التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-25-2011, 05:26 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال

    منذ توقيع إتفاقية السلام الشامل، 2005، طرق الفضاء السياسي السوداني نجم جديد أسمه (الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال).

    ومن بدء تنفيذ الاتفاقية حتى استفتاء الجنوب، أنفق قطاع الشمال ستة أعوام في مكابدة مماطلات دهاقنة المماطلة في الحزب الحاكم بالقوة الأمنية - المؤتمر الوطني.

    ولأن قطاع الشمال كان هو الذي يقف في وجه المدفع، فقد أعاق ذلك وأضر بالجهود الطبيعية التي كان من المفترض ان تذهب لصالح تأسيس قواعد الحركة الشعبية كحزب سياسي قومي، في حالة بقاء السودان موحدا، أو تأسيس قواعد قطاع الشمال كحزب شمالي في حالة اختيار شعب الجنوب النأي بانفسهم بعيدا عن أوحال الساحة السياسية الشمالية.

    كل ذلك صار تاريخا الآن. انفصل الجنوب وواجه قطاع الشمال مصيره كحزب ناطق باسم المهمشين والمهضومة حقوقهم في دولة الشمال التي تقوم على إرث بالغ التعقيد من الممارسات السياسية.

    فما هي التحديات التي تواجه هذا الحزب الجديد؟
                  

04-25-2011, 05:42 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    عزيزنا حامد بدوي ..تحياتي..،،

    هذا البوست إن قُدِّرَ له أن يكون بعيداً عن المهاترات والتنابذ سيمثل إضافة مهمة بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال السودان، خاصة وأننا نعلم أنها (أي الحركة الشعبية- ش السودان) منهمكة في حوار داخلي وحوار مع أصدقائها وحتى خصومها لبلورة حزي سياسي عريض، وربما كان هذا المنفذ أحد قنوات ذلك الحوار. لا أدري لماذا يجنح الناس إلى التهاتر وأمامهم هذا القدر من التحديات؟!! أقترح عليك أن تضع التحديات تلك حسب وجهة نظرك ثم بعد ذلك يفتح الحوار عليها، لكن إنزالها - بالقطارة- سيعطي فرصة للمتربصين بالحوار الصحي لكي يحرفوا البوست - بقدراتهم الفائقة في هذا- عن ما تصبو ونهفو إليه.

    مودتي
                  

04-25-2011, 06:25 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: Murtada Gafar)

    صديقي مرتضى جعفر،

    لا تخف. فقد آليت على نفسي ألا أرد على أي مهاتر وألا ألتفت للتجريح الشخصى في هذا البوست. والعارف عزو مستريح.

    ثانيا، لقد قصدت بالفعل أن يكون هذا البوست إضافة لنهج الحوار الواسع والاستنارة بكل الآراء الذي وفقت (الحركة الشعبية - ش. س.) في البدء به من أجل بلورة رؤية الحزب الجديد، وذلك من خلال المداخلات المسئولة التي نرجو من أهل الرأي ألا يبخلوا بها.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 04-25-2011, 07:05 AM)

                  

04-25-2011, 07:21 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    الطبيعي والمنطقي ان تخلق الجماهير حزبها وليس العكس. وهذا يتطلب وجود فئات أو طبقات إجتماعية واعية بقضيتها وتتطلع لأوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية مفقودة في ظل التركيبة السياسية السائدة.

    إذا لم تشعر تلك الفئات بحاجتها للتغير، فلا فائدة من تكوين حزب سياسي يجسد طموحاتها التي لا تعيها، ويكون المطلوب في هذه الحالة جماعة إصلاحية تعمل على إيقاظ هذه الفئات حتى تعي حاجتها للتغير أولا. هذه هي الحالة التي يخلق فيها الحزب جمهوره. وهذا هو الذي كان ديدن الأحزاب العقائدية في الأزمان الغابرة. لقد كان الحصان أمام العربة تماما. كانت الأحزاب هي التي تلقن الجماهير أيديولوجيتها الجاهزة، بينما الطبيعي هو أن أن تمنح الجماهير الأحزاب أيديولوجيتها.

    وإن كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان قد أيقظت، من خلال النضال المسلح على مدى ربع قرن، جماهير المناطق المهمشة وجماهير المهمشين في المناطق المستأثرة بخيرات البلاد، فإن حزب الحركة الشعبية يكون قد مهد الأرض التي يقيم عليها أبنيته التنظيمية تمهيدا جيدا. ويكون بذلك هو الحزب الصحيح في الوقت الصحيح.


    غير أن من يطلق عليهم المهمشين لا يوحد بين سوى مقاساة الظلم والتهميش. أما ما فوق ذلك وتحته، فهم شتات واسع يفرق بينهم الدين واللغة والثقافة والأعراق. وهذا تحد كبير لا يمكن تجاهله، يبرز أمام حزب الحركة الشعبية - شمال السودان.

    وتتطلب مواجهة هذا التحدي العمل الجاد من جانب مثقفي الحزب على تطوير الفكر المستلهم من واقع التهميش وصياغة الأيديولوجية المستلهمة من تطلعات هذه الجماهير المهمشة. فكر وأيديولوجية قادرين على تسييج هذه الجماهير وتحصينها ضد الشرور التي يمكن أن تدخل إليها من الثغرات الدينية والعرقية التي هي مدخل سهل للساعين لضرب الجزب. وبالتالي خلق الثقافة المتسامحة مع تعددية مكوناتها والتي تقبل التعدد داخلها وتغتني به. وهذه هي الأيديولوجية التي يطمع الحادبين على هذا الحزب في تسود في البلاد كلها، أيديولوجية (السودان الجديد).

    وحتى نكون دقيقين ولا نطلق العبارات دون تحديد مقصوداتها، نقول أننا نعني بالأيديولوجية، ابتكار الفائدة التطبيقية للفكر. هي تحويل الفكر إلى أدوات تخطيطية وتنفيذية قابلة للاستخدام في مجال السياسة والاقتصاد والثقافة. فالعلاقة بين الفكر والأيديولوجيا هي نفس العلاقة بين العلم والتكنولوجيا.
                  

04-25-2011, 07:30 PM

أحمد ابن عوف
<aأحمد ابن عوف
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 7610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    سلام استاذ حامد

    سنكون متابعين، خليني اسجل نقطتين

    1- التحديات التي سيواجهها حزب الحركة الشعبية ش س هي نفس التحديات التي يواجهها اليوم اي حزب سياسي آخر في الشمال
    بل امر منها، على الاقل عرمان يسرح ويمرح والترابي في السجن.

