ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2011, 04:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م.




    66751.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جوائــز( الطيب صالح ) 2011 م.


    يحق لجميع أهل السودان أن يستنشقوا نسائم فواحة ، ويتحسسوا عِطراً انتشر وحفاوة تمجِّد مُبدعيه ، فما عهدنا في تراث السودانيين إلا النذر اليسير . فقد غاب المثقف مُرتفع القامة كمعاوية محمد نور، قضى نحبه وهو يرسُف في قيود الذل، ظن أهله أن قد غاص في بُحيرة " الذِّهَان " !. ونقرأ قلة من المباحث الأكاديمية التي تتناول سيرته وأثره في مصر وفي السودان . وكذلك حال الشاعر الرومانسي ، رقيق الحاشية ، بلغته الشعرية الفاتنة " إدريس محمد جمّاع " فقد غاب عنا ، ولا يعرف أهل السلطان كيف يمكن للوطن أن يأخذ بالحنو أبناءه المبدعين وأن ينفث في أجسادهم أسباب الحياة ، لنعُبّ من مثل تلك الأذهان الوثابة ثمراتٍ حلو أُكُلها . لكن ترصدته المباحث الأكاديمية .

    كذلك ضرب النسيان على الأذان ، فغاب ذكرى " حمزة الملك طمبل " وعبد الله عشري الصديق وشقيقه وعبد الله حامد الأمين والتيجاني يوسف بشير والطيب السرّاج وعبد القادر كرف وعبد الله الطيب المجذوب ومحمد المهدي المجذوب ومحمد محمد علي وأحمد محمد صالح وتوفيق صالح جبريل وعلي المك وجمال محمد أحمد ومحمد عمر بشير وأبوذكرى وصلاح أحمد إبراهيم ومحي الدين فارس والهادي آدم والتيجاني الماحي .... ولن نضجركم بالمفقودين من منصات التكريم أو غياب الحفاوة بهم .

    لكنا تنسمنا العافية الثقافية إذ اخضرّت بالوفاء " للطيب صالح " ، في وقت جثم البرنامج الثقافي في السودان عاطلاً لدى أصحاب السلطة زماناً ليس بالقصير ، وعمت الأحزان المثقفين بعد أن دجَّنتهم الدولة أن يمزقوا أوراقهم كآبةً وينتحر إبداعهم . تركوا كل شيء ولهثوا وراء الخبز ، فليس بغيره يحيا جسد الإنسان المُبدع .

    لقد آن أوان الجائزة أن تُسمَى بالعالمية ، للقصة القصيرة والرواية والنقد ، وأن يكون ذلك طموحاً يتعين الوفاء بواجباته الثقال . فالوطن مُثقل بالجراح والانكسار العظيم ، من خيبة من بيدهم الأمر في الشمال والجنوب . كسروا طموحاته في دولة ديمقراطية تكون جمهورياتها قابلة للعيش في دولة موحدة والدين للإله ...
    ارتفع الصوت الثقافي تحت قيادة شركة من شركات الوسائط الإعلامية " زين " ، وقدمت ما قدمت من خير ، واحتكرت نشر الكُتب المرشحة للجائزة . مدت يداً بيضاء ناصعة ، ثم ألقت عصاها ...

    نورد بعض الملاحظات على المشهد :

    1. كانت التجربة رائدة ، وتمثل نهضة للحفاوة بالقامات الثقافية والفنية والإبداعية في كافة المجالات .

    2. أبرزت الفعالية وجود عدد غير قليل من السودانيين المٌختصين الذي غابوا عن المشهد الثقافي الإعلامي ، تحية لهم جميعاً .

    3. أرى توسع الجائزة في استضافة دماء ثقافية جديدة من خارج الوطن ، تؤسس لأدب مُقارن ، يجعل للجائزة قوة اختيار ، وفحص للنصوص ، ومراجعة الكم الهائل منها ، وترفيع المقاييس والتأسيس لجائزة عالمية لنصوص تغيب عنها أخطاء الإملاء والنحو ، وهو ما كان شائعاً .

    4. لا أعتقد أن محاولة تلخيص الورقة بواسطة رئيس الجلسة من بعد الانتهاء من تقديمها إلا مضيعة للوقت .

    5. اعتبُ على الكثيرين من أصحاب الأوراق والمداخلات من السودانيين ، من انفلات طبع لغتهم العامّية وإن أفْصَحَتْ ، ففي وسائط الإعلام ، ذاك الإخطبوط الضخم لا أعتقد أنها مُبررة .

    6. وقف أحد الذين كانوا في سلطة الدولة الثقافية ينقل حواراً بينه وبين " الطيب صالح " ، يرُد على تساؤل الطيب الشهير : " من أين أتى هؤلاء ؟!" ، فيرد عليه وزير الثقافة الأسبق : " جئنا منكم " ، وأوضح أن الطيب صالح في بواكير أيامه الأولى كان ضمن نفرٍ يُعدّون على أصابع اليد أسسوا الحركة الإسلامية ... ثم هجرنا من بعد !!.

    7. نسأل عن الذين منعوا رواياته لذات التساؤل فيما مضى ووصفوا بعضها بالإباحية ، ذات الوصف الذي وصف به رصفائهم رواية " أولاد حارتنا " لنجيب محفوظ ، ما الذي تغير؟.

    8. نذكر دعاة مؤسسة " الشريعة " التقليدية أن آلية النسخ القرآني ليست حِكراً على علماء السلاطين أو مُجتهدي سالف العصر والأوان ، ففي الذكر الحكيم تمجيد للذهن البشري المٌستيقن بأن الإله خالق رءوف وأن نبيه الأكرم رحمة وشفيع ، وأن النص القرآني لصاحب الوقت يرمي بظلاله إلى شجرة المُستقبل وتلك الآلية قادرة على تجريد أدوات العصور القديمة من العنف البشري ، لترتقي بالإنسانية ويصبح الدين رحمة ، لا أداة قتل وبتر.

    9. أوضح بعض الحضور من أضياف الفعالية خلافهم مع استخدام " الطيب صالح " من مصطلح اللغة العامية السودانية ، ويتعين على المختصين النظر إلى ذلك بعين فاحصة لأن اللغة المحلية معضلة ،خرج منها النص المُتَرجَم بدون إعسار ، ولا حاجة للشروح في العربية فهي تُضعف سلاسة السرد ، و أن هنالك أزمة " تحرير " بعض النصوص العربية لروايات" الطيب صالح " ، فكيف إذن اختلف القراء على نُطق " الحَنِين " مثلاً ؟!.
    عبد الله الشقليني
    19/2/2011م

    *

                  

02-19-2011, 04:59 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)


    *






    *
                  

02-19-2011, 06:50 PM

tayseer alnworani
<atayseer alnworani
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    أستاذى الشقلينى
    اشكرك على هذا البوست فقد حققت رغبة لى بالكتابة ولكن لم يسعفنى الزمن
    تابعت من ضمن الموجودين لندوة الاولى واوراقها المختلفة والمتنوعة واعجبتنى وسوف ارجع لها لاحقا بعد اكتمال قراتها
    ولكن عموما اتفق معك فى مجمل ملاحظاتك وخاصة عدم ذكر ادبائنا وتاثيرهم على الطيب صالح
    ونجد ملاحظتك النقدية اكثر وضوحا فى ورقة د محمد المهدى بشرى
    وعلى حد تقييمى الشخصى الورقة كانت قوية وجميلة وواضحة تتحدث عن الاحتفاء باديبنا مرتبطا هذا الاحتفاء بخارج محيطه السودانى وبئيته التى وجد فيها قيل الهجرة .

    اشكرك وكل ما تتاح لفرصة برجع ليك
    ولك عندى احتراما خاصا لكتاباتك
                  

02-19-2011, 07:29 PM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: tayseer alnworani)

    (لكنا تنسمنا العافية الثقافية إذ اخضرّت بالوفاء " للطيب صالح " ، في وقت جثم البرنامج الثقافي في السودان عاطلاً لدى أصحاب السلطة زماناً ليس بالقصير ، وعمت الأحزان المثقفين بعد أن دجَّنتهم الدولة أن يمزقوا أوراقهم كآبةً وينتحر إبداعهم . تركوا كل شيء ولهثوا وراء الخبز ، فليس بغيره يحيا جسد الإنسان المُبدع .

    لقد آن أوان الجائزة أن تُسمَى بالعالمية ، للقصة القصيرة والرواية والنقد ، وأن يكون ذلك طموحاً يتعين الوفاء بواجباته الثقال . فالوطن مُثقل بالجراح والانكسار العظيم ، من خيبة من بيدهم الأمر في الشمال والجنوب . كسروا طموحاته في دولة ديمقراطية تكون جمهورياتها قابلة للعيش في دولة موحدة والدين للإله ...
    ارتفع الصوت الثقافي تحت قيادة شركة من شركات الوسائط الإعلامية " زين " ، وقدمت ما قدمت من خير ، واحتكرت نشر الكُتب المرشحة للجائزة . مدت يداً بيضاء ناصعة ، ثم ألقت عصاها ...)

    *****************************************************

    وأنا كذلك أسعدني طرقك هذا الباب، أخي الشلقيني..
    وأسعدني الحس أنك والإبنة تيسير ودينق _وأتمنى أن يكون هناك المزيد_
    قد حضرتُم هذه المناسبة
    والتي قبلت المشاركة فيهالحسي العميق بمانقلته أعلاه عن قلمك المُعبر..
    ويهمني كثيراً أن أسمع رأيكما والآخرين في الطروحات المختلفة أو بعضها
    فمبادرة زين كانت جرعة نتمنى أن يجد فيها المشهد الثقافي بعض العافية
    ولا يعجب من يعرف شخص الطيب صالح مبدعاً روائياً أو أديباً ناقداً أو إنسان
    أن يكون في مركز الريادة ليُكرم كرمز لأدباء بلاده ولشخصه المتواضع

    لك التحية
    ولكل الأقلام
    التي ننتظرها تتلقف مثل هذا الحدث
    لتقطر شهداً
                  

02-20-2011, 03:09 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)




    التحيات الزاكيات للأستاذة / عائشة موسى
    والشكر الجزيل لكل من يسر أن تكون ضمن فعاليات جوائز الطيب صالح ، ونأمل قراءة وتلخيص الجديد في الأوراق التي تم تقديمها . ونعلم أن هنالك الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في كنوز " الطيب الصالح " .

    يوجد لقاء ضافٍ مع "الطيب صالح " أرجو أن أحصل عليه ، وقد أقامه اثنين من الأدباء من شمال إفريقيا ، وفيه حديث فني عن الفكرة التي تختبئ في ذهنه وهو يقوم بهذه الأعمال الباهرة .

    ونذكر بأن الراحل الطيب صالح كان بصدد جعل " دومة ود حامد " رواية .. ولم يتيسر له الزمان ليفعل .
    الشكر الجزيل لكِ سيدتي ،
    وأتمنى أن نجد الملخصات أو نصوص الأوراق ، والرأي النقدي حولها من الحاضرين والمشاهدين عبر التلفاز .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-20-2011, 07:26 AM)

                  

02-20-2011, 08:34 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    الأستاذ الشقليني،

    أشكر لك الكلمات الطيبات

    مازلت منبهرة بالفيض المعلوماتي الذي تدفق ليس من المنصة فحسب بل من دهاليز المؤتمر

    والمقابلات الجانبية بين أصدقاء وزملاء وأهل ومحبي الطيب صالح ومن هم على خلاف أو وفاق مع فكره

    إذ لا أخال لأحد خلاف مع شخصه.

    وأصدقك القول ان الشهادات التي أدلى بهامحمود محمد صالح وصلاح احمد محمد صالح وحسن تاج السر وابراهيم الصلحي ومحمد ابراهيم الشوش

    وبشير محمد صالح وآخرين كان فيها فكاكاًواضحاً لمعضلات الباحثين عن هوية الطيب صالح وهوية شخصياته ومدى

    ارتباط تلك الشخصيات بشخصه بل ان بعضها كان قد اقتطعه من شخصه كما ألمحت بعض الملاحظات الذكية لأحد المدلين

    بشهاداتهم.

    أما عن الأوراق المقدمة فسأوفرها لك كاملة ولكن ليس هناك ملخصات وسيتوفر ان شاء الله قرص يحمل المداخلات والشهادات

    والردود الخ سأجتهد في توفيرها.

    لكن لا تطلب مني التعامل الإلكتروني فنحن أهل الزمن السهل والقُرص الصلب!!


    أما عن قصة الدومة فقد ورد الحديث عنها بما يفيد إن الطيب صالح في أخريات المقابلات وعد بإكمالها ولكن عاجلته المنية

    فما فعل.

    ورقتي سأوفرها لك بالماسنجر وأنت صاحب البوست المبدع لك الشكر منا جميعاً.
                  

02-19-2011, 08:17 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: tayseer alnworani)




    الفاضلة الأستاذة / تيسير النوراني

    سعدت كثيراً بالذي قرأت ، فإني لم أزل بعيد عن القراءة للنصوص التي آمل أن يتيسر لنا اقتناءها ومن ثم قراءتها تفصيلاً ، فقد صعدت المنابر الثقافية بالقدر الذي نرى أنه أفضل ، حين أفسحت الحياة أن تنفك القبضة الحديدية عن رقاب الحريات ، وأن يتنفس الإبداع .


    *
                  

02-19-2011, 08:50 PM

مزمل خيرى
<aمزمل خيرى
تاريخ التسجيل: 03-29-2009
مجموع المشاركات: 5652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    الاستاذ عبدالله
    شكرا على الخيط الشيق ونحن فى انتظار ملاحظاتك ومشاهداتك عن الفعالية
    وأفيدك بان الاستاذة عائشة موسى السعيد هى عضو فى مجلس أمناء الجائزة .. أتمنى ان تثرى
    معك هذت البوست ..
    وارجو منك ايضاً زيارة موقع جائزة الطيب صالح العالمية لمزيد من
    المعلومات التى ربما تكون غائبة عنك ..
    ونحن فى الانتظار ..
                  

02-20-2011, 03:45 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: مزمل خيرى)

    التحية لذكرى سيدنا الطيب الصالح رضي الله عنه.
                  

02-20-2011, 12:14 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: حمور زيادة)





    الباحث / والكاتب / حمور زيادة ،
    نعم نضر الله وجه قلمك حين يكتُب ، فقد ترصدتك الغلظة أنا ذهبت ، لأنك فتحت نافذة لمُحاكمة الذين ينقلون من التراث ويسرقون نصوص الآخرين ، والذين يضربون يدك المُنحازة إلى المغلوبين .
    تحية لك وألف شكر على كثافة العبارة وحكمتها .

    *
                  

02-20-2011, 08:01 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: مزمل خيرى)




    الأستاذ / مزمل خيري
    تحية طيبة ،وود كثير لما أوردت عن المدونة خاصة بجائزة الطيب صالح .
    *

    في انتظار الكثير من الأوراق عنه ، نرجو أن يستسمحنا السادة القراء والقارئات في إعادة نشر ورقة انتزعناها من ملف ( السباحة في موسم الهجرة إلى الشمال )، وقد أبحرنا في شخصية ( حسنة بنت محمود ) وهي في سبع مداخلات سنوردها بالترتيب ، آملين أن تكون مساهمة متواضعة في ذكرى تلك القامة السامقة ، الذي دلق علينا جرار الوعي بحداثة الكتابة العربية الروائية منذ الستينات ، وغرفنا ما أحببنا ،
    وإلى النصوص :


    *
                  

02-20-2011, 08:07 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)




    السباحة في بحر رواية " موسم الهجرة إلى الشمال (4)
    حُسنة بنت محمود (1) :


    قطوف من سيرتها : من أقوال الجد ، الراوي ، مصطفى ، محجوب ، بنت مجذوب و أقوالها عن نفسها :

    حديث جد الراوي عن مصطفى :
    ص 10" جاء إلى البلد منذ نحو أربعة أعوام ، واشترى ارضاً تفرق وارثوها ، ولم تبق منهم إلا امرأة فأغراها الرجل بالمال واشتراها منها ، ثم بعد أربعة أعوام زوجه محمود إحدى بناته . قلت لجدي :" أي بناته ؟ " فقال :" أظنها حُسنة " وهز جدي رأسه وقال :" تلك القبيلة ، لا يبالون لمن يزوجون بناتهم " . لكنه أردف ، كأنه يعتذر ، أن مصطفى طول إقامته في البلد ، لم يبد منه شيء منفر ، وإنه يحضر صلاة الجمعة في المسجد بانتظام ، وأنه يسارع بذراعه وقدحه في الأفراح والأتراح "

    ص 89 بصوت الراوي :" فتضاحكت وقلت لجدي :" ما شأني بزواج ود الريس ؟" فقال جدي :" إنت وكيل العروس ".

    ص 90 :"لذت بالصمت . فقال جدي وهو يظن أنني لم أفهم :" ود الريس يريد أن يتزوج أرملة مصطفى سعيد ". مرة أخرى لذت بالصمت ، فقال جدي :" ود الريس لا يزال شاباً ، وهو صاحب مال . وعلى أي حال المرأة يلزم لها الستر . ثلاثة أعوام مرت على وفاة زوجها . ألا تريد الزواج أبداً ؟ "
    :" قلت له إنني وصي على الولدين ولكن المرأة حرة التصرف وأولياؤها موجودون . فقال جدي :" إنها تثق بكلامك لو حدثتها فقد ترضى " . أحسست بغيظ حقيقي أدهشني ، إذ إن هذه الأشياء مألوفة في البلد . وقلت لجدي :" إنها رفضت رجالاً أصغر منه سناً ، إنه يكبرها بأربعين عاماً " . لكن جدي أصر على أن ود الريس شاب وأنه ميسور الحال وإنه متأكد أن أباها لن يمانع ولكن المرأة نفسها قد ترفض ولذلك أرادوا أن يجعلوني واسطة خير . "

    ص 91:" وأتصور حسنة بنت محمود ، أرملة مصطفى سعيد ، في الثلاثين من العمر ، تبكي تحت ود الريس الذي بلغ السبعين ، ويتحول بكاؤها إلى قصص من قصص ود الريس المشهورة عن نسائه الكثيرات ، يتندر بها رجال البلد ."

    ص 94 على لسان الراوي :" انصرف الولدان وظلت واقفة أمامي . قامة ممشوقة تقرب من الطول ، ليست بدينة ولكنها ريانة ممتلئة كعود قصب السكر ، لا تضع حناء في قدميها ولا في يديها ، لكن عطراً خفيفاً يفوح منها . شفتاها لعساوان طبيعة ، وأسنانها قوية بيضاء منتظمة . وجهها وسيم ، والعينان السوداوان الواسعتان يختلط فيهما الحزن والحياء . حين سلمت عليها أحسست بيدها ناعمة دافئة في يدي . امرأة نبيلة الوقفة ، أجنبية الحُسن ، أم أنني أتخيل شيئاً آخر ليس موجوداً حقيقة ؟ امرأة أحس حين ألقاها بالحرج والخطر ، فأهرب منها أسرع ما أستطيع . هذا هو القربان الذي يريد ود الريس أن يذبحه على حافة القبر ، ويرشي به الموت فيمهله عاً أو عامين ."
    قال الراوي :
    " وفجأة قلت لها : هل أحببت مصطفى سعيد ؟ ".
    فقالت حُسنة :
    ـ " كان أباً لأولادي " ، " وكان زوجاً كريماً وأباً كريماً . طول حياته لم يقصر معنا " ، " أحياناً بالليل كان يقول كلاماً بالرطانة " ، " أعطاني الرسالة المختومة بالشمع . قال لي أعطها له إذا حدث شيء . وقال لي : استشيريه في كل ما تفعلين. بكيت وقلت له : إن شاء الله ما في عوج . فقال : فقط من باب الاحتياط والدنيا ما معروفة ."

    ص 98" أحسست بها تبكي في صمت ، ثم ارتفع بكاؤها. وتحول إلى شهيق حاد ، ارتعش له الظلام القائم بيني وبينها . ضاع العطر والصمت .."

    ص 100 " جلست حيث أنا بلا حراك وتركتها تبكي وحدها لليل حتى سكتت . وكان لابد أن أقول شيئاً ، فقلت :" التعلق بالماضي لا ينفع أحداً . عندك الولدان ، وأنتِ ما زلت شابة في مقتبل العمر . فكري في المستقبل . من يدري ، لعلك تقبلين واحداً من الخطاب العديدين الذين يطلبونكِ " ." أجابت فوراً ، بحزم ، الأمر الذي أدهشني :" بعد مصطفى سعيد لا أدخل على رجل ".لكني قلت :"ود الريس يريد زواجك ، وأبوك وأهلك لا يمانعون . كلفني أن أتوسط له عندك "...وأخيراً أحسست بصوتها في الظلام كأنه نصل :" إذا أجبروني على الزواج ، فإنني سأقتله وأقتل نفسي ".

