى استعداداً لمؤتمر كان يجري الإستعداد له في لندن وقد أرسل المذكرة استجابة لنداء في صحيفة سودان راي الألكترونية في يوليو 2009 وكانت تحتوي على سبعة عشر لغة ، وخلال بحثي عن مثل هذه المعلومة ذكر عدد من الباحثين ان الرواية تُرجمت الى ما يزيد عن عشرين لغة بل سمعت محاضراً في إحدى الاحتفاءات بالطيب صالح يذكر انها قاربت أربعين لغة وربما تضاربت الأرقام للخلط بين ترجمة الأعمال المختلفة وترجمة موسم الهجرة، عموماً سأترك هذه الكرة في ملعب المنتدين اليوم وعشمي ان أستاذنا البدوي لديه آخر الإحصاءات.
مايهمني في هذه الترجمات ويثير فضولي بدرجة عالية وهو ما دفعني للبحث في ترجمات ديفز جونسون للطيب صالح هو:
ماذا نقل المترجمون لتلك الأمم عنا؟ وهل يرى قراء تلك اللغات الآن مارآه وحكاه الطيب صالح عن لغة وثقافة وعادات وعجائب لا نراها نحن بتلك العين الثاقبة رغم انه من المفترض اننا نعيشها؟
تحدث الطيب صالح عن ”الفن المتعمد“ و صرح انها عبارة استعارها عن بلزاك الفرنسي الذي يحبه* وأن المصطلح يعني: الدفع بالشخصية الى أقصى مدى ممكن وأقصى حدود تتحملها...هذا معناه إن شخصياته هذه أقرب الي الخيال منها الى الحقيقة ( والحمدلله على ذلك حتى لا يقع أحدكم في براثن حسنة).
أمثلة لبعض الترجمات
الترجمة الي الألمانية: ما رآه د. هانزبيتر كونيش في مقال في صحيفة سودديتشا ترجمه د.حامد فضل الله ؛ قامت بالترجمة الدكتورة رجينا قرشللي*: مصطفى سعيد الشخصية التي عكست صراع الحضارات؛ وعدم قبول المجتمع السوداني للعرض الجنسي وحظر الكتاب في السودان. التعليم والاستعمار وسلوكه وتأثيره على السلوك العام التعبئة في الطريق لتقرير المصير. ثم المرأة وختان الإناث والزواج(تعليق) الترجمة الى الألبانية: عن دار الحياة ترجمها كمال مورينا من اللغة العربية مباشرة بعد فترة قضاها في السودان ومصر وكتب لها مقدمة عن الطيب صالح وماتمثله الرواية بالنسبة لأدبه وبالنسبة للأدب العربي عموماً وعوملت الترجمة التي نُشرت بعد عام من وفاة الكاتب كحدثِ ثقافي هام يُعد الآن للاحتفال به مع رواية تُرجمت لنجيب محفوظ. (تعليق)
الترجمة الى الروسية: عن مقال للد. عبد القادر الرفاعي ظهرت هذه الترجمة في 1981للثلاثية عرس الزين وموسم الهجرة وبندرشاه؛ ترجمها المستشرق الروسي إيفور بارماكوف وآخران، واحتفل اتحاد الكتاب السوفييت بإصدار هذه الترجمة كما اجتهد المرحوم الشاعر جيلي عبد الرحمن في حشد جمع من أدباء وشعراء العالم العربي لحضور الاحتفال. وقد طُبع من الترجمة 30.000 نسخة نفذت جميعاً في عشرة أيام.(تعليق) الترجمة الى الفرنسية: هناك عدة ترجمات ترجم الأولي فادي نون وتبعتها ترجمة ثانية ثم ثالثة. اطلق أمين الزاوي لقب (سفير فوق العادة لدى الغرب)- لا أدري إن كان السفير هو الكاتب أم المكتوب ،كلاهما أدى دوراً سفيرياً مميزاً. وركزت الصحافة الفرنسية على حظر الكتاب في السودان في الوقت الذي صُنفت فيه الرواية ضمن أهم مائة كتاب صدر في العالم بل في الحضارة الإنسانية.
والواقع ان هذا التصنيف هو ما يضاعف اهتمامنا بالترجمات . فما يدخل الحضارة الإنسانية هنا ليس فقط إسم الكاتب الطيب صالح بل هي الثقافة التي نلتحفها جميعاً والأمة التي ننتمي اليها جميعاً واللسان الذي نتحدى به العالم ديناً ودنيا
هاهو الطيب صالح عكسته الترجمات كما نريد ففي تصفحي لما يقارب مائتي رأي عن الطيب صالح لم تلاقيني سوى حوالي خمس آراء سلبية لباحثين أو دارسين عرب جميعها بسبب الجنس واثنان اعتقد انها عنصرية. أما الحالات الغربية الأقرب إلى السلب من الإيجاب فلم أحصر عددها لكنها لا تتجاوز أو ربما لا تبلغ 5% كتب بعضهم في ملاحظاته ما يعكس الفكر العنصري أو عدم التجاوب مع الثقافات العربية الافريقية. وكيف يري السواد الأعظم الطيب صالح؟ هل يعرفون شخصية بت مجذوب؟
هل فهموا ما يمثله الزين وأمثاله في المجتمع السوداني؟ هل يحفظون لنا الإرث الذي نتباهى به.. أم هل يحتفون بما يناسب ثقافاتهم وعقلياتهم كُلٌ بما تنقله اليه كلمات المترجم؟ وإن لم تفلح كلمات المترجم في النقل الأمين – كما تتطلب الترجمة – هل يضيع منا بفعل الإنزلاق والتحريف اللغوي الإرث والمعالم وربما المعاني؟ لن يؤثر كل هذا في ألق فن الطيب صالح وعبقريته بل وحبهم له ..فقد أشبع فيهم شيء ما
ولكن تكون الضحية هنا ما أراد الطيب صالح ان يوثق له بجانب إمتاع القاريء وعلى المدى الأبعد ما تعكسه الدراسات الأنثروبولوجية المبنية على العلوم النظرية والآداب المنقولة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)
|
الترجمة الي اللغة الإنجليزية(4) ديفيد جونسون والطيب صالح
ظهرت أولى ترجمات موسم الهجرة الى الشمال الى اللغة الإنجليزية في 1969 بعد ثلاث سنوات *من إصدارها وكانت الإنجليزية أول لغة أعجمية يترجم اليها الطيب صالح وعدة لغات ترجمت له من ترجمة المستشرق المشهور دينيس جونسون-ديفيز الإنجليزية وليس من الأصل هذه من أول المجازفات التي تتعرض اليها الأعمال المترجمة كما ذكرت قبل قليل. وقد عزا عدد من القراء والنقاد والمترجمين بما فيهم ديفز نفسه الشهرة السريعة التي لاقتها هذه الرواية إلى ترجمته التي قوبلت بحفاوة فاقت ما قوبلت به الأصل ومن جملة 106 رأي عن الرواية في إحدي المنتديات الألكترونية لم تتحيز ضدها سوى أصوات باهتة كما ذكرت
