size=article_medium">
عبد الرحيم محمد حسين دخول عبد الرحيم محمد حسين إلى النادي للعب (الضمنة) ليلة 30 يونيو كان كفيلاً بإبعاد عيون الاستخبارات عنه، وأثناء انشغاله باللعب كان ذهنه مشغولاً بما سيحدث بعد ساعات. فالرجل كان مسئولاً عن استلام المنطقة العسكرية بمنطقة أم درمان شمال، وكان نجاحه في تنفيذ مهمته عاملاً حاسماً في انقلاب الإنقاذ.
- لاعب كرة قدم سابق.. ويشجع اللعبة الحلوة
- لا يتعاطى المكيفات حتى الشاي والقهوة
- ناشط طلابي منذ بداية دراسته بدنقلا.. ويحب العرضة
ومنذ ذلك الحين لعب الفريق ركن أول مهندس ووزير الدفاع الحالي أدواراً خطيرة في مسيرة السودان، فهو من رجال الإنقاذ الأوفياء، صال وجال في ميادين السياسة وقدم للسودان الكثير من خلال المناصب التي تقلدها بوزارة الداخلية، وزارة رئاسة الجمهورية، ووزارة الدفاع التي يتولاها حالياً.. فهو من القلة التي ظلت باقية في التشكيلات الوزارية طوال مسيرة الإنقاذ. وقد ساهم في الفترة الأخيرة في إحداث طفرة نوعية في مجال التصنيع الحربي وتطوير قدرات القوات المسلحة، ابتداءً بتصنيع الدبابات وانتهاءً بصناعة الطائرات عبر مصنع (الصافات) الذي يتم افتتاحه اليوم.
الخرطوم: محمد إسماعيل دبكراوي
الفريق عبد الرحيم وبعيداً عن بزته العسكرية نجده رجلاً يجمع بين قوة الشخصية والبساطة، يتمرد على أعراف البروتوكولات كل ما سنحت له الفرصة.. والفريق عبد الرحيم الذي عمل من قبل بمصنع النسيج السوداني لمدة ثلاثة أشهر أصبح اليوم أحد ركائز الدولة. وبجانب كونه حنيناً فهو يجمع بين القريب والبعيد، ويدعم الفقراء والمساكين ومنزله مفتوح للجميع وخاصة في الجُمعات.
(1)
ولد عبد الرحيم محمد حسين ونشأ بدنقلا بمنطقة كرمة البلد وتلقى تعلميه حتى الثانوي بها وكان ناشطاً في اتحاد الطلاب آنذاك ومتحدثاً باسم الطلاب في كثير من المناسبات، هذه الصفات القيادية المبكرة جعلته يتدرج حتى وصل إلى القيادة العليا، ويضيف صديقه الضابط بالمعاش عبد الوهاب أحمد عثمان أن عبد الرحيم محمد حسين كان يمارس كرة القدم بفريق الداخليات آنذاك، ويزيد أن والده العم محمد حسين أسس المشاريع الزراعية ووصل إلى وظيفة (الخولي) بمشروع الجزيرة ومناطق المناقل وغيرها. وقد عمل عبد الرحيم بالزراعة في بعض الفترات.
ويقول الأستاذ محمد إبراهيم يعقوب ابن خال الفريق عبد الرحيم عنه إنه رجل بسيط درس الخلوة، ودنقلا الثانوية وكان يساعد والده في الزراعة، كما أنه عمل معلماً ببربر ثم التحق بشركة الحديد والصلب ببحري حتى صار مهندساً بسلاح الطيران، وعمل بعدها بمعهد القوات الجوية بكرري.
ويشير الأستاذ إبراهيم سعيد إبراهيم موظف بدار الوثائق القومية - خال الفريق عبد الرحيم- إلى أن الرجل يحب حياة البساطة بعيداً عن أشكال التكلف، وهو بسيط في ملبسه وأكله وتعامله بدون بروتوكولات ويقود سيارته لوحده، وتفكيره منصب كله تجاه قضايا ومستقبل السودان. ويضيف أيضاً أن عبد الرحيم لا يغضب منذ أن كان ضابطاً صغيراً وإلى الآن ويستمع أيضاً لنقد الحكومة، بصبر وقد تجده يضحك في بعض المرات، كما أنه يحب الأطفال ويساعد الفقراء والمساكين وشخصيته قوية.
والفريق عبد الرحيم رجل مسامح ومتسامح ويقيم الليل ويؤدي جميع صلواته في المسجد خاصة صلاة الفجر. وهو يُكِن معزة خاصة لوالدته الحاجة ست النساء يعقوب.