    ص 105 :" قلت لمحجوب :" لكن لماذا هذا الغرام الفجائي ؟ ود الريس يعرف حُسنة بنت محمود منذ كانت طفلة . هل تذكرها وهي طفلة شرسة تتسلق الشجر وتصارع الأولاد . كانت وهي فتاة تسبح معنا عارية في النهر . ماذا جد الآن "
    ورد محجوب على الراوي بعد صمته مدة يفكر ثم قال :" ولكن الحقيقة أن بنت محمود قد تغيرت بعد زواجها من مصطفى سعيد . كل النسوان يتغيرن بعد الزواج ، لكنها هي خصوصاً تغيرت تغيراً لا يوصف . كأنها شخص آخر . حتى نحن أندادها الذين كنا نلعب معها في الحي ، ننظر إليها فنراها شيئاً جديداً . هل تعرف؟ كنساء المدن ".

    قال الراوي:
    ص 108:" ثم ، مثل ضربة مفاجئة تنزل على أم الرأس ، نزل عليّ قول محجوب :" لماذا لا تتزوجها أنت ؟" خفق قلبي بين جنبي خفقاناً كاد يفلت زمامه من يدي . ولم أجد الكلمات إلا بعد مدة . قلت لمحجوب وصوتي يرتجف :" لا شك أنك تمزح ". " وأحسست بعطرها ليلة أمس وتذكرت الأفكار التي نبتت في رأسي بشأنها في الظلام . وسمعت محجوب يضحك ويقول " لا تقل لي أنك زوج و أب . الرجال يتزوجون على زوجاتهم كل يوم . لن تكون أولهم ولا آخرهم "
    :" وتركته وذهبت ، وإن كنت قد أيقنت من حقيقة ستأخذ كثيراً من راحة بالي فيما بعد . إنني ، بشكل أو بآخر ، أحب حُسنة بنت محمود ، أرملة مصطفى سعيد . أنا مثله ومثل ود الريس وملايين آخرين ، لست معصوماً من جرثومة العدوى التي يتنـزى بها جسم الكون ."

    قالت بنت مجذوب :
    :" بعد صلاة العشاء بزمن استيقظت على صراخ حُسنة بنت محمود في دار ود الريس . كان البلد ساكناً لا تسمع فيه حساً . الحق لله إنني ظننت أن ود الريس أخيراً نال حقه منها . الرجل المسكين أشرف على الجنون . أسبوعان مع المرأة لا تكلمه ولا تدعه يقربها . وفتحت أذني مدة وهي تصرخ و تولول اللهم يا رب أغفر لي . ضحكت وأنا أسمع صراخها . قلت في نفسي : ود الريس لا تزال فيه بقية . واشتد الصراخ . وسمعت حركة في بيت بكري لصق بيت ود الريس . وسمعت بكري يصيح يا راجل أختشي على دمك . لازم تعمل ليك فضيحة وهلولة ؟ ثم سمعت سعيدة امرأة بكري تقول : يا بت أحفظي شرفك ، ما هذه الفضائح ؟ العروس البكر لا تعمل هذا العمل . كأنك لم تجربي الرجال من قبل ؟ وأخذ صراخ بنت محمود يشتد ، ثم سمعت ود الريس يصرخ بأعلى صوته : يا بكري . حاج أحمد . يا بت الريس . يا جماعة . بت محمود كتلتني . قفزت وثوبي يجرجر ورائي لا يكاد يسترني ، وخبطت باب بكري وباب محجوب ، وجريت إلى بيت الريس فوجدت باب الحوش مغلقاً . ولولت بأعلى صوتي وجاء محجوب ثم بكري ثم اجتمع علينا الناس . ونحن نكسر باب الحوش سمعنا صرخة واحدة تهد الجبال من ود الريس . ثم صرخة مثلها من بنت محمود . وخلنا أناو محجوب وبكر ي . قلت لمحجوب : أحبس الناس من دخول البيت . لا تدع امرأة تدخل البيت . وخرج محجوب وصرخ في الناس ، وعاد ومعه عمك عبد ... الكريم وسعيد والطاهر الرواسي وحتى جدك المسكين جاء من بيته " .

    ص 128" أستغفر الله العظيم وأتوب إليه . وجدناهما في غرفة ود الريس القصيرة المطلة على الشارع . كان المصباح موقداً . ود الريس عارياً . كان البرش الأحمر يعوم في الدم . ورفعت المصباح . وجدت بنت محمود معضوضة ومخدشة في كل شبر من جسمها . بطنها أوراكها . رقبتها . عض حلمة نهدها حتى قطعها . الدم يسيل من شفته السفلى . لا حول ولا قوة إلا بالله . ود الريس مطعون أكثر من عشرة طعنات . طعنته في بطنه وصدره وفي محسنه " . ولم تستطع بنت مجذوب أن تستمر . بلعت ريقها بصعوبة وارتعش حلقومها ثم قالت :" اللهم لا اعتراض على حكمك . وجدناها على ظهرها والسكين مغروزة في قلبها . فمها مفتوح ، وعيناها تبحلقان كأنها حية . و ود الريس لسانه مدلدل بين فكيه ، وذراعاه مرفوعتان في الهواء ".

    قال الراوي لمحجوب :
    ص 132:" ماذا قالت ؟"
    نظر إلي دون عطف وقال " حين راح لها أبوها وشتمها جاءتني في البيت مع شروق الشمس قالت تخلصها من ود الريس وزحمة الخطاب فقط تعقد عليها لا تريد منك شيئاً ، قالت : يتركني مع ولديّ لا أريد منه قليلاً ولا كثيراً ، قلت لها لا ندخلك في المشاكل . نصحتها أن تقبل الأمر الواقع . أبوها ولي أمرها وهو حر التصرف . وقلت لها : ود الريس لن يعيش إلى الأبد رجل مجنون وامرأة مجنونة ما ذنبنا ؟

    قال الراوي لمحجوب:
    ص 133:" قلت له وأنا أبذل جهداً كبيراً حتى لا أبكي :" حسنة لم تكن مجنونة . كانت أعقل امرأة في البلد . أنتم المجانين . كانت أعقل امرأة في البلد وأجمل امرأة في البلد . حسنة لم تكن مجنونة "

    ص 142 :" لا يوجد عدل في الدنيا ولا اعتدال . وأنا أحس بالمرارة والحقد ، فبعد هؤلاء الضحايا جميعاً ، توج حياته بضحية أخرى ، حُسنة بنت محمود ، المرأة الوحيدة التي أحببتها ، قتلت ود الريس المسكين وقتلت نفسها من أجل مصطفى سعيد ."

    ونواصل

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-20-2011, 08:11 AM)

                  

02-20-2011, 08:13 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)




    السباحة في بحر رواية " موسم الهجرة إلى الشمال (5)
    حُسنة بنت محمود (2):


    إن القرية الوادعة الساكنة وأهلها الطيبين كما كنا نعتقد في بدء السرد الروائي ، نكتشف في الختام أنهم أكاذيب كبرى . فالظاهر للعيان ماء وخضرة ونخيل ومساكن ، وأهل طيبون يتشاركون السراء والضراء ، لكن يكنـزون كل غرائب الدُنيا: عالم باطن تلتقي عنده كل الممنوعات بعالم ظاهر يطفح بالتقوى . لا يصطرع النقيضان ، بل يجلسان على مائدة العُشرة بنعومة تُحيِّر .

    طرائق الزواج وفق شرائع الأهل ، لا شرائع خيارات الأفراد . لا يرضَون زواج الغريب ولو ظهر نبله وسلك مسلك الكرام ، فهو مقبول على مضض . تلك من ضعف التطور ونقائص الوعي التي تستحق الوقوف عندها بتفكُر ، فتجديد الخدمات وانتشار التعليم وإقامة المشروع و نهضة التعاون الذي يخدم عامة الناس لم يواكبه تغيير في المفاهيم وقيم المجتمع الراسخة بالقدر الذي يواكب ذلك التطوير والتحديث ، تماماً كما صرح " محجوب " صديق الراوي .

    إن النفور من الغريب وفق معطيات الرواية لم يكن وراءه استعلاء عرقي بل غرابة الأصول العشائرية ومسلك الاختيار للأقرب. فمصطفى سعيد قادم من المدن ، وأصوله من قبائل الرُحَّل لها ما لها من تقييم وفق مفاهيم سكان الزراعة المُستقرين وتوجٌس مُحتمل من بداوة الرُحَّل . لم تشفع له في نظر الجّد أنه قادم من المدينة ورفعة مكانتها الاقتصادية والحضارية ، و رغم أن مصطفى كان صاحب رزق وأرض .

    إن غصب المرأة على الزواج بمن لا ترضي تسنده عادة وتُجوزه أعراف ولكن لا يسنده دين . إن صورة القرية التي حلُم "مصطفى سعيد " أن يعش فيها الحياة الهادئة الوادعة لم تكن بتلك الوداعة ولا ذاك الهدوء . لم يكن الحادث المأساوي الذي أودى بحياة " ود الريس " و " حُسنة بنت محمود " صناعة مسلك نفث فيه مصطفى سعيد روحه ، بل هو نتاج حرية القرار الذي ورثته السيدة"حُسنة " من خلال فترة زواجها بمصطفى سعيد وصنيعه الدافئ الصبور معها ليُطلق حيواتها الباطنة . عرفت المحبة من بعد الزواج ، وا ستدرك الزواج العاطفة بمجيئها المُتأخر من بعد قرار الزواج ثم بدأت صناعة الألفة. كان مصطفى كما تقول " حسنة " أبو أولادها وصاحب العُشرة ، إلا أن الحرية ينتزعها الفرد عنوة . لقد نفّذت قرار قتل " ود الريس " لأنه اعتدى على جسدها ولا تبرر ورقة العقد ملكية ذلك الجسد و لا عبودية استرقاقه. قتلته رفضاً للظلم الفادح وغزو الجسد بقسوة، و نذرت دمها لتُطفئ الحريق الذي سيظل صاحياً إن عاشت حياتها من بعد ، وتهلك حياة أطفالها من بعد في تعاسة لا أول لها ولا آخر .

    أيمكننا أن ننسب الدماء الغزيرة التي رشّت المكان الذي يأمل الكثيرون أن يصبح دفء الألفة الزوجية لرجل مثل مصطفى ، غرز وجدانه في كبد سيدة ريفية ، نبيلة ، وسيمة وَلود مُثمرة ؟ . إن "لمصطفى سعيد "كل أدوات صناعة البشر ، وتحريك عقولهم الباطنة وغرائزهم الدفينة إن هو ارتأى ذلك . لم يودعها مصطفى قبل رحيله بيوم ولم يترك المظروف بوصاية الراوي خبط عشواء ، بل بنية مُبيتة للسفر إلى المجهول . إن الصدفة الماكرة في ليلة مرح وشرب الراح كانت وراء فتح جروح الماضي ، وانتصاب الشاهد عليها راوٍ خبِر الحياة مثله ، له مثل تجربته في الحياة في وطن عذابه الأول و وطن عُمره الذي دفع الثمن فيه سجناً وفشلاً ونقشاً في حجرٍ لم يُسفر آخر المطاف عن كثير شيء .
    لم يتغير المُستعمر . عرِف الراوي أسراره وتنازل مصطفى عن حياته الوادعة في القرية لمن لا يعرفه بالقدر المُناسب مثل الآخرين في القرية ، ولكن بينهما أكثر من ضمير مُشترك . بينهما الوعي بالكون الفسيح الذي ينهض من تجربة السفر إلى بلاد الغزاة والعيش معهم وبشروطهم ، وينهض من الصراع بلا خسائر مثل الذي حدث معه . إنها الحياة هناك في السفر البعيد بزخمها ، وحياة بطيبتها و بساطتها الخادعة في القرية .

    هب أن مصطفى بسحره المعرفي ، وقدرته على الإيحاء وسحر الأنفس قد شكل من عجينة أنثى في مُقتبل العُمر تلك البارجة الندية القاتلة الشقية " حُسنة ". وهب أنه نفث في روحها كل تلك الإيحاءات في نومها أو يقظتها أو حين يختلط الإيحاء بدلك الرغبات الجائعة في الجسد الأنثوي . تتفجر كنوز الرغبات من بؤرة في قاع الذاكرة وهي تتدحرج من تاريخ قديم ، فتنبت معها محبة تشكلت من الألفة ومن واقتسام المشارب والمآكل والمتاع و السكينة وأنوارها الدافئة تُغسل الأجساد وتفتش في العقل المُختبئ بغرائزه الفاتنة .
    لم تكن السيدة "حُسنة " واحدة مثل الآخرين . لقد تخير كاتب الرواية شخوصه بعناية ،فهُم لا يشبهون العامة من الذين يعيشون بهدوء ويرحلون بصمت ، بل لهم بصمة عميقة في الزمان والمكان والبشر والمجتمع الذي يعيشون فيه .

    ونواصل
    ***
                  

02-20-2011, 08:15 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)



    السباحة في بحر رواية " موسم الهجرة إلى الشمال (8)
    حُسنة بنت محمود (3) :


    حُسنة بنت محمود ،
    نُبحر في شخصها الباهر .
    كل الاحتمالات مُمكنة :
    قال ألفرد راسل والاس :
    ( إذا استثنيت طبيعة الإنسان الروحية فلست تدرس الإنسان على الإطلاق )
    الاحتمال الأول :
    النهوض من بين الحياة العامة للعقل الجمعي وخلع ألبسة الحياة الاجتماعية وأغلال الأعراف ، والغوص في شخص حُسنة بنت محمود الباهر .
    "لمحة من الطفولة تُذكرنا بتلاعُب توزيع هورمونات الأنوثة والذكورة على الحياة المُبكرة ، إذ يقولون أن الإنسان يتكون من 46 صبغية " كروموزوماً " يأخذها مناصفة عن والده و والدته ، وتكون صبغية الأم 23 x في حين أن صبغيى الأب 23 y تتغير وتحدد جنس المولود ، فإذا ما كانت x وُلدت بنت ، وإذا ما كانت y وُلد صبياً ، و أن الأجنة تبقى حتى قرابة الأسبوع السادس من الحمل ، مزودين بأدمغة أنثوية المظهر ، وبخصائص وراثية ضرورية ليكتمل تكوين الجنين كأنثى و كذكر . وإن كان ذكراً يبدأ بإفراز كمية كبيرة من الهورمونات الذكرية لاسيما "التوستسترون " بُغية تحديد هويته الجنسية : الصفات الوراثية وخصائص الدماغ أيضاً .وتصوروا أن كمية الهورمونات في "15 إلى 20 % من الحالات ليست كافية في بعض الأحيان لإكمال المهمة . من المؤكد أن كمية الهورمونات ستكون كافية لتحديد جنس المولود لأن لهذه الناحية أولوية في التكوين ، أما في الدماغ فالنقص واقع لا محالة ."المرجع ( الرجل والمرأة أسرار ـ آلين ولر )

    عندما تتقلب الهورمونات بين الذكورة والأنوثة في الجسد ، ينفعل الجسد مُتقلب الأهواء . وعندما نعود للرواية وصورة " حُسنة "وفق الوصف الذي نقله بعض شخوصها، نجد أنّا أمام سيدة تقف كجوهرة خام بها من ضباب الحجارة ما يُخفي بريق كنوزها إلا من بعد الصقل .
    أصقلها الواقع الذي غزت فيه عوالم الصبية في صغرها ، تُلاعبهم وتُصارعهم ؟
    أهو عنف هورمون الذكورة الفائض يفعل فعله من طاقة تنفلت للخروج بمسلك الجسد العنيف في الطفولة الأولى ؟
    أم هو ميراث العنف اللاحق يأتي من طفولة مكتنـزة بما لديها تنطلق وفق ضرورات الضغط النفسي الذي وقع عليها من أزمة تفجرت من بعد مأساة إرغامها الزواج من ود الريس ؟
    أكان العنف اللاحق ميراث اختلال هورمون ، وجاءت الضغوط النفسية والكثير الذي تجنبت الرواية سرده من أزمة بين " حسنة" وأولياء أمرها وهم يرغمونها على تلك الزيجة التعسة ؟. تناور هي وتقاوم دون أن تُبدي الرواية كل تلك التفاصيل إلا مما أورده الراوي :

    ص 105 :" قلت لمحجوب :" لكن لماذا هذا الغرام الفجائي ؟ ود الريس يعرف حُسنة بنت محمود منذ كانت طفلة . هل تذكرها وهي طفلة شرسة تتسلق الشجر وتصارع الأولاد . كانت وهي فتاة تسبح معنا عارية في النهر . ماذا جد الآن "

    ص 100 " جلست حيث أنا بلا حراك وتركتها تبكي وحدها لليل حتى سكتت . وكان لابد أن أقول شيئاً ، فقلت :" التعلق بالماضي لا ينفع أحداً . عندك الولدان ، وأنتِ ما زلت شابة في مقتبل العمر . فكري في المستقبل . من يدري ، لعلك تقبلين واحداً من الخطاب العديدين الذين يطلبونكِ " ." أجابت فوراً ، بحزم ، الأمر الذي أدهشني :" بعد مصطفى سعيد لا أدخل على رجل ".لكني قلت :"ود الريس يريد زواجك ، وأبوك وأهلك لا يمانعون . كلفني أن أتوسط له عندك "...وأخيراً أحسست بصوتها في الظلام كأنه نصل :" إذا أجبروني على الزواج ، فإنني سأقتله وأقتل نفسي"

    ونواصل

    ***
                  

02-20-2011, 08:17 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)



    السباحة في بحر رواية " موسم الهجرة إلى الشمال (9)
    حُسنة بنت محمود (4):


    عندما رحل سيجموند فرويد في العام 1939م ، و ولدت الرواية مكتملةً في مطلع ستينات القرن الماضي ، فسنجد أنفسنا أمام مفاتيح علوم النفس البشرية التي كانت مُيسرة عند ولادة الرواية ، ونجد مفاتيح شخوصها بيد أعمال فرويد ومن عاصروه ، لذا سنحاول الغوص من مفاتيح الشخصية لدى فرويد .
    لم تذكر الرواية شيئاً عن تعليم " حسنة بنت محمود " ، ولكنها أشبه بنساء المُدن كما قال عنها "محجوب " . لم تذكر الرواية سفرها من القرية أو خروجها من محيطها .

    تعللت "حسنة" بالتفرغ لتربية الطفلين ، وهو انقطاع غريب عن حاجتها لشريك حياة يقوم مقام الأب المفقود " مصطفى سعيد " . أ هنالك في خاطرها أن الغائب ربما يحضُر ، وأن الثلاث سنوات لم تُنسها الاحتمال أن يخرج " مصطفى سعيد "من الغياب المزعوم أو الموت الافتراضي ليعود لبيته ولسكنه ولفراشه الدافئ ؟
    لمِ إذن في البحث عن الخلاص عندما جاءت لمحجوب تطلب أن يُعقد قرانها على الراوي ؟ . ولو ظهر " مصطفى " للحياة مرة أخرى ستنبُت الأزمة نفسها من الزواج بغيره ، ولو أن الراوي كان أقل وطأة من رجل في أرذل العُمر مثل ود الريس !.
    أيكون هنالك اتفاق مُبطن بالراوي كخلف لمصطفى أخفته الرواية وجعلتنا نُنقب في عتمة الغموض التي تزدحم بها ؟
    إن اختيار " مصطفى سعيد " للراوي وصياً لم يكن خبط عشواء ، ولم تكُن وصيته الشفهية لحُسنة أن تستنير برأيه مجرد مصادفة يُلقيها من يرى غموض الغيب ويحتاط له .

    هل رأى " مصطفى سعيد " في الراوي الوريث الذي يحل محله ؟
    إن كان ما أوردناه أقرب للاحتمال فإن وصاية الراوي للولدين لم تأتِ من فراغ ، بل من بعد تَفكُر وتدبير ، ولم يكن من حق الوصية أن تشمل الزوجة وفق أعراف القرية ، فترك " مصطفى " القرار الصعب لحُسنة بنت محمود ، فشخصها الناهض من بين نساء القرية، وهي مميزة كنساء المدن لن تُجبرها الدنيا والعرف على الخيارات العادية التي تختارها من هنَّ في مثل حالها .
    تلك تقودنا إلى أن شخوص الرواية كلهم مميزون و لم يذهبوا مع القطيع بل توقفوا كثيراً وتنكبوا الطرق الملتوية : مُهادنة أو صراعاً .