وكتب المترجم في مقدمته الطويلة لإحدى الطبعات الثلاث: ”موسم الهجرة الى الشمال ، رواية كتبها باللغة العربية (شخص)* لم يكن معروفاً في ذلك الوقت ، أصبحت سريعاً قِبلة الأنظار وهي الآن تُدرس في الجامعات وتُكتب عنها رسائل الدكتوراه..الخ“ استفزتني هذه العبارة في مقدمة الترجمة لإعادة القراءة بعين المُراجِع بالرغم من انه أكملها بطريقة أقل تحيزاً للترجمة إلا انه قد قال قولته وانتهى؛ فقد قال مُطرياً: ”...لم يستطع أي عمل روائي عربي حديث حتى روايات الفائز بجائزة نوبل نجيب محفوظ المصري أن يحقق مكانة الموسم الأدبية . وقد برهن نقلها الى لغات متنوعة مثل النرويجية واليابانية قدرتها على اجتياز حواجز اللغة والثقافة....الخ“
أهم أدوات ديفز لترجمة الطيب صالح:
أما عن ترجمة ديفز- وأخص هنا موسم الهجرة لأنها سلًكت الطريق للترجمات الأخرى والتصقت عالمياً بكاتبها مسقطةً روايتنا المفضلة في السودان عرس الزين- فيجب ألا تبهرنا الترجمة من حيث مطابقتها للمعنى ونقلها لعمومية مضمون النص الأصل، إذ ان هذا هو الواجب الأول الذي يُكلف به المترجم، فإن لم يُتقنه الأجدر به أن يترك الخبز لخابزيه. ويلعب إبداع المترجم في نقله للمعنى دوراً كبيراً خاصة إذا كان مترجماً أدبياً توفرت له الأدوات التي توفرت لديفز ليستخدم هذه القدرة الإبداعية بما لا يتدخل في إبداع الكاتب الطبيعي الذي ينبع من وجدانه وشفافيته وأحاسيسه ومعارفه الأولية وربما الموروثة أكثر من المكتسبة وهذا مايزيد تعقيد النقل الأدبي من وجدان الكاتب الى قلم المترجم الذي لا نحتاج لوجدانه بل ننتظره يعكس لنا صورة حقيقية لوجدان الكاتب وهذا مادعى حافظ ابراهيم لوصف الترجمة بأنها كخيال الحسناء في المرآة.
فما هي أسلحة ديفز التي خاض بها حرب ترجمة اللغة الخاصة جداً التي استخدمها الطيب صالح؟
* أول ما استفاد منه المترجم جونسون هو صداقته وخصوصية العلاقة بينه وبين الكاتب ، فقد جاء في مقال للدكتور صديق ام بدة ان جونسون ذكر انه يأت بين الحين والآخر ليجد على مكتبه رزمة ورق مما كتبه الطيب صالح فيبدأ مباشرة في الترجمة ومن المؤكد انهما كانا يتناقشان ويتفاكران حول الترجمة بدليل تصريح المترجم حول مادار بينهما عن تفاصيل النصوص الجنسية وتحفظ الكاتب فيما يختص بتضمينها في الكتاب لظنه إن المجتمع السوداني لا يتقبلها وورد في المقال المذكور ان جونسون صرح انه لا يزال يحتفظ بهذه الأجزاء من الرواية وإنه ”يفكر في كيفية التصرف فيها“ ولا أدري ان كان يحق له هذا، لكنه أمر خارج اختصاص هذه الورقة.
* كذلك عاش جونسون الكندي المولد سنوات حياته الأولى حتى الثانية عشربين مصر والسودان وكينيا وفيمابعد زار القرية وتحدث مع الناس ورغم انه رأى وسمع وتحدث إلا إنه استخدم عين وأذن ولسان المستشرق لا الشرق وشتان بين هذه وتلك ناهيك عن عين وأذن ولسان وأنف السوداني القروي * أضافة لمعرفة جونسون للغة العربية فهو يترجم الى لسانه الأم وهذا يوفر عليه جهداً كبيراً يبذله المترجم بحثاً عن المفردة المناسبة وهو لا تنقصه كذلك الاصطلاحات الأدبية التي تتطلبها ترجمة الروايات فقد ترجم من قبل إحياء علوم الدين للغزالي وغيره من الآثار الأدبية والدينيةالعربية*. وغني عن القول ان العدة التقليدية للمترجم من معاجم وموسوعات وتراجم ترقد جواره بالبرتش ميوزيام إذا أرادها.
* من المؤكد ان جونسون قد تتلمذ ثم تأستذ على مدارس الترجمة المعروفة والتي يلخصها بيتر نيومارك في أساليب الترجمة الأساسية والفرعية وضوابطها ومشاكلها. لذلك عالج النصوص معالجاتِ متنوعة مستخدماً معظم أنواع الترجمات ولم يلتزم بما حذر منه هوراس إذ أكثر من الترجمة الحرفية بنوعيها الكلمي والبنائي بحرفة بالغة لم تنجيها من العين السودانية. وسأسوق بعض الأمثلة لاحقاً ان سمح الوقت. * استخدم أداة فاعلة رغم تحفظ المترجمين في استخدامها وهي الترجمة أو النقل الصوتي(ترنسلتريشن) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)
|
أمثلة لتجاوزات وابداعات جونسون (5)
1- استهل الطيب صالح موسم الهجرة هكذا: ”عُدتُ إلى أهلي ياسادتي بعد غيبة طويلة، سبعة أعوام على وجه التحديد، كنتُ خلالها أتعلم في أوروبا.....“ (جيت لي الطيب رجع...هكذا ستكون ردة الفعل على ما قال (تعليق) It was ,gentlemen, after a long absence- seven years to be exact, during which time I was studying in Europe- that I returned to my people. هذه ترجمة حرفية بنائية غيرت مفهوم العودة السودانية تماماً فعاد الطيب صالح بالخطاب الغربي فأضاع الفرح بالعودة و بالأهل تراجُع الكلمتين للجملة المستندة وليس المُسند عليها وتغيير مفهوم الأهل وحميميته بمفهوم الناس وعموميته.* استخدم الترجمة الحرفية مع بعض الثصرف وربما قصد عنوة أو مصادفة أن يضفي بعض ما ظنه إبداعاً ونسميه elegant translation ليبتعد عن الحرفية الكلمية لكن اعتقد انه أبعد القاريء عما يدور في خُلد الكاتب وما يتوقعه من تجاوب وعكس صورة أقرب إلى مفهومه- جونسون- عن العودة والأهل عند الطيب صالح.
2- وفي ذات الصفحة يعطينا ديفيز مثال آخر للترجمة الحرفية مع التصرف: يقول الكاتب ”في بلادِ تموت من البرد حيتانها“. تُرجِمت: ”In a land whose fishes die of the cold A land يمكن أن تكون أرض حرفياً ولكن الأرض يابسة إذن قصد الكاتب المعنى الآخر لبلاد وهو a countryعموماً العبارة باللغتين خفيفة الظل وهناك مايسند المعنى الإنجليزي انه يؤدي الغرض. 3- يقول الكاتب عن مصطفى سعيد: ورأيت الطيف (الساحر) حول عينيه...شيء محسوس كلمع البرق I saw the (mocking) phantom around his eyes … some thing as perceptible as a flash of lightning. هل ياترى هناك خطأ في التنقيط في ح الساخر كما كان يحدث في اللغة العربية منذ قديم أم من أين جاءت mocking? أرجو أن ننتبه لما يمكن أن يحدث للغات إن لم تُراجع الطباعة فنقع في ماوقع فيه من عنوا بالتعريب في المجامع اللغوية من أخطاء الطباعة.