    2- ارى ان على الحركة الشعبية ش س ان تغيير من عقيدتها (ان صح التعبير) نظرية صراع الهامش والمركز.
                  

04-25-2011, 08:26 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: أحمد ابن عوف)

    Quote: 1- التحديات التي سيواجهها حزب الحركة الشعبية ش س هي نفس التحديات التي يواجهها اليوم اي حزب سياسي آخر في الشمال
    بل امر منها، على الاقل عرمان يسرح ويمرح والترابي في السجن.

    2- ارى ان على الحركة الشعبية ش س ان تغيير من عقيدتها (ان صح التعبير) نظرية صراع الهامش والمركز.


    الأخ أحمد تحياتي.

    أشكرك على الاهتمام.

    في النقطة الأولى أتفق معك لحد. نعم ثمة تحديات مشتركة تواجهها كل الساحة السياسية السودانية. فكل الأحزاب تواجه سلطة دكتاتورية أتت عن طريق الإنقلاب العسكري وتتوسل للحكم القوة العسكرية وتدشين الكتائب والتخويف.

    لكن ما دون ذلك، لكل حزب ظروفه الخاصة. والتحديات التي تواجه الأحزاب الطائفية التقليدية غير التحديات التي تواجه الأحزاب الدينية الحديثة، غير التحديات التي تواجه الأحزاب العروبية غير التحديات التي تواجه الأحزاب العلمانية.

    أما سجن الترابي، ففي ظل الدكتاتورية ودولة الحزب الواحد، فإن السجن أقرب، بل احيانا أرحم ما يتعرض له السياسيون.

    في النقطة الثانية، لا أعتقد أن فكر (السودان الجديد) ينحصر في (صراع الهامش والمركز). فصراع المركز - الهامش يحصر القضية في التهميش الجغرافي. واعتقد ان القضية اكبر من ذلك بكثير. ففي الهامش الجغرافي وكذلك في المركز، ثمة تهميش ناتج عن التعالي العرقي والهيمنة الدينية. وثمة عمل منظم ومتفكر للتفريق حتى بين مكونات الهامش. وإلا من أين نبعت مشكلة دارفور. هل تظن أن العناصر التي كونت ما عرف بالجنجويد، هي عناصر من المركز. إنها عناصر من الهامش صارت مطية في يد قوى السودان القديم.

    القضية أكبر وأخطر من مجرد صراع المركز - الهامش. ثمة منظومة فكرية متجذرة ومؤسسة ولا تحدها الجغرافيا. هذه هي المنظومة الفكرية لقوى السودان القديم والتي يجب هزيمتها في المركز وفي الهامش الجغرافي، حتى يصير من الممكن بناء السودان الجديد الذي يقوم الإنتماء فيه على المواطنة وليس على أي اعتبار آخر. من هنا كان فكر السودان الجديد ضد الدولة الدينية (الإسلامية) وضد الدولة العرقية (العروبية) وضد كامل مخرجات هاتين الدولتين من هيمنة وتعالي وتهميش. فالتهميش نتيجة وليس سبب. نعالج الأسباب فتختفي النتائج

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 04-25-2011, 08:32 PM)

                  

04-26-2011, 04:58 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

04-27-2011, 06:07 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    ومن التحديات الجسام التي نرى أنها تواجه الوعاء السياسي الحامل لفكر السودان الجديد في دولة الشمال، ضرورة الخروج من عباءة (الأحزاب الجهوية).

    لهذه التسمية تاريخ طويل مرتبط ارتباطا كاملا بديناميكيات التهميش وديناميكيات مقاومة التهميش والنمو الطبيعي لوعي المهمشين.

    فإذا عدنا قليلا للوراء وألقينا نظرة عابرة على الحراك السياسي أثناء فترة التحفز لنيل البلاد استقلالها، لوجدنا أن الحركة السياسية السودانية كانت قد تبلورت في تيارين رئيسيين:

    1 - التيار (الإتحادي). وهذا تيار عروبي ارتبط بمصر في مختلف مراحل تطوره، ويسعى لجعل السودان جزءا من المجال السياسي العربي.

    2 – التيار (الاستقلالي). وهذا تيار ديني كان يقوده حزب الأمة، ويسعى لربط الدولة بالدين.

    غير أن الإدارة الاستعمارية أو ما عرف (بحكومة السودان)، كانت لها رؤية تتعارض مع مساعي هذين التيارين، إذا كانت تريد ان تترك السودان دولة ديموقراطية علمانية، ترتبط ببريطانيا عبر الكمونويلث وليس بمصر عبر الإتحاد.

    في البداية كانت (حكومة السودان) تعول كثيرا على (الخريجين) كفئة مستنيرة، لا بد من أن تكون لها أشواقها الديموقراطية العلمانية. غير أن الخريجين قد نكصوا على أعقابهم عن القيام بهذا الدور الطليعي.

    عندما فجعت الإدارة الإستعمارية في المتعلمين الذين كانت تعدهم في مدارسها لقيادة التيار الحداثي العلماني لمناهضة التيار الإتحادي العروبي الساعي لضم السودان لمصر ولمناهضة التيار الإستقلالي الديني الساعي لإعادة الحكم المهدوي الديني، عندما فجعت تلك الإدارة في المتعلمين الذين توزعوا بين التيارين المذكورين، فإن أول من إتجه إليهم تفكيرها هم أهل الأرياف والأطراف والهوامش. ويشهد التاريخ كيف سعت الإدارة الإستعمارية لإنشاء (الحزب الجمهوري الإشتراكي) من زعماء القبائل في الشمال والشرق والجنوب والغرب، باعتبار أن أهل الأرياف والأطراف زائداً المتعلمين، هم أصحاب المصلحة الحقيقية في إقامة سودان حداثي ديموقراطي علماني بعيداً عن أطماع الساسة المصريين وبعيداً عن طموحات السيد عبد الرحمن المهدي.

    على الرغم من فشل هذا الحزب وموته المبكر لما لقيه من حرب من جميع التيارات، إلا أنه قد أثبت من خلال عمره القصير بأن قضايا أهل الأرياف والهوامش لا بد لها من وعاء سياسي يأتي من خارج التيارين الكبيرين، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني. ولم يع أهل الأرياف والهوامش ضرورة قيام هذا الوعاء إلا بعد الإستقلال حيث أضطروا لخلق إتحاداتهم وأحزابهم السياسية خارج التيارين المذكورين، تلك التنظيمات التي عرفت بالأحزاب الجهوية.