    نعود لسيغموند فرويد ( 1856 م ـ 1939 م ) :
    الحرب لديه هي محاولة جماعية للإِبقاء على الذات نفسياً، والذي لا يحارب يعرض نفسه لتحويل العدوان إلى الداخل فيفني نفسه بالصراعات الداخلية، والانتحار هو مثل واضح لفشل الفرد في حفظ حياته. هنالك القوى الانفعالية وهي مضادة للدفاع العقلي وتكوين العادات ، وهنالك الكبت والمقاومة ، وهنالك خبرات الطفولة ، فيرى " فرويد " كل هفوة مثلاً ترضي تمنياً وكل نسيان دافعه رغبة في إبعاد ذلك الشيء.
    أكان تعبير حسنة للراوي صراحة عن قتل ود الريس وقتل نفسها في حالة قسرها على الزواج هي رغبة مبيتة ونفذتها وفق إرادة صلبة ؟
    لِمَ لم تستخدم تلك الإرادة الحاسمة في رفض الزواج وكسر هيبة العشيرة ؟
    أ هنالك معارك احتجبت بالفعل وتركتها الرواية كفراغ لنا كقراء لنتجول في ذلك العالم الباهر ويسهر الخلق جراها ويختصموا كما قال المتنبي ؟

    أكان الموت هو نتاج طبيعي للمعركة التي نشبت تدافع " حسنة "عن نفسها ضد محاولة اغتصابها ؟
    فالمحاولة التي ابتدرها" ود الريس "هو سعياً لاغتصاب سيدة دون شك ، ولن تشفع له عندنا أن له ورقة عقد تُبيح له أن يفعل ما يريد، حتى ولو ارتضاه العُرف .
    لن نُلجم خيل الواقع برؤانا عن الاغتصاب وأركانه ، ولكننا نُجزم بأن رفض " حسنة " لتلك الهجمة كان دفاع سيدةٍ عن نفسها ضد من لا ترغبه و يحاول اغتصابها ، وانتصرت لحقها بقتله أولاً ثم قتل نفسها .

    ونواصل

    *
                  

02-20-2011, 08:20 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)



    السباحة في بحر رواية " موسم الهجرة إلى الشمال (10)
    حُسنة بنت محمود (5) :


    احتمال آخر :

    إنها زوجة رجل واسع الدراية . يحمل في نفسه جرثومة انتقام لما حدث لمواطنيه ولمجمل المستعمرات . لم يكن مصدر حقده اقتصاد النهب الاستعماري تحت الدعاوى الكذوب من القدوم لانتشال أهل تلك البقاع من قبضة التخلف،بل بشرعة الغزو الذي خلف في كرري مثلاً أكثر من ستة عشر ألف شهيداً في بضع سويعات في أوائل سبتمبر 1898 م . ثم تلتها معارك متفرقة في بقاع السودان دامت سنوات عدة .
    لا أسفاره التي كتب ولا طلابه الجامعيين حقق بهم الاختراق لهزيمة المستعمر في أرضه . إن الحفر لم يفده ولم ينجز لموطنه كثير شيء .

    أيكون الحق مع " مصطفى سعيد " في أن الحفر في حوائط المستعمر الخرسانية الغليظة لن يجدي ؟ فانقلب إلى دابة هدم تسعى بين إناث دولة المُستعمر غازياً في الفُرش الناعمة ، هادماً للمُثل والقيم ، تلونت على يديه وفق الأهواء . انتقاماً من الغزاة : لهم في موطنهم لهم عدالة الإنسانية ، وفيما وراء البحار لهم عدالة قطاع الطرق !.

    تقول الرواية إن زوج "حُسنة " كان يستخدم كل طقوس البيئة وغرائبها ليُنصب شراكه للفرائس الضعيفة التي التقى . إن كل الرموز الفولكلورية من ريش النعام والصور والأقنعة والعطور ، السائلة منها والزيتية و بخورالعود ومركبات الكحول التي عتقها الزمان صارت طيعة في يده . جمعها كلها لغزو كهف الغرائز . له معبد مُشيد من ملذات التاريخ وقصص الأساطير ومن نسج الخيال الخصب جوار مخملية غرفة الذبائح التي يلتقي فيها الفرائس .

    نزعُم من سرد الرواية أنه امتلك الكثير من معارف الأقدمين من " ميغناطيسية حيوانية"و " مَسمرية " و "تنويم إيحائي" . فتح أبواباً ممنوعة في أشرعة التطبيب النفسي : وهي ألا يُخلط المٌعالج التنويم الإيحائي بمشاعر المحبة والعشق ، ومن يفعل ذلك فهو كمن يسقي ضحيته من الخمر المُعتقة وتبتلع هي من بعدها حبوب الهلوسة LSD في جرعة واحدة !. تهدم كل القيم والمُثل !.

    يا تُرى هل استخدم المحبة ومناهج علوم النفس البشرية وأعاد صياغة امرأة من قرية في الشمال و سبح بهدوء في بركة عقلها الباطن ، بعد أن استقر به الحال في شمال السودان ؟ . تنقلت ذاكرته الدفينة وسكنت رُكناً قصياً في ذاكرة امرأة طيعة العجين ، نمرودة الطفولة والشباب . أهدته طفليه من فرش زوجية آمِن من تقلبات الدهر ونزيف الانتقام . فلا حقد هنا ، بل قرية هادئة ،لأهلها نظم اجتماعية يقيمونها طوعاً أو كرهاً على العامة والخاصة .

    وجاءت مأساة "ود الريس" و"حسنة " من التمسُك بقيم إنسانية نهضت في عقل سيدة في قرية لم تكُن وادعة ، فلها في داخلها شراهة النزعات البشرية من استغلال ونهب خيرات لدى بعض أهلها، وفيها طيب العادات ، وفيها سيطرة العقل الجمعي وقهر المرأة الموروث .
    رفضت قيم المرأة المدينية " حسنة " و التي نفترض وراثتها عن زوجها ألا أن تقف في وجه تلك المُثل التي تتبضع في جسد المرأة كأن لا رأي لها . وقفت ثقافة " حسنة "وهي كما يقول بعض المفكرين بُنية تأتي من نتاج علاقات الإنتاج ، ضعيفة الشأن . لكنها صارت فعلاً أصيلاً ، وموقف الدفاع الحضاري عن انتهاك صريح لحرمات الجسد الذي رغب عجوز طاعن السن في اعتلائه لإفراغ حليب نزوة بقوة ورقة وعهد قطعه من لا يملُك ومنحه لمن لا يستحق ، فكيف تستوي شمس امرأة عاقلة و مواقد القُرى ولو عظُم أمرها .

    وتلك فرضية واحدة من الفرضيات ونزعم أن مصطفى قد جلس لها برفق وأعاد تشكيل السيدة الوادعة والطيعة بين يديه وقد صارت أم ولديه فأعمل فيها مختبره ، وجلس العقل الجبار والعاطفة النبيلة متلازمين . بمديته التي تقطع ولا تَشبَع . ثم جاء النحت في العقل الباطن وتطويع غرائز سيدته وفك أغلال المجتمع وأطلق رغباتها المكبوتة وأسس لامرأة حضرية لا تشبه نساء القُرى .

    ليس من غرابة إن اعتقدنا أن بطل الرواية " مصطفى سعيد " قد اطلع على دقائق علوم النفس البشرية وأسرارها وخفاياها معرفة الهاوي الماكر والمُتطلع لإخراج سكين الطبخ الآدمي من وظائفها في صنع الأطعمة وتحويل السكين إلى أداة للتُنقيب في المواضع المظلمة في بؤر العقول الباطنة . و من واقع الذبائح البشرية التي أسقطتها شراكه في المهجر يمكننا أن نكتشف أن سيدة مُتفردة مثل " حُسنة بنت محمود " لن تُفلت من العشق المُبطن بالغرائب ، بل لن تُفلِت من سيدها الذي أحبها ( والحب فرضية لم تذكرها الرواية ) وأحبها بتراثه المثقل بالأنين ونفث في جسدها وروحها من ريح دُنياه بماضيها وأحمالها ، وحسنة من دون كل قصصه مع النساء التي طافت بحياته أثمرت البنين .

    ونواصل

    ***
                  

02-20-2011, 08:22 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)



    السباحة في بحـر رواية : " موسم الهجرة إلى الشمال " (11)
    حسنة بنت محمود (6) :


    أهو احتمال النوم الإيحائي ؟

    نحوم حول مفاتيح المعرفة بالتنويم الإيحائي :

    إن "التنويم" في العربية كلمة مُرادفة لكلمة هيبنوسس وHypnosis أو إله النوم في الأساطير الإغريقية القديمة أو Somnos في الأساطير الرومانية . عُرف التنويم الإيحائي منذ تاريخ المعابد القديم . وفي القرن الثامن عشر بدأ "فرانز مسمر"
    Franz Mesmer النمساوي تجارب المغناطيسية الحيوانية والتي خضعت لدراسة من رفاق من كانوا يتشككون في جدواها و أخضعتها لأثر الإيحاء ، رغم علاقة المغناطيسية بتكوين الحديد في الدم .

    أيمكن للتنويم الإيحائي أن يسهم في نقل البؤر المظلمة في شخصية المُنوِّم إلى الشخص المُنَوَّم بمعرفته أو بدونها ؟ . إن العقل الباطن بقعة سوداء يختبئ فيها شيطان الجنوح والتمرُد .
    أيمكن للدكتور " مصطفى سعيد " أن يكون مُعدياً بسرطان الفراش القاتل ؟

    تقول القاعدة العامة أن الفرد الذي يتم تنويمه يُحجم عن العمل بإيحاء يُخالف ضميره أو يُعرضه للمسئولية والمخاطر ، أو يقوم بما لا يستطيع القيام به في واقع حياته الاعتيادية ، فكيف نُفسر موقف " حسنة " الفارق حين التقى الاغتصاب بالموت أو عقدة فراش الجنس والموت ؟ .
    أوافق تاريخ "مصطفى " جنوح مُبطن في تاريخ " حسنة " غيبته الرواية لتفتح لنا بوابة الأحلام التي توازي النص الروائي ؟.
    فلبعض من تم تنويمهُم وقام المُنوِّم بالإيحاء لهم بالقيام بمسلك منافٍ لقناعتهم وضمائرهم في الأحوال العادية ، لا يقومون بذلك الفعل المُخالف إلا تحت شروط استثنائية:

    1. منها تمتُع المُنوَّم بدوافع كامنة في نفسه نحو القيام بمثل ذلك السلوك المُخالف ، والذي يجد الفرد المُنوَّم بأن القيام بذلك السلوك يتوافق مع ضميره المُستتر ومثله الأخلاقية التي لم تظهر في العيان إلا من بعد استثارتها بفعل المُنوِّم .

    2. أن يتمكن الفرد الذي يُجرى تنويمه من إقامة صلة وثيقة ومُطلقة بالذي يقوم بتنويمه بحيث لا يساوره الشك بأنه لن يوحي إليه إلا ما هو قانوني ويوافق الضمير ، وتلك معضلة السفر إلى المجهول الغامض من دنيا العقل الباطن وكهوفه المُظلمة .

    إن كانت الفرضية تُقربنا من السباحة في عوالم الهواية الشيطانية التي كان يمارسها " مصطفى " في غلواء انتقامه من إناث البراءة التي خرب أرواحهُن ، وسقط في فخ نصبته له " جين مورس " وهزمت حقده في فراش الزوجية الدامي ، فلن ينفث ذلك الدخان الأسود لأم أولاده وسيدة حياته الهادئة الوادعة على ضفاف قرية من قرى الشمال السوداني .

    يقولون في حالة أن يكون هنالك إيحاء يُخالف طبيعة الشخص المُنوَّم فإنه يصحو من النوم الإيحائي فجأة أو يرفض القيام بالأوامر ذات الإيحاء الذي يخالف ضميره.

    إذن نحن نبحث في زعم يقوم على فرضية تجريب مقولات الطب النفسي بعقلية الهواة المُتمرسين من أمثال " مصطفى سعيد "، والذين صادفت حياتهم النفسية جُرحاً غائراً لم يندمل . نرى أن " مصطفى " لم يُشف من جُرحه ، وأن الراوي وفق الرواية قد عثر على خيط ماضيه الذي فتح جرة الشيطان المحبوس منذ زمان سليمان النبي وخرج من لا يقدر الرجوع لمحبسه .


    أيصح أن نقول بأن الأفكار التي ثَقُلت في نفس " مصطفى " و ذاكرته قد هجرت ذاكرته لذاكرة حُسنة تحت مبضع المُحب في فراش الزوجية ، تسللت روحه التي أرقها الماضي وتنفست في نفس سيدة عقلها ورقة بيضاء ، وسودها بماضيه بخطوه الغليظ ؟

    يقولون : إن النهر يُغرق السباح الماهر
    أتصح الفرضية هُنا ؟

    ونواصل


    ***
                  

02-20-2011, 08:24 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)



    السباحة في بحـر رواية : " موسم الهجرة إلى الشمال " (12)



    حُسنة بنت محمود (7) :

    إن زمانها فاغرٌ فاه الدهشة . ينظرها بعين الوَلَه المُتيَّم . تطوف رياحين حُسنة على الأزقة والبيوت الوادعة في القرية . تشرئب الأعناق تشتَم بقرون استشعارها أن زوجة الغريب مُتمهلة على فُرُش الجمال الأنثوي . للمجتمع أستاره الحديدية التي تحجب الإغراء وحلاوته بنهوض ماردٌ حال دون تهتُك الأستار ، فانطوت النفوس تتوق وتتخفى بنظرات الإستكانة للأقدار . فالزواج سترٌ مُعتَم يحجب النفائس .

    من بعد الفيضان والغرق المزعوم والموت المنسوب للمفقود " مصطفى سعيد " فإن الأستار وقد هبت عليها رياح الكون وانكشفت الأنوثة التي تُقطر ندىً ، فالشهوات التي نامت بعين واحدة ترقب الآن بحذر والتي لم تكُن تبوح إلا من انفلات الرغبات الغامضة من صناديق العقول الباطنة ، وقد آن أوان التغيير وانكشفت الرغبات تنضح . انكشفت الأغطية وخرجت عقارب الشهوات تبحث عن الصيد الثمين .

    إن الكون مجبول على الغرائب . تعصف بالكائنات نسمات عاشقة أو ريحٌ عاصفة تقتلع الوقار من هيبته .
    إني في حيرة من أمري . أيُعقل لتلك الفتنة النائمة ألا يلحظها إلا الراوي وعجوز متصابٍ هده العُمر وأيقظت الفتنة المنكشفة رغباتٍ تخمرت في جسده . ها هو " ود الريس " يُسابق أنفاسه يُلاحق عشقه ويعجل المُراد حتى تَحسبنَه شاب في ريعان صباه .

    إن استفراد الراوي " بحُسنة " ذات غُروب غامض . طفرت عيناه برغبات فادحة ، فمدَّ عينيه لمُتع الراحل " مصطفى " وهو يهتز من فرط الارتباك . نهضت المرأة الريانة وقد نفضت كل تاريخه الشهواني فتوجس ، بل أخفى خوفاً عظيماً وارتعدت فرائضه من سعير الخطر . إن الأنوثة في قمتها العالية تتوق وديانها المُنخفضة لجريان السلسبيل الفضي .

    الختام

    ****
    انتزعنا الورقة من الملف الذي كتبناه في سودانيزأونلاين على الرابط أدناه :
    السباحة في بحـر رواية : " موسم الهجرة إلى الشمال " .


    *
    ****

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-20-2011, 08:27 AM)

                  

02-20-2011, 09:01 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ الاستاذ/ عبدالله الشقليني - تحياتي تحياتي تحياتي

    سعدت بأن وجدت هذا الخيط معلقا على صدر المنبر وأكثر أنك
    مبتدره، فقد كدت أن أتشالق وأفترعه منعني الخوف من التورط
    في أعماق بحر الطيب اللجي وقد تنادى للإبحار رجال ونساء
    غاصوا فيما كتب غوص العارفين ومثلي قد يبتسر ظاناً أنه يحسن
    صنعا، وحري بأعمال شيخنا الطيب الصالح اللطيفة الكثيفة أن
    تبقى لحين من الدهر منهلا عذبا للباحثين عن الآفاق البعيدة
    سأكون قريبا وقارئاً .. أكتبني معاكن
                  

02-20-2011, 09:21 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    عفواً سيدي....

    لم أجد لك عنوان ايميل لأبدأ إرسال ما يتوفر لدي.
    أنتظر إفادتك.

    وأنتهز الفرصة لأحيي ضيفك محمد عبد الجليل!

    فقدناكم في ذاك المهرجان المُفرح.
                  

02-20-2011, 09:30 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    الاخ عبدالله
    والله كمان ناس زين ديل لو كملو جميلم وساعدو في اصدار مجلة سودانية شهرية تعبر فعلا عن السودان محليا ودوليا بكون ما قصرو
    الثقافة امر مهم ولا يجدي يكون موسمي بس

    ما رايك في مجلة باسم(حضارة السودان)


    الكلام الدارجي الفوق ده ما يكون ضرسك
                  

02-22-2011, 07:48 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: adil amin)

    Quote:
    Author: adil amin
    الاخ عبدالله
    والله كمان ناس زين ديل لو كملو جميلم وساعدو في اصدار مجلة سودانية شهرية تعبر فعلا عن السودان محليا ودوليا بكون ما قصرو
    الثقافة امر مهم ولا يجدي يكون موسمي بس

    ما رايك في مجلة باسم(حضارة السودان)



    الكلام الدارجي الفوق ده ما يكون ضرسك عزيزنا الأستاذ / عادل أمين
    تحية لك .. وشكري لما تفضلت به من مشاركة ، ولها ثقلها في رفد الملف ،
    وإن اللغة العامية خطيرة في اليد التي تعودت أن تخبزها .
    شكراً لكَ مُجدداً

    *
                  

02-20-2011, 11:56 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    Quote: عفواً سيدي....

    لم أجد لك عنوان ايميل لأبدأ إرسال ما يتوفر لدي.
    أنتظر إفادتك.

    وأنتهز الفرصة لأحيي ضيفك محمد عبد الجليل!

    فقدناكم في ذاك المهرجان المُفرح.



    سيدتي في المقام العالي :
    عائشة موسى

    لك منا ومن جميع الأفاضل والفضليات قراء وقارئات الملف والمشاركون والمشاركات أطيب تحية ، وود وكثير تقدير لما تفضلت به من رفد للملف ، وإعادة بعث القلب الثقافي وإعادة نبضه من جديد .
    وكما تفضلتِ سيدتي ، فقد قدم لنا من قبل البروفيسور "محمد المهدي بُشرى " محاضرات متنوعة ، أحدها كان في مبحث الدكتوراه في الفلكلور وتُعنى بالرموز الفلكلورية في أدب الطيب صالح ، وقد حفر عميقاً في علائق الفلكلور في مجموعة من مؤلفات الطيب صالح الروائية ، وهو من الذين أثروا الساحة الثقافية ، له من الشكر أجزله على عطائه وعطاء رفاقه الذين شهدنا ، وعرفنا أن السودان وطنٌ بهي الطلع ، مُبهِر ، لو وجد المثقفون فسحة من الأمل ، واقتلعناهم من همّ الركض خلف الأرزاق !

    هذا هو بريدي :
    [email protected]

    وهو مُيسر في قسم ( الرأي ) بمدونة سودانايل فلدينا الكثير من الموضوعات المتنوعة هناك .
    أجدد شكري وتقديري لوجودَكِ تثرين الملف ، وقد خلق الإعلام الحر لنا غرفة للحراك ، وورق في السماء الدنيا لنقرأ ونتأمل ، ونحاور الغائبين غيبة صغرى أو غيبة كبرى .


    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-20-2011, 12:02 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-20-2011, 03:01 PM)

                  

02-20-2011, 01:05 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    الأستاذة/ عائشة موسى .. تحيات كثيرة لك كما هي للأستاذ
    عبدالله الشقليني ومثلها للنساء والرجال الذين لم تلههم
    الحياة في الوطن بوعثائها عن الإنشغال بهموم الثقافة
    بكل ما تتطلبه من صفاء ذهني في زمان الزلزله ..

    سعدت غاية السعادة بالأجزاء التي تيسر لي مشاهدتها
    في قناة النيل الأزرق إبتداءاً من ورقتك حول ترجمات
    أعمال الطيب صالح وما حفلت به من إشارات موحيات
    وكذا تركيزك على عدم أحقية المترجم أن
    يتصرف في إبداع المبدع، وكيف أن الترجمة قد تقصــر
    عن ما أراده مبدع العمل وإلا لشهدت عودة مصطفى سعيد
    أو الطيب صالح صيحة نابعة من قلوب محبيه:

    جيد ليّ الطيب جاء

    وددت لو أتيح لك زمنا أطول، رغم يقيني أن مقــــدم
    البرنامج كان سعيدا بما كنت تضيفين ولولا .. لما طلب
    منك الإيجاز أبدا

    ليتك تزوديني بمداخلتك كاملة عبر الـ ُe-mail الموجود
    في الـ profile وسوف أظل قريباً من هذا الخيط المنعش
    أملاً في المزيد مما استمتعتم به عبر (يومي الفعالية)
    فالطيب صالح عليه الرحمة ساح في أفق بعيد حاملا
    كرماكول وإنسانها في قلبه الذكي. طلب آخر مهم من
    الأستاذ/عبدالله الشقليني أن يسهب في الافادة المتاحة عن
    اليومين فهذا خيط قليله لا يجزي عن كثيره والتحيات
    الطيبات لكم جميعاً زوار خيط مفيد.
                  