4- يقابل المترجم عدة مشاكل في ترجمة العبارات والأمثال والأقوال المأثورة وهي حالات تُقابل بالعبارات المشابهة في اللغة المنقول اليها ولا تصلح الترجمة الحرفية بل تستخدم أساليب أخرى كالترجمة العبارية Idiomatic Trans. أو في حالة عدم وجود المقابل تُستخدم ترجمة المعنى أو Semantic Translation البلدة (يلفها) ضوء باهت يجعلها كأنها معلقة بين السماء والأرض The village was (enveloped) in a hazy light that gave it the look of being suspended between earth and sky. نجح المترجم في مقابلة يلفها لكنه فشل في أن علق القرية بين (الأرض والسماء) فهذا زرع والتعليق من أعلى إلى أسفل (السماء والأرض) وإلا فحتى كلمة suspended على جمالها لن تنفعنا هنا. 5- من الأمثلة البليغة للترجمة العبارية هنا:كان رابط الجأش = he was a tower of strength جميلة اللغة حين تأت مطاوعة. 6- من الأمثلة الغير مريحة في ترجمة جونسون ترجمته لصيغة: علي الطلاق.. إذ قال:May I divorce وهذه صيغة طلب مهذبة على عكس الأصل ليس لدي لها بديل وأقترح إسقاطها من الخطاب الذكوري. هناك مجموعة من المفردات التي نقلها المترجم نقلاً صوتياً فأضفى جواً لغوياً مُلفتاً لإنتباه قراء الترجمة للغاتِ أخرى ومُفرحاً لقاريء الترجمة العربي: 7- ودخلنا على رجل ذي لحية يلبس جبة: …a bearded man wearing a jibba 8- سواقي البلدة = water wheels وكان الأحرى أن تكون saqias معبرة عن أسلوب الري.
9-جلست قبالة رجل في مسوح...تفوق هنا المترجم علي الكاتب باختياره مقابل يوضح معنى كلمة مسوح النادرة الإستعمال فقال:I sat opposite a man wearing clerical garbs 10- ترجم جونسون سراويل ( ولا مؤاخذة) under trousers فأبعدها عن ما استُخدمت له وهي أصلاً أعجمية القياس فنقلها صوتياً يكفينا شرها.كذلك الحال مع أنواع الشجر والتي يهمنا أن تبقى كما هي إن لم يكن لها مطابق وليس فقط انتماء فصائلي وذلك لدلالاتها الشعبية كشجر الحراز مثلاً.*
وأختم هذه المجموعة بتحيزي للنقل الصوتي للمفردات المحلية المفرطة الخصوصية والتي وردت في النماذج الوصفية الجميلة لبيت جده بروائحه وأوانيه وطقوصه التي لا أظنها توجد في العالم حولنا وقطع أخرى أدخرها للمهرجان الزيني القادم.
وضع الطيب صالح عظات أو حِكم مايسمى maxims سائغة للإستعمال كماto be or not to be لشكسبير؛ ربما كتبها في الأصل كترجمة لعبارات idioms انجليزية منها على سبيل المثال: إنما أنا لا أطلب المجد= but I seek no glory* فمثلي لا يطلب المجد=the likes of me, do not seek glory لدرجة ان المترجم عاملها معاملة الشعر وتجاوز القواعد في التصرف في الفعل.
** قال جونسون أشياء لم يقُلها الطيب صالح؛ هناك أسباب عديدة قد تكون عُذراً للتجاوز ولكن يجب توضيحها لأن تفسيرها قد يؤدي لتحميل المعنى فوق أو غير ما حمًله الكاتب.هي مشروعة للباحث ليوضح المعنى وممنوعة تماماً عن المترجم. مثل:
”مات مصطفى سعيد منذ عامين ولكنني ما أفتأ أقابله من حين لآخر“ ُثم : ”إذا بمصطفى سعيد، رغم إرادتي، جزء من عالمي، فكرة في ذهني، طيف لا يريد أن يمضي في حال سبيله. وإذا إحساس بعيد بالخوف،.....“ ترجمة:I still continue to meet up with him from time Then: Thus Mustafa Saeed has, against my will, become a part of my world, a thought in my brain, a phantom that does not want to take itself off. And thus too I experience a remote feeling of fear,……… Continue هذه لم يستخدمها الكاتب والإستمرار أمر هام لا يمكن إغفاله ولا يتناسب مع: من وقت للآخر. كذلك الحال مع فانتوم فرغم إنها وردت في القواميس كمعنى ل طيف إلا إنها قوية تقترب من الجن والعملاق حضورها مع الخوف يبعدها عن مفهوم الطيف ذو الوقع الإيجابي؛ وتتفوق عليها خيارات أخرى لكن جونسون يميل للأكثر غرابة وليس الأقرب للمعنى وقد ظهرت هذه الخيارات في: contort prodigy, nonentities, بمعنى معجزة وأرذال ويعوّج فمه علي التوالي.
قال الطيب صالح: أحسست بعطرها ، مفهوم جديد لدمج وظائف الحواس وجميل، تُرجمت:I remembered her perfume شتان بين أحسست وتذكرت!
قال الطيب: ...كان القمر الماحق قد ارتفع ....وانني قلت في نفسي إن القمر مقلم الأظافر. الترجمة: the waning moon had risen to ….and I had said to myself that the moon had had her talons clipped هنا سؤال ، هل قمر الطيب صالح رجلاً أم امرأة؟ إن كان رجلاً فلا بأس من قطع المخالب الذي عكسته الترجمة لولا ان المترجم قال her talons إذن اختلفت الرؤى ونحتاج لمقابل آخر لعبارة ”مقلم الأظافر“ ، والقمر ان كان محاقه عن علة فلا بأس من waning فهي مفردة معبرة ولكن ان كان محاق النحالة والرقة كما الهلال الذي يعرفه الطيب صالح فما بال graceful مثلاً للهلال النحيل ورغم ان المحاق جاء سلباً في القرآن*(يمحق الله الربا ويربي الصدقات) إلا إنه هنا صفة وصفية لا تدل بالضرورة الى نفس المعنى.
وقبل أن أختم حديثي
والذي أتمنى ألا يكون ثقيلاً عليكم دعوني أنقلكم إلى (عالم زين) روايتي المفضلة عرس الزين بل روايتنا المفضلة في السودان ترجمها جونسون The Wedding of Zein ازّين عندنا إسم شائع ولا تناسب شخصية هذا الزين (ودام دورين مثلاً)إسم زين العصري(ود هويدا وأخ سامر!).
تماماً كما لا يناسب الوعاء - والكاتب يعني حلة اللبن-الذي سقط من يدي آمنة أن يكون jug الذي نبِر به بغض الضيوف!