    حسب الفهم السائد والمتكرس، فإن الشأن السياسي السوداني يظل منحصرا ضمن دائرة الهيمنة العروبية - الإسلامية. ويعطي هذا الفهم المتكرس للأحزاب، خارج دائرة هذه الهيمنة، وصف أحزاب الأقليات، ويقصد بذلك الأحزاب الجنوبية وأحزاب جبال النوبة والبجه ودارفور. وحيث أنها أحزاب أقليات متفرقة، فهي لا تشكل تيارا سياسيا يمكن أن يضارع التيار العروبي والتيار الديني. ومن ناحية أخرى، وحسب الفهم السائد والمتكرس أيضا، يبدو أن وصف أحزاب (الأقليات) هذه بأنها الأحزاب الحداثية العلمانية، ينطوي على كثير من التجاوز.


    إلا أنه قد ثبت الآن، وبعد مرور قرابة الخمسين عاماً على محاولة (حكومة السودان)، فإن وعي أهل الأطراف والهوامش بتناقض مصالحهم مع توجهات التيار الإتحادي العروبي والتيار الإستقلالي الديني، قد تعمق ونضج لدرجة أن الأطراف والهوامش قد أخذت تقاتل لفرض الخيار الحداثي العلماني على السودان.

    ومن هذا التسلسل التاريخي يتضح أن الأحزاب الجهوية هي المؤسسة الحقيقية للتيار الحداثي العلماني ضمن الحركة السياسية السودانية بعد أن تخلى عن هذا الدور التأسيسي طلائع المتعلمين الذين انتظموا في (مؤتمر الخريجين) أولاً ثم إنقسموا ليذوبوا في التيارين الكبيرين، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني, ثانيا.

    غير ان الأحزاب الجهوية ظلت جهوية، لا تعنى أحزاب الجنوب منها بمشاكل الشرق ولا تعني أحزاب جبال النوبة بمشاكل دارفور. وحيث أن حزب الحركة الشعبية الجديد قد كرس نفسه للدفاع عن حقوق أهل الهامش عموما، فإن هذا يجعل منه وريثا شرعيا لما عرف بالأحزاب الجهوية، يقع عليه عبء تطوير طرحها والارتقاء به من الجهوية إلى القومية.

    ومن حيث أن المفترض في هذا الحزب ألا يفرق بين المهمشين على أساس جغرافي، فمن هنا تجيئ ضرورة الخروج من عباءة (الأحزاب الجهوية.).

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 04-27-2011, 07:54 AM)

                  

04-27-2011, 07:56 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

04-28-2011, 01:24 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    من التحديات الكبرى والأعباء الرئيسية التي يجب أن يطلع بها حزب الحركة الشعبية الجديد في السودان الشمالي، إدخال الثقافة الديموقراطية واستدامة النظام الديموقراطي للحكم.

    فالديموقراطية المستدامة هي أمر لم يعرفه السودان. فقد ظلت الديموقراطية دائما محطة بين دكتاتوريتين عسكريتين، لا تدوم لأكثر من ثلاثة سنوات.

    ولأن آخر هذه الدكتاتوريات العسكرية لا تزال تسيطر على مقاليد الحكم بالطرق الدكتاتورية المعروفة والمنافية للديموقراطية، وأنها قد شارفت على ربع القرن، حتى صارت إحدى أقدم دكتاتوريات العالم، فإن جيلا كاملا من السودان يكون قد ولد وعاش وهو لا يعرف شيئا عن الديموقراطية، مما يتطلب إعادة إدخال الثقافة الديموقراطية للبلاد.

    ولا يتسنى لحزب أن يقوم بهذه المهمة ما لم يدرس جيدا كيمياء السلطة في السودان وخطوط تطورها، وما لم يحلل جيدا القوى السياسية الفاعلة في الساحة، حتى يتلمس مواضع خطواته.

    وهذه أمور لا يمكن تركها للإجتهادات الفردية، مهما كانت أهمية هذه الاجتهادات. فالأمر هنا يتطلب إنشاء مركز للأبحاث الاستراتيجية.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 04-28-2011, 01:27 PM)

                  

04-28-2011, 03:00 PM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    حامد والمتداخلون

    هذا الموضوع يشغلني كثيرا

    فهو يحدد مستقبل السودان

    ألاحظ في جنوب كردفان أن الحركة أصبحت التجسيد الحي لوحدة السودان

    فهل تصبح هي الرابط بين مكونات السودان مستقبلا

    وعلى ذلك يتحدد سلوكي الشخصي

    هل ألقي بثقلي هنا


    طبعا لا أزال أتساءل عن إنسحاب عرمان من معركة رئاسة الجمهورية

    كانت ستكون صورة مكبرة من حملة جنوب كردفان

    كانت ستصبح معركة إجتماعية وثقافية للملايين في مختلف أنحاء السودان

    بجانب كونها سياسية

    وكانت السؤال التاريخي: السودان يكون أو لا يكون

    حتى الآن لا أجد أجابة مقنعة حول انسحابه


    سأعود بروقة


    الباقر موسى
                  

04-30-2011, 06:07 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: Elbagir Osman)

    الصديق الباقر موسى،

    كيف أنت وكيف الأولاد وأم الأولاد.


    تسؤلاتك صحيحة ومشروعة.

    لكنها تعود للتارخ. إلى زمن السودان الكبير قبل الانفصال.

    ولا تزال عوامل التفتيت تنشط، وقد سمع العالم كله، رئيس الجمهورية وهو يهدد شعبه بالحرب.

    وإذا أصرت عصابة الإنقاذ على ثقافة الحرب ولغة التهديد، فلربما يصل الناس في الغرب والشرق وجنوب الشمال الجديد، إلى انه لا سبيل سوى الزحف على الخرطوم. وهذا سيناريو أرى ان شروط تحققه تزداد قوة كلما سمعت رئيس المؤتمر الوطني يلقي الكلام بلا مسئولية.

    عموما،

    إن أحد عوامل استفحال (مرض الإنقاذ) في جسد الأمة السودانية، هو غياب التنظيمات السياسية القادرة على هزيمة المؤتمر الوطني.

    دعونا نسهم في بناء حزب قومي قادر على هزّّ الأرض تحت أظلاف المؤتمر الوطني.
                  