02-20-2011, 03:21 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)




    الأستاذ / محمد عبد الجليل
    تحية طيبة وود كثير ،،

    لقد ظللتنا غشاوة ، ثبتت في السماء بضبابها فابتعدنا عن أصدقاء القلم ، الذين يطوون صحائف الود ، ويفرشونها عند مقدمنا بعد طول سفر ..
    هذه أيام خالدات ، ها هي ذكرى رحيل " الطيب صالح " الثانية تطل ، وها هو العود قد اعتدل ، والثمار العالية قد ثَقُلَتْ بأوزانها وتدلت للقطوف الدانية .
    أعرف أننا نتزاحم في فرش الموائد ، ولا نعلم إلا ما عرفنا في زمان الريف المدينة ، عندما كانت الطرقات تصمت عند إفطار الغروب من الشهر الفضيل ، فتجد الموائد تأتي من كل بيت ، كانت الرحمة في الصدور وفي الموائد .
    كذلك نحن هنا ، وتلك مائدتك سيدي ، تُزاحم أخواتها ، والساحة مضيافة بكل النِعَم الممكنة ، وكأنك تسمع "وردي " وصلاح أحمد إبراهيم " :

    على نيل بلادنا سلام
    وشباب بلادنا سلام
    ونخيل بلادنا سلام

    ...............

    *
                  

02-20-2011, 08:36 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)




    إبراهيم الصلحي : إطلالة على رفيق من رفقاء العُمر .



    وقف المنصة في صباح اليوم الثاني لفعاليات 2011 م.

    جلس الشيخ الثمانيني الفنان التشكيلي العملاق يتحدث عن الطيب صالح في فعاليات جائزته ، وقال أنه بعيد عن عالم الرواية والكتابة ، ولا يتقن صناعة الكلام ، وهو الذي لم يزل في مرسمه يمارس ألعوبة خلط المساحات بالألوان بعجين يطبخه في مطبخ الإبداع يتذكر أيامه مع الراحل الطيب .
    تحدث هذا العملاق عن نفسه بكثير تواضع ، حتى أشفقت أن يُنسينا ثقله الإعلامي الدفاق !.
    يعدُّ الآن البروفيسور "صلاح محمد حسن " سفر حياة " الصلحي " الفنية التي نأمل أن تصير مرجعاً لواحد من أصلب المبدعين عوداً . جلس مجلساً وحفر من تاريخ الذواكر ،حياة الشيخ الفكي الصلحي ونحت من تلك الطفولة ، ومسيرة حياتها إلى الثمانين ، متقلباً في حياة الفن ومغذيها بمعبد صفائه .
    الواقع الفني هو الصورة الهاربة من الواقع الحياتي . فالرسم والتصوير هو العقل الإبداعي الخلاق ، ينهل من الحاضر والماضي أكثر وضوحاً في أعماله.
    تواضع كثيراً وكاد أن ينفي صلته بالأدب والرواية والإعلام ، وقد وقف يتذكر أيامه مع " الطيب صالح " في الدوحة وفي لندن . تلك الحياة التي تحدث عنها "الطيب " بخلاف ما افادنا " الصلحي " في لقاء إذاعي في السبعينات مع الإعلامية الراحلة ذات الصوت الساحر " ليلى المغربي " وسألته حينها ، كيف قفز الكاتب " الطيب صالح " فجأة للرواية العالمية دون مراحل متدرجة ، فقال :
    "كُنا مجموعة من الأصدقاء نلتقي نهاية كل أسبوع ، نجد أنفسنا ، كاتب الرواية والناقد الرياضي والشاعر والفنان التشكيلي و..... .. وحين نجتمع نعرض تجاربنا على بعضنا ، بالقراءة أو المشاهدة أو بالاستماع ، وترتقي النصوص بعيون مُبدعة ، وكان يقرأ نصوصي شاعر خلاق مُتمرس ، أو ناقد رياضي مُبدع ، أو تقرأها عيون فنان تشكيلي ومثقف مُختبئ ..."

    وعجبت أن وكيل الإعلام والثقافة في ثمانينات القرن الماضي ، والعملاق الموسوعي المعرفة ينأى بنفسه عن العوالم المكتوبة ، وهو كان من " الذين مدوا أبسطة الرؤى أن تتلون بيد مثقلة برفقة غائرة في سنوات العُمر مع المبدع " الطيب صالح " في أمسيات الدوحة أو لندن ... تلك الشمّاء التي لا يعدم الواحد فيها دواءه والطعام وسقف إليه يأوي .

    "إبراهيم الصلحي" هو وجه إبداعي آخر ، أدخلته المنافي فرنها ، وخرج الطعام الشهي الذي أبقى الحياة الثقافية عندنا لامعة براقة ، وقد أنهك العُمر في سنوات الشيخوخة أجيال لها كل الإرث الثقافي الثقيل ، والقدرة الإبداعية المتميزة ...
    مثل هؤلاء جديرون بأن تتحرك شخوصهم في صناعة شخوص روايات ، يخرجون من الواقع الحياتي إلى الواقع الفني كما يقول صديقنا الدكتور عز الدين هلالي .


    *
                  

02-20-2011, 08:47 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)



    *




    *
                  

02-21-2011, 03:37 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

02-21-2011, 12:17 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: أوضح بعض الحضور من أضياف الفعالية خلافهم مع استخدام " الطيب صالح "
    من مصطلح اللغة العامية السودانية ، ويتعين على المختصين النظر إلى ذلك
    بعين فاحصة لأن اللغة المحلية معضلة ،خرج منها النص المُتَرجَم بدون إعسار ،
    ولا حاجة للشروح في العربية فهي تُضعف سلاسة السرد ، و أن هنالك أزمة "
    تحرير " بعض النصوص العربية لروايات" الطيب صالح " ، فكيف إذن اختلف
    القراء على نُطق " الحَنِين " مثلاً ؟!.


    الاخ - عبدالله الشقليني - تحياتي،

    أذكر قبل حوالي ثمانية سنوات أن شاهدت حلقة
    بتلفزيون أبوظبي أستضيف فيها الراحل الكبير
    الطيب صالح، وفي تلك الحلقة سأله مقدم الحلقة:

    - استخدامك للعامية السودانية يجعل من الصعب على القاريء العربي
    متابعة الكثير من أعمالك؟

    الطيب: لكين الزين ما بتكلم فصحى، وفي الرواية لازم كل زول يلبس
    توبو ويتكلم بلسانو ..

    أو كما قال
                  

02-22-2011, 07:47 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كتب الأستاذ/ عبدالله الشقليني:

    وقد أبحرنا في شخصية ( حسنة بنت محمود ) وهي في سبع
    مداخلات سنوردها بالترتيب ، آملين أن تكون مساهمة
    متواضعة في ذكرى تلك القامة السامقة ، الذي دلق
    علينا جرار الوعي بحداثة الكتابة العربية الروائية
    منذ الستينات ، وغرفنا ما أحببنا
    ===============================================

    عالم الطيب صالح الروائي مفتوح على فضاءات تأويلية
    لا نهائية ..

    ليت هذه الورقة كانت ضمن فعاليات ذلك اليوم المشهود
    ليروا بعض جوانب شخصية حسنة بت محمود التي كتبت
    في لحظة قصيرة فصلا تجاوز سقف بنت مجذوب وقبر طموحات
    ود الريس وكأنها كانت تهتف بمثل هتافات هذه الأيام:

    حسنة قالت عاوزة تغير المجتمع
                  

02-22-2011, 06:29 PM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أتفق معك يا عبد الجليل...

    ليت هذه الورقة كانت ضمن أوراق المنتدى!

    فقد كان ياسيدي الشقليني

    ليس مجرد مساهمة متواضعة،

    بل طرحاً يختلف عن الطروحات

    النقدية التى لا أجد فيها من التحليل ما يوصلنا لأهداف أو نظريات محددة.

    ربما تكون ضمن الرسائل التي يدعو لها الطيب صالح أو يُلمح اليها بذكاء؛

    أو ربما تكون قراءة عقلِ ذكي لعقلِ طموح.

    وقد ارتحت لما توصل إليه الأخ محمد:

    (حسنة قالت دايرة تغير المجتمع)

    فقد كان تأويلي هو:حسنة ابتدرت مبادرة

    لا لقهر النساء.

    وذهبتُ الى أبعد...

    إن كان هناك حق ضائع فقد أنذرنا وسوف نقتلع حقنا حتى ان اضطررنا للقتل!


    الكاتب الخالد توءول أفكاره حسب ما يتطلب الزمن ويقتضي الحال

    وربما يأت زمن تتغير قراءة الكاتب -عبدالله الشقليني-

    عموماً

    أنا لا أرى في حسنة عُنفا أو جنون وحشي أو مرض نفسي؛

    بل دفاع المقهور عن نفسه وهو يُُهاجم في أغلى مايمتلك!

    وإن كان المقهور امرأة

    وأغلى ماتمتلك هو ما دافعت عنه حسنة..

    فالويل للظالم!
                  

02-22-2011, 10:51 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    Quote: جلس الشيخ الثمانيني الفنان التشكيلي العملاق يتحدث عن الطيب صالح في فعاليات جائزته ، وقال أنه بعيد عن عالم الرواية والكتابة ، ولا يتقن صناعة الكلام ، وهو الذي لم يزل في مرسمه يمارس ألعوبة خلط المساحات بالألوان بعجين يطبخه في مطبخ الإبداع يتذكر أيامه مع الراحل الطيب .
    تحدث هذا العملاق عن نفسه بكثير تواضع ، حتى أشفقت أن يُنسينا ثقله الإعلامي الدفاق !.

    لحكمة ما قام الصلحى بتجسيد شخصية الحنين فى فيلم عرس الزين هذا الشخص الصوفى الغامض الذى يأتى ثم يغيب دون ان يدرى احد ان يذهب لكن حضوره كان ملتقى لكل المتناقضات فى ود حامد عبر ترويض جنوح الزين وقوته الهوجاء وسيف الدين وعربدته وكل شلة محجوب وسطوتهم ...
    هل كان تمثيل الصوفى المعذب الصلحى لشخصية الحنين صدفة؟؟ لأ اعتقد ..تيقنت من ذلك عندما لخص الصلحى مجمل حياة وعظمة الطيب صالح ونصحنا جميعا كبشر نسعى بنهم ونتكالب على الفانية ونقتل بعضنا دون ان ندرك أن مصيرنا تراب يهال علينا فى شبر هو القبر ..
    فى حلقة تلفزيونية قدمها طارق كبلو عن الطيب صالح عقب رحيله كان الصلحى ضمن ثلة من أربعة أشخاص تحدثوا عن الطيب صالح فلخص الصلحى مجمل حديثه عن الطيب صالح بعمق فى الجملة التالية:
    " عاش الطيب صالح وحلمه ان يكون له دار بالسودان وطنه لكن الله لم يشاء ذلك فكان عاقبته ان نال من ارض السودان شبرا وسد فيه فى مقابر البكرى ثم اهيل عليه التراب وهذه إرادة المولى " او كماقال قالها الصلحى بحب وعمق وتدبر لمن يتامل
    الصورة لجدث العبد الصالح الطيب محمد صالح 1929-2009 بمدافن البكرى بامدرمان

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan49.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    تحية للمعمارى الراقى عبدالله وضيوفه الكرام والرحمه للطيب صالح

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 02-22-2011, 10:53 PM)

                  

02-23-2011, 11:35 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)

    Quote: ورأيت مسعوداً يملأ راحته من التمر ويقربه من أنفه ويشمه طويلاً ثم يعيده إلى مكانه. ورأيتهم يتقاسمونه. حسين التاجر أخذ عشرة أكياس، والرجلان الغريبان كل منهما أخذ خمسة أكياس. وموسى صاحب الحقل المجاور لحقلنا من ناحية الشرق أخذ خمسة أكياس، وجدي أخذ خمسة أكياس. ولم أفهم شيئاً. ونظرت إلى مسعود فرأيته زائغ العينين تجري عيناه شمالاً ويميناً كأنهما فأران صغيران تاها عن حجرهما. وقال جدي لمسعود: ما زلت مديناً لي بخمسين جنيها نتحدث عنها فيما بعد، ونادى حسين صبيانه فجاؤوا بالحمير، والرجلان الغريبان جاءا بخمسة جمال. ووضعت أكياس التمر على الحمير والجمال. ونهق أحد الحمير وأخذ الجمل يرغي ويصيح. وشعرت بنفسي أقترب من مسعود. وشعرت بيدي تمتد إليه كأني أردت أن ألمس طرف ثوبه. وسمعته يحدث صوتاً في حلقه مثل شخير الحمل حين يذبح. ولست أدري السبب، ولكنني أحسست بألم حاد في صدري. وعدوت مبتعداً. وشعرت أنني أكره جدي في تلك اللحظة. وأسرعت العدو كأنني أحمل في داخل صدري سراً أود أن أتخلص منه. ووصلت إلى حافة النهر قريباً من منحناه وراء غابة الطلح. ولست أعرف السبب، ولكنني أدخلت إصبعي في حلقي وتقيأت التمر الذي أكلت.[/QUOTE]

    رحم الله الطيب صالح
                      

02-23-2011, 05:00 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)



    الأكرم : الأستاذ / محمد عبد الجليل
    تحية طيبة ،

    تحية طيبة لك ، وبالفعل فإن استخدام العامية له محاذيره ، ليس بقصر سقف انتشاره ، ولكن بخصوصية تلك العامية ولو أَفصَحتْ . فاللغة العامية على سبيل المثال تنتشر بألوانها بين كافة شعوب أهل السودان . وهو موضوع له خلاف في انتشار المعرفة وكتابها العربي باللغة الفصيحة التي انتشرت ، والذين يكتبون أو اللاتي يكتُبن ، فأكثر انتشاراً هي الكتب التي استخدمت اللغة العربية الفصيحة ، أو اللغة " العامية الفصيحة " كما تم في تجربة " يوسف إدريس " وكثيرين غيره ، وهو أمر متروك للمباحث المتخصصة ، وقد أورد البروفيسور " عبد الله حمد نا الله " في ورقته عن إبداعات الطيب صالح في مقابلاته العامة عند استخدام " يا ليت " وقربها من العامية " يا ريت " وذلك أراه اجتهادا ، والباب يظل مفتوحاً للتجارب ، ولكن المحاذير أتت من القراء والكتاب وأصحاب المباحث " من غير السودانيين " ، وهو مدخل للتوقف عند استخدام النص المحلي ، أو سلاسة تفسيره في صلب النص أو بتزييل التفسير أسفل النص أو بتجديد " العامية " ومعالجتها لتكون اقرب للعربية كما حاول الطيب صالح في نصوصه ... وهي تجارب تحتاج أوراق متخصصة ...
    وللشكر الجزيل لما تفضلت به من تفصيل .

    *
                  

02-23-2011, 08:50 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)







    ورقة الدكتور أحمد درويش


    *
                  

02-23-2011, 08:59 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)







    ورقة دكتور حاتم الصقر
    الإيقاع والتحولات في رواية عرس الزين

    *
                  

02-23-2011, 09:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)








    ورقة الدكتور عبد الحميد الحمداني

    *
                  

02-23-2011, 09:08 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)








    ورقة الدكتور أحمد محمد علي


    *
                  

02-23-2011, 09:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)







    ورقة دكتور أحمد الصادق


    *
                  

02-23-2011, 05:13 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)



    الأستاذة / عائشة موسى

    تحيات زاكيات للجهد الكريم الذي تتفضلين به ، وقد حاولت قدر الممكن أن اقرأ النصوص من الصحافة السودانية لأن الأمر شاق ، ولكن الأمل موجود ، وقد اطلعت على الفيديو في مدونة " النيل الأزرق " ، وسوف أحاول تلخيص ما تم من تقديم ، مع معرفتا التامة بأن تقديم الأوراق قد تم بصورة مختصرة ، لأننا نرغب الحصول على الأوراق نفسها .
    ولم نوفق في استلام النصوص التي قمتِ سيدتي بإرسالها لنا على البريد الإلكتروني ، ونعرف عقبات التقنية الرقمية ، ولكنها ليست بالعسيرة .
    سوف أحاول تلخيص ما تم الاستماع إليه من فيديو " النيل الأزرق "
    وتقبلي جزيل الشكر والتقدير ، وأرجو أن رفدنا بما يتيسر .


    *
                  

02-23-2011, 06:49 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)




    السباحة في بحـر رواية : " موسم الهجرة إلى الشمال " (13)
    حُسنة بنت محمود (8)
    ما بعد الختام



    الفاضلة الأستاذة/ عائشة موسى
    الأكرم : الأستاذ / محمد عبد الجليل

    تحية طيبة ، وود كثير ،،
    وإثراء لما تفضلتما في تناول شخصية " حسنة بنت محمود " وتحليل احتمالاتها ، باعتبار أن نص صاحبه قد اكتمل حين النشر ، أو ما يسميه بعض النقاد من تناول العمل الروائي كعمل خرج من الفكرة الروائية ، وتجسد حياة مفتوحة للتناول والتحليل ، والخروج من الكاتب أو ما يسمونه " بموت المؤلف " ، بمعنى صيرورة النص جسداً متحركاً من المكان إلى الأزمنة ، وفق رؤى القراء ، وتقلبات معارفهم .
    فقراءتي مثلاً قبل أكثر من ثلاثين عاماً ، اختلفت عن قراءتي قبل سنة لذات رواية " موسم الهجرة إلى الشمال " .
    لم يتغير النص ، بل تغيرت أنا ، بالحشد الهائل من المعارف المكتسبة ، والفضاء الرحيب حين يمُد جسوره ويتلون .
    لذا من المنطقي أن تتغير نظراتنا للأعمال ، رغم الثبات في النص ، مع حراك التأويل .

    لقد فتحنا نافذة للرأي في احتمالات البنية لشخصية " حسنة " في محيط القرية ، وفي مكانتها الباهرة في الرواية كبطلة من بطلات النص ، وبتكوينها المميز دون شخوص أهل القرية . لقد كان أملها في " الراوي " كثيراً في لحاقها بريح الشخصية الغامضة التي عاشت معها الحياة ، واختفت عن الأنظار في موسم الفيضان الخطر . هنالك أسئلة مفتوحة تركها النص ، حين تحدثت " حسنة " وطلبت إن ضاقت الدنيا بها أن تستعصم بطلب عقد قرانها على " الرواي " ، والرواي قصة بطولة أخرى لم يتسع لنا الوقت لتحليل شخصيتها بما يناسب من الإبحار في تلك اللجة العميقة ، ولم يتيسر لنا الزمان أن يفسح لنا ...


    *
                  

02-23-2011, 07:08 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)








    ورقة البروفيسور " عبد الله حمدنا الله "
    حول مصادر ثقافة الطيب صالح


    *
                  

02-23-2011, 07:35 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)







    دكتوره / عائشة موسى السعيد
    ورقة ترجمة فكر الطيب صالح


    *
                  

02-24-2011, 10:02 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

02-24-2011, 12:24 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    أنطلق يوما فعالية جوائز الطيب صالح في شهر
    الحيوية .. حسنة قالت كلمتها ومضت لتأتي
    بعدها شابات في بداية صغيرات بحساب السنين
    يفتحن صدورهن للرصاص، يتطلعنلأكثر من حقوق
    المرأة، يطلقن الاوكسيجين في فضاءاتنا الآسنة ..
    هنالك عالم جديد يتشكل أمام عيوننا .. لا
    يهم إن كانت بعض أجيالناقد تخاذلت فهنالك
    جيل جديد يهدم جدار اللغة الخائرة ويردد
    جماعيا الشعب عاوز يطهر البلاد ..

    ونواصل مع فعاليات الطيب صالح الثقافية
    فقد كان الرجل يرنو (لأفق بعيد) بعيد
                  

02-24-2011, 04:32 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)


    تحت ظلال ورقة الدكتورة عائشة موسى :
    حول ترجمة أفكار الطيب (1)


    *
    سيضطر كل مستمع ومشاهد للفضلى / الدكتورة " عائشة موسى ، وهي تدخل بنا بوابة الاختصاص الصعب ، وهو الترجمة . وقد أوردت نماذج جديرة بالتقصي والإشادة بالتدقيق ونضار الرؤى . فلسنا من بعد إلا قراء ومستمعين لم يتيسر لنا أن نقف في موقف التقييم أكثر من موقف التلقي ، فمدرسة الدكتورة عائشة جديرة بالجلوس في مقاعد درسها للنهل .