وفي ختام جولتي مع هذا الحديث الذي مازال له شجون أقول:
بقدر ما اجتهد جونسون؛ وبرغم الإحتفاء الذي لاقته ترجمة موسم الهجرة إلا أنني أعتقد انه فشل في : * الإفراط في حرفية الترجمة والذي استخدمه في ما أعتبره الفشل الثاني: * إغفال الاصطلاحات السودانية العامية والخصوصية * والتصرف في ترجمتها باستخدام الألفاظ النادرة أو المبدعة بصرف النظر عن المعنى.
* تفادي النقل الصوتي رغم أهميته لإضفاء النكهة الأصلية للرواية وقد نجح حين جرّب هذه الآلية.
* نقل التصورات والمفاهيم الخطابية والعملية الغربية بديلاً للسودانية.*
ولكنا لا نملك إلا أن نقول: شكر الله سعي المترجم جونسون وشفاه وعافاه من المرض.
ورحم الله الطيب صالح وأجزل له العطاء ، فقد أثرى حياتنا.
وأصلي وأسلم علي سيد الخلق أفضل المرسلين.
لكم التحية.
الملحق/ ترجمات موسم الهجرة الى الشمال/ بحث أ. أحمد البدوي/ عن سودان راي
عفواترجمات موسم الهجرةمعرفة الترجمة والحصول عليها أمران مقترنان كفرسي رهان، لآن الهدف من المعرفة هو تيسير الحصول عليها بالتعاون بيننا جميعا وهي شرط ضروري لأي معرض حافل عن الطيب في معية مؤتمر علمي عالمي، ومن المستغرب حقا أن لا تكون لدى مكتبة السودان نسخة من كل ترجمة.الترجمة الإنجليزية: هي أولى الترجمات مجتمعة كلها ثلاث طبعات، طبعة "هاينمان" في لندن . وطبعة "بنجوين" والطبعة الأمريكية وهي مزدانة بمقدمة رفيعة وتاريخية كتبها المترجم: دنيس، وهذه غير متوفرة الآن إلا في أمريكا ونتوقع من كل الأفاضل: الفنان السر المك والمهندس حسن حسن :(حسن أحمد محمد الحسن) والدكتور محمد وقيع الله أن يتكرموا بالحصول على نسخة لكل واحد منهم. وسنوفر نسخة لندنية لكل نسخة أمريكية.2:الترجمة الفرنسيةظهرت الطبعة الفرنسية الأولى، باسم فادي نون ثم ظهرت طبعة ثانية بعد سنوات من خروج الأولىباسمه واسم شخص آخر: عبد الوهاب، على أساس أنه عدل في الترجمة الأولى أو أضاف إليها، ولا شك أن الحسيب النسيب السيد: حسن موسى)(سانت هاء موسس ). موسى( سيعيننا أو نعان باسمه.) والله أعلم ببركاتالصالحين (آمين)3:" الترجمة العبريةظهرت منذ السبعينات ولم نوفق في العثور عليها عم طريق مكتبة بريطانية. وهنا نلوذبشهامة الفاضل: شوقي بدري:وهي بالعبرية: عنوانها:أونات ها نديداه4:اللغة الروسيةترجمها شاقال مع آخرين وطبعت أول مرة عام 1977 في موسكو ، ومنها نسخة في جامعة لندن.5:الترجمة التركيةنشرت في إسطمبول عام 1982، وهي ترجمة من ترجمة، اعتمد فيها على الترجمة الفرنسية الأولى.6:الترجمة البلغاريةطبعت في صوفيا 1983.7:الترجمة الهولنديةمن عمل: فرستيخ كييس، أمستردام، 1983.8:الترجمة النرويجية الحديثة1978، ترجمة معتمدة اعتمادا تاما على الترجمة الإنجليزية!9:الترجمة السلافية ( اليوغسلافية)أعدتها :هيلينا ونشرت مع رواية بندرشاه في كتاب واحد،1986.10:الترجمة التشيكية
أعدتها :هيلينا ونشرت مع رواية بندرشاه في كتاب واحد،1986.10:الترجمة التشيكيةطبعت في براغ عام 1986. من إعداد: إسفيتوزار! 11:الترجمة الأسبانيةنشرت مع : عرس الزين في كتاب واحد بعنوان: روايتين سودانيتين، مدريد،1987.يبدو أن طبعة من ترجمة أخرى ظهرت مؤخرا!12الترجمة الألمانيةظهرت في بازل،1998. أعدتها السيدة د. رجينا، زوجة الشاعر السوري: عادل قروشلي.وهي أستاذة في قسم الدراسات العربية الإسلامية بجامعة : ليبزج.13:الترجمة المجريةما تزال مخطوطة. 14: الترجمة البرتغاليةوقد ظهرت فبل نحو ثلاث أو أربع سنوات.15 و 16: الترجمة الصينية والترجمة اليابانيةظهرتا منذ الثمانينات.وربما كانت هناك ترجمات جديدة أو نشرت أثناء حياة المؤلف.17: الترجمة الرومانيةرايتها قبل أشهر في مكتبة السودان جامعة الخرطومن ثم اختفت بعد أيام.( يشاع أن ثمة ترجمة دنماركية وأهل الشأن في الدنمارك نفوا ذلك، وهم أهل مكة)
المراجع:
الطيب صالح، الأعمال الكاملة، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، الخرطوم،2010. الطيب صالح، موسم الهجرة الى الشمال، دار الجيل، بيروت. الكتب الإنجليزية Tayeb Salih, Season of Migration to the North, Heinemann, London, 1965 Peter Newmark, A Textbook of Translation, Prentice Hall, London, 1987 Muhammad Abdul-Hai, Tradition and English and American Influence in Arabic Romantic Poetry, Ithaca Press, London, 1982 Electronic Publications أ- أحمد البدوي، ترجمات موسم الهجرة الى الشمال، سودان راي الألكترونية، يوليو 2009. د. عبد القادر الرفاعي، الترجمة الروسية لموسم الهجرة، شبكة منابر ثقافية. محمد م. الأرناؤوط، ترجمة موسم الهجرة الى الألبانية لكمال مورينا، دار الحياة. د. صديق ام بدة، السودان الإسلامي الألكترونية د. محمد عبد الحي، مقال : البنفسجة والبوتقة. Emirates Airlines Festival of Literature, Denys Johnson-Davies, Newsletter 2010,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)
|
الأستاذ أحمد الأمين لك التحية والشكر على الإضافة
في الواقع هناك أمثلة كثيرة بدرجة جعلتني أفكر في ان اعيد النظر في تحيزي الشديد لانضباط
الدقة في الترجمة خاصة وإنني سمعت بأذني الطيب صالح وهو يصف جونسون بأنه cowriter وليس
مجرد مترجم ومن العجب ان المرحوم الدكتور عمر بليل ذكر نفس العبارة عن ترجمة
جونسون لكتابه ولا أذكر إسم الكتاب. أما عن صلة الطيب صالح بجونسون فقد سمعتها سرداً دقيقا من ثالثهما أستاذي وعمي
الصلحي. ولكن ونحن (ندرس) الترجمة نُسقط كل هذه الشفاهيات ونتمسك بالمدون الذي يصل
لأيدي الأغلبية . وقد كانت هذه احدى أهداف لجنة الأمناء حين ركزت على شهادات عدد ممن
يجب أن نسمعهم لسد الثغرات وقد تم تدوين كل ماجاء في تلك الشهادات للحفظ والتوثيق.