04-30-2011, 07:58 AM

عبّاس الوسيلة عبّاس
<aعبّاس الوسيلة عبّاس
تاريخ التسجيل: 08-23-2005
مجموع المشاركات: 930

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: ارى ان على الحركة الشعبية ش س ان تغيير من عقيدتها (ان صح التعبير) نظرية صراع الهامش والمركز

    الأستاذ حامد بدوي كل التحايا
    المدخل السليم لفهم علاقة المركز والهامش هو المدخل الإقتصادي , الدولة المركزية وجيشها وظٌفت من أجل رعاية مصالح إقتصادية كان نتجتها تهميش المنتج وأخيرا محاربة الإنتاج. طبعا هذا لا يلغي التوظيف الحدث للدين والعرق والجهوية في هذا الصراع, حزب الحركة الجديدة يجب أن يعمل علي تقليص سلطات المركز وتقوية السلطات المحلية وذلك عبر إعطاء الأقاليم الحق في إدارة مواردها والتصرف فيها وفقا لما تراه مجالسها المنتخبة على ان تلتزم بدفع ضرائب للمركز للمساهمة في تصريف الأنشطة الإتحادية التي تتفق الأقاليم الكبيرة حولها. هذا الهدف يتطلب ان يكون التنظيم الجديد قائم على بنية فدرالية مما سيحقق له شرط الدمقراطية القادمة من القواعد وشرط الشعبية الواعية بمصالحها. أعتقد الأحزاب الجهوية لعبت دورا هاما في كشف إضطراب الدولة السودانية الذى نبه له الكاتب تيم نبلوك في كتابه الهام( صراع السلطة والثروة في السودان) الذي ترجمه الأستاذ محمد علي جادين, لذلك فتح جوار معها مهم جدا خاصة القوة الحية في دارفور, دارفور التي تتمتع بتركيبة عرقية فريدة ومصالح إقتصادية متقاطعة مع المركز مساهمتها ستكون مهمة في بلورة ملامح الحركة الجديدة.
                  

04-30-2011, 10:14 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: عبّاس الوسيلة عبّاس)

    Quote: أعتقد الأحزاب الجهوية لعبت دورا هاما في كشف إضطراب الدولة السودانية الذى نبه له الكاتب تيم نبلوك في كتابه الهام( صراع السلطة والثروة في السودان) الذي ترجمه الأستاذ محمد علي جادين, لذلك فتح جوار معها مهم جدا خاصة القوة الحية في دارفور, دارفور التي تتمتع بتركيبة عرقية فريدة ومصالح إقتصادية متقاطعة مع المركز مساهمتها ستكون مهمة في بلورة ملامح الحركة الجديدة.


    الأخ عباس الوسيلة،

    تحية وشكرا على الاضافة القيمة.

    نعم، للأحزاب الجهوية يعود فضل تاكيد أن مصالح جماهير الهامش تتعارض مع مصالح التيار العروبي والتيار الديني في الحركة السياسية السودانية، الذين ظلا حريصين على هيمنة المركز. كما يعود لأهل الهامش فضل التنبيه إلى أن مشاكل السودان لن تحل إلا في ظل النظام الديموقراطي التعددي.

    لكن العيب في الأحزاب الجهوية هو التماهي مع طرح المركز الذي يقوم على المعالجة الجزئية أو تجزئة المشكل السوداني. (مشكلة الجنوب - مشكلة دارفور - مشكلة الشرق). وهنا تبرز عظمة طرح (السودان الجديد). فهذا الطرح ينظر لمشاكل السودان من منظور قومي. فلم تعد المشكلة هي مشكلة الجنوب أو مشكلة الشرق أو مشكلة الغرب. المشكلة هي مشكلة السودان.

    لا أحد ينكر أفضال الأحزاب الجهوية للتنبيه لمشاكل الهامش. لكن لا بد من تطوير الطرح وتطوير أدوات الحل.
                  

05-01-2011, 05:05 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

05-01-2011, 05:27 AM

عبّاس الوسيلة عبّاس
<aعبّاس الوسيلة عبّاس
تاريخ التسجيل: 08-23-2005
مجموع المشاركات: 930

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: لكن العيب في الأحزاب الجهوية هو التماهي مع طرح المركز الذي يقوم على المعالجة الجزئية أو تجزئة المشكل السوداني. (مشكلة الجنوب - مشكلة دارفور - مشكلة الشرق). وهنا تبرز عظمة طرح (السودان الجديد). فهذا الطرح ينظر لمشاكل السودان من منظور قومي. فلم تعد المشكلة هي مشكلة الجنوب أو مشكلة الشرق أو مشكلة الغرب. المشكلة هي مشكلة السودان.

    الأستاذ حامد
    تحية وإحترام
    نتفق ونختلف في فعالية التكتيكات التي تبنتها حركات الهامش في صراعها مع المركز من أجل عدالة توزيع السلطة والثروة ولكن تبقى الحقيقة أن هذه الحركات كانت ومازالت متمسكة بمطالبها المشروعة وقادرة على حشد المحليين حولها لذلك تبقى مسألة فتح حوار معها قضية محورية لاي تنظيم مهتم بقضايا الهامش التي لا يجدي معها خلق مركز جديد وأن جاءت ايدلوجيته مستوعبة لظلم الهامش لانها ستكون حركة تقودها نخبة تجاربها الماضية ومنذ مؤتمر الخريجين تقول بعجزها على إدارة الإختلاف داخلها بصورة ديمقراطية, لذلك لابد من رد الحق لأهله والتنظيم الجديد يجب أن يكون إيمانه بالجماهير ووعيها بمصالحها الطريق للوصول للسودان الجديد الذي لابد منه وإن طال السفر.
                  

05-01-2011, 08:46 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: عبّاس الوسيلة عبّاس)

    الأخ عباس الوسيلة،

    أشكرك على المواصلة.

    لقد كتبت:


    Quote: نتفق ونختلف في فعالية التكتيكات التي تبنتها حركات الهامش في صراعها مع المركز من أجل عدالة توزيع السلطة والثروة
    .