    لم يسمح الزمن المُخصص للتقديم من تجاوز التحليل الدقيق لنماذج قدمتها الدكتورة ،عن قرب النص الأصل ، والابتعاد عنه عند الترجمة ، ورأيها الصريح حول محاولة الترجمة التقريب الدقيق بين نص أساس وترجمته في اللغة الأخرى ، وكيف أنه يلاحق نبضات وحركات شرايينه في تصوير المعاني ، وكان أنموذج " موسم الهجرة إلى الشمال " هو الأساس ، وقد بلغ بنا الطرب من خبرة تشريح تلك النماذج ، ما يكشف ملكة الدكتورة في القبض على بعض عيوب الترجمة الإنجليزية التي تحاول التخفي .قامت الدكتورة عائشة بكشف الثقوب في ترجمات إنجليزية ، لم يتم تتبُع كيفية معالجة المراوحة فيها بين لغتين ، أحدهما تحكي البيئة السودانية في خصوصيتها ، وأيهما كانت أقرب للنص العربي عند وضعه على طاولة البحث .

    ذكرت الدكتورة أنه في معرض الحديث عن أخبار الترجمة ، وغياب المؤلف والأبدي ، وحرية تصرف المُترجِم .وأنه لو كان المُترجِم صاحب إبداع ، فلِم لا يكتب نصوصه الخاصة ؟

    ناينا بأنفسنا عن ترجمة النص أو اختصار الورقة التي قدمتها الدكتورة ، والتي أيضاً لم يُفسَح لها في الوقت للتفصيل ، وننتظر النص الأصل للورقة ، فما معنا هو وجود الصورة والصوت المسجل في " الفيديو _ يو تيوب " ، وهو مُيسر لكل مشاهد أو مستمِع . ولكن تحدثنا عن محور ، وربما نتحدث عنها لاحقاً حول الترجمة ، وهمومها .
    وقد فتحت لنا الدكتورة نافذة أخرى عن ضرورة مراجعة النصوص المُترجمة ، والتدقيق على تقنية الترجمة التي يتقن أهلها لغتان على أقل تقدير ، يتنازعان النفس والهوى . أحدهما غالب دون شك ، وإن أخفى المُترجِم محبوبته المفضلة ...
    ونواصل


                  

02-25-2011, 09:14 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

02-25-2011, 09:29 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    التحية لك وزوارك الكرام
    وجمعتكم مباركة

    وأشكرك يا أستاذ عبد الله على الإستهلال الإيجابي للحديث عن ورقتي

    ثم اسمح لي أن أشكر نيابة عنك الإبن أستاذ صالح محمد عضو مجلس أمناء جائزة الطيب صالح
    ومنسق لجنة الإعلام والذي اتصل مبدياً الاستعداد لمدكم بجميع الأوراق بالسوفت كوبي -أو كما تريد-
    وستتوفر للإرسال مساء الأحد بإذن الله.

    سأحاول لآخر مرة- مع التقنية الحديثة- إنزال ورقتي بعد أن فشلت محاولة عدة ساعات بالأمس، لعلها تؤانسكم
    قبل أن يطغى عليها النقد الرصين في الأوراق التالية.
                  

02-25-2011, 09:44 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    ترجمة فكر الطيب صالح(2)

    عائشة موسي السعيد



    سابقاً
    قسم اللغة الإنجليزية والترجمة جامعة الأمير سلطان؛ الرياض
    كلية اللغات والترجمة جامعة الملك سعود؛ الرياض
    مدير عام إدارة التأهيل التربوي بوزارة التربية؛ الخرطوم
    مختصة اللغة الإنجليزية بمعاهد التأهيل التربوي؛ الخرطوم
    معلمة اللغة الإنجليزية بالمدارس الثانوية؛ السودان
    المؤهلات
    ماجستير تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية؛ جامعة مانشستر
    دبلوم تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية؛ جامعة ليدز
    شهادة تدريب مدربي المعلمين لتدريس اللغات؛ براتلبورو، فيرمونت، الولايات المتحدة
    شهادة التربية والتدريس، معهد تدريب المعلمات، ام درمان
    حالياً
    مترجمة مستقلة

    ماهي الترجمة؟

    هي النقل من لسان إلى لسانِ آخر
    واللسان هو اللغة
    ما أسهلها!
    ولكن بأي لسان ينطق ” اللسان“؟
    بما يمليه العقل وما يحسه الوجدان وما يكيفه الفكر والعلم والرأي وماتهيئه البيئة والطبيعة وماشابه
    وما تسمح به الظروف والعادات والتقاليد والأعراف والأديان
    وفوق هذا وما تبعه ما يفتح الله به من مواهب يختص بها من يشاء

    إما أن نجرد الترجمة من كل هذه الأشياء فتصبح ترجمة حرفية كلمية لا يلاقي فيها المترجم تحدِِ لا تحله القواميس أو الأنواع الأخرى من النقل كالنقل الصوتي والنحت والرجوع الي المخزون من اللغة وغير ذلك أقول هذا واعية تماماً بما قاله هوراس من ان الترجمة كلمة بكلمة تكاد تكون محالة لأنه لا توجد لغتان متطابقتان، وغيره الذي قال : أياً كان أثر الترجمة فإنها لا تتطابق مع الأصل.
    أو أن نلبسها ثيابها الأخرى فيبقى لزاماً علي المترجم أن يعطي كل ذي حقِ حقه وألا يفرط في المهمةالتي انتقلت فجأة من السهولة الى الصعوبة.
    إن كانت ترجمة علمية متخصصة أو عامة أو إعلامية فمرة أخرى لا يعجز المترجم وبين يديه الكم الهائل من التقنيات الإصطلاحية المتخصصة في جميع المجالات عن التعامل معها؛
    وإن كانت ترجمة أدبية ازدادت حدة التحدي وأصبح من الضروري التسلح بما يزيد عن مجرد تقنيات الإصطلاحات المتخصصة.و هذه الدقائق التي كُرمت بالتحدث اليكم فيها سأحصرها في شقِ واحد مما ذكرت هو الترجمة الأدبية، وأتناول فيها جزء واحد من حالة واحدة هي ترجمة جونسون لموسم الهجرة الى الشمال كمثال ثم أختمها بتمهيد لترجمة نفس المترجم لعرس الزين حتى يأذن الله بنصف ساعة أخرى .


    من ضمن الأسباب التي تدفعنا الي الترجمة هي أن نري مايراه الآخر فينا وأن نعكس بضاعتنا وأن يعرفنا العالم ولا نضيع بين دهاليزه بمرور الزمن. ل
    ذلك ولغيره من الأسباب نهتم بالحفاظ على حس وطعم ورائحة ما يكتبه السودان عندما يُنقل الى العالم الآخر وأن يُنقل بمكيال لغتنا التي كتبنا به وألا يكون المعيار الأول هو اللغات المنقول اليها النص بل الخصوصية التي تتسم بها كتابات الطيب صالح بقراها وكرمكوليتها وسودانويتها وزنوجتها وعروبتها التي تكمن وراء سر الإبداع.
    لم يكتب الطيب صالح بالإنجليزية التي يجيد أنواعها وخباياها وثقافتها وبيئتها في شتى أنحاء الأرض وليس فقط في بريطانيا كما فعل معاصروه ومن سبقهم من الأفارقة. ربما كانت تجربة شعراء المهجر ، وجماعة ابوللو، والديوان أمام ناظريه فما أراد الإصطدام بالواقع الذي اصطدموا به، الكتابة لمن لا نعرفهم، فبقي مع رأي علماء وفلاسفة اللغة (ان الإبداع يأت دائماً بلغة الأم).

    ولا أدري ربما فكًر العقاد وهو منهم حول ما أتحدث عنه فعلم نفسه الإنجليزية وقال:”مافعله شعراء ونقاد اللغات الأخرى مهم لتجربة الكاتب العربي“ فالعزلة الفكرية مرض يجب تجنبه وتفتح الأصالة شرايينها للدم المتدفق من التجارب الجديدة إن كان لابد لها من العيش والاستمرار*.
    وقال الطيب صالح نفسه في مقابلة ورد ذكرها في مقال للكاتب حجر الظلت: ”نقص الترجمة في الأدب العربي عزًز الأحكام المسبقة المتحيزة ضد العرب في الغرب“
    وهذا جواز لرضاه عن ماتم وما يمكن أن يتم ليخفف من قلقنا من الإضرار بالإرث للذي قال فيه د. ابراهيم القرشي في المقدمة الضافية للأعمال الكاملة الصادرة عن مركز عبد الكريم ميرغني والتي جاءت بحثاً شاملاً ثرياً بالمعلومات ” دخل الطيب رحمه الله قلوب الناس وعقولهم من بوابات واسعات متعددات منها فنيته الأدبية العالية وامتلاكه ناصية اللغة...“
                  

02-25-2011, 10:31 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    الترجمات غير الإنجليزية (3)
    الطيب بعيون الآخرين

    أعتذر ان كنت قد تجاسرت في تذييل هذه الورقة بملحق هو المذكرة الهامة التي ضمنها أستاذنا أحمد البدوي قائمة لترجمات موسم الهجرة الى اللغات الأخرى استعداداً لمؤتمر كان يجري الإستعداد له في لندن وقد أرسل المذكرة استجابة لنداء في صحيفة سودان راي الألكترونية في يوليو 2009 وكانت تحتوي على سبعة عشر لغة ،
    وخلال بحثي عن مثل هذه المعلومة ذكر عدد من الباحثين ان الرواية تُرجمت الى ما يزيد عن عشرين لغة بل سمعت محاضراً في إحدى الاحتفاءات بالطيب صالح يذكر انها قاربت أربعين لغة وربما تضاربت الأرقام للخلط بين ترجمة الأعمال المختلفة وترجمة موسم الهجرة، عموماً سأترك هذه الكرة في ملعب المنتدين اليوم وعشمي ان أستاذنا البدوي لديه آخر الإحصاءات.

    مايهمني في هذه الترجمات ويثير فضولي بدرجة عالية وهو ما دفعني للبحث في ترجمات ديفز جونسون للطيب صالح هو:

    ماذا نقل المترجمون لتلك الأمم عنا؟ وهل يرى قراء تلك اللغات الآن مارآه وحكاه الطيب صالح عن لغة وثقافة وعادات وعجائب لا نراها نحن بتلك العين الثاقبة رغم انه من المفترض اننا نعيشها؟

    تحدث الطيب صالح عن ”الفن المتعمد“ و صرح انها عبارة استعارها عن بلزاك الفرنسي الذي يحبه* وأن
    المصطلح يعني: الدفع بالشخصية الى أقصى مدى ممكن وأقصى حدود تتحملها...هذا معناه إن شخصياته هذه
    أقرب الي الخيال منها الى الحقيقة ( والحمدلله على ذلك حتى لا يقع أحدكم في براثن حسنة).


    أمثلة لبعض الترجمات

    الترجمة الي الألمانية: ما رآه د. هانزبيتر كونيش في مقال في صحيفة سودديتشا ترجمه د.حامد فضل الله ؛ قامت بالترجمة الدكتورة رجينا قرشللي*:
    مصطفى سعيد الشخصية التي عكست صراع الحضارات؛ وعدم قبول المجتمع السوداني للعرض الجنسي وحظر الكتاب في السودان.
    التعليم والاستعمار وسلوكه وتأثيره على السلوك العام التعبئة في الطريق لتقرير المصير.
    ثم المرأة وختان الإناث والزواج(تعليق)
    الترجمة الى الألبانية: عن دار الحياة ترجمها كمال مورينا من اللغة العربية مباشرة بعد فترة قضاها في السودان ومصر وكتب لها مقدمة عن الطيب صالح وماتمثله الرواية بالنسبة لأدبه وبالنسبة للأدب العربي عموماً وعوملت الترجمة التي نُشرت بعد عام من وفاة الكاتب كحدثِ ثقافي هام يُعد الآن للاحتفال به مع رواية تُرجمت لنجيب محفوظ. (تعليق)

    الترجمة الى الروسية: عن مقال للد. عبد القادر الرفاعي ظهرت هذه الترجمة في 1981للثلاثية عرس الزين وموسم الهجرة وبندرشاه؛ ترجمها المستشرق الروسي إيفور بارماكوف وآخران، واحتفل اتحاد الكتاب السوفييت بإصدار هذه الترجمة كما اجتهد المرحوم الشاعر جيلي عبد الرحمن في حشد جمع من أدباء وشعراء العالم العربي لحضور الاحتفال. وقد طُبع من الترجمة 30.000 نسخة نفذت جميعاً في عشرة أيام.(تعليق)
    الترجمة الى الفرنسية: هناك عدة ترجمات ترجم الأولي فادي نون وتبعتها ترجمة ثانية ثم ثالثة. اطلق أمين الزاوي لقب (سفير فوق العادة لدى الغرب)- لا أدري إن كان السفير هو الكاتب أم المكتوب ،كلاهما أدى دوراً سفيرياً مميزاً. وركزت الصحافة الفرنسية على حظر الكتاب في السودان في الوقت الذي صُنفت فيه الرواية ضمن أهم مائة كتاب صدر في العالم بل في الحضارة الإنسانية.

    والواقع ان هذا التصنيف هو ما يضاعف اهتمامنا بالترجمات . فما يدخل الحضارة الإنسانية هنا ليس فقط إسم الكاتب الطيب صالح بل هي الثقافة التي نلتحفها جميعاً والأمة التي ننتمي اليها جميعاً واللسان الذي نتحدى به العالم ديناً ودنيا


    هاهو الطيب صالح عكسته الترجمات كما نريد ففي تصفحي لما يقارب مائتي رأي عن الطيب صالح لم تلاقيني سوى حوالي خمس آراء سلبية لباحثين أو دارسين عرب جميعها بسبب الجنس واثنان اعتقد انها عنصرية.
    أما الحالات الغربية الأقرب إلى السلب من الإيجاب فلم أحصر عددها لكنها لا تتجاوز أو ربما لا تبلغ 5% كتب بعضهم في ملاحظاته ما يعكس الفكر العنصري أو عدم التجاوب مع الثقافات العربية الافريقية.
    وكيف يري السواد الأعظم الطيب صالح؟
    هل يعرفون شخصية بت مجذوب؟

    هل فهموا ما يمثله الزين وأمثاله في المجتمع السوداني؟
    هل يحفظون لنا الإرث الذي نتباهى به..
    أم هل يحتفون بما يناسب ثقافاتهم وعقلياتهم كُلٌ بما تنقله اليه كلمات المترجم؟
    وإن لم تفلح كلمات المترجم في النقل الأمين – كما تتطلب الترجمة – هل يضيع منا بفعل الإنزلاق والتحريف اللغوي الإرث والمعالم وربما المعاني؟
    لن يؤثر كل هذا في ألق فن الطيب صالح وعبقريته بل وحبهم له ..فقد أشبع فيهم شيء ما

    ولكن تكون الضحية هنا ما أراد الطيب صالح ان يوثق له بجانب إمتاع القاريء وعلى المدى الأبعد ما تعكسه الدراسات الأنثروبولوجية المبنية على العلوم
    النظرية والآداب المنقولة!
                  

02-25-2011, 10:52 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    الترجمة الي اللغة الإنجليزية(4)
    ديفيد جونسون والطيب صالح

    ظهرت أولى ترجمات موسم الهجرة الى الشمال الى اللغة الإنجليزية في 1969 بعد ثلاث سنوات *من إصدارها وكانت الإنجليزية أول لغة أعجمية يترجم اليها الطيب صالح وعدة لغات ترجمت له من ترجمة المستشرق المشهور دينيس جونسون-ديفيز الإنجليزية وليس من الأصل
    هذه من أول المجازفات التي تتعرض اليها الأعمال المترجمة كما ذكرت قبل قليل. وقد عزا عدد من القراء والنقاد والمترجمين بما فيهم ديفز نفسه الشهرة السريعة التي لاقتها هذه الرواية إلى ترجمته التي قوبلت بحفاوة فاقت ما قوبلت به الأصل ومن جملة 106 رأي عن الرواية في إحدي المنتديات الألكترونية لم تتحيز ضدها سوى أصوات باهتة كما ذكرت

    وكتب المترجم في مقدمته الطويلة لإحدى الطبعات الثلاث:
    ”موسم الهجرة الى الشمال ، رواية كتبها باللغة العربية (شخص)* لم يكن معروفاً في ذلك الوقت ، أصبحت سريعاً قِبلة الأنظار وهي الآن تُدرس في الجامعات وتُكتب عنها رسائل الدكتوراه..الخ“
    استفزتني هذه العبارة في مقدمة الترجمة لإعادة القراءة بعين المُراجِع بالرغم من انه أكملها بطريقة أقل تحيزاً للترجمة إلا انه قد قال قولته وانتهى؛ فقد قال مُطرياً:
    ”...لم يستطع أي عمل روائي عربي حديث حتى روايات الفائز بجائزة نوبل نجيب محفوظ المصري أن يحقق مكانة الموسم الأدبية . وقد برهن نقلها الى لغات متنوعة مثل النرويجية واليابانية قدرتها على اجتياز حواجز اللغة والثقافة....الخ“

    أهم أدوات ديفز لترجمة الطيب صالح:

    أما عن ترجمة ديفز- وأخص هنا موسم الهجرة لأنها سلًكت الطريق للترجمات الأخرى والتصقت عالمياً بكاتبها مسقطةً روايتنا المفضلة في السودان عرس الزين- فيجب ألا تبهرنا الترجمة من حيث مطابقتها للمعنى ونقلها لعمومية مضمون النص الأصل، إذ ان هذا هو الواجب الأول الذي يُكلف به المترجم، فإن لم يُتقنه الأجدر به أن يترك الخبز لخابزيه.
    ويلعب إبداع المترجم في نقله للمعنى دوراً كبيراً خاصة إذا كان مترجماً أدبياً توفرت له الأدوات التي توفرت لديفز ليستخدم هذه القدرة الإبداعية بما لا يتدخل في إبداع الكاتب الطبيعي الذي ينبع من وجدانه وشفافيته وأحاسيسه ومعارفه الأولية وربما الموروثة أكثر من المكتسبة وهذا مايزيد تعقيد النقل الأدبي من وجدان الكاتب الى قلم المترجم الذي لا نحتاج لوجدانه بل ننتظره يعكس لنا صورة حقيقية لوجدان الكاتب وهذا مادعى حافظ ابراهيم لوصف الترجمة بأنها كخيال الحسناء في المرآة.


    فما هي أسلحة ديفز التي خاض بها حرب ترجمة اللغة الخاصة جداً التي استخدمها الطيب صالح؟

    * أول ما استفاد منه المترجم جونسون هو صداقته وخصوصية العلاقة بينه وبين الكاتب ، فقد جاء في مقال للدكتور صديق ام بدة ان جونسون ذكر انه يأت بين الحين والآخر ليجد على مكتبه رزمة ورق مما كتبه الطيب صالح فيبدأ مباشرة في الترجمة ومن المؤكد انهما كانا يتناقشان ويتفاكران حول الترجمة بدليل تصريح المترجم حول مادار بينهما عن تفاصيل النصوص الجنسية وتحفظ الكاتب فيما يختص بتضمينها في الكتاب لظنه إن المجتمع السوداني لا يتقبلها وورد في المقال المذكور ان جونسون صرح انه لا يزال يحتفظ بهذه الأجزاء من الرواية وإنه ”يفكر في كيفية التصرف فيها“ ولا أدري ان كان يحق له هذا، لكنه أمر خارج اختصاص هذه الورقة.

    * كذلك عاش جونسون الكندي المولد سنوات حياته الأولى حتى الثانية عشربين مصر والسودان وكينيا وفيمابعد زار القرية وتحدث مع الناس ورغم انه رأى وسمع وتحدث إلا إنه استخدم عين وأذن ولسان المستشرق لا الشرق وشتان بين هذه وتلك ناهيك عن عين وأذن ولسان وأنف السوداني القروي
    * أضافة لمعرفة جونسون للغة العربية فهو يترجم الى لسانه الأم وهذا يوفر عليه جهداً كبيراً يبذله المترجم بحثاً عن المفردة المناسبة وهو لا تنقصه كذلك الاصطلاحات الأدبية التي تتطلبها ترجمة الروايات فقد ترجم من قبل إحياء علوم الدين للغزالي وغيره من الآثار الأدبية والدينيةالعربية*. وغني عن القول ان العدة التقليدية للمترجم من معاجم وموسوعات وتراجم ترقد جواره بالبرتش ميوزيام إذا أرادها.

    * من المؤكد ان جونسون قد تتلمذ ثم تأستذ على مدارس الترجمة المعروفة والتي يلخصها بيتر نيومارك في أساليب الترجمة الأساسية والفرعية وضوابطها ومشاكلها. لذلك عالج النصوص معالجاتِ متنوعة مستخدماً معظم أنواع الترجمات ولم يلتزم بما حذر منه هوراس إذ أكثر من الترجمة الحرفية بنوعيها الكلمي والبنائي بحرفة بالغة لم تنجيها من العين السودانية. وسأسوق بعض الأمثلة لاحقاً ان سمح الوقت.
    * استخدم أداة فاعلة رغم تحفظ المترجمين في استخدامها وهي الترجمة أو النقل الصوتي(ترنسلتريشن) .



