عن أزمة حق: رسالة توسل إلى محمد سليمان وعمر النجيب (قبل خراب سوبا)

Quote: نيويورك في 8 فبراير 2001 الأخوان الكريمان عمر و محمد إليكما أطيب تحياتي يا أخوانا بغض النظر عمن من المخطئ ومن المصيب، فإن الحالة الراهنة لا تسر إلا العدو، والاتجاه إلى مزيد من التصعيد لن تكون نتائجه إلا مزيدا من الأضرار لمركز الخاتم وللحركة، ولسمعتنا جميعا كأفراد وخاصة الأخوة المعنيين مباشرة في الخلافات والصراع. إن الناس لا يعنيهم كثيرا أن يعرفوا من المخطئ ومن المصيب ومن الصعب جدا أن يعرفوا، ولكنهم يرون خلافات بشعة تنشأ بين أناس كانوا مظنة الخير ومظنة أنهم يأتون بجديد فيما يتعلق بممارسة العمل العام من حيث التعقل والحكمة والأخلاق والترفع عن الصغائر والخصومات الشخصية بسبب العمل العام. وبالتالي يصدر الناس أحكامهم على أننا لا نختلف عمن نزعم أننا نقدم أنفسنا بديلا لهم من أهل السياسة التي كانت ولا تزال تتسم بسمات النخاسة. أقول هذا ولا تزال ماثلة للأذهان تجارب الانشقاقات الماضية التي مرت بها حق وكيف أنها تركت آثارا سلبية طويلة الأجل عوقت الحركة أيما تعويق، وأفقدتها أعدادا كبيرة من عضويتها الفتية. ويا أخوانا، يجب ألا ننسى العشرة الإنسانية وزمالة الكفاح طيلة خمسة عشر عاما أو تزيد، ويجب أن يحاول كل طرف منا أن يكون صاحب الفضل والعفو والصفح، مهما بلغت درجة المرارة والإساءات. ويا أخوانا لننظر حولنا إلى الحالة في السودان ومصر والعالم العربي لنرى كيف أن خلافاتنا قد عوقتنا عن العمل الوطني في وقت من أصعب الأوقات في تاريخ السودان: انفصال الجنوب، والقمع الوحشي الذي تمارسه سلطة الإنقاذ ضد الشباب الذين تحركوا بأثر من انتفاضتي تونس ومصر وتخاذل قادة الأحزاب التقليدية وتباريهم في مساومات خاسرة مع النظام في وقت كان ينبغي فيه تصعيد المواجهة ضده بكل السبل. لقد بلغ الخلاف في إطار مركز الخاتم مرحلة يبدو أنه لا رجعة منها للطرفين إلا بعد حين. ومن الخير أن نفصل بين شأن المركز والحركة تماما، إذ أن المركز يمكن أن تغلقه السلطات بسبب الخلافات في أي وقت أو بدون هذه الخلافات، ويمكن أن يقام من جديد متى تهيأ الوقت المناسب لذلك. ولكن الحركة لا يمكن أن تغلقها السلطات. والحركة استثمار أنفق فيه عدد كبير منا أكثر من خمسة عشر عاما غير ما سبقها من سنوات طويلة من عمر كل منا في العمل العام. يجب ألا ندع الخلافات في المركز تقضي على الحركة. فالحركة مجهود لعشرات من الشباب الوطنيين الذين ضحوا بسنوات عزيزة من عمرهم الغض من أجل أمل يبشر بالخلاص الوطني. ويجب ألا نخذل هؤلاء الشباب ونخيب أملهم في حق. يجب ألا نخذل الشعب السوداني في أحلك الظروف، ففي هذا خذلان لنا نحن أنفسنا، وفيه نقض لغزلنا بأيدينا. وعليه أقترح عليكما أن تفكرا في الآتي: أولا: فيما يتعلق بالمركز، أعتقد أن الطريقة الوحيدة للفصل التام بين شأن المركز والحركة، وتفادي مزيد من التصعيد، حتى لولا لأي سبب سوى الحرص على الحركة، هو أن ينسحب الأخوان محمد وهالة من قضية المركز هذه باستقالتهما من الجمعية العمومية، ودعونا نركز على تلافي الحركة. وسنعمل لاحقا عندما تهدأ النفوس بعض الشيء إلى تحقيق مصالحة بين الأطراف المتخاصمة. ثانيا: فيما يتعلق بالحركة، أنتم يا أخوانا اتخذتم قرارات في اجتماع 13 نوفمبر ثار حولها جدل واسع ولا يزال. ولست الآن بصدد الرجوع إلى تلك القرارات ولكن بصدد مناقشة ما ترتب على تلك القرارات فيما يتعلق تحديدا بعقد المؤتمر العام للحركة. فقد ألغيتم اللجنة المكلفة سابقا بالتحضير للمؤتمر وشكلتم لجنة من الأخوين حبيب العبيد ونعمات أبوبكر. فماذا فعلت هذه اللجنة حتى الآن للتحضير للمؤتمر المقرر عقده في أبريل؟؟ وها قد بلغنا الآن أن حبيب سافر إلى الإمارات، أما نعمات فإنها أصبحت شبه متوقفة عن النشاط بسبب الخلافات الدائرة. وأنتم عطلتم دور المجلس القيادي وشكلتم بدله مكاتب جديدة لم نر لها فعلا ولم نلمس لها وجودا حتى الآن. ومن الواضح أن قيادة الحركة مشلولة الآن وغائبة عن الأحداث ومختفية عن العضوية. وللخروج من هذه الأزمة أقترح بصورة محددة تشكيل لجنة مشتركة بموافقة طرفي الخلاف في المجلس القيادي للتحضير للمؤتمر العام للحركة سواء في أبريل أو فيما بعد أبريل. وأعتقد أن هذا هو الرأي السائد وسط العضوية بشكل واسع حسبما لمسته من مناقشات وأجريته من اتصالات مع أعداد مقدرة من العضوية. فيا أخوانا إذا اختلفنا فيما يتعلق بمشكلة المركز، دعونا نتفق فيما يتعلق بقضية الحركة. أقدم اقتراحي هذا وأتطلع إلى الرد الإيجابي منكما في وقت قريب، أو طرح أي رأي بديل ترونه أنسب لتجاوز الأزمة الراهنة ويمكن أن يكون مقبولا للطرفين. هذا مع أخلص تحياتي وأمنياتي لكما بأطيب الأوقات. أخوكم بشير بكار العزيز بشير بكار بعد بشتنة الحال والاحوال (والبيوت اسرار) ناهيك عن التنظيمات ومجالسها القيادية جاى تحدثنا عن الحكمة والاحتكام لها وعجبى ... (عدل بواسطة بدر الدين الأمير on 04-26-2011, 06:44 AM)