|
ذهب السودان.. بديل البترول المرتقب
|
تقرير محمد عبد الرحيم
الخرطوم في 16/5/2011م (سونا) تتجه أنظار السودانيين نحو الذهب بوصفه البديل الأنسب وسط الصادرات الغير بترولية لتعويض فاقد النفط بشمال السودان في الوقت الذي تتجه فيه دولة الجنوب صوب الانفصال المقرر له التاسع من شهر يوليو المقبل إنفاذا لاتفاقية السلام الشامل التي أنهت عقدين من الاحتراب بين الشمال والجنوب وتعتبر الحكومة السودانية الذهب الذي اكتشف في العديد من الولايات الشمالية فتحا ربانيا نزل عليها ليخرجها من مأزق فقدان عنصر ومورد اقتصادي مهم كانت تعتمد عليه لتوفير العملات الحرة ودعم الناتج القومي الاجمالى خاصة في ظل الارتفاع المتصاعد في أسعار الذهب على المستوى العالمي كإفراز طبيعي للازمة الاقتصادية العالمية وبرز الذهب كبديل أمثل لتعويض فاقد البلاد من النفط بعد الانفصال باعتبار أن عائدات الذهب تشكل نحو(16%) من حجم الصادرات غير البترولية، حيث بلغت عائداته حتى يوليو من العام 2010م (675) مليون دولار وقفزت العائدات إلى مليار دولار بنهاية العام الماضي بحسب د. عبد الباقي الجيلاني وزير المعادن، متوقعاً إسهام الذهب بمبلغ (4) مليارات دولار في الإيرادات القومية خلال العام 2011م وأوضح الوزير أن تعدين الذهب يتسع وتزداد عائداته، وترتفع أسعاره يوماً بعد يوم، داعياً للاستفادة من هذه العائدات لدعم الاقتصاد الوطني بعد فقدانه لنسبة (59%) من نصيبه من بترول الجنوب ويرى خبراء اقتصاديون أن الذهب يمثل بديلاً استراتيجياً للنفط لوجوده في معظم ولايات السودان، وقلة تكاليفه في التنقيب مقارنة بتكاليف البترول ونشطت وزارة المعادن مؤخراً في الترويج للمربعات المختلفة حيث وقعت حتى الآن حوالي (122) اتفاقية مع عدد من الشركات الوطنية والأجنبية التي كثفت عملها الاستكشافي والتعديني وبدأ بعضها في الإنتاج كما بذلت الوزارة جهوداً مقدرة لتنظيم التعدين الأهلي والارتقاء به حتى يسهم بصورة فاعلة في دعم مسيرة الاقتصاد الوطني وأعلنت الوزارة عن تشكيل شركة مساهمة عامة من القطاع الخاص لتسويق الذهب، وتصديره برأسمال مبدئي يبلغ (100) مليون دولار، ودعت القطاع الخاص للدخول في شراكات مع شركاء من الخارج ودعا الدكتور عبد العظيم المهل الخبير الاقتصادي إلى ضرورة اتجاه الدولة للاستفادة من الذهب في دعم الاقتصاد بدولة الشمال لتعويض الموارد التي يفقدها السودان الشمالي بعد الانفصال وقال إن المؤشرات الاقتصادية قد أثبتت أن الذهب قد ضخ عملات صعبة في خزينة الدولة، منوهاً إلى أهمية تنظيم وتوطين وتطوير التعدين الأهلي للاستفادة منه، منتقداً التعدين الأجنبي الذي اعتبره أقل عائداً من التعدين الأهلي. ويتفق الكثيرون على أن تعدين الذهب كنز السودان القديم المتجدد قد أسهم بصورة واضحة في تغيير الحياة الاجتماعية بمناطق تعدينه وحقق آمال الكثير من الشباب المتحفزين نحو مستقبل أفضل وتشير سونا إلى أن السودان يقع ضمن حزام الذهب العربي النوبي الذي يضم العديد من الولايات ويوجد الذهب في أجزاء متفرقة من القطر حيث يوجد الذهب في الصخور السطحية المعروفة بصخور البوسان وعرف السودان التعدين التقليدي منذ أقدم العصور وتشهد بذلك المعالم الأثرية في الولاية الشمالية وغيرها وكان من الأسباب التي أدت للفتح التركي للسودان هو الحصول على الذهب الذي يتمتع به
|
|
|
|
|
|