جزيل شكري لصاحب هذه النافذة المنعشة
وزواره الأجلاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)
|
Quote: ان المرحوم الدكتور عمر بليل ذكر نفس العبارة عن ترجمة
جونسون لكتابه ولا أذكر إسم الكتاب. |
تحية أستاذه عشة موسى ومعذرة الشقلينى إسم كتاب المرحوم عمر بليل Two Lives وهو أشبه بسيرة غير ذاتية لحياته وحياة شقيقه عثمان الذى تبرع له بكلية عند إصابته بفشل كلوى تام وتقريبا الكتاب ليس مترجم من العربيه بل كان حوار مباشر بين جونسون وعمر بليل فى اكثر من مكان وزمان عبر الحديث بالانجليزية بين بليل وجونسون الذى يكون لعب دورا تحويريا لاحقا فى تحرير اللغة قبل صدور الكتاب ....معذرة على الخروج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)
|
طالما ان الشقليني أعطانا الإذن.....
على الإطلاق- هذا ليس خروجا بل دخول لشيء مهم
أشكر لك إنعاش الذاكرة الخربة
وأدام الله عليك ملكة الحضور التي طالما تميزت بها.
هذه الآلية التي استُخدمت بين بليل وجونسون هامة جداً للترجمة الأدبية
ومهما كان وصفها
فهي ترجمة...قد لا تكون من لغة الى لغة أخرى
يمكن للترجمة أن تتم داخل نفس اللغة وتسمى(تفسير)كما يترجمها العرب من قديم
لكن يظل ديفز هو المترجم الذي يتحدث اللغة الأم له والمُترجم اليها
وبليل هو الذي يتحدث اللغة الأصل التي يفكر بها وتحتاج لمن يفسرها ويحررها: ديفز
وإذا قبلت رأيي هذا فلترجمة جونسون عندي مفاجآت عديدة!
لك التحية والتقدير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)
|
كتبت الأستاذة عائشة موسى في مدخل تعريفها للترجمة، مايلي:
ماهي الترجمة؟
هي النقل من لسان إلى لسانِ آخر واللسان هو اللغة ما أسهلها! ولكن بأي لسان ينطق ” اللسان“؟
بما يمليه العقل وما يحسه الوجدان وما يكيفه الفكر والعلم والرأي وماتهيئه البيئة والطبيعة وماشابه وما تسمح به الظروف والعادات والتقاليد والأعراف والأديان وفوق هذا وما تبعه ما يفتح الله به من مواهب يختص بها من يشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتبت الأستاذة / عائشة موسى : هاهو الطيب صالح عكسته الترجمات كما نريد ففي تصفحي لما يقارب مائتي رأي عن الطيب صالح لم تلاقيني سوى حوالي خمسة آراء سلبية لباحثين أو دارسين عرب جميعها بسبب الجنس واثنان اعتقد أنها عنصرية. أما الحالات الغربية الأقرب إلى السلب من الإيجاب فلم أحصر عددها لكنها لا تتجاوز أو ربما لا تبلغ 5% كتب بعضهم في ملاحظاته ما يعكس الفكر العنصري أو عدم التجاوب مع الثقافات العربية الإفريقية
لدي سؤال هو: هل كان بين المشاركين في فعالية الجائزة من أورد نقداً أو راياً سالباً حول أعمال الطيب صالح ؟
وقد سبق أن سمعت نقداً (سالباً) فطيرا وعجولا في منتدى أدبي وفي حضور ما يقارب المئة شخص، من ذوي العلاقة بالأدب بشكل أو آخر وأستبعد أن يكون بينهم من لم يقرأ الطيب صالح، الغريب أن هذا الناقد ظل يقدم إفادات أو ملاحظات نقدية حول الكثير من الأعمال الأدبية وتقابل إفاداته بالتقدير تصفيقاً أو وجوهاً راضية سعيدة بما سمعت من هذا الناقد، حتى كان هذا اليوم الذي تناول فيه أعمال الطيب صالح عبر محاكمة أعمال الطيب صالح بميزان أخلاقي ضيق فلم تلقى مداخلته أي صدى أكثر من الدهشة على وجوه غالب الحضور والتي يمكن ترجمتها بـ : يا راجل، ولعل التجاهل قد أغنى من كان حلقه يطقطق بـ ما هكذا تورد أعمال مثل الطيب صالح بعد أن ركزت مداميك أعماله الإبداعية في بيئات ثقافية متنوعة وما عاد يضيرها المنع أو النقد السلبي العجول.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)
|
Quote: عائشة موسي السعيد: طالما ان الشقليني أعطانا الإذن..... على الإطلاق- هذا ليس خروجا بل دخول لشيء مهم
أشكر لك إنعاش الذاكرة الخربة
وأدام الله عليك ملكة الحضور التي طالما تميزت بها.
هذه الآلية التي استُخدمت بين بليل وجونسون هامة جداً للترجمة الأدبية
ومهما كان وصفها
فهي ترجمة...قد لا تكون من لغة الى لغة أخرى
يمكن للترجمة أن تتم داخل نفس اللغة وتسمى(تفسير)كما يترجمها العرب من قديم
لكن يظل ديفز هو المترجم الذي يتحدث اللغة الأم له والمُترجم اليها
وبليل هو الذي يتحدث اللغة الأصل التي يفكر بها وتحتاج لمن يفسرها ويحررها: ديفز
وإذا قبلت رأيي هذا فلترجمة جونسون عندي مفاجآت عديدة! |
نعم مهذب أمامك سيدتي ( عائشة موسى ) .. يكون الجلوس وإنه لملف عميق حين الدخول للترجمة ، والتحية للأستاذ/ أحمد أمين والأستاذ / محمد عبد الجليل ** ونستدعي مقالاً قديماً أجريناه مع أحد رفاق الدكتور محمد عبد الحي ، وهو الأستاذ : إبراهيم الكامل عكود ...، وهو يترجم جزء من نص " العودة إلى سنار " : نورد المقال لأن الشيء بالشيء يُذكر : النص :
تحت ظلال ورقة الدكتورة عائشة موسى (2)
إبراهيم الكامل ( آل عكود ) وهج يُبرق علينا في ليل المنافي
التقيته واستطعمت مائدة السماء . سمعت رنيناً يهبط من فوقها ، و ( أجليت النَظر ياصاحي ) ، واكتحَلَت برؤيته العيون . كُنت من قبل قد تَطلّعت لقبسٍ من سِفر إبراهيم الكامل : { المدارات والمعابر } . ومن يشتَمّ البعض يُفتتَن ، ويطمع أن ينبسط الرزق .فمن السماء هبطت عليَّ مائدة ، وقد بَخلت على من سألوا الأنبياء عليها من قبل . سُبحان من يُجري الأرزاق على هواه . استطعمت ولم أزل أستقطع لنفسي ما شاء الوقت ، وأقرأ من سِفرٍ في منزلة رحيق عمرٍ ، يعجز القلم أن يستجلي كنوزه . مرحى .. مرحى ، يقول إبراهيم إنه سِفره الأول ! . استكتب أبو الفرج الأصفهاني نفسه خمسين عاماً ، حتى كتب الأغاني . هذا السِفر أجده يذكرني بمنـزلته . يصغر سفر إبراهيم حجماً عن أي من مجلدات الأغاني ، لكنها كثيفة المحتوى . لم يجمع الأشعار والأخبار كما فعل الأصفهاني ، بل جلس عند كل نص من نصوصه جلسة عابد ٍ زينت له الدنيا من حوله أية من نعم المولى ، يجلي غموضها ويدخل ملكوت كاتبها ويلبس روحه حتى ينقلها للغة الأخرى . لقد تخير إبراهيم مادته للترجمة من النفيس المنظوم ، و من المموسق ، والمقدس ، ونقل لنا من شِعره الفصيح والعامي وافترش لنا أرائكاً نتكئ عليها لننهل .إنها لمفخرة لي ، أن يطوف من حولي مُذنبٌ فواح بعِطر الثقافة البهي . لن نقدر على شكر من جعل السماء بأنوارها المتلألئة في قبضة أيدينا ، ويسر لآل عكود أن تكون منحة المولى بيدهم .نِعم الأرواح وهي تأتلِف .