(2)
ونعود ثانية إلى عبد الرحيم محمد حسين منذ ولادته بكرمة فقد كان مصنفاً على أنه من كادر إسلامي منذ نهاية الستينيات وتحديداً العام 1967م. وقد درس عبد الرحيم بالمعهد الفني (جامعة السودان الجناح الغربي الآن) ثم بعث إلى روسيا ودرس الهندسة الميكانيكية في مجال الطائرات.
وبحسب مقربين منه فإنه يتعامل مع الأشياء العامة بحنكة ووعي عالٍ وهو مميز في شخصيته، وعرف بنظارته منذ ذلك الزمن إلى تاريخ اليوم، ويقولون إنهم كانوا ينادونه بالأعمش، لأنه كان يلبس النظارة باستمرار. ويضيف صديقه الضابط عصام أن الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين لا يتعامل مع المكيفات فهو لا يشرب القهوة والشاي بتاتاً، له تفكير وأفق بعيد، واجتماعي من الطراز الأول فدائماً ما تجده في مناسبات الأسر مشاركاً. بل ويوصف الرجل بأنه ديمقراطي في الأسرة –عكس ما يتصور البعض بحكم طبيعته العسكرية- فهو يعمل على حل مشاكل المحيطين به بسرعة وبساطة، كما أن الرجل يحب العرضة، وقد لقب بأبو عصاية لأنه كان يستعمل العصاية منذ أن كان ضابطاً صغيراً وإلى الآن.
ويقول ذات المقربون عنه إنه متواضع لدرجة بعيدة، وهو بجانب ذلك رجل ميدان من الطراز الأول – بحسب لغة الجيش-، وهنالك مقولة يرددها المقربون منه بأن من يريد أن يقابل عبد الرحيم محمد حسين عليه أن ينتظر في مكانه حتى يأتيه، فهو ناشط اجتماعي فوق ما يتصور المرء.
وقد تزوج عبد الرحيم بامرأتين الأولى من أقربائه وهي الأستاذة سارة محمد السيد وله منها أربع بنات وولدين هما بكري خريج والآن يعمل مديراً لمكتب رجل الأعمال جمال الوالي رئيس نادي المريخ، وأحمد تخرج حديثاً في جامعة الرباط، والبنات هن سلمى وعابدة ودعاء وآمنة، وبعضهن يدرسن في جامعة الخرطوم، أما زوجته الثانية فهي الأستاذة نجوى عبد الرحمن وهي ابنة عمه وأرملة شقيقه وله منها ولدان هما ست النساء التي أسماها على والدته وعمر البشير تيمناً بصديقه الرئيس.
(3)
ومن أهم الوجبات المتاحة في منزله (القراصة والميلوحة) بحكم موطنه الأول، فالرجل يحب الأكل البسيط ويعمل الرجل وفقاً للمثل السوداني (الجود بالموجود) تأكيداً لعدم تكلفه.
ويشير ابن خاله إلى أن الفريق عبد الرحيم منذ الطفولة كان شقياً جداً و(هباش) وذو حركة كثيرة جداً. أما أصدقائه فهم الفريق بكري حسن صالح وعبد الرءوف شرفي والطبيب عبد الله عشميق والشاعر التجاني سعيد بجانب صديقه الأول رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير.
ويروى أن زوجته الأستاذة سارة محمد السيد كانت تذهب للسوق وتشتري حاجياتها لوحدها وتركب المواصلات العامة من وادي سيدنا لكي تشتري أغراضها، وأيضاً تزور وتتفقد زميلاتها من زوجات العسكر وتقف معهن في كل كبيرة وصغيرة، وهي الآن تعمل مديرة تعليم البنات بوزارة التعليم الاتحادية ، بجانب كونها (شيخة النساء العسكريات) فقد نشأت على الطريقة الإدريسية الأحمدية (الأدارسة).
أما شقيقه الأصغر حسين محمد حسين فقد أكد أن شقيقه رجل قومي ويحب التراث، ويشجع اللعبة الحلوة، ويستمع للفنانين بالترتيب محمد وردي، وحسين شندي.
ويضيف الأستاذ مصطفى السيد وهو ابن عمه وشقيق زوجته أن عبد الرحيم رجل مسالم ومسامح وخيّر، همّه الدين والوطن، وهذا هو نهجه في الحياة، ،يحب الأطفال ولا علاقة له بالمطبخ.