                  

02-25-2011, 11:56 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    أمثلة لتجاوزات وابداعات جونسون (5)

    1- استهل الطيب صالح موسم الهجرة هكذا:
    ”عُدتُ إلى أهلي ياسادتي بعد غيبة طويلة، سبعة أعوام على وجه التحديد، كنتُ خلالها أتعلم في أوروبا.....“
    (جيت لي الطيب رجع...هكذا ستكون ردة الفعل على ما قال (تعليق)
    It was ,gentlemen, after a long absence- seven years to be exact, during which time I was studying in Europe- that I returned to my people.
    هذه ترجمة حرفية بنائية غيرت مفهوم العودة السودانية تماماً فعاد الطيب صالح بالخطاب الغربي فأضاع الفرح بالعودة و بالأهل تراجُع الكلمتين للجملة المستندة وليس المُسند عليها وتغيير مفهوم الأهل وحميميته بمفهوم الناس وعموميته.*
    استخدم الترجمة الحرفية مع بعض الثصرف وربما قصد عنوة أو مصادفة أن يضفي بعض ما ظنه إبداعاً ونسميه elegant translation ليبتعد عن الحرفية الكلمية لكن اعتقد انه أبعد القاريء عما يدور في خُلد الكاتب وما يتوقعه من تجاوب وعكس صورة أقرب إلى مفهومه- جونسون- عن العودة والأهل عند الطيب صالح.

    2-
    وفي ذات الصفحة يعطينا ديفيز مثال آخر للترجمة الحرفية مع التصرف: يقول الكاتب ”في بلادِ تموت من البرد حيتانها“. تُرجِمت: ”In a land whose fishes die of the cold
    A land يمكن أن تكون أرض حرفياً ولكن الأرض يابسة إذن قصد الكاتب المعنى الآخر لبلاد وهو a countryعموماً العبارة باللغتين خفيفة الظل وهناك مايسند المعنى الإنجليزي انه يؤدي الغرض.
    3- يقول الكاتب عن مصطفى سعيد: ورأيت الطيف (الساحر) حول عينيه...شيء محسوس كلمع البرق
    I saw the (mocking) phantom around his eyes … some thing as perceptible as a flash of lightning. هل ياترى هناك خطأ في التنقيط في ح الساخر كما كان يحدث في اللغة العربية منذ قديم أم من أين جاءت mocking?
    أرجو أن ننتبه لما يمكن أن يحدث للغات إن لم تُراجع الطباعة فنقع في ماوقع فيه من عنوا بالتعريب في المجامع اللغوية من أخطاء الطباعة.

    4- يقابل المترجم عدة مشاكل في ترجمة العبارات والأمثال والأقوال المأثورة وهي حالات تُقابل بالعبارات المشابهة في اللغة المنقول اليها ولا تصلح الترجمة الحرفية بل تستخدم أساليب أخرى كالترجمة العبارية Idiomatic Trans. أو في حالة عدم وجود المقابل تُستخدم ترجمة المعنى أو Semantic Translation
    البلدة (يلفها) ضوء باهت يجعلها كأنها معلقة بين السماء والأرض The village was (enveloped) in a hazy light that gave it the look of being suspended between earth and sky.
    نجح المترجم في مقابلة يلفها لكنه فشل في أن علق القرية بين (الأرض والسماء) فهذا زرع والتعليق من أعلى إلى أسفل (السماء والأرض) وإلا فحتى كلمة suspended على جمالها لن تنفعنا هنا.
    5-
    من الأمثلة البليغة للترجمة العبارية هنا:كان رابط الجأش = he was a tower of strength جميلة اللغة حين تأت مطاوعة.
    6-
    من الأمثلة الغير مريحة في ترجمة جونسون ترجمته لصيغة: علي الطلاق.. إذ قال:May I divorce وهذه صيغة طلب مهذبة على عكس الأصل ليس لدي لها بديل وأقترح إسقاطها من الخطاب الذكوري.
    هناك مجموعة من المفردات التي نقلها المترجم نقلاً صوتياً فأضفى جواً لغوياً مُلفتاً لإنتباه قراء الترجمة للغاتِ أخرى ومُفرحاً لقاريء الترجمة العربي:
    7- ودخلنا على رجل ذي لحية يلبس جبة: …a bearded man wearing a jibba
    8- سواقي البلدة = water wheels وكان الأحرى أن تكون saqias معبرة عن أسلوب الري.

    9-جلست قبالة رجل في مسوح...تفوق هنا المترجم علي الكاتب باختياره مقابل يوضح معنى كلمة مسوح النادرة الإستعمال فقال:I sat opposite a man wearing clerical garbs
    10- ترجم جونسون سراويل ( ولا مؤاخذة) under trousers فأبعدها عن ما استُخدمت له وهي أصلاً أعجمية القياس
    فنقلها صوتياً يكفينا شرها.كذلك الحال مع أنواع الشجر والتي يهمنا أن تبقى كما هي إن لم يكن لها مطابق وليس فقط انتماء فصائلي وذلك لدلالاتها الشعبية كشجر الحراز مثلاً.*

    وأختم هذه المجموعة بتحيزي للنقل الصوتي للمفردات المحلية المفرطة الخصوصية والتي وردت في النماذج الوصفية الجميلة لبيت جده بروائحه وأوانيه وطقوصه التي لا أظنها توجد في العالم حولنا وقطع أخرى أدخرها للمهرجان الزيني القادم.




    وضع الطيب صالح عظات أو حِكم مايسمى maxims سائغة للإستعمال كماto be or not to be لشكسبير؛ ربما كتبها في الأصل كترجمة لعبارات idioms انجليزية منها على سبيل المثال: إنما أنا لا أطلب المجد= but I seek no glory*
    فمثلي لا يطلب المجد=the likes of me, do not seek glory لدرجة ان المترجم عاملها معاملة الشعر وتجاوز القواعد في التصرف في الفعل.

    **
    قال جونسون أشياء لم يقُلها الطيب صالح؛ هناك أسباب عديدة قد تكون عُذراً للتجاوز ولكن يجب توضيحها لأن تفسيرها قد يؤدي لتحميل المعنى فوق أو غير ما حمًله الكاتب.هي مشروعة للباحث ليوضح المعنى وممنوعة تماماً عن المترجم.
    مثل:

    ”مات مصطفى سعيد منذ عامين ولكنني ما أفتأ أقابله من حين لآخر“ ُثم : ”إذا بمصطفى سعيد، رغم إرادتي، جزء من عالمي، فكرة في ذهني، طيف لا يريد أن يمضي في حال سبيله. وإذا إحساس بعيد بالخوف،.....“
    ترجمة:I still continue to meet up with him from time
    Then: Thus Mustafa Saeed has, against my will, become a part of my world, a thought in my brain, a phantom that does not want to take itself off. And thus too I experience a remote feeling of fear,………

    Continue هذه لم يستخدمها الكاتب والإستمرار أمر هام لا يمكن إغفاله ولا يتناسب مع: من وقت للآخر. كذلك الحال مع فانتوم فرغم إنها وردت في القواميس كمعنى ل طيف إلا إنها قوية تقترب من الجن والعملاق حضورها مع الخوف يبعدها عن مفهوم الطيف ذو الوقع الإيجابي؛ وتتفوق عليها خيارات أخرى لكن جونسون يميل للأكثر غرابة وليس الأقرب للمعنى وقد ظهرت هذه الخيارات في: contort prodigy, nonentities, بمعنى معجزة وأرذال ويعوّج فمه علي التوالي.



    قال الطيب صالح: أحسست بعطرها ، مفهوم جديد لدمج وظائف الحواس وجميل، تُرجمت:I remembered her perfume شتان بين أحسست وتذكرت!

    قال الطيب: ...كان القمر الماحق قد ارتفع ....وانني قلت في نفسي إن القمر مقلم الأظافر.
    الترجمة: the waning moon had risen to ….and I had said to myself that the moon had had her talons clipped
    هنا سؤال ، هل قمر الطيب صالح رجلاً أم امرأة؟ إن كان رجلاً فلا بأس من قطع المخالب الذي عكسته الترجمة لولا ان المترجم قال her talons إذن اختلفت الرؤى ونحتاج لمقابل آخر لعبارة ”مقلم الأظافر“ ، والقمر ان كان محاقه عن علة فلا بأس من waning فهي مفردة معبرة ولكن ان كان محاق النحالة والرقة كما الهلال الذي يعرفه الطيب صالح فما بال graceful مثلاً للهلال النحيل ورغم ان المحاق جاء سلباً في القرآن*(يمحق الله الربا ويربي الصدقات) إلا إنه هنا صفة وصفية لا تدل بالضرورة الى نفس المعنى.

    وقبل أن أختم حديثي

    والذي أتمنى ألا يكون ثقيلاً عليكم
    دعوني أنقلكم إلى (عالم زين)
    روايتي المفضلة عرس الزين بل روايتنا المفضلة في السودان
    ترجمها جونسون The Wedding of Zein
    ازّين عندنا إسم شائع ولا تناسب شخصية هذا الزين (ودام دورين مثلاً)إسم زين العصري(ود هويدا وأخ سامر!).

    تماماً كما لا يناسب الوعاء - والكاتب يعني حلة اللبن-الذي سقط من يدي آمنة أن يكون jug الذي نبِر به بغض الضيوف!

    وفي ختام جولتي مع هذا الحديث الذي مازال له شجون أقول:

    بقدر ما اجتهد جونسون؛
    وبرغم الإحتفاء الذي لاقته ترجمة موسم الهجرة
    إلا أنني أعتقد انه فشل في :
    * الإفراط في حرفية الترجمة والذي استخدمه في ما أعتبره
    الفشل الثاني:
    * إغفال الاصطلاحات السودانية العامية والخصوصية

    * والتصرف في ترجمتها باستخدام الألفاظ النادرة أو المبدعة بصرف النظر عن المعنى.

    * تفادي النقل الصوتي رغم أهميته لإضفاء النكهة الأصلية للرواية وقد نجح حين جرّب هذه الآلية.

    * نقل التصورات والمفاهيم الخطابية والعملية الغربية بديلاً للسودانية.*

    ولكنا لا نملك إلا أن نقول:
    شكر الله سعي المترجم جونسون وشفاه وعافاه من المرض.

    ورحم الله الطيب صالح وأجزل له العطاء ، فقد أثرى حياتنا.

    وأصلي وأسلم علي سيد الخلق أفضل المرسلين.

    لكم التحية.


    الملحق/ ترجمات موسم الهجرة الى الشمال/ بحث أ. أحمد البدوي/ عن سودان راي

    عفوا ترجمات موسم الهجرة معرفة الترجمة والحصول عليها أمران مقترنان كفرسي رهان، لآن الهدف من المعرفة هو تيسير الحصول عليها بالتعاون بيننا جميعا وهي شرط ضروري لأي معرض حافل عن الطيب في معية مؤتمر علمي عالمي، ومن المستغرب حقا أن لا تكون لدى مكتبة السودان نسخة من كل ترجمة. الترجمة الإنجليزية: هي أولى الترجمات مجتمعة كلها ثلاث طبعات، طبعة "هاينمان" في لندن . وطبعة "بنجوين" والطبعة الأمريكية وهي مزدانة بمقدمة رفيعة وتاريخية كتبها المترجم: دنيس، وهذه غير متوفرة الآن إلا في أمريكا ونتوقع من كل الأفاضل: الفنان السر المك والمهندس حسن حسن :(حسن أحمد محمد الحسن) والدكتور محمد وقيع الله أن يتكرموا بالحصول على نسخة لكل واحد منهم. وسنوفر نسخة لندنية لكل نسخة أمريكية. 2:الترجمة الفرنسية ظهرت الطبعة الفرنسية الأولى، باسم فادي نون ثم ظهرت طبعة ثانية بعد سنوات من خروج الأولى باسمه واسم شخص آخر: عبد الوهاب، على أساس أنه عدل في الترجمة الأولى أو أضاف إليها، ولا شك أن الحسيب النسيب السيد: حسن موسى)(سانت هاء موسس ). موسى( سيعيننا أو نعان باسمه.) والله أعلم ببركات الصالحين (آمين) 3:" الترجمة العبرية ظهرت منذ السبعينات ولم نوفق في العثور عليها عم طريق مكتبة بريطانية. وهنا نلوذبشهامة الفاضل: شوقي بدري: وهي بالعبرية: عنوانها: أونات ها نديداه 4:اللغة الروسية ترجمها شاقال مع آخرين وطبعت أول مرة عام 1977 في موسكو ، ومنها نسخة في جامعة لندن. 5:الترجمة التركية نشرت في إسطمبول عام 1982، وهي ترجمة من ترجمة، اعتمد فيها على الترجمة الفرنسية الأولى. 6:الترجمة البلغارية طبعت في صوفيا 1983. 7:الترجمة الهولندية من عمل: فرستيخ كييس، أمستردام، 1983. 8:الترجمة النرويجية الحديثة 1978، ترجمة معتمدة اعتمادا تاما على الترجمة الإنجليزية! 9:الترجمة السلافية ( اليوغسلافية) أعدتها :هيلينا ونشرت مع رواية بندرشاه في كتاب واحد،1986. 10:الترجمة التشيكية


    أعدتها :هيلينا ونشرت مع رواية بندرشاه في كتاب واحد،1986. 10:الترجمة التشيكية طبعت في براغ عام 1986. من إعداد: إسفيتوزار! 11:الترجمة الأسبانية نشرت مع : عرس الزين في كتاب واحد بعنوان: روايتين سودانيتين، مدريد،1987. يبدو أن طبعة من ترجمة أخرى ظهرت مؤخرا! 12الترجمة الألمانية ظهرت في بازل،1998. أعدتها السيدة د. رجينا، زوجة الشاعر السوري: عادل قروشلي. وهي أستاذة في قسم الدراسات العربية الإسلامية بجامعة : ليبزج. 13:الترجمة المجرية ما تزال مخطوطة. 14: الترجمة البرتغالية وقد ظهرت فبل نحو ثلاث أو أربع سنوات. 15 و 16: الترجمة الصينية والترجمة اليابانية ظهرتا منذ الثمانينات. وربما كانت هناك ترجمات جديدة أو نشرت أثناء حياة المؤلف. 17: الترجمة الرومانية رايتها قبل أشهر في مكتبة السودان جامعة الخرطومن ثم اختفت بعد أيام. ( يشاع أن ثمة ترجمة دنماركية وأهل الشأن في الدنمارك نفوا ذلك، وهم أهل مكة)



    المراجع:



    الطيب صالح، الأعمال الكاملة، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، الخرطوم،2010.
    الطيب صالح، موسم الهجرة الى الشمال، دار الجيل، بيروت.
    الكتب الإنجليزية
    Tayeb Salih, Season of Migration to the North, Heinemann, London, 1965
    Peter Newmark, A Textbook of Translation, Prentice Hall, London, 1987
    Muhammad Abdul-Hai, Tradition and English and American Influence in Arabic Romantic Poetry, Ithaca Press, London, 1982
    Electronic Publications
    أ- أحمد البدوي، ترجمات موسم الهجرة الى الشمال، سودان راي الألكترونية، يوليو 2009.
    د. عبد القادر الرفاعي، الترجمة الروسية لموسم الهجرة، شبكة منابر ثقافية.
    محمد م. الأرناؤوط، ترجمة موسم الهجرة الى الألبانية لكمال مورينا، دار الحياة.
    د. صديق ام بدة، السودان الإسلامي الألكترونية
    د. محمد عبد الحي، مقال : البنفسجة والبوتقة.
    Emirates Airlines Festival of Literature, Denys Johnson-Davies, Newsletter 2010,
                  

02-25-2011, 01:08 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    Quote: ومن المؤكد انهما كانا يتناقشان ويتفاكران حول الترجمة بدليل تصريح المترجم حول مادار بينهما عن تفاصيل النصوص الجنسية وتحفظ الكاتب فيما يختص بتضمينها في الكتاب لظنه إن المجتمع السوداني لا يتقبلها وورد في المقال المذكور ان جونسون صرح انه لا يزال يحتفظ بهذه الأجزاء من الرواية وإنه ”يفكر في كيفية التصرف فيها“ ولا أدري ان كان يحق له هذا، لكنه أمر خارج اختصاص هذه الورقة.

    تحية للجميع الطيب صالح 1929/2009 -رحمه الله- أكذ ذلك أنه كان يساعد جونسون فى الترجمة وذكر أن الترجمة لموسم الهجرة تحديدا كانت تتم كل فصل بصورة منفصلة عقب إكمال الطيب صالح لكتابته بالعربية يأخذه المترجم ثم يتناقش الطيب صالح معه فى الترجمة ويساعده.....
    المصدر: الطيب صالح حين رد على سؤال حول القول بسماهمة جونسون فى إظهاره ككاتب عبر ترجمة موسم الهجرة على وجه التحديد ندوة "محاكمة الطيب صالح بدار إتحاد الكتاب السودانيين المقرن الخرطوم 1988 -تقديم فضيلى جماع ...

    ** أثناء تدريس الترجمة الانجليزية ل"موسم الهجرة إلى الشمال" بقسم اللغة الإنجليزية-جامعة الخرطوم 1986 نبهنا الدكتور الروائى مروان حامد الرشيد إلى ثقوب عديدة فى ترجمة النص عن العربية ربما بسسبب غربة المترجم عن البيئة اللغوية والثقافية والفقهية لفضاء الرواية وضرب لنا مثلا بترجمة جونسون لكلمة النكاح بالمفردة التى تعنى مضاجعة فى الانجليزية رغم ان الصحيح فى سياق الرواية مفردة الزواج ....ونكاح طبعا لها اكثر من معنى فى العربية مضاجعة وكذلك زواج لكن السياق يقتضى إختيار واحدة منهما هذا مافات على جونسون ولم يتداركه الطيب صالح إن صح أنه بالفعل ساعد جونسون فى الترجمة .
    * إشارة: للمزيد من صلة الطيب صالح مع مترجمه جونسون راجع : طلحة جبريل -الطيب صالح على الدرب -- كتاب صدر منتصف التسعينات ولم يوزع كثيرا داخل السودان .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 02-25-2011, 01:10 PM)
    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 02-25-2011, 01:38 PM)
    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 02-26-2011, 00:12 AM)

                  

02-25-2011, 07:08 PM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)

    الأستاذ أحمد الأمين لك التحية والشكر على الإضافة

    في الواقع هناك أمثلة كثيرة بدرجة جعلتني أفكر في ان اعيد النظر في تحيزي الشديد لانضباط

    الدقة في الترجمة خاصة وإنني سمعت بأذني الطيب صالح وهو يصف جونسون بأنه cowriter وليس

    مجرد مترجم ومن العجب ان المرحوم الدكتور عمر بليل ذكر نفس العبارة عن ترجمة

    جونسون لكتابه ولا أذكر إسم الكتاب.
    أما عن صلة الطيب صالح بجونسون فقد سمعتها سرداً دقيقا من ثالثهما أستاذي وعمي

    الصلحي. ولكن ونحن (ندرس) الترجمة نُسقط كل هذه الشفاهيات ونتمسك بالمدون الذي يصل

    لأيدي الأغلبية . وقد كانت هذه احدى أهداف لجنة الأمناء حين ركزت على شهادات عدد ممن

    يجب أن نسمعهم لسد الثغرات وقد تم تدوين كل ماجاء في تلك الشهادات للحفظ والتوثيق.


    جزيل شكري لصاحب هذه النافذة المنعشة

    وزواره الأجلاء.
                  

02-25-2011, 08:33 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    Quote: ان المرحوم الدكتور عمر بليل ذكر نفس العبارة عن ترجمة

    جونسون لكتابه ولا أذكر إسم الكتاب.

    تحية أستاذه عشة موسى ومعذرة الشقلينى إسم كتاب المرحوم عمر بليل Two Lives وهو أشبه بسيرة غير ذاتية لحياته وحياة شقيقه عثمان الذى تبرع له بكلية عند إصابته بفشل كلوى تام وتقريبا الكتاب ليس مترجم من العربيه بل كان حوار مباشر بين جونسون وعمر بليل فى اكثر من مكان وزمان عبر الحديث بالانجليزية بين بليل وجونسون الذى يكون لعب دورا تحويريا لاحقا فى تحرير اللغة قبل صدور الكتاب ....معذرة على الخروج
                  

02-26-2011, 09:39 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)

    طالما ان الشقليني أعطانا الإذن.....

    على الإطلاق- هذا ليس خروجا بل دخول لشيء مهم

    أشكر لك إنعاش الذاكرة الخربة

    وأدام الله عليك ملكة الحضور التي طالما تميزت بها.