    ثمة اختلاف هنا في الجهات موضوع النقاش. فأنا لم أتحدث عن (حركات الهامش) وإنما كنت أتحدث عن ما عرف باسم: (الأحزاب الجهوية) ضمن السياق التاريخي لصراع (التيارات السياسية ) في الحركة السياسية السودانية. وأقصد بذلك أحزاب الجنوب التاريخية مثل حزب سانو واحزاب جبال النوبة التاريخية مثل حزب الاب فليب غبوش واتحاد جبال النوبة واحزاب الشرق التاريخية مثل اتحاد البجة وغيرها من الأحزاب التي كانت تجسيدا لتناقض مصالح الهامش الجغرافي، ليس مع مصالح المركز فحسب، وإنما ايضا مع المصالح التي يمثلها السياق السياسي السوداني بكامله كما يتمثل في حركة التيارين السياسيين الذين كرسا التهميش، التيار العروبي والتيار الديني.

    وهذا يختلف عن الحديث عن (حركات الهامش). فحركات الهامش مرحلة متقدمة، جاءت لقلب الطاولة ورفض اللعب بقوانين المركز وفرض الخيار الثالث ولو بالقوة. وهذه نقلة نوعية في طبيعة نضال الهامش ضد التهميش.

    لهذا حذرت من الانزلاق بالحزب الجديد إلى استراتيجيات الأحزاب الجهوية. وهذا وارد باعتبار بعض الكتابات التي نراها تطفو على السطح ومحاولات حيازة ملكية الحزب الجديد من منطلقات عرقية احيانا وجهوية أخرى.

    نحذر من ذلك لانه، إذا حدث فستكون حركة نضال الهامش قد تراجعت من مستوى (حركات الهامش) إلى مستوى (الأحزاب الجهوية) التي اختارت أن تلعب بنفس قوانين المركز، بدلا عن الثورة عليها كما فعلت (الحركات المسلحة) اخيرا.
                  

05-01-2011, 10:44 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    أحد التحديات الكبرى التي تنتظر حزب الحركة الشعبية الجديد في الشمال، هو عبء الخروج بالسودان من حالة (المشروع) إلى حالة التحقق الكامل للدولة القومية.

    هذا ما سنناقشه لاحقا.
                  

05-02-2011, 05:14 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

05-02-2011, 07:06 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    عبء الخروج بالسودان من وضع "مشروع الجمهورية" إلى وضع "الدولة القومية"

    الدستور الدائم هو أول لبنات تأسيس الدول. ووضع دستور للبلاد، أي بلاد، يتطلب اتفاقا على الحد الأدنى، إتفاق على تاسيس الوطن القومي. ولهذا تكون الدساتير الراقية قليلة الصفحات لأنها أطر قانونية عامة تنص على ما هو ليس بموضوع للخلاف.

    أخذت البلاد استقلالها في مطلع عام 1956، في ظل دستور مؤقت كتب على عجل وانجزه ثلاثة خبراء من بينهم خبير دستوري باكستاني وسمي ذلك الدستور باسم "دستور السودان المؤقت 1956". وكان المفترض أن ينهض السودانيون بمهمة وضع دستور السودان الدائم باعتيار ذلك أم المهام والمدماك التأسيسي للجمهورية الوليدة. بل أن الدولة تظل مشروع دولة حتى يتم "تأسيسها" بواسطة دستور دائم. ولهذا كانت مهمة وضع الددستور الدائم هي مهمة الجمعية "التأسيسية". هذا الدستور الدائم لم ينجز حتى الآن. فبعد عامين من الاستقلال وقع انقلاب إبراهيم عبود وعطل الحياة السياسية والنيابية وألقى العمل بالدستور المؤقت.

    سقطت السلطة الدكتاتورية العسكرية الأولى في أكتوبر 1964، فعادت البلاد للعمل بدستور السودان المؤقت 1956 "المعدل 1964". وأنتخبت جمعية تاسيسية لوضع الدستور الدائم.

    دام النظام الديموقراطي ثلاثة سنوات، لم تتمكن القوى السياسية خلالها من حل خلافاتها وبالتالي لم تتمكن الجمعية التأسيسية من إنجاز مهمتها الرئيسية ولم يوضع دستور للبلاد، حيث وقع انقلاب جعفر نميري عام 1969.

    سقطت السلطة الدكتاتورية العسكرية الثانية في أبريل 1985، وأيضا أنتخبت جمعية تأسيسية لوضع الدستور الدائم، وأيضا فشلت القوى السياسية في تجاوز خلافاتها ولم ينجز الدستور الدائم حتى وقوع الانقلاب الثالث، انقلاب عمر البشير.

    أضطررت لهذه الفذلكة التاريخية لأخلص إلى أن جمهورية السودان لا تزال مشروع جمهورية لم تؤسس بعد. فالدستور الدائم هو أساس قيام الدولة.

    أما لماذا حدث ذلك، فهذا مبحث كبير يطول الحديث حوله، وليس هنا مقامه. لكن إحقاقا للحق، لا بد ان نقول أن ثلاثة من الدساتير قد وضعت بعد دستور السودان المؤقت 1956. فقد وضعت سلطة نميري الدكتاتورية دستورا ووضعت سلطة البشير الدكتاتورية دستورا ثانيا، كما فرضت اتفاقية السلام الشامل الدستور المؤقت الحالي.
    غير أن هذه الدساتير، كلها، لا ترقي لمستوى الدستور الدائم الذي يؤسس دولة المواطنة ولم تحظى باحترام أو إجماع حتى الذين وضعوها، ناهيك عن اجماع أو احترام القوى السياسية الأخرى. فدستور السودان المؤقت لم يكن يحظى باحترام القوى السياسية السودانية باعتباره من مخلفات الحقبة الاستعمارية. ودستور مايو الذي وضع في ظل الدكتاتورية العسكرية الثانية، لم ولن يرقى لمستوى الدستور الدائم ولا يمثل سوى العصابة السياسية التي وضعته وفرضته ضمن نظام سياسي مفروض بالقوة على البلاد. وما قلنا عن دستور مايو ينطبق على دستور الانقاذ. أما الدستور المؤقت الحالي، والذي جاء نتيجة لاتفاقية السلام الشامل، فهو مؤقت بطبيعته وينص على وضع دستور دائم للبلاد بعد انتهاء مدته. وحتى هذا لم يحظى باحترام حكومة المؤتمر الوطني وظلت تخرقه ذات اليمين وذات الشمال حتى انقسمت البلاد إلى نصفين جراء ذلك.

    الآن وبعد مرور ما يزيد عن نصف قرن من الاستقلال، عاد السودان "مشروع جمهورية" تنتظر أن يوضع لها دستور دائم لتصير دولة حقيقية تتعامل مع العالم ويتعامل العالم معها على أسس دستورية راسخة ودائمة، وليس بحسب مزاج حكامها.