قلت له : ـ ـ فارع الطول أنت ، وتبدو مُشرِقاً . بسمتك ترسم لُطف ملامحك النبيلة . تبدو كأخٍ صدوق يكبُرني . فقدته زماناً ثم التقيته. رد ببسمة وعلى وجهه بما يشبه العِتاب و أرى ارتباكاً لا يناسب ثقل تجربته و عُمره . جلسنا ولم يترك لنا الوهج الذي بيننا مجالاً لنعرف قشور بعضنا . بدأنا بالمِزاح ، وتقلَّبت في نعيم أن تلمس جمال مزهرية مورقة في عُمر العطاء السخي ، فتُفرد لك من روائحها ، وتمُد إليك فرح الدنيا نَضِراً . قلت : ـ ـ إذن ( المدارات والمعابر ) هو سِفرك الأول . قال : ـ ـ نعم هو الأول و هنالِك ديوانا شِعر ينتظران النشر . كَوني هو الذي تكاثف ، عسيرة هي الكِتابة في موطننا . تعذبت وأنا أصحح المُسوَّدة ، المرة تلو الأخرى . ضاقت بي الدنيا قبل أن يخرج السِفر إلى النور .لم يزل عندي مواضع مُراجعة . قلت : ـ ـ ربما نحن في السودان حديثي عهد بالنشر . سبقتنا مِصر ولبنان و دمشق .. قاطعني : ـ ـ الأزمة في تصحيح اللغة ؟ لحظة صمت وقفت بيننا ، وانعطف بنا الحديث لشأنٍ آخر . قلت : ـ ـ حَدِثني أنت عن الكتابة وخواطرها ، و هواتف الذهن التي تُطاردك ، وتطاردني مثلُك . قال : ـ ـ كأنك تقصد خمر الكتابة ، وسُكر اللغة ،فعندما أصعد عتبات الخيال الحالِم ، تهبط عليَّ الخواطر هبوط النسور على القوارِض . قلت له : ـ إنها خاطرة غريبة الأطوار تعتريني مثلك هذه الأيام .لا وصف لملامحها الشيطانية ، تتملّك الروح والجسد . لا وقت تتخيره للهبوط عليك ، حتى نَـزف السماء له مواسم ، لكن تلك الخاطرة تهبط كقَدرٍ استعذبت سكِينه مواضِع الرخَاوة . تهبط عقلك هبوط ملاكٍ في هِزة كونيةٍ ترتجُ لها الأفلاك ويتمدد الكون في الفراغ السحيق . هذا عسير عليّ . أصحو فجأة عند حلمٍ يذبحني وأنا أتخبط من انفلات الروح وقت مُفارقة الجسد . أركل بقدميَّ كأنني أتشبث بالحياة . عسير أن تهوى قاتلكَ و تُكسر سُنن الأحياء ، في حُب البقاء و كره الفناء . أتأتيك مثل خواطري ؟ قال إبراهيم : ـ ـ نعم ، أنت الصادق . كأنك قد وصفت ما بي . أحسست أن الخاطِرة أمر كوني حين يهبط يستوطن ذهني بلا مقدمات . يحُثني لمسك القلم ، وعندما أفعل تسترسل اللغة في نـزف متقلِب الألوان و الملامِح . لوحة مُتحركة ملؤها الأحمر والأبيض والأصفر والأسود والتركواز ، وعجائب تتخلق بين استراحات الرمادي حين يستعصي الصفاء والود بينها . أردفت قائلاً :ـ ـ أراك سيدي وأنت في عُمر تجاوز الخمسين ، كنخل فارِع ٍحين تُداعِبه الريح يضحك . فجذوره قد استشرت خيوطها تُمسِك بعروق الذهب في صخر الأرض .أعرف من يقول اترك في جيب سُترتك مُفكرةً صغيرة على الحِمل ، ناعمة رشيقة على رفقتك حتى وأنت نائم . فعند هبوط صرخة الخواطر ، انـزع نفسك عن النوم وامسِك القلم واتبِع الأوامِر . قال إبراهيم : ـ أذكر في زمان قديم كُنت أعرف سيدة أجنبية تعشق مثل هذه الخواطر ، وتجلس في حضرتها جلوس الطفولة أمام الجَد وهو يقُص من أحسن قصصه التي تُلهِب الخيال . كانت تسترجي القلم أن ينقل الشِعر ، كل الوارد من الذهب اللامِع برياحه الشيطانية ، حتى عبثت تلك الخواطر بذهنها . أسرجت بُراق الأحلام وطافت الآفاق ثم استعصى عليها العودة لعالمنا . كانت مأساة مُجلجلة .كتبت تلك السيدة أسفاراً تُـذهل العقول . ترمي الأحجار في البِرك النائمة ، وتلون أقصان الخيال بألوان الدنيا الساحِرة . إياك يا عبد الله أن تستجيب لتلك الخواطر فتتملكك وتُبعدك عن القريب والحبيب . استجِب قدر المُستطاع ، ولا تُسلس لها قيادك كل الوقت . يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : ـ ( الخاطرة تُغري بالانفلات ) . فهي تضرِم نارها حزاماً حولك و يستعصِي علينا أن نُعيدك لدنيانا . أنت تعرف الشاعِر إدريس محمد جمّاع ، فعندما تآلف مع تلك الخواطِر سرقت دَنياه ، وسرقته عنا . قبل غيبته الكُبرى نفث غُبار الشِعر ندياً حنيناً دافقاً ، واستغرق محبة لا شواطئ لها . أمطرنا جمَّاع ترياقاً يقينا شاطحات الخيال ، وغاب هو شهيد سِحرها . قلت لإبراهيم : ـ ـ قلت لي أنك تستنهِض روح النص قبل ترجمته ، تسبح قليلاً مع الشاعر ثم تتقمص روحه ، وترقب كيف استجمع الخيال ساعة الخلق . الفكرة ، النص ، ثم الحُلول قبل أن تبدأ الترجمة . إنه عِشق غريب على السَمع ، عصيٌّ على الفهم ، فأنا لست شاعراً . أنت تُقربني من الصفاء ودنياه السَاكِنة المُتأمِلة . أتعشق النص أولاً أم تُصادق الحُلم ؟ . انشدني من ترجمتك الحُرة لقبس من ديوان ( العودة إلى سنار ) للشاعر الراحل الدكتور محمد عبد الحي ، لعله يكون المِثال . صمت إبراهيم بُرهة ثم أفصح : ـ لربما تعجب إن قلت لك أننا كُنا رفاق فصل مدرسي واحد وبيننا صداقة عُمر ! . أقرأ عليك الآن نصاً لشاعرنا محمد عبد الحي ثم أقرأ ترجمتي الحُرة : ـ من ديوان : ( العودة إلى سنار ) تأليف الدكتور / محمد عبد الحي :