    هذه الآلية التي استُخدمت بين بليل وجونسون هامة جداً للترجمة الأدبية

    ومهما كان وصفها

    فهي ترجمة...قد لا تكون من لغة الى لغة أخرى

    يمكن للترجمة أن تتم داخل نفس اللغة وتسمى(تفسير)كما يترجمها العرب من قديم

    لكن يظل ديفز هو المترجم الذي يتحدث اللغة الأم له والمُترجم اليها

    وبليل هو الذي يتحدث اللغة الأصل التي يفكر بها وتحتاج لمن يفسرها ويحررها: ديفز

    وإذا قبلت رأيي هذا فلترجمة جونسون عندي مفاجآت عديدة!

    لك التحية والتقدير.
                  

02-26-2011, 01:11 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    Quote: وإذا قبلت رأيي هذا فلترجمة جونسون عندي مفاجآت عديدة!

    تحية وإحترام:
    إستاذه عشة أقبل رأيك طوعا
    وفى حضرة جلالك يطيب الجلوس
    مهذب أمامك عميق الدروس

    مع الشكر لشقلينى ووردى
                  

02-27-2011, 08:49 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)

    كتبت الأستاذة عائشة موسى في مدخل تعريفها للترجمة،
    مايلي:

    ماهي الترجمة؟

    هي النقل من لسان إلى لسانِ آخر
    واللسان هو اللغة
    ما أسهلها!
    ولكن بأي لسان ينطق ” اللسان“؟

    بما يمليه العقل وما يحسه الوجدان وما يكيفه الفكر والعلم
    والرأي وماتهيئه البيئة والطبيعة وماشابه وما تسمح به
    الظروف والعادات والتقاليد والأعراف والأديان وفوق هذا وما
    تبعه ما يفتح الله به من مواهب يختص بها من يشاء
                  

02-27-2011, 04:53 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)



    نعم بين أيديكم يطيب الجلوس
    لم نكُن نحسب أنا بالرفقة التي تمنينا أن تكون .
    إن شراكة الوعي أعظم الهاربات حين يجتمِعنَّ .
    فيخضرّ الزمان بالقول " الثقيل " من كثافة ما تحملون سادتي ،
    هذا الملف يتألق حين يعرج في سماوات ليس لسكانها من أفقٍ يحُدّهم ،
    ولا حوائط تُكسر آفاقهم .
    هنيئاً لنا بكم جميعاً .
    وتحية مجددة للدكتورة عائشة موسى

    *
                  

02-28-2011, 09:21 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    وتتواصل عجائب إبداع الطيب صالح وقد أخذ
    السودان في قلبه وتوجه صوب الغرب يحدث الناس
    عنه عن الزين عن حسنة عن حفيف الشجر وعـن
    أصوات الماء والارض التي أنحنى عندها النيل
    حتى كاد أن يعود لمنبعه فجاءت رسالته عميقة
    ومبدعة ومحفزة لإمعان النظر.
                  

02-28-2011, 01:04 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كتبت الأستاذة / عائشة موسى :
    هاهو الطيب صالح عكسته الترجمات كما نريد ففي تصفحي لما يقارب مائتي رأي عن الطيب صالح لم تلاقيني سوى حوالي خمسة آراء سلبية لباحثين أو دارسين عرب جميعها بسبب الجنس واثنان اعتقد أنها عنصرية.
    أما الحالات الغربية الأقرب إلى السلب من الإيجاب فلم أحصر عددها لكنها لا تتجاوز أو ربما لا تبلغ 5% كتب بعضهم في ملاحظاته ما يعكس الفكر العنصري أو عدم التجاوب مع الثقافات العربية الإفريقية

    لدي سؤال هو: هل كان بين المشاركين في فعالية الجائزة من أورد نقداً
    أو راياً سالباً حول أعمال الطيب صالح ؟


    وقد سبق أن سمعت نقداً (سالباً) فطيرا وعجولا في منتدى أدبي وفي حضور ما يقارب المئة شخص، من ذوي العلاقة بالأدب بشكل أو آخر وأستبعد أن يكون بينهم من لم يقرأ الطيب صالح، الغريب أن هذا الناقد ظل يقدم إفادات أو ملاحظات نقدية حول الكثير من الأعمال الأدبية وتقابل إفاداته بالتقدير تصفيقاً أو وجوهاً راضية سعيدة بما سمعت من هذا الناقد، حتى كان هذا اليوم الذي تناول فيه أعمال الطيب صالح عبر محاكمة أعمال الطيب صالح بميزان أخلاقي ضيق فلم تلقى مداخلته أي صدى أكثر من الدهشة على وجوه غالب الحضور والتي يمكن ترجمتها بـ : يا راجل، ولعل التجاهل قد أغنى من كان حلقه يطقطق بـ ما هكذا تورد أعمال مثل الطيب صالح بعد أن ركزت مداميك أعماله الإبداعية في بيئات ثقافية متنوعة وما عاد يضيرها المنع أو النقد السلبي العجول.
                  

02-28-2011, 05:25 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)




    Quote: عائشة موسي السعيد:

    طالما ان الشقليني أعطانا الإذن.....
    على الإطلاق- هذا ليس خروجا بل دخول لشيء مهم

    أشكر لك إنعاش الذاكرة الخربة

    وأدام الله عليك ملكة الحضور التي طالما تميزت بها.

    هذه الآلية التي استُخدمت بين بليل وجونسون هامة جداً للترجمة الأدبية

    ومهما كان وصفها

    فهي ترجمة...قد لا تكون من لغة الى لغة أخرى

    يمكن للترجمة أن تتم داخل نفس اللغة وتسمى(تفسير)كما يترجمها العرب من قديم

    لكن يظل ديفز هو المترجم الذي يتحدث اللغة الأم له والمُترجم اليها

    وبليل هو الذي يتحدث اللغة الأصل التي يفكر بها وتحتاج لمن يفسرها ويحررها: ديفز

    وإذا قبلت رأيي هذا فلترجمة جونسون عندي مفاجآت عديدة!

    نعم مهذب أمامك سيدتي ( عائشة موسى ) .. يكون الجلوس
    وإنه لملف عميق حين الدخول للترجمة ،
    والتحية للأستاذ/ أحمد أمين
    والأستاذ / محمد عبد الجليل
    **
    ونستدعي مقالاً قديماً أجريناه مع أحد رفاق الدكتور محمد عبد الحي ، وهو الأستاذ :
    إبراهيم الكامل عكود ...،
    وهو يترجم جزء من نص " العودة إلى سنار " :
    نورد المقال لأن الشيء بالشيء يُذكر :
    النص :



    تحت ظلال ورقة الدكتورة عائشة موسى (2)


    إبراهيم الكامل ( آل عكود )
    وهج يُبرق علينا في ليل المنافي



    التقيته واستطعمت مائدة السماء .
    سمعت رنيناً يهبط من فوقها ، و ( أجليت النَظر ياصاحي ) ، واكتحَلَت برؤيته العيون . كُنت من قبل قد تَطلّعت لقبسٍ من سِفر إبراهيم الكامل :
    { المدارات والمعابر } . ومن يشتَمّ البعض يُفتتَن ، ويطمع أن ينبسط الرزق .فمن السماء هبطت عليَّ مائدة ، وقد بَخلت على من سألوا الأنبياء عليها من قبل . سُبحان من يُجري الأرزاق على هواه . استطعمت ولم أزل أستقطع لنفسي ما شاء الوقت ، وأقرأ من سِفرٍ في منزلة رحيق عمرٍ ، يعجز القلم أن يستجلي كنوزه . مرحى .. مرحى ، يقول إبراهيم إنه سِفره الأول ! .
    استكتب أبو الفرج الأصفهاني نفسه خمسين عاماً ، حتى كتب الأغاني . هذا السِفر أجده يذكرني بمنـزلته . يصغر سفر إبراهيم حجماً عن أي من مجلدات الأغاني ، لكنها كثيفة المحتوى . لم يجمع الأشعار والأخبار كما فعل الأصفهاني ، بل جلس عند كل نص من نصوصه جلسة عابد ٍ زينت له الدنيا من حوله أية من نعم المولى ، يجلي غموضها ويدخل ملكوت كاتبها ويلبس روحه حتى ينقلها للغة الأخرى .
    لقد تخير إبراهيم مادته للترجمة من النفيس المنظوم ، و من المموسق ، والمقدس ، ونقل لنا من شِعره الفصيح والعامي وافترش لنا أرائكاً نتكئ عليها لننهل .إنها لمفخرة لي ، أن يطوف من حولي مُذنبٌ فواح بعِطر الثقافة البهي . لن نقدر على شكر من جعل السماء بأنوارها المتلألئة في قبضة أيدينا ، ويسر لآل عكود أن تكون منحة المولى بيدهم .نِعم الأرواح وهي تأتلِف .

    قلت له : ـ
    ـ فارع الطول أنت ، وتبدو مُشرِقاً . بسمتك ترسم لُطف ملامحك النبيلة . تبدو كأخٍ صدوق يكبُرني . فقدته زماناً ثم التقيته.
    رد ببسمة وعلى وجهه بما يشبه العِتاب و أرى ارتباكاً لا يناسب ثقل تجربته و عُمره . جلسنا ولم يترك لنا الوهج الذي بيننا مجالاً لنعرف قشور بعضنا . بدأنا بالمِزاح ، وتقلَّبت في نعيم أن تلمس جمال مزهرية مورقة في عُمر العطاء السخي ، فتُفرد لك من روائحها ، وتمُد إليك فرح الدنيا نَضِراً .
    قلت : ـ
    ـ إذن ( المدارات والمعابر ) هو سِفرك الأول .
    قال : ـ
    ـ نعم هو الأول و هنالِك ديوانا شِعر ينتظران النشر . كَوني هو الذي تكاثف ، عسيرة هي الكِتابة في موطننا . تعذبت وأنا أصحح المُسوَّدة ، المرة تلو الأخرى . ضاقت بي الدنيا قبل أن يخرج السِفر إلى النور .لم يزل عندي مواضع مُراجعة .
    قلت : ـ
    ـ ربما نحن في السودان حديثي عهد بالنشر . سبقتنا مِصر ولبنان و دمشق ..
    قاطعني : ـ
    ـ الأزمة في تصحيح اللغة ؟
    لحظة صمت وقفت بيننا ، وانعطف بنا الحديث لشأنٍ آخر . قلت : ـ
    ـ حَدِثني أنت عن الكتابة وخواطرها ، و هواتف الذهن التي تُطاردك ، وتطاردني مثلُك .
    قال : ـ
    ـ كأنك تقصد خمر الكتابة ، وسُكر اللغة ،فعندما أصعد عتبات الخيال الحالِم ، تهبط عليَّ الخواطر هبوط النسور على القوارِض .
    قلت له : ـ
    إنها خاطرة غريبة الأطوار تعتريني مثلك هذه الأيام .لا وصف لملامحها الشيطانية ، تتملّك الروح والجسد . لا وقت تتخيره للهبوط عليك ، حتى نَـزف السماء له مواسم ، لكن تلك الخاطرة تهبط كقَدرٍ استعذبت سكِينه مواضِع الرخَاوة . تهبط عقلك هبوط ملاكٍ في هِزة كونيةٍ ترتجُ لها الأفلاك ويتمدد الكون في الفراغ السحيق . هذا عسير عليّ . أصحو فجأة عند حلمٍ يذبحني وأنا أتخبط من انفلات الروح وقت مُفارقة الجسد . أركل بقدميَّ كأنني أتشبث بالحياة . عسير أن تهوى قاتلكَ و تُكسر سُنن الأحياء ، في حُب البقاء و كره الفناء .
    أتأتيك مثل خواطري ؟
    قال إبراهيم : ـ
    ـ نعم ، أنت الصادق . كأنك قد وصفت ما بي . أحسست أن الخاطِرة أمر كوني حين يهبط يستوطن ذهني بلا مقدمات . يحُثني لمسك القلم ، وعندما أفعل تسترسل اللغة في نـزف متقلِب الألوان و الملامِح . لوحة مُتحركة ملؤها الأحمر والأبيض والأصفر والأسود والتركواز ، وعجائب تتخلق بين استراحات الرمادي حين يستعصي الصفاء والود بينها .
    أردفت قائلاً :ـ
    ـ أراك سيدي وأنت في عُمر تجاوز الخمسين ، كنخل فارِع ٍحين تُداعِبه الريح يضحك . فجذوره قد استشرت خيوطها تُمسِك بعروق الذهب في صخر الأرض .أعرف من يقول اترك في جيب سُترتك مُفكرةً صغيرة على الحِمل ، ناعمة رشيقة على رفقتك حتى وأنت نائم . فعند هبوط صرخة الخواطر ، انـزع نفسك عن النوم وامسِك القلم واتبِع الأوامِر .
    قال إبراهيم : ـ
    أذكر في زمان قديم كُنت أعرف سيدة أجنبية تعشق مثل هذه الخواطر ، وتجلس في حضرتها جلوس الطفولة أمام الجَد وهو يقُص من أحسن قصصه التي تُلهِب الخيال . كانت تسترجي القلم أن ينقل الشِعر ، كل الوارد من الذهب اللامِع برياحه الشيطانية ، حتى عبثت تلك الخواطر بذهنها . أسرجت بُراق الأحلام وطافت الآفاق ثم استعصى عليها العودة لعالمنا . كانت مأساة مُجلجلة .كتبت تلك السيدة أسفاراً تُـذهل العقول . ترمي الأحجار في البِرك النائمة ، وتلون أقصان الخيال بألوان الدنيا الساحِرة . إياك يا عبد الله أن تستجيب لتلك الخواطر فتتملكك وتُبعدك عن القريب والحبيب . استجِب قدر المُستطاع ، ولا تُسلس لها قيادك كل الوقت . يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : ـ
    ( الخاطرة تُغري بالانفلات ) .
    فهي تضرِم نارها حزاماً حولك و يستعصِي علينا أن نُعيدك لدنيانا . أنت تعرف الشاعِر إدريس محمد جمّاع ، فعندما تآلف مع تلك الخواطِر سرقت دَنياه ، وسرقته عنا . قبل غيبته الكُبرى نفث غُبار الشِعر ندياً حنيناً دافقاً ، واستغرق محبة لا شواطئ لها . أمطرنا جمَّاع ترياقاً يقينا شاطحات الخيال ، وغاب هو شهيد سِحرها .
    قلت لإبراهيم : ـ
    ـ قلت لي أنك تستنهِض روح النص قبل ترجمته ، تسبح قليلاً مع الشاعر ثم تتقمص روحه ، وترقب كيف استجمع الخيال ساعة الخلق . الفكرة ، النص ، ثم الحُلول قبل أن تبدأ الترجمة . إنه عِشق غريب على السَمع ، عصيٌّ على الفهم ، فأنا لست شاعراً . أنت تُقربني من الصفاء ودنياه السَاكِنة المُتأمِلة . أتعشق النص أولاً أم تُصادق الحُلم ؟ . انشدني من ترجمتك الحُرة لقبس من ديوان ( العودة إلى سنار ) للشاعر الراحل الدكتور محمد عبد الحي ، لعله يكون المِثال .
    صمت إبراهيم بُرهة ثم أفصح :
    ـ لربما تعجب إن قلت لك أننا كُنا رفاق فصل مدرسي واحد وبيننا صداقة عُمر ! . أقرأ عليك الآن نصاً لشاعرنا محمد عبد الحي ثم أقرأ ترجمتي الحُرة : ـ
    من ديوان : ( العودة إلى سنار )
    تأليف الدكتور / محمد عبد الحي :

    مَرحى .. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أُفْقِ القَبول
    لُغة على جسد المياه
    ووهجُ مِصبَاحٍ منَ البلور في لَيلِ الجذورْ
    و بعضُ إيماءٍ ورمزٍ مُستحيلْ .
    اليومَ يا سنارُ أُقبلُ فيكِ أيامي بما فيها من العُشْبِ الطُّفُيلِيِّ
    الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجارِ ... البريقْ
    اليوم أقبلُ فيك كلَّ الوحْلِ واللَّهَبِ المُقَدّسِ في دمائِكِ ،
    في دمائي
    أحنو على الرملِ اليبيسِ
    كما حَنوتُ علَى مواسِمِكِ الثرية بالتدفُّقِ والنَّماء
    وَأقولُ ، يا شمسَ القَبولِ توهَّجي في القلبِ ،
    صفِّيني ، وصفِّي من غبارٍ داكِنٍ :
    لُغتي ، غِنائي
    سنارُ ... تُسْفرُ في بلادِ الصّحوِ جُرحاً ..
    أَزرقاً ، قوساً ، حصاناً ..
    أسود الأعراف ِ ، فهْداً قافِزاً في عتْمة الدم
    ِ معْدناً في الشمس ، مئذنةً
    نُجوماً في عظامِ الصخرِ ، رُمحاً فوقَ مقْبرةٍ كتابْ
    رَجَعَتْ طيورُ البحرِ فجراً من مسافاتِ الغيابْ
    البحرُ يحلُمُ وحْدَهُ أحلامَهُ الخضراء َ في فَوْضَى العبابْ
    البحرُ ؟
    إن البحرَ فينا خضرةٌ
    حُلم ، هَيُوليٌّ
    في انتظار طلوعها الأبديَّ في لغةِ التُّرابْ .

    The Dawn of Peace
    A free translation of a selected extract from the Arabic poem
    ( The Return to Sennar ) By Dr. Mohammed Abd_ El_Hai

    My Sennar..!
    At sunset ..!
    Blinks in the homeland,
    Of sacred revival anew .
    And Winks in a bow ,
    In a wound dyed blue .
    In a horse with black manes ,
    An’ grass sparse; yet dew
    In the leap of a leopard,
    In blood opaque; but flew.
    In a ####l in the sun eyes,
    With a scarlet ray as clue.
    In stars with the marrow,
    Of a spear on an epitaph,
    Where martyrs souls just flew.
    In a book shone with holy verse,
    Where wisdom pearls brew.
    In a minaret to spin lighter,
    The spirits of the true.
    In a spire to stick tighter,
    Splinters of the pew.


    عبد الله الشقليني
    5/04/‏2005‏-م

    *
                  

03-01-2011, 10:53 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    أشكركما

    وبالفعل الولوج الى أمر الترجمة هام
    إذ يجب استصحابها معنا في متابعة الإبداع الكتابي
    حفاطاً على مايمكن أن يضيع بين مفارقات اللغات المختلفة


    وعن سؤالك يا أخ محمد فقد تجد بعض النقد السلبي في -ربما اثنين-
    من الأوراق النقدية التي أتمنى أن تجد طريقها الى هذه النافذة.
    وهي الآن بيد الأستاذ شقليني.
    ومن الصالة كان هناك ما أسميه "احتجاجا" أكثر من انه نقد:
    "لماذا الطيب صالح؟"
    لماذا التركيز عليه وأمثاله ممن لم يلاقوا من المشاكل في الكتابة والنشر..الخ
    مثل ما يلا قي شباب اليوم من الكتاب؟
    لماذا لا توجه مثل هذه الميزانيات لخدمة الناشئين....
    بدلاً عن البالغات الإحتفائية؟
    وقد وجد هذا الرأي الرد من عدة جهات
    لكن ما لفت نظري هو أهمية لفت نظر أصحاب مثل هذا الرأي من شباب الكتاب
    الي ان الحفاظ على الإرث لا يقل أهمية عن الإضافةاليه
    إن لم يزيد.
    ***********

    ثم
    أشكر الأستاذ شقليني على المقال الجميل حول لقاء الأستاذ ابراهيم عكود
    والترجمة التي فقدت تعليقي عليها في ذلك الحين
    ثم تواترت الأحداث فأضاعت مني حدثاً هاماً بالنسبة لي.

    جميل أن سمى عكود ترجمته لبعض سنار "حرة Free Translation"
    وأنا أذهب أبعد عن ذلك؛ وأسميها" بتصرف Adaptation Translation"
    وهذا من صميم الترجمات الإبداعية التي تُمارس مع الشعر على وجه الخصوص (إرضاءً لمدرسة الجاحظ).

    مثلاً..
    على الرغم من غن المترجم أسمى المقطعDawn إلا انه حيا سنار عند الغروب على غير ما رآه الشاعر.
    كما تصرف في تغيير مواضع ومواقع الصور المختلفة في القصيدة، فقدم وأخر كما رآه مناسباً لخياله
    وليس كما رآها الشاعر صاحب البيت الأول وأسميته البيت لأنها فعلاً مسألة ديكور فلم أدخل في المعاني.
    أنا لا أرى في ذلك غضاضة ولكنها رؤية يجب أن توضحها الحواشي لصالح الدراسات المستقبلية حول هذه
    الكتابات والترجمات.
    وربما استفاد المترجم من معرفته الشخصية للشاعر وطريقته في نظم الأفكار وأسميها هنا"اللوحات".

    وهنا نعود لأدوات المترجم جونسون التي أطلقت يده في أعمال الطيب صالح.
                  