    لهذا نرى أن من أهم مهام حزب الحركة الشعبية فيما تبقى من السودان، أن يعمل كمحفز رئيسي وكمهماز حاد في خصر كل القوى السياسية السودانية، من أجل حملها على وضع الدستور الدائم لدولة المواطنة وإرساء أسس الجمهورية الديموقراطية والخروج بالسودان من الدائرة المفرغة، دائرة الجمهورية المؤقته، الجمهورية المشروع.

    هذا تحد ضخم ومخيف، لكن لا بد من أن يكون على رأس أولويات أي حزب جاد في مهمة "بناء الدولة". واعتقد أن هذه هي الفرصة الأخيرة. إن أهدرت، فلن يتبقى من السودان ما يسمح بالحديث عنه كأمة واحدة.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 05-04-2011, 06:18 AM)

                  

05-03-2011, 06:02 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

05-04-2011, 07:03 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال، مهما كان الاسم الذي سيختاره لنفسه بعد التاسع من يوليو، هو في الحقيقة الحامل السياسي لمشروع السودان الجديد.

    وبهذا المعنى، لا يكون هذا الحزب مجرد أثر من آثار "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وإنما يكون الطور الأخير والأكثر نضجا لمشروع سياسي ظل يتبلور ويتطور منذ بشأة الحركة السياسية السودانية، يضعف حينا ويقوى حين.

    سنحاول هنا تقديم فذلكة تاريخية لتطور هذا المشروع السياسي لنثبت أنه ليس نبتة شيطانية ابتكرها عقل (الدينكاوي الشقي) جون قرنق دي مبيور.
                  

05-04-2011, 10:17 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: سنحاول هنا تقديم فذلكة تاريخية لتطور هذا المشروع السياسي لنثبت أنه ليس نبتة شيطانية ابتكرها عقل (الدينكاوي الشقي) جون قرنق دي مبيور.


    حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال، مهما كان الاسم الذي سيختاره لنفسه بعد التاسع من يوليو، هو في الحقيقة الحامل السياسي لمشروع السودان الجديد.

    وبهذا المعنى، لا يكون هذا الحزب مجرد أثر من آثار "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وإنما يكون الطور الأخير والأكثر نضجا لمشروع سياسي ظل يتبلور ويتطور منذ نشأة الحركة السياسية السودانية، يضعف حينا ويقوى حين.

    سنحاول هنا تقديم فذلكة تاريخية لتطور هذا المشروع السياسي لنثبت أنه ليس نبتة شيطانية ابتكرها عقل (الدينكاوي الشقي) جون قرنق دي مبيور.


    يقول K.D.D Henderson في كتابه:
    (The Making of The Modern Sudan)
    (Newbold faith in the Western democratic institutions as the best alternative instrument has been questioned by many in the Sudan, British and the Sudanese, alike, who look doubtfully at the precedents of Egypt, Syria, and Persia, but there is a quality in the Sudanese which gives reasons that they may follow in the foot steps of Ceylon, India and Pakistan (members of the Commonwealth), rather than in those of not stable states of Middle East)

    نترجم هذه الفقرة من كتاب هندرسون الموسوم "تكوين السودان الحديث) بما يلي:

    (إن إيمان نيوبولد بمؤسسات الديمقراطية الغربية كأفضل وسيلة بديلة، قد نوقش من قبل العديدين في السودان بريطانيين وسودانيين على السواء، وجميعهم لينظرون بكثير من الشك إلى التجارب السابقة في مصر وسوريا وبلاد الفرس. لكن هنالك ميزة في الشعب السوداني تعطي أسبابا ترجح أنهم قد يتبعون خطى سيلان والهند وباكستان (الأعضاء في الكمونوليث) أكثر من أتباعهم خطى تلك الدول غير المستقرة في الشرق الأوسط)

    يتضح من هذا المقتطف أن بعض عناصر ما عرف (بحكومة السودان) التي كانت تدير البلاد نيابة عن دولتي الحكم الثنائي – مصر وبريطانيا – كانت تشجع بقوة قيام سودان حديث ديموقراطي ومرتبط ببريطانيا عبر الكمونويلث..

    وكان طبيعيا أن تتجه الإدارة البريطانية إلى المتعلمين المتخرجين من مدارسها الحديثة لتأسيس تيار سياسي ثالث ينادي بإستقلال السودان بعيدا عن مصر وبعيدا عن ابن المهدي، أي بعيدا عن التيار الإتحادي العروبي التوج والتيار الاستقلالي الديني التوجه. غير أن التاريخ يثبت لنا أن المتعلمين قد خذلوا التوجه السياسي البريطاني في السودان مرتين. مرة حين اختاروا التوزع بين التيارين الكبيرين، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني كما يتضح من حركة (مؤتمر الخريجين). ومرة ثانية بانخراطهم وقيادتهم للثورة ضد الوجود الإنجليزي في وادي النيل تجاوبا مع الثورة الوطنية المصرية ما بين عامي 1919و1924.

    هكذا بدأت (حكومة السودان) في البحث عن بديل للمتعلمين ليقوم بعبء الدعوة للتيار الحداثي العلماني الديموقراطي ضمن الحركة السياسية السودانية. ومما له أهمية خاصة جدا في فهم الحركة السياسية السودانية في الوقت الراهن، أن نعي بوضوح أن الفئة الإجتماعية السياسية الثانية التي وقع عليها إختيار السلطات الإستعمارية لتقوم بعبء الدعوة للتيار الحداثي العلماني الديموقراطي ضمن الحركة السياسية السودانية، كانت هي أهل (الهامش الجغرافي. فمن المعروف تاريخيا أن الإدارة الإستعمارية حين يئست من فئة الخريجين، قد تحولت إلى زعماء القبائل في الشمال والشرق والغرب والجنوب، ودفعتهم دفعا إلى تكوين (الحزب الجمهوري الإشتراكي) لينادي بإستقلال السودان بعيدا عن مصر وابن المهدي.

    ولم يكن هذا الإختيار أمرا عشوائيا، فقد كانت الإدارة الإستعمارية تعتقد أن مصلحة الخريجين (المتعلمين)، كفئة إجتماعية تشكل نواة لبرجوازية صغيرة، قادرة علي إدارة البلاد، كانت تعتقد أن مصلحة هذه الفئة ترتبط بالحداثة والديموقراطية والعلمانية وإضعاف النفوذ الطائفي. ولما عميت هذه الفئة عن مصلحتها، بحثت الإدارة الإستعمارية عن الفئة الثانية التي ترتبط مصالحها بالحداثة والديموقراطية والعلمانية وتتناقض أهدافها مع أهداف التيار الإتحادي العروبي والتيار الإستقلالي الديني، فلم تجد سوي أهل (الهامش الجغرافي).