مَرحى .. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أُفْقِ القَبول لُغة على جسد المياه ووهجُ مِصبَاحٍ منَ البلور في لَيلِ الجذورْ و بعضُ إيماءٍ ورمزٍ مُستحيلْ . اليومَ يا سنارُ أُقبلُ فيكِ أيامي بما فيها من العُشْبِ الطُّفُيلِيِّ الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجارِ ... البريقْ اليوم أقبلُ فيك كلَّ الوحْلِ واللَّهَبِ المُقَدّسِ في دمائِكِ ، في دمائي أحنو على الرملِ اليبيسِ كما حَنوتُ علَى مواسِمِكِ الثرية بالتدفُّقِ والنَّماء وَأقولُ ، يا شمسَ القَبولِ توهَّجي في القلبِ ، صفِّيني ، وصفِّي من غبارٍ داكِنٍ : لُغتي ، غِنائي سنارُ ... تُسْفرُ في بلادِ الصّحوِ جُرحاً .. أَزرقاً ، قوساً ، حصاناً .. أسود الأعراف ِ ، فهْداً قافِزاً في عتْمة الدم ِ معْدناً في الشمس ، مئذنةً نُجوماً في عظامِ الصخرِ ، رُمحاً فوقَ مقْبرةٍ كتابْ رَجَعَتْ طيورُ البحرِ فجراً من مسافاتِ الغيابْ البحرُ يحلُمُ وحْدَهُ أحلامَهُ الخضراء َ في فَوْضَى العبابْ البحرُ ؟ إن البحرَ فينا خضرةٌ حُلم ، هَيُوليٌّ في انتظار طلوعها الأبديَّ في لغةِ التُّرابْ . The Dawn of Peace A free translation of a selected extract from the Arabic poem ( The Return to Sennar ) By Dr. Mohammed Abd_ El_Hai
My Sennar..! At sunset ..! Blinks in the homeland, Of sacred revival anew . And Winks in a bow , In a wound dyed blue . In a horse with black manes , An’ grass sparse; yet dew In the leap of a leopard, In blood opaque; but flew. In a ####l in the sun eyes, With a scarlet ray as clue. In stars with the marrow, Of a spear on an epitaph, Where martyrs souls just flew. In a book shone with holy verse, Where wisdom pearls brew. In a minaret to spin lighter, The spirits of the true. In a spire to stick tighter, Splinters of the pew.
عبد الله الشقليني 5/04/2005-م
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
أشكركما
وبالفعل الولوج الى أمر الترجمة هام إذ يجب استصحابها معنا في متابعة الإبداع الكتابي حفاطاً على مايمكن أن يضيع بين مفارقات اللغات المختلفة
وعن سؤالك يا أخ محمد فقد تجد بعض النقد السلبي في -ربما اثنين- من الأوراق النقدية التي أتمنى أن تجد طريقها الى هذه النافذة. وهي الآن بيد الأستاذ شقليني. ومن الصالة كان هناك ما أسميه "احتجاجا" أكثر من انه نقد: "لماذا الطيب صالح؟" لماذا التركيز عليه وأمثاله ممن لم يلاقوا من المشاكل في الكتابة والنشر..الخ مثل ما يلا قي شباب اليوم من الكتاب؟ لماذا لا توجه مثل هذه الميزانيات لخدمة الناشئين.... بدلاً عن البالغات الإحتفائية؟ وقد وجد هذا الرأي الرد من عدة جهات لكن ما لفت نظري هو أهمية لفت نظر أصحاب مثل هذا الرأي من شباب الكتاب الي ان الحفاظ على الإرث لا يقل أهمية عن الإضافةاليه إن لم يزيد. ***********
ثم أشكر الأستاذ شقليني على المقال الجميل حول لقاء الأستاذ ابراهيم عكود والترجمة التي فقدت تعليقي عليها في ذلك الحين ثم تواترت الأحداث فأضاعت مني حدثاً هاماً بالنسبة لي.
جميل أن سمى عكود ترجمته لبعض سنار "حرة Free Translation" وأنا أذهب أبعد عن ذلك؛ وأسميها" بتصرف Adaptation Translation" وهذا من صميم الترجمات الإبداعية التي تُمارس مع الشعر على وجه الخصوص (إرضاءً لمدرسة الجاحظ).
مثلاً.. على الرغم من غن المترجم أسمى المقطعDawn إلا انه حيا سنار عند الغروب على غير ما رآه الشاعر. كما تصرف في تغيير مواضع ومواقع الصور المختلفة في القصيدة، فقدم وأخر كما رآه مناسباً لخياله وليس كما رآها الشاعر صاحب البيت الأول وأسميته البيت لأنها فعلاً مسألة ديكور فلم أدخل في المعاني. أنا لا أرى في ذلك غضاضة ولكنها رؤية يجب أن توضحها الحواشي لصالح الدراسات المستقبلية حول هذه الكتابات والترجمات. وربما استفاد المترجم من معرفته الشخصية للشاعر وطريقته في نظم الأفكار وأسميها هنا"اللوحات".
وهنا نعود لأدوات المترجم جونسون التي أطلقت يده في أعمال الطيب صالح.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)
|
ولكم شكر أكثر .. الأٍستاذة/عائشة/الأستاذ/أحمد الأمين وصاحب الخيط الرقراق الأستاذ/ عبدالله الشقليني .. من كل نبع قطرات .. ظللت أقرأ العودة إلى سنار وأتغافل عن تأمل شروحاتها قصدا لتبقى محملة بالمضامين المكنوزة، ولأجد مع كل قراءة أحساس جديد، والمقطع الذي أوردت ترجمة الأستاذ عكود له ياأستاذي الشقليني هو المقطع الذي أبدأ به مباشرة عند كل قراءة سريعة للعودة فتستفزني لغته بغرابتها وجدتها وسبكها العالي فكيف عندما أجده بلغة تعلمتها من منازلهم وبكدي الذاتي بعنت لا يعلمه إلا الله .. أحسن أبقى مع (البحر يحلم وحده أحلامه الخضراء في فوضى العباب .. البحر؟ إن البحر فينا خضرة حلم هيولي في إنتظار طلوعها الأبدي في لغة التراب
وأترك لكم الجوس بين الترجمات وارقب كل ذلك برضاء كبير أن فتحت في الخرطوم نافذة (ولو صغيرة) لضوء الأدب والشعر والثقافة يرتادها الناس من كل فج
والحمد لله الذي جعل اللغة الأم لـ/ الطيب صالح ومحمد عبدالحي هي اللغة التي نعرفها ونحس بوقعها أكثر من غيرها لنتلقى إبداعهما حارا كما أرادا له وفي إنتظار الأخ / شقليني لو سمحت ظروفه ليستعرض لنا:
(بعض النقد السلبي في -ربما اثنين- من الأوراق النقدية في فعالية جوائز الطيب صالح) كما ورد في مداخلة الأستاذة / عائشة موسى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)
|
الأستاذ / الشقليني – أكرمه الله ونعمه، عندما يكتب المبدع شاعراً كان أو روائياً أو قاصاً هل يفكر بمآلات العمل من سيقرأة وهل سنتم ترجمته أو يجد طريقة ليُغنى أو يُمثل في مسرح الخ .. أم أنه فقط يُخرج العمل حسب رؤيته وحالته الإبداعية لحظة الكتابة (مخاض فولادة وقطع للحبل السري والسلام).