03-01-2011, 12:17 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)

    ولكم شكر أكثر .. الأٍستاذة/عائشة/الأستاذ/أحمد الأمين
    وصاحب الخيط الرقراق الأستاذ/ عبدالله الشقليني .. من كل
    نبع قطرات .. ظللت أقرأ العودة إلى سنار وأتغافل
    عن تأمل شروحاتها قصدا لتبقى محملة بالمضامين
    المكنوزة، ولأجد مع كل قراءة أحساس جديد، والمقطع
    الذي أوردت ترجمة الأستاذ عكود له ياأستاذي الشقليني
    هو المقطع الذي أبدأ به مباشرة عند كل
    قراءة سريعة للعودة فتستفزني لغته
    بغرابتها وجدتها وسبكها العالي فكيف عندما أجده
    بلغة تعلمتها من منازلهم وبكدي الذاتي بعنت لا
    يعلمه إلا الله .. أحسن أبقى مع (البحر يحلم وحده
    أحلامه الخضراء في فوضى العباب .. البحر؟
    إن البحر فينا خضرة
    حلم هيولي
    في إنتظار طلوعها الأبدي في لغة التراب

    وأترك لكم الجوس بين الترجمات وارقب كل ذلك
    برضاء كبير أن فتحت في الخرطوم نافذة (ولو
    صغيرة) لضوء الأدب والشعر والثقافة يرتادها الناس
    من كل فج

    والحمد لله الذي جعل اللغة الأم لـ/ الطيب صالح
    ومحمد عبدالحي هي اللغة التي نعرفها ونحس بوقعها
    أكثر من غيرها لنتلقى إبداعهما حارا كما أرادا له
    وفي إنتظار الأخ / شقليني لو سمحت ظروفه ليستعرض
    لنا:

    (بعض النقد السلبي في -ربما اثنين-
    من الأوراق النقدية في فعالية جوائز الطيب صالح)
    كما ورد في مداخلة الأستاذة / عائشة موسى.

                  

03-01-2011, 10:15 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)




    دكتور حاتم صقر والخلاف حول استخدام العامية في الرواية



    قبل المقال نعيد شكرنا لهذه الدوحة الظليلة التي تحتها نجلس ، ونحتسي من كؤوس الثقافة التي لا ينضب معينها ،
    الشكر الجزيل للدكتورة : عائشة موسى والأستاذ / محمد عبد الجليل والأستاذ / أحمد أمين
    على هذا الثراء غير المحدود للتناول :لفظاً ومعنى
    *
    قدم الدكتور ورقته وهي جديرة بالنهل من معينها بوصف صاحبها شاعر وناقد ، وقدم ورقته حول سمتي الإيقاع والتحولات في رواية "عرس الزين "
    وسوف نعود ما وسعنا الزمان لمحتوى الورقة ، ولكنا ننتزع منها ، ما له علاقة بالخلاف على استخدام العامية في لغة السرد في الكتابة العربية .

    نقتبس مع بعض التصرف من مقال دكتور "حاتم صقر " لنوضح خلافه حول اللغة العامية التي ألبسها " الطيب صالح" ثوب الحوار ، مدافعاً عن الإستخدام أن الشخوص لا تتحدث بالعربية الفصحي :

    هنالك خلاف بسيط ، لماذا لا يكون السرد فصيح اللغة ؟ ، فالمتن السردي عقد بين القارئ والكاتب ، وهي كلها مخيال ، ولماذا لم يتم استخدام فصحى ذات سقف أقل كما كان يكتب " نجيب محفوظ " مثلاً
    الرأي :
    يهمنا كثيراً تناول الخلاف حول استخدام اللغة في السرد ، من قِبل الذين لديهم المبررات الموضوعية لهذا الخلاف .
    للدكتور حاتم صقر باع في النقد وفي الشعر ، وأيضا في التدريس الجامعي ، وغنيٌ عن التعريف أن نعيد ما هو ميسر سماعه من خلال " اليو تيوب " ، ولكنا ننتظر أن تصلنا النصوص كاملة .
    إن ما تفضل به الدكتور " صقر " من توضيح أنه خلاف " بسيط " ، لم يكن خلافاً على جانب من البساطة ، والمبررات التي ساقها الدكتور ، من أن المتن السردي عقد بين القارئ والكاتب ، وهي كلها مخيال ، ولماذا لم يتقبل "الطيب" فصحى بسقف أقل كما كان يكتب " نجيب محفوظ "

    وتلك هي الأسباب التي تضع سقوفاً للسرد ، إذ أنه يترك اشواك لغويةلدى القارئ أو القارئة ، قد تُكسر انسياب السرد لدى أي منهما من غير السودانيين ، و أن تلك العُسرة هي في محاولة فهم اللغة ، التي قد لا يصبر عليها القارئ أو القارئة ، أو يمر عليها دون تدقيق ، قد تُخلّ في الغوص في طبيعة الأشياء التي أراد لها الكاتب أن تصل كاملة الفهم في مستوى اللغة وتعاريفها القاموسية ، ومن ثم يسهُل الغوص في مركبات السرد الأخرى ، وهو ما يمهد لينتقل القارئ أو القارئة من آلة استيعاب إلى آلة استنطاق الخيال الجامح ، ويعيد انعكاس السرد في عوالمه الثقافية ، فيتأتي له معانٍ غير التي رتب لها الكاتب ، وخرجت القراءة المُبدعة آخر المطاف ، وهو أمل كل كاتب أن تتدفق خواطر التأويل لتفتح نوافذ إلى سماوات تُعطي السرد سموه وقدرته الخروج عبر الزمان .

    ونواصل



    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-02-2011, 03:36 AM)

                  

03-01-2011, 11:14 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: كما تصرف في تغيير مواضع ومواقع الصور المختلفة في القصيدة، فقدم وأخر كما رآه مناسباً لخياله
    وليس كما رآها الشاعر
    صاحب البيت الأول وأسميته البيت لأنها فعلاً مسألة ديكور فلم أدخل في المعاني.
    أنا لا أرى في ذلك غضاضة ولكنها رؤية يجب أن توضحها الحواشي لصالح الدراسات المستقبلية حول هذه
    الكتابات والترجمات.

    ربما يكمن السؤال فى ماهى طبعة"العودة إلى سنار"إلتى ترجم عنها الأستاذ عكود المقاطع إلتى ترجمها هل هى طبعة 1973 ام الطبعة الثانية منتصف الثمانيات "85 ....الشاعر محمد عبدالحى -رحمه الله نفسه فى الطبعة الثانية والأخيرة فى حياته قد تصرف بقوة فى النسخة الاولى الاكثر شهرة 1973 حيث تصرف بحرية فى تغيير مواضع ومواقع الصور المختلفة والمفردات تحديدا زمن الأفعال وظروف الزمان وقد تنبه إلىذلك التغيير فى بنية القصيدة بعد الطبعة الثانية صديقه التشكيلى حسين جمعان الذى عاصر فترات مضيئه فى حياته بلندن والخرطوم وقد كتب جمعان أكثر مقالين بعنوان :
    العودة إلى سنار بين الطبعتين الأولى والثانية-صحيفة السياسة السودانية 19887/88 تقريبامحورهما تعقب التغييرات والإختلافات بين النسختين لذات القصيدة .....
    وكذلك قام الناقد سامى سالم -رحمه الله بكتابة نحو ست أو خمس مقالات بمجلة الأشقاء حول المقارنة بين التعديلات إلتى أجراها عبدالحى فى النسخة الثانية للقصيدة " سوف أقدم اعداد المجلة التى كتب بها سامى سالم تلك المقالات لاسرة الشاعر لحفظها متى قدر الله ذلك "...
    ماهى الطبعة إلتى أعتمدها المترجم عكود؟
    وعلى اى الطبعات أستندت الدكتورة عشة فى مقاربة ترجمة عكود للنسخة الأم للعود إلى سنار إلتى ترجمها الاستاذ عكود Return to Sennar بينما ترجمها شاعرها نفسه Homecoming to Sennar حين أشار إليها ضمن إشارته للشعر الجديد فى السودان بكتابه بالانجليزية Conflict & Identity ,الصادر العام 1976 أى بين طبعتى العودة إلى سنار الاولى والثانية كماترجم نتفا من أبياتها فى ذلك الكتاب بالانجليزية الفخمة رحمه الله ...

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 03-01-2011, 11:55 PM)

                  

03-02-2011, 09:09 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)

    الأستاذ / الشقليني – أكرمه الله ونعمه،
    عندما يكتب المبدع شاعراً كان أو روائياً أو قاصاً هل يفكر بمآلات العمل
    من سيقرأة وهل سنتم ترجمته أو يجد طريقة ليُغنى أو يُمثل في مسرح الخ ..
    أم أنه فقط يُخرج العمل حسب رؤيته وحالته الإبداعية لحظة الكتابة (مخاض
    فولادة وقطع للحبل السري والسلام).

    هـل كان الطيب يفكر بأن حسنة ستصبح ملهمة الجماهير أو أن بت مجذوب
    ستجعل روائياً سعودياً يقول في ندوة بالرياض حول أعمال الطيب صالح:
    منذ أن قرأت مؤسم الهجرة إلى الشمال (وانا طالب بالثانوية) بعد أن قصر
    مالي عن شرائها فطالبت صاحب المكتبة أن يحفظها لي ريثما أعود
    بثمنها، فقد كانت آخر نسخة في المكتبة .. مذاك وأنا أدنو من كل
    أعمال الطيب وأعيد قراءتها مرات وأقترب من الطيب صالح وأتتبع
    أخباره حتى أصبحنا صديقين روائيين ينتميان لنفس المدرسة لا يغير
    من ذلك أن صار الطيب رقماً روائيا عالميا صعباً .. وأنا لا زلـت
    في بداية الطريق رغم اشتعال الرأس شيباً رحم الله الطيب صالح.

    أوردت كلام الدكتور السعودي (بتصرف كبير) فهو نقل من ذاكرة
    منهكة بعد ثلاثة أعوام من الحدث ، وذلك بقصد الإستعانة بها لصياغة
    مداخلة حول الأعمال الإبداعية (الرواية تحديداً) هل هي معلومات
    يتم إيرادها في قالب روائي يهدف إلى الإتيان بمضمون ما قاله أو فعله
    أي من شخوصها في هذا الموقف أو ذاك أم أن استخدام نفس
    لغة شخوص الرواية وطرائق تعبيرهم بكل ما تحمله من عفوية،
    بساطة، سذاجة إيغال في المحلية (أنا مكتول في بيت العمدة) أو
    غير ذلك من أشكال التعبير تبقى جزءاً من الحبكة والإمتاع
    والإدهاش الذي يضيف للنص ولا يستقيم العمل بدونه كما قال
    الطيب صالح (في الرواية لازم كل زول يتكلم بلسانو ويلبس
    توبو) .
    هل كان عرس الزين سيجد ذلك الصيت لولا اللغة التي كتبت
    بها .. أقول قولي هذا ويبقي فيما أورده الدكتور صقر
    وجاهة ظاهرة حين قال:
    أن المتن السردي عقد بين القارئ والكاتب ، وهي كلها مخيال
    ولذا لا بد من القول:
    أن وجه الحقيقة في الإبداع ليس واحداً ومطلب إتاحة الفرصة
    لأكبر قدر من القراء في أنحاء العالم لتناول المُنتج بأدق
    وأيسر السبل أمر هام .. وفي هذا الوضع ليس سوى
    التمنى: ليت يكون بإمكان المبدعين أن يبدعوا ما يبدعون بنفس
    درجة إدهاشهم بلغة أيسر (لتدويل) العمل الإبداعي
    ولا تزعلوا مني في كلمة تدويل التي أصبحت جزءا من
    الثقافة التي نتلقاها صباح مساء وفي إنتظاركم فلا زال
    ليل الإبداع طفل يحبو والسلام.
                  

03-02-2011, 09:29 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: احمد الامين احمد)

    عفواً سيدي القشليني

    ملاحظة طفيفةثم

    أتركك مع: د. حاتم الصكر..


    أما يا سيدي أحمد الأمين
    النسخة التي ترجم عنها الأستاذ عكود
    هي نفس النسخة التي رجعت إليها
    وهي التي اعتمدها عبد الحي حين أودع النسخ الخمس
    في دار الوثائق
    وأهداني منها نسخة بخط يده
    قائلاً:
    أكملت ما أريد قوله شعراً

    وما فكرت في الأمر الى أن انقضت العشر سنوات التي أوصى بها
    ووجدنا الظرف يحتوي على كل اجتهاداته في سنار
    وهي حسب ما أعلم خمس نسخ.
    نسخة عكود غير فيها محمد ترتيب الأسطر
    وليس المحتوى
    وهي نفسهامانشرناه في طبعةمدارات 2010

    وبالطبع راجعت ذلك قبل كتابة المذكرة أعلاه

    بعد مقالات سامي وقد قرأت بعضها
    أصدرت الكتورة فاطمة شداد- رحمهم الله جميعاً-
    دراسة لكل نسخ سنار مع العلم انها لم تكن
    قد رأت محتوى الوديعة في ذلك الوقت
    لم تُنشر الدراسة كاملة بعد لكني أرسلت منها جزئين للملحق الثقافي بالصحافة.

    ولك الشكر والتحية
                  

03-03-2011, 03:52 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عائشة موسي السعيد)




    وجه من وجوه الترجمة


    نذكر بأننا يتعين في كل مداخلة أن نشكر لكم مدّ هذه السجادة الفارهة بعناقيد الثقافة ،

    ونقتطف من مقال لنا سابق حول ترجمة بعثها لي الأستاذ / مصطفى آدم ،،،، وليس بيدي النص أو الترجمة ، ولكن معي بعض المفاتيح التي سوف تضيء بعض القراء :
    [B]...................................................
    عزيزنا مصطفى ، تذكرت مقطعاً آخر كتبه ( جبران خليل جبران ) :ــ
    كان رجل يحفر في حقله ، فعثر على تمثال بديع من المرمر الجميل . أخذه و مضى به إلى رجل كان شديد الولع بالآثار و عرضه عليه ، فاشتراه منه بأبهظ الأثمان . و مضى كل منهما في حال سبيله . و بينما كان البائع راجعاً إلى بيته أخذ يفكر في ذاته قائلاً : ما أكثر ما في هذا المال من القوة و الحياة ! انه بالحقيقة ليدهشني كيف أن رجلاً عاقلاً ينفق مالاً ، هذا مقداره مقابل صخر أصم فاقد الحركة ، كان مدفوناً في الأرض منذ ألف سنة ؟ . و في الساعة عينها كان المشتري يتأمل التمثال مفكراً و قائلاً لذاته : تبارك ما فيك من الجمال ، تبارك ما فيك من الحياة ! أنني لا أفهم كيف يمكن للإنسان أن يبيع مثل هذه الطرفة النادرة بمال زائل ؟

    النقد الذي لا نقدر عليه :ـــ
    كتب ( فولتير ) الفيلسوف الفرنسي ، الرسالة التالية إلى السيد ( دي سيدفل) عام 1733 . الآتي :
    " لقد كنت يا صديقي العزيز مصاباً بمرض خطير في الأيام الخمسة الماضية . فلم تكن لدي القدرة على التفكير أو الكتابة و قد تسلمت الآن القسم الأول من روايتك الخيالية . فأستحلفك باسم أبولو ألا تنحرف عن موضوعك الأول و ألا تخنقه بركام من الأزهار الغريبة . ليكُن المعنى الذي تقصده واضحاً للعيان . فان البهرج الزائد كثيراً ما يقلل من الوضوح . و إذا جاز لي أن أوجه إليك كلمة نُصح فهي هذه : ( لتكُن البساطة هدفك ، و نظم مؤلفك بطريقة واضحة جلية لا تتطلب عناية تجهد ذهن قارئك . و لا تحاول أن تبهر بل ارسم بريشة الحقيقة فيكون عملك مُبهجاً . اقصد غرضك مباشرة دون أن تذكر ما لا يلزم . ستظل ألمع من الآخرين حتى قبل إزالتك الزوائد و السلام عليك فأني لا أستطيع كتابة المزيد لشدة وطأة المرض علي .
    "
    عزيزنا مصطفى ، انك لم تزل تنتظر ملاحظاتي على الترجمة :ـ
    عندما كلّف المأمون المترجمين بنقل ما عند الأعاجم من علوم و آداب أصاب بعضهم حظاً من النجاح و أخفق بعضهم الآخر و تعثر . و قد ذكر ذلك سليمان البستاني مُعرِب الإلياذة اليونانية في مقدمته : ( و قد سلك المترجمون في التعريب مسلكين نقلهما البهاء العاملي في الكشكول عن الصلاح الصفدي قال : للترجمة في النقل طريقان أحدهما طريق يوحنا ابن البطريق و ابن الناعمة الحمصي و غيرهما و هو أن يُنظر إلى كل كلمة مفردة من الكلمات اليونانية و ما تدل عليه من المعنى ، فيأتي الناقل بلفظة مفردة من الكلمات العربية ترادفها في الدلالة على ذلك المعنى فيثبتها ، و ينتقل إلى الأخرى كذلك حتى يأتي على جملة ما يراد تعريبه . و هذه الطريقة رديئة ...و الطريق الثاني في التعريب طريق حنين بن اسحق و الجوهري و غيرهما و هو أن يأتي الجملة فيحصل معناها في ذهنه و يعبر عنها في اللغة الأخرى بجملة تطابقها سواء ساوت الألفاظ أم خالفتها . و هذا الطريق الأجود ).
    عزيزنا مصطفى ، بقي لنا بعد ذلك أن نتطلع إلى الترجمة الإنجليزية ، على أمل أنها الأقرب مما قمت أنت بترجمته ، ناقلاً القصيدة إلى العربية وفق المداخلات و الدعم الذي حصّلته أثناء العمل ، و قد قال الجاحظ في " البيان و التبيين " عن موسى بن سيار : " كان من أعاجيب الدنيا . كانت فصاحته بالفارسية في وزن فصاحته بالعربية ..." . و اللغتان إذا التقتا في اللسان الواحد أدخلت كل واحدة الضيم على أختها .
    المرجع :
    أوضح الأساليب في الترجمة و التعريب
    تأليف : فيليب صائغ و جان عقل


    عبد الله الشقليني

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-03-2011, 04:17 PM)

                  

03-03-2011, 11:04 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: لتكُن البساطة هدفك ، و نظم مؤلفك بطريقة واضحة جلية لا تتطلب عناية تجهد ذهن قارئك . و لا تحاول أن تبهر بل ارسم بريشة الحقيقة فيكون عملك مُبهجاً . اقصد غرضك مباشرة دون أن تذكر ما لا يلزم . ستظل ألمع من الآخرين حتى قبل إزالتك الزوائد و السلام عليك فأني لا أستطيع كتابة المزيد لشدة وطأة المرض علي


    يا جنك يا فولتير .. حالتك مرضان!!
    ألست بالقائل:

    إن قيام مدينة بلا أرض تقوم عليها، أهون من قيام مدينة
    دون إله تعتقد فيه
                  

03-04-2011, 10:53 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: إن قيام مدينة بلا أرض تقوم عليها، أهون من قيام مدينة
    دون إله تعتقد فيه




    تحية لك أخي الأكرم : الأستاذ / محمد عبد الجليل
    وأنت تأتي بالدرر .


    *
                  

03-06-2011, 08:08 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: أذكر في زمان قديم كُنت أعرف سيدة أجنبية تعشق مثل هذه الخواطر ، وتجلس في حضرتها جلوس الطفولة أمام الجَد وهو يقُص من أحسن قصصه التي تُلهِب الخيال . كانت تسترجي القلم أن ينقل الشِعر ، كل الوارد من الذهب اللامِع برياحه الشيطانية ، حتى عبثت تلك الخواطر بذهنها . أسرجت بُراق الأحلام وطافت الآفاق ثم استعصى عليها العودة لعالمنا . كانت مأساة مُجلجلة .كتبت تلك السيدة أسفاراً تُـذهل العقول . ترمي الأحجار في البِرك النائمة ، وتلون أقصان الخيال بألوان الدنيا الساحِرة . إياك يا عبد الله أن تستجيب لتلك الخواطر فتتملكك وتُبعدك عن القريب والحبيب . استجِب قدر المُستطاع ، ولا تُسلس لها قيادك كل الوقت . يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : ـ
    ( الخاطرة تُغري بالانفلات ) .
    فهي تضرِم نارها حزاماً حولك و يستعصِي علينا أن نُعيدك لدنيانا . أنت تعرف الشاعِر إدريس محمد جمّاع ، فعندما تآلف مع تلك الخواطِر سرقت دَنياه ، وسرقته عنا . قبل غيبته الكُبرى نفث غُبار الشِعر ندياً حنيناً دافقاً ، واستغرق محبة لا شواطئ لها . أمطرنا جمَّاع ترياقاً يقينا شاطحات الخيال ، وغاب هو شهيد سِحرها .
                  

05-07-2011, 03:21 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات مُشاهَدَة ليَوْمَي فَعاليّة جـــوائــز( الطيب صالح ) 2011 م. (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de