    ولم يكن أهل (الهامش الجغرافي) في ذلك الزمن بأحسن حال من المتعامين. فهم أيضا قد فات عليهم فهم مغزى محاولة الإدارة الإستعمارية خلق تيار ثالث منهم. وقد أثبت هذا الفشل الإستعماري المتكرر، أن النفوذ الطائفي في السودان من التجذر والعمق بحيث إستطاع أن يهزم أماني الإمبراطورية البريطانية حول مستقبل السودان. إلا أن المحاولة نفسها تظل ذات مغذي خطير. فهذه التجربة تؤكد إرتباط مصالح أهل (الهامش الجغرافي) بالعلمانية، بناءا علي أن غالبية أهل (الهامش الجغرافي) لا يدخلون ضمن التصنيف العرقي – الثقافي العروبي أو التصنيف الديني الإسلامي. وقد تجلت هذه الحقيقة ساطعة قبل الإستقلال بالنسبة للجنوبيين، وبعد الإستقلال بالنسبة لأهل جبال النوبة وشرق السودان وغربه، فبدءوا في تكوين أحزابهم وروابطهم وإتحاداتهم السياسية بعيدا عن التيارين الكبيرين، الإتحادي العروبي والإستقلالي الديني، وهذا ما عرف بالأحزاب الجهوية.

    ومع كل هذا الفشل الذي لازم محاولات النهوض بالمشروع الحداثي العلماني الديموقراطي وسط الحركة السياسية السودانية، إلا أن هذا المشروع قد إنتصر في نهاية المطاف ولم ينل السودان إستقلاله أول عام 1956 إلا تحت رايته. غير أن انتصار الإتجاه الحداثي العلماني الديموقراطي عشية الإستقلال، لم يجيء نتيجة لقوة التيار الحداثي العلماني الديموقراطي وسط الحركة السياسية السودانية، وإنما جاء نتيجة لتطورات ضخمة ومتغيرات خطيرة، قادت لإنتصار هذا الإتجاه السياسي الذي أخذ السودان إستقلاله تحت رايته. فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر فيما يخص العلاقات الإتحادية - المصرية، عشية إستقلال السودان. حيث بدأ الإتحاديون يتملصون علنا من الدعوة للإتحاد مع مصر وبدأت الصحف المصرية الرسمية تهاجم الزعيم الإتحادي إسماعيل الأزهري. والسبب الرئيسي لهذا التحول، في اعتقادنا، هو أن الإتحاديين لم يستسيغوا أو يهضموا مطلقا الخطاب السياسي الجديد لمصر الناصرية بسبب تجذر حركتهم في عمق الطبقة الوسطي التجارية في المدن السودانية، والتي قامت في ظلها الصلات القوية بين القيادة الإتحادية والساسة المصريين قبل قيام الثورة في يوليو عام 1952. فإذ تذكرنا بان العلاقات المصرية الإتحادية كانت في ظل العهد العلماني في مصر والذي أفرزته الثورة البرجوازية التجارية في مصر عام 1919، فإننا يمكن أن نتفهم بسهولة أن عناصر الطرد بالنسبة للإتحاديين بعيدا عن مصر الناصرية كانت أقوي من عناصر الجذب عشية إستقلال السودان.

    وهذا التطور يعني بالضرورة تقاربا إتحاديا - بريطانيا، خاصة إذا تذكرنا بان غالبية المتعلمين (أعضاء مؤتمر الخريجين) كانوا إتحاديين. لهذا يمكن أن نري بسهولة بأن بريطانيا قد وجدت ضالتها في هذا التباعد الإتحادي – المصري. فقد كانت بريطانيا في الأصل تراهن علي المتعلمين من السودانيين، والذين درسوا في المدارس التي أنشأتها الإدارة الإستعمارية في السودان. وكانت بريطانيا تأمل في ان ينهض هؤلاء بالدعوة لنظام الحكم العلماني المرتبط ببريطانيا عبر الكومونويلث. وبعد أحداث ثورة 1924، فقدت بريطانيا الأمل في هؤلاء المتعلمين. وحين تقربوا إليها شبرا، اقتربت منهم ذراعا وسعت بكل جهدها إلى أن يأخذ السودان استقلاله تحت رايتهم. وهذا هو الظرف الذي جعل (أبوالزهور يرفع العلم)، علم (الاستقلال التام) وهو زعيم المنادين باستقلال منقوص مرتبط بمصر.

    إذن، فإن متغيرات الأحداث قد أعادت الأمل مرة أخرى للإدارة البريطانية، في دور ديوقراطي علماني يلعبه هؤلاء المتعلمون لتحقيق سياستها الرامية إلى (قيام سودان، حسن الحكم، مستقل عن مصر، وفي علاقات ودية مع بريطانيا، وخاضع للنفوذ البريطاني) حسب حلمها المصاغ رسميا في مذكرة رسمية.

    وخلال العامين 1953.1952، يبدو أن البريطانيين قد اقتنعوا بان إسماعيل الأزهري والإتحاديين هم الأقدر والأكثر أمانا على تنفيذ تلك السياسة البريطانية مقارنة مع عبد الرحمن المهدى و(حزب الأمة). فقد ورد في نفس تلك المذكرة التي نعتبرها اخطر وثيقة توضح بجلاء إتجاهات السياسة البريطانية والسودان على أعتاب الإستقلال .. ورد فيها ما يلي: (ومن المفترض أنه لا يهم حكومة صاحبة الجلالة البريطانية سواء جاء إستقلال السودان على أيدي الحزب الوطني الإتحادي أو حزب الأمة. وقد ظللنا نؤيد هذا الحزب الأخير لأنه يمثل القوة الرئيسية للسودانيين الذين يعلنون تحيزهم للإستقلال. وهنالك في حقيقة الأمر عدد من الحجج المؤيدة للرأي القائل باحتمال أن يكون الإستقلال عن طريق الوطني الإتحادي اشد خدمة لأهداف الحكومة البريطانية في السودان عن احتمال الإستقلال عن طريق حزب الأمة)