هـل كان الطيب يفكر بأن حسنة ستصبح ملهمة الجماهير أو أن بت مجذوب ستجعل روائياً سعودياً يقول في ندوة بالرياض حول أعمال الطيب صالح: منذ أن قرأت مؤسم الهجرة إلى الشمال (وانا طالب بالثانوية) بعد أن قصر مالي عن شرائها فطالبت صاحب المكتبة أن يحفظها لي ريثما أعود بثمنها، فقد كانت آخر نسخة في المكتبة .. مذاك وأنا أدنو من كل أعمال الطيب وأعيد قراءتها مرات وأقترب من الطيب صالح وأتتبع أخباره حتى أصبحنا صديقين روائيين ينتميان لنفس المدرسة لا يغير من ذلك أن صار الطيب رقماً روائيا عالميا صعباً .. وأنا لا زلـت في بداية الطريق رغم اشتعال الرأس شيباً رحم الله الطيب صالح.
أوردت كلام الدكتور السعودي (بتصرف كبير) فهو نقل من ذاكرة منهكة بعد ثلاثة أعوام من الحدث ، وذلك بقصد الإستعانة بها لصياغة مداخلة حول الأعمال الإبداعية (الرواية تحديداً) هل هي معلومات يتم إيرادها في قالب روائي يهدف إلى الإتيان بمضمون ما قاله أو فعله أي من شخوصها في هذا الموقف أو ذاك أم أن استخدام نفس لغة شخوص الرواية وطرائق تعبيرهم بكل ما تحمله من عفوية، بساطة، سذاجة إيغال في المحلية (أنا مكتول في بيت العمدة) أو غير ذلك من أشكال التعبير تبقى جزءاً من الحبكة والإمتاع والإدهاش الذي يضيف للنص ولا يستقيم العمل بدونه كما قال الطيب صالح (في الرواية لازم كل زول يتكلم بلسانو ويلبس توبو) . هل كان عرس الزين سيجد ذلك الصيت لولا اللغة التي كتبت بها .. أقول قولي هذا ويبقي فيما أورده الدكتور صقر وجاهة ظاهرة حين قال: أن المتن السردي عقد بين القارئ والكاتب ، وهي كلها مخيال ولذا لا بد من القول: أن وجه الحقيقة في الإبداع ليس واحداً ومطلب إتاحة الفرصة لأكبر قدر من القراء في أنحاء العالم لتناول المُنتج بأدق وأيسر السبل أمر هام .. وفي هذا الوضع ليس سوى التمنى: ليت يكون بإمكان المبدعين أن يبدعوا ما يبدعون بنفس درجة إدهاشهم بلغة أيسر (لتدويل) العمل الإبداعي ولا تزعلوا مني في كلمة تدويل التي أصبحت جزءا من الثقافة التي نتلقاها صباح مساء وفي إنتظاركم فلا زال ليل الإبداع طفل يحبو والسلام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)
|
عفواً سيدي القشليني
ملاحظة طفيفةثم
أتركك مع: د. حاتم الصكر..
أما يا سيدي أحمد الأمين النسخة التي ترجم عنها الأستاذ عكود هي نفس النسخة التي رجعت إليها وهي التي اعتمدها عبد الحي حين أودع النسخ الخمس في دار الوثائق وأهداني منها نسخة بخط يده قائلاً: أكملت ما أريد قوله شعراً
وما فكرت في الأمر الى أن انقضت العشر سنوات التي أوصى بها ووجدنا الظرف يحتوي على كل اجتهاداته في سنار وهي حسب ما أعلم خمس نسخ. نسخة عكود غير فيها محمد ترتيب الأسطر وليس المحتوى وهي نفسهامانشرناه في طبعةمدارات 2010
وبالطبع راجعت ذلك قبل كتابة المذكرة أعلاه
بعد مقالات سامي وقد قرأت بعضها أصدرت الكتورة فاطمة شداد- رحمهم الله جميعاً- دراسة لكل نسخ سنار مع العلم انها لم تكن قد رأت محتوى الوديعة في ذلك الوقت لم تُنشر الدراسة كاملة بعد لكني أرسلت منها جزئين للملحق الثقافي بالصحافة.
ولك الشكر والتحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: لتكُن البساطة هدفك ، و نظم مؤلفك بطريقة واضحة جلية لا تتطلب عناية تجهد ذهن قارئك . و لا تحاول أن تبهر بل ارسم بريشة الحقيقة فيكون عملك مُبهجاً . اقصد غرضك مباشرة دون أن تذكر ما لا يلزم . ستظل ألمع من الآخرين حتى قبل إزالتك الزوائد و السلام عليك فأني لا أستطيع كتابة المزيد لشدة وطأة المرض علي |
يا جنك يا فولتير .. حالتك مرضان!! ألست بالقائل:
إن قيام مدينة بلا أرض تقوم عليها، أهون من قيام مدينة دون إله تعتقد فيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: أذكر في زمان قديم كُنت أعرف سيدة أجنبية تعشق مثل هذه الخواطر ، وتجلس في حضرتها جلوس الطفولة أمام الجَد وهو يقُص من أحسن قصصه التي تُلهِب الخيال . كانت تسترجي القلم أن ينقل الشِعر ، كل الوارد من الذهب اللامِع برياحه الشيطانية ، حتى عبثت تلك الخواطر بذهنها . أسرجت بُراق الأحلام وطافت الآفاق ثم استعصى عليها العودة لعالمنا . كانت مأساة مُجلجلة .كتبت تلك السيدة أسفاراً تُـذهل العقول . ترمي الأحجار في البِرك النائمة ، وتلون أقصان الخيال بألوان الدنيا الساحِرة . إياك يا عبد الله أن تستجيب لتلك الخواطر فتتملكك وتُبعدك عن القريب والحبيب . استجِب قدر المُستطاع ، ولا تُسلس لها قيادك كل الوقت . يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : ـ ( الخاطرة تُغري بالانفلات ) . فهي تضرِم نارها حزاماً حولك و يستعصِي علينا أن نُعيدك لدنيانا . أنت تعرف الشاعِر إدريس محمد جمّاع ، فعندما تآلف مع تلك الخواطِر سرقت دَنياه ، وسرقته عنا . قبل غيبته الكُبرى نفث غُبار الشِعر ندياً حنيناً دافقاً ، واستغرق محبة لا شواطئ لها . أمطرنا جمَّاع ترياقاً يقينا شاطحات الخيال ، وغاب هو شهيد سِحرها .
|
| |
|
|
|
|
|
|
| |