    واضح أن التحليل للفعآليات السياسية السودانية عشية الإستقلال قد هدى البريطانيين إلى أن الإتحاديين لا يستطيعون إلا أن يكونوا لبراليين بعد ان فقدوا حرصهم على العلاقة الخاصة مع مصر التي منبعها الخوف من هيمنة المشروع المهدوى الديني. فمن ناحية تحولت مصر إلى الإشتراكية، ومن الناحية الأخرى، فقد هزم (حزب الأمة) في إنتخابات عام 1953 هزيمة لا تتناسب وحجمه ونشك شكا مبررا أن للبريطانيين يد فيها. وقد وردت هذه النتيجة حرفيا ضمن مزكرة الحاكم العام الضافية التي نقتطف منها هنا: (16 - بالنسبة للنقطة (أ) أعلاه هنالك دلائل، كما سبق وأوضحنا، بان عقل الحزب الوطني الإتحادي، وخاصة الختمية، يتجه نحو فكرة الإستقلال، وانهم لم يعودوا يلعبون اللعبة المصرية بحرص كما كانوا يفعلون من قبل)

    هذا الإتجاه السياسي البريطاني مضافا إليه نفور الإتحاديين من سياسات مصر الراديكالية الجديدة، كل ذلك قد خلق تداخلا وخلطا في تلك المرحلة من تطور الحركة السياسية السودانية بين المشروع الإتحادي العروبي والمشروع الحداثى العلماني. ومن هنا جاءت هزيمة المشروع الديني المهدوى في أول إنتخابات تجرى في السودان أواخر عام 1953. فقد واجه الأخير منفردا قوي المشروع الإتحادي العروبي المدعوم من مصر، زائدا قوي المشروع الحداثي العلماني الديموقراطي المدعوم من بريطانيا، وكان لا مناص من الهزيمة.

    توضح هذه الملابسات السياسية عشية الإستقلال بان التيار الحداثي العلماني الديموقراطي قد اكتسب قوة هائلة ممثلة في الإتحاديين دون أي مجهود يذكر من عناصره أو من الإدارة الإستعمارية البريطانية التي تدعمه. وهذا يعني بأن إتفاقية السودان لعام 1953 بين مصر وبريطانيا، قد سقطت وتجاوزتها الأحداث، خاصة في شقها الذي ينص علي إستفتاء الشعب السوداني بين الإستقلال التام أو الدخول في علاقة سياسية مع مصر. فلم يعد أحد يريد هذه العلاقة السياسية مع مصر. حتى الختمية لم يميلوا إلى مصر إلا بعد أن مالت أمريكا إلى (حزب الأمة) بعد الإستقلال بسنوات وبعد تكوين حزبهم الخاص "حزب الشعب الديموقراطي".

    وأخطر هذه التطورات كانت هي سهولة نيل السودان إستقلاله، فبريطانيا السعيدة بهزيمة التيار الديني، والسعيدة أكثر بانفصام علاقة الإتحاديين مع مصر، كانت علي إستعداد للإسراع بإكمال إجراءات الإستقلال وإعلان جمهورية السودان المستقلة ذات الحكم الديمقراطي ألتعددي والتغاضي عن شرط الإستفتاء.

    ومن هنا يتضح بأنه لا صحة مطلقا للقول بان إستقلال السودان قد تحقق بالمناورات والتكتيكات والمقالب السياسية. فقط، لم يكلف أحد نفسه تحليل ما حدث لمعرفة حقيقة ما حدث. والنتيجة الهامة التي نحرج بها هنا، فيما يلي موضوعنا، هي أن انتصار التيار الحداثي العلماني الديموقراطي قد جاء ظرفيا وأن نظام الحكم الديمقراطي قد ظل يعاني من هذه الظرفية طوال تاريخ الحركة السياسية السودانية. فقد أصبح قدر هذا النظام أن يكون محطة وسطي يستريح فيها المتحاربون ساعة ريثما يواصلون القتال. ولعل السبب الرئيسي وراء ذلكم الضعف الذي ظل يعتري نظام الحكم الديمقراطي، هو أنه لم يتحقق عبر إرادة ومجهود أصحاب المصلحة الحقيقية في قيامه من أهل (الهامش الجغرافي) أو المثقفين العلمانيين في المدن. وإنما تحقق بشروط ظرفية وكناتج جانبي.


    وحين اجترحت الحركة الإسلامية الأزمة في موضع الإحتقان ونفذت إنقلابها العسكري آخر يوم من يوليو عام 1989، كانت حالة الإستقطاب السياسي بين الدولة الدينية والدولة العلمانية والتي بدأت مع توجهات نميري الإسلامية، قد جعلت كل عناصر الحركة السياسية السودانية محددة لموقفها سلفا ما عدا (حزب الأمة) الذي ظل موزعا مشتتا بين الدولة الدينية التي أقامتها الحركة الإسلامية في الخرطوم بقوة السلاح وبين الدولة العلمانية الديموقراطية التي اتفقت المعارضة علي تفاصيلها في إسمرا عام 1995. مرة يكون حاضرا هنا، ومرة يكون حاضرا هناك.

    هكذا فان قيادة مشروع الدولة الديموقراطية الحداثية العلمانية قد إنتقلت إلى يد (الحركة الشعبية لتحرير السودان)، مثلما إنتقلت قيادة مشروع الدولة الدينية إلى يد (الحركة الإسلامية الحديثة). وإذ كان مشروع الدولة الدينية قد حدثت له نقلة نوعية كبيرة علي يد الحركة الإسلامية الحديثة، فان مشروع الدولة الحداثية العلمانية، هو الآخر قد شهد نقلة نوعية ضخمة علي يد الحركة الشعبية لتحرير السودان.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 05-04-2011, 10:22 AM)

                  

05-05-2011, 10:59 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

05-05-2011, 11:41 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: حامد بدوي بشير)


    Quote: نجم جديد أسمه (الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال).


    لا حولة ولا قوة إلا بالله .. بالجد هذا البوست يضيف نجمة أخرى لصاحبه إضافه لنجوميته فى موضوع عروبة أهل السودان.


    بريمة
                  

05-05-2011, 01:51 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحديات التي يواجهها حزب الحركة الشعبية - قطاع الشمال (Re: بريمة محمد)

    Quote: حولة ولا قوة إلا بالله .. بالجد هذا البوست يضيف نجمة أخرى لصاحبه إضافه لنجوميته فى موضوع عروبة أهل السودان.


    يا جماعة، كان في زول فاهم حاجة يفهمنا؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de